منتدى الشنطي
سيغلق هذا المنتدى بسبب قانون الجرائم الاردني
حيث دخل حيز التنفيذ اعتبارا من 12/9/2023
ارجو ان تكونوا قد استفدتم من بعض المعلومات المدرجة
منتدى الشنطي
سيغلق هذا المنتدى بسبب قانون الجرائم الاردني
حيث دخل حيز التنفيذ اعتبارا من 12/9/2023
ارجو ان تكونوا قد استفدتم من بعض المعلومات المدرجة

منتدى الشنطي

ابراهيم محمد نمر يوسف يحيى الاغا الشنطي
 
الرئيسيةالرئيسية  البوابةالبوابة  الأحداثالأحداث  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخول  

 

  عقيدة أوباما

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 75488
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 78
الموقع : الاردن

 عقيدة أوباما Empty
مُساهمةموضوع: عقيدة أوباما    عقيدة أوباما Emptyالخميس 24 مارس 2016 - 5:49

  في موضوع سابق

على الرابط التالي






عقيدة أوباما




جيفري غولدبرغ -معاريف
في معالجة الأزمة الإيرانية كان للرئيس الأميركي باراك أوباما هدفان أساسيان. الأول، منع النظام الإيراني من التسلح بسلاح نووي. والثاني، منع هجوم اسرائيلي على منشآت النووي الإيرانية. في نهاية الأسبوع حقق أوباما أحد الهدفين. فقد حشر رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو في الزاوية، والآن لا يبدو معقولا ان تهاجم اسرائيل ايران في المستقبل المنظور. فإذا ما هاجمتها الآن، في منتصف المفاوضات، سيكون هذا فعلا متسرعا ومغامرا من شأنه أن يجعل اسرائيل منبوذة، ويؤدي الى انهيار العقوبات بل وربما الى حرب في الشرق الأوسط.
في الموضوع الثاني، أوباما والقوى العظمى أبطأوا على الأقل سير طهران نحو الحافة النووية. وكما قال زميلي في بلومبرغ، آل هانت، يبدو أنه في جنيف اختير الخيار الأقل سوءا من بين الطرق الأربعة الممكنة لتعطيل البرنامج النووي الايراني. الإمكانية الاولى هي الخيار العسكري، الذي تنفذه اسرائيل او الولايات المتحدة، ولكن الهجوم هو فكرة سيئة: صحيح أن الكثير من المنشآت النووية الايرانية ستدمر، ولكن سيقتل مدنيون أبرياء والعقوبات ستنهار. كما أن الهجوم لن ينجح في إبادة قاعدة المعلومات النووية في إيران ومن شأنه أن يوحد الشعب الايراني حول التطلع الى التسلح بسلاح نووي.
الخيار الثاني، العقوبات الشديدة، نجحت في جلب طهران إلى طاولة المباحثات. ولكن سنوات من العقوبات لم تضع بعد النظام الايراني في خطر. وعندما يبدأ السكان بالاستياء - فإن النظام سبق أن أظهر بأن ليس لديه مشكلة حتى في أن يقتلهم. لا يبدو أن العقوبات وحدها ستدفع إيران إلى التخلي عن تطلعاتها النووية. الإمكانية الثالثة هي حملة لإسقاط النظام. غير أن التجربة الاميركية في العراق تشطب عمليا عن جدول الاعمال هذا الخيار.
ويتبقى الطريق الرابع: الدبلوماسية. من هذه الناحية يبدو أن الاتفاق المرحلي كان هو أفضل ما يمكن للولايات المتحدة أن تحققه. ففيه الكثير من البنود الإشكالية وهو يقترب بشكل خطير من الاعتراف بما يسمى حق ايران في تخصيب اليورانيوم. والآن يوجد حتى احتمال منخفض اكثر بأن يصطدم الغرب بايران في أعقاب سلوكها الإجرامي في سورية.
كما أن الاتفاق يحرر للنظام الايراني مليارات الدولارات مقابل التنازلات في الموضوع النووي - تنازلات قابلة للتراجع. النظام في ايران لم يكن مطالبا في أن يفكك حتى ولا جهاز طرد مركزي واحد، وهو ما يزال  يمكنه "الاقتحام" نحو القنبلة في غضون ثمانية اسابيع. ولكني واثق بان ايران لن تتخذ مثل هذه الخطوة حاليا. كما إني واثق جدا بأن ادارة اوباما مستعدة لأن تحطم الأدوات في العرض المركزي - المحادثات القاسية على الاتفاقا النهائي - فتترك المفاوضات اذا رفضت ايران تفكيك العناصر في البنية التحتية النووية لديها والتي يمكن استخدامها لإنتاج قنبلة.
يحتمل أن تضطر الولايات المتحدة الى ترك المحادثات. إذ إنه لا يوجد في واقع الأمر دليل على ان الرئيس روحاني ووزير الخارجية ظريف لديهما الإذن من الزعيم الأعلى خمينئي للموافقة على حل وسط مهم في موضوع البرنامج النووي، ولكن التخلي الحقيقي عن النووي؟ من الصعب التصديق. السبب الأبسط هو حقيقة أن هذه مصلحة بعيدة المدى لدى النظام لتحقيق قدرة تسمح له بانتاج سلاح نووي. ومن جهة أخرى فإن الموافقة على أن تقوم الولايات المتحدة، الخصم اللدود الذي يسمى حتى "الشيطان الأكبر"، بنزع السلاح النووي من ايران - فإنه حقا ليس مصلحة النظام.
في السطر الاخير، يحتمل أن يكون كل ما يحصل في الأشهر الأخيرة لن يؤدي الى تحقيق إنجاز حقيقي. ولكن بينما يطرح نتنياهو طلبا غير واقعي باستسلام تام لإيران، فإن اوباما لا يتصرف بغباء عندما يحاول التأكد مما هي مستعدة لأن تتنازل عنه الى الأبد، إذا كانت ستفعل ذلك على الإطلاق.


عدل سابقا من قبل ابراهيم الشنطي في الخميس 24 مارس 2016 - 5:58 عدل 1 مرات
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 75488
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 78
الموقع : الاردن

 عقيدة أوباما Empty
مُساهمةموضوع: رد: عقيدة أوباما    عقيدة أوباما Emptyالخميس 24 مارس 2016 - 5:50


عقيدة أوباما في فترته الرئاسية الأولى



جوزيف س. ناي*
أسبن- تشير استطلاعات الرأي في الولايات المتحدة إلى انتخابات رئاسية متقاربة النتائج في تشرين الثاني (نوفمبر). ففي حين يتفوق الرئيس باراك أوباما على منافسه الجمهوري مِت رومني في استطلاعات الرأي فيما يتصل بالسياسة الخارجية، فإن قضايا مثل النمو الاقتصادي البطيء وارتفاع معدلات البطالة -وهي القضايا الأكثر بروزاً على الإطلاق في الانتخابات الأميركية- تصب في صالح رومني. وحتى فيما يتصل بالسياسة الخارجية، يشكو منتقدو أوباما من فشله في تنفيذ مبادرات التغيير التي وعد بها قبل أربعة أعوام. تُرى، هل هم على حق؟
لقد وصل أوباما إلى السلطة عندما كان الاقتصاد في الولايات المتحدة والعالم في خضم أسوأ أزمة مالية منذ أزمة الكساد الأعظم في ثلاثينيات القرن العشرين. والواقع أن بعض مستشاري أوباما الاقتصاديين نصحوه بأنه ما لم تُتَّخَذ خطوات عاجلة لتحفيز الاقتصاد فإن احتمالات الدخول في حالة من الكساد الكامل تصبح واحدا إلى ثلاثة.
هكذا، وعلى الرغم من أن أوباما ورث حربين تجاريتين، وتهديدات بالانتشار النووي من إيران وكوريا الشمالية، ومشكلة إرهاب تنظيم القاعدة المستمرة، فإن الأشهر المبكرة له في المنصب كانت مخصصة لمعالجة الأزمة الاقتصادية في الداخل والخارج. ولم تصادف جهوده نجاحاً كاملا، ولكنه تمكن من تفادي أسوأ النتائج.
كان خطاب أوباما أثناء حملته الانتخابية في العام 2008 والأشهر الأولى من رئاسته، مُلهِماً في أسلوبه وداعياً إلى التغيير في أهدافه. فقد شمل عامه الأول في المنصب خطاباً ألقاه في براغ، حيث رسخ هدف إخلاء العالم من الأسلحة النووية؛ وخطاباً في القاهرة وعد فيه بتبني نهج جديد في التعامل مع العالم الإسلامي؛ وخطاب تلقيه جائزة نوبل للسلام الذي وعد فيه "بتحويل مسار التاريخ في اتجاه العدالة".
كانت هذه السلسلة من الخطب تكتيكية في جزء منها. فقد كان أوباما في احتياج إلى الوفاء بوعده بتحديد اتجاه جديد في السياسة الخارجية مع العمل في الوقت نفسه على ترويض القضايا التي تركها له جورج دبليو بوش، والتي قد تؤدي إلى أزمة لرئاسته إذا تركها عالقة. ومع هذا فليس هناك ما يدعو إلى الاعتقاد بأن أوباما كان مخادعاً عندما عرض أهدافه. لقد أسهمت في صياغة نظرة أوباما إلى العالم حقيقة مفادها أنه أمضى قسماً من شبابه في إندونيسيا وأن والده أفريقي.
في كتاب صادر مؤخراً عن مؤسسة بروكنجز، يقول الكاتب إن أوباما كان يتمتع "برؤية ناشط لدوره في التاريخ" وإنه كان يعتزم تجديد صورة أميركا في الخارج، وخاصة في العالم الإسلامي؛ وإنهاء تورطها في حربين؛ ومد يد مبسوطة إلى إيران؛ وإعادة ضبط العلاقات مع روسيا كخطوة نحو تخليص العالم من الأسلحة النووية؛ وتنمية التعاون مع الصين في القضايا الإقليمية والعالمية؛ وصنع السلام في الشرق الأوسط". ولكن سجل إنجازاته فيما يتصل بهذه القضايا كان ملتبسا.
ويضيف التقرير: "لقد عملت ظروف تبدو مستعصية على تحويله من مهندس لنظام عالمي جديد إلى زعيم يركز بشكل أكبر على إصلاح العلاقات والاستجابة للأزمات -وأبرزها الأزمة الاقتصادية العالمية". ورغم نجاحه في القضاء على أسامة بن لادن وإضعاف تنظيم القاعدة، فإن بعض سياسات مكافحة الإرهاب انتهت إلى إضعاف جاذبيته وشعبيته في أماكن مثل الشرق الأوسط وباكستان.
والواقع أن بعض الأكواب نصف الفارغة كانت نتيجة لأحداث مستعصية على الحل؛ وبعضها كان نتاجاً لحماقات سابقة، مثل التوجهات الأولية في التعامل مع إسرائيل، والصين، وأفغانستان. ولكن أوباما كان سريعاً في إصلاح أخطائه بطريقة عملية. وعلى حد تعبير أحد مؤيديه فإنه رجل "مثالي عملي".
وبهذا المعنى، وعلى الرغم من أن أوباما لم يتراجع عن تعبيراته البلاغية حول أهداف التغيير فيما يتصل بقضايا مثل تغير المناخ أو الأسلحة النووية، فإن ممارسته العملية كانت أقرب إلى ممارسات زعماء رئاسيين مثل دوايت ايزنهاور أو جورج بوش الأب. وعلى الرغم من قلة خبرته نسبيا في الشؤون الدولية، فقد أظهر أوباما مهارات مماثلة في الاستجابة لمجموعة معقدة من تحديات السياسة الخارجية. ولقد تجلى هذا في تعيينه لمستشارين من ذوي الخبرة، وإدارته الواعية للقضايا، وفي المقام الأول ذكائه الحاد في التعامل مع الظروف المحيطة.
وهذا لا يعني أن أوباما لم يكن مؤثراً فيما يتصل بأهداف التحول والتغيير. فقد نجح في تغيير مسار سياسة لا تحظى بأي شعبية في العراق وأفغانستان؛ كما تبنى تكتيكات لمكافحة التمرد تستند إلى استخدامات أقل تكلفة للقوة العسكرية والإلكترونية؛ وعمل على زيادة القوة الناعمة الأميركية في العديد من أنحاء العالم؛ وبدأ في تحويل التركيز الاستراتيجي لأميركا نحو آسيا، المنطقة الأسرع نمواً في الاقتصاد العالمي.
وفيما يتعلق بإيران، فقد كافح أوباما من أجل تنفيذ العقوبات التي وافقت عليها الأمم المتحدة وتجنب حرب سابقة للأوان. ورغم أن ثورات الربيع العربي كانت بمثابة مفاجأة غير مرغوبة بالنسبة له، فقد انتقد أوباما بعد بعض التردد ما اعتبره "جانب التاريخ".
في كتاب جديد بعنوان "المواجهة والتكتم"، يصف ديفيد سانجر ما أطلق عليه وصف "عقيدة أوباما" (ولو أنه يعيب على الرئيس أنه لم يعرض هذه العقيدة على الناس بقدر أكبر من الوضوح): ترك بصمة عسكرية أقل وطأة، إلى جانب الاستعداد لاستخدام القوة من جانب واحد عندما يتعلق الأمر بمصالح الأمن الأميركي بشكل مباشر؛ والاعتماد على التحالفات في التعامل مع المشاكل العالمية التي لا تشكل تهديداً مباشراً لأمن الولايات المتحدة؛ وإعادة التوازن بعيداً عن مستنقعات الشرق الأوسط ونحو القارة الواعدة في المستقبل -آسيا.
ويبين لنا التناقض بين قتل بن لادن والتدخل في ليبيا عقيدة أوباما. ففي حالة سابقة، أدار أوباما شخصياً الاستخدام المنفرد للقوة، والذي اشتمل على شن غارة على الأراضي الباكستانية. وفي حالة لاحقة، حيث لم تكن المصالح الوطنية بنفس القدر من الوضوح، انتظر إلى أن تبنت جامعة الدول العربية والأمم المتحدة القرارات التي وفرت الشرعية اللازمة لضمان تقديم السرد المناسب فيما يتصل بالقوة الناعمة، ثم شارك في قيادة عملية القوة الصارمة مع حلفاء منظمة حلف شمال الأطلسي.
إن التأثير الأبعد أمداً لعقيدة أوباما سوف يتطلب المزيد من الوقت للتقييم، ولكن مع اقتراب انتخابات تشرين الثاني (نوفمبر)، فإن أوباما يبدو متفوقاً على منافسه في قضايا السياسة الخارجية. صحيح أن أوباما لم يغير مسار التاريخ على النحو التحويلي الذي كان طامحاً إليه أثناء حملته الانتخابية قبل أربعة أعوام، ولكن تحوله نحو نهج عملي قد يكون أمراً محمودا، وخاصة إذا استمر الناخبون في التشكك بشأن الاقتصاد.

*
أستاذ بجامعة هارفارد ومؤلف كتاب "مستقبل القوة".
*
خاص بـ"الغد"، بالتعاون مع خدمة "بروجيكت سنديكيت"، 2012




عدل سابقا من قبل ابراهيم الشنطي في الخميس 24 مارس 2016 - 5:58 عدل 1 مرات
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 75488
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 78
الموقع : الاردن

 عقيدة أوباما Empty
مُساهمةموضوع: رد: عقيدة أوباما    عقيدة أوباما Emptyالخميس 24 مارس 2016 - 5:51


عقيدة أوباما بعد أزمة العراق



افتتاحية — (الغارديان) 27/6/2014
ترجمة: عبد الرحمن الحسيني
الرئيس الأميركي تحت النيران بسبب الفوضى الدموية السائدة في الشرق الأوسط. لكن ضعف أميركا يعود وراء إلى العديد من السنوات: فقد ورث أوباما أخطاء العديد من الرؤساء الأميركيين السابقين.
* * *
ترى، ما عساه أن يكون إرث باراك أوباما؟ من الواضح مسبقاً أنه سوف يترك وراءه عالماً ليس أقل فوضى وعنفاً من الذي ورثه عن أسلافه، وبلداً لم يتمكن من تغيير الاستقطاب السياسي الذي وجده عليه. ولكن، كم من هذا الواقع ترتب على أخطائه هو، والذي يمكن إرجاعه إلى أحكامه الخاطئة وسياساته سيئة الخيارات، أو إلى ما يصفه المنتقدون القساة بأنه الجمع القاتل بين الوهن والمبالغة في الحذر؟ ليس الجواب على هذه التساؤلات شيئاً مهماً. إن عادة تقسيم الأعوام إلى حقب زمنية تتصل بالفترات الرئاسية، والتي لكل منها "إرثها" الخاص الذي يتم لاحقاً حفظه مادياً في المكتبات الرئاسية الضافية، بالإضافة إلى الاحتفاء به في الكتب، تكون أكثر صلة بالخيلاء الإنسانية أكثر من أي شيء آخر.
معظم الرؤساء ليسوا مهمين إلى هذه الدرجة، كما أنه لا يكون سهلاً في بعض الأحيان رؤية من هم أولئك الذين قد يبدون قياديين بأثر رجعي. ومما لا شك فيه أن الرئيس أوباما يبدو سيئا بسبب العراق. ولا تقر نسبة قوامها 59 في المئة من الأميركيين، بمن فيهم العديد من الديمقراطيين، سياساته الخارجية، وفق استطلاع حديث للرأي العام. فهم يرون فيه أنه تعهد بإصلاح المشاكل التي تواجهها أميركا عندما تولى منصب الرئاسة، ثم قام بالإعلان قبل الأوان عن أنه قد تم حلها، فقط ليجد نفسه مأخوذاً بالمفاجأة القوية عندما أظهرت التطورات أن ذلك لم يكن واقع الحال.
يبدو الرئيس أوباما قد ضل السبيل بشكل ما، لأنه وضع في كلمة له ألقاها أمام خريجي كلية ويست بوينت في الشهر قبل الماضي صورة سياسة خارجية جديدة متواضعة وغير لافتة إلى حد كبير. وقد أصبح النجاح في العراق وأفغانستان ومنطقة الحدود الباكستانية، يعني الآن تبني نهج مختلف، والذي يستبعد الاستخدام واسع النطاق للقوة العسكرية الأميركية لصالح التعاون مع الحكومات الأجنبية في شأن مكافحة الإرهاب. وقد أتى الرئيس في تلك الكلمة على ذكر تدريب مقاتلي المعارضة في سورية، والتعاون مع قوات مكافحة الإرهاب في أفغانستان، ومهمات الاستشارة العسكرية في إفريقيا. وكان يصنع من الضرورة فضيلة، نظراً إلى كون الجمهور الأميركي معارضاً تماماً للتدخلات الخارجية الرئيسية بكل الأحوال. لكن هذه "العقيدة" الجديدة بدت حسنة المظهر وصالحة للعرض تماماً في تلك اللحظة.
الآن، حيث أصبح العراق كله في الميزان، تبدو هذه العقيدة الجديدة غير مناسبة وغير ذات صلة، بشكل خاص لأن مستشاري السيد أوباما ظلوا يتجاهلون الأدلة الظاهرة عن نمو قوة تنظيم الدولة الإسلامية في العراق وبلاد الشام، "داعش"، في العراق وسورية للعديد منذ العديد من الأشهر.
يمكن القول بأن السيد أوباما قام بسحب القوات الأميركية من العراق، ثم من أفغانستان، في وقت مبكر جداً لأنه أراد أن يكون قادراً على تقديم دليل للناخبين على نجاحه في إنهاء، أو على الأقل في احتواء، كلتا هاتين الحربين. وسيكون ذلك قابلاً للنقاش إذا كان المرء يعتقد بأن القوات كان يجب أن تكون موجودة هناك في المقام الأول. وهذا سؤال يطرحه الأميركيون الذين كانوا قد وافقوا منذ البداية على كلا هذين التدخلين على أنفسهم راهناً.
لم يكن السيد أوباما فعلاً كقائد كما كانت الآمال قد عقدت عليه. لكن قصر الحكم على ما حدث تحت رئاسته، أو حتى ما حدث خلال ولايات آخر ثلاثة رؤساء أميركيين قبله، سوف يكون مضللاً. ذلك أن الأزمة في العراق وسورية إنما تشكلان تجسيداً واحداً دراماتيكياً وقريباً فقط من مظاهر تراجع القوة الأميركية في العالم، والذي بدأ فعلاً إذا نظرنا إلى الوراء منذ وقت بعيد في أواخر السبعينيات، في السنوات التي ميزتها الهزيمة في فيتنام في سنة 1975، والثورة الإيرانية في سنة 1979. وفي الحقيقة، يغزل خط أوباما الجديد على السياسات الفيتنامية لنيكسون وكيسنجر. ففي لحظات الضعف والتوجس من الحرب، تعود الولايات المتحدة دائماً إلى الفكرة القائلة بأنها ستساعد الآخرين على القتال بدلاً من انخراطها في القتال بنفسها.
لكن ذلك لم ينفع دائماً، تماماً مثلما لم تنفع في السابق فكرة إلقاء مهمة حل الوضع في فيتنام على كاهل فيتنام الجنوبية. وتبقى التشابهات بين انهيار الجيش الفيتنامي الجنوبي في العام 1975 والجيش العراقي في العام 2014 واضحة، بالرغم من أنها غير كاملة. فقد واجه الجيش الفيتنامي الجنوبي عدوا أكثر صلابة بكثير، وقاتل أفضل بكثير مما قاتل العراقيون حتى الآن. على أن الدرس الذي علينا أن نستقيه مع ذلك، لا يتعلق أساساً بأي الأساليب العسكرية هي الأفضل، وإنما يتعلق بأن أياً من هذه الأساليب لن يعمل إذا كانت السياسة خاطئة من الأساس. لكنه يجب القول إن التاريخ يطالب القادة باتخاذ قرارات، ثم يقوم بمعاقبتهم على اتخاذها كما يبدو في غالب الأحيان، وبغض النظر عما قد تكون عليه تلك القرارات.




عدل سابقا من قبل ابراهيم الشنطي في الخميس 24 مارس 2016 - 6:00 عدل 1 مرات
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 75488
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 78
الموقع : الاردن

 عقيدة أوباما Empty
مُساهمةموضوع: رد: عقيدة أوباما    عقيدة أوباما Emptyالخميس 24 مارس 2016 - 5:51


الترجمة الكاملة لمقابلة الرئيس الأميركي باراك أوباما مع "بلومبرغ فيو" (2-1)

جيفري غولدبرغ - (بلومبرغ فيو) 2/3/2014

ترجمة: علاء الدين أبو زينة
عندما يزور رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو البيت الأبيض غداً، (زاره يوم 3/3/2014)، سوف يقول له الرئيس باراك أوباما إن بلاده قد تواجه مستقبلاً قاتماً –مستقبلاً سماته العزلة الدولية والكارثة الديموغرافية- إذا ما رفض التصديق على اتفاق الإطار الذي صاغته الولايات المتحدة للسلام مع الفلسطينيين. سوف يحذر أوباما نتنياهو من أن الوقت ينفد بالنسبة لإسرائيل كدولة ديمقراطية ذات أغلبية يهودية. وسيؤكد الرئيس نقطة أن نتنياهو، وحده بين الإسرائيليين، هو الذي يمتلك القوة والمصداقية السياسية ليقود شعبه بعيداً عن حافة الهاوية.
في مقابلة استمرت على مدار ساعة أجريتها معه يوم الخميس في المكتب البيضاوي، قال أوباما، مقتبساً الحكيم اليهودي الحاخام هيليل، إن رسالته إلى نتنياهو ستكون: "إذا لم يكن الآن، أيها السيد رئيس الوزراء، فمتى؟" ثم اتخذ صوته نبرة أكثر حدة، وقال إنه إذا كان نتنياهو "لا يعتقد أن اتفاق سلام مع الفلسطينيين هو الشيء الصحيح الذي ينبغي لإسرائيل عمله، فسيكون عليه أن يعرض نهجا بديلاً". وأضاف: "من الصعب الخروج ببديل آخر يكون معقولاً".
على عكس نتنياهو، لن يخاطب أوباما المؤتمر السنوي للجنة الشؤون العامة الأميركية الإسرائيلية، وهي جماعة ضغط مؤيدة لإسرائيل، هذا الأسبوع –حيث تشعر الإدارة بالضيق من (أيباك) لما تعتبره، في رأيها، محاولة من المنظمة لتخريب المفاوضات النووية التي تقودها الولايات المتحدة مع إيران. وفي حوارنا، وبينما ظل داعماً لإسرائيل بشكل عام ولوجود علاقات أميركية وثيقة معها، أطلق عدة عبارات من شأنها أن تُقابل في أي اجتماع لآيباك بصمت بارد.
كان أوباما أكثر صراحة حول مستقبل إسرائيل مما كنت قد سمعت منه أبداً. كانت لغته لافتة ومدهشة، لكنها تأتي من نفس القطعة التي أتت منها الملاحظات التي أدلى بها من قبل في الأشهر الأخيرة وزير خارجيته، جون كيري، الذي كان حتى هذه المقابلة هو الذي تولى زمام المبادرة في الضغط على كل من نتنياهو والرئيس الفلسطيني، محمود عباس، من أجل الاتفاق على إطار عمل. أوضح أوباما أنه يرى في عباس أكثر زعيم معتدل، على المستوى السياسي، يمكن أن يحظى به الفلسطينيون على الإطلاق. وبدا واضحا لي أن الرئيس يعتقد بأن الخطوة التالية يجب أن تأتي من نتنياهو.
قال أوباما: "تأتي نقطة حيث لا يعود بوسعك إدارة الأمر بعد الآن، وعندئذ، تبدأ بالاضطرار إلى اتخاذ خيارات صعبة للغاية". وأضاف: "هل توطن نفسك على ما يرقى إلى احتلال دائم للضفة الغربية؟ هل هذه هي شخصية إسرائيل كدولة ديمقراطية لفترة طويلة من الزمن؟ هل تقوم، على مدى عقد من الزمن أو عقدين، بإدامة المزيد والمزيد من السياسات المقيدة لحركة الفلسطينيين؟ هل تضع قيوداً على العرب الإسرائيليين بطرق تتعارض تماماً مع تقاليد إسرائيل؟"
خلال المقابلة التي جرت قبل يوم واحد من التوغل العسكري الروسي في أوكرانيا، قال أوباما إن خصوم أميركا، مثل إيران وسورية وروسيا نفسها، ما يزالون يعتقدون أنه قادر على استخدام القوة للدفع بالمصالح الأميركية، على الرغم من عدم رغبته في ضرب سورية العام الماضي بعد أن عبر الرئيس بشار الأسد خطه الأحمر المتعلق بالأسلحة الكيميائية.
قال لي أوباما: "لقد رأينا الآن من 15 إلى 20 في المئة من تلك الأسلحة الكيميائية وهي في طريقها إلى الخروج من سورية، مع وجود جدول زمني حقيقي جداً للتخلص من البقية. ما كان ذلك ليحدث لو قال الإيرانيون: "إن أوباما يخادع، إنه غير راغب حقاً وفعلاً في توجيه ضربة". ولو كان الروس قد قالوا: "إيه.. لا تقلقوا بشأن ذلك، كل تلك الغواصات التي تطوف حول سواحلكم، كل هذا هو شيء لمجرد العرض فقط". من المؤكد أنهم أخذوا الأمر على محمل الجد! هذا هو السبب الذي جعلهم ينخرطون في السياسات التي تبنوها".
عدتُ إلى هذا الموضوع الحساس بشكل خاص. سألت: "فقط ليكون الأمر واضحاً، إنك لا تعتقد أن القيادة الإيرانية تفكر الآن بأن تهديدكم "كل الخيارات مطروحة على الطاولة" المتصل ببرنامجهم النووي –إنك لا تعتقد أنهم توقفوا عن أخذه على محمل الجد؟".
أجاب أوباما: "أعرف أنهم يأخذون الأمر على محمل الجد".
سألت: كيف يمكنك أن تعرف؟ وأجاب الرئيس: "لدينا درجة عالية من الثقة بأنهم عندما ينظرون إلى 35.000 جندي أميركي في المنطقة، المنخرطين في عمليات تدريب مستمرة تحت إمرة رئيس أظهر مسبقاً أنه مستعد للقيام بعمل عسكري، فإنهم ينبغي أن يأخذوا تصريحاتي على محمل الجد. وينبغي ذلك على الشعب الأميركي أيضاً، وعلى الإسرائيليين كذلك، وعلى السعوديين أيضاً".
سألت الرئيس عما إذا كان ينبغي، بعد تأمل المسألة في هذا الوقت اللاحق، أن يكون قد قدم قدراً أكبر من المساعدات للثوار في سورية في وقت أبكر من نضالهم. فقال: "أظن أن أولئك الذين يعتقدون بأنه كان هناك قبل سنتين، أو قبل ثلاث سنوات، نوع ما من الحل السريع  لو أننا تصرفنا بقوة أكبر، إنما يسيئون بشكل جذري فهم طبيعة الصراع في سورية والأوضاع على الأرض هناك. عندما يكون لديك جيش محترف ومسلح تسليحاً جيداً ويحظى برعاية دولتين كبيرتين لديهما مصالح كبيرة في ذلك، وهم يقاتلون ضد مزارع، ونجار، ومهندس، والذين بدأوا كمتظاهرين ووجدوا أنفسهم الآن فجأة في وسط صراع مدني –فإن الفكرة القائلة بأنه كان بوسعنا، بطريقة نظيفة لا تُلزم القوات العسكرية الأميركية، أن نغير المعادلة على الأرض، ليست صحيحة أبداً".
صوّر الرئيس تردده في إشراك الولايات المتحدة في الحرب الأهلية السورية على أنه جاء نتيجة مباشرة لما يراه انخراط أميركا العسكري المفرط في العالم المسلم: "كان هناك احتمال بأننا كنا سنجعل الوضع أسوأ وليس أفضل على الأرض، وتحديداً بسبب تورط الولايات المتحدة، والذي كان من شأنه أن يعني أنها ستكون لدينا حرب ثالثة، أو إذا احتسبت ليبيا، رابعة في بلد مسلم في غضون عقد من الزمان".
ظل أوباما مصراً على أنه كان محقاً في مجابهة جهد الكونغرس لفرض المزيد من العقوبات المتأخرة على إيران، تماماً بينما كانت المفاوضات النووية تبدأ: "لم يكن هناك أبداً تفاوض لم تكن فيه وقفة صغيرة في مرحلة ما، بعض الآلية للإشارة إلى بعض من حسن النية الممكن. حتى في أفلام الغرب أو أفلام العصابات القديمة، حسناً، كان الجميع يخفضون مسدساتهم للحظة. إنك تجلس، وتجري محادثة؛ وإذا لم يسر الحديث على ما يرام، يمكنك مغادرة القاعة والجميع يعلم ما الذي سيحدث والجميع يستعد. لكنك لا تبدأ بإطلاق النار وسط الغرفة خلال المفاوضات". قال إنه يبقى ملتزماً بمنع إيران من الحصول على أسلحة نووية، وبدا غير قلق من التقارير التي تفيد بأن الاقتصاد الإيراني آخذ في التحسن.
حول موضوع السلام في الشرق الأوسط، قال أوباما لي إن الصداقة بين الولايات المتحدة وإسرائيل لا تموت، لكنه أفصح أيضاً عما فهمته على أنه تهديد مستتر: الولايات المتحدة، على الرغم من استعدادها للدفاع عن إسرائيل معزولة في الأمم المتحدة وفي هيئات دولية أخرى، قد لا تتمكن من القيام بذلك بشكل فعال في وقت قريب.
قال أوباما: "إذا رأيت عدم التوصل إلى اتفاق سلام، واستمرار البناء الاستيطاني العدواني –وقد رأينا من البناء الاستيطاني العدواني خلال السنوات القليلة الماضية أكثر مما كنا قد رأيناه في وقت طويل جداً؛ إذا وصل الفلسطينيون إلى الاعتقاد بأن إمكانية قيام دولة فلسطينية ذات سيادة متصلة جغرافيا لم يعد في متناول اليد، فإن قدرتنا على إدارة التداعيات الدولية ستكون محدودة".
قضينا أيضاً قدراً جيداً من الوقت في الحديث عن عدم الارتياح الذي يشعر به حلفاء الولايات المتحدة من العرب السنة حول مقاربته لإيران، عدوهم التقليدي. سألت الرئيس: "ما هو الأكثر خطورة: التطرف السني أم التطرف الشيعي".
وجدت جوابه كاشفاً. لم يخاطب مسألة التطرف السني. بدلاً من ذلك، جادل في الجوهر بأن النظام الإيراني الشيعي يتمتع بقابلية للمنطق، يستجيب للمصلحة والحوافز الذاتية.
قال أوباما: "أنا لست مهتماً كثيراً بالتطرف بشكل عام. ولا أعتقد أنك ستجعلني اختار بين هاتين المسألتين. ما سوف أقوله هو أنك إذا نظرت إلى سلوك الإيرانيين، فإنهم استراتيجيون، إنهم ليسوا متسرعين. إن لديهم وجهة نظر عالمية، وهم يرون مصالحهم، ويستجيبون للتكاليف والمنافع. هذا لا يعني القول بأنهم ليسوا دولة ثيوقراطية تعتنق كل أنواع الأفكار التي أجدها بغيضة، لكنهم ليسوا كوريا الشمالية. إنهم بلد كبير وقوي، والذي يرى نفسه لاعباً مهماً على الساحة العالمية، ولا أعتقد بأنهم ينطوون على رغبة انتحارية، ويمكنهم أن يستجيبوا للحوافز".
هذا الرأي يضعه على خلاف مع فهم نتنياهو لإيران. ففي مقابلة كنت قد أجريتها معه بعد فوزه برئاسة الوزراء، وصف لي رئيس الوزراء الإسرائيلي القيادة الإيرانية بأنها "عقيدة تبشيرية مروعة".
سألت أوباما عما إذا كان يفهم السبب في أن سياساته تجعل قادة المملكة العربية السعودية ودولا عربية أخرى عصبيين، فقال: "أعتقد أن هناك تحولات تجري في المنطقة، والتي أخذت الكثيرين منهم على حين غرة. أعتقد أن التغيير دائماً مخيف".

فيما يلي النسخة الكاملة لحوارنا. وقد كثفت فيها أسئلتي الخاصة. لكن إجابات الرئيس ترد هنا بالكامل.
جيفري غولدبرغ: لقد بقيتَ صامتاً غالباً حول موضوع عملية السلام في الشرق الأوسط لعدة أشهر، إن لم يكن أكثر. وقد تم ملء هذا الصمت بالتكهنات: أنك لا تهتم، أنك متشائم، أنك شعرت بالحرقة في المرة الأخيرة. ما الذي يفسر هذا الصمت، وإلى أين تعتقد أن الأمر يتجه؟

 
الرئيس الأميركي باراك أوباما: إن صمتي هو نتيجة مباشرة لانخراط وزير خارجيتي، جون كيري، في بعض من الدبلوماسية القوية والنشطة أكثر من أي دبلوماسية شهدناها حول هذه القضية منذ سنوات عديدة. وجون لا يفعل ذلك عن طريق الصدفة. إنه يفعل ذلك لأننا نعتقد، كإدارة، أنه في صلب مصلحة الإسرائيليين والفلسطينيين، وإنما في مصلحة الولايات المتحدة والعالم أيضاً، أن يتم التوصل إلى إطار عمل لمفاوضات يمكن أن تسفر فعلاً عن حل دولتين، والذي يوفر لإسرائيل الأمن الذي تحتاجه -السلام مع جيرانها- في وقت أصبح فيه الجوار أكثر تقلباً، والذي يعطي للفلسطينيين كرامة الدولة.
أعتقد أن جون قام بعمل غير عادي، لكن هذه مفاوضات صعبة حقاً. إنني أقدر عالياً أن رئيس الوزراء نتنياهو والرئيس عباس قد أخذاها بجدية كبيرة. كانت هناك محادثات مكثفة ومفصلة وصعبة للغاية على كلا الجانبين.

*
غولدبرغ: وأنت تبقى مطلعاً أولاً بأول على كل هذا؟

-
أوباما: قطعاً وبلا ريب. يقدم لي جون تقارير أسبوعية تقريباً عن التقدم، وأحياناً يطلب التوجيهات. لن يخدم غايات أي طرف أن أظل أتحدث في الصحافة حول هذا الموضوع. في الواقع، كان جزء مما اتفق عليه كل من الإسرائيليين والفلسطينيين ونحن في بداية هذه المفاوضات، أن لا نقوم بتشخيصها علناً حتى نتمكن من الإعلان عن نجاح، أو حتى تنهار المفاوضات فعلاً.
إننا قادمون إلى نقطة، مع ذلك، في مدى الشهرين المقبلين، حيث سيترتب على الأطراف اتخاذ بعض القرارات حول الكيفية التي يمضون بها قدماً. وأملي وتوقعي، على الرغم من التحديات السياسية التي لا تصدق، هو أن يكون كل من رئيس الوزراء نتنياهو وعباس قادرين على تجاوز خلافاتهما والتوصل إلى الإطار الذي يمكن أن يمضي بنا إلى السلام.

غولدبرغ: اسمح لي أن أقرأ لك شيئاً قاله جون كيري للجنة اليهودية الأميركية منذ فترة ليست طويلة: "إن وقتنا ينفد. إننا نفقد الإمكانيات. ودعونا نكون واضحين: إننا إذا لم ننجح الآن -وأنا أعلم أنني أرفع الرهان- لكننا إذا لم ننجح الآن، فإننا قد لا نحصل على فرصة أخرى". كما اقترح بشدة أيضاً أنها ربما تكون هناك انتفاضة ثالثة على الطريق، وأنه إذا لم تنجح عملية السلام هذه، فإن إسرائيل نفسها يمكن أن تواجه العزلة الدولية والمقاطعة. هل تتفق مع هذا التقييم؟ هل هذه هي الفرصة الأخيرة؟

 
أوباما: حسناً، انظر، إنني متفائل بالفطرة. وهذا، بوضوح، صراع استمر لعقود. ولدى الإنسانية وسيلة دائماً لشق الطريق، حتى في الظروف الصعبة. وهكذا، فإنك لا تعرف أبداً كيف تسيِّر الأمور نفسها.
لكنني أعتقد أن جون كيري، وهو شخص ظل مناصراً شرساً ومدافعاً عن إسرائيل لعدة عقود الآن، كان يعبر ببساطة عما يدركه المراقبون داخل إسرائيل وخارج إسرائيل، وهو أنه مع كل سنة أخرى، تنغلق النافذة أمام إبرام اتفاق سلام يمكن أن يقبله الإسرائيليون ويمكن أن يقبله الفلسطينيون –جزئياً بسبب التغيرات في التركيبة السكانية؛ جزئياً بسبب ما كان يحدث في موضوع المستوطنات؛ وجزئياً لأن عباس يكبر في السن، وأعتقد أن لا أحد سيجادل في أنه مهما قد تكون لديك من خلافات معه، فقد أثبت أنه شخص ظل ملتزماً باللاعنف وبالجهود الدبلوماسية لحل هذه القضية. إننا لا نعرف ما قد يبدو عليه الشخص الذي سيخلف عباس.

غولدبرغ: هل تعتقد أنه الشخص الأكثر اعتدالاً الذي يمكن أن تجده؟
 
أوباما: أعتقد أن الرئيس عباس مخلص في استعداده للاعتراف بإسرائيل وحقها في الوجود، والاعتراف بالاحتياجات الأمنية المشروعة لإسرائيل، ونبذ العنف، من أجل حل هذه القضايا بطريقة دبلوماسية تعالج مخاوف شعب إسرائيل. وأعتقد أن هذه نوعية نادرة، ليس فقط داخل الأراضي الفلسطينية، وإنما في الشرق الأوسط عموماً. بالنسبة لنا، سيكون عدم اغتنام هذه الفرصة خطأ. وأعتقد أن جون يشير إلى هذه الحقيقة.
إننا لا نعرف بالضبط ما يمكن أن يحدث. ما نعرفه هو أن الأمر يصبح أكثر صعوبة يوماً بعد يوم. وما نعرفه أيضا هو أن إسرائيل أصبحت أكثر عزلة على الصعيد الدولي. كان علينا أن نقف في مجلس الأمن قبل 20 عاماً بطرق تتضمن قدراً أكبر بكثير من الدعم الأوروبي، وقدر أكبر بكثير من دعم أجزاء أخرى من العالم عندما يتعلق الأمر بموقف إسرائيل. وهذا انعكاس لشعور حقيقي من جانب الكثير من الدول هناك بأن هذه المسألة تستمر في التفاقم، ولا تذهب إلى الحل، وبأنه لا أحد مستعد ليقوم بقفزة تأتي بها إلى نهاية.
في هذا النوع من البيئة، حين تكون قد حصلت على شريك من الجانب الآخر مستعد للتفاوض بجدية، والذي لا يشارك في بعض الخطابة الجامحة التي كثيراً ما تُشاهد في العالم العربي عندما يتعلق الأمر بإسرائيل، والذي أظهر نفسه ملتزماً بالحفاظ على النظام داخل الضفة الغربية والسلطة الفلسطينية، وبالتعاون مع الإسرائيليين حول شواغلهم الأمنية –إننا إذا لم نغتنم هذه اللحظة، فأعتقد أن ذلك سيكون خطأ كبيراً. كنتُ قد قلتُ مباشرة لرئيس الوزراء نتنياهو إن لديه فرصة لترسيخ، لجني، دولة إسرائيل يهودية ديمقراطية، والتي تعيش في سلام مع جيرانها و-

غولدبرغ: بحدود دائمة؟

 
أوباما: بحدود دائمة. ولديه فرصة أيضاً للاستفادة من إعادة تنظيم محتملة للمصالح في المنطقة، حيث ترى العديد من الدول العربية تهديداً مشتركاً في إيران. إن السبب الوحيد الذي يجعل هذه الإعادة المحتملة لتنظيم المصالح، والتعاون المحتمل، ليست أكثر تجلياً، هو القضية الفلسطينية.
غولدبرغ: أريد أن آتي إلى موضوع إيران بعد لحظة، لكنْ لدي سؤالان عن اثنين من الزعماء اللذين ستتعامل معهما بشكل مكثف جداً. أبو مازن (عباس) -كل هذه الأشياء التي تقولها عنه صحيحة، لكنه أيضاً زعيم كيان فلسطيني ضعيف وفاسد ومنقسم، والذي يبدو مسبقاً شبه عاجز هيكلياً. هل تعتقد أنه يمكن أن يقدم أي شيء أكثر من اتفاق إطاري؟ هل هذا هو الرجل الذي يمكن أن يقود الشعب الفلسطيني إلى القول، "حسناً، لا مزيد من المطالبات ضد إسرائيل، والسلام الدائم، والاعتراف الدائم؟".
 
أوباما: انظر، أنا أعتقد أنه لا بد من اختبار الأمر. والسؤال هو: ما الذي سنخسره باختباره؟ إذا تم في الواقع التوصل إلى إطار للمفاوضات، وتم التوصل إلى المبادئ الأساسية التي ستمضي حولها المفاوضات قدماً، فليس لدي شك في أنها ستكون هناك فصائل داخل المجتمع الفلسطيني والتي ستعترض بقوة، بنفس الطريقة التي سيكون بها أولئك داخل إسرائيل ممن سيعترضون بقوة أيضاً.
ولكن، إليك ما أعرفه من زياراتي للمنطقة: إنه على كل ما رأيناه على مدى العقود القليلة الماضية، مع كل عدم الثقة الذي تم بناؤه، فإن الفلسطينيين ما يزالون يفضلون السلام. إنهم يفضلون دولة خاصة بهم، والتي تمكنهم من العثور على وظيفة، وإرسال أطفالهم إلى المدرسة، والسفر إلى الخارج، والذهاب والمجيء من العمل دون الشعور كما لو أنهم محددون أو مقيدون كشعب. وهم يدركون أن إسرائيل لن تذهب إلى أي مكان. لذلك، أعتقد فعلاً أن الأصوات من أجل السلام داخل المجتمع الفلسطيني ستكون أقوى مع وجود اتفاق إطاري، وأن موقف أبو مازن سيتعزز في وجود إطار للمفاوضات.
سوف تبقى هناك أسئلة كبيرة حول ما يحدث في غزة، لكنني أعتقد في الواقع أن حماس سوف تتضرر إلى حد كبير من احتمال قدوم سلام حقيقي. سوف تكون المسألة الرئيسية، المسألة المشروعة بالنسبة لإسرائيل، هي التأكد من استمرار الوفاء باحتياجاتها الأمنية الأساسية كإطار لمفاوضات تؤدي إلى اتفاق سلام الفعلي.
وكان جزء مما قام به جون كيري هو البحث في احتياجات إسرائيل الأمنية بمساعدة الجنرال جون آلن، القائد السابق في أفغانستان. وقد طورا -على أساس محادثات أجرياها مع قوات الدفاع الإسرائيلية حول احتياجات إسرائيل الدفاعية- وتوصلا إلى خطة للكيفية التي سيتم بها التعامل مع وادي الأردن، وكيف يمكنك أن تتعامل مع التهديدات المحتملة لإسرائيل بطريقة لم يسبق لها مثيل في التفاصيل، ولا سبق له مثيل في النطاق. وطالما تمت تلبية تلك الاحتياجات الأمنية، فإن المطاف ينتهي باختبار عباس باعتباره الشيء الصحيح الذي ينبغي عمله.

بلومبرغ: انطباعي من مشاهدة علاقتك بنتنياهو على مر السنين هو أنك معجب بذكائه ومعجب بمهارته السياسية، لكنك تشعر أحياناً بالإحباط من عدم قدرته -أو عدم رغبته في إنفاق رأس المال السياسي- من حيث المخاطرة بشراكات الائتلاف- من أجل تبني ما يقول إنه يقبل به، حل الدولتين. هل هذا التقييم عادل؟ عندما يأتي إلى واشنطن، بكم من القوة ستضغط عليه حتى تخرجه من منطقة راحته؟

 
أوباما: الأمر الصحيح تماماً هو أن رئيس الوزراء نتنياهو ذكي. إنه صلب. وهو محاور كبير. وهو سياسي ماهر جداً بكل وضوح. وأنا آخذه بكلامه عندما يقول إنه يرى ضرورة حل الصراع الإسرائيلي الفلسطيني. اعتقد أنه يؤمن بذلك حقاً.
أعتقد أيضاً أن السياسات في إسرائيل حول هذه المسألة صعبة للغاية. لديك حالة من الفوضى تشيع في الشرق الأوسط. الناس ينظرون إلى ما يحدث في سورية، وينظرون إلى ما يحدث في لبنان. ومن الواضح أنهم ينظرون إلى ما يحدث في غزة. بشكل مفهوم، يسأل الكثير من الناس أنفسهم: "هل يمكننا تحمل أن تكون لدينا فوضى محتملة على حدودنا، على مقربة من مدننا؟". وهكذا، فإنه يتعامل مع كل ذلك، ويفهمه.
ما قلته له بصورة شخصية هو نفس الشيء الذي أقوله له علناً، وهو أن الوضع لن يتحسن أو يحل نفسه بنفسه. ليس هذا وضعاً يمكنك أن تنتظر أمامه، وتجد المشكلة تذهب وحدها إلى حال سبيلها. سوف يكون هناك المزيد من الفلسطينيين، وليس فلسطينيين أقل، مع مرور الوقت. سوف يكون هناك المزيد من العرب الإسرائيليين، وليس عرباً إسرائيليين أقل، مع مرور الوقت.
إذا ما اغتنم بيبي الفرصة بطريقة ربما لا يستطيعها إلا هو فقط، وتحديداً بسبب التقليد السياسي الذي يأتي منه ومصداقيته لدى اليمين داخل إسرائيل، ربما يكون اغتنامه هذه اللحظة أعظم هدية يمكن أن يقدمها للأجيال القادمة من الإسرائيليين. لكن ذلك صعب. بوصفي شخصاً يحتل موقعاً صعباً إلى حد ما أنا نفسي، فإنني متعاطف دائماً مع سياسات شخص آخر.
مع ذلك، لم أسمع حتى الآن رؤية مقنعة لكيفية نجاة إسرائيل كدولة ديمقراطية ودولة يهودية تعيش بسلام مع جيرانها في غياب اتفاق سلام مع الفلسطينيين والتوصل إلى حل الدولتين. لم يقدم لي أحد سيناريو يعتد به.
كان الشيء الوحيد الذي سمعته هو: "سنستمر فقط في القيام بما نقوم به، وسنتعامل مع المشاكل عند ظهورها. وسنقوم ببناء المستوطنات حيث نستطيع. وحيث تكون هناك مشاكل في الضفة الغربية، فسنتعامل معها بشدة. سوف نتعاون مع -أو نحتوي السلطة الفلسطينية". مع ذلك، فإنك لا ترى عند أي نقطة حلاً فعلياً للمشكلة.
غولدبرغ: وبهذا، تجرى إدامة حالة مزمنة؟
أوباما: إنها إدامة لحالة مزمنة. وتقييمي، الذي يشاركني فيه عدد من المراقبين الإسرائيليين، كما أعتقد، هو أنها ستأتي نقطة حيث لن تمكن إدارة هذا الوضع بعد ذلك، وعندئذ ستبدأ الحاجة إلى اتخاذ خيارات صعبة جداً. هل توطن نفسك على ما يرقى إلى احتلال دائم للضفة الغربية؟ هل هذه هي شخصية إسرائيل كدولة لفترة طويلة من الزمن؟ هل تحافظ، على مدى عقد من الزمن أو عقدين، على تطبيق سياسات أكثر وأكثر تقييداً لحركة الفلسطينيين؟ هل تضع قيوداً على العرب الإسرائيليين بطرق تتعارض مع تقاليد إسرائيل؟

غولدبرغ: إنك تبدو قلقاً.

أوباما: حسناً، أقول بصدق إن أحداً لم يقدم لي صورة واضحة عن الكيفية التي سيعمل بها هذا في غياب اتفاق سلام. إذا كان هذا هو الحال –وهو واحد من الأشياء التي اعتادت أمي أن تقوله لي دائماً، والذي لم أحرص على التقيد به دائماً، لكنني أصبحت أتفق معه عندما صرت أكبر- هو أنه إذا كان هناك شيء تعرف أن عليك أن تفعله، حتى لو كان ذلك صعباً أو غير سار، فإنه يجب عليك أن تمضي قدماً وتفعله فقط، لأن الانتظار لن يساعد. عندما أتحادث مع بيبي، فإن هذا يكون جوهر محادثاتي: إذا لم يكن الآن، فمتى؟ وإذا لم يكن أنت، أيها السيد رئيس الوزراء، فمن إذن؟ كيف نحل هذا الوضع؟
ليست هذه قضية يمكن أن نتعامل مع تحدياتها بسذاجة. إنني أتعامل كل يوم مع خيارات صعبة جداً تتعلق بأمن الولايات المتحدة. وبالقدر الذي تتسم فيه سياستنا الخارجية بضبط النفس، وبأنها مدروسة كما أعتقد، فإنني أظل موضوعاً للنقد المستمر حول سياساتنا في مكافحة الإرهاب، وأعمالنا في ليبيا، وافتقارنا إلى العمل العسكري في سورية.
وهكذا، إذا كنتُ أفكر برئيس وزراء إسرائيل، فإنني لست شخصاً يعتقد أنها مجرد مسألة تتعلق بتغيير رأيك، وفجأة يجري كل شيء بسلاسة. لكنني أعتقد أن بيبي قوي بما فيه الكفاية، بحيث أنه إذا قرر أن هذا هو الشيء الصحيح الذي ينبغي عمله لإسرائيل، فإنه يمكن أن يفعله. إذا كان لا يعتقد أن التوصل إلى اتفاق سلام مع الفلسطينيين هو الشيء الصحيح الذي ينبغي عمله لإسرائيل، فإن عليه أن يفصح عن نهج بديل. وكما قلت من قبل، فإنه يصعب الخروج ببديل يكون معقولاً.





عدل سابقا من قبل ابراهيم الشنطي في الخميس 24 مارس 2016 - 6:01 عدل 1 مرات
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 75488
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 78
الموقع : الاردن

 عقيدة أوباما Empty
مُساهمةموضوع: رد: عقيدة أوباما    عقيدة أوباما Emptyالخميس 24 مارس 2016 - 5:52


الترجمة الكاملة لمقابلة الرئيس الأميركي باراك أوباما مع "بلومبرغ فيو" (2-2)


جيفري غولدبرغ - (بلومبرغ فيو) 2014/3/2  
ترجمة: علاء الدين أبو زينة
غولدبرغ: كنتَ قد قلتَ لي في مقابلة قبل ست سنوات، عندما كنتَ مرشحاً للرئاسة: "إن مهمتي في كوني صديقاً لإسرائيل تتمثل جزئياً بأن أحمل مرآة وأقول الحقيقة، أقول إنه إذا كانت إسرائيل تقوم ببناء المستوطنات دون أي اعتبار للآثار التي يخلفها ذلك على عملية السلام، فإننا سنظل عالقين في نفس الوضع الذي ما نزال عالقين فيه لعدة عقود الآن". كان ذلك قبل ست سنوات. وكان الموقف الرسمي للولايات المتحدة على مدى عقود أن المستوطنات غير شرعية.
أوباما: صحيح.

غولدبرغ: في حال فشلت هذه العملية، هل ترى أن الأمر سيتعلق بأكثر من مجرد الموقف الخطابي للولايات المتحدة؟ سواء كان لذلك تأثير على الطريقة التي تتعامل بها مع المسائل في الأمم المتحدة، وتأثير على المساعدات التي تقدمها الولايات المتحدة لإسرائيل؟
أوباما: إليك ما سأقول: إن التزام الولايات المتحدة بأمن إسرائيل لا يخضع للخلافات السياسية الدورية. إنه التزام بصلابة الصخور، وهو واحد اعتنقته بفخر طوال فترة ولايتي. أعتقد أن المودة التي يشعر بها الأميركيون تجاه إسرائيل، والروابط التي يشعر شعبنا والدعم الذي لدى الناس هنا لإسرائيل لن يتأثر.
لذلك، فإنه ليس من الواقعي ولا هي رغبتي أو توقعي أن تتغير الالتزامات الأساسية التي لدينا تجاه إسرائيل خلال الفترة المتبقية من إدارتي أو الإدارة المقبلة. لكن ما أعتقده حقاً هو أنك إذا لم تشاهد أي اتفاق سلام، مع استمرار البناء الاستيطاني العدواني –وقد شهدنا البناء الاستيطاني وهو يصبح أكثر عدوانية خلال السنوات القليلة الماضية مما كنا قد رأيناه في وقت طويل جداً- إذا وصل الفلسطينيون إلى الاعتقاد بأن إمكانية قيام دولة فلسطينية ذات سيادة ومتصلة جغرافياً لم يعد في متناول اليد، فإن قدرتنا على إدارة التداعيات الدولية ستكون محدودة.

بلومبرغ: الرغبة، أم القدرة؟
أوباما: ليس الرغبة بالضرورة، وإنما القدرة على إدارة التداعيات الدولية ستكون محدودة. وهذا له عواقب.
انظر، أحياناً يتجاهل الناس المؤسسات متعددة الأطراف والأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي والمفوض السامي وهكذا. وهناك أحياناً سبب وجيه ليكونوا كذلك. هناك الكثير من الكلام الفارغ المبالغ فيه والخطابة البلاغية والمواقف التي قد لا تعني الكثير دائماً. ولكن في عالم اليوم، حيث أصبحت السلطة أكثر توزعاً بكثير، حيث التهديدات التي تواجهها أي دولة أو شعب يمكن أن تأتي من الجهات الفاعلة غير الحكومية والتهديدات غير المتماثلة، وحيث هناك حاجة إلى التعاون الدولي للتعامل مع هذه التهديدات، فإن غياب حسن النية الدولي سوف يجعلك أقل أمناً. يمكن لإدانة المجتمع الدولي أن تترجم إلى عدم تعاون عندما يتعلق الأمر بالمصالح الأمنية الرئيسية. وهو ما يعني انخفاض تأثيرنا، نحن الولايات المتحدة، في القضايا التي تهم إسرائيل. يمكن النجاة من ذلك، ولكنه وضع غير مفضل.
غولدبرغ: دعنا نذهب إلى إيران. قبل عامين، قلت لي في مقابلة: "أعتقد أن كلا من الحكومتين الإسرائيلية والإيرانية تعرفان أنه عندما تقول الولايات المتحدة أن من غير المقبول أن تمتلك إيران سلاحاً نووياً، فإننا نعني ما نقول". أنت تعرف، وليس عليّ أن أقول لك، أن العديد من أصدقائك العرب والإسرائيليين قلقون، بعد سورية –الحادثة التي رسمت فيها خطاً أحمر ولم يكن هناك إنفاذ عسكري لذلك التهديد- أنهم قلقون بشأن استعدادك لاستخدام القوة تحت أي ظرف من الظروف. ولكن، لنضعهم جانباً للحظة. كيف تعتقد أن النظام الإيراني رأى ترددك في استخدام القوة ضد (بشار) الأسد؟ وهل لذلك أي تأثير على الطريقة التي يتعاملون بها مع المفاوضات النووية الحالية؟ إنها حجة ربط.
أوباما: دعنا نكون واضحين تماماً حول ما حدث. لقد هددتُ بتوجيه ضربات حركية إلى سورية ما لم يتخلصوا من الأسلحة الكيميائية. وعندما وجهت هذا التهديد، نفت سورية حتى امتلاكها أي أسلحة كيميائية. وفي غضون 10 أيام إلى أسبوعين، وجدنا رعاتهم، الإيرانيين والروس، وهم يجبرون أو يقنعون الأسد بأن ينظف نفسه من أسلحته الكيميائية، بتقديم جرد بها للمجتمع الدولي، والالتزام بجدول زمني للتخلص منها.
وقد تحركت العملية ببطء أكثر مما نحب، لكنها تحركت فعلاً في الواقع، ورأينا الآن 15 إلى 20 في المئة من تلك الأسلحة الكيميائية وهي في طريقها إلى الخروج من سورية، مع جدول زمني ملموس جداً للتخلص من البقية. لم يكن ذلك ليحدث لو أن الإيرانيين قالوا: "إن أوباما يخادع، إنه ليس مستعداً لتوجيه ضربة فعلاً في واقع الأمر". لو أن الروس قالوا: "إيه، لا تقلق بشأن ذلك، كل تلك الغواصات التي تطوف حول ساحلك، هذا كله شيء للعرض فقط". إنهم بالطبع أخذوا الأمر على محمل الجد! هذا هو السبب في أنهم انخرطوا في السياسة التي انتهجوها.
الآن، الحقيقة هي أن شكوى بعض المعلقين أو أصدقائنا في المنطقة، ليست شكواهم أنني أشرت بشكل ما إلى عدم رغبة في استخدام القوة العسكرية في المنطقة –إن شكواهم هي أنني لم أختر المضي قدماً في الضربة، حتى لو استطعنا الحصول على اتفاق بشأن الأسلحة الكيميائية، أن أضربهم على أي حال كوسيلة للتخلص من الأسد، فيما أصبح على نحو متزايد حرباً بالوكالة داخل سورية.

غولدبرغ: حتى نكون واضحين: إنك لا تعتقد أن القيادة الإيرانية لا تفكر الآن بتهديدك "كل الخيارات مطروحة على الطاولة" من حيث صلته ببرنامجهم النووي -إنك لا تعتقد أنهم توقفوا عن أخذ ذلك على محمل الجد؟
أوباما: أنا أعرف أنهم يأخذون الأمر على محمل الجد.

غولدبرغ: كيف تعرف أنهم يأخذونه على محمل الجد؟
أوباما : لدينا درجة عالية من الثقة بأنهم عندما ينظرون إلى 35.000 جندي أميركي في المنطقة، منخرطين في تمارين عسكرية مستمرة تحت إمرة رئيس سبق وأن أظهر استعداده للقيام بعمل عسكري في السابق، فإنهم يجب أن يأخذوا تصريحاتي على محمل الجد. وينبغي أن يأخذها الشعب الأميركي كذلك أيضاً، والإسرائيليون، والسعوديون كذلك.
الآن، هذا لا يعني أن هذا هو طريقي المفضل للعمل. لذلك، دعنا نكون واضحين تماماً هنا. هناك دائماً عواقب للعمل العسكري لا يمكن التنبؤ بها ويمكن أن تخرج عن نطاق السيطرة، وحتى لو تم تنفيذ العمل بشكل رائع، فإنه ينطوي على تكاليف كبيرة. وهكذا، إذا كنا نستطيع حل هذه القضية دبلوماسياً، فإننا يجب أن نفعل ذلك بكل تأكيد.
الحقيقة أننا استطعنا بطريقة مثابرة، على مدى عدة سنوات، فرض نظام عقوبات لم يسبق له مثيل، والذي شل الاقتصاد الإيراني كثيراً حتى أنهم أصبحوا مستعدين للقدوم إلى الطاولة، وفي الواقع، ساعدت (العقوبات) في تشكيل الانتخابات الإيرانية، بحيث أصبحوا الآن منخرطين في خطة عمل مشتركة للمرة الأولى منذ عشر سنوات، والتي توقف برنامجهم النووي –لن يتم تركيب أي أجهزة للطرد المركزي، واليورانيوم المخصب بنسبة
20
٪ سيعاد إلى الصفر؛ (مفاعل) آراك متوقف؛ المفتشون الدوليون يطوفون في المكان بطرق لم يكن يمكن تصورها حتى قبل عام- ما يشير إليه كل هذا هو أن هناك فرصة، هناك فرصة لأن نحل هذا الأمر بدون اللجوء إلى القوة العسكرية.
وإذا كنا نمتلك أي فرصة للتأكد من أن إيران لن تمتلك أسلحة نووية، إذا كانت لدينا أي فرصة لجعل قدرتهم على إحداث اختراق غير موجودة، أو بالحد الأدنى بحيث نتمكن من التعامل معها، فإنه ينبغي علينا عندئذ متابعة هذا المسار. تلك كانت أطروحتي مع رئيس الوزراء نتنياهو؛ تلك كانت حجتي مع أعضاء الكونغرس الذين كانوا مهتمين بفرض عقوبات جديدة. إن وجهة نظري بسيطة، لن نخسر شيئاً إذا جربنا هذا.

غولدبرغ: قلتَ شيئا لديفيد ريمنيك قبل بضعة أسابيع أدهشني حقاً: "إذا تمكنا من جعل إيران تعمل بطريقة مسؤولة –أن لا تمول المنظمات الإرهابية، وأن لا تحاول إثارة مكامن السخط الطائفي في بلدان أخرى، ولا تطور سلاحاً نووياً- فإنه يمكنك أن ترى توازناً يتشكل بين السنة، أو بين دول الخليج السنية في أغلبها، وبين إيران، والذي ستوجد فيه منافسة، وربما شكوك، وإنما ليس حرباً فعلية أو بالوكالة".
أعتقد أنني أفهم ما تعنيه، ولكن في منطقة الخليج -وهذا ينطبق على السؤال حول السبب في أن حلفاءنا قلقون- في الخليج لديك ملك المملكة العربية السعودية الذي كان يطلب منك لسنوات أن "تقطع رأس الأفعى"، في إشارة الى إيران. إنهم يسمعون هذا -إنهم يقرأون هذا ويسمعونك وأنت تقول: "عيشوا مع الأفعى". هل تفهم السبب في شعورهم بعدم الارتياح إزاء النهج الذي تتبناه، أو نهجك الفلسفي الأوسع إطاراً، أم أنهم يغالون في تأويل هذا الانفتاح على إيران؟
 
أوباما: إليك ما أفهمه. لسنوات حتى الآن، كانت إيران فاعلاً دولياً غير مسؤول. لقد رعت الإرهاب. وهددت جيرانها. وموّلت أعمالاً قتلت الناس في الدول المجاورة. كما استغلت إيران أو نشرت الانقسامات الطائفية في بلدان أخرى. وفي ضوء هذا السجل، فإن من المفهوم تماماً أن لا تكون البلدان الأخرى معادية تجاه إيران فقط، وإنما أن تكون متشككة في احتمال تغيُّر إيران أيضاً. إنني أدرك هذا. لكن المجتمعات تتغير فعلاً -أعتقد أن هناك فرقاً بين العداء النشط ورعاية الإرهاب والمفسدين، وبين بلد تكون في حالة تنافس معه، وأنت لا تحبه، لكنه لا ينسف المنازل في بلدك أو يحاول الإطاحة بحكومتك.
غولدبرغ: وأنت تشعر أن هناك فرصة حقيقية لتحقيق انفراجة حقيقية؟
أوباما: إليك وجهة نظري. ضع الدوافع الإيرانية جانباً. دعنا نفترض أن إيران لن تتغير. أنها ثيوقراطية. أنها معادية للسامية. أنها ضد السنة. وأن القادة الجدد هم للعرض فقط. دعنا نفترض كل ذلك. إذا كنا نستطيع التأكد من أن لا يمتلكوا أسلحة نووية، فإننا نكون قد منعناهم على الأقل من ممارسة البلطجة على جيرانهم، أو لا سمح الله، من استخدام تلك الأسلحة، وستكون التصرفات السيئة الأخرى التي يمارسونها قابلة للتعامل معها.
من ناحية أخرى، إذا كانوا قادرين على التغيُّر؛ وإذا ما حدث، في الواقع، كنتيجة لاتفاق حول برنامجهم النووي، تعزيز تلك الأصوات والاتجاهات داخل إيران، وأن يصبح اقتصادهم أكثر اندماجاً في المجتمع الدولي، ويكون هناك المزيد والمزيد من الانفتاح والسفر، حتى لو كان ذلك سيستغرق عقداً من الزمان أو 15 عاماً أو 20 عاماً، فإن ذلك ينبغي أن يكون حاصلاً كبيراً والذي يجب أن نرغب في تحقيقه.
وهكذا، مرة أخرى، هناك نقاش مواز لمناقشة الشرق الأوسط التي كنا نخوضها في السابق. إن السبب الوحيد الذي يجعلك لا تريدنا أن نختبر ما إذا يمكننا أو لا يمكننا حل مسألة البرنامج النووي هذه دبلوماسياً، سيكون اعتقادك بأنه يمكن إزالة التهديد تماماً بمناورة عسكرية سريعة. وبما أنني القائد العام لأقوى جيش على الأرض، فإنني أعتقد بأن لدي حكما جيد جداً حول ما إذا كان -أو لم يكن- من الأفضل حل هذه المشكلة عسكرياً. وما أقوله هو أن من الأفضل كثيراً أن نقوم بحلها دبلوماسياً.

غولدبرغ: إذن، لماذا يبدو السنة عصبيين جداً تجاهك؟
أوباما: حسناً، أنا لا أعتقد أن هذا الأمر شخصي. أعتقد أن هناك تحولات تجري في المنطقة، والتي أخذت الكثيرين منهم على حين غرة. أعتقد أن التغيير أمر مخيف دائماً. أعتقد أنه كان ساد شعور بالراحة مع وجود ولايات متحدة مرتاحة مع النظام القائم والتحالفات القائمة، والتي كانت عدواً لدوداً لإيران، حتى لو أن معظم ذلك كان خطابياً ولم يترجم في الواقع إلى وقف البرنامج النووي. لكن الخطابة كانت جيدة.

ما كنت أقوله لشركائنا في المنطقة، هو: "علينا أن نستجيب ونتكيف مع التغيير". وخلاصة القول: ما هي أفضل وسيلة تجعلنا نتأكد فعلاً من أن لا تملك إيران سلاحاً نووياً؟
غولدبرغ: ما هو الأكثر خطورة: التطرف السني أم التطرف الشيعي؟
أوباما: لست مهتماً كثيراً بتصنيف التطرف بشكل عام. ولا أعتقد أنك ستجعلني اختار بين هاتين المسألتين. ما سوف أقوله هو أنك إذا نظرت إلى سلوك الإيرانيين، فإنهم استراتيجيون، إنهم ليسوا متهورين. إن لديهم نظرة عالمية، وهم يرون مصالحهم، ويستجيبون للتكاليف والمنافع. هذا لا يعني القول بأنهم ليسوا دولة ثيوقراطية تعتنق كل أنواع الأفكار التي أجدها بغيضة، لكنهم ليسوا كوريا الشمالية. إنهم بلد كبير وقوي، يرى نفسه لاعباً مهماً على الساحة العالمية، ولا أعتقد بأنه ينطوي على رغبة انتحارية، ويمكنه أن يستجيب للحوافز. هذا هو السبب في أنهم أتوا إلى طاولة المفاوضات لبحث العقوبات.
من أجل إنهاء هذا الموضوع، كان الشيء الأهم الذي قلته لبيبي ولأعضاء الكونغرس بشأن هذه المسألة برمتها هو أنه في العمق من كل مصلحتنا أن نترك هذه العملية تُجلّي نفسها. دعونا نختبر ما إذا كانت إيران يمكن، أو لا يمكن، أن تتحرك بما يكفي لتعطينا ضمانات بأن برنامجهم سلمي، وبأنه ليست لديهم القدرة على إحداث اختراق نووي.
إذا ما استطاعوا، في الواقع، الوصول إلى هناك، سيكون أسوأ ما حدث هو أننا نكون قد جمدنا برنامجهم لفترة ستة أشهر. سيكون لدينا استبصار أكبر بكثير في برنامجهم. سوف يكون كامل معمار عقوباتنا ما يزال مفروضاً، ونافذاً. قد يكون اقتصادهم قد أحرز تحسناً متواضعاً خلال هذه الفترة من ستة أشهر أو سنة واحدة. لكنني أعدك بأن كل ما سيكون علينا القيام به هو مجرد إعادة القرص إلى الوراء، وفجأة-
بلومبرغ: هل تعتقد أنه سيكون من السهل العودة بالأمر إلى البداية؟
أوباما: حسناً، جزئياً لأن 95 في المئة من ذلك الواقع لم يتم إيقافه. وسوف نكون في موقف أقوى لنقول لشركائنا، بما في ذلك الروس والصينيين وغيرهم، الذين ما يزالون عالقين معنا حتى الآن في موضوع العقوبات، أن إيران هي التي أدارت ظهرها؛ لم تكن الولايات المتحدة هي التي فعلت؛ لم يكن الكونغرس، ولم تكن عقوباتنا الجديدة هي التي أفسدت الصفقة. وسوف تكون لنا عندئذ الأرض الدبلوماسية المرتفعة بحيث نستطيع تضييق الخناق أكثر فأكثر. أما إذا تم اعتبارنا، من ناحية أخرى، غير جادين في المفاوضات، فإن ذلك سيشكل، فيما ينطوي على مفارقة، أسرع طريق لانهيار العقوبات، في حال كانت إيران غير صادقة في حقيقة الأمر.

غولدبرغ: سؤال واحد آخر عن إيران: إذا كانت العقوبات قد جلبتهم إلى طاولة المفاوضات، لماذا لن تعمل مزيد من العقوبات على إبقائهم على الطاولة؟
أوباما: كان منطق العقوبات هو الذي حملهم على التفاوض. ومنطق خطة العمل المشترك هو تجميد الوضع لفترة معينة من الوقت للسماح للمفاوضين بالعمل. الفكرة القائلة بأنه في خضم المفاوضات، سوف نقوم بتحسين موقفنا بالقول: "سوف نقوم بالضغط عليكم بقدر أكبر"، إنما تتجاهل حقيقة أن (الرئيس حسن) روحاني والمفاوضين في إيران لديهم سياساتهم الخاصة. عليهم أن يردوا على المتشددين عندهم. وهناك مجموعة كاملة من الناس داخل إيران ممن يظلون متشككين تماماً في دوافعنا ومدى رغبتنا في رفع العقوبات في نهاية المطاف بقدر ما نحن متشككون في عدم رغبتهم في التخلص من برنامجهم النووي.
لم يكن هناك أبداً أي تفاوض لم تكن فيه وقفة ما في مرحلة ما، بعض الآلية للإشارة إلى حسن النية المحتمل. حتى في أفلام الغرب أو العصابات القديمة، حسناً، الجميع يخفضون بنادقهم للحظة. إنك تجلس، تخوض محادثة؛ وإذا لم تسر المحادثة على ما يرام، فيمكنك مغادرة القاعة، والجميع يعرف ما الذي سيحدث والجميع يستعد. لكنك لا تبدأ إطلاق النار في وسط الغرفة أثناء المفاوضات.
هكذا، سيكون فرض عقوبات جديدة في الوقت الراهن منطقياً إذا كان لدينا، في الحقيقة، جدول زمني لتفكيك العقوبات الحالية. لقد أبقينا على 95 في المئة منها قائمة. وسوف تخسر إيران، في الحاصل الصافي، مزيداً من المال مع استمرار فرض العقوبات النفطية خلال خطة العمل المشتركة، أكثر مما ستحصل عليه من المبلغ المتواضع من المال الذين منحناهم إمكانية الوصول إليه.
وبالمناسبة، وحتى لو كانوا يتحدثون إلى قطاعات الأعمال والشركات الأوروبية، ولو كانت شركات النفط تتصل بإيران وتذهب إلى إيران، فإن أحداً لم يكن يبرم أي صفقات لأنهم يعلمون أن عقوباتنا ما تزال قائمة. ربما يريدون حجز مكان متقدم لهم في الصف، إذا ما حدث في الحقيقة وأن تم إبرام اتفاق وتمت إزالة العقوبات. وهذا عمل حكيم ومتبصر فحسب.
لكننا أرسلنا إليهم رسالة واضحة جداً، وبالمناسبة، إلى جميع شركائنا ومجموعة (5+1) (الأعضاء الخمسة الدائمون في مجلس الأمن بالإضافة إلى ألمانيا)، تفيد بأنه من الأفضل لهم إخبار شركاتهم بأن العقوبات ما تزال سارية المفعول، بما فيها العقوبات الأميركية من جانب واحد. وسوف نقوم بإنفاذها، وكنا نقوم بإنفاذها خلال مسار هذه المناقشات وحتى الآن.
غولدبرغ: كنت في الليلة الماضية أقرأ خطاب قبولك جائزة نوبل للسلام، وأريد أن أقتبس شيئاً واحداً قلتَه فيه: "أعتقد أنه يمكن تبرير استخدام القوة على أسس إنسانية، كما كان في البلقان، أو في غيرها من الأماكن التي أحدثت الحرب فيها ندوباً. التراخي عن العمل يثقل ضمائرنا ويمكن أن يؤدي إلى تدخل أكثر كلفة في وقت لاحق".
لقد اندهشتُ حقاً من تلك الجملة الأخيرة. وأنا أتساءل عن ما هي تلك النقطة في سورية، التي تصبح عندها الأمور أكبر من إمكانية تحملها؟ إنني لا أتحدث عن أطروحة ذات شقين، وضع جنود على الأرض، أو أي شيء، ولكن ما الذي يجب أن يفعله الأسد حتى يستدرج رداً عسكرياً بقيادة الولايات المتحدة؟ الطريقة الأخرى لطرح هذا السؤال هي: إذا تمكنت من إعادة عقارب الساعة ثلاث سنوات، هل كنت لتفعل المزيد لبناء جماعات معارضة أكثر اعتدالاً؟
أوباما: أعتقد أن أولئك الذين يعتقدون أنه كان هناك قبل عامين، أو قبل ثلاث سنوات، نوع من الحل لسريع لهذا الأمر لو أننا تصرفنا بقوة أكبر، إنما يسيئون بشكل أساسي فهم طبيعة الصراع الدائر في سورية والأوضاع القائمة على الأرض هناك.
عندما يكون لديك جيش محترف، يكون مسلحاً جيداً وترعاه دولتان كبيرتان لديهما مصالح كبيرة في هذا، وهم يقاتلون ضد مزارع، ونجار، ومهندس، والذين بدأوا كمتظاهرين ثم أصبحوا فجأة يرون أنفسهم الآن في خضم صراع أهلي؛ فإن الفكرة القائلة بأنه كان يمكننا، بطريقة نظيفة لا تورط القوات العسكرية الأميركية، أن نغير المعادلة على الأرض، ليست صحيحة على الإطلاق.
لقد أيدنا تقديم المساعدات العسكرية إلى المعارضة المعتدلة في سورية، وقد فعلنا ذلك بوتيرة تناسب حدود ما يمكنهم استيعابه. لكن حقيقة الأمر هي أنك إذا كنت تنظر إلى تغيير الحقائق العسكرية على الأرض، فإن نوع الانخراط المطلوب للقوات العسكرية الأميركية كان كبيراً بما يكفي لأن تظهر أسئلة قاسية حول سلطتنا الدولية للقيام بذلك. ليس لديك تفويض من الأمم المتحدة؛ ولا تخويل لديك من الكونغرس؛ وقد رأينا كيف يتجلى ذلك، حتى في القضية الضيقة المتعلقة بالأسلحة الكيميائية.
كان هناك احتمال أن نجعل الوضع أسوأ وليس أفضل على الأرض، تحديداً بسبب تورط الولايات المتحدة، والذي كان من شأنه أن يعني أن تكون لدينا الحرب الثالثة، أو الرابعة إذا احتسبت ليبيا، في بلد مسلم في غضون عقد من الزمن. ومع كل ذلك –فإن الوضع في سورية ليس مفجعاً فقط، وإنما خطير أيضاً.
على مدى العامين الماضيين، دفعتُ فرقنا لمعرفة ما هي أفضل الخيارات في وضع سيئ. وسوف نستمر في بذل كل ما في وسعنا لتحقيق حل سياسي، وللضغط على الروس والإيرانيين، بحيث نبين لهم أنه ليس من مصلحتهم أن ينخرطوا في حرب دائمة.
إنني أتسلى دائماً بتأمل الفكرة القائلة بأن إيران كسبت في سورية بطريقة أو بأخرى. أعني، إنك تسمع الناس يقولون أحياناً، "إنهم يكسبون في سورية". وأنت تقول "كان هذا البلد صديقهم الوحيد في العالم العربي، وهو عضو في جامعة الدول العربية، وقد أصبح الآن أنقاضاً". ذلك يستنزفهم لأنهم في حاجة إلى إرسال المليارات من الدولارات. ووكيلهم الرئيسي، حزب الله، الذي كان يتمتع بوضع مريح وقوي جداً في لبنان، يجد نفسه الآن تحت هجوم المتطرفين السنة. هذا ليس جيداً بالنسبة لإيران. إنهم يخسرون مثل أي طرف آخر. والروس يجدون صديقهم الوحيد في المنطقة ركاماً وفاقداً لشرعيته أيضاً.
وهكذا، ما تزال هناك فرصة لأن نحل هذه القضية سياسياً. يجب على المجتمع الدولي ككل والولايات المتحدة كقوة عظمى وحيدة في العالم أن يجدّوا في محاولة العثور على استجابة أفضل للوضع الإنساني الملح.
ونحن نبذل كل ما بوسعنا لنرى كيف يمكننا أن نفعل ذلك، وكيف يمكننا أن نوفر له الموارد. ولكنني نظرت في مجموعة كبيرة من خطط اللعب، في مجموعة كبيرة من خطط الحرب، وفي كومة كاملة من السيناريوهات، ولم يتمكن أحد من إقناعي بأن قيامنا بعمل عسكري واسع النطاق، حتى مع عدم وضع الجنود على الأرض، يمكن أن يحل المشكلة فعلياً.
إن أولئك الذين يطرحون هذا الادعاء إنما يفعلون ذلك من دون الكثير من المعلومات الدقيقة المحددة جداً. إنني متعاطف مع دوافعهم، لأن لدي نفس الدوافع. هناك رغبة كبيرة، ليس بالوقوف فقط، وإنما بأن نفعل شيئاً. إننا نفعل الكثير؛ وعلينا أن نفعل أكثر. لكن علينا أن نتأكد من أن ما نقوم به لا يجعل الوضع أسوأ، أو أن يحشرنا في مشروع ضخم آخر في وقت لدينا فيه مطالب كبيرة هنا في الداخل والكثير من الالتزامات الدولية في الخارج.
*
جيفري غولدبرغ: هو كاتب عمود لبلومبرغ فيو في شؤون الشرق الأوسط، السياسة الخارجية الأميركية والشؤون القومية. وهو مؤلف كتاب: "سجناء: قصة عن الصداقة والرعب" الحائز على جائزة مجلة ناشيونال للتقارير الإخبارية.
*
نشرت هذه المقابلة تحت عنوان: Obama to Israel  -  Time Is Running Out



الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 75488
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 78
الموقع : الاردن

 عقيدة أوباما Empty
مُساهمةموضوع: رد: عقيدة أوباما    عقيدة أوباما Emptyالخميس 24 مارس 2016 - 6:02

[rtl]

لا داعي للغضب... أَخبَرَكُم أوباما الحقيقة

[/rtl]



[rtl]

التاريخ:21/3/2016 -

[/rtl]





 عقيدة أوباما 222256
تستحق مقالة الصحافي الأميركي، جيفري غولدبيرغ، المطولة عن عقيدة الرئيس الأميركي باراك أوباما، ونشرتها مجلة الأتلانتيك أخيراً، وتتضمن مقابلات مع أوباما، اهتماماً بحثياً وإعلامياً وسياسياً عربياً كبيراً، لأنّها تضعنا أمام قراءةٍ معمّقة عن قربٍ شديدٍ للمواقف الحقيقية، غير المدبلجة أو المتلبسة بغطاء دبلوماسي خادع، لمواقف الإدارة الأميركية، ومعها المناظرات الداخلية في مراكز التفكير الأميركي عن المنطقة العربية، وأوضاعها الراهنة ومصائرها المتوقعة في ضوء المتغيرات الحالية.
ثمّة نقاط مهمة، من الضروري وضعها في سياق الحديث عن هذه المقاربة، ثم نطرح السؤال الأكثر أهمية، فيما إذا كانت هذه عقيدة أوباما وحده، شخصياً، الذي سيغادر بعد تسعة شهور البيت الأبيض، أو حتى على مستوى عام الحزب الديمقراطي، أم أنّها تتجاوز هذا الإطار إلى الأوساط السياسية الأوسع، الجمهورية والديمقراطية؟.
بدا الشرق الأوسط، في مقالة غولدبيرغ، منطقةً "قيد التفكك"، ولا يمكن إصلاحها، ولم تعدّ أولوية في استراتيجية الرئيس أوباما، إذ الأهمية الأولى اليوم لآسيا والتنافس مع القوى الصاعدة هناك، في الصين والهند. أما منطقتنا، فبدلاً من تعريفها بأنّها المصدر الرئيس للطاقة التي تزوّد أميركا، وبعد اكتشافات النفط، وتزايد التفكير في الطاقة المتجدّدة والمصادر الأخرى للطاقة، أصبح يُنظر إليها مصدراً لشيء آخر للغرب، هو "القاعدة" و"داعش"!
وقد مثلت "داعش" لأوباما دليلاً ملموساً على أنّ الشرق الأوسط غير قابل للإصلاح المطلوب، وبالتالي، هو مستنقع لمن أراد أن يغرق فيه. لذلك، قرّر أوباما مخالفة آراء مستشاريه، ومسح الخطّ الأحمر الذي قرّره هو نفسه، عندما كان قد حذّر الرئيس السوري، بشار الأسد، من استخدام الأسلحة الكيماوية، فوافق على الوساطة الروسية، وانتهى الأمر إلى تفكيك السلاح الكيماوي، ما يخدم إسرائيل، ويحقّق نتيجة مهمة لأوباما، من دون أن يسأل كثيراً عن "هيبة الولايات المتحدة الأميركية" وسمعتها المتعلّقة بخطوط حمراء جرفها النظام السوري، عندما استخدم السلاح الكيماوي في الغوطة.
علّق مارتن أنديك، أحد أبرز الاستراتيجيين الأميركيين وصاحب نظرية "الاحتواء المزدوج" (ضد إيران وعراق صدام حسين في التسعينيات) في مقاله "نهاية نظام الهيمنة الأميركية في الشرق الأوسط" في مجلة الأتلانتيك نفسها بأنّ 30 أغسطس/ آب (اليوم الذي بلع فيه أوباما خطوطه الحمراء) بمثابة اليوم الذي خرجت فيه منطقة الشرق الأوسط من تحت الهيمنة الأميركية، بوصفها القوة الكبرى في المنطقة خمسة عقود.
لم يقتصر منظور أوباما إلى الشرق الأوسط بوصفه منطقةً قيد التفكك، لم تعدّ تشكل أولوية للاستراتيجية الأميركية، ولا مركز المصالح الحيوية لها في العالم، بل أيضاً تغيّرت تحالفات أميركا في المنطقة العربية، فأصبحت الإدارة تنظر إلى الحلفاء السنة العرب، بوصفهم مصدر المشكلات والأزمات في المنطقة، بل والمسؤول المباشر، بسبب سياساتهم عن صعود المنظمات الراديكالية الجهادية، وإلى إيران بوصفها القوى الإقليمية الصاعدة التي يمكن التحالف معها أو التفاهم (بالحدّ الأدنى) لمواجهة المشكلات والأزمات المختلفة.
ضمن هذا الإطار، صدمت الفجاجة في رؤية أوباما للسعودية مراقبين كثيرين، استغربوا هذا الموقف الحادّ إلى درجة يصف فيها رئيس الولايات المتحدة العلاقة مع السعودية بأنّها "التي تسمّى حليفاً لنا"، فالمسكوت عنه في هذا النص، ويكاد يكون مفضوحاً، أنّ الإدارة الأميركية لم تعدّ تعتبر السعودية حليفاً، إلاّ لأسباب براغماتية آنية، لكن على المدى البعيد، فإنّ النظرة إلى السعودية تتمثل في أنّها مصدر للسلفية والوهابية للعالم، وشكا أوباما نفسه لغولدبيرغ من أنّها المسؤولة عن "التديّن الوهّابي" الذي اجتاح أندونسيا في العقود الأخيرة.
"بدلاً من تعريف منطقتنا بأنّها المصدر الرئيس للطاقة التي تزوّد أميركا، وبعد اكتشافات النفط، وتزايد التفكير في الطاقة المتجدّدة والمصادر الأخرى للطاقة، أصبح يُنظر إليها مصدراً لشيء آخر للغرب، هو القاعدة وداعش"
يرفض أوباما رؤية السعودية والدول العربية تحميل إيران أو إسرائيل مسؤولية المشكلات البنيوية في المنطقة العربية. ويرى، على النقيض من ذلك، أنّ الأزمات الداخلية وسوء إدارة الحكم في هذه الدول العربية السنية هو السبب الرئيس المسؤول عن مشكلاتها وأزمات المنطقة. وأنّ الحل ليس في الدخول في صدام مصيري مع إيران، بل في تقاسم الأدوار والنفوذ في ترسيم مستقبل منطقة الشرق الأوسط.
واجهت رؤية أوباما غضباً عربياً، وسخطاً من الحلفاء والأصدقاء المفترضين للولايات المتحدة الأميركية، واعتُبرت، في أوساط سياسية وإعلامية، وقاحة وغير دبلوماسية، وقرأنا ردوداً، وفي أحيان شتائم ضد الرئيس الأميركي، ضمن حملة ردود الفعل المصدومة مما جاء فيها. لكن، في نهاية اليوم، لم يخرج ما قاله أوباما عن دائرة القول الحقيقي الصادق الصريح، غير المراوغ، في رؤية دوائر التفكير والقرار والسياسة في واشنطن للسياسات العربية ولأوضاع المنطقة ومستقبلها. لذلك، يمكن أن تتغير هذه السياسات تكتيكياً أو جزئياً تجاه ملف من ملفات المنطقة العربية في المستقبل، لكنها ليست فقط عقيدة أوباما، ولا هي عقدته، كما يحلو لبعضهم القول) بل هي نتائج نقاشات ومناظرات وتطورات في رؤية الإدارات الأميركية المتعاقبة، منذ الرئيس جورج بوش الابن، أي الإدارة الجمهورية والمحافظين الجدد، وصولاً إلى أوباما نفسه.
تناولتُ، سابقاً، تحولات الرؤية الأميركية تجاه المنطقة العربية، والسعودية تحديداً، وذكّرت بالنظريات والمراجعات الضخمة التي خرجت في دوائر التفكير والبحث في واشنطن، غداة أحداث "11 سبتمبر"2001، وأخذت تتدحرج مثل كرة الثلج، في إعادة تعريف السياسات الأميركية في المنطقة ونقدها، والأخطاء التاريخية في العقود السابقة، في دعم الأنظمة العربية السنية الأتوقراطية، ما نقل الأزمة من الداخل إلى الخارج، وأذكر قول أحد الخبراء الاستراتيجيين الأميركيين بعد مدّة قصيرة من أحداث سبتمبر لي: لو هنالك ديمقراطية في السعودية لكان أسامة بن لادن نائباً معارضاً في البرلمان السعودي، مثل عبد المنعم أبو زنط في الأردن، لكنّه لن يخرج إلى أفغانستان ليهدد مصالحنا.
تغير جوهر الرؤية- المقاربة الأميركة للسعودية بعد تلك الأحداث، ثم انقلبت الرؤية نفسها مع أحداث الربيع العربي، وجرّب الأميركيون منذ 2001- 2013 نظريات ومقاربات كثيرة جديدة، ففي العام 2005، خرجت إدارة بوش بمبادرة أعلنتها وزيرة الخارجية الأميركية آنذاك،كوندوليزا رايس، "الشرق الأوسط الكبير"، التي تتضمن نشر الديمقراطية بوصفها السلاح الناجع ضد الإرهاب، ثم الشرق الأوسط الموسّع، ونظريات الفوضى الخلاّقة التي حاولت التخفيف من مخاوف أوساط سياسية أميركية من انهيار النظام الرسمي العربي لصالح أنظمة جديدة ذات طابع إسلامي. ولاحقاً مع الربيع العربي، حاولت إدارة أوباما اختبار نتائج هذه الانهيارات، بالتخلّي عن حلفائها مثل حسني مبارك وزين العابدين بن علي، والمساهمة في إسقاط معمر القذافي، ودعم إسقاط بشار الأسد.
يقول مارتن إنديك في مقالته التي علّق فيها على مقالة غولديبرغ إنّ انهيار نظام الهيمنة الأميركية في الشرق الأوسط بدأ مع التخلي عن أحد أعمدة هذه السياسة، وهو الرئيس المصري حسني مبارك. لكن، وفقاً لغولديبرغ وإنديك كذلك، فإنّ المنعطف الآخر تمثّل بحادثة مقتل السفير الأميركي، جون ستيفينز، ودبلوماسيين آخرين، في بنغازي في سبتمبر/ أيلول 2012، إذ بدأت الأصوات التي تطالب بدعم التغيير نحو الديمقراطية بالتراجع، وأصبحت السياسة الأميركية أكثر ارتباكاً على صعيد الرؤية الكلية، فدعم الأنظمة أدى إلى صعود "القاعدة"، فيما لم يأت التغيير بالديمقراطية، بقدر ما أتاح المجال كذلك للحركات الإسلامية، بألوانها المختلفة، لاحتلال الفراغ!
ثم جاء الانقلاب العسكري في مصر لاحقاً ليعزز من القناعة بعدم وجود تصوّر أميركي واضح، في تقرير المطلوب، دعم الوضع القائم واحتواء التغيير (كما كان يطالب الحلفاء المحافظون العرب) أم دعم التغيير والدخول في عهد الفوضى الخلاقة، ما كان يعني عدم وجود "ضمانات" للمصالح الأميركية. إلاّ أنّ الرئيس أوباما اختار أن يتعامل مع المنطقة بصورة أكثر جذريةً، عبر التخلّي عنها بوصفها منطقة أساسية في المصالح الأميركية، وأخذ نفساً عميقاً، بعدما أنهى القلق من السلاح النووي الإيراني، وتأكّد من أن إسرائيل في وضع آمن نسبياً اليوم، بعد انفجار الصراعات الداخلية العربية.
سواء أتى ديمقراطي أو جمهوري إلى البيت الأبيض، فإنّ النتائج التي وصل إليها أوباما لم تكن عابرة أو مجرد موقف شخصي، بل هي، أولاً، انعكاس لما وصلت إليه الأوضاع الفعلية في المنطقة العربية، فالسياسة الأميركية عموماً براغماتية، ولا تصطدم بالواقع، وثانياً هي (عقيدة أوباما) نتيجة مناظرات ونقاشات معمّقة في داوئر البحث والتفكير والسياسة في واشنطن، ما يعني أنّنا أمام خلاصاتٍ استراتيجيةٍ حول مصير المنطقة ومستقبلها.
(العربي الجديد)
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 75488
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 78
الموقع : الاردن

 عقيدة أوباما Empty
مُساهمةموضوع: رد: عقيدة أوباما    عقيدة أوباما Emptyالخميس 24 مارس 2016 - 6:03

أتلانتيك.. كيف ينظر أوباما لقادة العالم
التاريخ:21/3/2016 
 عقيدة أوباما 1_2010426_11419  

تناولت مجلة "أتلانتيك" وجهة نظر الرئيس الأمريكي باراك أوباما حيال الزعماء الذين يحكمون العالم.
وكتب "جيفرى جولدبرج" يقول: "خلال الفترة التي قمت فيها بتغطية أحوال السياستين الخارجية والدفاعية لإدارة الرئيس أوباما على مدى الأعوام الماضية، أكتسبت مستوى بعينه من البصيرة حيال الإحباطات التى مرت بها وميولها ونزعاتها على الصعيد الدولي".
ويستعرض الكاتب نمط تعامل أوباما عندما يتعلق الأمر بالعلاقات مع الزعماء الآخرين.
وفى تحليل "جولدبرج" الأخير حول السياسة الخارجية التى ينتهجها "أوباما"، فإنه يشير إلى اعتقاد أوباما الشديد في أن الدول تميل للتصرف وفقا لما يراه زعماؤها على أنه يحقق مصالحها الجوهرية، ويرى أن الرئيس الأمريكي لا يقدر تقديرا كبيرا فكرة أن العلاقات الشخصية المتينة بين الزعماء من الممكن أن تتفوق على السعى العادى الرامى لتحقيق هذه المصالح.
وأضاف بأن أوباما مع ذلك يقيم علاقات قوية مع الكثير من زعماء العالم، وبات خلال أعوامه الأخيرة في الحكم معلما يقتدي به حفنة من الزعماء الجدد المهمين.
وأكد أنه خلال الأحاديث التى أجراها على مدى عدة أعوام مع كبار المسئولين في إدارة أوباما والمراقبين الآخرين عن كثب لسلوك الرئيس الأمريكى فيما يخص العلاقات الخارجية، جمع معلومات وانطباعات عن الكيفية التى يحللون بها وجهة نظر الرئيس إزاء نظرائه فى الدول الأخرى، وأحيانا مواقف أوباما خلال المقابلات التي أجراها معه "جولدبرج"، واعتمادا على هذه الأحاديث حاول الكاتب وضع بعض من هؤلاء الزعماء فى سلسلة متصلة تعكس الحالة التى تمر بها علاقاتهم مع أوباما، من الدفء الحقيقي إلى الفتور الشديد.
بابا الفاتيكان "فرانسيس"
يعد الزعيم العالمي المفضل للرئيس أوباما، هو الذي لا يدعو لأية انقسامات. وعندما قام البابا بزيارة واشنطن فى شهر سبتمبر الماضي، توجه الرئيس إلى قاعدة "أندروز" الجوية المشتركة للترحيب به شخصيا. ولا يفعل أوباما ذلك مع غيره. ترى ما هو الشيء الذي يروق لأوباما في شخصية البابا؟، يجيب "جولدبرج" بأنه من بين أمور أخرى، فإن أوباما ينظر إلى البابا باعتباره مؤمنا ورعا، ولكنه يلتزم مع ذلك التزاما تاما بالتعددية. ويرى الكاتب أن هذا النوع من الالتزام هو ما يسعى أوباما للحصول عليه من الزعماء المسلمين، وهو ما يسعى الزعماء المسلمون التقدميون للحصول عليه من المتدينين الأصوليين فى أوساطهم.
المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل
وفيما يتعلق بأنجيلا ميركل، ذكر "جولدبرج" أنها ربما كانت الحليف المفضل لأوباما. وتتمتع بصفة يقول أوباما أنها تروق له، وهى الشجاعة السياسية، ذلك أن موقفها الداعى لاستيعاب اللاجئين فى الشرق الأوسط ربما يكلفها منصبها كمستشارة لألمانيا. ومن المعروف عن ميركل أنها نمطية في التعامل وتحبذ تحليل الأمور، وتدربت بالفعل لكي تصبح عالمة وتتمتع بالقدرة على الاحتواء الذاتي لمشاعرها.
ويرى "جولدبرج" أن أوباما يؤمن بأنه كان سيفعل ما فعلته لو واجه ظروفا مماثلة. ويبدو أن العلاقة بينهما قد عادت إلى سابق عهدها ونجت من تداعيات فضيحة تجسس المخابرات الأمريكية عليها.
رئيس الوزراء الاسترالي مالكوم تيرنبول
وعن "مالكوم تيرنبول" قال "جولدنبرج" إن "أوباما" كون على ما يبدو انطباعا حسنا حيال رئيس الوزراء الاسترالى الجديد، بيد أن "تيرنبول" يتمتع بميزة تكوينية، وهي أن الرؤساء الأمريكيين يميلون للإعجاب برؤساء الوزراء الاستراليين.
وذكر "جولدبرج" أن أحد المسئولين بالإدارة الأمريكية قال له :"جميع حلفائنا يتسببون فى إصابتنا بالصداع باستثناء استراليا. ونستطيع على الدوام الاعتماد على استراليا".
رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون
وبشأن "دافيد كاميرون" ذكر "جولدبرج" أن أوباما - الذى يعد نوعا ما رئيسا مقتصدا، فهو يدير بحكمة وتكلفة قليلة التزامات الولايات المتحدة فى الخارج ويراقب الميزانية ويلتزم الحذر عند تقديم الضمانات للحلفاء – ينظر إلى "كاميرون" على أنه رئيس وزراء يلتزم بالإجراءات التقشفية. وكانت التوترات قد نشبت بين الإدارتين فى العام الماضى عندما اعترض "كاميرون" فى بادىء الأمر على تخصيص 2% من الناتج المحلى الأجمالى لبريطانيا لشئون الدفاع.
وحذر "أوباما" "كاميرون" من أن عليه أن يدفع نصيبه العادل أو يسجل سابقة ضارة داخل الناتو. وعلى الرغم من أن أوباما قد ذكر "لجولدبرج" بأن بريطانيا فى عهد "كاميرون" وفرنسا فى عهد "نيكولا ساركوزى" أصابتهما الحيرة بعد الحرب في ليبيا ولم تنفذا التزاماتهما، فإن مساعدي "أوباما" يقولون إنه يعجب برئيس الوزراء وينظر إليه على أنه شقيق صغير له. ووصف أحد المسئولين البريطانيين العلاقة على هذا النحو :" كلاهما ليسا من أصحاب الحاجة، وهو شىء جيد لكل منهما".
رئيس وزراء سنغافورة لى هسين لونج
وفيما يتعلق بـ"لى هسين لونج" فإن "جولدبرج" يخمن تخمينا مدروسا أن البلد المثالى من وجهة نظر "أوباما" هو الذى يدمج ثقافة شبكة الأمان القوية فى الدول الاسكندنافية والروح الجماعية الكاملة لسنغافورة التى يقودها "لى هسين لونج" الابن الأكبر لأول رئيس وزراء أسطورى لسنغافورة، "لى كوان يو". ومن وجهة نظر "أوباما" فأن زعيم سنغافورة، شأنه شأن زعماء الدول الاسكندنافية، يحكم بلاده بهدوء وعقلانية دون صخب لا داعى له أو دراما أو مبررات أو فوضى أو عواطف.
رئيس وزراء كندا جوستين ترودو
وحول "جوستين ترودو" ذكر "جولدبرج" أن "ترودو" رئيس الوزراء الكندى الجديد الذى وصفه له أحد المسئولين بوزارة الخارجية الأمريكية بالنسخة المصغرة من "أوباما" يصل إلى سدة الحكم متمتعا بميزة قوية وهى أنه ليس سلفه صاحب المنحى اليمينى المتشدد "ستيفن هاربر". وكان البيت الأبيض قد احتفى بـ"ترودو" بإقامة مأدبة عشاء رسمية له فى أوائل شهر مارس انطلاقا من الشعور بتنفس الصعداء لأن رئيس وزراء على شاكلته فى التفكير يحكم الآن "أوتاوا". وقيل "لجولدبرج" أن "أوباما" ينظر إلى "ترودو" على أنه إلى حد كبير "شقيق صغير" ويعطيه التوجيهات والنصائح على نحو فاعل.
رئيس وزراء الياباني شينزو أبى
وعن شينزو أبى، قال "جولدبرج" إن أحد المسئولين بالإدارة الأمريكية أبلغه أن أوباما له لمسة بارعة في التعامل مع "الزعماء الآسيويين ذوي المراس الصعب"، وكلما كانوا أكبر سنا كان أفضل، هكذا أخبر أحد المسئولين بوزارة الخارجية الأمريكية "جولدبرج"، ومع ذلك فإن أوباما و"أبى" رئيس الوزراء الياباني لا تربط بينهما علاقة ودية، وخلال زيارة قام بها أوباما مؤخرا لليابان، أقام "أبى" مأدبة عشاء في أحد مطاعم السوشى المشهورة، على أمل أن تسمح الأجواء غير الرسمية وطعام السوشى الشهير لهما بإقامة علاقة متينة.
وأضاف "جولدبرج" أن المصادر ذكرت أن أوباما رفض التحدث مع "أبى" سوى فيما يخص القضايا الدفاعية والتجارية، ويقال إن "أبى" جرح جراء موقف أوباما المتحفظ.
ولي عهد أبو ظبي محمد بن زايد آل نهيان
وعن الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، يقول "جولدبرج" إن ولي عهد أبو ظبي والزعيم الفعلي لدولة الإمارات العربية المتحدة يرى أن أوباما "غير جدير بالثقة".
 

وهناك مشاعر قوية تخيم على الأجواء في الخليج العربي جراء ما يتم النظر إليه على أنه تخلي من جانب أوباما عن الرئيس المصري المخلوع حسني مبارك خلال الربيع العربي، بيد أنه يُقال إن ولي العهد يحترم فكر الرئيس الأمريكي.
ويرى "جولدبرج" أن العكس صحيح أيضا ذلك أن الشيخ محمد هو واحد من بضعة من الزعماء العرب الذين يعتقد الرئيس الأمريكي أنهم مفكرون إستراتيجيون وموضوعيون، ويعتبره أوباما أيضا أكثر الزعماء في الخليج إثارة للإعجاب وتقدمية.
وأضاف "جولدبرج" أن المسئولين في إدارة أوباما باتوا يدركون على نحو آخذ في التزايد أن الإمارات العربية المتحدة هي اللاعب الأساسي والمهم في مجلس التعاون الخليجي المختل وظيفيا وغير الفعال.
الرئيس الكيني أوهورو كينياتا
وفيما يتعلق بـ"أوهورو كينياتا"، ذكر "جولدبرج" أن علاقة أوباما بـ"كينياتا" تعد معقدة.
وأضاف أن قراءة مذكرات أوباما التي تحمل عنوان "أحلام من والدي" توحي بأنه يحمل "جومو كينياتا"، والد "كينياتا" محرر كينيا المسئولية غير المباشرة عن فناء أبيه السابق لأوانه (فقد فصل كينياتا الأب المنتمى لقبيلة "الكيكويو" والد أوباما المنتمى لقبيلة "اللوو" من الخدمة في الحكومة بعد شكوى والد أوباما المستمرة من الفساد).
ويرى "جولدبرج" أن ارتباط "كينياتا" الابن بمنتهكي حقوق الإنسان يثير التساؤلات حوله. ولفت "جولدبرج" إلى أن أوباما يرى أيضا أن كينياتا يلتزم من حين لآخر على أقل تقدير بمكافحة القبلية والفساد.
وقال "جولدبرج" إن المساعدين أبلغوه أن أوباما سوف يخصص جزءًا من وقته فيما بعد نهاية ولايته لمسألة حكم أفريقيا.
الرئيس الصيني شي جي بينج
وعن "شي جي بينج" قال "جولدبرج" إن أوباما يرى أن أداء "شي جي بينج" يمثل تحسنا ملحوظا كمحاور عن سلفه، "هو جين تاو" والذي يقرأ من بطاقات الفهرس خلال اجتماعاتهما.
وأضاف بأنه نظرا لأن أوباما ينظر إلى "شي" على أنه أكثر مهارة فإنه يجده أكثر إثارة للرعب لاسيما فيما يتعلق بقضايا بحر الصين الجنوبي حيث قد تتعارض مصالح الولايات المتحدة والصين. وذكر "جولدبرج" أن أحد المساعدين قال له إنه خلال اجتماعات أوباما مع "هو" كان الأول لا يقاوم الانجذاب لجهاز "الاي باد" الخاص به وهو ما يفعله عندما يجد الحديث مع الشركاء مملا.
رئيس كوبا راؤول كاسترو
وفيما يخص "راؤول كاسترو" ذكر "جولدبرج" أنه خلال جنازة "نيلسون مانديلا" فاجأ أوباما "كاسترو" بتحيته الحارة، وعندما عاد الأخير إلى كوبا كان لديه انطباع أن أوباما ربما كان جادا حيال تغيير الوضع الراهن بين البلدين.
ويرى "جولدبرج" أن أوباما يدرك أن "كاسترو" ليس سوى حاكم مستبد بيد أنه يعتقد أن "راؤول" شأن شقيقه "فيديل" يوافق على الرأى الذي مفاده أن "النموذج الكوبي" للإدارة الاقتصادية غير قابل للاستمرارية.
رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس
وعن محمود عباس يقول "جولدبرج" إن أوباما يرى أن الأمر يعود للإسرائيليين - باعتبارهم يمثلون الطرف الأقوى في صراعهم مع الفلسطينيين – لاتخاذ خطوات جريئة من أجل إحلال السلام. وأضاف بأن أوباما جادل بأن الرئيس الفلسطينى "محمود عباس" ربما يعد الزعيم الأكثر اعتدالا في أوساط شعبه على الإطلاق.
وأكد "جولدبرج"على أن أوباما قال له ذات مرة إن عباس "جاد ومخلص حيال استعداده للاعتراف بإسرائيل وحقها في الوجود وباحتياجاتها الأمنية المشروعة ونبذ العنف. وتابع "جولدبرج" يقول إن المسئولين في إدارة أوباما ينظرون أيضا إلى عباس على أنه ضعيف وغير فعال أو مبدع.
ويرى "جولدبرج" أن عباس يعتقد أن أوباما ناقد للسياسات الإسرائيلية بشأن الضفة الغربية ولكنه لا يفعل أي شيء لتغيير هذه السياسات.
رئيس نيكارجوا دانيال أورتيجا
وفيما يتعلق بـ"دانيال أورتيجا" ذكر "جولدبرج" أن أوباما ينظر إلى "نيكارجوا" على أنها تعتنق إيديولوجية ماركسية لا تدعو للارتياح على غرار ما كان يفعله"هوجو شافيز" لكن دون مهارة الأخير. وأضاف بأن أوباما يرى أن "أورتيجا" هو مثال تقليدي ليساري من أمريكا اللاتينية لا يدرى أن قوى التاريخ تعمل ضده.
ويرى "جولدبرج" أن أحد انجازات أوباما غير المدركة بصورة رئيسية في السياسة الخارجية هو تغلبه على حركة "ألبا" المعادية للولايات المتحدة التي تحتضر الآن، والتي تتشكل من أصحاب الإيديولوجيات البوليفارية المتشددة.
ملك السعودية سلمان آل سعود
وعن الملك سلمان قال "جولدبرج" إنه ليس سرا أن أقل أسرة حاكمة يفضلها أوباما على وجه الكرة الأرضية هي أسرة آل سعود.
وأشار إلى أن"أوباما" في أول كلمة له عن السياسة الخارجية في عام 2002 وكان آنذاك سناتور عن ولاية "إلينوي" أشار إلى السعودية "بما يُطلق عليه حليف" للولايات المتحدة الأمريكية.
ويرى "جولدبرج" أن قلة على أقل تقدير من المسئولين بإدارة أوباما لا تعتقد أن هذه الأسرة التي يلومها المسئولون عن تأجيج الأصولية ومعاداة المرأة في كافة أنحاء العالم الإسلامي ستظل في الحكم خلال العشرة أو الخمسة عشر عاما القادمة.
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي
وعن عبد الفتاح السيسي، قال "جولدبرج" أنه يرى أن أوباما ينظر إلى الزعيم المصري القوى على أنه مثل مبارك لكنه أقل مهارة وأكثر وحشية – أي جنرال يبث الرعب في القلوب ويحرك دائرة القمع ورد الفعل المتشدد التي كان يدفعها مبارك الزعيم الذي ظل يحكم البلاد لفترة طويلة (والعميل الأمريكي) حتى الإطاحة به من السلطة في عام 2011. وأضاف بأن أحد المسئولين بالإدارة الأمريكية قال له إنه إذا أراد تعكير صفو الحالة المزاجية لأوباما فعليه أن يخبره أن عليه التوجه إلى اجتماع في غرفة العمليات من أجل مناقشة قضية مصر.
الرئيس التركي رجب طيب أردوغان
وعن رجب طيب أردوغان، ذكر "جولدبرج" أن "أردوغان" أصاب أوباما بالإحباط على نحو لم يفعله الكثيرون. وأضاف أن أوباما صعد إلى سدة الحكم وهو يعتقد أن الزعيم التركي الذي يُطلق عليه الإسلامي المعتدل سيكون بمثابة جسر يربط بين الولايات المتحدة الأمريكية والمسلمين، بيد أن الملك عبد الله الثاني حذر أوباما من أن "أردوغان" هو ديمقراطي مزيف، وقال الملك "لأوباما" إن "أردوغان" قال ذات مرة إن الديمقراطية من وجهة نظره هي حافلة وبمجرد وصوله إلى محطته سوف ينزل منها. وذكر "جولدبرج" أن أوباما استغرق وقتا طويلا ليدرك أن منتقدي "أردوغان" في المنطقة كانوا على صواب.
رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو
وفيما يتعلق بـ"بنيامين نتنياهو" ذكر "جولدبرج" أن "نتنياهو" هو أكثر الزعماء في العالم نجاحا في إصابة أوباما على الدوام بالإحباط، ويرجع ذلك إلى حد كبير لأنهما من المفترض أن يكونا صديقين مقربين من بعضهما البعض، فإسرائيل هي أقرب حليفا للولايات المتحدة في الشرق الأوسط ، فضلا عن أنها تعتمد على الولايات المتحدة من جوانب عديدة.
وأضاف "جولدبرج" بأن "أوباما يعتقد أنه يتفهم المآزق الوجودية التي تواجه إسرائيل أكثر من تفهم نتنياهو لها، في حين ينظر الأخير إلى الأول على أنه ساذج بشدة. وتابع يقول إن أوباما ينظر إلى نتنياهو الذي حاولا جاهدا الحيلولة دون توصل الرئيس الأمريكي لاتفاق مع إيران على أنه منافس سياسي ويفتقر للحكمة والصواب".
وأشار إلى أن شكوى أوباما الكبرى هي أن "نتنياهو" لا يمتلك الشجاعة السياسية ولن يخاطر بشأن التوصل إلى حل يقضى بإقامة دولتين. ولفت "جولدبرج" إلى أن أوباما أعرب عن خلاصة شكواه من "نتنياهو" في مقابلة أجراها معه، وقال فيها إن السؤال الذي يطرحه باستمرار على "نتنياهو" هو :"إذا لم يكن الآن، فمتى؟ وإذا لم تقم أنت سيادة رئيس الوزراء بذلك ترى من أذن سيقوم به؟ ترى ما السبيل إلى حل هذا الصراع؟".
مرشد إيران الأعلى علي خامنئي
وعن أية الله علي خامنئي، ذكر "جولدبرج" أن المصادر قد أبلغته أن وجهة نظر أوباما السرية هي أن خامنئي المرشد الأعلى لإيران هو رجل مسن وضعيف ومعادى للسامية(كان أوباما قد وصف علانية بالفعل خامنئي بالمعادى للسامية لكنه لم يصفه بالهش أو المسن) الذي يعوق سبيل الإصلاح وسيواصل عرقلة أنصار الحداثة بما في ذلك الرئيس حسن روحاني طالما ظل مرشدا أعلى للبلاد.
وأضاف "جولدبرج" أنه على خلاف الآخرين في إدارته فإن أوباما على ما يبدو لا يتوقع حدوث الكثير من التغييرات الحقيقية طالما ظل خامنئي في منصبه، كما لا يتوقع أن يزور طهران قبل نهاية فترة ولايته. على خلاف "هافانا".
الرئيس الروسي فلاديمير بوتين
وفيما يتعلق بـ"فلاديمير بوتين" قال "جولدبرج" إن أوباما يصف الزعيم الروسي بأنه "ليس أحمقا تماما." ويرى أن أوباما ينظر إلى "بوتين" من منظور فلسفة "توماس هوبز" أي أنه بغيض ومتوحش وقصير، بيد أن أوباما لا يرى "بوتين" على أنه بغيض فالأخير لا يتركه ينتظر عند الاجتماعات بينهما كما يفعل مع الزعماء الآخرين.
وأضاف بأن أوباما يعتقد أن "بوتين" هو قاطع طريق لا يدرك كيفية تحقيق مصالحه على أفضل وجه، لكنه يعتقد أيضا أن "بوتين" يعرف الخطوط الحمراء التي يضعها الرئيس الأمريكي. وأضاف "جولدبرج" بأن "بوتين" من جانبه ينظر إلى أوباما على أنه ميئوس منه ويتردد أنه يزدري محاضرات أوباما بشأن أفضل المصالح الروسية، ولا يجد الرئيس الأمريكي مخيفا.
(ترجمة: الإسلام اليوم)
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 75488
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 78
الموقع : الاردن

 عقيدة أوباما Empty
مُساهمةموضوع: رد: عقيدة أوباما    عقيدة أوباما Emptyالأحد 24 أبريل 2016 - 22:12

4 باحثين أمريكان يقرأون عقيدة أوباما حيال الشرق الأوسط


سلطت ندوة نقاشية، أقامها معهد واشنطن، الضوء على قصة الغلاف "المثيرة للجدل" في مجلة "أتلنتك" بعنوان "عقيدة أوباما".

واستضافت الندوة أربعة من كبار الباحثين الأمريكيين الذين أثاروا نقاشا مطولا حول مقابلة أوباما والأفكار التي وردت فيها خلال هذه الندوة. 

من جهته، أكد ديريك جوليت، وهو مستشار قانوني ومستشار أقدم للشؤون الأمنية والسياسة الدفاعية في "صندوق مارشال الألماني للولايات المتحدة"، أن الرئيس الأمريكي باراك أوباما سعى منذ حملته الرئاسية الأولى إلى إعادة تعريف القوة الأمريكية وإعادة توازن الدور القيادي الأمريكي في الشؤون العالمية. ولا يفكر أوباما بطريقة عقائدية، بل يرى التحديات العالمية بطرق أكثر تحديدا، ويُفضل معالجتها من خلال منهجيات طويلة الأمد.

ويرى جوليت أن أوباما حين تولى منصبه، اعتقد أن سياسة الولايات المتحدة لم تكن متوازنة، وسعى إلى استعادة التوازن على عدة جبهات: بين الأولويات في مناطق مختلفة، وبين الأولويات المحلية والدولية، وفي مختلف الشراكات الأمريكية، وفي تطبيق مختلف أدوات فن الحكم. إن مفهومه للتوازن الاستراتيجي يعترف بحدود القوة الأمريكية ومواردها. وبينما قد يكون هذا الرأي غير صحيح سياسيا، إلا أن الاستراتيجية الكبرى تفرض تحديد الأولويات وتخصيص الموارد المناسبة لها. ومما يزيد هذه العملية تعقيدا حقيقة أن الولايات المتحدة تواجه مطالب أكثر من أي دولة أخرى، إلا أنه لا يمكن لأمريكا تلبيتها جميعا.

أوباما وسياسة الاستدامة 


ونوه إلى أن أوباما يرى الاستدامة على أنها في غاية الأهمية بالنسبة لأي سياسة، لذلك وضع نصب عينيه تطوير التزامات مستدامة في الشرق الأوسط تكون متوازنة مع مصالح أخرى. فهو يعتبر أن القيادة الأمريكية وقدرتها على وضع جداول الأعمال العالمية، إما علنا أو من وراء الكواليس، تشكلان عنصرا أساسيا لأي سياسة مستدامة ومتوازنة. 

وفي بعض المناطق، مثل أمريكا اللاتينية وجنوب شرق آسيا، أدت هذه المنهجية إلى تحسين العلاقات على نحو بارز، إلا أن المنطقة الوحيدة التي لم تتحسن فيها الأمور بشكل ملحوظ هي الشرق الأوسط. بيد أن ضبط النفس أمر بالغ الأهمية لتحقيق التوازن والاستدامة، وعلى الرغم من أن إجراءات أو خطابات معينة قد تكون مواتية سياسيا، إلا أن الرئيس الأمريكي يشعر بالقلق من أي شيء قد يخل بتوازن السياسة الخارجية الأمريكية بشكل عام.

وأوضح جوليت أنه، وبناء على ما سبق، يُظهر سجل أوباما تفضيله لأدوات القوة الأمريكية الأكثر دقة وسرية، مثل هجمات الطائرات بدون طيار والعمليات الخاصة والعقوبات المحددة الأهداف. فالدقة توفر القدرة على المناورة والمرونة، ولكن الصبر مطلوب في مبادراته الخاصة، من بينها الجهود المبذولة لمعالجة وضع إيران و تنظيم «الدولة الإسلامية» («داعش») والتغيّر المناخي. ومع ذلك، ففي ما يخص بعض السياسات، فإنه من المنطقي أن نتساءل عما إذا كان لدى الولايات المتحدة متّسع من الوقت للتحلي بالصبر.

وقال المستشار القانوني إن أوباما يعترف أيضا بأن جزءا من عظمة الولايات المتحدة مستمد من قدرتها على الاعتراف بإمكانية خطئها وتصحيح مسارها عند الضرورة. فهو يشكك في أولئك الذين يقدمون إجابات سريعة ومبررات سهلة، ويتوخى الحذر من أن تؤدي المناقشات السياسية في واشنطن إلى تقييد التفكير الاستراتيجي. وبالتالي، فإن منهجيته طويلة الأمد والمتفائلة تخالف الاتجاهات السياسية القائمة في الداخل الأمريكي، ولكنه يعتقد أنها أفضل وسيلة لتمكين الاستثنائية الأمريكية في الخارج.

واستدرك جوليت بالقول: على الرغم من الجهود التي تبذلها الإدارة الأمريكية لإعادة التوازن، إلا أن التطورات التي تجري تحت عين أوباما اليقظة لا تدعم الرأي القائل بأن الولايات المتحدة تُبعد محورها عن الشرق الأوسط. فالقوات المنتشرة في المنطقة اليوم تتخطى تلك التي كانت متواجدة قبل الحادي عشر من أيلول/ سبتمبر. كما تعمل القوات الأمريكية على تعزيز وضع شركائها في الخليج، وقد شهدت السنوات السبع الماضية بعض من أكبر عمليات مبيعات الأسلحة في التاريخ. 

وبالمثل، حافظت واشنطن على دعمها لمصر في ظل الانتقادات في الداخل، في حين أن الدعم العسكري والاستخباراتي لإسرائيل وصل إلى مستويات قياسية. إلى جانب ذلك، كان أوباما قادرا على القضاء على الغالبية العظمى من الأسلحة الكيميائية في سوريا من دون استخدام القوة العسكرية.

وخلص الباحث إلى أن لإدارة الأمريكية المقبلة ستواجه مشكلة إعادة الطمأنة في آسيا والشرق الأوسط وأوروبا؛ حيث يشعر شركاء الولايات المتحدة بقلق كبير حيال التطورات الإقليمية. فجميعهم يريدون المزيد من واشنطن ولديهم طموحات متطرفة حول ما يجب أن تقوم به الولايات المتحدة في العالم.

 أما بالنسبة لإيلين لايبسون، وهي زميلة في معهد واشنطن ورئيسة فخرية في "مركز ستيمسون"، فترى أنه ونظرا لأن الرئيس أوباما يتمتع برؤية عالمية الأفق للعالم، فهو يتعاطف جدا مع تجربة البلدان الأخرى للقوة الأمريكية. وقد دفعه هذا التوجه العقلي إلى تحسين فهم دقيق لقوة الولايات المتحدة وتطويرها في عصر العولمة.

وأكدت لايبسون أنه وعلى الرغم من الاتهامات القائلة بأن الولايات المتحدة تنسحب من الشرق الأوسط أو تتحول نحو آسيا، إلا أن خطابه الذي ألقاه في القاهرة عام 2009 أظهر طموحا كبيرا لتحويل العلاقات بين الولايات المتحدة والعرب. ففي حين اعتبر البعض أن رد فعله على "الربيع العربي" يظهر انعدام الخبرة، رأى هو فيه فرصة لتغيير العقد الاجتماعي بين حكومات الشرق الأوسط ومجتمعاتها. إلا أنه في الآونة الأخيرة أشار إلى الدول العربية كـ"منتفعة مجانا"، وهي وجهة نظر رجعية لأن القادة العرب، وخصوصا السعوديين وشركاء آخرين في الخليج أطلقوا المزيد من المبادرات وتولوا مسؤوليات إضافية في السنوات القليلة الماضية.

الحلول الأمريكية 

وأشارت إلى أن أوباما يعتقد أن بعض مشاكل المنطقة ليست قابلة للحلول الأمريكية، فبعض القضايا الوجودية لا يمكن معالجتها إلا من قبل الشرق أوسطيين أنفسهم. ولا ينبغي أن يساء تفسير الأمر على أنه لا مبالاة أو عدم التزام، ولكن إدارته تريد أن تتحمل المنطقة المزيد من المسؤولية في مشاكلها. ويقينا أن الولايات المتحدة لا تزال تحتفظ بشراكات أمنية في المنطقة، ولكن هذه العلاقات معقدة، فهي ليست عبارة عن اتفاقيات دفاع متبادلة وملزمة - مماثلة لتحالفات "منظمة حلف شمال الأطلسي" ("الناتو") أو التحالفات الأمريكية في آسيا.

وقالت لايبسون: "في سوريا، إن المداولات السابقة حول ما إذا كان اللجوء إلى القوة ردا على استخدام نظام الرئيس السوري بشار الأسد للأسلحة الكيماوية، قد تم تحديدها من خلال رفض الرئيس الأمريكي إطلاق حملة عسكرية أخرى في بلد مسلم في ظل عدم وجود خارطة طريق للمرحلة التي تلي التدخل. أما اليوم، فيُنظر إلى هذا المنطق من منظور مختلف، فقرار الامتناع عن التدخل بقوة أكبر في عام 2013 يبدو الآن مكلفا".

وأشارت إلى أنه وعلى نطاق أوسع، تتخطى مسؤوليات الولايات المتحدة في الشرق الأوسط المصالح المعلنة لأي دولة في المنطقة. فإذا كان الاستقرار الكلي هو الهدف الأساسي، فيجب على واشنطن أن تسعى إلى تحسين العلاقات بين الدول العربية وإيران على المدى الطويل، على الرغم من أن إيلاء الكثير من التركيز على هذه الجهود في الوقت الراهن قد يؤدي إلى نتائج عكسية.

وخلصت الباحثة إلى أن أهمية السياسات في المنطقة كانت آخذة في التراجع ببضع درجات؛ بسبب استقلال الولايات المتحدة المتزايد في مجال الطاقة. وفي المستقبل، ربما تقبل واشنطن مخاطر أكبر في الشرق الأوسط، وسيكون تدخلها في المنطقة أقل ترجيحا.
 
أوباما مفكرا استراتيجيا

أما بالنسبة للباحث في "معهد هدسون"، مايكل دوران، فإن أوباما هو مفكر استراتيجي، وقد ارتكز جزء كبير من عملية تفكيره الخاصة بالشرق الأوسط على تقييمين: أن المنطقة ليست ذات أهمية استراتيجية حيوية للولايات المتحدة، وأن أمن إسرائيل لا يشكل مصدر قلق بالغ الأهمية بالنسبة لواشنطن. وفي حين سعى الرؤساء السابقون إلى تعزيز وضع الحلفاء في وجه الخصوم، ينظر أوباما إلى الخصوم، وبشكل رئيسي إيران وروسيا، على أنهم من أصحاب المصلحة الإقليمية المشروعين.

وقال دوران لقد كان الاتفاق النووي الإيراني جزءا من الجهد المبذول للعمل مع هؤلاء الخصوم من أجل تحقيق الاستقرار في الشرق الأوسط وتقليل التزامات الولايات المتحدة في المنطقة. وقد اختار البيت الأبيض عدم إجبار إيران وروسيا على دفع ثمن أنشطتهما في سوريا، ويعود ذلك جزئيا إلى الأولوية التي منحها للمفاوضات النووية. ولكن بالرغم من أن «خطة العمل المشتركة الشاملة» قد تمنع إيران من امتلاك السلاح النووي لمدة عشر سنوات إلى خمس عشرة سنة، إلا أن هذا ليس سوى تأخير مؤقت في أحسن الأحوال، وسيكون على حساب سباق التسلح النووي في المنطقة.

وأشار إلى أنه وبشكل مماثل يعكس "الخط الأحمر المتعلق باستخدام الأسلحة الكيميائية" الذي أُعلن في عام 2013 اعتراف الإدارة الأمريكية بالمصالح الإيرانية في سوريا. إذ لم يرغب أوباما باستخدام القوة؛ لأنه اعتقد أنها ستهدد التقدم الذي يعمل على إحرازه مع الإيرانيين. وبدلا من ذلك كتب رسالة إلى المرشد الأعلى الإيراني وحجب المساعدات عن الجماعات المعارضة السورية، الأمر الذي ساعد على تغيير ميزان القوى لصالح نظام الأسد وطهران.

وأكد دوران أن استراتيجية الرئيس الأمريكي تطرح إشكالية؛ لأن روسيا وإيران تقوضان بنشاط مصالح الولايات المتحدة وحلفائها في الشرق الأوسط. ونتيجة لذلك، لن تستقر المنطقة بما يكفي لانسحاب الولايات المتحدة منها، وسيستمر نظام التحالف الأمريكي في التراجع. وفي المقابل، يزداد التحالف الروسي الإيراني قوة، وهو يمثل أكبر تحوّل في المنطقة، بينما لا تخصص واشنطن موارد كافية لاحتواء هذا التهديد.

وشدد على أن شبكة المليشيا الإيرانية الآخذة في التوسع، التي تستند على نموذج «حزب الله»، توفر وسيلة رخيصة لتقويض خصومها. فالسعوديون والأتراك والإسرائيليون لا يمتلكون أصولا كافية لمكافحة هذه الشبكة بشكل فردي، كما أن انقساماتهم المشتتة تمنعهم من مواجهة التحالف الإيراني الروسي بشكل مشترك. وبالتالي، فإن وضع الولايات المتحدة هو الأفضل لتنسيق البعثات والتحالفات من أجل معالجة هذا التهديد وترتيب نظام إقليمي مستقر. وتستلزم إعادة التوازن حلفاء أقوياء، وسيتوجب على الرئيس الأمريكي القادم تعزيز العلاقات الأمريكية في المنطقة، وعكس الفكرة القائلة بأنه لا يمكن لواشنطن استخدام القوة العسكرية بشكل فعّال.

الشرق الأوسط أقل أهمية 


أما مايكل ماندلباوم، وهو بروفيسور "كريستيان أ. هيرتر للسياسة الخارجية الأمريكية"، فيؤكد أن الشرق الأوسط أصبح أقل أهمية بالنسبة للولايات المتحدة، يُعتبر الشرق الأوسط حاليا أقل أهمية نسبيا مما كان عليه بين العامين 1989 و2014. فخلال تلك الفترة ما بعد "الحرب الباردة"، كانت أوروبا وشرق آسيا تشهدان فترة سلام إلى حد كبير، الأمر الذي سمح لواشنطن بتخصيص المزيد من الموارد والاهتمام للشرق الأوسط. لكن الوضع مغاير حاليا، فالتحديات الاستراتيجية الجديدة تتطلب إيلاء الاهتمام لشرق آسيا وأوروبا وأجزاء أخرى من العالم، ما سيتطلب بلا شك إعادة تخصيص الموارد في المستقبل.

ويرى ماندلباوم أن هناك ثلاثة عوامل رئيسية تثير قلق الولايات المتحدة في الشرق الأوسط وهي: منع أي بلد منفرد من فرض هيمنته، ومنع الانتشار النووي، والحفاظ على الوصول العالمي إلى النفط في المنطقة. وعلى الرغم من أن التكنولوجيا الجديدة جعلت الولايات المتحدة أقل اعتمادا على موارد الطاقة في الشرق الأوسط، إلا أن اليابان وأوروبا الغربية لا يزالان يعتمدان عليها، ولذلك فإن الحفاظ على علاقات الولايات المتحدة مع هؤلاء الحلفاء المقربين من واشنطن سيتطلب على الأرجح الاستمرار في إعطاء الأولوية لأمن النفط في المنطقة. ومن جانبها، لا تزال إسرائيل بحاجة إلى مساعدة في مكافحة الانتشار النووي بين جيرانها.

واستدرك بالقول إنه في حين يشكل تنظيم «الدولة الإسلامية» التهديد الرئيسي بالنسبة للأمريكيين في المنطقة، إلا أن إيران هي الخطر الرئيسي الذي يهدد مصالح الولايات المتحدة والتزاماتها في الشرق الأوسط، فهي دولة انتقامية تسعى إلى الهيمنة الإقليمية، وتبقى مصدر قلق فيما يتعلق بانتشار الأسلحة النووية. ووفقا لذلك، فإن احتواء إيران يجب أن يكون الهدف الرئيسي لواشنطن في المنطقة.

وأكد ماندلباوم أنه حتى لو لم تكن لدى الولايات المتحدة مصلحة في الأساس النظري الكامن وراء الصراعات الطائفية في المنطقة، فالحقيقة هي أن معظم حلفائها هناك هم من الحكومات السنية. وبالتالي، يمكن لعملية الحفاظ على هذه التحالفات أن تكون صعبة؛ لأن بعض الشركاء السنّة غير قادرين على تخصيص قوات للقتال على الأرض أو مترددون في القيام ذلك، ما يعقّد هدف إدارة أوباما القائم على مواجهة تنظيم «الدولة الإسلامية» من دون تدخل بري أمريكي كبير. 

ومن غير المرجح أن تقوم الدول السنية بشكل خاص بالتزامات مماثلة، في الوقت الذي لا تثق فيه بجهود واشنطن للتفاوض مع إيران حول دورها الإقليمي. كما أن قيام روسيا بمواءمة أهدافها مع طهران والائتلاف الشيعي الأوسع يزيد من تعقيد أي تدخل عسكري أمريكي واسع النطاق على الجانب السني. أما المشكلة الأخرى، فهي افتقار إدارة أوباما لاستراتيجية واضحة للمرحلة التي تلي هزيمة «داعش»، الأمر الذي يطرح خطر نشوء جماعة إسلامية متشددة جديدة تحل محل التنظيم.

وختم حديثه بالقول إن أوباما يراعي أولئك الذين يعارضون قوة الولايات المتحدة، لكنه أقل مراعاة للذين يعتمدون على القوة الأمريكية. بيد أنه تتمتع المصداقية بأهمية كبيرة عند مواجهة الخصوم الاستراتيجيين. 

إن مسيرة أوباما السياسية السابقة قد تبلورت برمتها تقريبا في عصر كانت الولايات المتحدة تفتقر فيه إلى الخصوم الاستراتيجيين، وبالتالي لم يتكيف جيدا مع ظهور هؤلاء الخصوم في هذا العصر الجديد.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
 
عقيدة أوباما
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» عقيدة أوباما: حول دور أميركا العالمي
»  مبشرات النصر: عقيدة لا تحليل
» عن عقيدة القتل بلا هوادة والتخريب بلا توقّف
» إعدام باراك أوباما؟
» عقيدة الضاحية.. نهج الانتقام الإسرائيلي من لبنان إلى غزة

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى الشنطي :: مواضيع ثقافية عامة :: مقالات-
انتقل الى: