فروسية
دهشا من خفة الأشياء
أوقفت حصاني
عند نبع ،
وترجَلت ُ ، تاملت طويلا
ذوبان الضوء في الماء
الذي يضحك
غربا ، تستحم الشمس في البحر
وشرقا ، ينبت الليل بطيئا خلف حرش السنديان
وشمالا ، غيمة تبحث عن أترابها
وجنوبا ، شارع يفضي الى اشيائنا في اللامكان
والى الأعلى ، طريق اللازمان
كن صدى في قطرة الماء
وكن في ورق العشب صدىً
ثمة موسيقى تناجيك وتحميك من الفكرة
فالفكرة بنت الهذيان
قال لي صوت خفيٌ ..نبوي
فتمددت على العشب كاني
عشبة تحلم لا يوجعني شيءٌ
وجسمي فرح عار .ولا
أسمع الا جريان الضوء في الماء خفيفا
وخرير الماء في احدى أغاني
شاعر قد يولد اللحظة في هذا المكان .
عندما استيقظت من نومي
على وقع الخماسين ، تطلعت الى جغرافيا
حلمي ، ولكن لم اجد قربي
سوى سرج حصاني .
مسافر
فرسا تسًير فارسا ، هذا الطريق يسير بي
لا يستطيع مسافر مثلي التلفت للوراء.
مشيت ما يكفي لأعرف اين يبتديء الخريف
هناك ، خلف النهر ينضج آخر الرمان
في صيفٍ اضافًي ، وتنبت شامة في حبة
التفاح /
سوف ننام خلف النهر تحت ظلالنا ، أنا والطريق
كأننا زوجان ، ثم نقوم عند الفجر ،
يحملني وأحمله ...وأسأله لماذا السرعة القصوى ؟؟
تمهًل ايها الفرس المُحمل بالفصول ...
سنقطع الوديان والصحراء ، مهما
قلًت الاحلام ، كي نصل النهاية في البداية.
البداية خلفنا .وأمامنا سحبٌ تبشر بالشتاء.
مشيت ما يكفي لأعرف أين يبتديء الشتاء:
هنالك فوق التل ، تبحث ظبية عن
شادن تحت السحاب . هناك صياد يُصًوب
بندقيته . يأعوي مثل ذئب كي تفرً الظبية
البيضاء من خط الرصاص ويجفل
الصياد .سوف ننام قرب مغارة ، أنا
والطريق ، هناك فوق التل .ثم نقوم
عند الفجر ، يحملني وأحمله ، ويسألني وأسأله :
ماذا بعد ؟؟ أين تسير بي ، فأرى الضباب ، ولا
أراه ولا يراني في الضباب . فهل وصلت ، ام انفصلت
عن الطريق ، سألت نفسي ثم قلت :
الآن من هذي المسافة ، يستطيع مسافر مثلي
التلفت للوراء !!
نسيت لأنساك
نسيت ، لأنساك ، طعم الخسارة . في
القلب ليمونة عُصرت بكفاءة انثى مدربة
قلت لي : لست جيتارة للتمارين . إن كنت
حقا تحب ، فكن انت ...كن وترا
(الخسارة تُدمي ولا تقتل )
نسيت ،لأنساك ، جسرا هناك ومقهى
هنا .تركتني على ضفاف النهر إحدى مزياك
أسأل : من انت منهنً ؟؟ من تركتني
على ضفة النهر لكنني لا ارى أثراً
(هكذا يفعل الحجل )
ونسيت ، لأنساك ، نفسي وما يتفرع منها
حواليك . قلت :الأغاني الجميلة تولد من
أول الحب ....أو آخر الحب شفافة .لا اريد
استعادة شيء لأصنع من الحجر قمرا
(كل آت هو الاول )
ونسيت ، لأنساك ، شعر الطبيعة والحب
حتى الكلام البريء المليء بطيب يديك وإبطيك
أقفر .ولكنني لن أبدل اوتار جيتارتي
لن أبدلها . لن احملها فوق طاقتها : نغما يابسا مقفراً
(خلفنا .......يلهث الأمل )
ونسيت، لأنساك ، مفتاح بيتي على مقعد في
الحديقة . لا ترجعيه اليًِ ولا تفتحي الباب . لن
تجدي شبحا واقفا في انتظارك . لن تجدي غير
سطر على الباب : صار الفتى حجرا
(حاضري غيمة ....وغدي مطر )