قيادي في حماس: فرص المصالحة مع حركة فتح ضئيلة
الزهار: حماس لا تسعى إلى حرب مع إسرائيل
محمود الزهار القيادي البارز في حركة المقاومة الإسلامية حماس
غزة - قال محمود الزهار القيادي الكبير في حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) إن الحركة لا تسعى لحرب جديدة مع إسرائيل وإن شبكة الأنفاق التي تحفرها الحركة ووصل بعضها إلى إسرائيل في الماضي "دفاعية".
وأشار الزهار- وهو طبيب يعتبره البعض من المتشددين- في حديث لأعضاء برابطة الصحفيين الأجانب في غزة إلى أن فرص المصالحة مع حركة فتح المنافسة ضئيلة برغم سنوات من الجهود الدولية من أجل الوحدة.
وقال الزهار (71 عاما)- الذي نجا من محاولتي اغتيال إسرائيليتين قتل نجله في إحداهما في 2003- "أعتقد أنه لا أحد في المنطقة هنا يسعى إلى حرب."
وأضاف في تصريحات للصحفيين مساء أول من أمس الأربعاء "لا نسعى إلى أي مواجهة مع إسرائيل... لكن إذا شنوا عدوانا فيتعين علينا الدفاع عن أنفسنا."
وسيطرت حماس على قطاع غزة في 2007 بعد اقتتال قصير الأجل مع قوات من حركة فتح التي يتزعمها الرئيس محمود عباس. وتحكم حماس سيطرتها الأمنية على القطاع الساحلي حيث يعيش أكثر من 1.9 مليون نسمة.
والزهار أحد مؤسسي الحركة ومن بين أكبر القيادات في حماس في غزة وينظر إليه باعتباره مقربا من جناحها العسكري كتائب عز الدين القسام.
ولا تعترف الحركة التي تأسست في 1987 بوجود إسرائيل.
لكن بعض قيادات الحركة أشاروا في السنوات الأخيرة إلى أنهم مستعدون لقبول قيام دولة فلسطينية في قطاع غزة والضفة الغربية والقدس الشرقية في مقابل هدنة طويلة الأمد مع إسرائيل.
وتنظر إسرائيل إلى فكرة الهدنة باعتبارها خدعة وتقول إنها لن تتفاوض مع حماس.
وردا على سؤال عن سبب قيام الحركة بحفر أنفاق قال الزهار إنها دفاعية وأشار إلى أنها ليست شيئا يذكر إذا ما قورنت بقدرات الجيش الإسرائيلي المزود بإمدادات أميركية.
وقال الزهار "تتحدثون عن الأنفاق؟ ألا تتحدثون عن (المقاتلات) إف-35؟ لا تتحدثون عن القنبلة النووية في إسرائيل... الأنفاق مسألة دفاع عن النفس."
وفقد الجناح العسكري لحماس عشرة من مقاتليه هذا العام في انهيار أنفاق. وتعهد زعماء الحركة في خطابات قوية النبرة بمواصلة بناء الأنفاق فيما أثار القلق في إسرائيل التي كثفت جهودها لكشف الأنفاق ومنع وصولها إلى أراضيها.
وأجج تزايد التوتر على الجانبين المخاوف من نشوب حرب جديدة ستكون الخامسة منذ أن فازت حماس بالانتخابات الفلسطينية في 2006. وقتل في الحرب الأخيرة في يوليو/ تموز، وأغسطس/ آب 2014 أكثر من 2100 فلسطيني معظمهم من المدنيين كما قتل 73 إسرائيليا جميعهم تقريبا جنود.
انقسام داخلي
ويصعب حصار إسرائيلي لغزة وإجراءات مصرية مشددة على الحدود حركة السلع والأفراد من وإلى القطاع. وفي ظل هذا سعت حماس وفتح لرأب الصدع بينهما وتشكيل حكومة وحدة.
غير أن أحدث جولة من المناقشات في العاصمة القطرية الدوحة تعثرت برغم مؤشرات أولية على إحراز تقدم. وأعطى الزهار انطباعا بأن التوصل إلى اتفاق أمر بعيد المنال.
وقال إن عباس وفتح غير صادقين بشأن تحقيق المصالحة وهو اتهام رفضته فتح.
وتعهد أيضا بأن حماس لن تعترف أبدا بدولة إسرائيل مثلما فعل عباس وفتح اللذان يطالبان حماس بفعله أيضا.
وقال الزهار "ليست لديهم (في فتح) الرغبة في التوصل إلى اتفاق. لا توجد لديهم نية."
وتعرض اقتصاد قطاع غزة لضغوط هائلة جراء الحصار وانهيار العلاقات مع فتح. ونظرا لأن فتح تتحكم في الميزانية من الضفة الغربية فهي تقاوم حتى الآن تقديم أي مدفوعات لقوات الأمن والموظفين العموميين الآخرين في القطاع الذين عينتهم حماس منذ 2007.
ونتيجة لذلك تعتمد حماس بشدة على الدعم الخارجي بما في ذلك الدعم من قطر والسعودية وإيران. وثمة خلافات بين السعودية وإيران غير أن الزهار قال إن الحركة لا تنحاز إلى طرف.
وقال "نسعى إلى إقامة علاقات طيبة مع الجميع. لن نلعب أي دور في المواجهات الداخلية أو الخارجية بين تلك البلدان." - (رويترز)