يهود اليوم
1-مقدمة
2-اليهودية والعلمانية
3-اليهودية والمسيحية
4- اليهودية والإسلام
5-اليهودية والماسونية
6-الدين اليهودي اليوم
7-خاتمة
1-مقدمة:
كنت أتناول قهوتي في مقهى القطار السريع (T. G . V) -أثناء إحدى رحلاتي من باريس إلى جنيف (منذ سنين كثيرة مضت) كان فيها هذا القطار هو الشغل الشاغل للناس والإعلام يتحدثون عن سرعته وخدمته والراحة التي يؤمنها لزبائنه.- عندما حلت على طاولتي سيدة في الأربعين من عمرها شقراء أنيقة المظهر والزينة وتفوح منها روائح عطر تختلط بتلك التي تعبق بها مواد التجميل الأخرى !...ولم تمضي لحظات حتى انضمت إليها فتاة من أصول افريقية فتبادلا التحية والنظرات وكأنهن يعرفن بعضهن البعض منذ زمن !؟... ولم يستمر الصمت حيث مزقه تساؤل الأولى:
-تذهبين إلى جنيف ؟.
-(بفرح) اجل .
-هذه زيارتك الأولى ؟!
-لا ولكن أنا اعشق هذه المدينة ولي أصدقاء وأقرباء فيها.
يبدو من لهجتك بأنك جديدة على اللغة الفرنسية !... هل يزعجك إذا ما سألتك من أين أنت ؟.
-(وقد فتحت عيناها بذهول ورغبة في الكلام خاصة بعد أن لاحظت السلسلة الذهبية المتدلية من على رقبتها وهي تحمل نجمة داوود) أنا إسرائيلية من يهود " فالاشاه " كما يسموننا.
-(بشيء من الغبطة) أنت إسرائيلية مثلي إذاً !!!.
-وهل أنت إسرائيلية ؟.
-نعم أنا فرنسية من أصول يهودية ولكنني أقيم في سويسرا منذ زمن بعيد... منذ لجوء عائلتي إليها أثناء الحرب العالمية الثانية... فهي أكثر أمانا لنا...(ثم تابعت) أنت تقيمين هنا أم في إسرائيل !؟.
-إسرائيل جميلة وحلوة ولكنني أفضل العيش في جنيف إنها اهدأ ولا يمكن لأي كان من أن يتهمك باغتصاب مكان أو بيت أو ارض ليست لك !... واحتمال أن تصيبك شظية من قنبلة تقضي عليك وعلى أحلامك اقل بكثير من هناك !.
-عندك حق لقد أصاب مشروعنا في إيجاد وطن امن لنا الكثير من المصاعب !؟...انه نفس شعوري !؟...
-المهم إنني وعائلتي حصلنا على ما نحتاج إليه من اعتراف بالوجود من الدول الأخرى ويكفي جواز سفري الإسرائيلي!... فهو جواز عبور نحو الحرية والغنى بدلا من الفقر والاضطهاد الذي كنا نعيشه !؟... أتعتقدين بان الروس وهم ليسوا يهودا أحق منا في ذلك !؟.
-ولكنك أنت يهودية في الولادة والأصل وان كنت مهملة أو منسية ولا بد أنك تجيدين العبرية !؟.
-(وهي تقلب بشفتيها وتبتسم) تتكلمينها أنت !؟... أنا تعلمتها في إسرائيل ولكن أفضل الفرنسية عنها فهي برجوازية وتناسب الفتيات مثلي أكثر(وهي تضحك) ألا توافقينني على ذلك !؟.
-عندك حق هذا ما افعله أنا حتى في البيت مع أهلي وعائلتي نتكلم الفرنسية أما العبرية فنتركها لإقامة الصلوات في المناسبات !!!؟؟؟.
واستمر الحديث بين الاثنتين لأكثر من ساعتين هي المدة المتبقية لوصول القطار السريع إلى جنيف تبادلا فيها العناوين وأرقام الهواتف بعد أن سلسلت كل واحدة منهن أصولها وجذورها وتتبعها لانتمائها لإحدى العائلات اليهودية السبعة المعروفة !!!؟؟؟.
وقد كنت خلال تلك الفترة الزمنية الهي نفسي بالنظر عبر النافذة الصغيرة باتجاه الحقول والمزارع التي كانت تمر بسرعة البرق من أمامي -بالرغم من التعب الذي كان يصيبني من السرعة الخارقة التي يسير بها القطار والتي قد تصيبك في الدوار- حتى لا أثير شكوكهن بمتابعة حديثهن المثير للاستغراب والاستهجان والغضب !؟.
وكانت المرة الأولى -بالنسبة لي- والتي أتعرف بها على وجود سلالات وعائلات وجذور وأصول يهودية متعددة يؤمنون بها ومتفقون حولها !؟.
وكانت صدمتي بهذا التلاحم المادي والمصلحي -في تأسيس هويتهم الهشة على حساب شعب بريء وتشريده ومحاولة تصفيته بكل الوسائل التي يملكونها- قد بلغت ذروتها من الغضب ولم يمنع تدخلي سوى تركهما لطاولتي وهن يستعددن لمغادرة القطار بعد أن أعلن عن وصوله إلى نهاية رحلته.
2-اليهودية والعلمانية
3-اليهودية والمسيحية
4- اليهودية والإسلام
5-اليهودية والماسونية
6-الدين اليهودي اليوم
7-خاتمة
هوامش:
1-العِبْرِيَّة (עברית عِڤْرِيثْ) لغة سامية كنعانية سُجلت فيها التوراة، كانت لغة اليهود العادية بين عهد داود أو قبله حتى الإمبراطورية البابلية الثانية، ففي عهد الإمبراطورية البابلية أخذوا ينطقون بالآرامية. وأصبحت لغة إسرائيل في القرن العشرين. أسم اللغة على "عِبْر أبو يقطان"، ويقال أنه من أجداد اليهود. والعبرية الحديثة المستعمل في إسرائيل تختلف عن عبرية التوراة في أصواتها وفي مفردات كثيرة، ونحوها أسهل. تكتب بالأبجدية العبرية.
الأبجدية العبرية تستعمل في كتابة العبرية، واستعملها اليهود لكتابة لغات كثيرة حيث ما سكنوا، مثل لهجات العربية والييدية والآرمية وغيرها. وكان اليهود يكتبون بأبجدية فينيقية في القديم، لكن في عهد الإمبراطورية الفارسية أخذوا يكتبون بخط آرامي، إلا طائفة السامريين.
2-تعني كلمة "التوراة" بالعبرية التعليم أو التوجيه (الترئية بالمعنى الحرفي) وخصوصاً فيما يتعلق بالتعليمات والتوجيهات القانونية، وترمز التوراة للأسفار الخمسة الأُولى من الكتاب المقدّس اليهودي. وينقسم الكتاب المقدس اليهودي إلى ثلاثة أقسام، التوراة في قسمه الأول، "نڤيئيم" (أنبياء)، وهو القسم المتعلق بالأنبياء، و"كيتوڤيم" (أو الكتب بالعربية) وهو قسم الأدبيات اليهودية.
التوراة تشير إلى بني إسرائيل كأبناء سيدنا يعقوب, وتشرح ازدواجية التسمية بقصة مفادها أنه خاض عراكاً ضد رجل حتى مطلع الفجر عند جدول صغير في منطقة الأردن يدعى "يبوق"، ولما رأى الرجل أنه لا يقدر عليه، طلب منه أن يطلقه، فقال له لا أطلقك حتى تباركني، فباركه وقال له "لن يدعى أسمك يعقوب من بعد، بل إسرائيل، لأنك صارعت الله والناس وغلبت (سفر التكوين 23:20 وما بعدها).
التوراة تذكر يهوذا كأحد من أبناء سيدنا يعقوب, وكاسم أكبر قبيلة (سبط) عند بني إسرائيل. كذلك أطلق اسم يهوذا في التوراة على مملكة بني إسرائيل الجنوبية, حيث كان اسم المملكة الشمالية إسرائيل أو إفرايم.
3-اللغة الآرامية لغة سامية وشرق أوسطية، كانت لغة رسمية في بعض الدول القديمة ولغة مقدسة. أول استعمال لها كان في سنة 900 ق.م. في أجزاء كبيرة من أسفار "دانئيل وعزرا"، ومخطوطات البحر الميت. وهي اللغة الغالبة في التلمود. من المؤكد أن الآرامية هي لغة يسوع المسيح، وهي كانت لغة بلاد مابين النهرين وبها تأثرت اللغة الفارسية والعبرية واليونانية واللاتينية. اللغة مازالت تستخدم كلغة أولى في بعض القرى في الشرق الأوسط خاصة من الآشوريين معتنقي الديانة المسيحية وأشهر تلك القرى معلولا و يبرود وصيدنايا في سوريا. وأجزاء من تركيا والعراق، وإيران.
4-إسرائيل هي دولة تعتبر حسب قوانينها يهودية وديمقراطية. يعتبر معظم مواطني الدولة يهودا بديانتهم أو بقوميتهم، ولكن من بينهم أقلية عربية كبيرة من المسلمين وألمسيحيون وكذلك من الدروز ويطلق عليهم مسمى عرب إسرائيل في إسرائيل نفسها, أما في العالم العربي فيعرفون كـ"عرب الداخل" أو "فلسطينيو 48".
أسست دولة إسرائيل في 14 أيار/مايو 1948م حيث تم إعلانها من قبل المجلس اليهودي الصهيوني في فلسطين وفي ظل حرب عنيفة بين المسلمين واليهود أسفرت عن النكبة الفلسطينية وإبادة الكثير من المدن والقرى الفلسطينية حيث أصبح سكانها لاجئين في الضفة الغربية وقطاع غزة وفي بعض البلدان العربية. وقد أعلنت دولة إسرائيل هدفاً لها استقبال اليهود الذين تم ترحيلهم من شرقي أوروبا خلال الحرب العالمية الثانية وتوطينهم في الدولة اليهودية, وكذلك استقبال اليهود من جميع أنحاء العالم.
5-الاسم "إسرائيل" هو اسم شعب قديم, كما تبدو الدلائل الأثرية, من بينها نص مصري قديم (1230 ق م تقريباً) يشير إلى فتوح الفرعون "مرنفتخ" في منطقة الشرق الأوسط. أما التوراة, فتذكر بني إسرائيل كشعب العباد الذي تحرر وخرج من مصر, وانتهى رحلته في بلاد كنعان.
ولفظة إسرائيل مكونة حسب هذه القصة من كلمتين هما: "إسر بمعني غلب، و"إيل" أي الالة أو الله، ولكن الباحثين في اللغات الساماوية لا يعرفون كلمة "إسر" بهذا المعنى من مصادر أخرى. الاسم العبري للبلاد المعروفة بالعربية باسم فلسطين هو "إيرتس يسرائيل" أي "أرض إسرائيل".
وبالرغم من أن تيودور هرتسل زعيم الصهيونية السياسية، ورئيس المؤتمر الصهيوني العالمي الأول الذي عقد في مدينة بازل بسويسرا عام 1897، لم يتردد في تسمية كتابه المتضمن لدعوته هذه "دولة اليهود" فإن هذه الدعوة الصهيونية آثرت عند الكتابة عن فلسطين أن تسميها "أرض إسرائيل"، حرصاً على تأكيد انتماء هذه الأرض إلى من يزعمون أنهم أسلافهم الأوائل، وهم أبناء يعقوب، أو "بنو إسرائيل".
وعندما أعلن المجلس الصهيوني في فلسطين قيام الدوله في 14 مايو 1948، أطلقت عليها أسم "إسرائيل" بدلا من الأسماء "صهيون", "يهودا" أو "إيرتس إسرائيل". وقد فضل استخدام هذا الاسم "دولة إسرائيل" لأسباب نذكر منها:
ا. لا يجوز التناسق بين اسم الدولة والاسم العبري لفلسطين لألا يشير الاسم إلى التزام لحدود معينة.
ب. لا يجوز التناسق بين الاسم الذي يعرف به الشعب اليهودي واسم الدولة لان جزءاً كبيراً من المواطنين ليسوا يهوداً.
ج. عدم استخدام اسم الحركة الصهيونية لان جزءاً من اليهود مواطني الدولة لا ينتمون الى الحركة.
إن "دولة إسرائيل" هي اصطلاح سياسي، بينما "أرض إسرائيل" هي اصطلاح جغرافي.
6-العائلات اليهودية هي الأشكناز • سيفارد • الميزراهيون • يمنيون
بني إسرائيل • فالاشاه • ساماريتانيون
اليهود "الأشكناز" هم اليهود الذين ترجع أصولهم إلى أوروبا الشرقية، أما اليهود السفارد فينحدرون من اليهود الذين أخرجوا من إسبانيا والبرتغال في القرنين الخامس عشر والسادس عشر، ثم استقر بهم المقام في منطقة حوض البحر المتوسط والبلقان وبعض المناطق الأخرى. أما اليهود "المزراحيون" فهم اليهود الشرقيون بالمعنى الحرفي أو يهود الشرق الأوسط.
"أشكناز" هو اسم يذكر في توراة وكان يستخدم عند الأدباء اليهود إشارة إلى ألمانيا, وعلى الأخص المنطقة الواقعة على نهر الراين. لذلك أطلق على يهود ألمانيا اسم أشكنازيين. وجرى التوسع في استعمالها لاحقا للإشارة الى يهود أوروبا الشرقية والوسطى والغربية ما عدا يهود البلقان الذين كانوا من "السفاراديين".
يتميز اليهود "الأشكناز" بالتكلم بلغة "ييديش" التي تطورت من لهجة ألمانية قديمة تأثرت بلغة العبرية واللغات السلافية. وقد تقلص عدد الناطقين بلغة "ييديش" بعد الحرب العامية الثانية حيث يتكلم أغلبية اليهود الأشكناز اليوم بالعبرية (خاصة في إسرائيل) أو بالإنكليزية (في الولايات المتحدة).
ويعتبر "الأشكناز" هم غالبية اليهود المعاصرين وينحدرون من سلالات تركية-تترية تحولت إلى اليهودية في القرن الثامن بعد الميلاد.