تراجم لأشهر الأطباء العرب خلال عصور النهضة الإسلامية مدخل أولاً: تعليم الطب في العصر الإسلامي ثانياً: المستشفيات في عصر النهضة الإسلامية ثالثاً: الآسيات (الممرضات) والطبيبات في عصر النهضة الإسلامية التراجم المصادر والمراجع مدخل
يُعد العصر الذهبي للإسلام هو الفترة بين القرنين الثامن حتى القرن الخامس عشر الميلادي. كما تُعد هذه الفترة هي العصور المظلمة لأوروبا؛ فمنذ ظهور الإسلام وعلماؤه يضيفون الكثير إلى حقول العلم والمعرفة.
فالمدن الكبرى في العالم الإسلامي، الذي امتد من الصين حتى أسبانيا، مثل بغداد ودمشق والقاهرة وقرطبة أضحت مركزاً للحضارة الإنسانية، حين ترجم العلماء المعارف عن اللغات الإغريقية والفارسية وغيرها. وأضافوها إلى المعلومات الجديدة عن ممارستهم ومشاهدتهم وتجاربهم في علوم الفلسفة والاجتماع والفلك والهندسة والكيمياء والرياضيات. ويُعد التقدم في الطب الإسلامي وهو الأساس الذي بُني عليه الطب الحديث.
والمقصود "بالطب الإسلامي" هو ما يتعلق بالعلاج والصحة العامة، طبقاً لما ورد في القرآن الكريم والحديث الشريف، وما أستحدثه وكتبه أطباء النهضة في العصر الإسلامي. فقد حث الإسلام الإنسان على الاهتمام بحالته الصحية، وأن عليه أن يسعى للدواء عند حدوث الداء. والاهتمام بالنظافة الشخصية، والصحة العامة، ومنع انتشار الأوبئة وأن يسعى لتحقيق سلامة البدن والعقل والنفس، ومن ذلك ما ورد:
· "كلوا واشربوا ولا تسرفوا"
· "المعدة بيت الداء"
· "ثلث لطعامك وثلث لشرابك وثلث لنفَسك"
فمنذ القرن العاشر الميلادي، أخد الطب، بفضل الأطباء المسلمين، شكلاً جديداً لم يكن معروفاً من قبل، لا عند أبقراط ولا جالينيوس ولا غيرهما.
وكان الطب يرتكز على ركائز ثلاث أساسية:
أولا: نظام طبي للتعليم والممارسة.
ثانيا: تشخيص الأمراض، ووصف أمراض جديدة.
ثالثا: علم الصيدلة واكتشاف أدوية جديدة.
ففي عصر النهضة الإسلامية وضع نظام كامل لتعليم الأطباء وتأهيلهم، فالمسلمون أول من أنشأوا الكليات لتعليم الطب، وأولى كلية في العالم الإسلامي أنشأت في القرن الثامن الميلادي؛ بينما أنشأت أول كلية في أوروبا في القرن الثالث عشر، وكانت مماثله لما عليه كليات العالم الإسلامي.
ولقد أنشأ المسلمون كذلك المستشفيات، ووضعوا نظاما لإدارتها وكان أول مستشفى إسلامي في القرن الثامن الميلادي، بينما أنشأت أوروبا أول مستشفى في القرن الثالث عشر في عصر لويس التاسع، بعد عودته من الحروب الصليبية.
وفي هذه الفترة ظهر عمالقة الطب الإسلامي كالرازي وابن سينا وابن النفيس وثابت بن قرة، وأبو القاسم الزهراوي، وابن البيطار، والكندي، وابن الجزار، وابن رشد، وجابر بن حيان، وابن رضوان، وحنين بن إسحاق، وداود الأنطاكي، وعباس بن فرناس، وغيرهم ممن أرسوا قواعد الطب الحديث لتلك الفترة.
وكان انتقال هذه الحضارة إلى أوروبا من طريق مراكز الاتصال بين العالم الإسلامي وأوروبا من خلال أسبانيا وجزيرة صقلية، وللشرق الأوسط من خلال الحملات الصليبية من طريق سوريا وفلسطين ومصر.
وكانت الترجمة المنظمة لآلاف المؤلفات العربية إلى اللاتينية، بواسطة المترجمين الأوروبيين وأشهرهم قسطنطين الأفريقي وجيرار دي كريمونه عاملاً مهماً لانتقال هذه الحضارة إلى إيطاليا وفرنسا ثم إلى دول أوروبا الأخرى، كما كانت قرطبة بالأندلس مركزاً مهماً لطالبي العلم والمعرفة من جميع أنحاء أوروبا.
وقد كان للطب الإسلامي أثر كبير في تطور الطب الحديث، حيث ساعد على اكتشاف المعايير الطبية الحالية. كما قال الأسباني دكتور خوسيه لويس بارسلو "أن الأطباء العرب لم يكتفوا بترجمة المؤلفات الطبية اليونانية والهندية والفارسية القديمة، ولكنهم أعطوا العالم أطباء بمعنى الكلمة،وأعطوا الطب شكلا لم يكن معروفا من قبل. وكانت مدارسهم مثلا اقتدى الغرب بها فأسس جامعاته على النمط نفسه وعلم فيها المناهج التعليمية ذاتها التي كانت تدرس في بالمدارس الإسلامية، وخير مثل مدارس الطب في ساليرن بإيطاليا، ومونبليه وباريس بفرنسا".
أولاً: تعليم الطب في العصر الإسلامي
كان الطب عند العرب قبل الإسلام حصرا على بعض العائلات، يتوارثون صناعته جيلاً بعد جيل، ويتعلمونه بالتقليد والقياس؛ فلا كتاب ولا كتابة ولا مدرسه لهذه المهنة، وذلك بسبب الأمية في ذلك الوقت. وكان تعلمه على نحو ما يحدث عادة في تعلم الحرف اليدوية البسيطة. ويقول ابن خلدون إن هذه الطريقة كانت سراً مغلقاً على بعض العائلات.
وعندما دخل المسلمون إلى مصر، كانت مدرسة الإسكندرية تعلم الطب على الأسلوب اليوناني القديم من حيث قراءة النصوص والتعليق عليها بالمساءلة. وصارت هذه الدراسة نقطة البداية في تحرك الطب العلمي في اتجاه الأقطار الإسلامية.
وكانت مدرسة الإسكندرية حتى الحكم الأموي ما تزال تعمل بتدريس الفلسفة والطب، وكان من أشهر أطبائها آنذاك "عبدالملك بن أبجر الكتاني" وهو من نصارى الكوفة، أسلم على يد صديقه ومريضه الخليفة الخامس عمر بن عبدالعزيز حيث كان بصحبة أبية الوالي على مصر، فلما أستخلف عمر على المسلمين أستدعى ابن أبجر إلى أنطاكية ليمارس الطب فيها ويعلمه للناشئة.
على هذا يمكن أن تُعد مدرسة أنطاكية، التي أسسها "ابن أبجر"، أول معهد لتعليم الطب في العصور الإسلامية.
مارس ابن أبحر تعليم الطب على الأسلوب نفسه التي تعلم به الطب وعلمه لتلاميذه في مدرسة الإسكندرية، وكان ذلك الأسلوب، على ما يفهم من عناوين كتب يحيى النحوي، بقراءة نصوص مجاميع "جالينوس" الستة عشر وتفسيرها والتعليق عليها بما لدى المعلم من أراء وخبره في الصنعة.
وفي الدولة العباسية، وفي عهد هارون الرشيد أنشأ (بيت الحكمة) الذي لعب دوراً مقدراً في نشر العلوم الطبية. وبعد ذلك أنشأت المستشفيات التي كانت تعرف باسم "البيمارستانات"، وكانت مركز لتعليم الطب وتسمى باسم الطبيب الذي يعلم بها، مثل مدرسة ابن ماسويه ومدرسة حنين بن إسحاق في بيت الحكمة، والمدرسة الدَُّخْوارية في دمشق للشيخ مهذب الدين الدَُّخْوار. وقد نقل إلينا ابن أبي أصبعية صورة أكثر وضوحاً لهذه المدرسة في قوله: شرع مهذب الدين عبدالرحيم بن علي الدَُّخْوار (628 هـ ) في تدريس صناعة الطب، واجتمع إليه خلق كثير من أعيان الأطباء يأتون اليه ويقعدون بين يديه ثم تجرى مباحث طبية ويقرأ التلاميذ ولا يزال معهم في الدرس ونظر في الكتب مقدار ثلاث ساعات ثم يركب إلى داره ويلاحظ أن التلميذ يقرأ في الكتاب أثناء الدرس، أما المعلم فيحمل بين يديه نسخه من ذلك الكتاب أصلية خاليه من الأخطاء الإملائية أو العلمية ويشرح للطالب ما يراه صعب عليه من فهم الأعراض والعلامات المرضية وبحث روابطها التشريحية والفسيولوجية بالعضو المريض.
ويلفت النظر أن الدروس لم تكن قاصرة فقط على التلاميذ وحدهم، بل يرتادها أيضاً الأطباء الممارسون، ليستزيدوا من خبرة الشيخ الذي يدير الحلقة.
وقد ركز الأطباء المسلمون في أول تعلمهم، على معرفة ثلاثة أمور في التطبيق: الأول (تشخيص المرض) والثاني (التنبؤ بمستقبل هذا المرض) والثالث (معالجته).
وكانت هذه الأمور الثلاثة هي كل ما تتطلبه مصلحة المريض لاكتساب العافية، وعليها تبنى شهرة الطبيب المعالج.
وربما كان أسلوب التعليم السريري الذي أدخله الرازي في الطب الإسلامي، مثالاً صادقاً لما كان عليه أسلوب التعليم الطبي في المدارس الإسلامية. فقد بلغ التعليم السريري ذروته في التطبيق في أيام المماليك المصريين، حتى صار قريبا من أسلوب التدريس السريري في الوقت الحاضر.
أما عن الكتب الدراسية في تعليم الطب، فكانت من مؤلفات الأطباء العرب وهي متوافرة. كما كثر عدد الطلبة الوافدين إلى مدارس الطب. وكان أكثر الطلاب يتعلمون الطب في سن مبكرة تقل عن العشرين، كما في حالة العالم الكبير ابن سينا.
أما عن أجور تعليم الطب، فكان أبناء الأطباء يتعلمون بالمجان حسب قسم أبقراط، وأما الآخرون فيدفعون أجوراً مناسبة. وعن عدد سنين تعلم الطب، ذكر "ابن رضوان المصري" أن دراسة الطب تستغرق ثلاث سنوات، تطول باختلاف مزاج المعلمين وطول نفسهم في التعليم، ورغبة التلميذ في المزيد من التعلم".
أما عن الامتحانات في الطب لممارسته، فلابد من الحصول على ترخيص بذلك، وكذلك كان على الأطباء الممارسين اجتياز امتحان لمواصلة مزاولة المهنة.
وأول من كتب عن امتحان الأطباء من العرب هو "يوحنا بن ماسويه"، وعنوان كتابه (محنة الطبيب)، وكذلك كتاب الرازي (محنة الأطباء).
قال الرازي: ينبغي أن يكون الطبيب نظيفاً في بدنه ووجهه وشعره وسائر أعضائه، وتكون ثيابه نظيفة ويكون حسن النطق طليقاً، ولا يكون عبوساً ولا عجولاً ولا متهوراً ولا شرهاً للمال، ويكون له بيان ثقة في خلقته وزينته، رحيماً بالمرضى.
أما عن امتحان ممارس المهنة، فقد استحدث لأول مره للصيادلة في أيام الخليفة المأمون، وللأطباء أيام المقتدر، والذي يجري الامتحان رئيس الأطباء.
ويذكر القنطي في حوارات سنة 319هـ مريضاً توفى في بغداد بسبب خطأ أحد الأطباء في علاجه، فأمر الخليفة المقتدر إبراهيم بن أحمد بن أبي أصبعه أن يمنع جميع الأطباء عن ممارسة المهنة إلا بعد أن يجتازوا امتحاناً بواسطة رئيس الأطباء سنان بن ثابت.
وخلاصة ذلك أن ممارسة الطب ودراسته في العصر الإسلامي كانت تجري بأسلوب علمي سليم، أساسه الأول جودة التعليم للأطباء في التشخيص والعلاج لضمان صحة المريض، وهذا هو الأسلوب المتبع حاليا في جميع كليات الطب في العالم.
ثانياً: المستشفيات في عصر النهضة الإسلامية
يعد إنشاء المستشفيات إضافة للحضارة الإسلامية التي أنشأت أول مستشفى في العام 707 م في عهد الخليفة الأموي "الوليد بن عبدالملك" في دمشق، لتشخيص وعلاج المرضى. وكانت كل الخدمات تقدم بالمجان.
وقد ورد في كتاب السير "جون جلوب" أنه في عهد الخلافة العباسية أفتتح أول مستشفى مجاني في عهد الخليفة هارون الرشيد وبه أطباء وجراحون ودارسون للطب وقاعات لإلقاء المحاضرات والتعليم الإكلينيكي، لتخريج أطباء للعمل في المستشفيات المختلفة بعد إعطاء شهادة أو رخصة بذلك.
ولقد ذكر سير جون جلوب في كتابه أن أول مستشفى افتتحت بمصر في عام 872 م، وبعد ذلك أنشأت المستشفيات في جميع أنحاء الإمبراطورية الإسلامية من الصين إلى الأندلس.
وتعد مستشفى القاهرة التي شيدها السلطان قلاوون المنصور في عام 1285م، أكبر مستشفى في الإمبراطورية الإسلامية، طبقا لما ذكره "ويل دورانت" في كتابه. وأن هذه المستشفى تتكون من أربع بنايات كبيرة تتوسطهم حديقة كبيرة ونافورات مياه، وبها إقامة للمرضى ومعامل وصيدلية كبيرة. كما بها عيادة خارجية لتحضير الوجبات للمرضى وحمامات، وأيضاً مكتبة تضم مجموعة كبيرة من الكتب الطبية، ومسجد صغير وقاعات لإلقاء المحاضرات.
وذكر السير ويل دورانت أن المرضي يعالجون بالمجان، من دون النظر إلى وضعهم الاجتماعي أو الديني؛ فكان يعالج الفقير والغني على السواء، والمسلم والمسيحي واليهودي، والأبيض والأسود على السواء، وذلك من دون مقابل. وكانت تستعمل الموسيقى كوسيلة لعلاج المرضى الذين يعانون من الأرق.
ولقد وصف المقريزي في كتابه هذه المستشفى بقوله: "لقد وجدت هذه المستشفى للمرضى في مستواي والمستوى الأدنى، فلا فرق بين حاكم ومحكوم، وجندي وأمير، وبين عبد وحر، وبين رجال ونساء".
وكان الأطباء يكشفون على المرضى ويقدمون الدواء بالمجان، والقسم الداخلي مجهز بأسرة وأغطية، والإقامة بالمجان. والأبنية الأربعة الرئيسية بالمستشفى متباعدة، لمنع انتشار الأمراض المعدية. وقد خصص أحدها لمرضى الحميات وأخر للسيدات، وثالث للعيون، والرابع لحالات النزلات المعوية. ويوجد مبنى للنقاهة ينقسم إلى قسمين: قسم للرجال وأخر للسيدات. وبعد الشفاء والخروج يزود المريض بملابس جديدة ومصروف للجيب لإعانته، إلى حين عودته للعمل.
والأطباء العاملون من الديانات المختلفة، مسلم ومسيحي ويهودي. وبالمستشفى طاقم تمريض للعناية بالمرضى بأقسام المستشفى المختلفة. ويعلق أ.د "ويليام اوسلر"، الكندي الجنسية، أن المستشفيات في عصر النهضة الإسلامية، كمستشفى القاهرة، كانت لا تقل في المستوى عن المستشفيات في أوروبا في عصر الملكة فيكتوريا في القرن التاسع عشر، وكانت المستشفى تسمى "البيمارستان" وهى كلمة فارسية تعني مكان المرضى (بيمار أي مرضى وستان أي مكان).
ويذكر أن مستشفى قلاوون بالقاهرة كانت تقدم الخدمة لحوالي 8000 حالة مرضية، وكانت العمليات تجرى في جناح أمراض العيون. وكان الأطباء يجرون عمليات إزالة المياه البيضاء بواسطة حقن خاصة.
كما أنشأت كذلك بالقاهرة أول مستشفى خاصة لمرضى الأمراض النفسية، لأول مرة في تاريخ الطب البشري. أما في أوروبا فأنشأت أول مستشفى عام 1260م في باريس، بأمر من الملك لويس التاسع بعد عودته من الحروب الصليبية، وبعد أن شاهد هذه المستشفيات بمصر.
كما كانت هناك مستشفيات متنقلة للعناية بالمصابين والمرضى أثناء العمليات الحربية.
ثالثاً: الآسيات (الممرضات) والطبيبات في عصر النهضة الإسلامية
منذ فجر الإسلام كانت المرأة عنصراً أساسياً تسهم في الخدمات الاجتماعية، وبوجه خاص خدمات التمريض والإسعاف في السلم والحرب. وكان العرب يطلقون اسم "الآسيات" على النساء اللاتي يعملن في تضميد الجراح وجبر العظام والإشراف على المرضى وتقديم الخدمات الطبية لهم. وقد ورد أن مستشفى طولون بالقاهرة ومستشفى القيروان بتونس، كانا يقوم على خدمه المرضى بهما ممرضات متخصصات من السودان. ومن الآسيات المشهورات في عهد الرسول e.
1. أمية بنت قيس بن أبي الصلت الغفارية (صاحبة القلادة)
عاشت في صدر الإسلام، وكانت من نوابغ طبيبات العرب والمسلمين. اشتهرت بإجراء العمليات الجراحية البسيطة ولم تبلغ السابعة عشرة من عمرها، حضرت غزوة خيبر مع رسول الله e، تداوي الجرحى.
2. أم عطية الأنصارية
اشتهرت بإجراء الجراحات الصغيرة، واشتركت في الغزوات. وكانت تداوى الجرحى وتقوم على المرضى. قالت: (غزوت مع رسول الله e سبع غزوات، أخلفهم في رحالهم، وأضع لهم الطعام، وأداوي الجرحى).
3. أم سليم
كانت تشارك في الغزوات ومعها نسوه من الأنصار يسقين الماء، ويداوين الجرحى.
4. الربيع بنت معوذ
كانت تداوي الجرحى في الغزوات وترد القتلى إلى المدينة. قالت: (كنا نغزو مع الرسول e ونسقي القوم ونخدمهم، ونحمل القتلى والجرحى إلى المدينة).
5. أم سنان الأسلمية
شاركت في غزوة خيبر
6. كعيبة بنت سعد الأسلمية (رفيدة الأسلمية)
إحدى المعالجات المشهورات في عصر النبوة، وكانت لها خيمة تداوى فيها المرضى وتضمد الجرحى. ولما أصيب الصحابي "سعد بن معاذ" بسهم في معركة الخندق، قال النبي e: أجعلوه في خيمة "رفيدة" التي في المسجد حتى أعوده. وتقديراً من النبي e لجهودها في غزوة خيبر في مداواة الجرحى وخدمة المسلمين، فقد أسهم لها بسهم رجل مقاتل. وهكذا كانت الصحابية رفيدة الأسلمية صاحبة أول مستشفى ميداني، وكانت معروفة بمهارتها في الطب والعقاقير والأدوية وتصنيعها، ومعالجة الجروح وتضميدها والكسور وتجبيرها. 7. بركة بنت ثعلبة بن عمر النعمان (أم أيمن)
مولاة رسول الله e، وحاضنته، شاركت في غزوة أحد وكانت تسقي العطشى وتداوي الجرحى .
8. نسيبة بنت كعب المازنية (أم عمارة)
اشتركت في غزوه بدر وغزوة أحد مع زوجها ووالدها، تسقي العطشى وتداوي الجرحى.
9. خمفه
كانت تخلى المصابين من أرض المعركة، وتضميد جراحهم وتتولى تمريضهم.
10. أم ورقة الشهيدة
اسمها "أم ورقة بنت عبدالله بن الحارث"، صحابية كريمة كانت تلقب بالشهيدة، كما كان يسميها رسول الله e. والثابت أنها ممرضة بارزة بين معاصراتها. كانت أم ورقة، رضي الله عنها، تتمنى الشهادة في غزوة بدر، لذا طلبت من النبي e أن يأذن لها أن تسهم في غزوة بدر مساهمة فعلية، وذلك بأن تتولى مداواة الجرحى والمرضى من المسلمين في المعركة. وقد تناقل المؤرخون أن الشهيدة أم ورقة عندما رغبت بالذهاب إلى بدر قالت لصفوة الخلق e: "أتأذن لي فأخرج معك أداوي جرحاكم وأمرض مرضاكم، لعل الله يهدي لي شهادة قال: "إن الله مُهدٍ لك شهادة" وكان يسميها الشهيدة.
11. زينب الشامية
تعد زينب، طبيبة بني أود، من أعظم نساء بني أود. وعلى الرغم من قلة المعلومات عنها، فالثابت أنها عاشت في أواخر عهد دولة بني أمية، فقد عرفت باسم "زينب الشامية"، طبيبة نساء خلفاء بني أمية. وقد اشتهرت بين معاصريها بعلاجاتها أمراض العيون. كما كان لها دور مرموق في الجراحة العامة.
12. الشفاء بنت عبدالله القرشية
هي ليلى بنت عبد الله القرشية، زوجة أبي حثمة بن حذيفة بن غانم. وقد لعبت دوراً مهماً في غزوات النبي e. أسلمت قبل هجرة الرسول e إلى المدينة المنورة، وهاجرت إلى المدينة مع المهاجرين. توفيت الشفاء سنة 20 هـ، وعرفت بإجادتها للقراءة والكتابة، وتتلمذ على يديها الكثير من نساء المسلمين. وقد قرأت بتمعن تام إسهام الأطباء الأوائل في العلوم الطبية، لهذا السبب تمكنت من مزاولة مهنة الطب، وتميزت بمعالجاتها الناجحة؛ وخاصة في الأمراض الجلدية. واشتهرت بآرائها الصائبة ليس فقط في ميدان الطب، بل في مختلف الأمور.