الإثنين 21 يناير 1991
يوم (5) عمليات
الأحداث السياسية
قال وزير الدفاع الأمريكي، ديك تشيني : " يمكن أن يدوم الأمر أسابيع. كما يمكن أن يدوم عدة أشهر. كنا حذرين جداً؛ ولم نقل أن الحرب ستنتهي في 27 يوماً، أو في 14 يوماً، أو خلال 6 أشهر ".
طلب رئيس الأركان الإسرائيلي، دان شمرون، من المواطنين الإسرائيليين، الاستعداد لمواجهة مزيد من الهجمات، بالصواريخ العراقية، وذلك بعد 48 ساعة، من عدم تعرض إسرائيل لأي هجمات، بالصواريخ، من جانب العراق.
رفض العراق مبادرة سوفيتية، تهدف إلى وقف إطلاق النار، فور انسحاب العراق من الكويت. وأذاعت بغداد، أن الرئيس العراقي، صدام حسين، رد على رسالة من الرئيس السوفيتي، ميخائيل جورباتشوف، في هذا الشأن، بالقول: " إن مبادرتك، يجب أن توجه إلى الرئيس الأمريكي، جورج بوش ".
أعلنت إذاعة بغداد، أن مجلس قيادة الثورة، " قرر إلغاء كل المواثيق والاتفاقات، المعقودة بين العراق والمملكة العربية السعودية، اعتباراً من تاريخ 17 يوليه عام 1968، وحتى الوقت الحاضر، وأياً كان موضوع الوثائق ". وتشمل هذه الاتفاقات معاهدة عدم اعتداء بين البلدين، ومعاهدة أمنية.
كرد فعل لِما أعلنته إذاعة بغداد، أن سجناء الحرب، من طياري قوات التحالف، سيوضعون في مَواقع إستراتيجية، أعلن وزير الدفاع الأمريكي، ديك تشيني : " أن كلاًّ من الولايات المتحدة الأمريكية، والعراق، ملتزم بالاتفاقات الدولية، الخاصة بمعاملة أَسْرَى الحرب؛ وهذا التصعيد، يُعَدّ جريمة حرب ".
أعلن الرئيس الأمريكي، جورج بوش، " إن احتجاز رجال القوات الجوية المتحالفة، في المَواقع الإستراتيجية، واستخدامهم، كدروع بشرية، لن يُغيّر من استمرار الحرب. والرئيس العراقي، صدام حسين، مسؤول عن مصير سجناء الحرب ". وحذَّر الرئيس الأمريكي العراق، من أن المعاملة الوحشية، تُعَدّ انتهاكاً لاتفاقات جنيف، التي تحكم معاملة أَسْرَى الحرب. واستدعت واشنطن القائم بالأعمال العراقي، وسلمته رسالة شديدة اللهجة، للاحتجاج على المعاملة السيئة لأسرى الحرب، والتي تتناقض مع اتفاقية جنيف.
أجرى الرئيس المصري، حسني مبارك، اتصالات بخادم الحرمين الشريفين، الملك فهد بن عبدالعزيز؛ والرئيس الأمريكي، جورج بوش؛ والرئيس الفرنسي، فرانسوا ميتران؛ ورئيس وزراء بريطانيا، جون ميجور، في سعي إلى تأمين صدور قرار عن مجلس الأمن، يدعو إلى وقف النار، في الخليج، إذا أبدى العراق موقفاً إيجابياً، بقبول قرارات المجلس.
أكّد نائب وزير الخارجية الأمريكية، لورانس أيجلبرجر، أنه يعترف بحق إسرائيل في الدفاع عن نفسها، وأن الولايات المتحدة الأمريكية، تقف مع إسرائيل، ضد العدوان العراقي.
انتقد وزير الدفاع السوري، العماد مصطفى طلاس، الرئيس العراقي، صدام حسين، " حمق " سلوكه، في ادعائه مهاجمة إسرائيل، من دون دعم، عربي وخليجي.
وجه الرئيس الليبي، العقيد معمر القذافي، إلى القادة العرب، رسالة، عبر وكالة الجماهيرية للأنباء، يقترح فيها المبادرة السريعة إلى مسعى مشترك، لدى مجلس الأمن، لوقف الحرب، في الخليج. وقالت الوكالة، إن الرائد عبدالسلام جلود، أبلغ السفراء العرب هذه الرسالة. وقال الرئيس الليبي، في رسالته: " لا يجوز، انطلاقاً من المسؤولية القومية، أن نبقى متفرجين على تدمير العراق والكويت معاً، وتوسيع دائرة الحرب، وتدمير إمكانات العرب وقدراتهم، الاقتصادية والعسكرية ".
ذكرت مجلة " نيوزويك " الأمريكية، أن الرئيس الأمريكي، جورج بوش، وافق على خطة لإرسال وحدات برية، في هجمات شاملة على أجنحة القوات العراقية، في العراق والكويت. وأشارت المجلة إلى أن الهجوم البري، قد يتأجل بعض الوقت، وأنه يشمل تحركاً داخل العراق.
الأحداث العسكرية
صرح وزير الدفاع الأمريكي، ديك تشيني، أن الضباب الكثيف، بطَّأ الهجمات الجوية، ولم يوقفها. وأن القوات الجوية المشتركة، حققت تفوقاً جوياً على العراق، كما حققت تقدماً ملحوظاً، في تحييد صواريخ سكود ( SCUD-B )، والقدرات النووية والكيماوية والبيولوجية، العراقية.
نفذت طائرات دول التحالف، حتى نهاية اليوم، 8323 طلعة جوية. منها ما يقرب من 510 طلعات جوية اضطلعت بها القوات الجوية السعودية.
أعلن متحدث عسكري سعودي، أنه في الساعة العاشرة، من مساء اليوم، أطلق العراق صاروخاً من نوع سكود ( SCUD-B )، في اتجاه المنطقة الشرقية. وقد أمكن اكتشافه ومتابعته، إلى حين سقط في مياه الخليج العربي.
أعلنت وزارة الدفاع الأمريكية، أن العراق، أطلق، حتى الآن، 12 صاروخاً، من نوع سكود ( SCUD-B )، ضد الرياض والظهران، في المملكة العربية السعودية، أطلق، لاعتراضها في الجو، 35 صاروخاً، من نوع باتريوت ( Patriot )، التي نجحت في تدمير معظمها. وكان معظم الإصابات من شظايا الصواريخ المدمرة.
نظراً إلى إطلاق العراق صواريخ سكود ( SCUD-B )، ضد إسرائيل والمملكة العربية السعودية، فقد خصص جزء من المجهود الجوي، لهذا اليوم، ضد مواقع الصواريخ العراقية. فحدِّدَت مواقع عشر منصات إطلاق، دمِّر منها ثلاث.
ألغيت طلعات طائرات جاجوار ( Jaguar )، لسوء الأحوال الجوية، فوق منطقة الأهداف.
للمرة الأولى، أطلق، اليوم صاروخ كروز ( Cruise )، من غواصات، في البحر الأحمر، ضد أهداف عراقية.
هاجمت طائرات البحرية الأمريكية، أهدافاً عراقية، وصفت بأنها " محصنة جداً، وذات نشاط صناعي، غرب بغداد "، بالطائرات، من نوعي ( A-6 ) و( A-7 )، باستخدام صواريخ " سلام " ( STAND OFF LAND ATTACK MISSILE: SLAM )؛ إذ حددت الطائرات، من نوع ( A-7الأهـداف، بأشعـة الليـزر، في حين أطلقـت الصواريـخ الطائـرات، من نوع (INTRUDER) (A-6) .
قررت وزارة الدفاع الأمريكية، أن يكون اتجاه المجهود الرئيسي، لطلعات طائرات القوات المتحالفة، هو "رصـد أماكن جميع الصواريخ العراقية، خصوصاً صواريخ سكود ( SCUD-B )، والقضاء عليها. وذلك بعد أن بدأ الطيران بتركيز جهوده ضد وحدات الحرس الجمهوري وتشكيلاته. وواضح مغزى هذا القرار، فعلى الرغم من أن تأثير هذه الصواريخ، لا يغير من النتائج التدميرية، في مسرح العمليات، إلى الحد، الذي يستحق معه اصدار هذا القرار، إلا أنه، في الواقع، يهدف إلى مضمون سياسي، في الدرجة الأولى، ألا وهو عدم اعطاء إسرائيل الذريعة، للدخول في الحرب ضد العراق، مما قد يتسبب باحراج الدول العربية، المشتركة في التحالف، وقد يؤدي إلى نتائج سلبية للحرب برمتها.
عجزت وسائل الاستطلاع عن استكشاف نتائج الضربات الجوية، ضد الأهداف المختلفة، في العراق والكويت، بسبب سوء الأحوال الجوية، والضباب الكثيف، فوق مناطق الأهداف.
أدى القصف الجوي لقوات التحالف، إلى دمار هائل، في مختلف المواقع العسكرية العراقية، في العراق والكويت. وقد تحولت مرافق مدينة بغداد، إلى أنقاض، بتأثير القصف، الذي تشترك فيه مئات الطائرات، من دول التحالف.
بلغ عدد طلعات القوات الجوية للتحالف، منذ بداية القتال، 8323 طلعة. نفذ منه 3 آلاف طلعة، خلال الأربع والعشرين ساعة الأخيرة. وأسقطت 5 طائرات عراقية.
أعلن متحدث عسكري مصري، أن عدداً من الجنود العراقيين، في الكويت المحتلة، استسلم إلى القوات المصرية، في منطقة حفر الباطن.
بدأت القوات البحرية البريطانية، في شمالي الخليج العربي، أولى عملياتها القتالية، بالاشتراك مع البحرية الأمريكية، في مطاردة زوارق الدورية العراقية وتدميرها.
أعلن قائد القوات المركزية الأمريكية، في الخليج، الجنرال نورمان شوارتزكوف، تدمير 16 منصة متحركة، لإطلاق صواريخ سكود ( SCUD-B )، إضافة إلى المنصات الثابتة.
البيانات العسكرية لقيادة القوات المشتركة ومسرح العمليات
اُنظر البيانين العسكريين الرقمين (4) و(5).
الثلاثاء 22 يناير 1991
يوم (6) عمليات
الأحداث السياسية
طالب زعماء الكونجرس الأمريكي، بضرورة استمرار عمليات القصف الجوي المكثف، ضد العراق، قبل البدء بشن الهجوم البري ضده.
عقد مارلين فيتزووتر، الناطق باسم البيت الأبيض، مؤتمراً صحفياً، قال فيه، إن الرئيس الأمريكي، جورج بوش، أوفد ريتشارد آرميتاج ( Richard Armitage )، إلى الأردن، كمبعوث خاص، للتشاور مع العاهل الأردني، الملك حسين، وغيره من المسؤولين الأردنيين، ليبحث مع العاهل الإردني نفسه، وجهات نظره، والوضع في المنطقة. وقال فيتزووتر: إن الرئيس الأمريكي مهتم اهتماماً خاصاً، بوضع اللاجئين. وإن آرميتاج، سيقف على المشكلة، ومدى اتساعها، ويتعرّف ما يمكن واشنطن أن تساعد عليه، فضلاً عن تحليل العاهل الأردني للوضع.
أكّد الرئيس المصري، حسني مبارك، للصحفيين، أنه لا بد أن ينسحب العراق من الكويت، لأنه من دون الانسحاب، لن نستطيع أبداً، أن نقنع المجتمع الدولي بوقف الحرب. وقال: إننا لا نستطيع، اليوم، أن نعلن مبادرة لوقف إطلاق النار. فمن سيسمع لهذا الكلام؟ ومن سيقبله؟ موضحاً أن وقف إطلاق النار، وبقاء القوات العراقية في الكويت، سيكون مخالفاً للقرار، الذي أصدره مجلس الأمن.
نفى الرئيس المصري، حسني مبارك، إمكانية طرح مبادرة مصرية جديدة، لوقف إطلاق النار، في الخليج، ما دام العراق لم يقرر الانسحاب من الكويت. ورأى أن ضرب العراق إسرائيل، بالصواريخ، هو " موضوع غريب، استهدف توريط مصر والأردن وسورية والأمة العربية كلها ".
دعا الرئيس الرئيس السوفيتي، ميخائيل جورباتشوف، الرئيس العراقي، صدام حسين، إلى تنفيذ قرارات مجلس الأمن، لوقف الحرب في الخليج. وقال: " نحن معنيون بالنزاع، بسبب الموقف اللامسؤول لصدام حسين ".
حظرت بريطانيا على العراقيين دخول أراضيها، وقررت عدم تمديد العمل بالتأشيرات للعراقيين، " لأسباب أمنية، وطنية "، متعلقة بالحرب في الخليج. وفي غضون شهر، طردت بريطانيا 60 عراقياً، وأوقفت 70 آخرين، مقدِّرة أنهم يهددون الأمن القومي. كما أن كندا والولايات المتحدة الأمريكية، وفرنسا واليونان، اتخذت إجراءات مماثلة، وسط هاجس الإرهاب الدولي. وأقدمت إيطاليا، كذلك، على طرد 10 موظفين، من السفارة العراقية في روما.
الأحداث العسكرية
هاجمت أربع طائرات، من نوع (Intruder) ( A-6 )، سفينة عراقية، كانت تزرع الألغام في مياه الخليج، وأغرقتها. كما هوجمت 3 سفن عراقية أخرى، وأغرقت إحداها.
شاركت، للمرة الأولى، طائرات قطرية، ضمن قوات التحالف، ضد أهداف عراقية.
لا يزال سوء الأحوال الجوية، يؤثر في عملية حصر النتائج، بعد توجيه الضربات الجوية. إلا أن مدير العمليات، في هيئة أركان الجيش الأمريكي، الجنرال توم كيلي، أفاد بأن 80 % من الغارات الجوية، كانت ناجحة، وأن القيادة المركزية راضية عن التقدم، الذي تحرزه القوات الجوية لدول التحالف. وقد تسبب هذا التصريح بإحداث بعض الجدل، في الأوساط الإعلامية. ولم يوجد لدى الجهات الرسمية، ما يوثق ويؤكد هذه النسبة، التي حددها مدير العمليات.
أفادت مصادر عسكرية غربية، أن طائرات دول التحالف، شنت غارات مكثفة على مدينة البصرة، التي تعد مركز قيادة عمليات القوات العراقية، في الكويت. وقالت وكالة الجمهورية الإسلامية للأنباء الإيرانية، إن عدداً كبيراً من المقاتلات، شارك في قصف البصرة، وإن نيران الدفاعات الجوية، كانت تُسمَعُ، بوضوح، في منطقة شلامجة الإيرانية. كما اهتزت الأبنية، في مدينة خور مشهر، على بعد 40 كم، من البصرة، على الضفة الأخرى لشط العرب، من جراء شدة الانفجارات.
هاجمت الطائرات، من نوع جاجوار ( Jaguar ) الفرنسية ـ البريطانية الصنع، للمرة الرابعة، قاعدة بحرية عراقية، جنوبي الكويت. وقد بدأ الطيران الفرنسي المرحلة الثانية من الهجوم، الذي يستهدف القدرة العراقية. ولم تشارك الطائرات الفرنسية، من نوع ( Mirag-2000 ) بعد، في شن الهجمات، ضد الأهداف العراقية، في العراق أو الكويت، لوجود نظائرها لدى الجانب العراقي.
هاجمت الطائرات الأمريكية أهدافاً عراقية، في الشمال، انطلاقاً من قاعدة " إنجرليك "، في جنوبي تركيا. واشتركت في الضربة 31 طائرة مقاتلة، وثماني طائرات " صهريج "، وطائرة من نوع أواكس ( AWACS ). وقد هبطت بالقاعدة نفسها، في الصباح، بعد تنفيذ مهمة ليلية، استغرقت ثلاث ساعات. ويظن أنها استهدفت منصات اطلاق صواريخ سكود ( SCUD-B )، والمطارات، ومنشآت أخرى، في شمالي العراق. ويلاحظ أن معدل الطلعات من هذه القاعدة، بلغ 80 طلعة جوية، يومياً.
أنشئت ثماني حظائر خرسانية، للطائرات، على عجل، منذ اندلاع أزمة الخليج، في منطقة " باتمان "، في تركيا، والواقعة على مسافة 120 كم، من الحدود العراقية. وتستوعب الواحدة منها عدداً يراوح بين طائراتين و3 طائرات، وقد وصلت إلى المطار نفسه، 20 طائرة عمودية أمريكية. كما نقلت طائرات نقل، من نوع ( C-130 ) كميات من المؤن والذخيرة، إلى القاعدة، التي تحيط بها بطاريات صواريخ مضادة للطائرات.
نشر حلف شمال الأطلسي 42 طائرة نفاثة، ألمانية وبلجيكية وإيطالية، في قاعدتي " ديار بكر " و" ارهاك " الجويتين، في تركيا، لتكون قوة ردع، إضافة إلى وجود أسراب من الطائرات، التابعة لسلاح الطيران التركي.
نصبت القوات الأمريكية، صواريخ باتريوت ( Patriot )، في قاعدة " إنجرليك " التركية، التي نفذت منها الطائرات الأمريكية نحو 400 طلعة جوية، في اتجاه العراق، منذ خمسة أيام مضت.
صرحت مصادر بريطانية، أن الطيران البريطاني، نفذ 400 طلعة جوية، منها طلعات هجومية، وطلعات للدعم والإسناد، وطلعات تمثل دوريات، فوق مياه الخليج.
فاق عدد الطلعات الجوية لقوات التحالف، منذ بداية القتال، 10 آلاف طلعة، أسهمت القوات الجوية السعودية فيها، بنحو 608 طلعات.
أعلن متحدث عسكري سعودي، أن العراق، أطلق سلسلة جديدة من صواريخ سكود ( SCUD-B )، أرض / أرض على الرياض والظهران، في المملكة العربية السعودية. ففي الساعة 3.45، من صباح اليوم، أطلق العراق صاروخين، من نوع سكود، في اتجاه منطقة الرياض، فدمِّر أحدهما فوق مدينة الرياض، أما الثاني، فلا يزال البحث جارياً، للحصول على معلومات عن احتمال سقوط بعض القطع منه، بعد تدميره. كما أطلق العراق، صباح اليوم نفسه، ثلاثة صواريخ، من النوع نفسه، على المنطقة الشرقية، أمكن اكتشافها، وتدمير أحدها، ومتابعة الصاروخين الآخرين
أطلق العراق 3 صواريخ، من نوع سكود ( SCUD-B )، على إسرائيل. أُطلق الصاروخ الأول، في الساعة الثامنة والنصف مساءً. وأدى إلى مقتل إسرائيلي، وإصابة 60 آخرين. وأُطلق الصاروخ الثاني، في الساعة التاسعة مساءً، وسقط في منطقة سكنية، في تل أبيب. وأدى إلى مقتل ثلاثة، وإصابة 96 آخرين. أما الصاروخ الثالث، فسقط، في العاشرة مساءً، ولم ينتج منه أي أضرار . وكان المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، الجنرال نحمان شاي ( Nachman Shai )، قد صرح، أن صاروخين، من نوع سكود، كانا موجهّين إلى إسرائيل. ولم يذكر مكان سقوطهما، أو أي نتائج عن الخسائر. وأفادت شبكة ( N.B.C ) الأمريكية، أن صاروخ سكود، أصاب ثلاث بنايات، وأدى إلى عدد كبير من الإصابات.
أعلن مسؤول عسكري فرنسي، أن ضربات قوات التحالف، حققت أكبر نجاح ضد أجهزة المراقبة والرادارات العراقية. وأضاف أنه دمِّر نصف منصات إطلاق صواريخ سكود ( SCUD-B )، المتحركة والثابتة، والبالغ عددها 80 منصة.
أسقطت طائرة أمريكية، من نوع ( A-10 )، خلف خطوط القوات العراقية. وعمدت طائرة عمودية، ترافقها طائرتان مقاتلتان للحماية، إلى البحث عن الطيار، الذي حدد مكانه بواسطة جهاز، كان يحمله. وأمكن إنقاذه، في عملية، استغرقت أربع ساعات.
بلغت خسائر طائرات قوات التحالف 18 طائرة، منها 15 طائرة أمريكية، في اشتباكات مع الطيران العراقي، و4 طائرات بريطانية، وطائرة كويتية واحدة، وطائرة إيطالية واحدة.
بلغ عدد الطائرات العراقية، التي دمرت، منذ بداية الحرب، 17 طائرة.
فقد 25 جندياً، تابعون للقوات المتحالفة، خلال العمليات العسكرية ( 14 أمريكياً، و8 بريطانيين، وإيطاليان اثنان، وكويتي واحد ).
نفذت عناصر من القوات العراقية، إنزالاً بحرياً، في منطقة قريبة من منطقة الخفجي السعودية. وتصدت لها القوات البحرية للتحالف، وأسرت منها 23 عراقياً.
أغرقت القوات البحرية الأمريكية ناقلة نفط عراقية، كانت تقف إلى جوار منصة نفط، مما أدى إلى اشتعال المنصة.
أعلن متحدث عسكري أمريكي، أن هناك دلائل واضحة، على أن العراق، بدأ بنسف وتدمير المنشآت النفطية الكويتية. وقد أظهرت الصور الجوية، أن العراق، فجر بعض آبار النفط، وخزانات الوقود، في حقل الوفرة الكويتي، لإحداث سحابة، تمنع الطيران الأمريكي من مواصلة الإغارة، ولخداع صواريخ باتريوت ( Patriot )، كذلك، التي تنطلق نحو مصدر الحرارة.
البيانات العسكرية لقيادة القوات المشتركة ومسرح العمليات
اُنظر البيانين العسكريين الرقمين (5) و(6).
البيانات العسكرية العراقية
أعلن العراق، أن دفاعاته الأرضية، أسقطت 18 هدفاً جوياً، ما بين مقاتلات وصواريخ، خلال الغارات، التي شنتها قوات الحلفاء على أهداف، عسكرية وإستراتيجية، في العراق.
أعلن متحدث عسكري عراقي، أنه أسقط أكثر من 178 طائرة للقوات المتحالفة، منذ بداية الحرب الجوية.
أعلن متحدث عسكري عراقي، أن غارات القوات الجوية للتحالف، قتلت 40 شخصاً، من المدنيين، و31 جندياً عراقياً.
الأربعاء 23 يناير 1991
يوم (7) عمليات
الأحداث السياسية
أكّد وزير الخارجية السوداني، علي أحمد سحلول، في لقائه السفير المصري في الخرطوم، أن التجاوزات، التي حدثت في مظاهرات يوم 19 يناير، في الخرطوم، ضد قيادة وشعب مصر، لا تعبر عن رأي الحكومة والشعب السودانيين. وقال إن الحكومة السودانية، ترفض هذه التجاوزات.
اأحداث العسكرية
أكّدت وزارة الدفاع السوفيتية، أن الرئيس العراقي، صدام حسين، أمر بإعدام قائد سلاح الدفاع الجوي العراقي، وكبار قادة سلاح الجو، والدفاع الجوي العراقي، رمياً بالرصاص، بعد الخسائر الكبيرة، التي منيت بها القوات العراقية، في الحرب ضد القوات المتحالفة.
أعلن وزير الدفاع، ورئيس هيئة الأركان المشتركة الأمريكية، أن القصف الأمريكي، شل قدرة العراق على إنتاج أسلحة، نووية وبيولوجية وكيماوية، وأن الغارات الجوية، التي شنتها طائرات دول التحالف، دمرت تماماً مفاعلين نوويين عراقيين. كما عطلت جميع القواعد الجوية العراقية، وتقلصت قدرة العراق على تكرير النفط، إلى النصف، مما أدى إلى وقف بيع الجازولين في البلاد.
صرح مساعد مدير عمليات القيادة المركزية، جنرال هارث، أن الأجواء، العراقية والكويتية، أصبحت مفتوحة، أمام طائرات الحلفاء، بعد " تحييد " القوة الجوية العراقية، وأن قوات الحلفاء، تدمِّر تدريجاً، القوة، الإستراتيجية والعسكرية، والهياكل الأساسية، للعراق، بهدف تدمير القيادة المركزية للرئيس العراقي، صدام حسين. كما دمِّرت مولدات الطاقة الكهربائية، في بغداد، وفي بعض المدن الرئيسية الأخرى، إضافة إلى استمرار الهجمات على أهداف، كيماوية ونووية وبيولوجية، ومراكز تجمعات القوات المسلحة العراقية. وأن التفوق الجوي لقوات الحلفاء، يمنح قوات التحالف قدراً من المرونة، وإحراز المبادأة.
أعلن مدير العمليات، في هيئة أركان الجيش الأمريكي، الجنرال توم كيلي، أن طائرات التحالف، نفذت نحو 12 ألف طلعة جوية، ضد الأهداف العراقية، في العراق والكويت المحتلة، منذ اندلاع الحرب، بمعدل نحو ألفي طلعة، يومياً. وأن الطيران الأمريكي، نفذ نحو 85 % من إجمالي عدد الطلعات، ونفذت القوات الجوية السعودية منها 765 طلعة ناجحة.
بلغ إجمالي خسائر طائرات دول التحالف، 22 طائرة، منها 15 طائرة، أصابتها الدفاعات الأرضية العراقية، و7 طائرات لأعطال فنية، وفي الوقت نفسه، دمِّرت 17 طائرة عراقية، خلال القتال الجوي.
دافع رئيس لجنة القوات المسلحة في مجلس النواب الأمريكي، النائب لي أسبن، عن أسلوب معالجة نتائج الغارات الجوية لدول التحالف. وقال إنها " لا تتعمد اخفاء النتائج، ولكنها مجبرة على اخفاء بعض المعلومات عن الشعب الأمريكي، من أجل سلامة الطيارين المشاركين في الحملة الجوية ". وفسّر ذلك بقوله: " اذا نُشِر تقييم لمدى الخسائر، التي أحدثتها تلك الغارات، فسيمكن تَعرّف الأهداف، التي ستعيد القوات الأمريكية الإغارة عليها. كما أن السحب والغيوم الكثيفة، تعوق الحصول على صور النتائج ".
أطلق العراق، في تمام الساعة ( 10:57 )، من مساء اليوم، الأربعاء، 23 يناير 1991، الموافق 8 رجب 1411هـ، خمسة صواريخ، من نوع سكود ( SCUD-B )، على المملكة العربية السعودية، اثنان منها في اتجاه المنطقة الشرقية، وآخران، في اتجـاه مدينة الرياض، والصاروخ الخامس، في اتجاه المنطقة الشمالية ( حفر الباطن ). وبعون الله وتوفيقه، أمكن اعتراض جميع هذه الصواريخ وتدميرها، بواسطة صواريخ باتريوت ( Patriot ). وقد أطلق العراقيون، حتى الآن، ما مجموعه 22 صاروخ سكود، على السعودية، أسقط 18 منها، وسقط الباقي، من دون أي تأثير، إمّا في البحر، أو في الصحراء.
دمرت صواريخ باتريوت ( Patriot )، المضادة للصواريخ، صاروخاً عراقياً من نوع سكود ( SCUD-B )، استهدف إسرائيل.
صرح وزير الدفاع الأمريكي، ديك تشيني، " أن كل شيء سائر على نحو جيد جداً. ولكن، علينا أن نتوقع مفاجآت، بما في ذلك ضربات جوية عراقية، وأعمال إرهابية، ومزيد من الهجمات الصاروخية ".
ذكرت وكالة الأنباء العراقية، أن الرئيس العراقي، صدام حسين، زار، اليوم، " قاطع عمليات الجبهة الجنوبية ". والتقى عدداً من القادة، وبعض أعضاء القيادة العامة، الذين أكّدوا " إن العدو، حرص، بسبب جبنه، وخشيته من المنازلة مع القوات البرية، أن يتجنب تأسيس أي تماس جدي، بينه وبين قطعاتنا البرية الباسلة. وصار ينشغل، أو يشاغل نفسه، أمام الرأي العام، بالقصف من ارتفاعات عالية. وعلى الرغم من كل الذي حشده فيه، فإن تضحياتنا في كل قواطع العمليات البرية للقوات المسلحة، يوم الثاني والعشرين من يناير، بالقصف الجوي، على سبيل المثال، وبعد أن سجل العدو أكثر من عشرة آلاف طلعة، هي بحدود التسعين شهيداً فقط. فليتغمد الله برحمته الواسعة شهداءنا الأبرار ".
اعترف الوفد العراقي في الأمم المتحدة، بأن الطلعات الجوية لقوات الحلفاء، ضد العراق، أودت بحياة 41 شخصاً، إلى جانب إصابة 188 آخرين.
بلغ عدد الطائرات العراقية، التي دمِّرت، منذ بداية الحرب، 41 طائرة، من مجموع 700.
أعلن متحدث عسكري سعودي، أنه في تمام الساعة ( 2:58 )، من صباح اليوم، دمرت قواتنا البحرية الملكية السعودية، سفينة بحرية للمعتدي، من نوع ( C-43 )، في شمالي الخليج العربي، كانت تعمد إلى زرْع الألغام، حيث رُصدت بواسطة إحدى سفن قواتنا البحرية. وقد أقلعت طائرة عمودية، من إحدى سفن القوات البحرية الصديقة، إلى موقع السفينة العراقية، وتأكّدتْ من تدميرها وغرقها. وهذا يؤكد دقة العمليات العسكرية المنسّقة للقوات العسكرية، في كافة أفرعها، البرّية، والجوية، والبحرية، والدفاع الجوي.
قصفت القوات العراقية قصفاً مدفعياً، على طول الشريط الحدودي، بين الأراضي، السعودية والعراقية والكويتية. وقد أسكتت نيران المدفعية، بدخول الليل، عندما تدخل طيران التحالف، ضد المدفعية العراقية.
البيانات العسكرية للقيادة المشتركة ومسرح العمليات
اُنظر البيانين العسكريين الرقمين (6) و(7).
البيانات العسكرية العراقية
أعلن العراق إسقاط أكثر من 178 طائرة للتحالف، بما فيها من الصواريخ.
أعلن العراق أسر أكثر من 20 جندياً من قوات التحالف.
أعلن العراق، أن 69 من المدنيين العراقيين، و31 جندياً عراقياً، قتلوا على يد القوات المتحالفة.
الخميس 24 يناير 1991
يوم (
عمليات
الأحداث السياسية
أعلن الرئيس المصري، حسني مبارك، في خطاب له، أمام مجلسي الشعب والشورى، ما عدّه " شهادة أمام التاريخ "، أو ما يمكن تسميته سيناريو لوقف حرب الخليج، وإنهاء الأزمة برمتها، إذ قال: " لا مفر، أولاً، من الانسحاب العراقي من الكويت، وفقاً لقرارات قمة القاهرة، وقرار مجلس الأمن، الرقم 660، وتوفير الغطاء العربي للانسحاب العراقي. ثم تبدأ مرحلة التشاور، بالتنسيق مع الأطراف المعنية، للتوصل إلى صيغة، تحفظ للعراق كرامته، وتضمن عيشه في أمان ".
صرح الرئيس المصري، حسني مبارك، إلى الصحفيين، عقب إلقاء خطابه أمام مجلسي الشعب والشورى، بأن تقاعس بعض الدول العربية، وصمتها على ما فعله الرئيس العراقي، صدام حسين، أدّيا إلى ما يحدث في الخليج. وقال: " لوكانت جميع الدول العربية قد وقفت إلى جانب الحق والشرعية، منذ اللحظة الأولى للعدوان، ربما لم يكن رئيس العراق قد تمادى في غيه. لكن بعض الدول كانت تقف إلى جانبه، وتناصره، وتقول إنه كان سينسحب، وله حق تاريخي. وإذا بحثنا عن الحقوق التاريخية، فسنجد أن لكل دول حقاً تاريخياً في أرض دولة أخرى، ويصبح الأمر هوجة ". وأعرب عن أسفه للتصريحات الغريبة، التي أدلى بها الرئيس اليمني، علي عبدالله صالح، وقال فيها " إن العراق ما زال صامداً، حتى الآن، وليس مثل بعض الدول التي اعتادت على الحرب الخاطفة في حرب 67، 73 ". وتساءل الرئيس: أي صمود هذا، إذا كان العراق لا يزال يتعرض كل يوم للضرب والتدمير؟ وقال: " العراق صامد، لكي يحصل صدام على زعامة. كما قالها لأحد رؤساء الدول، إن عبدالناصر هُزم عام 1956، ولكنه أصبح زعيماً عالمياً. وقال مبارك: " إنه يتعين على الرئيس اليمني أن يعرف الجغرافيا وتاريخ الشعوب وفلسفة نظام الحكم في مصر. وأرجو أن يقرأ الأخ علي عبدالله صالح التاريخ ويتمحص فيه ويدرسه بعمق ". وأكّد الرئيس مبارك، أن الحاكم المصري يحافظ على داء شعبه، وعندما يجد أن الموقف سيؤدي إلى قتل الأبرياء، فإنه يوقف القتال. وقد حدث هذا مع عبدالناصر عندما وجد أن الشعب يتعرض إلى إراقة الدماء، عام 1967، فأوقف القتال. ورداً على سؤال حول الموقف الذي تنتهجه دول المغرب الثلاث، خاصة الجزائر، أجاب الرئيس مبارك: " لقد ساعدنا الجزائر في فترة التحرير، وتعرضنا إلى العدوان الثلاثي، عام 1956، بسبب مساعدة الجزائر. ولا أريد أن أسترسل كثيراً في هذا الموضوع، لأن هناك علاقات طيبة تربطني بالرئيس الجزائري، الشاذلي بن جديد، ولعل شعب الجزائر في وقت ما يتنبه للشائعات، التي تُدس إليه، ولابد سيجئ يوم يفهم فيه أن مصر على حق، وأن مصر مع الحق. وأكّد الرئيس مبارك، " أنه لو كانت الجزائر قد تعرضت لمثل ما تعرضت له الكويت لوقفنا مع الجزائر قلباً وقالباً. وليتهم يتفهمون هذا ".
قال صاحب السموّ الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز، النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء ووزير الدفاع والطيران والمفتش العام، في المملكة العربية السعودية: " إن هدف القوات السعودية، وقوات الدول العربية والإسلامية، الصديقة، الموجودة على أراضي المملكة، هو تحرير الكويت، وإعادة الحق والشرعية إلى أهلهما الأصليين. هذا هو هدفنا، ولن نحيد عنه أبدا ً".
الأحداث العسكرية
أعلن المتحدث العسكري باسم قيادة القوات المشتركة ومسرح العمليات، أنه ما زال المعتدي مستمراً في قصف بعض المواقع الحدودية، باستخدام الرماية المتقطعة، في أوقات مختلفة، من دون تحقيق أي أضرار أو خسائر، بشرية أو مادية، لمواقعنا. وما زالت قواتنا مستمرة في التعامل مع مصادر نيران المعتدي وإسكاتها، بواسطة المدفعية والقوات الجوية المشتركة.
قررت القيادة المركزية لقوات التحالف الدولي، زيادة عدد غاراتها اليومية الجوية، على المواقع العراقية، في العراق والكويت المحتلة، بمقدار ألف طلعة، يومياً، ليصبح متوسط عدد الطلعات 3 آلاف طلعة، كل يوم.
بلغ ما نفذته طائرات قوات التحالف، 15 ألف طلعة جوية، منذ بدء حرب الخليج، بعد أن تحسنت الأحوال الجوية، وساعدت على تكثيف عدد الطلعات على الأهداف العراقية، في العراق والكويت. وبلغ عدد الطلعات، خلال الأربع والعشرين ساعة الأخيرة، ثلاثة آلاف طلعة، دمرت منشآت عدة، ومصانع عسكرية.
يركز القصف الجوي، حالياً، في وحدات الحرس الجمهوري وتشكيلاته، لتشتيته وتدمير بنيته. وقد أمكن تدمير ثلاث طائرات قاذفة بعيدة المدى، من نوع ( TU-16 )، في مخابئها.
قصفت الطائرات القاذفة، من نوع ( B-52 )، خلال الـ 48 ساعة الأخيرة، المواقع العراقية، خاصة تشكيلات الحرس الجمهوري ووحداته، في شمالي الكويت، وبعض مدن جنوبي العراق، بينها البصرة، محققة النتائج، التي كان يتوخاها القادة العسكريون. وألقت 50 طائرة، من هذا النوع، خلال هذه الفترة، أطناناً من المتفجرات، والقنابل الثقيلة، والمضادة للدروع، والمضادة للأفراد. ويذكر أن الطائرات، التي تقلع من قاعدتها، في جزيرة " دييجو جارسيا "، في المحيط الهندي، ومن قاعدة في مدينة جدة، السعودية ـ هي أكثر الطائرات، التي استخدمت، حتى الآن. كما دمرت القاذفات نفسها المطارات، وخطوط السكك الحديدية، وخزانات النفط، في مختلف أنحاء العراق. أما الأسطول الأمريكي، فأطلق 4 صواريخ كروز ( Cruise )، على مدينة البصرة.
فقدت القوات الأمريكية طائرة، من نوع ( F-16 )، خلال الساعات الأربع والعشرين الأخيرة، مما يرفع عدد الطائرات الأمريكية، التي سقطت، منذ بدء حرب الخليج، إلى 16 طائرة. وقد قفز الطيار في الخليج، وأنقذ بطائرة عمودية.
صرح قائد القوات المركزية الأمريكية في الخليج، الجنرال نورمان شوارتزكوف، أن القوات الجوية، تركز جهودها في قصف مواقع الحرس الجمهوري، لكونه القوة، التي أبقت الرئيس العراقي، صدام حسين، في السلطة، طوال هذه السنوات؛ وتدمير هذه القوات، يجعل احتمال بقائه في السلطة، ضئيلاً جداً. وأن الرئيس العراقي، يستخدم الإستراتيجية نفسها، التي استخدمها في حربه ضد ايران، وهي " استيعاب هجوم العدو، ثم اعداد هجوم مضاد ". وقد كانت إستراتيجيته الأولى، هي " التحصن وراء دفاعاته، وامتصاص الهجوم، والاستمرار في اللجوء إلى مواقع متتالية، وأنه مستعد لتحمل عدد كبير من الخسائر، في الأرواح، في قوات خطوطه الأمامية، إلى أن يحين وقت يتوقف فيه الهجوم ".
كما أفاد أن القوات المتحالفة، لم تدمر بعد، كل القوات الجوية العراقية وعلى الرغم من ذلك، فإننا نجحنا، حتى الآن، في تدمير 48 منشأة للدفاع الجوي، و14 منشأة، كيماوية ونووية وبيولوجية. وأن القوات المتحالفة، يمكنها إنهاء الحرب، في أيام، إذا أطلق العنان لقواتها العسكرية.
شنت الطائرات الفرنسية، المتمركزة في قاعدة جوية سعودية، للمرة الأولى، غارات على أهداف عسكرية، في العراق، استهدفت وحدات آلية، تابعة للحرس الجمهوري. وقد حظيت بدعم من طائرات القوات المتحالفة، كما شاركت المقاتلات، من نوع ( Mirag-2000 )، في حماية طائرات الهجوم. ونفذت الطائرات الفرنسية غارة أخرى، ضد موقع للمدفعية، في جنوبي الكويت.
أعلن متحدث عسكري سعودي، أنه في الساعة ( 12:35 )، من بعد ظهر الخميس ( اليوم )، تمكنت طائرة من نوع ( F-15 )، من القوات الجوية السعودية، من إسقاط طائرتين مقاتلتين عراقيتين، في طلعة واحدة؛ فبعد اكتشاف طائرتين، من نوع ( Mirag F-1 )، في الساعة 12.35، متجهتين من الشمال إلى الجنوب، على ارتفاع منخفض، بمحاذاة ساحل الخليج العربي، توجهت نحوهما دورية من القوات الجوية السعودية، مكونة من طائرتين، من نوع ( F-15 )، وتمكنت إحداهما من الاشتباك معهما وإسقاطهما. وعادت طائرتانا إلى قواعدهما سالمتيْن. وقد صرح مراسل، كان على متن الفرقاطة البريطانية، " لندن "، أن المقاتلة السعودية، أسقطت الطائرتين العراقيتين، قبل وصولهما إلى مسافة، تمكنهما من إطلاق صواريخهما.
صرح مصدر عسكري مصري مسؤول، أن 8 من الجنود العراقيين، في الكويت المحتلة، قد استسلموا إلى القوات المصرية، في حفر الباطن.
هروب 250 جندياً عراقياً إلى تركيا، عبر الحدود العراقية ـ التركية.
أكّد الرئيس الأمريكي، جورج بوش، والقادة العسكريون الأمريكيون، أن حرب الخليج، لن تتوقف حتى النهاية. وأوضحوا أن عملية " عاصفة الصحراء "، تسير وفق الجدول المقرر لها.
أعلن رئيس هيئة الأركان المشتركة الأمريكية، الجنرال كولين باول، أن خسائر الطائرات، لقوات الحلفاء، التي بلغت 16 طائرة، تعد ضئيلة جداً، بالنسبة إلى عدد الطلعات، الذي بلغ 15 ألف طلعة، وعدد الطائرات المشاركة، الذي راوح بين ألف وألفي طائرة.
بلغ مجموع الطائرات العراقية، التي أُسقطت في معارك جوية فقط، حتى اليوم، 26 طائرة.
أعلن رئيس هيئة الأركان العامة للقوات الفرنسية، في المملكة العربية السعودية، الجنرال ميشال روكجوفر، أن الحرب تسير حسب المسار؛ المحدد لها والهجوم الجوي، قد يستمر، لبضعة أسابيع.
في الساعة السادسة، من مساء اليوم، هاجمت طائرة عمودية، من إحدى السفن الحربية الأمريكية، كاسحتَي ألغام عراقيتيْن. ونتج من ذلك إغراق الكاسحتين، وأسْر أحد عشر بحاراً، من كل كاسحة. وأثناء عودة الطائرة، تعرضت لنيران معادية، في جزيرة " قاروة "، ونتج من ذلك اشتباك، أدّى إلى مقتل ثلاثة عراقيين، وأسْر 25 آخرين ونقل الأسرى، وعددهم 47، إلى السفينة الصديقة.
نجحت قوات التحالف الدولي، في تحرير أول بقعة من الأراضي الكويتية، بتحريرها جزيرة " قاروة "، بعد معركة بحرية عنيفة، أسر خلالها ما يزيد على 51 عراقياً.
البيانات العسكرية لقيادة القوات المشتركة ومسرح العمليات
اُنظر البيانين العسكريين الرقم (7) و(
.
البيانات العسكرية العراقية
أعلن ناطق عسكري عراقي، أنه أسقط للحلفاء أكثر من 180 طائرة وصاروخاً.
أعلن العراق أسر أكثر من 20 جندياً، من قوات التحالف.
أعلن ناطق عسكري عراقي، أن 101 من المدنيين، و90 من الجنود العراقيين، قتلوا، نتيجة غارات قوات التحالف الجوية، وصواريخ كروز ( Cruise ).
الجمعة 25 يناير 1991
يوم (9) عمليات
الأحداث السياسية
أعلن رئيس وزراء بريطانيا، جون ميجور، أنه ما زال ممكناً منع حرب برية في الخليج، إذا انسحب الرئيس العراقي من الكويت. وأكّد، في مجلس العموم، أن لا أحد يريد حرباً برية.
قال مسؤولون أمريكيون، إن الإدارة الأمريكية، تسعى إلى تأجيل مؤتمر قمة، كان مقرراً عقده، بين الرئيس السوفيتي، ميخائيل جورباتشوف، والرئيس الأمريكي، جورج بوش، بين يومي 11 و13 فبراير 1991، على أن يجتمع، بدلاً من ذلك، كل من و وزير الخارجية الأمريكي، جيمس بيكر، إلى وزير الخارجية السوفيتية، ألكسندر بيسميرتنيخ، في واشنطن.
طلب سبعة سفراء عرب، من رئيس مجلس الأمن، عقد جلسة علنية، للبحث في الأوضاع الخطرة، في الخليج. بينما طلب سبعة سفراء عرب آخرون، عدم عقد الجلسة، مما عكس مدى الانقسام العربي، في مجلس الأمن، على مبدأ وقف إطلاق النار، مؤقتاً، لتحقيق انسحاب عراقي، بالجهود الدبلوماسية.
أكّد رئيس إسرائيل، أن الهجمات العراقية، بصواريخ سكود ( SCUD-B )، خدمت المصالح الإسرائيلية، موضحاً أن هذه الهجمات، قد ضمنت لإسرائيل، أن تكون صاحبة صوت مسموع، عند تسوية الأوضاع في المنطقة، بعد إنهاء حرب الخليج.
قال الرئيس الإيراني، علي أكبر هاشمي رفسنجاني، في خطبة الجمعة، للمصلين: " إن صدام، تحدث إليّ، في رسالة العام الماضي، عن أكثر من ألف كيلومتر من الحدود البرية، و800 كيلومتر من الحدود البحرية، بين البلدين. وهذا يعني، أننا إذا ساعدنا العراق، فمعنى ذلك، أننا نوافق على بقائه في الكويت، وأن تكون لنا حدود معه، حتى مضيق هرمز، تقريباً، وأن يتحول الخليج الفارسي إلى خليج عربي. أليس هذا انتحاراً، في نظركم! ".
الأحداث العسكرية
أعلن المتحدث العسكري باسم قيادة القوات المشتركة ومسرح العمليات، أن الأنشطة العسكرية البرّية، مستمرة. فما زال المعتدي يستخدم الرماية المتقطعة، ضدّ المواقع الحدودية المختلفة. ولم ينتج منها أي خسائر، بشرية أو مادية. وأمكن إسكات مصادر نيران المعتدي، باستخدام المدفعية، والقوات الجوية المشتركة.
بعد أسبوع من القصف الإستراتيجي، تستعد الولايات المتحدة الأمريكية، وحلفاؤها، للمرحلة الثانية من عملية "عاصفة الصحراء"، وهي عزل القوات العراقية، في الكويت، عن قيادتها، في البصرة وبغداد؛ والتي يجري التمهيد لها، منذ أيام، من خلال القصف الجـوي المركـز. لذا، تنشط الطـائرات القاذفة العمـلاقة ( B-52 )، والمقاتلات، من نوع ( F-16 ) الأمريكية، منذ عدة أيام، إلى دك تشكيلات الحرس الجمهوري ووحداته، على امتداد الحدود العراقية ـ الكويتية، والمتمركزة بين قواعد الامداد الخلفية، في العراق؛ والقوات العراقية، في الكويت المحتلة. والهدف الرئيسي لقصف العراق، هو الحد من قدرة القيادة العراقية على السيطرة على قواتها، في الميدان، فضلاً عن مكسب آخر، يتمثل في تدمير آلة الحرب العراقية، لوقت طويل. ويأمل الحلفاء، أن يؤدي عزل القوات العراقية، في الكويت، والتي يعتقد أنها تضم عدداً كبيراً من المجندين، الذين لم يتلقوا تدريباً جيداً، إلى عمليات فرار جماعية، من الجيش العراقي.
صرح مسؤول الأمن القومي الأمريكي السابق، أنه يعتقد، أن المفاجأة الحقيقية، التي لم يلتفت إليها الكثيرون، هي فتح جبهة ثانية، من تركيا. ويُعَدّ سماح تركيا باستخدام قواعدها، لضرب العراق، بعداً جديداً للمعركة، لا يستهان به.
صرح وزير الدفاع الأمريكي السابق، هارولد براون، أن أهم مفاجآت هذه الحرب، قد تكون ظهور صاروخ باتريوت ( Patriot )، كعامل رئيسي في المعركة، ضد صواريخ سكود ( SCUD-B )، العراقية. أما دقة التوجيه لصاروخي كروز ( Cruise )، و سمارت ( Smart )، الأمريكيين، فلا تمثل مفاجأة في الاستخدام.
أعلن مسؤول فرنسي، أنه دمر، حتى الآن، الإمكانات النووية للعراق تدميراً كاملاً، إضافة إلى تدمير 75% من وسائل الاتصال، وصناعة الأسلحة الكيماوية، ومصافي النفط.
شنت الطائرات المقاتلة الكويتية، من نوع سكاي هوك (Skyhawk) ( A-4 KU )، هجوماً على ثكنات وتجمعات عراقية، في الكويت.
شنت 16 طائرة فرنسية ـ بريطانية الصنع، من نوع جاجوار( Jaguar )، المقاتلة القاذفة، غارة جوية على بطارية عراقية، جنوبي الكويت ودمرتها. كما شنت هجوماً آخر على تجمعات وحدات، تابعة للحرس الجمهوري العراقي، ومدفعية عراقية، جنوبي العراق.
قصفت الطائرات البريطانية ـ الفرنسية الصنع، من نوع جاجوار( Jaguar )، موقع صواريخ سيلكوورم ( Silkworm ) عراقياً، إضافة إلى قصف طرق الإمداد لقوات الحرس الجمهوري.
نفذت القوات الجوية لدول التحالف، منذ بدء الحرب، 17 ألف طلعة جوية، نفذت منها القوات الجوية السعودية، 1138 طلعة.
صرح قائد القوات البريطانية في مسرح العمليات، الجنرال بيتر دي لابليير، أن الأضرار الناتجة من قصف مراكز الاتصالات اللاسلكي للجيش العراقي، حدت، بشدة، من قدرة القوات العراقية على خوض معركة برية. وأن الغارات، على ارتفاع منخفض، لقصف المطارات العراقية، والتي كانت سمة الأيام الأولى للحرب، أصبحت غير ضرورية، ولكنها ستستأنف، في حالة الضرورة. كما أفاد أن القدرة الجوية البريطانية، في الخليج، ستدعم من خلال إحضار طائرات قاذفة، من نوع بوكانير ( Buccaneer ).
شن العراق خامس هجوم صاروخي على إسرائيل، حينما أطلق عليها أربعة صواريخ، من نوع سكود ( SCUD-B )، منها 3 ضد تل أبيب، والرابع سقط فوق حيفا. واعترضتها صواريخ، من نوع باتريوت ( Patriot ). وقد أسفر القصف عن سقوط قتيل، وأكثر من أربعين جريحاً، منهم ثلاثة، في حالة خطيرة. وأوضح الناطق الإسرائيلي، أن سبعة صواريخ سكود، أُطلِقت في اتجاه الأراضي الإسرائيلية، وأن بعضها أصيب بصواريخ باتريوت.
أعلن ناطق عسكري سعودي، أنه في تمام الساعة ( 10:30 )، من مساء اليوم، الجمعة، العاشر من رجب، أطلق المعتدي صاروخيْن، من نـوع سكود ( SCUD-B )، في اتجاه مدينة الرياض. وأمكن اكتشافهما، وتفجيرهما في الجو. وقد سقط جزء من أحد الصاروخين، على أحد أحياء العاصمة السعودية، ونتج منه وفاة مواطن سعودي واحد، وإصابة 30 شخصاً، من جنسيات مختلفة، إصابات طفيفة.
عمد العراق إلى إغراق مياه الخليج وسواحله، بكميات هائلة من النفط الخام، تقدر بملايين البراميل، من ميناء الأحمدي الكويتي، ومستودعات النفط، الكويتية والعراقية، الأخرى، مما يهدد المنطقة بكارثة بيئية. وأعرب خبراء وزارة الدفاع الأمريكية " البنتاجون "، وخبراء البيئة، عن خشيتهم من أن يشعل العراقيون هذه الكمية الضخمة من النفط، مما يترتب عليه آثار بيئية خطيرة.
كشفت مصادر، سعودية وأمريكية، أن العراق، يسمح لبقعة زيت كبيرة، بالانتشار في الخليج. وتخوفت واشنطن من كارثة بيئية ضخمة. وقال قادة عسكريون، إن النفط المتسرب، في الخليج، لن يؤثر في سير العمليات العسكرية.
نشرت الجرائد الخليجية صوراً للتلوث النفطي، في الخليج، وقالت إن القوات العراقية، سربت كميات ضخمة من النفط الكويتي، إلى مياه الخليج، في محاولة لتأخير مراحل " عاصفة الصحراء "، التي ترمي إلى تحرير الكويت.
كشفت الجرائد البلجيكية عن معلومات مهمة، في خصوص مواقع ثماني قواعد جوية عراقية، مقامة في ملاجئ تحت الأرض، بنتها شركات بلجيكية، لحماية المقاتلات العراقية. كما أفادت، أنه يمكن تدمير هذه الملاجئ، بواسطة قنابل مضادة للأسمنت، وبقنابل ضغط، أو شلها بواسطة قنابل، تسد أبواب خروج الطائرات من هذه الملاجئ. وقد أفاد بعض المصادر المتخصصة بالموضوعات العسكرية، أنه يمكن تدمير هذه الملاجئ، بواسطة قنابل، زنة 900 كجم، تحمل رؤوساً مضادة للتصفيح. ويراوح سمك الأسمنت المسلح بين ثمانية سنتيمترات ومائة وعشرين سنتيمتراً. وفي امكان الطائرات، أن تقلع بعد خروجها مباشرة من الملاجئ. وتقع القواعد الثماني، التي أنشأتها الشركة البلجيكية، في شرق بغداد، على طول الحدود الإيرانية. وبعض منها، أنشئ على الحدود السورية، وبعضها الآخر في مواجهة السعودية وقيمة العقد، الذي أبرم بين العراق والشركة المنشئة، تبلغ 380 مليون دولار. وأنجزت الأعمال خلال الحرب الايرانية ـ العراقية، في الثمانينيات.
أوضح قائد القوات المركزية الأمريكية في الخليج، الجنرال نورمان شوارتزكوف، أن حرب تحرير الكويت، كان في الإمكان كسبها، خلال يومين فقط، وفي سرعة وسهولة، لو أن القوات المتحالفة، لم تحرص الحرص الشديد على عدم ضرب المدنيين.
دمّرت القوات البحرية الأمريكية، في تمام الساعة ( 9:30 )، مساء اليوم، سفينة للمعتدي، بالقرب من جزيرة " بوبيان "، في شمالي الخليج العربي.
البيانات العسكرية لقيادة القوات المشتركة ومسرح العمليات
اُنظر البيانين العسكريين الرقمين (
و(9).
البيانات العسكرية العراقية
أعلن العراق إسقاط أكثر من 180 طائرة وصاروخاً، للحلفاء.
أعلن متحدث عسكري عراقي، أسر أكثر من 20 جندياً للتحالف، نقلوا إلى المواقع الإستراتيجية.
أعلن العراق مقتل 101 من المدنيين العراقيين، وجرح 136 آخرين، ومقتل 90 جندياً عراقياً، نتيجة القصف، الجوي والصاروخي، لقوات التحالف.