منتدى الشنطي
سيغلق هذا المنتدى بسبب قانون الجرائم الاردني
حيث دخل حيز التنفيذ اعتبارا من 12/9/2023
ارجو ان تكونوا قد استفدتم من بعض المعلومات المدرجة
منتدى الشنطي
سيغلق هذا المنتدى بسبب قانون الجرائم الاردني
حيث دخل حيز التنفيذ اعتبارا من 12/9/2023
ارجو ان تكونوا قد استفدتم من بعض المعلومات المدرجة

منتدى الشنطي

ابراهيم محمد نمر يوسف يحيى الاغا الشنطي
 
الرئيسيةالرئيسية  البوابةالبوابة  الأحداثالأحداث  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخول  

 

 ناجي علوش

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 75881
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 78
الموقع : الاردن

ناجي علوش Empty
مُساهمةموضوع: ناجي علوش   ناجي علوش Emptyالثلاثاء 15 مارس 2016, 9:46 pm

الشعر الفلسطيني في الشَّتات
الشعراء الفلسطينيون في سورية ناجي علوش
 
 بقلم الكاتب: محمود حامد
 
... الشعر الفلسطيني إصرار على الهوية والأرض، وترسيخ هذه الفكرة في الذاكرة الفلسطينية، بحيث لا تغيبُ، ولا تنأى من وجدان الأجيال لحظةً واحدةً عبر حقب الزمان القادمة، والمتعاقبة، وظلّت الفكرة تنمو وتكبر حتى غدت الهاجس الأهم لدى أبناء شعبنا في  المخيمات، وأكواخ الصفيح، وعواصم الشتات المتناثرة فوق خارطة الكون على امتدادها واتساعها فوق رقعة العالم، يولد الطفل الفلسطيني فيربى على فلسطين انتماءً ومصيراً وهوية، وعلى المأساة قدراً غاشماً لابد أن ينتهي، ويزول، وعلى الشعر حافزاً لتعميق التطلعات والأحلام تجاه الأرض والتراب الوطني العظيم. الشعرُ الفلسطيني، وشعر نضالنا الوطني، لم يكونا شعر ترف ومتعة، ونشوة عابرة في عالم الصفيح والقهر والدم. الشعر كان ممارسة نضالية في كافة الأوقات، وعلى كافة الجبهات... كان مدرسة وطنية فذة تعلم أبناءها منذ نعومة أظفارهم حب الوطن والأرض حتى الموت، والتفاني في الدفاع عنها لأنها شرف الحياة لشعبها وأجيالها، والشهادة في سبيلها لأنها هي التي تستحق الشهادة لتحيا غريزة الكبرياء، كريمة الجانب أبداً، مرفوعة الرأس والجبهة واللواء حتى أعلى أعالي السماء القصية، والرحبة، والشاسعة. مرت الأيام، وكبرت أجيال الدم والشعر والصفيح، وكبرت المعاناة والمأساة والغربة، ولكن حب فلسطين كان أكبر وأعمق وأقوى، وذهب الحب بأبنائها، وخاصة الأطفال منهم واليافعين، مذهباً جديداً في الحياة لم يسبقهم إليه بشر في التاريخ من قبل، ولا من بعدُ أبداً، ذلك مذهب الشهادة المبكر الطفولي الساحر لدرجة المستحيل، وهذا ما لمسناه، ونلمسهُ في الشهداء الأبطال.. شهداء الانتفاضات المستمرة، والتي خرجت مدرستها للحياة أجيالاً من المقاومين العمالقة والشهداء، يحبون الموت كما يحب الناس الحياة... ففي أية أمة في الدهر مثل هؤلاء!؟...
 
من هُنا... فقد خسر الذين راهنوا على شعبنا ما قالوه في رهانِ الأجيال... إن الأجيال الفلسطينية القادمة ستكون أقل حباً، وولاءً لفلسطين...، وارتباطاً بها.. واهتماماً بقضاياها... الجيل الذي يأتي سينسى، والجيل الذي سيأتي بعده سينسى أكثر، والجيل الثالث، أو الرابع، سينسى تماماً شيئاً اسمه فلسطين، فإذا ما جاء الجيل الخامس أو السادس سيكون هذا المسمى قد اندثر تماماً من ذاكرة الفلسطينيين، وحل محله  مسمى الواقع الجديد، وفرض نفسه واقعاً على الخرائط والأذهان على امتداد العالم.. وقد خاب وخسئ كل من راهن على هذا الاحتمال المجنون والخاسر... كان الجيل الفلسطيني الذي يجيء أكثر عشقاً لفلسطين وارتباطاً بها ووجداً لها.. كان أقرب إليها باستشهاده المبكر/المستحيل، كان أكثر حدة ودموية تجاه المحتلين والغاصبين... ولذا كانت نسبةُ الاستشهاد الطفولي فوق تراب فلسطين أعلى نسبة استشهاد طفولية في التاريخ... طفولة رضعت من أول نبضة لها في الحياة حليب حب الوطن، والانتماء إليه، والموت في سبيله، والاستشهاد لأجل عيون أرضه وسمائه وترابه وزيتونه وبرتقاله... أهناك أمة في الدهر ينتسب المجد لأطفالها، كما ينتسب المجد لمثل هؤلاء!!؟... والله ماكان ولن يكون... وما نخشاهُ.. بل أشد ما نخشاه أن تظل بعض الوجوه الصفراء تلعب بورق القضية لمصالحها الخاصة –حتماً وقطعاً- فيجير بحر الدم لحساب المصالح الغادرة والملوثة بالإثم والدم، وعندها... تختلطُ اللعبةُ والأوراق، ويحيد الطريق تماماً عن مضمونه الأزلي والمصيري المعبد بالدم والشهداء... ولكن الأمل المختزن في الأعماق... والثقة الكبرى بشعبنا الوفيّ للآباء والأجداد والتراب، والطفولة التي تُقرر سير حركة الأحداث.. هذه الأشياء كلها مجتمعة تجعلنا ننام، ونحن مطمئنين تماماً على سير حركة التاريخ والنضال والمقاومة... أنها أبداً بألف خير وعافية... وأنه لا يصحُّ في النهاية إلا الصحيح... وأن قيمة الدم والشهداء لن تذهب هدراً أبداً...
 
لقد ذهبت سنة الحياة أن تذهب الأجيال من الحياة على الموت... والطفولة الفلسطينية تعكس الآية تماماً.. بل الأجيال الفلسطينية كلها هكذا... تنهض من الموت للحياة للاستشهاد والانبعاث الخالد..!؟... هي تنهضُ من مَوْتِ الصَّفيح والمأساة، من ركام القهر،والمعاناة، من أنفاق الانسحاق والظلمة، في أعلى  درجات ثقافتها ووعيها وانتمائها ونضالها الوطني والمعيشي، وتغادر للشهادة وهي في أعلى تلك الدرجات كذلك... فنسبة الشهداء المثقفين أيضاً من أبناء شعبنا هي أعلى نسبة في العالم، ولو أضفنا لأولئك الشهداء الأحياء الذاهبين بقوة لثقافتهم وموتهم لشكلت هذه الظاهرة الفريدة من نوعها في التاريخ معاييرها المدهشة والمذهلة والتي ترسم حدود نضالها وثقافتها ووعيها أعلى كثيراً مما يظنه التاريخ، ويرصده، ويخمنه... نأتي الآن على شارع من شجرة الظاهرة المذهلة.. كرس عمره كله لفلسطين والنضال والشعر...وعرف خنادق الكفاح كلها، وتتلمذ على يد الموت الوطني حتى الانبعاث، وظل مقاوماً بالرصاصة والكلمة، وهكذا عاش، وهكذا يظلُّ... ناجي علوش اسماً وطنياً ومناضلاً، وصاحب رؤية وفلسفة نضالية واعية لما تعمله وتريده، وتسعى من أجله... وهو واحد من الآلاف أمثاله... بل هو واحد من الملايين التي منذ خطوتها الأولى في الدهر خطت تجاه ما رسمته،وخططت له، وعملت له بقوة.. ومشت إليه بوعيها وإدراكاتها وقدراتها الخارقة.... منهم من قضى نحبه، ومنهم من ينتظر، وما بدلوا تبديلاً... ناجي علوش، الذي عاش وفياً لفلسطين وهويته ولمبادئه، وظلَّ، ويظل هكذا...ما امتدت به الحياة.. ملايين أمتنا هكذا.. وأما قلة الردة المرتدة، والتي تجاوزت فلسطين والدم والشهداء، وتجاوزت الأعراف السماوية والوطنية كافة،وغالت في هيمنتها، وعربدتها، وانتقاصها من حقوق وطنها وشعبها، وتملكت مفاتيح القضايا تمشي بها للهوان والخراب، فهذه قلة قليلة عابرة في الهامش لأبعد من التصور والاحتمال والمناقشة، هي تذهب، ويبقى نضالنا الوطني، ورجالنا، وطفولتنا وفلسطين بألف خير من الله...
 
منذ يفاعته، وعى ناجي علوش الحياة على فلسطين والشعر، وعلى بيرزيت... جنة الأوطان والتي لا يعادلها، ولا يوازيها شيء في الوجود أبداً... ومنذ نعومة أظفاره اعتبر الكتابة نضالاً بالكلمة، ولكن تفتح عينيه على الدم والموت والكارثة، وعنف ما أحاط به، وبشعبه من خطوب وأحداث جسام، ومرارة النكبة، واتساع مأساتها عبر مفارق الحياة... هذه الأشياء كلها جعلته يتجه في مرحلة مامن الشعر لنضال الساحة والخندق والمقاومة، ويهجر الشعر لحين، ولكنه لم يتركه تماماً... بل ظل الشعر يخفق في نبضه وفي أعماقه، وظل يحنُّ له، ويعود إليه بين الحين والحين حتى أصدرته له وزارة الثقافة والإعلام في العراق عن دار الرشيد للنشر المجموعة الشعرية الكاملة، ضمن سلسلة ديوان الشعر العربي الحديث وذلك عام 1979م، وناجي إبراهيم سالم علوش، كما ورد في سيرته الذاتية التي بين يدي، هو من مواليد بئرزيت في فلسطين عام 1935م، شهر حزيران، اليوم السادس والعشرون منه. أردني من أصل فلسطيني [قضى عمراً نضالياً مديداً في سورية]... يحمل الثانوية العامة من الأردن، وهو حسبما ورد في مهنته "مؤلف وصحفي" وكما ورد في تسلسل الأعمال التي مارسها من بداياتِ عمره.
1-قام بالتدريس في مدرسة خاصة في منطقة الفحيص بالأردن من أيلول عام 1955م، ولغاية نيسان 1956م.
2-ثم سافر إلى الكويت، وعمل في وزارة الصحة هناك من تشرين أول عام 1956م، ولغاية شباط 1965م.
3-مدير النشر في دار الطليعة، ورئيس تحرير "دراسات عربية"، من آذار 1965، ولغاية آذار 1969، ومن كانون ثاني 1971م، ولغاية شباط 1972م.. وله ولد هو د.إبراهيم ناجي علوش، وابنة هي سلوى. وقد دخل المعترك النضالي العربي من البدايات،وعلى النحو التالي:
1-دخل بل انتسب لحزب البعث العربي الاشتراكي من عام 1954م، وحتى عام 1960م.
2-طلائع الثورة العربية من عام 1961م ولغاية 1966م.
3-حركة التحرير الوطني الفلسطيني –فتح- من عام 1967 حتى عام 1978م، وعضو المجلس الثوري من عام 1970 ولغاية 1978م.
4-حركة التحرر الشعبية العربية عام 1978م.
5-الاتحاد العام للكتاب والصحفيين الفلسطينيين عام 1968م. الأمين العام من عام 1972م، ولغاية عام 1980م
6-الاتحاد العام للصحفيين العرب-نائب الرئيس من عام 1974م، حتى عام 1976م.
7-الاتحاد العام للأدباء والكتاب العرب –أمين عام مساعد..
8-المنظمة العالمية للصحفيين "I.O.J" –عضو الأمانة العامة.
9-لجان الدفاع عن الحريات الديمقراطية في الأردن-الرئيس منذ تشرين الأول عام 1984م.
10-[عضو اتحاد الكتاب العرب بدمشق].
11-عضو مجلس أمناء مركز دراسات الوحدة العربية.
12-عضو مجلس أمناء المجلس القومي للثقافة العربية، وعضو اللجنة التنفيذية.
أما بالنسبة لانتمائه الأدبي... فالأهمَّ يدخلُ في نطاق الدراسات، والمقالات وكتابة الشعر، والنقد الأدبي، زار غالبية دول العالم مُناضلاً وكاتباً وشاعراً.. وتنوعت إصداراته، وتعددت على النحو التالي:
1-الثوري العربي المعاصر، عن دار الطليعة في بيروت عام 1960م[دراسة].
2-في سبيل الحركة العربية الثورية الشاملة [دراسة] عن دار الطليعة في بيروت عام 1963م.
3-الثورة والجماهير [دراسة]، عن دار الطليعة في بيروت، عام 1963م.
4 و5-"المسيرة إلى فلسطين والمقاومة العربية في فلسطين"-[دراسة]، صادرة. عن مركز الأبحاث في بيروت عام 1964م صدرت المسيرة وعام   1967م صدرت المقاومة العربية في فلسطين عن مركز الأبحاث المذكور.. إذاً هاتان الدراستان تحت رقم 4 و5.
6-هدية صغيرة [شعر] عن دار الكاتب العربي في القاهرة عام 1967م.
7-الماركسية والمسألة اليهودية [دراسة] عن دار الطليعة في بيروت، عام 1969م.
8-الثورة الفلسطينية: أبعادها وقضاياها [دراسة] عن دار الطليعة في بيروت عام 1970م.
9-مناقشات حول الثورة الفلسطينية [دراسة ووثائق] عن دار الطليعة في بيروت عام 1972م.
10-نحو ثورة فلسطينية جديدة [مجموعة دراسات ومقالات] عن دار الطليعة في بيروت عام 1972م.
11-الخط الاستراتيجي العام لحركتنا وثورتنا [مجموعة دراسات ومقالات]. عن دار الطليعة في بيروت عام 1974م.
12-النوافذ التي تفتحُها القنابل مجموعة شعرية] صادرة عن دار الطليعة في بيروت عام1971م.
13-التجربة الفيتنامية: من الدروس السياسية والعسكرية [دراسة] صادرة عن دار الطليعة في بيروت عام....
14-حرب الشعب، وحرب الشعب العربية [دراسة] صادرة عن دار الطليعة في بيروت عام  1973م.
15-الحركة الوطنية الفلسطينية أمام اليهود والصهيونية [مجموعة مقالات ودراسات] صادرة عن مركز الأبحاث في بيروت عام 1974م.
16-حول الحرب الأهلية في لبنان [مجموعة مقالات ودراسات] صادرة عن مركز الأبحاث في بيروت عام 1974م.
17-الحركة القومية العربية [دراسة] صادرة عن دار الطليعة في بيروت عام 1975م.
18-خط النضال والقتال، وخط التسوية والتصفية [مجموعة مقالات ودراسات]  صادرة عن دار الطليعة في بيروت عام 1976م.
19-حول الحرب الأهلية اللبنانية [مجموعة مقالات ودراسات] صادرة عن دار الكاتب عام 1978م في بيروت.
20-حوار حول قضايا الثورة العربية [مجموعة مقالات ودراسات] صادرة عن دار الكاتب في بيروت عام 1980م.
21-حوار حول قضايا الثورة العربية [مجموعة مقالات ودراسات] صادرة عن دار الكاتب في بيروت عام 1980م.
22-حوار حول الأُمَّة والقومية والوحدة [مُحاضرة وحوار ومناقشات] صادرة عن دار الطليعة في بيروت عام 1980م.
23-المجموعة الشعرية الكاملة صادرة عن وزارة الثقافة في بغداد ضمن سلسلة "ديوان الشعر العربي الحديث"، رقم 113، عن دار الرشيد للنشر عام 1979م.
24-ديوان بدر شاكر السياب [مجلدان]، إعداد وتقديم: أدبه وسيرته، "جمع وتقديم"، عن دار العودة في بيروت، دراسة مُوَسَّعة.
25-أديب اسحاق: الكتابات السياسية والاجتماعية، صادرة عن دار الطليعة في بيروت [التاريخ أُغفل]. دراسة الكتابات، السياسية والاجتماعية الأساسية.
26-عبد الغني العريسي: مُختارات المُفيد "تقديم"... دراسة صادرةعن دار الطليعة في بيروت[التاريخ أُغفل].
27-إنشاء "تكوين الجيش الإسرائيلي" إيغال آلون –دراسة البُنية الأساسية للكتاب، صادرة عن دار الطليعة في بيروت [التاريخ أُغفل].
28-بعض مظاهر التجريد والالتزام في الأدب العربي [مجموعة دراسات ومقالات] صادرة عن الدار العربية للكتاب [التاريخ أُغفل].
29-الوطن العربي: الجغرافية الطبيعية والبشرية [دراسة]، صادرة عن مركز دراسات الوحدة العربية عام 1985م.
30-مُختارات قوميَّة لمحمد عزت دروزة [اختيار وتقديم] صادرة عن مركز دراسات الوحدة العربية عام 1988م.
31-الوحدة العربية: "عوائق ومشكلات"  [دراسة] صادرة عن المجلس القومي للثقافة العربية في الرباط عام 1991م.
32-المشروع القومي من الدفاع للهجوم [مجموعة دراسات] صادرة عن الدار العربية للكتاب [ليبيا-تونس] عام 1991.
33-عن الزَّهر والنَّار [مجموعة دراسات] صادرة عن المجلس القومي للثقافة العربية في الرباط عام 1991م.
السيرة الذاتية هذه لناجي علوش [مُناضلاً وشاعراً وكاتباً]، استقيتُها من ملف سيرته "ضمن بيانات" اتحاد الكتاب العرب في دمشق عن الكتاب والأدباء العرب... وكتابة السيرة والإصدرات كاملة هي عملية توثيق تاريخي وطني وأدبي لمبدعينا الفلسطينيين الذين يُقيمون في سورية، أو أقاموا، وعبروا... والتوثيق لحفظ الكينونة الأدبية ذاتاً وإبداعاً، ولوضعها كاملة أمام الدَّارسين والباحثين والقراء للاستفادة منها في دراساتهم وأبحاثهم وأيضاً في مُطالعاتهم الشخصيَّة. إن إعادة تجميعه في الذاكرة الفلسطينية والعربية، وتثبيتهِ في تلك الذاكرة هو عمل وطني وإنساني وعربي. من هنا ابتدأت، ومن هنا انطلقت، ومن هنا عملت خلال السنتين الماضيتين، وأعمل الآن، وأعمل مستقبلاً، على تنفيذ المشروع/الحلم: "الشعر الفلسطيني في الشتات... الشعراء الفلسطينيون في سورية"، ملفاً توثيقياً، ووفاءً لفلسطين قضيةً، ولمبدعيها مناضلي الحرف والكلمة... وإنني لآمل من الله أن يمدني بالقوة والقدرة على استكمال هذا المشروع/الحلم، والجهد والمثابرة والاتصالات استطعت والحمد لله تجميع ملف جيد عن الشعر الفلسطيني والشعراء الفلسطينيين في سورية .
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 75881
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 78
الموقع : الاردن

ناجي علوش Empty
مُساهمةموضوع: رد: ناجي علوش   ناجي علوش Emptyالثلاثاء 15 مارس 2016, 9:49 pm

يجملُ ناجي علوش –في مجموعة أعماله الشعرية الكاملة عن وزارة الثقافة ببغداد رؤيته الخاصة فيما يكتبُ من شعر، وتأثير انغماسه في العمل النضاليّ والسياسيّ على كتاباته الشعرية... ومع هذا فقد ظل الشعرُ هاجسَهُ، وغناءه المُحبب... يقول من ص 190، وما يتبع: "منذ سنة 1957م، أخذتُ أتجهُ اتجاهاً آخر [في الشعر] صحيح أن التحول في شعري كان تحولاً في الشكل، في تعدد التفعيلات [بعد أن كان عمودياً] ولكنه كان تحولاً على أنه حال، قاد خلال السنوات التالية: 1958م، 1959م، 1960م، إلى تحول حقيقي، يبرز واضحاً في مجموعتي "هدية صغيرة"، إن هذه المرحلة من عام 1957م، ولغاية عام 1960، هي مرحلة انتقالية تبرزفيها كل ملامح مرحلة الانتقال... وبين مرحلة [ماقبل، ومابعد مرحلة الانتقال]، كان هناك حَدٌّ فاصل بين المرحلتين تمثِّل في قصيدته أماه"، التي نشرتها جريدة الحوادث التي كانت تصدر في عمان، وذلك عام 1954م...يقول فيها، وقد انتقل إلى شعر التفعيلة:
(1): أُمَّاهُ أين أبي!!؟..
وَقَطَّبَ حاجبيهِ، وصاحَ صيحةَ مُتعبٍ
ومتى يعودْ!!؟...
ومتى أراهُ يضمني
فَيَقِرُّ ثائِرُ أضلعي... وهكذا تمضي بقية القصيدة...
وقصيدته في ذكرى المعراج: 1954م، أيضاً:
(2):
هو النور إلاَّ أنها الوثبةُ الكبرى
 تهادى بها الصحراءُ فانطلقت فجرا
وراحت تُنادي، والظلامُ مُخيِّمٌ
 حُطاماً على رَمْلِ الخطيئة قَد ْقَرَّا
أيدري الذي أسرى بأنَّ جموعنا
 قد انتفضت ذعراً، وقد هتفت ثأرا
ملاحظة:
[طبعاً الذي أسرى يدري، وهو الذي يدري، ولا سواهُ يدري!!!]...
وأَنَّا وقفنا في وُجُوهِ عُداتنا
 عمالقةً غُلباً وألويةً حمرا
وَلَمْ نَرْضَ من غير العُروبةِ رايةً
 ومن غيرِ ما أوحت لثورتنا سِفْرا
لَئِنْ كانتِ الأُولى جلالاً وَعِزَّةً
 فما أَعْظَمَ الأولى، وما أَعْظَمَ الأخرى
يقول ناجي علوش متابعاً: "وخلال عام 1959م-1960م، عكفتُ على دراسة الفكر العربي المعاصر منذُ مُنتصف القرن الماضي، وكانت نتيجةُ هذه الدراسة كتابي (الثوري العربي المُعاصر) الذي صدر سنة 1960م.عن دار الطليعة. وَخَفَّتْ مع زيادة اهتمامي بالدراسات حماستي لكتابة الشعر، مع أنني ظللتُ أقرأ الشِّعْرَ بانتظام، وأحرصُ على على مُتابعة المجموعات التي تصدر، والقصائد التي تنشر حتَّى سنتين خَلَتَا...(3)...
 
رغم كل شيء ظل ناجي علوش يكتب الشعر، ويمشي إلى أرجائه الفسيحة كُلَّما  أحسَّ بوطأة وثقل الأعباء عليه، كان يعتبره المخلص الذي ينقذه من ضراوة الأحداث، ومرارة المأساة، وعظم المسؤوليات الملقاة على عاتقه كالآخرين من أبناء شعبه،ويعتبره أيضاً فسحة الأمل الذي تحمله فلسطين، وبيرزيت، والثرى الوطنيَّ الحبيب... والمرادف لوهج البنادق:
(4):رأيتُ وجهكَ المُضيء بالإصرارْ
يستنبتُ الأشجارَ والأزهارَ في القفار
ويطلع الزَّنابقْ
رأيتهُ يفيضُ بالخضرة في الحدائقْ...
ويمنح البراعِمَ الصِّغارْ
الدِّفْءَ، والأمان...
هكذا يظل النور يغطي على الظلمة، والأمل يقفز فوق اليأس، وخضرة الحدائق تُغطي مساحات الروح والأعماق الصفراء اليابسة اليائسة، ويظل الإصرار هو الطريق الوحيد للثوار، وهو الطريق الوحيد للانتصار... صور شعرية بسيطة، وجميلة، وشفافة غير مُعقدة، وتبعث الأمل في كل شيء...
ومع هذا الشعر البسيط والجميل والمُريح للنفس والوجدان، يتابع ناجي علوش قوله: (5): ومنذ سنة 1960م، وحتى الآن، وأنا أكتبُ الشعر لِماماً، وعندما أُحسُّ بحاجة ماسة لا أستطيع التعبير عنها بغير الشعر، ولا أستطيع الهروب منها... وكانت حصيلة ما كتبت في السنوات  "1960م-1966م"، القصائد التي نشرتها في مجموعتي "هدية صغيرة"، بالإضافة إلىعدد محدد من القصائد التي لم أنشرها في المجموعة"... ضمن أشعارهم وقصائدهم الكثيرة هنا وهناك، المنثورة كنجمات ما قبل الفجر، أبحث في أشعار وقصائد المناضلين السياسيين عن خبز الحب والوجد.... فأتعثر حتى أجده،وأستمتع بهِ... إنه خبزخاص بهم، وبعيدعن مُتناول الآخرين العاديين، ولكنَّ الفطرة الشعرية، أو هي الذائقة الشعرية التي تكتشفهُ في خبايا الشاعر، وأقاصيهِ البعيدة...هو موجود، وحادٌّ جداً، ولكن لا يعبر عنه بالتصريح، وربما بالتلميح النائي جداً، لأنه في نظر أولئك... هناك شيء أهمّ في عُرْفِ الوطن والقضية.. حتىعندما سئل نا جي عن هذا وضع إشارة... هكذا ... كأنه غير موجود....ولكنه حقيقةً، موجود وبكثافة فائقة.. ولكنه... كما قلنا: بعيدٌ، وغائبٌ في الذاكرة البعيدة... حيث يحلُّ محله وجد آخر لبئر زيت البعيدة... الجريحة هناك فوق ثرى فلسطين السَّليب... اُنثى الأرض التي يعشقها فارسها بجنون:
(6): "آهِ يا –بِئْرَ زيت التي حَمَّلَتْني الصليبْ
ورمتني على طرقات الأسى واللهيبْ
عن خيالي...
فكيف... وقد قام ما بنينا السُّورُ،
وانْسَدَّ بابُ المحبَّةّ!!؟
وغدونا بعيدينَ عَنْكِ... بعيدينْ
لا نسمةٌ من رُباكِ تهبُّ، ولا
طارقٌ يطرقُ البابَ دوني
وَمِلْءَ يديهِ  حكاياتُ شَوْقٍ وَحُبٍّ وَغُرْبَهْ!!؟..
هكذا يأتي جنون الحُبِّ كاسحاً عندما يكون عن الأرض/الأنثى مُعبراًعن أرقى أنواع الوجد، والصبابة الخارقة. في استبيان الكتاب العرب هكذا الحب عند علوش استكمالاً لرؤيته في الشعر... يتابع نادي علوش قوله في ص 191 من مجموعته الكاملة: (7):وخلال سنة 1964م، وسنة 1965م، تبلورت لَدَيَّ فكرة أن أنصرف عن الشعر، وكانت تحدوني إلى ذلك مجموعة دوافع يمكن تلخيصها فيما يلي:
أولاً: أنني لا أملكُ موهبةً غير عاديَّة تُخولني تطوير تجربتي الشعرية.
ثانياً: إنَّ انغماسي في العمل السياسيّ يزيد تجربتي غنىً، ولكنه في الوقت ذاتهِ يُدخلُ الكثيرَ من العوامل القاتلة للشاعريّة.
ثالثاً: إنَّ اهتمامي بالدراسات، وعكوفي عليها يحدُّ من قدرتي على مُتابعة ثقافتي الشعرية والنقدية.
رابعاً: إنَّ الاتجاه الذي بدأ يظهرُ في شعري منذ سنة 1960م، وهو اتجاه الغربة والانطلاق [الانتقال من الشعر العمودي لشعر التفعيلة الذي كان يرفضه الشاعر علوش ولا يرضاه] بديلاً للشعر العربيّ الأصيل... هذا سبب أخير في العزوف عن تطوير التجربة الشعرية...".
 
يُضيف ناجي علوش(Cool:"فالشاعرفي نظري هو الذي يكتبُ للجماهير، وأنا أكتبُ لمثقفين مثلي..والشارع هوالذي يكتب بلغة الجماهير، وأنا أكتبُ بلغتي ولغة زملائي من المثقفين، وقد تبلورت هذه المشاعر والأفكار فيما بعد وخلال السنوات
(1967م-1970م)...
 
ومع هذا، فقد كتب الشاعر ناجي علوش قصائد كثيرة بلغة الجماهير، وخاطبها بتلك القصائد البسيطة والشفيفة والمُعبرة، وظلَّ يكتب الشعر حتى صدرت مجموعته الشعرية الكاملة –كما ذكرنا آنفاً-عن وزارة الثقافة والإعلام في بغداد عام 1979م، عن دار الرشيد للنشر، ضمن سلسلة ديوان الشعر العربي الحديث-113-.
وظلَّ شعره وطنياً إنسانياً ثائراً متفائلاً شفيفاً بتوهجاته المُضيئة، لَمْ يأتِ عليه الوهن، ولا الانكسار، ولا ضراوة اليأس، ومرارة الهزيمة:
(9): وَجْهُكَ مرسومٌ على الوجوهْ
طيفُكَ محفور على الدُّروبِ والجدرانْ
وأنتَ فوق هذهِ الجزيرهِ
ملحمةُ الزمان والمكانْ
وقصة البطولةِ الكبيره...
أَرَيْتَني
كيف تُطِلُّ أجملُ الزَّنابقْ
مِنْ وَهَجِ البنادِقْ
أَرَيْتَني
كيف تطلعُ أروعُ الحدائق
من لهب الحرائِقْ...
ظلت الكلمة عنده طلقة  مقاومة... وظلَّت الطلقةُ والكلمةُ عند ناجي علوش مشروعين للخلاص والحرية واستعادة الوطن السليب لا بديل عنهما تلاحماً في النهاية ضمن إطار المشروع المصيري الواحد.. وكما غنَّى علوش للأرض والوطن غنى لكل الأحرار في العالم... وظلت هدية العيد في نفسهِ لمقاتلي ومناضلي التحرير في الأمة حتى يوم التحرير القادم بإذن الله في صُبْحِهِ المرتقب الإلهي المُحتم:
(10): لأننا نعيشُ من سنينْ
في مُدن الأسلاك والأسوار والردَّى
لأننا نعيش من سنينْ
حياتَنا وَمَوْتَنا سُدى
بحثتُ يومَ العيد هن هديَّهْ
لكل من أحبهم
فلم أَجِدْ
يا كُلَّ مَنْ أحبهم
هديتي لكم
العزم والحميةْ
والبدل الكاكيَّهْ
هديتي لكل واحدٍ
"سلجلكٌ" أُثقلَ  باللظى
وبندقية... السلجلك: أجناد الذخيرة.
هذه رحلة ناجي علوش مع فلسطين والنضال والشعر... إنه الوفيُّ أبداً لتلك الأقانيم الثلاثة، وشاعر متوهج العطاء في شجرة الشعراء الفلسطينيين والعرب المناضلين بإصرار في سبيل الأرض والخلاص والحرية، وشعره شفيف وعذب ومتوهج كإصراره الذي لا ينطفئ، ولا تخمد ناره أبداً وصوته... صوت الأرض الوطنيّ العظيم... ومع صوت شاعر آخر يجيء في سلسلة شعراء فلسطين المبدعين....
الشعر الفلسطينيّ في الشتات-الشعراء الفلسطينيون في سورية... الحلقة: الحادية
عشرة/11/.
الهوامش:
1-قصيدةً أُمَّاه من مجموعة الشعر الكاملة لناجي علوش الصادرة عن وزارة الثقافة ببغداد ضمن سلسلة ديوان الشعر العربي الحديث برقم 113 عن دار الرشيد ببغداد ص 187-و188
2-من قصيدة "المعراج" ص 1880 -المصدر السابق ذاته.
3-من دراسته عن كتاباته السياسية والشعر-المصدر السابق نفسه، ص 191.
4-من قصيدة: "وهج البنادق"، المجموعة الكاملة، ص 202، مؤرخة هافانا  68م
5-من دراسته في مجموعته –ص191-المصدر السابق ذاته.
6-من قصيدة باب المحبة-ص195-في المجموعة الكاملة ذاتها، مؤرخة في: 11/6/1967م..
7-من دراسته عن رؤيته في الشعر-ص191من مجموعته السابقة ذاتها.
8-تتمة السابق ص 192.
9-من قصيدة وهج البنادق المثبتة في مجموعته الكاملة ص 202 مؤرخة هافانا: 16/1/1968م.
10-قصيدة: "هدية" المجموعة-ص203 مؤرخة بيروت: 25/12/1968م.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
 
ناجي علوش
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى الشنطي :: فلسطين الحبيبة :: شخصيات من فلسطين-
انتقل الى: