منتدى الشنطي
سيغلق هذا المنتدى بسبب قانون الجرائم الاردني
حيث دخل حيز التنفيذ اعتبارا من 12/9/2023
ارجو ان تكونوا قد استفدتم من بعض المعلومات المدرجة
منتدى الشنطي
سيغلق هذا المنتدى بسبب قانون الجرائم الاردني
حيث دخل حيز التنفيذ اعتبارا من 12/9/2023
ارجو ان تكونوا قد استفدتم من بعض المعلومات المدرجة

منتدى الشنطي

ابراهيم محمد نمر يوسف يحيى الاغا الشنطي
 
الرئيسيةالرئيسية  البوابةالبوابة  الأحداثالأحداث  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخول  

 

 لماذا يجب علينا أن نرفض الصلح والسلام مع اليهود؟

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 75802
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 78
الموقع : الاردن

لماذا يجب علينا أن نرفض الصلح والسلام مع اليهود؟ Empty
مُساهمةموضوع: لماذا يجب علينا أن نرفض الصلح والسلام مع اليهود؟   لماذا يجب علينا أن نرفض الصلح والسلام مع اليهود؟ Emptyالأربعاء 02 مارس 2016, 8:47 pm

هذا الصخب الإعلامي العربي الذي بات يصوّر الصلح والسلام مع اليهود على أنَّه إنجاز العصر،
وغاية النصر - لا يجوز أن يُعْمِيَنا عن الحقائق، وأن يصرفنا عن معرفة الأخطار الهائلة التي تنتظرُنا
إثر توقيع أكبر مؤامرة عرفها التاريخ،


وهاكم نزرًا يسيرًا من هذه الأخطار:
أولاً: عِندما جاء اليهود إلى فلسطين بعد شتاتٍ بلا وطنٍ استمرَّ زهاء ثلاثة آلاف عام، أتَوْا بناء على وعود قديمة زعموها في التوراة على لسان إبراهيم عليه السلام، ولم يستطع الداعون منهم والمخطّطون لهذه العودة إغراء اليهود والمجيء بهم من أرض الشتات إلى أرض الميعاد (فلسطين)؛ إلا بهذا الوعد الدّينِيّ، فلقد كان مُعْظَم اليَهُود يعيشون عيشة هادئةً هانِئَةً في أوطانهمُ الَّتِي نشؤوا فيها، وعندما وضع المخطّطون لدولة إسرائيل مخططاتهم في أواخر القرن التاسع عشر، وفي سنة 1897م بالتحديد، كان حلمهم وأهدافهم أن تكون حدود هذه الدولة من الفرات إلى النيل، وأنَّ تحقيق السيطرة لا على العالم العربي وَحْدَهُ، وإنَّما على العالم بأَسْرِه، الَّذي يكون قَدْ أُنْهِكَ بِفِعْل المُؤامرات والحروب والفساد الَّذِي خطَّطوا له في بروتوكولاتهم، وأن يتحقَّق هذا كلّه في ظرف مائة عام فقط.

ولَقَدْ مَضَى الآن ثمانون عامًا – بالتَّحديد – على وضع هذه الفكرة، التي كانت محض خيال في وقتها، وقد تحقَّق منها سبعة أعشارها تمامًا، وأمام اليهود الآن ثلاثون سنةً فقَطْ لِتَحْقِيق نِهايةِ آمالِهِم وغاية مكرهم، والذي يريد أن يقول إنَّ اليهود لا يملكون هذا الزَّعْم، ولا يُبَيّتون هذه النية فلا يستحق أن نناقشه؛ لأنه في ضلال بعيد يحتاج معه إلى دهر طويل؛ ليتعلَّم أوَّليات القراءة والكتابة؛ ليفكَّ الحروفَ المكتوبة على صدر (الكنيست) الإسرائيلي.

باختصارٍ نحنُ أمام دولةٍ قدْ أعلنتْ أهدافَها النّهائيَّة في كُتُبِها ونشراتِها وتعليمها لأبنائها، وفي الأسرار التي انتشرت على الرغم منها، وأوَّل أهداف هذه الدولة أن تجعل منا عبيدًا (لشعب الله المختار).

والذي يقول إنَّ اليهود لا يستطيعون تحقيق هذا الحلم مخطئٌ، ويرد عليه أنَّ اليهود قدِ استطاعوا تحقيق ثلاثة أرباع مُخَطَّطهم الرَّهيب. فَمَنْ كان يظنّ قبل ثلاثين عامًا فقط أنه ستولد لليهود دولة في فلسطين، وأنها ستنْتَصِر على سبعِ دُول عربيَّة، وأنَّها في ظرف عشرين عامًا فقط من 1947 – 1967م ستدق عَلَمَها ذا النجمة السداسية على بعد مائة كيلو متر من القاهرة، وعلى مشارف مدينة دمشق؟! لو أنَّ قائلاً قال هذا قبل أن يحدث هذا لاتهم بالخبل والجنون. وإذا كان في قومنا الآن من يقول إنَّ تحذيراتنا هذه نوع من الخبل والخيال، فإنما نذكرهم بذلك فقط.

أقول: يجب علينا أن نسلم بأنَّ هذا حدث، وأنَّ إسرائيل الآن حقيقة واقعة، وأنها ساعية لا محالة إلى أهدافها التي رسمتها وعَقَدَتِ العزم عليها، وإذا كان يحقّ لنا أن نعترف بهذا فإنه ينبغي أن نعلم أيضًا أنَّ اليهود لم يقطِفُوا بعدُ ثمارَ نَصْرِهم الَّتي يرجونها، ولم يحقّقوا بعدُ غاية وجودهم في هذه الأرض، فلم يكن هدف اليهود إيجاد دولة وكفى، أو البحث عن مجرد هوية وجنسية لرعاياهم، أو مجرَّد تجميع اليهود من أرض الشتات إلى أرض الميعاد؛ بل إنَّ هدفهم النهائي هو أن تكون دَوْلَتُهم الحيَّة والثُّعبان الَّذِي يلتفُّ على عُنُقِ هذِهِ الأُمَّة ويمتصّ خيراتها، ويستعبد شعوبها، ويحقق تعاليم تلمودها، وما افتراه شياطينهم ونسبوه لله زورًا وبهتانًا.

وإن الذي يتحتم علينا الإقرار به ومعرفته أنَّ معركة السلم، والسيطرة الاقتصادية والسياسية لا نستطيع أن نُجاري اليهود فيه بحال، إننا كأمة عربية ورثت الإسلام حاربنا اليهود، ونستطيع أن ننتصر عليهم في المعارك؛ بل إنَّ الحرب هي صناعتنا وحرفتنا منذ فجر التاريخ، وما هُزِمْنا أمام اليهود إلا خيانة لا جبنًا، ولن ينتصر اليهود علينا في حربٍ آتية إلا بالخيانة لا بِالشَّجاعة؛ بل إن يهود فلسطين لو علموا – يقينًا – أنَّنا عازمون على حربهم؛ لما بقي منهم في مقامهم أحد، ولكنْ صناعة السلاح، وحرفة الاقتصاد فلسنا فيها في قليل ولا كثير، فاليهود هم فرسانُها ورجالُها في كل جيل، وعلى كلّ أرض، وأمَّا نحن العرب، فبالرغم من أننا أغنى شعوب العالم إمكانيات وثروات، فنحن أفقرها انتفاعًا بهذه الثروات والخزائن، إننا أمة ما زلنا ولا نزال مشهورين بغبائنا الاقتصادي، وتخبُّطنا الإعلامي والسياسي، وذلك أن فنون الحيل والغش والكذب لا نجيدها ولا نعرفها، وإن عرفناها فلا نستطيع أن نمارسها.

اليهود هم أساطينُ المال والفساد في الأرض، فبالرغم من شتاتهم في الأرض دهورًا طويلة، وإقامتهم دولة فقيرة في الإمكانيَّات، فإنَّ الاقتصاد العالمي أمس واليوم وغدًا في قبضتهم، وهم مع هذا تجار الفساد والانحلال في كل بقعة من بقاع العالم.

لقد حاولتِ الدول العربية يومًا أن تجاري اليهود في أسلوب من أساليبهم؛ فاستخدموا - كما قال محمد حسنين هيكل بعد هزيمة 1967م - النساء في المخابرات للتجسس على اليهود، يقول هيكل: "فوقف هؤلاء الذين أرسلناهم في هذه المهمة عند حدّ الوسيلة!!"، وهذه شهادة رجل كان يومًا ما أكبر مطَّلع على خفايا السياسة العربية.

باختصار، إنَّ الذين يحلمون بسلام مع اليهود يريدون أن يقدموا أوطاننا جميعها لا فلسطين فقط، وأموالنا جميعها، وشبابنا كله؛ ليكونوا في خدمة هذا الأخطبوط الفريد، فاتقوا الله يا من وليتم شؤوننا، واعلموا أنَّها أمانة، وأنها يوم القيامة خزي وندامة، كما قال النبي - صل الله عليه وسلم -: ((إلا من أخذها بحقها، ووضعها في حقها))، فهل أذن لكم الله، وأذنَّا لكم أن تصنعوا هذا بنا!!
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 75802
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 78
الموقع : الاردن

لماذا يجب علينا أن نرفض الصلح والسلام مع اليهود؟ Empty
مُساهمةموضوع: رد: لماذا يجب علينا أن نرفض الصلح والسلام مع اليهود؟   لماذا يجب علينا أن نرفض الصلح والسلام مع اليهود؟ Emptyالأربعاء 02 مارس 2016, 8:50 pm

تحول العداء اليهودي النصراني إلى وفاق






أيها المسلمون: الصراع بين الحق والباطل صراعٌ قديم، بدأ منذ أن قال إبليس: ﴿ قَالَ رَبِّ بِمَا أَغْوَيْتَنِي لَأُزَيِّنَنَّ لَهُمْ فِي الْأَرْضِ وَلَأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ * إِلَّا عِبَادَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَ ﴾ [الحجر: 39 - 40].
 

وأقسم على ذلك بعزة الله تعالى فقال: ﴿ فَبِعِزَّتِكَ لأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ * إِلا عِبَادَكَ مِنْهُمُ المُخْلَصِينَ ﴾ [ص: 82 - 83]، فأرسل الله تعالى الرسل، وأنزل الكتب، وبين الطريق إليه، وحذر من سُبُل الشيطان؛ فانقسمت البشرية إلى جند للرحمن ينشرون دين الله تعالى ويجاهدون في سبيله، ويتبعون الرسل عليهم السلام وجندٍ للشيطان يكذبون الرسل، ويصدون عن سبيل الله تعالى ويحاربون أولياءه. 
إنه ابتلاء مكتوب على ذرية آدم، ينجو فيه من ينجو ممن كتبت له السعادة، ويهلك فيه من يهلك ممن كتب عليه الشقاء.
 

وإذا تقرر ذلك؛ فإن من الباطل شرعًا وفطرةً وقدرًا أن يجتمع الكفر والإيمان، ويتآلف الحق مع الباطل، ويتآخى جند الرحمن وجند الشيطان، وكل محاولة لذلك فمصيرها إلى الفشل.
 

وعداءُ المسلمين مع غيرهم سواءٌ كانوا يَهُودًا، أم نصارى، أم وثنيين هو عداءٌ بين التوحيد والشرك.. بين الإيمان والكفر.. بين الحق والباطل، وكل محاولة لإزالة هذه العداوة لن تكون إلا بإخضاع الكفر للإسلام على الدوام؛ وهذا ما يأباه الشيطان، ولن يكون قضاءً وقدرًا؛ لأن الله تعالى قضى أن الباطل يبقى إلى آخر الزمان؛ حتى يُجَاهِدُه أهل الحق والإيمان. أو تزال العداوة بينهما بإخضاع الإسلام للكفر، وذلك الكفر الذي ما بعده كفر؛ لأن من مقتضيات دين الإسلام علوه وارتفاعه على الكفر، وديانة أهله بالبراءة من الشرك وأهله.
وكذلك العداوة بين الديانات الأخرى - غير الإسلام - المُحَرَّف منها، والمخترع هي عداوة دينية في أغلبها؛ مبنية على اعتقادات باطلة.
 

وهكذا كانت العداوة بين اليهودية والنصرانية، كانت عداوة دينية، سجلها التاريخ، وصرح بها القرآن العظيم: ﴿ وَقَالَتِ اليَهُودُ لَيْسَتِ النَّصَارَى عَلَى شَيْءٍ وَقَالَتِ النَّصَارَى لَيْسَتِ اليَهُودُ عَلَى شَيْءٍ وَهُمْ يَتْلُونَ الكِتَابَ ﴾ [البقرة: 113]، وهذه العداوة بين هاتين الأُمَّتَيْن الضَّالَّتَيْن عداوة أساسها الدين، فإن عيسى عليه السلام لما بُعِثَ بالنّبوَّة، حسده اليهود عليها وعلى ما أعطاه الله من الآيات، وأيَّده به من المعجزات، فكذبوه وآذوه وآذَوا أتباعه، وحاولوا قتله؛ ولكن الله تعالى رفعه إليه، وألقى شبهه على أحد حوارييه، فقتلوه وظنوا أنهم قتلوا المسيح عليه السلام: ﴿ وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ وَلَكِنْ شُبِّهَ لَهُمْ ﴾ [النساء: 157]، ونصوص اليهود المقدسة، في كتبهم المُحَرَّفَة، ترسّخ كراهية النصارى وتلعنهم، وتحذر اليهود من معونتهم. وجاء في نص من نصوصهم: "من يفعل خيرًا للمسيحيين فلن يقوم من قبره قط".
لقد وصف اليهود نبي النصارى عيسى عليه السلام بأبشع الأوصاف، واتَّهَمُوه بأنواع التهم؛ كالجنون؛ والسحر؛ والنجاسة وأنه وثني وابن شهوة[1]؛ وغير ذلك من الأوصاف التي لا تليق بصالحي البشر فضلاً عن الأنبياء والمرسلين عليهم السلام.
 

وقذفوا أمه مريم عليها السلام بالزنى، وقالوا عليها قولاً عظيمًا[2]؛ ولأجل ذلك فإن النصارى كرهوا اليهود كراهة دينية - ولا سيما أن النصارى يعتقدون أن اليهود قتلوا عيسى عليه السلام وصلبوه - وجاء في نصوص النصارى الدينية ما يدلّ على معاداتهم لليهود، فباباوات الكاثوليك - أعلى مرجعية دينية عند النصارى - قرَّروا قديمًا أن اليهود يعتبرون خطرًا على جميع شعوب العالم، وخاصَّةً الشعوب النصرانية[3]، وقال أحد كبار الرهبان النصارى: "إنَّ القوى ذاتها التي صلبت المسيح طيلة ألف وتسعمائة سنة تَسعى اليوم إلى صلب كنيسته، ثم يقرر هذا الراهب النصراني أنَّ اليهوديَّة العالميَّة التي نجحت في إذلال شعوب الأرض تترقَّب الفرصة المواتية؛ لسحق المسيحيَّة سحقًا كاملاً"[4]
أيها الإخوة: بان بما سَبَق شدَّة العَدَاوة بين المغضوب عليهم والضالين، اليهود والنصارى، والسؤال الذي لا بُدَّ من طرحه: ما الذي غير العداء اليهودي النصراني الذي هو في حقيقة الأمر عداءٌ ديني، طفحت به نصوص كل طائفة ضد الطائفة الأخرى؟!
 

لا بُدَّ للإجابة على هذا السُّؤال من التأكيد على أن اليَهُود والنصارى حَرَّفُوا ولا زالوا يحرّفون كتبهم، كما قال الله عنهم: ﴿ يُحَرِّفُونَ الكَلِمَ عَنْ مَوَاضِعِهِ ﴾ [المائدة: 13]، ولذا فلا عجب أن يُحَوِّلوا نصوص العداء الديني بينهما إلى نصوص وِفاق ومَحَبَّة؛ لأنهم استمرؤوا التحريف، واعتادوا عليه. وهذا التغيير من عداوة إلى وِفَاق بدأ أيضًا بفكرة دينية على يد رجل دين وعالم باللاَّهُوت الكاثوليكي النصراني في القرن السادس عشر الميلادي[5]؛ إذ أدخل في عقيدة النصارى: أن نزول المخلص عيسى ابن مريم عليهما السلام من السماء لقتل المسلمين، ولمن لم يؤمن بالنصرانية من اليهود، مشروطٌ بتوطين اليهود في بيت المقدس. وسرى هذا الفكر في الأمة النصرانية التي تنتحل المذهب البُروتستانتي، وسعى الإنجليز - وهم بروتستانت - وقت استعمارهم للشام؛ لتحقيق هذه الفكرة المُخْتَرَعة عقب وعد بلفور، ثم اعترفت الأمة البروتستانتية في الغرب النصراني بهذه الدولة اليهودية التي زُرِعَت في بيت المقدس[6].
واعترض الكاثوليك على هذا التوطين؛ لأنهم يرون أن اليهود أنجاس قتلة، لا يجوز توطينهم في بلد مولد عيسى وعودته، وهم الذين قتلوه حسب اعتقادهم[7]؛ ولكن مع قوة اليهود في الغرب، وتمكّنهم الاقتصادي والإعلامي أخضعوا الكاثوليك لهذه الفكرة الخُرَافيَّة فعقد الكاثوليك مجمعهم المسكوني المشهور، وبرؤوا فيه اليهود من دم المسيح - عليه السلام[8] - وغيّروا صلاتهم التي صلوها عشرين قرنًا؛ لتَخْلُوَ من عبارات سب اليهود ولعنهم.
 

وبهذا يرى النصارى - خاصة طائفة البروتستانت - أنَّهم حقَّقوا مكسبًا باتخاذ اليهود - بتجميعهم في القدس - مَطِيَّة لخلاصهم، وتحقيق معجزة دينية ينتظرونها، تتلخَّص في نزول المخلص عيسى عليه السلام ليقتل المسلمين، ومن لم يتنصر من اليهود، كما يرى اليهود أنهم خدعوا النصارى بالتَّمكين لهم في احتلال الأرض المباركة؛ لبناء هيكل سليمان عليه السلام على أنقاض المسجد الأقصى، وتهيئة العالم لخروج ملك السلام، ثم ملك العالم وقتل غير اليهود.
فاليهود إذًا يمكرون بالنصارى، والنصارى يمكرون باليهود. وهذا التعاون بينهم كان لأجل ما يعتقدونه مصالح دينية مشتركة.
 

أسأل الله تعالى أن يحفظ المسلمين من شَرِّهِم ومكرهم إنه سميع مجيب، أعوذ بالله من الشيطان الرجيم: ﴿ إِنَّهُمْ يَكِيدُونَ كَيْدًا * وَأَكِيدُ كَيْدًا * فَمَهِّلِ الكَافِرِينَ أَمْهِلْهُمْ رُوَيْدًا ﴾ [الطَّارق: 15 - 17].
 





تتفق الأمم الثلاث: المسلمون والنصارى واليهود على قدسية الأرض المباركة، ولكنْ تختلف دوافع تلك القدسية وأسبابها. كما يتفقون على أن مسرح أحداث آخر الزمان سيكون بيت المقدس وما حوله، ولكنَّهم يختلفون في تفاصيل تلك الأحداث، ونتائجها النهائية، وتنتظر الأمم الثلاث مسيحًا يخرج في آخر الزمان؛ كما قال ابن القيم رحمه الله تعالى: "والأمم الثلاث تنتظر منتظرًا يخرج في آخر الزمان؛ فإنهم وعدوا به في كل ملة"[9].
 

ولكنهم اختلفوا فيمن يكون هذا المخلص؟ ومن يقود؟! فاليهود ينتظرون خروج ملك السلام الذي يؤمنون به، ويصنعون الأحداث؛ لتهيئة خروجه بجعل القدس عاصمة موحدة للدولة اليهودية، وقد ربطت هذه العقيدة بالصلاة اليهودية، فاليهودي في كل صلاة يقول بخشوع وابتهال: "أؤمن إيمانًا مطلقًا بقدوم المسيح، وسأبقى حتى لو تأخر أنتظره كل يوم"[10]، وهذا المنتظر الذي ينتظره اليهود ويسمونه: "ملك السلام" هو في واقع الأمر: المسيح الدجال؛ كما ذكر ذلك ابن القيم[11]، وثبت في صحيح مسلم أن سبعين ألفًا من يهود أصبهان يتبعونه[12].

ويتفق المسلمون والنصارى على نزول عيسى ابن مريم عليه السلام ولكن النصارى يظنون أنه سيكون معهم على غيرهم، وهو في حقيقة الأمر سيكون مع المسلمين على مَنْ سواهم؛ فيقتل الدجال، ويقتل الخنزير، ويكسر الصليب، ويحكم بشريعة أخيه محمَّد صل الله عليه وسلم كما دل على ذلك القرآن الكريم، وتواترت به السنة النبوية[13].
 

إن هذه العقائد يعتقدها اليهود والنصارى، وحوّلوها من خيالات وأحلام إلى واقع مشاهد. إنها ليست عقائد فئة قليلة منهم ليس لها حول ولا قوة؛ كما يسوق ذلك العِلمانيون العرب؛ لينقلوا حقيقة الصراع من واقعه الديني إلى صراع تراب وأرض ووطن. إنها اعتقادات دينية عند اليهود والنصارى يعتقدها عِليةُ القوم من الزعماء والساسة والقادة وصناع القرار، ولولا هذه الاعتقادات الدينية لما هاجر يهود الغرب، وتركوا جنة أوروبا وتطوّرها إلى الشرق المتخلف حسب رأيهم، ولما خسر النصارى الأموال الطائلة لتوطين اليهود، وملء ترسانتهم بأنواع الأسلحة التقليدية والنووية؛ لحفظهم من عدو يحيط بهم من كل جانب. ولكان بالإمكان توطين اليهود في أي مكان من فردوس الغرب الواسع، فذلك أكثر أمنًا وحفظًا لهم، وأقل تكلفة وأيسر على النصارى؛ ولكن تهون الصعاب في سبيل العقائد ولو كانت عقائد محرفة، فمتى يعي من يديرون دفَّة الصراع معهم أنه صراع ديني؟!.

إن أكثرهم يعرف ذلك؛ ولكنَّهم خونة خانوا دينهم وأمتهم وأوطانهم، وخدروا جماهير الأمة بوعود السلام الكاذبة، وأحلام التعايش والمحبة الزائفة، وفي كل مرة يمدون أيديهم بالسلام يضربهم العدوّ ويهينهم ويذلهم ويستعبدهم، وهم لا زالوا يظهرون حسن النوايا بالسلام؛ حتى غدا السلام استسلامًا، وربما سيكون استعبادًا لأهل الأرض المباركة؛ حتى يكون المسلم عبدًا لليهودي الذي ضربه الله بالذلة والصغار إلا بحبل من الله، وحبل من الناس!!
 

ألا فاتقوا الله ربكم، وأعينوا إخوانكم في الأرض المحتلة، وفي الشيشان، وفي كشمير، وفي كل مكان يقتل فيه المسلمون، أعينوهم بصالح دعائكم فإن الدعاء ينفع مما نزل وما لم ينزل، وأعينوهم بفضول أموالكم فهذا حق لهم علينا: ﴿ إِنْ تُقْرِضُوا اللهَ قَرْضًا حَسَنًا يُضَاعِفْهُ لَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَاللهُ شَكُورٌ حَلِيمٌ ﴾ [التغابن: 17]، ﴿ وَمَا تُقَدِّمُوا لِأَنْفُسِكُمْ مِنْ خَيْرٍ تَجِدُوهُ عِنْدَ اللهِ هُوَ خَيْرًا وَأَعْظَمَ أَجْرًا وَاسْتَغْفِرُوا اللهَ إِنَّ اللهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ ﴾ [المزمل: 20].
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 75802
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 78
الموقع : الاردن

لماذا يجب علينا أن نرفض الصلح والسلام مع اليهود؟ Empty
مُساهمةموضوع: رد: لماذا يجب علينا أن نرفض الصلح والسلام مع اليهود؟   لماذا يجب علينا أن نرفض الصلح والسلام مع اليهود؟ Emptyالأربعاء 02 مارس 2016, 8:52 pm

عداء اليهود للدين الإسلامي

النص المحقق من كتاب: "النكير على منكري النعمة من الدين والخلافة والأمة"



العداء اليهودي هو السبب:
ومما يَنبغي أن ننبِّه عليه أنه ليس مِن المُستبعَد أن تكون هذه العداوة الضارَّة التي ذكرْنا نبذة من مكايدها، وهي متوجِّهة نحونا تارة بالذات، وتارة بصورة تهييج العداوة بين المسلمين والنصارى، عبارة عن عداوة اليهود، ولقد صدق الله - تعالى - حيث قال: ﴿ لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِلَّذِينَ آمَنُوا الْيَهُودَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا ﴾ [المائدة: 82]؛ فاليهود معلومون ومعلوم تقادُم عداوتهم للمسلمين وفتنتهم المتصاعدة إلى عهد الخلفاء الراشدين[1].
 
وإني لذو شبهة مِن أنملة اليهود في اغتيال أكثر الخلفاء الراشدين، وفيهم الخليفة الأعظم والأعدل عمر بن الخطاب رجل الإسلام والمسلمين، لا سيما في دم عثمان بن عفان التي كانت مبدأ كل فتنة حدثت في الإسلام، وإنا - معاشر المسلمين الحاضرين - لمُقصِّرون في التنقيب عن تلك الوقائع الهامة وتدريس مسائلها في مدارسنا ليتعلم الطلاب والشباب قبل تعلمهم بتاريخ الأجانب تاريخ الإسلام وما يَحوط بحياة النبي - صل الله عليه وسلم - وخلفائه من الشؤون بتفاصيلها، فنعتبر بها ويعتبر الطلاب والشباب، ويتأدبوا بآداب الإسلام في عصره الذهبي، ولنتعرف ونَكتَنه عبدالله بن سبأ وما لعب مِن الدور، بل وكعب الأحبار[2]، ثم إني أحسُّ في هدم سلطنة عبدالحميد - وقد أبلغه قرار خلعِه[3] "قره صوه" الاتحادي الشهير الإسرائيلي - تمام ظفر اليهود الذين ابتدأت فِتنتُهم في صدر الإسلام على الحكومة الإسلامية، ضدَّ مَن عدَّ جمهورية أنقرة إنشاءً وإحياءً ما هدمته وأعدمته واقعة "صفين" من الحكومة الإسلامية الراشدة، نعود إلى قوله - تعالى -: ﴿ لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِلَّذِينَ آمَنُوا الْيَهُودَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا ﴾ [المائدة: 82]، فاليهود ذكرنا شدة فتنتهم وعلاقة عداوتهم، والاتحاديون والكماليون اللادينيون من الذين أشركوا، فاتَّفق هذان الخصمان الألدان وعمدا إلى قطع دابرنا ودابر دولة الخلافة، ولن تجد ملة أو قومًا في خارج بلادنا وداخله دامت مودة الاتحاديين والكماليين معهم إلا اليهود بأصليهم وعودتيهم، ولا يُقاس عليهم في الوثوق بصداقتهم في داخل المملكة غيرهم ولو كان مِن الأقوام الإسلامية؛ حتى إن الأتراك لا تَعْدِلُهم في ذلك، فلهذا لم يسلَم مِن اعتدائهم في تركيا ما بين ألبانها وعربها وأكرادها وأرمنها وأروامها وشراكسها وأتراكها إلا اليهود[4]، وحتى إنه لم يطَّرد اتخاذهم وليجة ولا وليًّا مِن مشايخ الإسلام اطِّراد اتخاذهم من رؤساء الحاخام.
 
إذا نظرت بعين الحقيقة والبصيرة رأيت للإسلام أعداءً مُظهري العداوة وأعداءً مُسرِّيها، والاتحاديون والكماليون مِن القسم الثاني، وأكبر الأعداء أخفاهم مكيدة، يَعرِف ذلك مَن بلاهم وذاق بلاياهم واستقصى أحوالهم وأفعالهم، وإن افتتن بهم مَن سمعهم من بعيد بدلالة الألسنة والأقلام المستأجرة بأموالهم وبأموال مَن تُعهَد مُظاهرتهم مِن الجمعيات السرية النافذة في سياسة العالم[5]، ولقد غيَّر الاتحاديون والكماليون ما يتذكَّر فيه مَن تذكَّر، وحدث كثير مِن الحادثات والعبر، وهذه الدولة - أي العثمانية - التي صارت الدولة العظيمة في الأعصار وفي قريب عهدها ضيَّقت المعركة على جيوش اليونان بقرب عاصمته انحطَّت بأيديهم وأيدي إخوانهم في أقل زمان، وهبطت إلى حال يَعدلها فخرًا إنقاذ الأزمير من اليونان، ثم يطغى بهم هذا الفخر حتى يُخوِّلهم حق البغي والخروج على تلك الدولة والاستهانة بمجدها وشخصيتها المادية والمعنوية، وتغيير كل ما كان موضوعًا فيها، فجعلوا الدولة مُلغاة، والخلافة خرافة، والسياسة تلصُّصًا، وأهل الديانة عالميها وعامليها ودور كتبها التي تُباع فيها أو تُخزن للمطالعة كلها فضالة واجبة الإزالة، وقطعوا نسب الأمة مِن آبائهم القريبة العثمانية والإسلامية، وذهبوا بهم إلى الآباء البعيدة المنسية المُشرِكة، مُريدين مِن هذا القطع والانتساب قطع علاقاتهم بسائر الأمم الإسلامية أيضًا، فتركوا أمة الترك المسلمة المسكينة بلا آباء ولا إخوة إسلاميين، ومع ذلك ترى للأمم الإسلامية حبًّا لهؤلاء القطَّاع الطرق والرحم كل يوم جديد بمَكرٍ جديد، ولله در أبي فراس حيث قال:
وبعض الظالِمين وإن تناهَى لماذا يجب علينا أن نرفض الصلح والسلام مع اليهود؟ Space
شَهِيُّ الظلمِ مُغتفَر الذُّنوب لماذا يجب علينا أن نرفض الصلح والسلام مع اليهود؟ Space
 
فيا أهل الإسلام، ما هذه الألاعيب التي بكم يَلعبون؟ أفسحر هذا أم أنتم لا تبصرون؟ يومًا يقولون: إن "كريد" رُوحنا، ويومًا: إن "أدرنة" قرة أعيننا، و"سلانيك" كعبتنا، و"أزمير" عوض لنا عن جميع بلداننا المُضيَّعة في الحرب الكبرى والباقية في الحرب الكبرى والباقية في أيدينا وعن دولتنا العثمانية وخلافتنا الإسلامية وشريعتنا السمحاء، ويومًا يعدُّون الأستانة عبئًا ثقيلاً علينا، و"الطوران" وطننا، ويأجوج أصلَنا، وجِنكيز جدَّنا المعادل لجدِّ "الحُسين"، تراهم يَشنقون - اقتصاصًا لبعض الأرمنيِّين الذين قُتلوا في ثورة "أطنة" عام 1909 - جمًّا غفيرًا من المسلمين، ثم يستكثرون شنْقَ مسلم واحد - كمال بك قائم مقام قضاء "بوغازليان" - لقَتلى الأرمن في خلال الحرب الكُبرى، تارة يرون شهداء مِن الأرمن، وتارة يعدُّون الألبان والأكراد والشراكِسة والعرب والعلماء الإسلامية والسلاطين العثمانية خوَنة الوطن، فإذا أقبلوا على مَن شاؤوا من أنذل الناس وأضلِّهم جعلوه أميرًا أعظم يُصلى عليه ويُسلَّم، وإذا غَضبوا وسَخطوا خليفة المسلمين أمطروا عليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين، يضعون الشريف ويرفعون الوضيع، وينبِذون كتاب الله وراء ظهورِهم، ويسمونه كتابًا أسود، وعصبة الدين قوَّة سوداء، ومن يُكابدهم يلقَ عجبًا، وقد اتخذوا الإسلام والمسلمين هزوًا ولعبًا، فلو قام رسول الله - صل الله عليه وسلم - مِن روضته وناوأهم لقالوا هذا خائن الدِّين والوطن[6]، والحاصل أن ما أعظموا من المكان والإنسان يَصير عظيمًا، وما هانوه يصير مهينًا، والمسلمون - إلا مَن هَدى الله منهم - يُصدِّقونهم في كل ذلك.
 
هو الجدُّ حتى تَفضُل العينُ أختَهالماذا يجب علينا أن نرفض الصلح والسلام مع اليهود؟ Space
وحتى يكون اليومُ لليومِ سيِّدا لماذا يجب علينا أن نرفض الصلح والسلام مع اليهود؟ Space
 
فكأن المسلمين ليس لديهم أساس ولا قِسطاس يوزَن به كلُّ مَن يُريد أن يتقدَّم عليهم، ويُسلِّمون قيادهم إلى هديه؛ فلذلك تراهم يومًا يُلبِّسون الشرع الأنور بشرع "الأنور"، ويومًا يَخضعون لحكم مصطفى كمال أكثر مِن خضوعهم لأحكام الرب المُتعال.
 
وإعظام أمر أزمير مِن هذا القبيل، مع أن مَن منحَهم اليونان هم الذين دخلوا الحرب الكبرى ضدَّ حلفاء اليونان وغُلبوا فيها كما ذكرنا من قبل، فلو لم يكن منا الولوج في تلك الحرب لما وقعَت واقعة أزمير ضياعًا واستردادًا، كما لم تقع واقعات البلاد العظيمة التي ماثَلَ كلٌّ منها أزمير ضياعًا ولم يُماثِلها استردادًا، ثم لو لم يكن ذلك الولوج لما انحصَر ربحنا بعدم ضياع تلك البلاد واسترداد أزمير، بل ضاعت مِنا بترك المُحايَدة في تلك الحرب فرصة عُظمى لا تَسمح الدهور بمثلها، ولو انتُهزت لكان يُمكن أن يُستدرَك بها ما فقدته الدولة العثمانية في الأعصار الأخيرة مِن سياساتها واقتصادياتها بلا سفكِ قطرة مِن دماء أمتها، ووجد في راحتها اليوم مع تلك الساحة الوسيلة شعب مرفَّه وجيش يبلغ مليونين ما قلَّ منه نفس أو عضو أو كلَّ[7].



[1] يُظهِر هذا الرأي سَعَة اطِّلاع الشيخ مصطفى صبري وإلمامه الدقيق بأحداث التاريخ وترابُط حلقاته، أضفْ إلى ذلك مراقبته لأفعال اليهود مِن معاصريه؛ حيث اتَّضح له تَسلسُل المؤامرات التي لم تنقطع منذ عبدالله بن سبأ حتى "قره صوه".
وفي دراسة أخرى للدكتور محمد بديع الشريف، يرى تسلسل العداء اليهودي مرَّ مُترابطًا منذ عصور المسلمين الأوائل؛ فإن التآمر على قتل الخليفة الثاني - رضي الله عنه - لا يختلف عن الفتنة التي أشعل نارها عبدالله بن سبأ الذي أطلق فكرة تأليه علي بن أبي طالب - رضي الله عنه - وتآمر على قتل الخليفة الثالث، ولا يختلف عن يعقوب بن كلس وزير الإخشيدي الذي دلَّ المُعزَّ لدين الله - وهو مِن الباطنيَّة - على عورات البلاد في حكم سيِّده، وهذا لا يختلف عن دزرائيلي الذي اشترى لقومه أسهم قناة السويس، واحتجز للإنجليز جزيرة قبرص؛ "كتاب الصراع بين الموالي والعرب" (ص: 179).
[2] انقاد الشيخ مصطفى في اتهامه لكَعب الأحبار بما رواه الطبري في الرواية التي تُشير بأصابع الاتهام لكعب - رضي الله عنه - بأن له يدًا في استِشهاد عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - وقد ناقَش الدكتور الذهبي - رحمه الله تعالى - مدى صحَّة هذا الخبر، وخلاصته أنه جاء إلى عمر قبل مقتله بثلاثة أيام وقال له: اعهد؛ فإنك ميت في ثلاثة أيام، قال: وما يُدريك؟ قال: أجده في كتاب الله - عز وجل - وفي التوراة، قال عمر: إنك لتجد عمر بن الخطاب في التوراة؟ قال: اللهم لا، ولكن أجد صفتك وحليتَكَ، وأنه قد فني أجلك.
ويرى الشيخ الذهبي أن ابن جرير لم يلتزم الصحة في كل ما يرويه، كما أن ما يرويه في تاريخه لا يعدو أن يكون مِن قبيل الأخبار التي تَحتمِل الصدق والكذب.
كذلك يدافع الذهبي عن كعب الأحبار ردًّا على المُفتريات التي وجَّهها البعض إليه، محتجًّا بمقالات بعض أعلام الصحابة فيه، ومحصيًا مَن أخرَج له مِن شيوخ الحديث في مصنفاتهم، مُستخلصًا من ذلك كله ما يشهد لهذا الصحابي الجليل بقوة دينه وصدق يقينِه، وأنه طوى قلبه على الإسلام المحضِ والدِّين الخالص، ويُبرهِن على ذلك بالعوامل الآتي بيانها:
أولاً: أنه أسلم - على المشهور - في خلافة عمر - رضي الله عنه - وسكَنَ المدينة وصحِب عمرَ وروى عنه، وشارك في غزو الروم في خلافة عمر - وهو العبقري الملهم - فلا يعقل أن يُساكِن كعبًا في المدينة ويصاحبه ويكتبَه في جيش المسلمين لغزو الروم وهو مخدوع فيه وفي إسلامه.
ثانيًا: كان له بالثقافة اليهودية والثقافة الإسلامية مَعرِفة واسِعة.
ثالثًا: أجمعَ العلماء على توثيق كعب.
وقد أسهب الشيخ الذهبي - رحمه الله تعالى - في تفنيد الاتهامات الموجَّهة إلى كعب؛ حيث حلَّل الأقوال كلها مما لا يَدعُ مجالاً للشكِّ في عدله وتوثيقه، ونُحيل القارئ الكريم إلى هذا البحث القيِّم، مُكتفين هنا فقط بمناقشة ألصق هذه العبارات بموضوعنا الواردة على لسان معاوية: "إنا كنا لنَبلو عليه الكذب".
وبالرجوع إلى شُرَّاح الحديث نجدهم - كما يقول الدكتور الذهبي - يَشرحونه بما يُبعد هذه الوصمة الشنيعة عن كعب الأحبار، وفي شَرحِ ابن حجر في الفتح يقول "وإنا كنا لنبلو عليه الكذب"؛ أي: يقع بعض ما خبَّرَنا عنه بخلاف ما يُخبرنا به، وقال ابن حبان في كتاب "الثقات": أراد معاوية أنه يُخطئ أحيانًا فيما يُخبر به، ولم يردْ أنه كان كذابًا، وقال غيره: الضمير في قوله "لنبلو عليه" للكتاب لا لكَعبٍ، وإنما يقع في كتابهم الكذب لكَونِهم بدَّلوه وحرَّفوه.
وقال عياض: يصحُّ عَوده على الكتاب، ويصحُّ عَوده على كعبٍ وعلى حديثه، وإن لم يَقصِد الكذب ويتعمَّده؛ إذ لا يُشترَط في مُسمى الكذب التعمُّد، بل هو الإخبار عن الشيء بخلاف ما هو عليه، وليس فيه تجريح لكعب بالكذب، وقال ابن الجوزي: إن بعض الذي يُخبِر به كعب مِن أهل الكتاب يكون كذبًا، وإلا فقد كان كعب مِن أخيار الأخيار.
ويضيف الشيخ الذهبي إلى ذلك وصف معاوية لكعب بقوله: "إلا أنَّ كعب الأحبار أحد العلماء، إن كان عنده عِلم كالثمار - وفي رواية: كالبحار - وإن كنا لمُفرطين"، فمعاوية - رحمه الله - قد شهد لكعب بالعلم وغزارته، وحكَمَ على نفسه بأنه فرَّط في علم كعب، فهل يُعقَل أن معاوية يشهَد هذه الشهادة لرجل كذاب؟ وهل يعقل أن يتحسَّر ويندم على ما فاته مِن علم رجل يدلس في كتب الله ويُحرِّف في وحي السماء؟ "اللهم إن كعبًا مظلوم مِن متَّهميه، ولا أقول عنه إلا أنه ثِقة مأمون، وعالم استُغلَّ اسمُه فنُسب إليه روايات معظمها خرافات وأباطيل، لتروج بذلك على العامة، ويتقبَّلها الأغمار مِن الجهلة"، (ص: 139 - 140)؛ يُنظَر كتاب الشيخ الدكتور محمد السيد حسين الذهبي: الإسرائيليات في التفسير والحديث، سلسلة البحوث الإسلامية - السنة الثالثة - الكتاب السابع والثلاثون شعبان 1391 هـ - أكتوبر سنة 1971 م، من (ص: 125) إلى (ص: 140).
[3] بعدما يئس اليهود من السلطان عبدالحميد لرفضه رشوتهم مقابل شراء أراضٍ بالقدس استطاعوا - بواسطة يهود الدونمة كما أوضحنا - القيام بانقلاب ضدَّه، وزيادة في التشفي من السلطان، حمل له كتاب التنازل هذا اليهودي "قره صوه".
[4] وهكذا أثبتَت الأحداث أن اليهود يختفون وراءها، يقول هربرت إبري: "ولم يكن أحد مِن الناس يجرؤ أن يتنبأ أن هذه الفئة المغمورة المعروفة بـ "الدونمة" ستلعب دورًا رئيسيًّا في ثورة كان لها نتائج خطيرة في سير التاريخ؛ نقلاً عن د/ يوسف القرضاوي: الحلول المستوردة (ص: 153).
[5] وهنا أَذكُر ما جرى في البرلمان العثماني عند بدء الحرب بيننا وبين الإيطاليين في "طرابلس الغرب"، وقد عقدت جلسة سرية بطلب سعيد باشا رئيس الوزارة الاتحادية يومئذ، وكان الغرض من عقده المجلس استجلاب أصوات الثِّقة بتلك الوزارة مِن النواب، فاتفق أن قرأ "محمود ناجي بك" نائب طرابلس الغرب وعيناه تدمَعان رسالة أرسلها إليه أخوه، وقد كُتبت قبل بدء الحرب بعشرة أيام، يقول فيها: يا أخي، ماذا تصنعون؟ وماذا تصنع الحكومة وقد جرَّدت بلادنا مِن أدوات الدفاع؛ فسحبَت المدافع الكبرى عنها، ودعت الوالي وقائد الجيش إلى الأستانة ولم تُقِم مقامهما غيرهما، وأنا أطالع وأتتبَّع صحُف الإيطاليين من زمان فأراها اليوم تحثُّ الحكومة على الاحتلال بطرابلس قائلة: إن هذا وقته فيجب انتِهاز الفرصة، وهذا مشروع جميع الأحزاب في إيطاليا لا يُخالفهم إلا فريقان، وهم البناؤون الأحرار ويتبعهم الاشتراكيون، وهم يقولون: لا يجدر بنا أن نَصول على الأتراك حال كون حكومتها في أيدي البنائين الأحرار؛ لأن ذلك يُفضي إلى تَزعزُع مراكزِهم هناك، هذا ما سمعتُه بأذني وأنا نائب "توقاد"، وحمله معي من النواب أكثر مِن مائتين، فإن لم يشهدوا به فسيَشهدون يوم يشهد عليهم سمعهم وأبصارهم وجلودهم بما كانوا يعملون، وقارئ الرسالة - أعني محمود ناجي بك - كان مِن حزب الاتحاد، ولكنه أثر في الحال والزمان فلم يَملك نفسه، وأنطقه الله الذي أنطق كل شيء، وفيه عِبرة لمن يَعتبِر ويَختبِر مِن ماضي الاتحاديين وحالهم، ولم يَعسُر على أصحاب النظر فهمُ الرابطة بين الماضي والحال، كما لم يعسر فهمهما من الرجال بعد تقلب عنوانها إلى الكماليين الذين كان أول وفد منهم دخلوا الأستانة في رئاسة رأفت باشا نزلوا "محفل الشرق". (م. ص).
[6] إلى هذا الحد كمَّموا الأفواه، وفرضوا أنفاسهم بقوة البطش والطغيان لكل مَن يَعترِض على أتاتورك، لا سيما إذا ارتفع صوت ينادي بالإسلام، فقد ثارت قبائل الأكراد التي تَستوطِن الجبال المُجاوِرة للحدود الإيرانية، وارتفعت صيحتها المدوية "تسقُط جمهورية أنقرة، ويحيا السلطان والخليفة"، ثم زحفَت جحافلها الضارية نحو أنقرة تبغي "إنقاذ الإسلام"، فانقضَّ عليها مصطفى كمال بعد أن خدَع الشعب كطريقته المعتادة؛ بحُجَّة أن الإنجليز وراء الأكراد، وباتَت كردستان كلها طُعمًا للنار والسيف؛ أحرقت قراها، وعذِّب رجالها وقتلوا، وأُتلِفت محاصيلها، واغتُصبت نساؤها وقتل أطفالها؛ أرمسترونج: مصطفى كمال الذئب الأغبر (ص: 215، 216).
[7] وكأن أعداء الدولة العثمانية استدرجوها للحرب ضدَّ مصلحتها، ونتائج هذه الحرب تؤيد هذا الاحتمال، وإن مثل هذا الرأي الذي يذهب إليه المؤلف يدعونا إلى إعادة النظر في تاريخنا الحديث؛ إذ يبدو أن خطط أعدائنا تسير على وتيرة واحدة، وحروب فلسطين المتكرِّرة بلا استعداد حقيقي، أو إيقافها للهدنة، أو إجهاض نتائجها، كل ذلك ماثل أمامنا!
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
 
لماذا يجب علينا أن نرفض الصلح والسلام مع اليهود؟
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى الشنطي :: موسوعة البحوث والدراسات :: بحوث دينيه-
انتقل الى: