الزوجة "المتعايشة"!
طلب منها أن تضبط حجابها - تتجنب حضور بعض المقاطع التي تبث السموم الفكرية والأخلاقية... ثم خرج للعمل... فوجدها قد أرسلت له رسالة على جواله منقولة من إحدى "الجروبات" عن "التعايش وقبول الاختلاف"، ومما جاء فيها:
1. ليس شرطا أن أقتنع بما تقتنع أنت به
2. معرفة الناس للتعايش معهم لا لتغييرهم
3. فهمي لك لا يعني القناعة بما تقول
4. الحوار للإقناع وليس للإلزام
5. اقبلني كما أنا حتى أقبلك كما أنت...إلخ
هذا مع أن ما يطالبها بأن تفعله واجب ليس فيه خلاف شرعي معتبر، مستند إلى (قال الله وقال رسوله) وليس إلى رأيه هو ولا من بنات أفكاره!
هذا "التعايش وقبول الاختلاف" في مثل هذا الموقف هو في الحقيقة عَلمانية! فصل للدين عن الحياة وتحجيم له.
قد تمارسه الزوجة مع زوجها، وبالعكس: قد يمارسه الزوج مع زوجة صالحة تذكره بمعروف أو تنهاه عن منكر... قد يمارسه الأبناء مع آبائهم..
عَلمانية لا يفرضها علينا أحد ! لا حكام ولا دول غربية ولا نظام عالمي ولا مناهج مدرسية مشوهة!
علمانية تمارَس داخل البيوت حيث لا أحد يجبرك أن تخضع لقوانين وضعية مصادمة لأحكام الله تعالى!
إن كنتِ حقا مسلمة أيتها الزوجة/الزوج/الابن/البنت... فالمطلوب هو تعاون الجميع على رضا الله، التواصي بالحق والتواصي بالصبر على هذا الحق، وليس "التعايش" مع المنكر وقبوله في حصننا الأخير الذي تبقى لنا: حصن الأُسرة!
إن كنتَ/كنتِ مسلما ومسلمة حقا، فمقابل قواعدك الخمسة هناك قواعد خمسة ربانية نبوية:
1. (والمؤمنون والمؤمنات بعضهم أولياء بعض يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر) (سورة التوبة).
2. (إنما كان قولَ المؤمنين إذا دُعوا إلى الله ورسوله ليحكم بينهم أن يقولوا سمعنا وأطعنا وأولئك هم المفلحون) (سورة النور).
3. (يا أيها الذين آمنوا قوا أنفسكم وأهليكم نارا وقودها الناس والحجارة) (التحريم)
4. (كلكم راعٍ وكلكم مسؤول عن رعيته) (رواه البخاري).
5. (ما من عبدٍ يسترعيهِ اللهُ رعيةً، فلم يَحُطْها بنُصحِه، لم يجد رائحةَ الجنةِ) (رواه البخاري).
وإذا جاء نهر الله، بطل نهر معقل!