منتدى الشنطي
سيغلق هذا المنتدى بسبب قانون الجرائم الاردني
حيث دخل حيز التنفيذ اعتبارا من 12/9/2023
ارجو ان تكونوا قد استفدتم من بعض المعلومات المدرجة
منتدى الشنطي
سيغلق هذا المنتدى بسبب قانون الجرائم الاردني
حيث دخل حيز التنفيذ اعتبارا من 12/9/2023
ارجو ان تكونوا قد استفدتم من بعض المعلومات المدرجة

منتدى الشنطي

ابراهيم محمد نمر يوسف يحيى الاغا الشنطي
 
الرئيسيةالرئيسية  البوابةالبوابة  الأحداثالأحداث  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخول  

 

  يوميات حرب الخليج من 1/1/1991 الى 13/3/1991

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 75802
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 78
الموقع : الاردن

 يوميات حرب الخليج من 1/1/1991  الى 13/3/1991 Empty
مُساهمةموضوع: يوميات حرب الخليج من 1/1/1991 الى 13/3/1991    يوميات حرب الخليج من 1/1/1991  الى 13/3/1991 Emptyالخميس 24 مارس 2016, 7:11 pm

يوميات حرب الخليج من    1/1/1991  الى 13/3/1991




   

الثلاثاء 1 يناير 1991

الأحداث السياسية

    ناشد الرئيس المصري، حسني مبارك، الرئيس العراقي، صدام حسين، ضرورة التعامل مع الواقع، الدولي والعربي، بحكمة المسؤولية التاريخية. وأكّد الرئيس المصري، في نداء، في مناسبة العام الميلادي الجديد، " أن الجميع يناشدونه السلام، ويعطونه الفرصة تلو الفرصة، لتنفيذ القرارات الدولية، بالانسحاب من الكويت، وعودة الشرعية إليها، تجنباً لاحتمالات الهلاك والخراب ".

    رفض العراق نداء الرئيس المصري، حسني مبارك. وأكّدت أجهزة الإعلام العراقي، أن الكويت عراقية، في الماضي والحاضر والمستقبل، وأنها المحافظة الرقم 19، في العراق.

    ذكرت وكالة الأنباء العراقية، أن الرئيس العراقي، صدام حسين، قضى أول يوم في العام الجديد، مع قواته في الكويت. وقالت إنه جاء ليودع العام الماضي، ويبدأ مواجهة ساخنة، بين التحالف المؤيد لبغداد، والتحالف الذي تقوده الولايات المتحدة الأمريكية.

    أدلى الرئيس الأمريكي، جورج بوش، بحديث إلى مجلة " تايم "، جاء فيه، أنه مصمم على تنفيذ جميع قرارات مجلس الأمن، في شأن أزمة الخليج الراهنة، واستعادة كل شبر من الأراضي الكويتية، من دون تقديم أي تنازلات. وفيما يتعلق بإعلان الحرب، قال: " إن الكونجرس يملك صلاحية إعلان الحرب، ولكنه هو شخصياً، يملك صلاحيات، كذلك، في هذا الصدد، بوصفه القائد الأعلى للقوات المسلحة الأمريكية ".

    بثت إذاعة " مونت كارلو "، أن الولايات المتحدة الأمريكية، بدأت بإجلاء رعاياها من الأردن، بمن فيهم 165 دبلوماسياً وعائلاتهم، على أن يتم تنفيذ ذلك قبل 15 يناير 1991.

    دعا الرئيس الفلسطيني، ياسر عرفات، في حديثه إلى إذاعة " لندن "، إلى عقد مؤتمر حول الخليج، وكل مشاكل الشرق الأوسط. وأكّد أن العراق، لن ينسحب من الكويت، إذا لم يبدأ الأمريكيون محادثات مع بغداد، وأن الحوار ما زال ممكناً. وحول الموعد النهائي، الذي حددته الأمم المتحدة للعراق، للانسحاب من الكويت، قبل 15 يناير 1991، قال عرفات: " إنه سيكون هناك موعد آخر، ثم موعد آخر ".

    قال رئيس الوزراء الإسرائيلي، إسحاق شامير، إن الرئيس العراقي، لم ينجح في إقحام إسرائيل في المواجهة، في الخليج، على الرغم من الجهود، التي يبذلها في شق صفوف التحالف الدولي المضاد له.

    ذكرت الجرائد القطرية، أن القوات العراقية الغازية، منعت المواطنين الكويتيين من استخدام البطاقات التموينية، للحصول على المواد الغذائية الأساسية، ما لم يغيروا هويتاهم وبطاقاتهم الكويتية، بأخرى عراقية.

    بدأت محطة جديدة باسم " صوت العراق الحر " بثها، باللغة العربية الفصحى، واللهجة العراقية، في اتجاه العراق، للتنديد بالرئيس العراقي، صدام حسين، وللدعوة إلى قلب نظام الحكم. ووصفت الإذاعة الجديدة الرئيس العراقي، بأنه فاسد، وثور هائج، يجب إطاحته. كما وصفت الإذاعة الفريق سعدي طعمة عباس، وزير الدفاع العراقي، بأنه رجل عسكري ناجح، وذكي، ومتعلم. وقالت إنه يقدر الموقف العسكري، الحالي، في المنطقة. وحثّته على كبح جماح الثور الهائج، والإمساك بزمام الأمور. وذكرت هيئة الإذاعة البريطانية، أن الإذاعة الجديدة، تبث برامجها على موجات، وضعتها الإذاعات، السورية والمصرية والخليجية، تحت تصرفها.

    كشف مسؤولون أمريكيون، عن محاولة دبلوماسية جديدة، قد تكون الأخيرة، لإنهاء أزمة الخليج، بالوسائل السلمية. وهي اعتزام وزير الخارجية الأمريكي، جيمس بيكر، الشروع في جولة، في بعض دول أوروبا، والشرق الأوسط، قد يلتقي، خلالها، مسؤولين عراقيين. وقال مسؤول أمريكي، إنه إذا اتضح، أن ثمة فرصة لعقد لقاء مقترح، بين بيكر والرئيس العراقي، صدام حسين، فإن الوزير الأمريكي، سيتخذ قرار الشروع في الجولة.

    جاء الحديث عن جولة وزير الخارجية الأمريكي، جيمس بيكر، في أعقاب إعلان وزير خارجية لوكسمبورج، جاك بوس، أنه قد يتجه إلى بغداد، على رأس وفد أوروبي، في محاولة أوروبية أخيرة، لتفادي اندلاع الحرب. وكانت أنباء الجماعة الأوروبية، قد أشارت إلى احتمال هذه الزيارة، أو دعوة وزير الخارجية العراقي، طارق عزيز، للاجتماع، في عاصمة أوروبية.

الأحداث العسكرية

    أفادت مصادر عسكرية عربية، أن لدى العراق 5 فرق عسكرية جديدة، قوامها 130 ألف جندي. وهي تنتمي إلى قوات الحرس الجمهوري. وبهذا، يصبح عدد أفراد سلاح الحرس الجمهوري العراقي، 250 ألف جندي.

    بثت إذاعة " صوت أمريكا "، أن عدد القوات الأمريكية، الموجودة في الخليج، يبلغ 380 ألف جندي، وأن هناك المزيد، في الطريق. وأن كل الوحدات العسكرية المقاتلة، لن تكون جاهزة، بحلول منتصف يناير 1991، وأنها تحتاج إلى أكثر من شهر، كي تصل إلى درجة الاستعداد.




الأربعاء 2 يناير 1991

الأحداث السياسية

    عُقد، في القاهرة، اجتماع لوزراء خارجية، سورية وليبيا ومصر. تناول الموضوعات، التي ستطرح على مؤتمر القمة الثلاثي، والترتيبات الخاصة به. ويستهدف مؤتمر القمة، المزمع عقده، استمرار متابعة تطورات الموقف في الخليج، وتبادل وجهات النظر بين الأطراف الثلاثة، وتحديد المواقع، التي تستلزم التحرك العربي تجاهها، من أجل تحقيق مصلحة الأمة العربية.

    أبلغت الولايات المتحدة الأمريكية، دول الجماعة الأوروبية، أنها تؤيد أي جهود دبلوماسية، يمكن أن تؤدي إلى تسوية سلمية، لأزمة الخليج.

    أعلن مصدر فرنسي مسؤول، أن حكومته، قد أعدت تصوراً، ليكون أساساً لمبادرة دبلوماسية أوروبية. وسيُبحث هذا التصور، خلال اجتماع وزراء خارجية دول الجماعة الأوروبية الطارئ، الذي سيعقد في 4 يناير 1991، في لوكسمبورج.

    صرح رئيس الوزراء البلجيكي، ويلفريد مارتين، أن بلاده، لن ترسل قوات عسكرية إلى ساحة القتال، إذا ما اندلعت الحرب في الخليج، وأن دور الوجود العسكري البلجيكي، في المنطقة، هو تنفيذ مهام دفاعية فقط.

    طلب عدد من الدول الأوروبية، من رعاياها، الموجودين في منطقة الخليج والشرق الأوسط، العودة إلى بلادهم، قبل 10 يناير 1991. وجددت بريطانيا مطالبتها رعاياها، في الأردن واليمن، بالعودة. كما ناشدت الدانمارك رعاياها، في 13 دولة من دول الشرق الأوسط، مغادرة تلك الدول؛ واستثنت مصر فقط.

    وصل العاهل الأردني، الملك حسين، إلى لندن، في زيارة قصيرة إلى بريطانيا، وهي أول محطة له، ضمن جولة أوروبية ( فرنسا، إيطاليا، ألمانيا، لكسمبورج )، تستهدف بحث كيفية نزع فتيل الحرب، في منطقة الخليج.

    صرح الرئيس الأمريكي، جورج بوش، أن الولايات المتحدة الأمريكية، لم تواجه أزمة، كأزمة الخليج، منذ الحرب العالمية الثانية. وقال إنه غير مستعد لتقديم أي تنازلات للعراق. وأضاف: " إذا اندلعت الحرب، بعد يوم 15 يناير، فإنه يأمل أن تنتهي، في غضون أيام قليلة ".

    أرسل الرئيس الفلسطيني، ياسر عرفات، برقية شكر، إلى الرئيس العراقي، صدام حسين، قال فيها إنهما " سيصليان معاً، في القدس الشريف، أولى القبلتين، وثالث الحرمين، وعاصمة الدولة الفلسطينية ".

    قال الرئيس الفلسطيني، ياسر عرفات، في لقاء صحفي، نشر في باريس، " إن أحداً، لن يجرؤ على شنِّ هجوم على العراق ". وتنبأ بأن " اليوم التالي للمهلة، سيكون يوماً عادياً ".

الأحداث العسكرية

    وافق حلف شمال الأطلسي ( ناتو )، في بروكسل، على إرسال أكثر من 40 طائرة مقاتلة، إلى تركيا، بغرض ردع العراق عن شنِّ هجوم عليها، في حال بدأت الأعمال العسكرية. وستأتي هذه الطائرات، من بلجيكا وألمانيا وإيطاليا. ووافق سفراء الحلف على هذا الإجراء، الذي يأتي بعد طلب، تقدمت به تركيا، الشهر الماضي. وهو يمثل أول اشتراك عسكري للحلف، في أزمة الخليج. وأفاد بيان الحلف، أن الطائرات، سترسل إلى تركيا، بين السادس والعاشر من يناير الجاري. وذلك في الوقت، الذي أعلنت واشنطن تشاؤمها من تطورات الموقف.

    صرح ناطق عسكري أمريكي، أنه ليس في نية العراق، على ما يبدو، الانسحاب من الكويت. بل إن القوات العراقية المحتلة، تحصن مواقعها فيها. وقدّرت مصادر الاستخبارات الأمريكية، أن لدى العراق 510 آلاف جندي و4 آلاف دبابة و2500 عربة مدرعة و2700 قطعة مدفعية، في الكويت وحولها.

    أعلن قائد القوات المركزية الأمريكية في الخليج، الجنرال نورمان شوارتزكوف، في تصريح له، أنه أبلغ الكونجرس، أنه يهدف إلى إبقاء الجيش العراقي في حالة استنفار دائم، لكي ينهك أفراده، ويجبره على استهلاك قطع الغيار.

    كشف العراق عن تطوير طائرة رادارية جديدة، اسمها ( عدنان ـ 2 )، هي تطوير لطائرة ( عدنان ـ1 )، التي تشبه طائرة الأواكس ( AWACS )، للإنذار المبكر، المحمول جواً. وقال وزير الصناعة والتصنيع الحربي العراقي، حسين كامل حسن، إن العراق أصبح إحدى ثلاث دول في العالم، حققت هذا الإنجاز. وأضاف: " إن على أعداء العراق، أن يستخلصوا درساً. وإنهم سيلعنون حظهم العاثر، إذا تجرأوا على الهجوم على العراق ".

الأحداث الاقتصادية

    عقد مجلس قيادة الثورة في العراق، اجتماعاً، قرر فيه زيادة أجور المجندين 50 ديناراً، شهرياً. وكانت السلطات العراقية، قد طلبت ممن هم في سن 17 سنة، الذين هم غير مسجلين في المدارس، التقدم إلى التطوع للخدمة العسكرية الإلزامية.



الخميس 3 يناير 1991

الأحداث السياسية

    منعت السلطات المصرية سفينتي شحن، مسجلتين في هندوراس، من عبور قناة السويس، في إطار الإجراءات الوقائية، لمواجهة احتمالات وقوع محاولة عراقية، لسد قناة السويس، ووقف الملاحة فيها.

    أعلن متحدث باسم البيت الأبيض، أن الولايات المتحدة الأمريكية، عرضت موعداً جديداً، لعقد اجتماع عراقي ـ أمريكي، وأن وزير الخارجية الأمريكي، جيمس بيكر، مستعد للاجتماع مع نظيره العراقي، طارق عزيز، في سويسرا، في الفترة من 7 إلى 9 يناير 1991. وقد أكّد الرئيس الأمريكي، جورج بوش، أن هذه المبادرة، تسري عليها الشروط نفسها: لا مفاوضات، ولا حلول وسط، ولا محاولات لحفظ " ماء وجه " العراق، ولا مكافأة للمعتدي.

    أعلن وزير الخارجية الأمريكي، جيمس بيكر، في حفلة أداء اليمين للسفير الأمريكي الجديد إلى الكويت إدوارد جنيم، " أنه مع حلول موعد 15 يناير، نقترب، أكثر فأكثر، من إعادة سيادة الكويت، سواء كان ذلك سلماً أو بالحرب، لكن سيادة الكويت، ستعود ". وأوضح بيكر، أن أداء السفير اليمين، يعني أن الولايات المتحدة الأمريكية، تجدد تعهدها لشعب الكويت، أن العدوان العراقي، لن يستمر، وأن الكويت ستعود إلى مكانها، بين دول العالم المستقلة، وأن " الأيام المظلمة للاحتلال العراقي الوحشي، باتت معدودة، مع اقتراب موعد 15 يناير ".

    قوبلت المبادرة التي أعلنها الرئيس الأمريكي، جورج بوش، بالترحيب من ألمانيا، إذ قال وزير الخارجية الألماني، " لدي شعور قوي بأن الحرب يمكن تجنبها، ويجب إعطاء الفرصة للسياسة والدبلوماسية للتوصل إلى حل سلمي ". وأيّدها، كذلك، العاهل الأردني، الملك حسين، ورئيس وزراء بريطانيا، جون ميجور، الذي قال عقب لقائه الملك حسين، في مقر رئاسة الوزراء البريطانية: " إننا نتطلع كثيراً إلى أن يتوجه وزير الخارجية الأمريكي إلى سويسرا وأن يقابله هناك وزير الخارجية العراقي " ووصف هذه الخطوة بأنها "تطور يمكن أن يكون مفيداً ". أمّا العاهل الأردني، فقد قال: " يعدّ النبأ الذي سمعناه صباح اليوم إيجابياً، وخطوة مهمة جداً، تأتي في وقت حرج، ونأمل أن تؤدي إلى إيجاد حل سلمي". كما رحب بالمبادرة، كذلك، الأمين العام للأمم المتحدة، خافيير بيريز دى كويلار، الذي صرح يأنه " يجب، خلال الاثنى عشر يوماً التي تفصلنا عن الموعد، بذل كل جهد لإيجاد حل لحالة الجمود القائمة، على صعيد الحل الدبلوماسي " .

    رافقت المبادرة الأمريكية الجديدة، اتصالات سياسية مكثفة، تستهدف تجنب الحرب. إذ اجتمع العاهل الأردني، الملك حسين، في لندن، إلى رئيس وزراء بريطانيا، جون ميجور. وصرح العاهل الأردني، أنه ناقش المبادرة الأمريكية مع ميجور، وقال: " إنها خطوة، تُعدّ مهمة جداً، وتأتي في وقت حرج. ونأمل أن تؤدي إلى إيجاد حل سلمي للأزمة ".

    قررت بريطانيا طرد 8 من العاملين في السفارة العراقية، في لندن، وترحيل 67 عراقياً آخرين، خلال 24 ساعة. وقالت متحدثة باسم وزارة الخارجية البريطانية، إن طرد أعضاء السفارة الثمانية، يرجع إلى عدد من التهديدات العلنية، التي وجهتها الحكومة العراقية إلى بريطانيا.

    صرح الرئيس الفلسطيني، ياسر عرفات، أنه والرئيس العراقي، صدام حسين، لا يصران على حل المشكلة الفلسطينية، قبل انسحاب القوات العراقية من الكويت. وأكّد أن بيان الرئيس العراقي، الصادر في 12 أغسطس 1990، والذي يربط بين انسحاب إسرائيل من الضفة الغربية، وانسحاب العراق من الكويت، قد اسقط من المطالب، القائمة كشرط للتفاوض.

    عقدت، في مدينة مصراتة الليبية، قمة رباعية، اشترك فيها الرئيس المصري، حسني مبارك، والرئيس السوري، حافظ الأسد، والرئيس الليبي، العقيد معمر القذافي، قائد الثورة الليبية، ورئيس مجلس قيادة الثورة السودانية، الفريق عمر حسن البشير. واستمرت القمة المغلقة ثلاث ساعات، واقتصرت على الزعماء الأربعة، وحدهم، والذين لم يدلوا بأي تصريحات، في شأن ما دار في الاجتماع. وتأتي هذه القمة استمراراً للمساعي، التي تبذل، حتى آخر لحظة، من أجل حل سلمي، يجنب المنطقة، والشعب العراقي، ويلات الحرب.

    ذكرت وكالة " رويتر " من إسلام أباد، أن كلاً من إيران وتركيا وباكستان، قد دعت إلى عقد اجتماع عاجل، للدول الإسلامية، للبحث عن حل سلمي لأزمة الخليج.

    أجرى رئيس لجنة الشؤون الخارجية، في الجمعية الوطنية الفرنسية، ميشال فوزيل ( Michelle Vauzelle )، الذي وصل إلى بغداد، أمس، محادثات، في العاصمة العراقية، مع وزير الخارجية العراقي، طارق عزيز. وكررت بغداد موقفها الرافض للانسحاب من الكويت، ونفت أنباء، نشرتها جرائد فرنسية، في خصوص استعداد العراق للانسحاب.

    أعلن وزير الدفاع الإسرائيلي، موشي أرينز، في حديث إذاعي، " أن احتمال حدوث هجوم عراقي على بلاده، هو احتمال ضعيف ". وقال: " ... ولكن، إذا تجرأ الرئيس العراقي، صدام حسين، على ذلك، فإن ردّنا سيكون سريعاً وفاعلاً ". أمّا وزير الإسكان الإسرائيلي، أرييل شارون، فقال: " إنه في حالة حدوث هجوم عراقي على إسرائيل، فإنها سترد بطريقة قاسية جداً ".

الأحداث العسكرية

    بلغ عدد جنود القوات المتحالفة 630 ألف مقاتل، مقابل 530 ألف مقاتل عراقي.

    غادرت 13 قطعة بحرية أمريكية، قواعدها، في الفليبين، متجهة إلى منطقة الخليج.

    ذكرت الجرائد البريطانية، أن حقيبة، في داخلها جهاز كومبيوتر، يحتوي على أسرار خطة الهجوم في الخليج، سُرِقت من سيارة ضابط بريطاني، في لندن. وقد طلبت الحكومة البريطانية عدم نشر الخبر، إلاّ أنه تسرب، أولاً، إلى جريدة أيرلندية.

الأحداث الاقتصادية

    أعلنت خمس شركات طيران عالمية، هي شركة " بان أمريكان " الأمريكية، والخطوط الجوية، البريطانية والهولندية والسويسرية والفرنسية، تخفيض عدد رحلاتها إلى إسرائيل، بسبب تصاعد أخطار نشوب حرب في الخليج.




الجمعة 4 يناير 1991

الأحداث السياسية

    أعلن العراق موافقته على الاقتراح الأمريكي، عقد اجتماع بين وزيري الخارجية، العراقي طارق عزيز، والأمريكي جيمس بيكر، في جنيف. وسيُعقَد الاجتماع، في 9 يناير. وقال طارق عزيز، عقب اجتماع طارئ، عقده أعضاء مجلس قيادة الثورة، إنه استجابة للإرادة الدولية، فقد وافقت الحكومة العراقية على إيفاده إلى جنيف، للاجتماع إلى بيكر. وأضاف، في تصريحات نقلتها وكالة الأنباء العراقية، أن العراق، سيؤكّد موقفه المبدئي الثابت، رفض أساليب الإدارة الأمريكية. وسيؤكد، كذلك، تمسكه بحقوقه. ومن المتوقع، أن يتوجه طارق عزيز، بعد الاجتماع، إلى لوكسمبورج، للقاء وزير خارجيتها، جاك بوس، رئيس الدورة الحالية للجماعة الأوروبية.

    وافقت الجماعة الأوروبية، في اجتماع وزراء خارجيتها، في لوكسمبورج، على دعوة وزير الخارجية العراقي، طارق عزيز، للاجتماع إلى وزير خارجية لوكسمبورج، في 10 يناير 1991.

    أعلن الرئيس الأمريكي، جورج بوش، بعد ساعات من موافقة العراق، أنه يعدّ هذه الخطوة خطوة إيجابية. وقال الرئيس الأمريكي، في مؤتمر صحفي، وهو يغادر واشنطن إلى كامب ديفيد، إن هذه الخطوة مفيدة. ومهمة وزير الخارجية الأمريكي، أن يبلغ نظيره العراقي، مدى خطر الموقف، وضرورة الاستجابة لقرارات مجلس الأمن، بلا حلول وسط، ومن دون ربط بين أزمة الخليج ومشاكل الشرق الأوسط. وأكّد الرئيس الأمريكي، أن العراق، لن يتعرض لأي هجوم، إذا التزم الانسحاب الكامل. وأوضح أنه سيرسل رسالة إلى الرئيس العراقي، سيسلمها جيمس بيكر إلى طارق عزيز.

    رحبت الحكومة المصرية بالحوار العراقي ـ الأمريكي، وأعربت عن أملها، أن يؤدي هذا الحوار إلى تنفيذ قرارات مجلس الأمن الدولي. وأكّدت أن الدبلوماسية المصرية، كانت تسعى دائماً إلى تحقيق التسوية السلمية للأزمة.

    أصدرت الخارجية السوفيتية بياناً، أكّدت فيه، أن موسكو كانت وراء ترتيب الحوار العراقي ـ الأمريكي. وقالت إن مفاوضات، في هذا الشأن، جرت بين الرئيس العراقي، صدام حسين، ونائب رئيس الوزراء السوفيتي، إيجور بيلوسوف، أثناء زيارته بغداد، قبل عشرة أيام.

    أعلن وزير الخارجية البريطاني، دوجلاس هيرد، أنه ينبغي إبلاغ العراق، أنه سيواجه هجوماً من القوة متعددة الجنسيات، ما لم ينسحب من الكويت. وأن على اجتماع الجماعة الأوروبية، أن يدعم الموقف، الذي أعلنه الرئيس الأمريكي، جورج بوش، أن الاجتماع الأمريكي ـ العراقي المقترح، هو آخر فرصة مطروحة، لمنع نشوب حرب في الخليج.

    جاء في جريدة " الواشنطن بوست "، نقلاً عن مصادر جزائرية، أن الرئيس العراقي، صدام حسين، يريد الحصول على ضمانات، قبل أن يوافق على الانسحاب من الكويت. وهو ما أفصح عنه، خلال المحادثات، التي أجراها مع الرئيس الجزائري، الشاذلي بن جديد، في بغداد، في ديسمبر 1990.

    عقد الرئيس الفرنسي، فرانسوا ميتران، مؤتمراً صحفياً، جاء فيه، أنه في حالة انسحاب العراق من الكويت، فإنه لن تكون هناك حرب. وأن فرنسا مصممة على تطبيق قرارات الأمم المتحدة فقط، ولن تورط جنودها في تحقيق هدف، لا تنص عليه قرارات مجلس الأمن. وأن باريس تشترط، أن تعلن بغداد، بوضوح، نيتها الانسحاب الكامل من الكويت.

    أصدرت الجماعة الأوروبية بياناً وزارياً، سيبلغه رئيس الدورة الحالية للجماعة، جاك بوس، إلى وزير الخارجية العراقي. والنقاط الأساسية، التي تضمنها البيان، هي:

    * امتثال العراق القرارات الدولية، والانسحاب من الكويت، هو السبيل الوحيد لتفادي الحرب.

    * إبلاغ العراق عدم شن هجوم عسكري عليه، في حال انسحاب قواته من الكويت.

    * ضرورة معالجة أزمة النزاع العربي ـ الإسرائيلي، بعد حل أزمة الخليج، في نطاق مؤتمر دولي، تحت إشراف الأمم المتحدة.

    أدلى وزير الخارجية الأمريكي، جيمس بيكر، بتصريحات، إلى وسائل الإعلام الأمريكية، تناولت فحوى رسالة الرئيس الأمريكي، جورج بوش، إلى الرئيس العراقي، صدام حسين. وقال: " إنها ستقول له، إن هناك 12 قراراً لمجلس الأمن، تدعوه إلى تحقيق أمور عدة، أبرزها الانسحاب الكامل، وغير المشروط، من الكويت. وإننا وشركاءنا في التحالف، نتوقع منه ذلك ". ووصف اجتماعه مع وزير الخارجية العراقي، طارق عزيز، بأنه " مهم ". ووصف دور الوزير العراقي بأنه دور الرسول، الذي ينقل الموقف الأمريكي إلى الرئيس العراقي.

    قدم وزير الخارجية الفرنسي، رولان دوما، خطة فرنسية إلى اجتماع وزراء خارجية الجماعة الأوروبية، في لوكسمبورج، مكونة من سبع نقاط. قال عنها أنها تدعم ضرورة " ألا تقف الجماعة مكتوفة الأيدي ". وتدعو الخطة الفرنسية إلى أن يعلن العراق، أنه سينسحب من الكويت، ممتثلاً قرارات مجلس الأمن. ويلي هذا الإعلان، إبلاغ الجماعة الأوروبية العراق، عدم شن هجوم عسكري عليه. وبعد إعلان قرار الانسحاب وتنفيذه، يفسح المجال، لمعالجة كل النزاعات الأخرى في المنطقة، في إطار مؤتمر دولي، أو مؤتمرات دولية، وفق قرارات القمة الأوروبية، وبيان مجلس الأمن، في 20 ديسمبر الماضي، المتعلق بالنزاع العربي ـ الإسرائيلي.

    ذكر بعض المراقبين، في القاهرة، أن القمة الرباعية، التي انعقدت ( أمس ) في مصراتة، في ليبيا، لم تتعد تبادل وجهات النظر. وأشاروا إلى عدم صدور بيان ختامي عنها. وأفادت معلومات، مصدرها أوساط دبلوماسية، في القاهرة، أن الرئيس المصري، حسني مبارك، رفض استقبال رئيس مجلس قيادة الثورة السودانية، الفريق عمر حسن البشير، في القاهرة. كما أنه صرح إلى التليفزيون الأمريكي، عقب قمة مصراتة، أنه " ليس هناك حل عربي لأزمة الخليج ".

    في الرياض، استعرض وزراء خارجية، مصر وسورية والمملكة العربية السعودية، في ختام دورتهم الرابعة، تطورات أزمة الخليج. وصدر بيان عنهم، أعربوا فيه عن أملهم، أن تسفر الاتصالات الجارية، عن تنفيذ قرارات مجلس الأمن، الخاصة بأزمة الخليج.

    استقبل رئيس الوزراء الهندي، المبعوث العراقي، محمد سعيد الصحاف، المرسل من قبل الرئيس العراقي، صدام حسين. وقد تناول اللقاء التطورات الأخيرة في أزمة الخليج. وفي المؤتمر الصحفي، الذي تلا هذا اللقاء، صرح المبعوث العراقي، " أننا سننسف جميع المنشآت، الموجودة في شبه الجزيرة العربية، وليس تلك الموجودة في الكويت فقط. كما أن إسرائيل، ستصاب، كذلك ".

    ذكرت جريدة " لوفيجارو " الفرنسية، أن الرئيس العراقي، صدام حسين، أعدم ضابطاً كبيراً من ضباط الجيش العراقي، لأنه أفشى خطة هروب صدام، عند هزيمته. وقالت الجريدة، إن هناك، حالياً، طائرتين، في أحد المخابئ، في مطار بغداد، تحيط بهما السرية التامة. وهما من الحجم الكبير، حتى إنهما تكفيان لتهريب الرئيس العراقي، ومعاونيه، وأسرهم.

    أعلنت السلطات العراقية، أن المصالح الحكومية ستنقل من بغداد إلى مدينة أخرى، قبل انتهاء المدة المقررة للإنذار، الموجه إلى العراق، من قبل الأمم المتحدة، بالانسحاب من الكويت، قبل 15 يناير 1991.




السبت 5 يناير 1991

الأحداث السياسية

    انطلقت عدة مظاهرات، في الولايات المتحدة الأمريكية، احتجاجاً على سياسة الرئيس الأمريكي، جورج بوش، في الخليج، مما أدى إلى اعتقال 700 شخص، في موقع التجارب النووية، الجارية في ولاية نيفادا. كما تظاهر أكثر من 20 ألف شخص، في لوس أنجلوس. وفي نيويورك، تظاهر 30 شخصاً، أمام منزل الممثل الديموقراطي. وتظاهر عدد كبير من الأمريكيين، أمام البيت الأبيض، في واشنطن.

    وجه الرئيس الأمريكي، جورج بوش، رسالة إلى الشعب الأمريكي، أكّد فيها، أنه لن تكون هناك مفاوضات سرية، أو دبلوماسية خفية. وقال إن السكوت على الاحتلال العراقي، يعني الخضوع لهذا الخطر، الذي يهدد الديموقراطية، وأن العالم، لن يسكت، يوماً واحداً، على استمرار الاحتلال. وأضاف أن رسالته إلى الرئيس العراقي، صدام حسين، أن ينسحب من الكويت، وإلاّ فإنه سيواجه عواقب وخيمة. وأكّد أن تاريخ 15 يناير، هو نهائي. ولن يسمح للعراق بفترة أخرى، يستعد فيها للحرب، ويهدد الدول المحيطة به. وأضاف أن الرئيس العراقي، " يمثل تهديداً إستراتيجياً لعواصم كل من مصر والسعودية وتركيا وإسرائيل وسورية وللقوات الأمريكية في المنطقة ".

    عقد الرئيس الأمريكي، جورج بوش، اجتماعاً مطولاً، في كامب ديفيد، مع الأمين العام للأمم المتحدة، خافيير بيريز دى كويلار. وصدر بيان عقب الاجتماع أكّد فيه الطرفان تصميمهما على ضرورة التزام العراق بقرارات الأمم المتحدة وعدم صدور أية مبادرات جديدة.

    أعلن نائب رئيس الوزراء العراقي، طه ياسين رمضان، في تصريحات، نشرتها الجرائد العراقية، أنه إذا شنت الولايات المتحدة الأمريكية، هجوماً مباشراً ضد العراق، فإن المنطقة، العربية والإسلامية، ستكون جزءاً من مسرح العمليات.

    هدد وزير الدولة العراقي للشؤون الخارجية، ومبعوث الرئيس العراقي إلى الهند، محمد سعيد الصحاف، بأن بلاده، ستفجر كافة المنشآت النفطية، في شبه الجزيرة العربية، إذا ما بدأت الولايات المتحدة الأمريكية، حرباً في الخليج. كما أن العراق، سيضرب إسرائيل، كذلك.

    نفى سفير المملكة العربية السعودية لدى الولايات المتحدة الأمريكية، صاحب السمو الملكي، الأمير بندر بن سلطان ابن عبدالعزيز، في مقابلة مع شبكة التليفزيون ( CNN ) الأمريكية، وجود أي اتصالات سرية، بين السعودية والعراق. وقال إن الرئيس العراقي، صدام حسين، لم يعط أي دليل على استعداده لحل القضية، سلماً. وأن خادم الحرمين الشريفين، أوضح أن العراق، يمكن أن يحل الأزمة، بالانسحاب من الكويت لتجنيب المنطقة آثار الحرب والدمار، بالطريقة نفسها، التي أنهى بها النزاع بين العراق وإيران بعد ثماني سنوات.

    ذكرت وكالة الأنباء العراقية، أن وزير الخارجية العراقي، طارق عزيز، رفض الدعوة، التي وجهتها إليه الجماعة الأوروبية، للقائه في لوكسمبورج، في 10 يناير 1991. واتهمت الوكالة سياسة الجماعة الأوروبية، بالتبعية للولايات المتحدة الأمريكية.

    قالت مصادر فرنسية، أن المحادثات، التي عقدها المبعوث الفرنسي، رئيس لجنة الشؤون الخارجية، في الجمعية الوطنية الفرنسية، ميشال فوزيل، مع الرئيس العراقي، صدام حسين، كانت " عميقة، ومفيدة ". واستمر اللقاء أربع ساعات، وتناول المواقف، العراقية والفرنسية، من أزمة الخليج.

    وصل خادم الحرمين الشريفين، الملك فهد بن عبدالعزيز، إلى المنطقة الشرقية، في بداية جولة تفقدية، للجبهة السعودية، والمواقع العسكرية في منطقة حفر الباطن. وكان في استقباله صاحب السمو الملكي، الأمير سلطان بن عبدالعزيز، النائب الثاني لرئيس الوزراء ووزير الدفاع والطيران والمفتش العام؛ وصاحب السمو الملكي، الفريق الركن خالد بن سلطان بن عبدالعزيز، قائد القوات المشتركة ومسرح العمليات؛ وعدد آخر من العسكريين والمسؤولين. وأعرب خادم الحرمين الشريفين، في مؤتمر صحفي، عقده في ختام جولته، عن أمله، أن يوجد حل سلمي لأزمة الخليج. وقال إنه يأمل أن يستجيب الرئيس العراقي، صدام حسين، وينسحب من الكويت، وأضاف أنه " إذا انسحب العراق من الكويت، وتفاهم معها، فنحن نؤيدهما "، و" إن الرئيس العراقي، يمتلك المقدرة والجرأة على أن يتخذ قرار الانسحاب، مثلما اتخذ قراره، في شأن انسحاب قواته من إيران. وانسحاب الرئيس العراقي من الكويت، من دون قيد أو شرط، سيكون شفيعاً له في عدم معاقبته، بعد هذا الانسحاب، على أن يتعامل مع الآخرين، بالتزام عدم تكرار اعتداءاته ".

الأحداث العسكرية

    أقلعت 18 طائرة ألمانية مقاتلة، من نوع ألفا جيت ( Alpha Jet G 91 R )، من المطار الحربي في " أولندبرج "، وذلك للحاق بالقوة المتحركة، التابعة لحلف شمالي الأطلسي، بالقرب من الحدود التركية ـ العراقية.

الأحداث الاقتصادية

    قررت شركات الطيران الدولية، تغيير مسار بعض رحلاتها إلى الشرق الأوسط، بسبب لجوء شركات التأمين إلى زيادة الأقساط التأمينية على الخطوط، التي تعمل في المنطقة، لاحتمال نشوب حرب في الخليج.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 75802
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 78
الموقع : الاردن

 يوميات حرب الخليج من 1/1/1991  الى 13/3/1991 Empty
مُساهمةموضوع: رد: يوميات حرب الخليج من 1/1/1991 الى 13/3/1991    يوميات حرب الخليج من 1/1/1991  الى 13/3/1991 Emptyالخميس 24 مارس 2016, 7:13 pm

الأحد 6 يناير 1991

الأحداث السياسية

    صرح مدير مركز الدراسات الإستراتيجية، التابع لجامعة تل أبيب، الجنرال آلان ياريف، أن أي هجوم جوي عراقي، ضد إسرائيل، لن يسفر إلا عن " خسائر محدودة "، وإن كان سيؤدي إلى خسائر، في صفوف المدنيين.

    بدأ الكونجرس الأمريكي مشاورات مكثفة، لإصدار قرار إعلان الحرب على العراق، في حالة فشل مباحثات وزيري خارجية الولايات المتحدة الأمريكية والعراق، التي ستجري، في 9 يناير 1991، في جنيف.

    أكّد وزير الخارجية الأمريكي، جيمس بيكر، أن موعد 15 يناير، هو آخر فرصة للسلام، في أزمة الخليج، وأن القوة ستستخدم ضد العراق.

    أعلن الرئيس العراقي، صدام حسين، في خطاب له، في مناسبة العيد السبعين لإنشاء الجيش العراقي، أن ضم الكويت إلى العراق، هو نهائي، وهي المحافظة التاسعة عشرة للعراق، في الحاضر والمستقبل. وأن أي تسوية في الخليج، لا بدّ من ربطها بتسوية قضية الأراضي، التي تحتلها إسرائيل. وأنه يتوقع نشوب حرب طويلة، في المنطقة، قد يقع الجزء الأكبر منها في العراق. ودعا الشعب العراقي إلى تقديم تضحيات كبيرة، في معركة، قال إنها هي أم المعارك جميعاً. وحيا الفلسطينيين، الذين " أثبتوا، من خلال الانتفاضة، أنه من الممكن تحرير فلسطين، وطرد المعتدين منها ". كما أكّد أن النصر قريب، إذ إن جميع وسائل المواجهة متوافرة ". وأن فلسطين والقدس والكعبة وقبر الرسول، ستحرر ". ولم يشر، في خطابه، بكلمة واحدة، إلى المهلة، التي حددتها الأمم المتحدة، للانسحاب قبل يوم 15 يناير، ولا إلى مباحثات جنيف، المقرر أجراؤها، بين وزيري خارجية الولايات المتحدة الأمريكية والعراق، في 9 يناير 1991.

    وصف وزير الخارجية الإسرائيلي، ديفيد ليفي، خطاب الرئيس العراقي، بأنه يشبه " إعلان حرب ". وأضاف أن إسرائيل، تنتظرها أيام صعبة، نتيجة أزمة الخليج. وأنها ستواجه ضغوطاً دولية، من أجل إجبارها على الانسحاب من الضفة الغربية ( يهودا والسامرا )، ومن شريط غزة. وأضاف أن إسرائيل، سترد الصاع صاعين، إذا ما تعرضت لأي هجوم عراقي. وقال إن دول المنطقة، تتفهم حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها، إذا ما تعرضت لهجوم.

    أصدرت الجماعة الأوروبية، في بروكسل، بياناً رسمياً، أعربت فيه عن استيائها من رفض العراق الدعوة، التي وجهتها الجماعة إلى وزير الخارجية العراقي، طارق عزيز، لإجراء مباحثات سلام معها. ودعا البيان حكومة بغداد، إلى إعادة النظر في موقفها، الرافض لهذه الدعوة. وأكّد أن الدعوة، لا تزال قائمة، لتوجه عزيز إلى لوكسمبورج، في 10 يناير 1991.

    أعلن وزير الخارجية الأمريكي، جيمس بيكر، لدى مغادرته واشنطن، في بداية جولته في عدد من العواصم، الأوروبية والعربية، أنه يستبعد عقد أي لقاءات أخرى، بين العراق والولايات المتحدة الأمريكية، بعد اجتماع جنيف. وأنه سيغلق الباب أمام عقد أي اجتماعات أخرى، أو أي احتمال لزيارته بغداد. وأن الولايات المتحدة الأمريكية، جادة في عدم إعطاء فرصة للعراق، للتهرب من جديد، وتأجيل الانسحاب. وأن يوم 15 يناير، هو آخر فرصة للعراق. وقال إما أن نكون جادين، ونحترم الموعد، الذي حددته الأمم المتحدة أو لا نلتزم هذا الموعد.

    دعت إيران إلى عقد قمة إسلامية، للبحث عن حل سلمي لأزمة الخليج. وقال متحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية، إن طهران، أرسلت مذكرة، في هذا الشأن، إلى منظمة المؤتمر الإسلامي، في ضوء الموقف الدولي، الحالي، المؤسف، الناتج من أزمة الخليج.

    أعلن وزير الخارجية المصري، الدكتور عصمت عبدالمجيد، أن الأمين العام لمنظمة المؤتمر الإسلامي، حامد الجابر، " سيأتي إلى القاهرة، خلال الأيام المقبلة، لمناقشة عقد قمة، غير عادية، لمنظمة المؤتمر الإسلامي "، بهدف تفادي كارثة، في الخليج.

    في حديث تليفزيوني، قال رئيس وزراء بريطانيا، جون ميجور، إن مهمة وزير الخارجية الأمريكي، جيمس بيكر، في جنيف، ليس التفاوض؛ " فأنت لا تتفاوض مع شخص، اقتحم دارك، في ما إذا كان عليه أن يخرج ". وغادر ميجور لندن، بعد ظهر اليوم، في جولة، يزور، خلالها، المملكة العربية السعودية وسلطنة عُمان ومصر، وممثلي حكومة الكويت في المنفى.

    وصل إلى تونس، المبعوث الفرنسي إلى بغداد، رئيس لجنة الشؤون الخارجية، في الجمعية الوطنية الفرنسية، ميشال فوزيل، آتياً من عمّان وبغداد. وقالت مصادر، إن فوزيل، يعتزم لقاء الرئيس الفلسطيني، ياسر عرفات، قبل أن يحمل ردوداً شفهية، من الزعماء، الذين قابلهم في المنطقة، إلى الرئيس الفرنسي، فرانسوا ميتران.

    الأحداث العسكرية

    غادرت 18 طائرة مقاتلة، من نوع ( Mirag-5 )، مطار بلجيكا، متجهة نحو تركيا. وقد أكّدت السلطات البلجيكية، أن مهمة هذه الطائرات دفاعية لا غير.

    عبرت حاملة الطائرات الأمريكية ساراتوجا ( Saratoga )، قناة السويس، في طريقها إلى الخليج.

    أعلن بعض وكالات الأنباء، أنه في أول حادث من نوعه، منذ بدء أزمة الخليج، انفجر لغم بحري بسفينة شحن قبرصية. وقالت التقارير، إن السفينة، التي كانت تقل 23 بحاراً، أمكن إنقاذهم ـ توشك أن تغرق. ووقع حادث الانفجار في خليج عُمان، جنوبي الخليج العربي.

الأحداث الاقتصادية

    قررت شركة خطوط الطيران الهولندية ( KLM )، استدعاء جزء من موظفيها، الموجودين في منطقة الخليج.

    دعا وزير النفط العراقي السكان، إلى تخزين المواد النفطية، خاصة البنزين، لموسم الشتاء.




الإثنين 7 يناير 1991

الأحداث السياسية

    قال رئيس حزب العمل الإسرائيلي، شيمون بيريز: " إننا أقرب إلى الحرب من أي تسوية سلمية ". وأضاف " أنه يجب إنهاء هذه الأزمة، بإيجاد تسوية واضحة، لأن الرئيس العراقي، صدام حسين، بما يملكه من قوة عسكرية، وأسلحة غير تقليدية، وصواريخ وقنابل، بيولوجية وكيماوية، سيبقى يمثل تهديداً مستمراً، في قلب الشرق الأوسط، لجميع دول المنطقة ".

    أعرب خادم الحرمين الشريفين، الملك فهد بن عبدالعزيز، عن أمله الأخير، أن تحدث معجزة، تؤدي إلى تسوية سلمية لأزمة الخليج. وأضاف جلالة الملك فهد، في حالة إعلان العراق، أنه سينسحب، من دون شرط، من الكويت، فإنه سيمكنه، عندئذ، طرح النزاع أمام الجامعة العربية، أو محكمة العدل الدولية، أو أي هيئة أخرى.

    صرح رئيس الجمعية العمومية، التابعة للأمم المتحدة، جويدو دى ماركو ( Guido de Marco )، " أن الفرصة مواتية، من أجل عقد مؤتمر دولي حول الشرق الأوسط "، مع رفض أي ربط بين أزمة الخليج والمشكلة الفلسطينية.

    وصل الرئيس الفلسطيني، ياسر عرفات، إلى بغداد، لحضور اجتماع للجنة " الانتفاضة "، يتناول البحث في الوسائل، الكفيلة بضمان الإبقاء على المساندة لفلسطينيي غزة والضفة الغربية. وأعلن الرئيس الفلسطيني، أن منظمة التحرير الفلسطينية، ستقف إلى جانب العراق، في أي حرب ضد القوة الأمريكية في الخليج. وقال في اجتماع فلسطيني حاشد، في بغداد، حضره كبار المسؤولين العراقيين، إنه " إذا كانت الولايات المتحدة الأمريكية، وحلفاؤها، يريدون شن حرب على العراق، لاحتلاله الكويت، فإنني أقول مرحى بالحرب... مرحى، مرحى، مرحى ". وقال: " إن العراق وفلسطين، يمثلان إرادة مشتركة، وسيكونان جنباً إلى جنب ".

    بدأ رئيس وزراء بريطانيا، جون ميجور، جولته، التي تشمل كلاً من المملكة العربية السعودية، وسلطنة عُمان، وجمهورية مصر العربية. وقد اجتمع، لأكثر من ساعة، في الطائف، مع أمير الكويت، الشيخ جابر الأحمد الجابر الصباح. وأكّد، في الاجتماع، التزام بريطانيا القوي تحرير الكويت من قوات الغزو العراقية، وأنه " لن يسمح للعراق بالحصول، في حالة التفاوض، على أي جائزة لاحتلاله الكويت.

    استقبل خادم الحرمين الشريفين، الملك فهد بن عبدالعزيز، جون ميجور، رئيس وزراء بريطانيا في الرياض. وقد صرح ميجور، أن بلاده " لن تقبل بأقل من الانسحاب العراقي الكامل من الكويت، وعودة الشرعية الكويتية ". وأضاف أن الحديث عن انسحاب جزئي، هو أمر مرفوض، " فلا يمكن مكافأة المعتدي على اعتدائه ".

    قبل 48 ساعة من لقاء وزير الخارجية الأمريكي، جيمس بيكر، مع نظيره العراقي، طارق عزيز، في جنيف، صرح جيمس بيكر، أن الولايات المتحدة الأمريكية، ثابتة على موقفها، وعلى العراق أن لا يأمل أي تنازل منها، في محادثاتهما، في جنيف، وأن تاريخ 15 يناير 1991، هو موعد نهائي، قبل استعمال القوة. وقال إن جلسة جنيف، هي جلسة اتصالات، وليست جلسة مفاوضات.

    أعلن ناطق باسم الخارجية الفرنسية، أن الموقف الفرنسي من الأزمة، لم يتبدل. وهو يتلخص في ضرورة انسحاب العراق من الكويت، على أن تُعالَجَ، بعدها، الأزمات الأخرى. وأبدى الناطق أسف فرنسا، لموقف العراق السلبي من دعوة الجماعة الأوروبية وزير الخارجية العراقي، طارق عزيز، لكنه أكّد أن " الدعوة لا تزال مفتوحة ".

    بحث الرئيس الأمريكي، جورج بوش، مع الأمين العام للأمم المتحدة، خافيير بيريز دى كويلار، إمكانية ذهاب الأخير إلى بغداد، قبيل 15 يناير، اعتماداً على نتيجة اللقاء المنتظر بين وزير الخارجية الأمريكي، جيمس بيكر، ووزير الخارجية العراقي، طارق عزيز، في جنيف.

    أعرب ابن عم الملك فيصل الثاني، آخر ملوك العراق، عادل بن محمد الهاشمي، عن استعداده للعودة إلى العرش، في بغداد، للمساعدة على منع اندلاع حرب الخليج. وقال إنه على استعداد لأن يُنَصّبَ حاكماً رمزياً على الكويت، ليشرف على إجراء انتخابات ديموقراطية هناك. ويبلغ عادل الهاشمي 30 عاماً. وكان قد نشأ في الكويت، ويعيش، الآن، في بريطانيا، في مكان غير معروف، لدواع أمنية.

    شرعت السفارة الأمريكية في بغداد، تحرق ملفاتها ووثائقها، وبدأت عمليات ترحيل لكل الأفراد، الذين لا تحتاج إليهم، في الظروف الاضطرارية.

الأحداث العسكرية

    نفى مسؤول سعودي ما ذكر، من أن لغماً عائماً، قد انفجر في بئر نفط سعودي. وقال إن هذا الخبر عار من الصحة. وأضاف أن القوات البحرية، السعودية والأمريكية، قد اكتشفت بعض الألغام، ومعظمها شمال البحرين، والتقطتها من دون أن تنفجر.

الأحداث الاقتصادية

    وفقاً لتقديرات مجلة " ميدل إيست إيكونوميك سورني "، المتخصصة، الأسبوعية، فإن ما تنفقه المملكة العربية السعودية، على أزمة الخليج، يمثل ضعف عائداتها الإضافية، الناتجة من زيادة الأسعار، التي طرأت على النفط الخام. فقد حققت من الزيادة، التي طرأت بعد 2 أغسطس، عائداً، قدره 10 مليارات من الدولارات، في حين كلفتها أزمة الخليج، حتى الآن، 20 مليااًر من الدولارات.

    قررت شركة طيران قبرص، وقف رحلاتها إلى الخليج، من 8 إلى 15 يناير 1991. وتبعتها في ذلك عدة شركات طيران أخرى.

    قررت شركة الطيران البريطانية، خفض عدد رحلاتها إلى إسرائيل، ابتداء من 15 يناير.




الثلاثاء 8 يناير 1991

الأحداث السياسية

    تقرر تأجيل اجتماع مجلس التعاون الخليجي، المخصص لبحث تقديم المعونة إلى الدول العربية، المتضررة من أزمة الخليج، والذي كان من المقرر عقده في 9 يناير، إلى أجل غير مسمى.

    أعلنت إيران، أنها مستعدة لوضع موانئها، في الخليج الفارسي، تحت تصرف دول المنطقة، وأن ما سيخزن من بضائع في هذه الموانئ، لن يخضع لقوانين الجمارك الإيرانية.

    تنظر كندا في طلب زيادة مساعدتها قوات التحالف الدولية، في الخليج، إذ طلب منها إرسال 6 طائرات، من نوع ( SF-18 ) قناصة، ومن نوع بوينج 707 ( Boeing-707 ) إمداد بالوقود، إضافة إلى مستشفى ميداني، يضم 225 طبيباً وممرضات وغيرهم.

    صرح الرئيس الفلسطيني، ياسر عرفات، أنه في حالة مواجهة في الخليج، فإن القتال سيدوم " ما بين 3 و6 سنوات "، كما سيشمل كافة أنحاء العالم العربي.

    جرى لقاء وزير الخارجية الأمريكي، جيمس بيكر، والرئيس الفرنسي، فرانسوا ميتران، في باريس، وأسفر عن موافقة فرنسا على نقطتين: الأولى، تختص بتفسير قرارات مجلس الأمن المتعلقة بالكويت. والثانية، تتناول المهلة، التي تنتهي في 15 يناير، للحصول على انسحاب العراق من الكويت.

    وجه الرئيس الأمريكي، جورج بوش، رسالة إذاعية إلى شعوب العالم، أذيعت بلغات مختلفة، حذر فيها من أن أزمة الخليج، تدخل أخطر مراحلها. وقال إنه خلال أسبوع، ستنتهي المهلة المحددة للانسحاب العراقي الكامل، وغير المشروط، من الكويت، وعلى الرئيس العراقي، صدام حسين، أن يختار بين الحرب والسلام، قبل 15 يناير. وأضاف الرئيس الأمريكي، أنه لم يرسل وزير خارجيته إلى جنيف، "لتقديم تنازلات، أو لعرض حلول وسط "، بل إن الهدف من الاجتماع، هو " إعطاء الرئيس العراقي فرصة، قد تكون الأخيرة، لحل الأزمة بالوسائل السلمية، قبل حلول الموعد النهائي، الذي حدده مجلس الأمن، بعد أسبوع ". وقال إن موعد 15 يناير، ليس موعداً لبدء النزاع المسلح، وإنما هو " موعد نهائي، لكي يختار الرئيس العراقي، السلام على الحرب ".

    طلب الرئيس الأمريكي، جورج بوش، رسمياً، من الكونجرس الأمريكي، إصدار قرار، يخوله الحق في استخدام القوة ضد العراق، لإجباره على الانسحاب من الكويت. وقال الرئيس الأمريكي، في خطاب، وجهه إلى زعيم الجمهوريين في مجلس النواب، إن الكونجرس يجب أن يؤيد التهديد، الوارد في قرار الأمم المتحدة الأخير، باستخدام مختلف الوسائل الممكنة، لإخراج العراق من الكويت، إذا لم ينسحب.

    وصل إلى جنيف كل من وزير الخارجية العراقي، طارق عزيز، ووزير الخارجية الأمريكي، جيمس بيكر. وصرح طارق عزيز، لدى وصوله إلى المطار، أنه مستعد لإجراء مباحثات إيجابية، وبناءة، إذا كان لدى بيكر التفكير نفسه. وقال إن العراق، لن يخضع للضغوط، إلا أنه جاء إلى جنيف، بعقل مفتوح، لتبادل وجهات النظر، حول الموقف برمته في المنطقة بأسرها.

    أكّد وزير الخارجية الأمريكي، جيمس بيكر، لدى وصوله إلى مطار جنيف، أنه لم يحضر إلى جنيف للتفاوض مع وزير الخارجية العراقي، طارق عزيز، وإنما لإحاطته علماً بأن العالم كله، يقف ضد العراق، ويؤيد اتخاذ إجراء ضده، إذا لم ينسحب خلال المهلة، التي حددتها الأمم المتحدة.

    أعلن المتحدث باسم البيت الأبيض، أن سفينة سوفيتية، أوقفت في البحر الأحمر، محملة بأجزاء دبابات ومتفجرات ومعدات عسكرية أخرى، وأن ذلك قد يشكل انتهاكاً للحظر، الذي فرضته الأمم المتحدة ضد العراق. وقال المتحدث، إنه قد يسمح للسفينة بالسير إلى ميناء العقبة الأردني، إذا تأكد أن حمولتها، تتطابق مع قرارات مجلس الأمن الدولي.

    عقد اجتماع طارئ، في جدة، لمكتبي مؤتمر القمة الإسلامي الخامس، الذي ترأسه الكويت، ومؤتمر وزراء خارجية الدول الإسلامية، الذي ترأسه مصر، لمناقشة تطورات أزمة الخليج. ووجه ممثلو الدول الإسلامية، في ختام اجتماعهم، نداءً عاجلاً، باسم الدول الأعضاء في المنظمة وشعوبها، إلى الحكومة العراقية، بامتثال الشرعية، الدولية والإسلامية، وبصفة خاصة القرار الرقم 678، الصادر عن مجلس الأمن، وسحب قواتها، من دون تأخير، من الأراضي الكويتية، لكي تعود سلطة الحكومة الشرعية إلى الكويت. وقد تحفظ ممثل فلسطين مما ورد في البيان، في شأن إدانة العراق لغزوه الكويت.

    وصل إلى بون العاهل الأردني، الملك حسين، لإجراء مباحثات مع مستشار ألمانيا الغربية، هلموت كول، ووزير خارجيتها، هانز ديترتش جينشر ( Hans-Dietrich Genscher )، حول أزمة الخليج، والسعي إلى حلها، سلماً. وتأتي زيارة العاهل الأردني إلى ألمانيا، في إطار جولته في أوروبا.

    وصل نائب رئيس مجلس قيادة الثورة في العراق، عزة إبراهيم، إلى طهران، على رأس وفد رفيع المستوى، في زيارة رسمية، تستغرق ثلاثة أيام، هي الأولى، إلى إيران، منذ عام 1979، لمناقشة " كيفية تطبيق القرار الرقم 598، الصادر في شأن وقف إطلاق النار، بين البلدين، عقب الحرب العراقية ـ الإيرانية؛ ولتعميق العلاقات الثنائية بين البلدين، وتأييد المواقف الأخيرة، التي اتخذها العراق، إزاء أزمة الخليج العربي. وأعلن العراق أنه وإيران، اتفقا على إعادة نشر قواتهما نشراً، يجعل قوات كل جانب، تبعد مسافة كيلومتر واحد من مناطق الحدود المشتركة بين البلدين، لتتشكل منطقة فاصلة، عازلة بينهما.

    استبقت إسرائيل الأحداث، وحذرت الولايات المتحدة الأمريكية، من تقديم أي تنازلات، في ما يتعلق بحل قضايا الشرق الأوسط. وأعلنت، في الوقت نفسه، حالة تأهب قصوى، استعداداً لمواجهة أي هجوم عليها.

    أعلن مبعوث الرئيس الفرنسي، إلى بغداد، رئيس لجنة الشؤون الخارجية، في الجمعية الوطنية الفرنسية، ميشال فوزيل، تأييده " لمبادرة فرنسية ـ عربية "، في حال فشل لقاء جنيف، بين وزير الخارجية الأمريكي، جيمس بيكر، ووزير الخارجية العراقي، طارق عزيز. وأوضح أنه التقى الرئيس العراقي، صدام حسين، لمدة، زادت على أربع ساعات. وقال إن المبادرة، يجب أن تأتي قبل 15 يناير، لأنه لا مجال لإطالة المهلة. وقال إن الرئيس العراقي، ينتظر مثل هذه المبادرة من نوعين من الدول، مثل فرنسا، التي اختارها شريكة، منذ 15 عاماً، وكذلك بعض الدول العربية.

    أعرب وزير الخارجية الأمريكية الأسبق، الدكتور هنري كيسنجر، عن اعتقاده، أن العراق " سيتحرك، من الآن وحتى الموعد النهائي، الذي حددته الأمم المتحدة للانسحاب من الكويت ". وقال: " أنتظر تحركاً مهماً، من جانب العراق، بعد اللقاء في جنيف، إلا إذا كان الرئيس العراقي، صدام حسين، لا يصدق ما يقوله الرئيس الأمريكي، جورج بوش ".

    استقبل الرئيس العراقي، صدام حسين، الرئيس الفلسطيني، ياسر عرفات، في بغداد. ونسبت وكالة الأنباء العراقية، إلى الرئيس الفلسطيني، قوله إن " جوهر المعركة، كان، وسيبقى، فلسطين وقضيتها العادلة ". وعبر الرئيس الفلسطيني، من جهته، عن "تضامن الشعب العربي الفلسطيني، وقيادته، تضامناً مطلقاً، مع العراق والرئيس العراقي ".

    صرح وزير الخارجية العراقي، طارق عزيز، أن " العراق لن يكون خارج الكويت، بحلول 15 يناير، ولن يخضع للضغوط، ولا للتهديدات ". وقال إنه سيكون سعيداً بالذهاب إلى واشنطن، أو استقبال وزير الخارجية الأمريكي، جيمس بيكر، في بغداد، إذا ما أسفر اجتماع جنيف عن نتيجة، تبرر إجراء مزيد من المحادثات. وحذر من أن الحرب، لو اندلعت، " ستكون طويلة، ومريرة، ودموية، وستشمل إسرائيل ".

    في القاهرة، أعلن الرئيس المصري، حسني مبارك، لدى افتتاحه معرضاً للكتب، أن مصر " تعرف جيداً حقيقة القوة العراقية ". وأكّد أن العراق، لا يستطيع أن يوسع المواجهة العسكرية، في حال اندلاع الحرب. وقال إنه بعث برسائل عدة، مكتوبة، إلى الرئيس العراقي، صدام حسين "، في محاولة لمخاطبة العقل والمنطق. ولكن الردود، كانت تأتي من خلال أجهزة الإعلام العراقية، بأسلوب هابط، لا يتفق مع الأدب واللياقة ".

الأحداث العسكرية

    نفى صاحب السموّ الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز، النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء السعودي، ووزير الدفاع والطيران والمفتش العام، لجوء طائرات عراقية إلى المملكة العربية السعودية. وقال إن الخبر، الذي أوردته ( CNN )، كاذب من أساسه، ومختلق. وأضاف: " يؤسفني أن جريدة " الشرق الأوسط  "، المحترمة، تنشر كذباً، عن وكالات الأنباء الخارجية. وهذا أمر عسكري، يجب أن تلجأ إلى قيادة الإعلام الحربي، وتأخذ الحقيقة من وزارة الإعلام، ووكالة الأنباء السعودية  ".

    أعلنت إيران، أنها ستُجري مناورات كبيرة، في الخليج الأسبوع المقبل تستمر أشهراً.

الأحداث الاقتصادية

    بدأ العديد من الدول، الغربية والآسيوية، بسحب مواطنيها من منطقة الخليج، احتراساً من اندلاع الحرب. كما أوقف العديد من شركات الطيران، رحلاتها إلى المنطقة. ولم يبق مستمراً في الطيران إلى عُمان، سوى الشركة الفرنسية فقط.

    قررت شركة طيران " سويس أير "، إيقاف رحلاتها إلى إسرائيل، ودول الخليج.




الأربعاء 9 يناير 1991

الأحداث السياسية

    في مؤتمر صحفي، في باريس، ذكر الرئيس الفرنسي، فرانسوا ميتران، أن هناك خلافاً في المواقف، " المتخذة من فرنسا والولايات المتحدة الأمريكية، حول فكرة عقد مؤتمر دولي، من أجل تسوية الصراع العربي ـ الإسرائيلي ". وأضاف أن بلاده، ستبذل كل ما تستطيع من أجل السلام في منطقة الخليج، خلال الأيام المقبلة، وحتى مهلة 15 يناير؛ وأنه مستعد للذهاب إلى بغداد، للقاء الرئيس العراقي، صدام حسين، إذا كان ذلك ضرورياً، ومفيداً للسلام، في إطار احترام القانون. لكنه في حالة عدم انسحاب العراق من الكويت، فستشارك فرنسا، جنباً إلى جنب، في القتال، مع القوة العسكرية، الموجودة في المملكة العربية السعودية.

    رفض وزير الخارجية العراقي، طارق عزيز، اقتراح الجماعة الاقتصادية الأوروبية، دعوته إلى لقاء، من أجل التباحث معه. وقال إنه لن يجتمع إلاّ بزملائه العرب. وإن على الجماعة، إن أرادت الاجتماع معه، أن ترسل وزراءها إلى بغداد، لذلك.

    التقى الرئيس المصري، حسني مبارك، رئيس وزراء بريطانيا، جون ميجور، الذي وصل إلى القاهرة، في زيارة سريعة، استغرقت أربع ساعات. وقد قال ميجور، في مؤتمر صحفي، عقب المباحثات، إن وجهات النظر بين البلدين، بالنسبة إلى هذه الأزمة، متطابقة. وقد أكّد أن إسرائيل، لن تتدخل في الأزمة الخليجية. وكان جون ميجور بدأ جولة، زار، خلالها، المملكة العربية السعودية، حيث تفقد القوات البريطانية. ثم زار مسقط والقاهرة.

    أعرب القائد العام للقوات المسلحة المصرية، ووزير الدفاع والإنتاج الحربي، الفريق الأول يوسف صبري أبو طالب، عن أمله، أن يستجيب العراق رغبة المجتمع الدولي، فينسحب من الكويت، وأن تحل الأزمة، سلماً، قبل انتهاء المهلة، التي حددها مجلس الأمن. وأشار إلى أهمية متابعة الظروف، التي تمر بها المنطقة، بدقة، وأهمية أن تكون قواتنا المسلحة قادرة على مواجهة كل هذه الظروف.

    أعلن وزير الخارجية الأمريكي، جيمس بيكر، فشل محادثات مطولة، في جنيف، استمرت ست ساعات مع نظيره العراقي، طارق عزيز، وامتدت على مدى ثلاث جلسات. وقال: إنه لم يلمس " أي مرونة عراقية، للانصياع إلى قرارات الأمم المتحدة "، وإن هناك سوء تقدير عراقياً كبيراً " لرد الفعل العالمي، إزاء احتلال الكويت. كما حذر من أن العراق، سيختار " حلاً عسكرياً، لن يربحه، وسيقود إلى تدميره ". وأكّد بيكر " إننا نريد تنفيذ قرارات الأمم المتحدة، وربما استخدم الأمين العام للأمم المتحدة نفوذه في الأيام الستة الأخيرة الباقية، ليمارس وساطته، للوصول إلى حل سلمي يرضاه المجتمع الدولي. ومن جهتي لم أجد أي مرونة، ولم أسمع أي اقتراحات جديدة ". ( كان الأمين العام للأمم المتحدة، قد أعلن أنه مستعد للذهاب إلى بغداد، في حالة فشل المحادثات العراقية ـ الأمريكية، على أن يكون ذلك، قبل 15 يناير ). وأضاف بيكر، أنه سلم رسالة الرئيس الأمريكي، جورج بوش، إلى وزير الخارجية العراقي، وقرأها الأخير، بتأن، ورفض تسلمها. كذلك، رفضت السفارة العراقية، في واشنطن، تسلم نسخة، باللغة العربية، من الرسالة نفسها. بدوره، قال الوزير العراقي إنه لم يسمع شيئاً جديداً من نظيره الأمريكي، وأوضح أنه أبلغ بيكر أن العراق لم يسئ التقدير " ونحن نفهم ماذا يعني إرسال قواتكم إلى المنطقة ". وأشار إلى أنه رفض نقل رسالة الرئيس بوش إلى الرئيس صدام، " لأن لغتها لا تتفق مع لغة التخاطب بين رؤساء الدول ".

    أعلن وزير الخارجية الأمريكي، جيمس بيكر، قرار حكومته، سحب دبلوماسييها الخمسة الباقين، في بغداد، في 12 يناير. وأكّد نية حكومته، مطالبة العراق بخفض عدد الدبلوماسيين العراقيين، في واشنطن، ولكن من دون قطع العلاقات.

    أعرب الرئيس الأمريكي، جورج بوش، في تصريحات، أدلى بها، في مؤتمر صحفي، في البيت الأبيض، في بداية اجتماعه مع زعماء الكونجرس، عن شعوره " بالإحباط "، إزاء فشل المحادثات، بين وزير الخارجية العراقي، طارق عزيز، ووزير الخارجية الأمريكي، جيمس بيكر. وقال إن العراق، لم يظهر أي مرونة، من أي نوع، في اجتماع جنيف. وأكّد أن الاجتماع، الذي يعقده مع زعماء الكونجرس، يكتسب أهمية خاصة، بعد لقاء جنيف. وسئل عن تهديدات وزير الخارجية العراقي، بشنّ هجوم على إسرائيل، إذا تعرض العراق للهجوم، فقال إنه لا يعتقد أن الرئيس العراقي، صدام حسين، سيفتح جبهة قتال جديدة.

    عقد الرئيس الأمريكي، جورج بوش، مؤتمراً صحفياً، في واشنطن، عقب انتهاء المباحثات، بين وزير الخارجية الأمريكي، جيمس بيكر، ووزير الخارجية العراقي، طارق عزيز، في جنيف، أعلن في بدايته، أن المحادثات في جنيف، أظهرت أن الرئيس العراقي، صدام حسين، مستمر في رفض الحل الدبلوماسي لأزمة الخليج. وأن العراق غير راغب في الإذعان لمطالب المجتمع الدولي، بالانسحاب من الكويت. وأشار إلى رفض وزير الخارجية العراقي تسلم رسالته إلى الرئيس العراقي. وكذلك رفض السفير العراقي في واشنطن تسلمها. وأوضح أنه لم يفقد الأمل بعد، أن يمكن التوصل إلى حل سلمي. وكشف عن أنه اتصل، عقب انهيار المحادثات، بخادم الحرمين الشريفين، الملك فهد بن عبدالعزيز، وبالرئيس الفرنسي، فرانسوا ميتران، وبالأمين العام للأمم المتحدة، خافيير بيريز دى كويلار، وغيرهم. وأكّد أن خيار الحرب والسلام، هو في يد الرئيس العراقي.

    حذر الرئيس العراقي، صدام حسين، القوات الأمريكية، بأنها ستسبح في دمائها، إذا ما هاجمت العراق، بسبب احتلاله للكويت. ونقل تليفزيون بغداد، عن الرئيس العراقي، قوله، في اجتماع، حضره نحو خمسمائة من أعضاء حزب " البعث الاشتراكي العربي " الحاكم، إن العراقيين، ليسوا ممن يذعنون للتهديدات. وإنهم سيرون الفخ، الذي ستقع فيه الولايات المتحدة الأمريكية. وأضاف أن معركة العراق، ضد القوات المتعددة الجنسيات، المحتشدة في الخليج، ستؤدي إلى تغييرات، ليس بالنسبة إلى العراق فقط ولكنها سترفع الاضطهاد عن الإنسانية كلها.

    بدأ الأمين العام للأمم المتحدة، خافيير بيريز دى كويلار، يستعد لزيارة بغداد. وتردد أن بريطانيا والولايات المتحدة الأمريكية، أرادتا أن يجتمع مجلس الأمن، لتكليف الأمين العام بمهمة عقد محادثات مع الرئيس العراقي، صدام حسين. لكنه فضل أن يتحرك، بحرية، وليس بقيود المجلس. كما رغب في بذل جهد لحل سلمي، بدلاً من الذهاب إلى بغداد، لتسليمها إنذاراً دولياً بالحرب.

    أغلق الأردن حدوده مع العراق، في وجه النازحين، هرباً من احتمال نشوب الحرب في الخليج. وقال رئيس الوزراء الأردني، مضر بدران، إن الأردن، " سيقاوم، بكل قوة، في حال تدخل إسرائيل ضده، جواً أو براً ".

    قالت وكالة " رويتر "، إن الرئيس السوفيتي، ميخائيل جورباتشوف، بعث برسالة إلى الرئيس العراقي، صدام حسين، في شأن أزمة الخليج. ولم تكشف الوكالة عن فحوى الرسالة. وقالت إنها " تتفق والجهود المستمرة، التي يبذلها الاتحاد السوفيتي، من أجل ضمان التوصل إلى نتيجة سلمية، لأزمة الخليج ".

    نسبت وكالة الأنباء العراقية، إلى نائب رئيس مجلس قيادة الثورة في العراق، عزة إبراهيم، الذي يزور طهران، قوله إن العراق يرغب في "إقامة علاقات إستراتيجية مع إيران؛ لأن مثل هذه العلاقات يشكل المفتاح لجميع المشاكل في منطقة الخليج، أو منطقة الشرق الأوسط.

الأحداث العسكرية

    شهد وزير الدفاع الإسرائيلي، موشي أرينز، مناورات مشتركة، لوحدات المظلات والمدرعات، جرت في صحراء النقب، وذلك في إطار الاستعداد العسكري، لخوض الصراع في الخليج.




الخميس 10 يناير 1991

الأحداث السياسية

    وصل وزير الخارجية الأمريكي، جيمس بيكر، إلى المملكة العربية السعودية، في إطار جولة له في المنطقة، للتباحث مع مختلف الأطراف المعنية، بعد لقائه، في جنيف، وزير الخارجية العراقي، طارق عزيز. وقد جرى لقاء، في الرياض، بين خادم الحرمين الشريفين، الملك فهد بن عبدالعزيز، ووزير الخارجية الأمريكي، " ناشدا، خلاله، العراق، اختيار طريق السلام، مع تأكيدهما أنهما لن يرضيا بأقل من انسحاب عراقي تام من الكويت ". وكان ضمن مباحثاتهما، من دون الدخول في التفاصيل، موضوع مواصلة المملكة العربية السعودية تمويلها " للانتشار الأمريكي، في المملكة ".

    صرح الرئيس الفلسطيني، ياسر عرفات، خلال زيارته الخرطوم، أنه " يفكر في أن يقوم بجولة إلى عدة عواصم عربية، من أجل الدعوة إلى عقد قمة عربية "، سعياً إلى " احتواء الوضع الراهن، في العالم العربي ". وطالب الرئيس الفلسطيني الولايات المتحدة الأمريكية، " بترك الأبواب مفتوحة أمام المفاوضات "؛ إذ إن لقاء جنيف، بين وزير الخارجية الأمريكي، جيمس بيكر، ووزير الخارجية العراقية، طارق عزيز، " ليس إلا " جلسة أولى من المحادثات "، وإن " المشكلة لن تحل من لقاء واحد ".

    فتح الكونجرس الأمريكي حواراً حول أزمة الخليج، استهدف منح الرئيس الأمريكي، جورج بوش، النور الأخضر، للالتجاء إلى القوة، ضد العراق، إذا لم ينسحب الأخير من الكويت، قبل 15 يناير 1991.

    بحث مجلس الوزراء البريطاني، برئاسة جون ميجور، نتائج المباحثات، التي أجراها رئيس وزراء بريطانيا مع الرئيس المصري، حسني مبارك، وخادم الحرمين الشريفين، الملك فهد بن عبدالعزيز، وسلطان عُمان، السلطان قابوس بن سعيد. وقال وزير الخارجية البريطاني، دوجلاس هيرد، إن المحادثات كانت بناءة جداً، وإن ميجور يشعر بالرضا التام عما حققته.

    غادر الأمين العام للأمم المتحدة، خافيير بيريز دى كويلار، نيويورك، متوجهاً إلى بغداد، للاجتماع إلى الرئيس العراقي، صدام حسين، لبحث إمكانية تجنب اندلاع حرب في الخليج. وقال إن واجبه الأخلاقي، يحتم عليه، كأمين عام للأمم المتحدة، أن يفعل أي شيء، لتفادي حدوث أسوأ التطورات. وإنه سيعرض على الرئيس العراقي، نشر قوة مؤقتة، تابعة للأمم المتحدة، في الكويت، في حال موافقته على الانسحاب منها، وإن هذه القوة، لن تضم جنوداً من القوات المتحالفة ضد العراق. وسيتوقف الأمين العام للأمم المتحدة في باريس، للقاء الرئيس الفرنسي، فرانسوا ميتران، وفي جنيف، ليلتقي وزراء خارجية دول الجماعة الأوروبية، قبل أن يستأنف رحلته إلى بغداد.

    أكّد المتحدث باسم قصر الإليزيه، أن الرئيس الفرنسي، فرانسوا ميتران، مصمم على مواصلة جهوده، من أجل التوصل إلى حل سلمي، ومحاولة إيجاد وسيلة، لإقناع العراق بتطبيق قرارات مجلس الأمن. وذلك بالتعاون مع آخرين. وأشار المتحدث إلى أن الجهود الفرنسية، ستستمر حتى اللحظة الأخيرة لانتهاء الموعد، الذي حدده مجلس الأمن، وهو 15 يناير 1991.

    كشفت مصادر رسمية فرنسية، عن أن المبادرة الفرنسية الجديدة، لحل أزمة الخليج، تقضي بأن يعلن العراق الانسحاب من الكويت، قبل 15 يناير، على أن يحصل على تعهدات رسمية، أنه لن يتعرض لأي هجوم عسكري، أثناء الانسحاب. وبعد الانسحاب، يصبح المجال مفتوحاً لبحث كافة قضايا الشرق الأوسط، في إطار مؤتمر دولي، أو عدة مؤتمرات دولية، والبحث عن صيغة تضمن أمن منطقة الخليج، على غرار ما حدث في مؤتمر الأمن والتعاون الأوروبيين، الذي عقد في باريس، في نوفمبر 1990.

    قال متحدث باسم البيت الأبيض، إن الرئيس الفرنسي، فرانسوا ميتران، ملتزم تماماً قرارات الأمم المتحدة، والموعد المحدد لتنفيذها. وإن تصريحات وزير الدفاع الفرنسي، جان بيير شيفنمان، لا تمثل موقف حكومته. وكان شيفينمان قد صرح، أن " في إمكان الولايات المتحدة الأمريكية، الاضطلاع بمبادرة صغيرة جداً، تجعل الرئيس العراقي، صدام حسين، يعمد إلى مبادرة أكبر بكثير، ويسحب قواته من الكويت ". كما أعلن أسفه لفشل محادثات جنيف، قائلاً: " إنها جاءت متأخرة، إذا جاز أن نتحدث عن مفاوضات ".

    بدأت دول العالم، بعد فشل محادثات جنيف، بالإسراع بإجلاء رعاياها، من الكويت وبغداد، وترحيل الباقين من دبلوماسييها هناك، وإغلاق سفاراتها احتراساً من اندلاع الحرب، فور انتهاء مهلة 15 يناير 1991. كما أسرعت الأمم المتحدة، إلى إجلاء عائلات موظفيها في إسرائيل، وترحيلهم إلى قبرص.

    أجرى الرئيس الأمريكي، جورج بوش، سلسلة واسعة من المكالمات الهاتفية، لإطلاع عدد من القادة على نتائج محادثات جنيف. وشملت المكالمات كلاً من الأمين العام للأمم المتحدة، خافيير بيريز دى كويلار، ورئيس وزراء بريطانيا، جون ميجور، وخادم الحرمين الشريفين، الملك فهد بن عبدالعزيز، والرئيس التركي، تورجوت أوزال، ورئيس الوزراء الإسرائيلي، إسحاق شامير، والرئيس الفرنسي، فرانسوا ميتران، ومستشار ألمانيا الغربية، هلموت كول.

    عاد العاهل الأردني، الملك حسين، إلى عمّان، بعد جولة، شملت أربع دول أوروبية، أجرى فيها محادثات، لتفادي نشوب الحرب في الخليج. وأُعلِنَ في عمّان، أن وزير الخارجية الأردني، طاهر المصري، سيتوجه إلى بغداد، لإجراء محادثات مع الرئيس العراقي، صدام حسين. وسيطلع الوزير الأردني، الرئيس العراقي، على نتائج محادثات العاهل الأردني، في كل من بريطانيا وألمانيا وإيطاليا ولوكسمبورج.

    أعربت وزارة الخارجية السوفيتية، عن " الأسف العميق "، لفشل محادثات جنيف. وقالت: " إن الاتحاد السوفيتي مقتنع بأن أقصى جهود حيوية، دبلوماسية وسياسية، يجب أن تبذل، في محاولة أخيرة، لتجنب حرب في الخليج ". ورحبت الوزارة بالزيارة المرتقبة للأمين العام للأمم المتحدة، خافيير بيريز دى كويلار، إلى بغداد.

    ساد شعور بالرضى، في الأوساط الإسرائيلية، بعد إعلان فشل نتائج اجتماع جنيف. ورُفِعَت حالة التأهب في صفوف الجيش الإسرائيلي. ووجهت السلطات تحذيرات إلى الفلسطينيين، في الأراضي المحتلة، من تصعيد الانتفاضة، في حال نشوب حرب.

    رأى رئيس الوزراء الإسرائيلي، إسحاق شامير، أن الحرب، المحتمل وقوعها في الخليج، ستكون " قصيرة "، وأن العراق، ليس لديه أي فرصة، " للصمود أمام القوات الأمريكية ".

الأحداث العسكرية

    أعلن متحدث باسم وزارة الدفاع الأمريكية أن حجم القوات المتحالفة، الموجودة في الخليج، قد بلغ 615 ألف مقاتل. منهم 370 ألف من الأمريكيين. وفي مواجهتها تقف القوات العراقية، التي يبلغ حجمها 540 ألف جندي مقاتل، و 4 آلاف دبابة، و 2.700 عربة مدرعة و3 آلاف قطعة مدفعية. إضافة إلى 26 قطعة بحرية أمريكية، و8 سفن مساعدة، في مياه الخليج العربي. أما في بحر العرب، فتوجد حاملة طائرات، تصاحبها مدمرتان وطراد وفرقاطة، و8 سفن مساعدة. ويوجد في البحر الأبيض المتوسط، حالياً، 29 سفينة، منها حاملتا طائرات، ومجموعاتهما المقاتلة.

    أعلنت مسقط، أن السفينة القبرصية، التي غرقت في خليج عُمان، تعرضت لانفجار في غرفة محركها، ولم تصطدم بلغم، كما أذاعت وكالات عالمية.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 75802
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 78
الموقع : الاردن

 يوميات حرب الخليج من 1/1/1991  الى 13/3/1991 Empty
مُساهمةموضوع: رد: يوميات حرب الخليج من 1/1/1991 الى 13/3/1991    يوميات حرب الخليج من 1/1/1991  الى 13/3/1991 Emptyالخميس 24 مارس 2016, 8:23 pm

الجمعة 11 يناير 1991

الأحداث السياسية

    أكّد الرئيس الأمريكي، جورج بوش، في حديث هاتفي، مع الرئيس السوفيتي، ميخائيل جورباتشوف، أن الولايات المتحدة الأمريكية، تتفق معه تماماً، في شأن المطالبة بالانسحاب العراقي من الكويت، قبل 15 يناير.

    زار وزير الخارجية الأمريكي، جيمس بيكر، القوات الأمريكية، المتمركزة في المملكة العربية السعودية. ودامت الزيارة نصف ساعة، أكّد، خلالها، أن أي محاولة لمد المهلة، المقررة من قبل الأمم المتحدة، للانسحاب العراقي من الكويت، وهي 15 يناير، لن تكون لها فائدة. وصرح، أمام الضباط والجنود الأمريكيين، " أن الولايات المتحدة الأمريكية، ليس لديها خطة ما، من أجل الإبقاء على وجود عسكري دائم في المنطقة، بعد انسحاب العراق، وبعد أن يختفي التهديد، الماثل في منطقة الخليج ". وقال بيكر: " لن يكون عليكم الانتظار مدة أطول لمعرفة هل ستذهب الولايات المتحدة إلى الحرب ضد العراق ". وأضاف " لأكن واضحاً معكم. إن العراق سيكون قد اجتاز حافة الهاوية منتصف ليل 15 يناير. وأعلم أنكم ستجعلون بلدكم فخورة بكم إذا دعيتم إلى القتال. فأنتم رجال المعركة، التي ستحرر الكويت، مع باقي القوات المتحالفة ". ووجه كلامه إلى الرئيس العراقي، قائلاً: " ربما أخطأ حساب نهاية الموعد، ولربما انتظر حتى الثلاثاء المقبل ليقوم بتحرك ما ".

    وصل وزير الخارجية الأمريكي، جيمس بيكر، إلى القاهرة، في إطار جولته في المنطقة، والتي زار، خلالها، كلاً من المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة. وفي الرياض، أجرى مباحثات مع خادم الحرمين الشريفين، الملك فهد بن عبدالعزيز، أطلعه خلالها على تفاصيل لقائه وزير الخارجية العراقي، وعلى نتائج محادثاتهما. وبحث بيكر، كذلك، موضوع أسلوب اتخاذ القرار السياسي الخاص بالخيار العسكري، وموضوع نفقات القوات المتحالفة في المملكة. وقال بيكر: " إن المملكة ساهمت بكرم في نفقات العام 1990، وبحثنا في نفقات العام 1991، إذا استمرت المشكلة، وإنني راضٍ عمّا توصلنا إليه خلال بحث هذا الموضوع ". كما أجرى الوزير الأمريكي محادثات مع الشيخ جابر الأحمد الجابر الصباح، في الطائف، حضرها ولي العهد الكويتي ووزير الخارجية، تناولت تطورات الأوضاع في منطقة الخليج، بعد فشل مباحثات جنيف. وعبّر مصدر رسمي كويتي عن ارتياح الحكومة الكويتية إلى نتائج المحادثات، وقال: " أعربنا عن شكرنا للموقف الأمريكي الحازم، الذي يمثل الإرادة الدولية ".

    في رسالة، سلمت إلى سفير العراق في طوكيو، طلبت الحكومة اليابانية من بغداد، أن تتخذ قراراً شجاعاً، في خصوص الانسحاب من الكويت، قبل 15 يناير. واليابان، من منطلق خبرتها الماضية، تأمل أن تسوى الأزمة، بالوسائل السلمية.

    ناشدت اللجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني، العراق، الانسحاب من الكويت. وفي الوقت نفسه، طلبت من الولايات المتحدة الأمريكية، " التفكير مرتين، قبل الاندفاع إلى عمل ما؛ لأن هذه الأزمة، تتطلب، من جميع الأطراف، الاستماع إلى صوت العقل ".

    نادى البرلمان الهندي بضرورة " البحث، من دون توقف، عن الوسائل السلمية، مشيراً إلى أنه منذ الحرب العالمية الثانية، لم تكن الإنسانية أقرب، من اليوم، إلى الكارثة التامة ".

    أعلن الرئيس المصري، حسني مبارك، في حديث، أجراه معه كبير مذيعي شبكة التليفزيون الأمريكية ( C.N.N )، برنارد شو، أنه بعث إلى الرئيس العراقي، صدام حسين، برسالة تلو رسالة، محذراً من مغبة الموقف الخطير الماثل وعواقبه. ولكن الرئيس العراقي، يبدو وكأنه لا يصدق هذه التحذيرات. وأوضح أنه يجب بذل أقصى جهد ممكن، سعياً وراء التوصل إلى حل سلمي لأزمة الخليج. ويجب علينا أن نفعل أقصى ما يمكننا، حتى يحين موعد انتهاء المهلة، في 15 يناير. وأضاف قائلاً: " لم يصبني الملل من تحذير صدام. وإنني أكرر التحذير، وظللت أكرره. ومنذ يومين، أرسلت إلى الرئيس العراقي، رسالة شفهية أخرى، في محاولة للمساعدة؛ لأن ما أخشى عليه، هو الشعب العراقي ".

    عقد الأمين العام للأمم المتحدة، خافيير بيريز دى كويلار، مباحثات، في باريس، مع الرئيس الفرنسي، فرانسوا ميتران. توجه، بعدها، إلى جنيف، حيث اجتمع، في المقر الأوروبي، مع وزراء خارجية الجماعة الأوروبية. وأعلن دى كويلار، قبل توجهه إلى العراق، أن مهمته، في بغداد، تتلخص في إقناع العراق بضرورة الانسحاب الكامل للقوات العراقية من الكويت، وامتثاله القرارات الدولية، في هذا الشأن.

    وصل الأمين العام للأمم المتحدة، خافيير بيريز دى كويلار، إلى عمّان، في طريقه إلى بغداد. وأصرّ على أنه لا يحمل خطة، لتفادي نشوب حرب في الخليج. وقال ما يلي:

    * إنه لا يحمل خطة سلام إلى بغداد. ولكنه قد يفكر في إحلال قوة لحفظ السلام، تابعة للأمم المتحدة، محل القوات الأجنبية في الخليج.

    * إنه إذا سنحت الفرصة، فهناك شيء واحد، يمكن عمله، بالتشاور مع الأطراف نفسها، ومع مجلس الأمن، التابع للأمم المتحدة.

    * إنه سيتوجه إلى بغداد، للقاء الرئيس العراقي، صدام حسين، وتبادل وجهات النظر معه، في شأن الموقف في الخليج.

    أعلن وزير الخارجية البرتغالي، أن الأمين العام للأمم المتحدة، خافيير بيريز دى كويلار، يحمل خطة سلام، من خمس نقاط، إلى بغداد، وأن بيريز دى كويلار نفسه، اقترح هذه النقاط، لعرضها على العراق، في مقابل انسحابه من الكويت. وهذه النقاط هي:

    ـ ضمان عدم مهاجمة العراق.

    ـ قوة مراقبين، تابعة للأمم المتحدة، تشرف على الانسحاب العراقي.

    ـ قوة لحفظ السلام، بعد الانسحاب.

    ـ مؤتمر دولي، في شأن السلام في الشرق الأوسط، بعد الانسحاب العراقي.

    ـ ضمان أن تنسحب القوات المتحالفة من المنطقة

    نفى العراق نفياً قاطعاً، ما ردده بعض وسائل الإعلام الغربية، حول اعتزام الرئيس العراقي، صدام حسين، إعلان أي مبادرة جديدة، تقضي بانسحابه من الكويت، يوم 15 يناير. وأعلن الرئيس العراقي، في خطاب، ألقاه أمام " المؤتمر الشعبي الإسلامي "، في بغداد، أنه يستبعد، كلية، التوصل إلى تسوية لأزمة الخليج، من دون حل المشكلة الفلسطينية. وكرر الرئيس العراقي، أن العراق " متمسك بتنفيذ قرارات مجلس الأمن كلها. ولكن، يجب أن تبدأ بفلسطين ". وأكد الرئيس العراقي، أن العراق، " نشر أمام أوكار الغدر والخيانة والشر، 60 فرقة، في مقابل 14 فرقة للقوات المتحالفة ضده. وأن العراق، سيحقق النصر في المنازلة المقبلة ".

    في بغداد، دعا " المؤتمر الشعبي الإسلامي " جميع المسلمين، إلى " الجهاد " ضد القوات المتحالفة في الخليج، وإلى النيل من مصالح الولايات المتحدة الأمريكية، وحلفائها في العالم، إذا بادرت القوات الأمريكية إلى الهجوم ضد العراق.

    صرح رئيس الوزراء الإسرائيلي، إسحاق شامير، أن فرص الحرب، أصبحت وشيكة، في الخليج. وصرح المتحدث باسم البيت الأبيض، مارلين فيتزووتر، أن الولايات المتحدة الأمريكية، سترد على أي هجوم، تتعرض له إسرائيل.

    دعا علماء ومفكرون إسلاميون، شاركوا في " المؤتمر الشعبي الإسلامي "، في مكة المكرمة، وبينهم  الرئيس العام لإدارات البحوث والإفتاء والدعوة والإرشاد، في المملكة العربية السعودية، الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله بن باز، وشيخ الأزهر، الشيخ جاد الحق علي جاد الحق، الشعب والجيش، في العراق، " للتبرؤ من نظام صدام حسين، وعصيان أوامر قيادته الضالة ". ووصفوا النظام العراقي، بأنه "يتخذ الإسلام مطية لأغراضه الخبيثة "، واستطراداً، فإن "التصدي لظلمه، وعصيان أوامره، يُعَدّ واجباً ".

    أعلنت وزارة الخارجية الأمريكية، " أن إرهابيين، يدعمهم العراق، يُعِدّون لتنفيذ عمليات، في كل مكان من العالم ". ودعت رعاياها، حيث وُجِدوا، إلى مضاعفة تدابير الأمن، في حالة نشوب نزاع في الخليج. وقال المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية الأمريكية، تشارلز ردمان ( Charles E. Redman )، إن الولايات المتحدة الأمريكية، تعتقد أن الشرق الأوسط، وأوروبا، سيكونان مسرح هذه العمليات.

الأحداث الاقتصادية

    قررت وكالة الطاقة الدولية، اعتماد برنامج طوارئ، يرمي إلى تأمين تدفق الإمدادات النفطية، في حال اندلاع حرب الخليج. وأعلنت أن الخطة، تقضي بطرح مليونين ونصف مليون برميل من النفط، يومياً، في الأسواق، يشكل المخزون الاحتياطي منها، نسبة 80 %، وتوفر الكميات الباقية، من طريق الحد من الاستهلاك.

    نقلت وكالة الأنباء الفرنسية، عن سفير المملكة العربية السعودية في واشنطن، الأمير بندر بن سلطان، عقب مباحثات وزير الخارجية الأمريكي، جيمس بيكر، مع المسؤولين السعوديين، أن المملكة العربية السعودية، وافقت على أن تتحمل ما بين 40 و50 %، من نفقات انتشار القوات الأمريكية في الخليج، وأي حرب، تنشب في المنطقة. ومع ذلك، رفض الإفصاح عن المبلغ، الذي تعهدت المملكة المساهمة به. وتقدر، وكالة الأنباء، نفقات القوات، الأمريكية والمتعددة الجنسيات، بنحو 30 مليار دولار.




السبت 12 يناير 1991

الأحداث السياسية

    أكّد وزير الخارجية الإيطالي، جياني دي ميكليس، أن الجماعة الاقتصادية الأوروبية، تأمل أن يرسل وفد إلى بغداد، في حالة فشل محادثات الأمين العام للأمم المتحدة، خافيير بيريز دى كويلار، مع الرئيس العراقي.

    وافق الكونجرس الأمريكي، بمجلسيه، على قرار، يعطي الرئيس الأمريكي، جورج بوش، السلطة، لاستخدام القوة في إخراج العراق من الكويت. وقد وافق مجلس الشيوخ على القرار، بأغلبية 52 صوتاً، ضد 47 صوتاً. بينما وافق عليه مجلس النواب، بأغلبية 250 صوتاً، ضد 183 صوتاً. وينص هذا القرار، الذي وصفه بأنه يشبه إعلاناً للحرب، على أن الكونجرس الأمريكي، يخول الرئيس جورج بوش، استخدام القوات المسلحة، لتنفيذ قرار مجلس الأمن، الرقم 678، والقرارات الأخرى، على أن يبلغ الرئيس الأمريكي، مجلسي النواب والشيوخ، قرار استخدام القوة العسكرية، وأن الولايات المتحدة الأمريكية، قد استخدمت كل الجهود الدبلوماسية، والحصار الاقتصادي، لإرغام الرئيس العراقي، صدام حسين، على الانسحاب، وأن هذه الجهود لم تنجح. ويبلغ الرئيس الأمريكي الكونجرس التطورات، كل ستين يوماً.

    عقد الرئيس المصري، حسني مبارك، مباحثات مهمة، مع وزير الخارجية الأمريكي، جيمس بيكر، في إطار جولته في المنطقة، تناولت تطورات أزمة الخليج، وما جرى في اجتماع جنيف، بينه وبين طارق عزيز، وزير الخارجية العراقي. كما تناولت مهمة الأمين العام للأمم المتحدة، خافيير بيريز دى كويلار، في العراق. وحذر وزير الخارجية الأمريكي، أثناء وجوده في القاهرة، الرئيس العراقي، صدام حسين، من التورط في " حسبة غلط أخرى ". وأكّد رفضه لعقد مؤتمر دولي للسلام في الشرق الأوسط؛ إذ يراه " مكافأة للمعتدي ".

    غادر وزير الخارجية الأمريكي، جيمس بيكر، القاهرة، متوجهاً إلى دمشق، حيث أجرى مباحثات مع الرئيس السوري، حافظ الأسد. وأعرب بيكر، عقب المباحثات، عن ارتياحه لنتائج هذه المباحثات. وتوجه، بعد ذلك، إلى تركيا.

    وجه الرئيس السوري، حافظ الأسد، نداء، إلى الرئيس العراقي، صدام حسين، عبْر الإذاعة، طالبه فيه بالانسحاب من الكويت، وتجاوز الخلافات العراقية ـ السورية، مؤكداً أنه " إذا انسحب العراق من الكويت، فإن سورية، ستقاتل إلى جانبه، في حال تعرضه لعدوان، بعد الانسحاب ". وقد أذيعت رسالة الرئيس السوري، مع وصول وزير الخارجية الأمريكي، جيمس بيكر، إلى دمشق، لإجراء محادثات مع الرئيس الأسد، حول الموقف.

    صرح وزير الخارجية السوري، فاروق الشرع، إلى وكالة " رويتر " أن سورية، لن تقبل أي تدخل إسرائيلي في أزمة الخليج، وستقف إلى جانب العرب؛ إذا ما هاجمتهم إسرائيل.

    وفي اجتماع بين وزير الخارجية السوري، فاروق الشرع، ووزير الخارجية الأمريكي، جيمس بيكر، أكّد الوزير السوري، أنه يجب على إسرائيل أن لا تتدخل، حتى لو بدأ العراق بشن هجوم ضدها. وأشار فاروق الشرع، إلى أن القوات السورية، الموجودة في الخليج، لن تشارك في هجوم ضد العراق، وإنما هي موجودة لأهداف دفاعية فقط.

    استدعت وزارة الخارجية الأمريكية، السفير العراقي في واشنطن، وأمرته بتخفيض عدد موظفيه، من 16 إلى أربعة، هو واحد منهم، قبل يوم 15 يناير. وقالت الخارجية الأمريكية، إن هذه الخطوة، تهدف إلى الحيلولة دون لجوء الدبلوماسيين العراقيين إلى تنظيم عمليات إرهابية.

    غادر دبلوماسيو الدول الغربية بغداد، ولم يتبق من دبلوماسيي دول الجماعة الاقتصادية الأوروبية، سوى دبلوماسيي فرنسا. وأبقى الاتحاد السوفيتي على تمثيله الدبلوماسي، في بغداد. وكذلك اليابان وتركيا ويوغسلافيا والهند، ومعظم الدول العربية.

    أكّد وزير الخارجية البريطاني، دوجلاس هيرد، في مؤتمر صحفي، عقده في ختام زيارته إلى البحرين، التي وصلها ضمن جولة، تشمل قطر والأردن والإمارات وتركيا، أن القوات الدولية المتحالفة في الخليج، ستتدخل لإجبار العراق على الانسحاب من الكويت، إذا أصر الرئيس العراقي على بقاء قواته هناك، بعد يوم 15 يناير. وأعرب عن اعتقاده، أن مهمة الأمين العام للأمم المتحدة، خافيير بيريز دى كويلار، في بغداد، هي آخر فرصة ممكنة، لتحقيق السلام في المنطقة.

    صرح العاهل الأردني، الملك حسين، إلى شبكة التليفزيون الأمريكية ( A.B.C )، أن بلاده مصممة على منع أي انتهاك لمجالها الجوي، أو أراضيها، من أي جانب من المتورطين في حرب الخليج، بما في ذلك إسرائيل، حتى لا تصبح الأراضي الأردنية مسرحاً لعمليات عسكرية.

    وصل إلى بغداد، بعد ظهر اليوم، الأمين العام للأمم المتحدة، خافيير بيريز دى كويلار، في محاولة أخيرة، لإقناع الرئيس العراقي، صدام حسين، بتنفيذ القرارات الدولية، قبل انتهاء المهلة، التي حددها مجلس الأمن، في 15 يناير 1991. وأدلى بيريز دى كويلار، في مطار بغداد، بتصريح، جاء فيه: " جئت بحسن النية، والرغبة في التوصل إلى حل سلمي. لكنني مقتنع، كذلك، بأنني أتيت برغبة المجتمع الدولي في حل سلمي ". وأضاف أنه لا يعرف إلى متى سيبقى في بغداد.

    وجه خادم الحرمَين الشريفَين، الملك فهد بن عبدالعزيز، نداءً جديداً، إلى الرئيس العراقي، صدام حسين، يدعوه فيه إلى الانسحاب الكامل، غير المشروط، من الكويت. وقال الملك فهد، في حديثه إلى وفد من أعضاء المجلس التنفيذي للمؤتمر الشعبي الإسلامي، إنه " يوجه هذا النداء، لكون الرئيس العراقي، هو وحده، بعد الله، الذي يملك مصير الأحداث، سواء سلماً أو حربا ً". وأهاب الملك فهد بالرئيس العراقي، "أن يأمر جيشه بالانسحاب الكامل من الكويت، انطلاقاً من حرصه على العراق، وجيش العراق، لكونه جزءاً من جسم الأمة العربية ".

    أعرب وزير الدفاع الأمريكي، ديك تشيني، عن اعتقاده، أن حرب الخليج، لو وقعت، فلن تستغرق سوى عدة أشهر. ورفض التعليق على حجم الخسائر المحتملة، وقال: " إن هدفنا هو تحرير الكويت، ولكن لن يكون للقوات العراقية ملجأ داخل العراق ".

    في موسكو، اجتمع مجلس السوفيت الأعلى، وتبنى قراراً، بأغلبية 312 صوتاً، ضد 27 صوتاً، وامتناع 36 عن التصويت، يوصي الرئيس السوفيتي، ميخائيل جورباتشوف، بالاضطلاع بمبادرة، لدى قادة العراق والولايات المتحدة الأمريكية، ودول أخرى، في منطقة النزاع، بهدف القضاء على مصدر التوتر في الخليج.




الأحد 13 يناير 1991

الأحداث السياسية

    عقد  اليوم، الأمين العام للأمم المتحدة، خافيير بيريز دى كويلار، اجتماعاً، مع الرئيس العراقي، صدام حسين، استغرق 3 ساعات، بعد أن أرجأ الرئيس العراقي، لقاءه خمس ساعات. ثم توجه بيريز دى كويلار إلى باريس، واكتفى بأن قال للصحفيين، في مطار بغداد: " إن الله، وحده، يعلم ما إذا كانت الحرب ستندلع في الخليج أم لا ". وأضاف قائلاً: لست متشائماً، ولا متفائلاً، ولكني، كأمين عام للأمم المتحدة، لا بد أن أكون متفائلاً. وقال إنه كأمين عام للأمم المتحدة، لا يستطيع أن يبلغ الصحفيين تفاصيل المفاوضات، التي أجراها في بغداد، إلا بعد أن يقدم تقريره إلى مجلس الأمن. وأضاف أنه اجتمع إلى الرئيس العراقي، ووزير الخارجية العراقي، طارق عزيز، وأنه يستطيع أن يقول، إن لديه فكرة جيدة جداً، حول موقفهما، وإنه عرض عليهما بعضاً من أفكاره الخاصة، بدافع الرغبة في البحث عن حل سلمي لأزمة الخليج.

    وفي ما كان الأمين العام للأمم المتحدة، خافيير بيريز دى كويلار، مجتمعاً مع الرئيس العراقي، صدام حسين، بثت الإذاعة العراقية رسالة من الرئيس العراقي، رفض فيها الدعوة، التي وجهها إليه الرئيس السوري، حافظ الأسد، لسحب قواته من الكويت. وقال، موجهاً كلامه إلى الرئيس السوري: " إن المحافظة التاسعة عشرة ( الكويت ) ستكون ساحة المنازلة الكبرى، بين المؤمنين والكفرة ". ودعا الرئيس العراقي الرئيس السوري، إلى الانضمام إليه، حتى يدخل التاريخ ".

    أعلن مستشار الأمن القومي الأمريكي، برينت سكوكروفت، أن العراق، عامل الأمين العام للأمم المتحدة، خافيير بيريز دى كويلار، " بوقاحة ". وقال إن الموقف لا يزال يبعث على التشاؤم، وإن المؤشرات، تفيد بحتمية الحرب.

    أفادت مصادر فلسطينية، أن الرئيس الفلسطيني، ياسر عرفات، اجتمع إلى الأمين العام للأمم المتحدة، خافيير بيريز دى كويلار، في بغداد. وقال، بعد الاجتماع، إنه لن تكون هناك حرب. وخاطب الصحفيين، قائلاً: " لا حرب، لا حرب، لا حرب. يمكنكم البقاء في بغداد "، ثم عاد وحذر من أن الحرب، إذا نشبت، لن تكون في بغداد وحسب، وإنما في كل المنطقة. وقال: " لن تكون نزهة، فهي ليست جرينادا، أو بنما، أو لبنان ".

    أشاد الرئيس الليبي، العقيد معمر القذافي، بالنداء، الذي وجهه الرئيس السوري، حافظ الأسد، إلى الرئيس العراقي، صدام حسين. وقالت وكالة الأنباء الليبية، إن العقيد القذافي، يدعو إلى اجتماع طارئ لمجلس الأمن، " لجميع دول حوض البحر الأبيض المتوسط، والشرق الأوسط "، لمحاولة إيجاد حل لأزمة الخليج ".

    دعا وزير الخارجية الإيطالي، جياني دي ميكليس، الرئيس الفلسطيني، ياسر عرفات، إلى إصدار بيان يدعو فيه الرئيس العراقي، صدام حسين، إلى الانسحاب من الكويت. وقال: إن عرفات " يحمل مفتاح السلام ... ويتعين عليه أن يصدر إعلاناً من جانب واحد، يدعو فيه صدام حسين إلى الانسحاب من الكويت، استناداً إلى قرارات الأمم المتحدة ".

    رفض الرئيس الفلسطيني، ياسر عرفات، عرضاً سوفيتياً، بإقناع الرئيس العراقي، صدام حسين، بعدم الربط بين أزمة الخليج والقضية الفلسطينية، على أن يعقد مؤتمر دولي للسلام في الشرق الأوسط، في حالة الموافقة على عدم الربط. وأبلغ عرفات، استناداً إلى مصادر فلسطينية، المبعوث السوفيتي، الذي اجتمع إليه، في تونس، مؤخراً، أن منظمة التحرير الفلسطينية أصبحت لا تقتنع بالوعود، غير المرفقة بخطوات عملية، مطالباً الاتحاد السوفيتي بألاّ يتخلى عن تعهداته دعم الحق الفلسطيني.

    دعا الرئيس الأمريكي، جورج بوش، الرئيس العراقي، صدام حسين، إلى " البدء، من الفور، بانسحاب مكثف، وغير مشروط "، ورأى أن ذلك، ربما كان أفضل وسيلة لتجنب الحرب. وأكّد أنه يفضل أن تقع الحرب، إذا تقررت، بعد انتهاء المهلة، بوقت قريب، وليس بعيداً، للحد من الخسائر الاقتصادية، التي لحقت ببلاده، والعالم الثالث.

    أعلن وزير الدفاع الأمريكي، ديك تشيني، أن المؤشرات، تؤكد عدم وجود " أدلة مادية " على اعتزام العراق سحب قواته.

    صرح وزير الدفاع البريطاني، توم كنج، أن الحرب، أضحت حتمية. وتحدث عن ضربة شاملة، لإنهاء النزاع.

    رفضت إسرائيل طلباً أمريكياً، ألا ترد، عسكرياً، في حالة هجوم عراقي محتمل عليها. وأكّد رئيس الوزراء الإسرائيلي، إسحاق شامير، " أن الدفاع عن أمن إسرائيل، هو من صلاحيات الحكومة فقط، وفي إطار صلاحياتها ".

    نشر البيت الأبيض نص رسالة الرئيس الأمريكي، جورج بوش، إلى الرئيس العراقي، صدام حسين، وهي مؤرخة في الخامس من يناير 1991، والتي رفض وزير الخارجية العراقي، طارق عزيز، تسلمها، أثناء اجتماعه إلى وزير الخارجية الأمريكي، جيمس بيكر، في جنيف.

    طردت بريطانيا 28 دبلوماسياً، من العاملين في السفارة العراقية، في لندن. وصرحت المتحدثة الرسمية باسم وزارة الخارجية البريطانية، أن الوزارة، استدعت السفير العراقي، وأبلغته قرارها، وهو تخفيض عدد العاملين في السفارة إلى 4 أشخاص، من أصل 32 شخصاً، مع السماح للدبلوماسيين المطرودين، بمهلة 24 ساعة، لمغادرة البلاد.

    وصف الرئيس الزامبي، كينيث كاوندا ( Kenneth Kaunda )، مهمته، في بغداد، لتفادي وقوع حرب في الخليج، بأنها كانت " مهمة مستحيلة ". وقال إنه شخصياً، يعتقد أن العراق، لن ينسحب من الكويت. وأضاف: " كنت أود أن أؤمن بوجود فرصة أخرى لمفاوضات، ولكن هذه المهمة، كانت مهمة مستحيلة ".




الإثنين 14 يناير 1991

الأحداث السياسية

    أُعلن، في صنعاء، أن الرئيس اليمني، الفريق علي عبدالله صالح، أجرى اتصالين هاتفيين، مع كل من الرئيسين، المصري حسني مبارك، والسوري حافظ الأسد. وكان قد أعلن مبادرة سلام يمنية، نقلتها إلى بغداد بعثة، ضمت نائب الرئيس اليمني، حيدر أبو بكر العطاس. وتشمل المبادرة النقاط الست التالية:

    * انسحاب القوات العراقية من الكويت.

    * إحلال قوات، عربية ودولية، في المنطقة المتنازع فيها، بين العراق والكويت، تحت إشراف الجامعة العربية، والأمم المتحدة.

    * انسحاب القوات الأجنبية، الموجودة في المنطقة، لدى قبول العراق مبدأ الانسحاب من الكويت.

    * التزام مجلس الأمن الدولي تنفيذ قراراته، في شأن النزاع العربي ـ الإسرائيلي، من خلال التعجيل بعقد المؤتمر الدولي للسلام في الشرق الأوسط.

    * تعهد الدول، التي لها قوات في منطقة الخليج، والجزيرة العربية، عدم استخدام القوة ضد العراق.

    * إنهاء الحصار الاقتصادي، المفروض على العراق، لدى قبول أطراف النزاع هذه المقترحات.

    أعلن البيت الأبيض مساندته التامة، لكل خطط وجهود السلام الأخيرة، لإنهاء الأزمة. " لكنه لا ينصح أي شخص، بالتوجه إلى بغداد، بعد 15 يناير الجاري ".

    عقد الرئيس الأمريكي، جورج بوش، اجتماعاً عاجلاً، مع رئيس هيئة الأركان المشتركة الأمريكية، الجنرال كولين باول، واجتماعاً ثانياً، مع رئيس مستشاري وموظفي إدارة الأمن القومي، ثم وزير الخارجية الأمريكي، جيمس بيكر، فور وصوله من كندا، بعد اجتماعه إلى وزير الخارجية الكندي، جوي كلارك. ووقع الرئيس الأمريكي، قرار الحرب ضد العراق. وأبلغ زعماء الكونجرس، أنه لا أمل في حل سلمي.

    طرحت فرنسا، في الأمم المتحدة، مبادرة للسلام في الخليج، تتضمن ما يلي:

    * أن يوجه المجلس نداءً نهائياً إلى القيادة العراقية، لكي تعلن، من دون إبطاء، عزمها على الانسحاب من الكويت، وفقاً لجدول زمني، وأن تبدأ، من الفور، انسحاباً سريعاً، وواسع النطاق.

    * أن يرسل الأمين العام للأمم المتحدة، مراقبين، للتحقق من الانسحاب، وإرسال قوة لحفظ السلام، من دول عربية.

    * إعطاء العراق ضماناً، ألا يتعرض لهجوم.

    * اتخاذ إجراءات، بالتعاون مع دول عربية، لتشجيع مفاوضات، بهدف تعزيز تسوية سلمية.

    * إسهام أعضاء المجلس، بفاعلية، في تسوية مشكلات أخرى في المنطقة، خاصة الصراع العربي ـ الإسرائيلي، من طريق عقد مؤتمر دولي، في وقت ملائم، وبتنظيم ملائم، لضمان أمن هذه المنطقة من العالم واستقرارها

    أعرب مندوب الولايات المتحدة الأمريكية لدى الأمم المتحدة، توماس بيكيرنج ( Thomas Pickering )، عن اعتراضه على المبادرة الفرنسية؛ لأنها تشير إلى عقد مؤتمر دولي للسلام في الشرق الأوسط، في شأن الصراع العربي ـ الإسرائيلي، في نهاية الأمر، وهو ما يطالب به العراق، وترفضه الولايات المتحدة الأمريكية.

    أعلن الناطق بلسان البيت الأبيض، ما يلي:

    * إن أي دقيقة، بعد منتصف ليلة الخامس عشر من يناير، يُعَدّ وقتاً خارج الإنذار. وعلى كل فرد، أن يتوقع إمكان اتخاذ الإجراء العسكري، بعد هذا التاريخ.

    * إن القوات الأمريكية، في المملكة العربية السعودية، مستعدة جداً؛ وإنْ كان الرئيس الأمريكي، جورج بوش، قد ذكر أنه لا يعتزم شن الحرب، ولا نسعى إليها، إلا أن الصراع مفروض علينا، ونحن مصرون على النصر.

    صرح الأمين العام للأمم المتحدة، خافيير بيريز دى كويلار، للصحفيين، في مطار نيويورك، أنه لا يرى أي إمكان للتوصل إلى حل سلمي لأزمة الخليج. وقال إن الرئيس العراقي، ليس على استعداد لمناقشة أي حلول دبلوماسية للأزمة، للانسحاب من الكويت. وقال إنه فقد الأمل في الحل السلمي. ووصف لقاءه الرئيس العراقي، صدام حسين، بأنه " كان مهذباً، ولكن، وللأسف، غير ناجح ". وقال: " اضطلعت بما علي أن أضطلع به ولا أعرف هل كان آخرون، سيفعلون شيئاً، إنما، وحسبما يبدو لي، ربما فات الأوان لبذل جهود أخرى ".

    قررت الجماعة الأوروبية، بالإجماع، في اجتماع طارئ، عقده وزراء خارجيتها، في بروكسل، عدم إرسال أي وفد إلى بغداد، لإجراء مباحثات، لتفادي نشوب الحرب في الخليج.

    قال رئيس وزراء بريطانيا، جون ميجور، بعد محادثاته مع الرئيس ميتران، إنه من الواضح، أن قرارات الأمم المتحدة، تبيح العمل العسكري، فور انتهاء المهلة. لكن الموعد المحدد لذلك الأمر، لم يتقرر بعد.

    وصل إلى بغداد كل من الرئيس الجزائري السابق، أحمد بن بيلا، والرائد عبدالسلام جلود، حاملاً رسالة إلى الرئيس العراقي، صدام حسين، من الرئيس الليبي، العقيد معمر القذافي، في محاولة أخيرة للتوسط في أزمة الخليج.

    أيد أعضاء المجلس الوطني العراقي ( البرلمان )، في جلسة استثنائية قصيرة، سياسة الرئيس العراقي، صدام حسين، في شأن ضم الكويت إلى العراق نهائياً، ورفضه امتثال قرارات مجلس الأمن.

    عقد الرئيس العراقي، صدام حسين، مؤتمراً صحفياً، حث فيه العراقيين على أن يهيئوا أنفسهم، ويستعدوا، نفسياً وعسكرياً. وقال: " إن الكويت لكم، وستموتون وتحيون، من أجلها... ".

    وجه الرئيس العراقي، صدام حسين، رسالة مفتوحة، عبْر الإذاعة، إلى خادم الحرمين الشريفين، الملك فهد بن عبدالعزيز، يحمّله فيها مسؤولية موت أي عراقي، بسبب نقص الأدوية! وهدد الرئيس العراقي بقتل آلاف السعوديين، إذا نشبت الحرب. وقال فيها: " إن الذي ارتكبتموه من عمل، هو خارج عن شريعة وسنّة نبيه الكريم. فقد أرهق الاحتلال ميزانية السعودية، ودول عربية أخرى، كان المساكين والمحتاجون، الذين يموتون جوعاً، في الأمتين، الإسلامية والعربية، يحتاجون إليها ". وقال إن استدعاء الأجانب، هو كإعلان الحرب، وأن العراق يريد علاقات طيبة بالسعودية.

    ذكرت وكالة الأنباء العراقية، أن عبارة " الله أكبر "، ستضاف إلى العلم العراقي، بموجب أمر من الرئيس العراقي، صدام حسين. ويُعَدّ هذا القرار خطوة أخرى، نحو الابتعاد عن النظام التقليدي، العلماني، المتبع في العراق.

    أُعلِنَ، في الجزائر، أن الرئيس الشاذلي بن جديد، سيتوجه إلى بغداد، للقاء الرئيس العراقي، صدام حسين.

    أعلن العاهل الأردني، الملك حسين، من عمّان، أنه لا يعرف هل لا يزال ممكناً تجنب الحرب في الخليج، أو لا؟ مضيفاً أنه عمل كل ما في وسعه، لحل هذه الأزمة.

الأحداث الاقتصادية

    سجلت أسعار النفط ارتفاعاً مفاجئاً، بما يزيد على أربعة دولارات، للبرميل الواحد. ووصل سعر برميل النفط، من نوع " برنت "، إلى 30.25 دولاراً.




الثلاثاء 15 يناير 1991

( تاريخ انتهاء مهلة الأمم المتحدة، في منتصف هذه الليلة )

الأحداث السياسية

    أعلن العاهل المغربي، الملك الحسن الثاني، في حديث موجه إلى الشعب، أن المغرب، يكرر التزامه الشرعية، ويدين احتلال الكويت. ولكن "قلبه مع العراق ". وأعرب العاهل الأردني، عن أسفه، لأن العراق " لم يستمع لنصيحته، الخاصة بأن وجود علاقة بين احتلاله الكويت، والاحتلال الإسرائيلي، هو أمر غير مقبول، سياسياً ".

    أُعلنت في مصر حالة طوارئ مشددة، عشية انتهاء المهلة، التي حددها مجلس الأمن، لانسحاب القوات العراقية من الكويت، وذلك احتراساً من أي أعمال تخريبية.

    استمع مجلس الأمن إلى تقرير الأمين العام للأمم المتحدة، خافيير بيريز دى كويلار، حول زيارته إلى بغداد، ثم إلى مشروع بريطاني ـ أمريكي، معاكس للمبادرة الفرنسية، ويدعو إلى توجيه نداء عاجل، وعلني، إلى الرئيس العراقي، صدام حسين، لكي يمتثل القرارات الدولية، حتى يمكنه تجنب الحرب.

    وجه الأمين العام للأمم المتحدة، خافيير بيريز دى كويلار، نداءً أخيراً، إلى العراق، لسحب قواته من الكويت، قبل انقضاء مهلة مجلس الأمن. وقال الأمين العام، في بيان، قرئ على الصحفيين والدبلوماسيين، إنه مع اقتراب 15 يناير من نهايته، والعالم يقف على الحافة، بين السلام والحرب، أناشد الرئيس العراقي، صدام حسين، بكل إخلاص، أن يحول مجرى الأحداث عن الكارثة، وفي اتجاه عهد جديد، من العدل والوفاق، القائمين على مبادئ ميثاق الأمم المتحدة. وأكّد أن العراق، لن يتعرض لأي هجوم، في حالة بدء انسحاب القوات العراقية من الكويت.

    وجه الرئيس المصري، حسني مبارك، نداءً أخيراً، اليوم، إلى الرئيس العراقي، صدام حسين، طالباً منه أن " يقول كلمة السلام ". وقال: " أناديه أن يتخذ القرار. كلمة واحدة، تنقذ المصائر. كلمة، تنطلق، بعدها، أنشودة السلام. كلمة، تنتصر للحياة. أناديه، في هذه الساعات الفاصلة، أن يقول كلمة السلام، أن يذكر أن كرامة شعبه وعزته، هي في السلام. أناديه ألا يحجب عن عينيه مشاهد الآباء والأمهات، في كل مكان، يتضرعون إلى السماء، أن يحل السلام ". وناشده أن يتجرد من كل اعتبارات ذاتية، لإنقاذ السلام، وإنقاذ شعبه، وأطفال العراق وأسر شهدائه، من ويلات الحرب ورؤى الدمار، التي يمتلك، وحده، أن ينقذهم منهما.

    تبنى البرلمان البريطاني، بالإجماع، قبيل المهلة، المحددة من قبل الأمم المتحدة، للعراق، للانسحاب من الكويت، بسبع ساعات ـ سياسة الحكومة البريطانية، بشن الحرب ضد العراق، لإجباره على الانسحاب من الكويت. وقد أيد 534 عضواً من البرلمان البريطاني، الحكومة، بينما عارضها 57 عضواً.

    ذكرت إذاعة بغداد، أن الرئيس العراقي، صدام حسين، زار قواته، وأنه أكّد أن جيوشه مستعدة لأي حرب. وقالت الإذاعة، إن الرئيس العراقي، أشار، كذلك، إلى أنه لا مساومة في حقوق العراق والعرب. وكان العراق قد ظل صامتاً، خلال أكثر من 24 ساعة، تجاه المحاولات الدولية المكثفة، للوصول إلى مبادرة حل سلمي للأزمة.

    أبلغ الرئيس الأمريكي، جورج بوش، أعضاء الكونجرس، أنه " لا يوجد أي شعاع أمل "، يُظهِر أن الرئيس العراقي، صدام حسين، يرغب في التوصل إلى حل سلمي لأزمة الخليج. ووقّع الرئيس الأمريكي القرار، الذي اتخذه مجلسا الشيوخ والنواب، والذي خولّه استعمال القوة، لتنفيذ قرارات مجلس الأمن، من أجل حمل العراق على الانسحاب من الكويت.

    رداً على رسالة الرئيس العراقي، صدام حسين، دعا خادم الحرمين الشريفين، الملك فهد ابن عبدالعزيز، الرئيس العراقي، " إلى تقديم البرهان، إن كان صادقاً، وإعلان الانسحاب الفوري من الكويت، لتعود إليها حكومتها الشرعية، وسحب القوات العراقية المواجهة، على الحدود السعودية ".

    قال أمير الكويت، الشيخ جابر الأحمد الجابر الصباح، في كلمة، وجهها إلى ملوك ورؤساء دول العالم، في مناسبة حلول يوم 15 يناير 1991، وهو اليوم الأخير، في المهلة، المعطاة للعراق، للانسحاب من الكويت: " إنه لا سبيل، أمام القوى المحبة للسلام، إلا أن تستمر في تكاتفها، وإجبار العراق على سحب قواته، وبسرعة، من جميع أراضي الكويت، قبل الموعد النهائي ".

الأحداث العسكرية

    صرح وزير الدفاع الأمريكي، ديك تشيني، أن القوات المتحالفة، لديها القدرة على الرد على الأسلحة الكيماوية العراقية. وكشفت وزارة الدفاع الأمريكية، أن القوات الأمريكية في الخليج، يفوق عددها 400 ألف رجل.

    بث التليفزيون الإسرائيلي، أن الولايات المتحدة الأمريكية، وعدت إسرائيل بمهاجمة قواعد الصواريخ، في غربي العراق، والتي يمكن أن تنطلق منها صواريخ، تصيب إسرائيل، في حالة اندلاع حرب الخليج. وقال مراسل عسكري للتليفزيون، إن الولايات المتحدة الأمريكية، قدمت هذه التأكيدات، حتى لا تبادر إسرائيل إلى عملية عسكرية ضد العراق.

    في لندن، أعلنت وزارة الدفاع البريطانية، أن العراق لا يزال تنقصه الخبرة، التي تمكّنُه من صنع قنبلة نووية، على الرغم من أنباء، أفادت أنه يمتلك بعض المعدات والمواد، اللازمة لصنع أسلحة نووية.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 75802
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 78
الموقع : الاردن

 يوميات حرب الخليج من 1/1/1991  الى 13/3/1991 Empty
مُساهمةموضوع: رد: يوميات حرب الخليج من 1/1/1991 الى 13/3/1991    يوميات حرب الخليج من 1/1/1991  الى 13/3/1991 Emptyالخميس 24 مارس 2016, 8:30 pm

الأربعاء 16 يناير 1991

الأحداث السياسية

    انتهت، في الساعة الثانية عشرة، من منتصف ليلة أمس ( 15 يناير )، الثامنة من صباح اليوم، بتوقيت المملكة العربية السعودية، المهلة الدولية للعراق، لسحب قواته من الكويت.

    أبلغت وزارة الخارجية الأمريكية العراق، أنه إذا أبدى الرغبة في الانسحاب من الكويت، فإنها ستأخذ هذه المبادرة في الحسبان. وفي الوقت نفسه، أعلن متحدث باسم البيت الأبيض، أن هناك " قرارات، قد اتخذت ".

    أصدرت الإدارة الأمريكية بياناً، قالت فيه: " إن موعد 15 يناير، كان موعداً نهائياً للعراق، للانسحاب من الكويت. ولم يكن موعداً نهائياً للأمم المتحدة، لاستعمال القوة. وإن خيار السلام، يبقى في يد الرئيس العراقي، صدام حسين ".

    صرح رئيس الوزراء الإسرائيلي، إسحاق شامير، أن من المحتمل أن تبدأ الأعمال العسكرية، " قريباً جداً ". وأن هناك إمكانية لمنع الحرب، " إذا أعلن الرئيس العراقي، صدام حسين، عزمه على الانسحاب من الكويت ". وأُعلِنَت حالة طوارئ، بين الأجهزة الرسمية، والدفاع المدني، والمستشفيات؛ إذ إن إسرائيل، تتوقع هجوماً، بالأسلحة الكيماوية، من قبل العراق.

    ألقت السلطات البريطانية، في لندن، القبض على 28 عراقياً

    دعا الرئيس الفرنسي، فرانسوا ميتران، الفرنسيين، إلى " التكتل "، لأن " الأسلحة ستبدأ بالعمل في الخليج ". وأوضح أسباب التزام فرنسا العسكري، خارج حدودها، أنه يتمثل في " حماية الحق، في الخليج، وفي الشرق الأوسط، وهو يعني حماية بلدنا " .

    دعا رئيس الوزراء الباكستاني، نواز شريف، العراق، إلى الانسحاب من الكويت، باسم "الأخوة الإسلامية".

    أعلن الرئيس الإيراني، علي أكبر هاشمي رفسنجاني، أن إيران " مستعدة للدفاع عن الإسلام، وعن المسلمين ". كما دان " الضغوط المتزايدة، التي تفرضها الإمبريالية على المسلمين، عشية اندلاع حرب محتملة، في الخليج ".

    أيدت الأغلبية داخل الجمعية الوطنية الفرنسية ( 523 صوتاً، مقابل 43 صوتاً، وامتناع اثنين عن التصويت ) السياسة، التي يتبعها الرئيس الفرنسي، فرانسوا ميتران، في الخليج.

    أعلن نائب وزير الخارجية السوفيتي، ألكسندر بيلونوجوف، أمام مجلس السوفيت الأعلى، أن الضمان الوحيد لأمن العراق، هو الانسحاب من الكويت، وأن ذلك سيفتح باب التسوية، في الشرق الأوسط. وقال ألكسندر بيلونوجوف، إن الحكومة السوفيتية، قد أبلغت العراق نية الاتحاد السوفيتي، في عدم المشاركة في العمليات العسكرية، في الخليج. وأضاف: " إن المعلومات المتوافرة لدى وزارته، تفيد أن القيادة العراقية، لا تصدق حتى النهاية، مدى تصميم الولايات المتحدة الأمريكية، والدول المتحالفة، على استخدام القوة. وأن حكومته، قد بذلت كل ما في وسعها، من أجل إقناع القيادة العراقية بعزم الولايات المتحدة الأمريكية ".

    دان الرائد عبدالسلام جلود " وجود قوات الكفر "، في المملكة العربية السعودية. وأكّد أن المسلمين، سيعلنون " الجهاد، من أجل الدفاع عن الأراضي المقدسة ".

    دعت الولايات المتحدة الأمريكية، جميع مواطنيها، إلى مغادرة العراق، " لأن الحرب، يمكن أن تقع، في أي لحظة ".

    ألقيت قنابل مولوتوف على مكاتب شركة ( بان آم ) الأمريكية للطيران، في مدينة تورينو الإيطالية. وقال مجهول، إن مسؤولية الحادث، تتبناها " الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين ". كما ألقيت قنابل يدوية على السفارة الأمريكية، في بنما. وقال شخص، في اتصال هاتفي، إن منظمة التحرير الفلسطينية، هي المسؤولة عن الهجوم.

    أغلق العراق حدوده مع تركيا

الأحداث العسكرية

    وصلت ثانية حاملة طائرات أمريكية، إلى الخليج العربي

    قررت منظمة حلف شمال الأطلسي، مد بقاء البعثة البحرية، في شرقي البحر الأبيض المتوسط، بهدف حماية تركيا، في حالة اندلاع الحرب في الخليج. كما اتخذت المنظمة عدة قرارات واحتياطات، " حذر نشوب الحرب، في أي لحظة ".

    استدعت سورية قواتها الاحتياطية، ودعمت وسائل الدفاع، في جنوبي البلاد، خاصة في الجزء الشرقي، من مرتفعات الجولان.

    ذكرت الإذاعة العراقية، أن الرئيس العراقي، صدام حسين، تولى القيادة الميدانية للقوات المسلحة العراقية، وأنه سيتولى بنفسه مسؤولية كافة العمليات العسكرية، يساعده على ذلك كبار معاونيه.

    وفقاً لتقرير صادر عن الكونجرس الأمريكي، قدرت نفقات الحرب من أجل تحرير الكويت، بما يراوح بين 28 و86 ملياراً من الدولارات. الرقم الأول، يمثل سيناريو حرب، مدتها أقل من شهر، وبخسائر في الأرواح، قدرت بنحو 3 آلاف، بين قتيل وجريح، وفقدان 200 دبابة، و100 طائرة. أما الرقم الثاني، فهو يمثل سيناريو حرب، تصل مدتها إلى 6 أشهر، وبخسائر في الأرواح، تصل إلى 45 ألفاً، بين قتيل وجريح، وفقدان 900 دبابة، و400 طائرة أمريكية

الأحداث الاقتصادية

    قررت شركة مصر للطيران، وقف رحلاتها في اتجاه الخليج ومنه، باستثناء رحلات إلى جدة ومنها. وذلك نظراً " إلى ارتفاع قيمة التأمين ".




الخميس 17 يناير 1991

يوم (1) عمليات

بدء الحرب الجوية

الأحداث السياسية

    ألقى الرئيس الأمريكي، جورج بوش، خطاباً سياسياً، عبر التليفزيون الأمريكي، موجهاً إلى الأمة. قال فيه: " إن الرئيس العراقي، صدام حسين، بدأ هذه الحرب، منذ خمسة أشهر، حينما هاجم الكويت واحتلها. وإن الليلة، التحمت المعركة، في حرب، نشبت على أساس قرارات مجلس الأمن الدولي، وبموافقة الكونجرس، وبعد أشهر من الجهود الدبلوماسية ". وقال الرئيس الأمريكي، إنه أعطى أوامره لقادة القوات، لإنهاء هذه الحرب، في أسرع وقت ممكن. كما أعلن، في خطابه، قائلاً: إننا نتطلع إلى إنشاء نظام عالمي جديد، قائم على القانون، وليس قانون الغاب. وسوف ننجح في ذلك، وستكون لنا الفرصة في العيش في سلام. وأكّد الرئيس الأمريكي، أنه ليس هناك خلاف، بيننا وبين الشعب العراقي، فهو شعب بريء، أُقحم في هذا النزاع. وهدفنا هو تحرير الكويت، وليس غزو العراق.

    صرح متحدث باسم البيت الأبيض، أن مجلس الأمن، منح الرئيس العراقي 45 يوماً، للانسحاب، لكنه لم يفعل. وأنه " إذا رغب الرئيس العراقي، صدام حسين، في تغيير طريقه، في أي لحظة، فما عليه سوى الاستسلام، والتقيد بكل قرارات الأمم المتحدة ".

    قدَّم مندوب الولايات المتحدة الأمريكية لدى الأمم المتحدة، توماس بيكيرنج، رسالة إلى رئيس مجلس الأمن، تؤكد:

    * أن قوات التحالف، بدأت عملياتها، لتحرير الكويت، وإعادة الحكومة الشرعية إليها، وإعادة السلام والأمن إلى المنطقة، بما يتماشى مع القرار الرقم 660، وقرارات مجلس الأمن اللاحقة.

    * أن الهدف، ليس تدمير العراق، أو احتلاله، أو تجزئته؛ وإنما الهدف، هو المَواقع، العسكرية والإستراتيجية.

    * أن استخدم العراق أسلحة، كيماوية أو بيولوجية أو نووية، سيكون إيذاناً بتصعيد خطير للصراع المسلح.

    ترأس خادم الحرمين الشريفين، الملك فهد بن عبدالعزيز، جلسة استثنائية، عقدها مجلس الوزراء السعودي، في قصر اليمامة، في مدينة الرياض. وقال، خلال ترؤسه الجلسة: " إن العمليات العسكرية، التي بدأت، إنما تمثل سيف الحق، وصوته الداعي إلى رفع الظلم، وعودة الأمور إلى نصابها الصحيح. كما أنها تمثل القرارات الدولية ". وأشار إلى أنه " ناشد الرئيس العراقي، صدام حسين، أكثر من مرة، أن يفيء إلى أمر الله، فيحقن الدماء، ويصون أرواح الأبرياء. ولكنه أبى واستكبر، وطغى وتجبر، وصم الآذان، ورفض الإذعان إلى نداء الحق والعدل والسلام، وأصر على رفض كل القرارات، العربية والإسلامية، العادلة، وقرارات مجلس الأمن، التي تمثل الشرعية الدولية. وبالتالي عمل على إحباط كل الجهود المكثفة، المتواصلة، التي يبذلها قادة وزعماء العالم، من أجل إنقاذ الموقف، وتجنيب المنطقة العربية ويلات الحرب، التي أبى حاكم العراق، إلا أن يثيرها، برفضه الانسحاب من الكويت. وإزاء ذلك، كان لا بدّ من تصحيح الأمور، وتنفيذ القرارات، القاضية بتحرير الكويت... ".

    عند فجر اليوم، عقد مجلس الوزراء الكويتي، اجتماعاً، في الطائف. أصدر، في أعقابه، بياناً، تضمن تسجيل الشكر " لكل الدول، الشقيقة والصديقة، التي ساهمت وتساهم في عملية التحرير ". وسجل المجلس التقدير الكبير للخطاب، الذي ألقاه الرئيس الأمريكي، جورج بوش.

    وجه الرئيس العراقي، صدام حسين، إلى العراقيين والعرب، والقوات المسلحة العراقية، نداء، قال فيه: " لقد غدر الغادرون، فارتكب زميل الشيطان، الرئيس الأمريكي، جورج بوش، جريمته الغادرة. إن الله مع المؤمنين، الصابرين، المجاهدين، وإنه ناصرهم، لا محالة، إن شاء الله. ومع اشتداد المنازلة، وصمود المؤمنين، يقترب الفرج، لينفتح أمام الأمة كلها، لتطيح بالكراسي والعروش... ".

    طالب الرئيس الليبي، العقيد معمر القذافي، الأمم المتحدة، بالتدخل " لمنع استغلال عملية تحرير الكويت، لتحقيق أهداف خاصة "، وبوقف الغارات على العراق، وألاّ تتعدى العمليات العسكرية حدود الكويت. وقال إنه يجب تجنيب شعب العراق نتائج أعمال، هو غير مسؤول عنها.

    وجهت تونس نداءً ملحاً، إلى ضمير المجتمع الدولي، ومجلس الأمن، لوقف الأعمال الحربية، وفقاً لمبادئ الشرعية الدولية. وقال البيان: " إن تونس، تعبّر عن حزنها للمأساة، التي تعيشها الأمة العربية، وتألمها لما يعانيه شعب العراق والكويت، الشقيقين ".

    وفي موسكو، أعلن الرئيس السوفيتي، ميخائيل جورباتشوف، " أن إعلان العراق استعداده للانسحاب من الكويت، سيكون خطوة الإنقاذ الوحيدة ". وذكر أن واشنطن، أبلغته قرار الحرب، قبل ساعة من بدايتها.

    في دمشق، نسبت الوكالة العربية السورية للأنباء، إلى مصدر سوري مسؤول، قوله: " إن وحدة أراضي العراق قضية مقدسة، بالنسبة إلى سورية، التي لا تقبل المساس بها، من قِبَلِ أي جهة، وفي أي ظرف من الظروف ".

    بعد بدء القوات الأمريكية، ومعها قوات من الدول الحليفة، عملية تحرير الكويت، ببضع ساعات، كانت الأمانة العامة لمجلس التعاون لدول الخليج العربية، تصدر بياناً، تؤكد فيه تصميم الدول، الأعضاء في المجلس، على تحرير الكويت، وإعادة الأمن إلى المنطقة.

    قال المتحدث باسم البيت الأبيض، مارلين فيتزووتر: إننا لا نعتقد، أن الرئيس العراقي، صدام حسين، في حاجة إلى وقفة، يعيد فيها التفكير. وإذا أراد أن يغير ما يجري، فإن كل ما أمامه، هو الاستسلام والإذعان لقرارات مجلس الأمن. وأضاف فيتزووتر أن كل ما يملكه الرئيس العراقي، هو إلقاء السلاح والإذعان للنداءات الدولية الجديدة، التي طالبته بإعلان الانسحاب من الكويت، بلا قيد أو شرط، حتى يجنب بلاده المزيد من الدمار.

    طالب الرئيس العراقي، صدام حسين، الشعب العراقي، بالصمود، في مواجهة ما أسماه بالعدوان الأمريكي على العراق. وقال إنه متمسك بتحرير الجولان وفلسطين ولبنان.

الأحداث العسكرية

    في الساعة الثالثة والدقيقة الخامسة والثلاثين، من صباح يوم الخميس، الثاني من رجب 1411هـ، الموافق السابع عشر من يناير 1991م، بتوقيت المنطقة ( السابعة والدقيقة الخامسة والثلاثين، بتوقيت واشنطن )، انطلقت الشرارة الأولى لمعركة تحرير الكويت، تحت الاسم الرمزي " عاصفة الصحراء ". وانطلقت، في ذلك الوقت، أكثر من 400 طائرة قتال، وبمساعدة من القوات، الجوية والبحرية، الأمريكية والبريطانية والفرنسية والسعودية، لتنفيذ ضربة جوية صاروخية، ضد الأهداف، الإستراتيجية والعسكرية، في داخل العراق والكويت المحتلة. واستمرت الموجات المتتالية، من غارات الطائرات، والصواريخ المكثفة، على مدى أربع ساعات. وقد أطلق فيها نحو 100 صاروخ كروز توماهوك ( Tomahawk Cruise )، من البارجة ميسوري ( Missouri )، المرابطة في مياه الخليج، ومن بعض السفن الحربية، المرابطة في البحر الأحمر.

    وكانت المجموعة الأولى من طائرات التحالف، التي عبرت الأجواء العراقية، تتكون من 24 طائرة  ستيلث المقاتلة ( Stealth Fighter ) ( F-117A )، التي كلفت بمهمة تدمير الاتصالات العراقية. تلت ذلك مجموعة من طائرات ( F-15C ) المقاتلة القاذفة، بمهمة تنظيف المجال الجوي، من أي طائرات اعتراضية عراقية، وفرض التفوق الجوي، منذ اللحظة الأولى، لكي تتمكن جميع طائرات القصف من الدخول، وأداء واجبها، من دون أي تأثير من الطيران العراقي.

    أدت الهجمات المتتالية، لطائرات القوة الضاربة، في النهاية، إلى تدمير 26 منصة صواريخ سكود ( SCUD-B )، المكتشفة غربي العراق، والقواعد الجوية العسكرية، ومواقع الرادارات، مصنع الأسلحة الكيماوية، في سامراء، ومجمع الصواريخ المضادة للطائرات، وبطاريات الصواريخ، ومركز الأبحاث العسكرية، ومجمع البتروكيماويات، في النويصيب، ومركز الأنبار لتجارب الصواريخ، ومجمع آخر للبتروكيماويات، في الفالوجا، وآخر في البصرة. تدمير وزارة الدفاع العراقية، واشتعال النار فيها، بعد قصفها ثلاث مرات، وإحداث فجوة في سقف مقر حزب " البعث "، الحاكم في العراق، وتدمير مصفاة، في جزيرة، في نهر دجلة، وإصابة مركز الاتصالات السلكية واللاسلكية، وإصابة مركز للجيش الشعبي، قرب وسط المدينة. وأصيب كل من قصر الرئيس العراقي، صدام حسين، ومطار بغداد، من جراء القصف، الجوي والصاروخي، ومراكز القيادة ومراكز الاتصالات، ومحطات الكهرباء، ومركز رشيد سلام للأبحاث. ودمِّرت المواقع، الإستراتيجية والعسكرية، في ميناء البصرة، ومركز الاتصالات، في البصرة، بصاروخين، مستودعات الوقود والذخيرة، شمال مدينة الكويت.

    في أول ضوء من اليوم، أقلعت، من البحرين، طائرات، من نوع تورنيدو ( Tornado )، البريطانية، وقصفت تجمعات القوات العراقية، في الكويت. وواصلت قصفها لهدفين، داخل الأراضي العراقية.

    قصفت 12 طائرة فرنسية ـ بريطانية الصنع، من نوع جاجوار( Jaguar )، المقاتلة، قاعدة أحمد الجابر الجوية، داخل الكويت، ودمرت عنابر الطائرات العراقية، ومراكز الدفاع الجوي، وعدداً من صواريخ أرض / جو، موجودة في القاعدة. وعادت جميع الطائرات إلى قواعدها، على الرغم من إصابة 4 طائرات منها. وقد اعترفت وزارة الدفاع الفرنسية، أن أربع طائرات فرنسية، أصيبت إصابات طفيفة، وعادت إلى قواعدها سالمة.

    جاء الرد من الجانب العراقي، على الهجمات الجوية لقوات التحالف، محدوداً، ومقتصراً على إطلاق لصواريخ أرض / جو، وإطلاق النار ضد الطائرات.

    وجهت المدفعية العراقية نيرانها ( نحو 40 طلقة مدفعية )، في اتجاه المملكة العربية السعودية، فقصفت مدينة " الخفجي "، حيث اندلعت النيران في سفينة لتكرير النفط، في ميناء الخفجي السعودي، وفي أحد خزانات النفط. وقد شنت الطائرات الأمريكية، من نوع ( A-10 )، وبعض الطائرات  العمودية، من نوع كوبرا ( AH-1 Cobra )، وبمساعدة طائرات الهارير ( Harrier )، البريطانية، هجوماً على مواقع المدفعية العراقية، وتمكنت من شل قدرتها، وإسكاتها.

    شاركت الطائرات الكويتية، من نوع سكاي هوك A-4 KU) SkyhawK) ، بشن 24 طلعة جوية، على المواقع العراقية في الكويت.

    نفذت طائرات التحالف 1300 طلعة جوية، اليوم. منها 195 طلعة، نفذتها القوات الجوية السعودية.

    فقدت الدول المتحالفة، أثناء تنفيذ ضربات اليوم، سبع طائرات؛ إذ فقدت الولايات المتحدة الأمريكية ثلاث طائرات، من نوع هورنت F-18) Hornet) ، تابعة لمشاة البحرية الأمريكية، و ( A-6 ) و( F-15 ) وفقدت بريطانيا طائرتين، من نوع تورنيدو ( Tornado ). وفقدت إيطاليا والكويت، طائرة واحدة لكل منهما.

    فقد العراق طائرتين مقاتلتين.

    أغلقت المملكة العربية السعودية مطاراتها المدنية. ونفى متحدث رسمي سقوط أي صاروخ عراقي على الرياض.

    صرح وزير الدفاع الأمريكي، ديك تشيني، وكذا الاستخبارات العسكرية الأمريكية، أن 80 % من الضربات الجوية، الموجهة ضد العراق، قد أصابت أهدافها.

    مع نهاية اليوم الأول للهجوم الجوي للتحالف، لجأ نحو 500 عسكري عراقي، إلى مواقع القوات المشتركة.

البيانات العسكرية العراقية

    قال بيان عسكري عراقي، إن الدفاعات الجوية، أسقطت 14 طائرة معادية. أسقط منها الحرس الجمهوري ثلاث طائرات، وأُسقِطت الطائرات الأخرى، في القطاع البحري، والقطاعين الثالث والخامس. ودعا البيان السكان، إلى عدم التعرض للطيارين، " لأنهم أكثر فائدة، وهم أحياء ". وقال البيان الرقم واحد، إن القوات الحليفة، شنت هجوماً جوياً، واستهدفت " بعض المناطق الآهلة بالسكان، في بغداد، وعدداً من القواعد الجوية ". وأضاف: " إن الهجوم، بدأ بعد منتصف الليل. وكان مستمراً حتى وقت أعداد البيان".

    ذكر بيان عسكري عراقي آخر، أن القوات العراقية الجوية، والسلاح الجوي، قد أسقطا 60 طائرة للقوات المتحالفة.

    أعلن العراق استيلاءه على 23 صاروخاً، من نوع توماهوك ( Tomahawk )، لم تنفجر، يمكن استعمالها مرة أخرى.




الجمعة 18 يناير 1991

يوم (2) عمليات

الأحداث السياسية

    أجرى عدد من زعماء التحالف الدولي، اتصالات مكثفة، مع الحكومة الإسرائيلية، لإقناعها بعدم الدخول في حرب الخليج، وللامتناع عن الرد على الهجوم الصاروخي العراقي، الذي تعرضت له إسرائيل، في الساعة الثانية، من صباح اليوم ( 18 يناير 1991 ).

    أمضى الرئيس الأمريكي، جورج بوش، ليلته، في اتصالات مكثفة، مع إسرائيل، لإقناعها بعدم الرد على القصف الصاروخي العراقي. وتعهد لإسرائيل، أن الجهود ستبذَل لتحطيم منصات الصواريخ العراقية، التي تُستَخدم ضد إسرائيل.

    أعلن المتحدث باسم البيت الأبيض، مارلين فيتزووتر، أن الرئيس الأمريكي، جورج بوش، غاضب أشد الغضب، من هجمات صواريخ أرض / أرض، من نوع سكود ( SCUD-B )، العراقية، على إسرائيل. وقال فيتزووتر: إنه عمل من أعمال الإرهاب. وليس له أهمية عسكرية. كما أن الأمريكيين والإسرائيليين، يتشاورون في إحباط هذه الهجمات.

    أكّد الأمين العام للأمم المتحدة، خافيير بيريز دى كويلار، أنه لا نية هناك في دعوة مجلس الأمن، إلى الاجتماع، بغية إصدار قرار، يدعو إلى وقف النار.

    أعلن نائب وزير الخارجية السوفيتي، ألكسندر بيلونوجوف، أن الرئيس السوفيتي، ميخائيل جورباتشوف، حذر القادة العرب، من أن الهجوم الصاروخي العراقي على إسرائيل، يستهدف إشعال حرب عربية ـ إسرائيلية جديدة.

    ألقت السلطات البريطانية القبض على عدد من الفلسطينيين، المقيمين بها منذ فترة طويلة، وسلمتهم " قرارات إبعاد ". وترى السلطات البريطانية، أن هؤلاء يهددون أمنها القومي. كما احتجزت بريطانيا 35 عراقياً، من الطلاب، وسط مخاوف من احتمال المبادرة إلى أعمال إرهابية.

الأحداث العسكرية

    مع فجر اليوم، واصلت طائرات الستليث ( الشبح )، من نوع F-117A) Stealth Fighter) ، والطائرات القاذفة، من نوع ( B-52 )، قصف المواقع العراقية، وإصابة القصر الجمهوري، ومركز القيادة العراقية، وبعض القواعد الجوية. كما اشترك بعض الطائرات الأمريكية المقاتلة، مع بعض الطائرات الأخرى، من قوات التحالف، منها طائرات سعودية، من نوع ( F-15 )، وبريطانية، من نوع تورنيدو ( Tornado )، في قصف مواقع لتجمعات المشاة العراقيين، في الكويت.

    رُكِّز المجهود الرئيسي، لطيران دول التحالف، ضد الحشود العراقية، في الكويت، ومنشآت، عسكرية وصاروخية، في العراق، وقوات الحرس الجمهوري. وأمكن تدمير 6 منصات لصواريخ سكود ( SCUD-B )، المتحركة، منها 3 منصات موجهة إلى المملكة العربية السعودية.

    خصصت القوات المتحالفة مجهود 40 طلعة جوية ضد قوات الحرس الجمهوري. وبعد 36 ساعة من الهجمات المستمرة، على بغداد وما حولها، بدأت الطائرات بضرب القوات البرية العراقية.

    قُصف مبنى قيادة القوات الجوية العراقية، ودمر.

    بلغ عدد الطلعات الجوية للحلفاء 2107 طلعات جوية، خلال الـ 48 ساعة الأولى من الحرب.

    من الساعة الثالثة وأربعين دقيقة، وحتى الساعة الرابعة وخمس وعشرين دقيقة، من فجر اليوم، أطلق العراق سبعة صواريخ، من نوع سكود ( SCUD-B )، على تل أبيب وحيفا والقدس، أدت إلى إصابة 12 إسرائيلياً بجروح. وقال رئيس الأركان الإسرائيلي، دان شمرون: " إن الهجوم على إسرائيل خطير جداً. ولن يمر، من دون رد ". وهذا هو الهجوم الأول في العمق الإسرائيلي، منذ عام 1948.

    أعلن المتحدث العسكري السعودي، العميد فهد الجربوع، أن العراق، أطلق، في الساعة الرابعة والنصف، من فجر اليوم، صاروخ أرض / أرض، من نوع سكود ( SCUD-B )، السوفيتي الصنع، في اتجاه قاعدة الظهران الجوية، في الأراضي السعودية. وأن صواريخ باتريوت ( Patriot )، اعترضت، بنجاح، الصاروخ العراقي، وتمكنت من تفجيره، في الجو، على ارتفاع 17 ألف قدم. ولم ينتج من ذلك أي أضرار، مادية أو بشرية.

    طالب المسؤولون العسكريون، في إسرائيل، بالرد على الهجوم العراقي الصاروخي، الذي تعرضت له إسرائيل، في الوقت، الذي بدأت فيه الحكومة الإسرائيلية دراسة سبل الرد على الهجوم العراقي.

    بدأت قوات التحالف الدولي بتركيز غاراتها الجوية المكثفة، والمستمرة على مدار الـ 24 ساعة، في المنصات المتحركة لصواريخ سكود ( SCUD-B )، العراقية. فقد أقلعت مجموعة من طائرات قوات التحالف، من الأراضي السعودية، ومن على حاملات الطائرات الأمريكية، إضافة إلى 28 طائرة أخرى، أقلعت من إحدى القواعد الأمريكية، من قاعدة أنجرليك التركية، واتجهت جميعها إلى عمق الأراضي العراقية، وبدأت بقصف مواقع منصات صواريخ أرض / أرض، العراقية، وأهداف عسكرية أخرى، منها مقر حزب " البعث " العراقي، ومطاران عسكريان. وأصابت محطتين للكهرباء.

    دمرت طائرات التحالف 8 قواعد لإطلاق صواريخ سكود ( SCUD-B )، عراقية. ويُعتقد أنه ما زالت هناك 30 قاعدة، لم تمس.

    بلغ عدد الصواريخ، من نوع توماهوك ( Tomahawk )، التي أطلقت من البوارج الأمريكية، 196 صاروخاً، منها 96، أطلقت في اليوم الثاني.

    نفى مصدر عسكري سوري ما تردد، حول توجه طائرات إسرائيلية إلى العراق، عبر جنوبي لبنان وسورية، في أعقاب تعرض إسرائيل، لقصف عراقي صاروخي.

    نفى مصدر عسكري سعودي ما زعمه العراق، أن 64 طائرة حربية إسرائيلية، قد هبطت في المملكة العربية السعودية، للانضمام إلى القوات المتحالفة، في القصف الجوي للعراق. ووصف المصدر ما قاله المتحدث العسكري العراقي، بأنه أمر لا يمكن تصديقه، على الإطلاق.

    أعلن وزير الدفاع البريطاني، توم كنج، أن القوات المتحالفة، تنفذ نحو ألفي طلعة جوية، يومياً، ضد الأهداف العراقية. وأن دقة الإصابة، تبلغ 80 %. وأكّد فقدان طائرتي تورنيدو ( Tornado )، وطاقميهما.

    أعلنت وكالة " إنترفاكس "، السوفيتية، أن كل المطارات ومدارج الهبوط، في العراق، دُمّرت بعد اليوم الأول من غارات الطيران الأمريكي وحلفائه.

    أعلن مصدر عسكري في قوات التحالف، أن ثماني طائرات، تابعة للحلفاء، فقدت خلال الـ 48 ساعة الماضية، ( منها 4، فقدت في اليوم الثاني )، وهي 4 طائرات أمريكية، وطائرتان بريطانيتان، وطائرة إيطالية واحدة، وطائرة كويتية واحدة.

    بلغ عدد المفقودين من قوات التحالف، 10 أفراد، وهم : 4 أمريكيين، و4 بريطانيين، وإيطاليان، وكلهم من القوات الجوية.

    أكّدت القيادة المركزية الأمريكية، تدمير 11 طائرة عراقية ( منها 10، أسقطت في اليوم الثاني ). ويعتقد أن طائرات أخرى، قد أصيبت، داخل مخابئ الأسمنت المسلح، المعدة لها.

    أغرقت إحدى الطائرات، التابعة لقوات التحالف، 3 زوارق دورية، لخفر السواحل العراقيين.

    صرح قائد القوات المركزية الأمريكية، في الخليج، الجنرال نورمان شوارتزكوف، أن القوات الجوية للتحالف، تنفذ، يومياً، ألفي طلعة جوية، ضد المواقع والأهداف العراقية، في العراق والكويت المحتلة. وأن القوات السعودية الجوية، نفذت 192 طلعة من الطلعات الأولى، التي بلغ عددها ألف طلعة. وقال إن خسائر الطائرات، تبلغ سبع طائرات فقط. وأكّد أن صاروخاً أمريكياً، من نوع باتريوت ( Patriot )، استطاع تدمير صاروخ عراقي، من نوع سكود ( SCUD-B ). وأكّد أن القوات الأمريكية الجوية، دمرت ثماني منصات صواريخ متحركة، في اليوم الأخير.

البيانات العسكرية لقيادة القوات المشتركة ومسرح العمليات

اُنظر البيانين العسكريين الرقمين (1) و(2).

البيانات العسكرية العراقية

    أعلنت إذاعة بغداد، أن القوات المسلحة، والدفاع الجوي، استطاعا إسقاط 12 طائرة للقوات متعددة الجنسيات، ليرتفع عدد الطائرات التي أعلن العراق إسقاطها، إلى نحو 72 طائرة. وجاء في البيان أن 23 مدنياً قتلوا، وأصيب 66 آخرون، بسبب الغارات.

    أعلن متحدث عسكري عراقي، أن 64 طائرة حربية إسرائيلية، قد هبطت في المملكة العربية السعودية، للانضمام إلى القوات المتحالفة، في القصف الجوي، ضد العراق.




السبت 19 يناير 1991

يوم (3) عمليات

الأحداث السياسية

    عقد الرئيس المصري، حسني مبارك، اجتماعاً، مع كبار المسؤولين المصريين، لمناقشة ضرب العراق إسرائيل، بالصواريخ، للمرة الثانية. وقال وزير الإعلام، صفوت الشريف، إن مصر تراقب الوضع، وتجري مشاورات مع جهات، دولية وعربية. وأكّد أن " موقف مصر المبدئي، لم يتغير ".

    أجرى الرئيس الأمريكي، جورج بوش، محادثة هاتفية، مع رئيس الوزراء الإسرائيلي، إسحاق شامير، لإقناعه بعدم استدراج إسرائيل إلى الحرب ضد العراق.

    أعلن وزير الدفاع الأمريكي، ديك تشيني، أن الولايات المتحدة الأمريكية، ستزوّد إسرائيل صواريخ باتريوت ( Patriot )، وستشغلها أطقم أمريكية.

    صرح وزير الإعلام السوري، محمد سلمان، أن سورية، " ستقف إلى جانب أي دولة عربية، بما في ذلك العراق، إذا تعرضت لهجوم إسرائيلي، وكانت إسرائيل هي البادئة ". ووصفت الجرائد السورية إطلاق الصواريخ العراقية على إسرائيل، بأنها " محاولة مفضوحة، للتضليل وخلط الأوراق، وعرض مسرحي، لضم إسرائيل، طرفاً، إلى الحرب ".

    تلقى الرئيس الفلسطيني، ياسر عرفات، رسالة " رسمية، وعاجلة "، من الرئيس السوفيتي، ميخائيل جورباتشوف، سلمها له السفير السوفيتي في تونس. وقالت مصادر فلسطينية، إن موسكو، ترتب لوقف إطلاق النار. وأصدر بسام أبو شريف، المستشار السياسي للرئيس الفلسطيني ياسر عرفات، بياناً، قال فيه: " إن المنظمة، وجهت نداء إلى مجلس الأمن، من أجل عمل سريع، لوقف تدمير العراق ".

    وجه أمير الكويت، الشيخ جابر الأحمد الجابر الصباح، كلمة إلى الكويتيين، في مناسبة بدء العمليات العسكرية، قال فيها: " لاحت بشائر النصر، مع الخيوط الأولى لفجر الخميس، 17 يناير 1991. وبدأ الحق يأخذ طريقه، ليهدد الظلام، ويدحر الطغيان. وتكللت بالنجاح جهود العالم أجمع، في الوقوف ضد شريعة الغاب، التي أرادها رئيس النظام العراقي، أن تسود ".

    أكّد مدير الإعلام، والمتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية السوفيتية، فيتالي تشوركين، أن القمة السوفيتية ـ الأمريكية، ستعقد، في موسكو، في موعدها المقرر، خلال الفترة من 11 إلى 13 فبراير 1991.

الأحداث العسكرية

البيانات العسكرية لقيادة القوات المشتركة ومسرح العمليات

اُنظر البيانين العسكريين الرقمين (2) و(3).

البيانات العسكرية العراقية

    دأبت الدول المتحالفة في نقل قواتها، من مناطق الحشد، إلى مناطق انتظار أمامية، قرب الحدود الكويتية، تمهيداً لاتخاذ الاوضاع الابتدائية للهجوم البري.

    مع بداية أول ضوء، من اليوم، قصفت طائرات التحالف مناطق تجمعات للقوات العراقية، في مناطق البصرة والزبير والفاو، في جنوبي العراق. كما قصفت بعض المواقع العراقية، في منطقة المطلاع الكويتية، وألحقت بها أضراراً كبيرة.

    بجزء من المجهود الجوي، اليوم، نفذت طائرات القوات المتحالفة أسلوب " الصيد الحر "، لمطاردة وتدمير منصات صواريخ سكود ( SCUD-B )، العراقية، فور اكتشافها، والإنذار بها، بوساطة وسائل الاستشعار المختلفة. وقد اشتركت الطائرات، من نوع ( A-10 ) وتورنيدو ( Tornado )، والجاجوار( Jaguar )، في تنفيذ المهمة نفسها.

    أقلعت 40 طائرة، من أنواع ( F-15 ) و( F-16 ) و ( F-111 ) من قواعدها الجوية، في تركيا، وهاجمت مواقع عسكرية، شمالي العراق، في منطقة زاخو. وبذلك، أصبحت تركيا مشاركة، عملياً، في حرب الخليج، بعد أن سمحت السلطات التركية للقوات الأمريكية، باستخدام قاعدة أنجرليك الجوية، في طلعات ضد العراق.

    نفذ الطيران البريطاني 200 طلعة جوية، " وهو المتوسط اليومي "، مستهدفاً القواعد الجوية العراقية، ومنشآت الرادار.

    دمرت 12 طائرة فرنسية ـ بريطانية الصنع، من نوع جاجوار ( Jaguar )، مخزن صواريخ سكود ( SCUD-B ). ويعتقد أنه لا يزال يعمل، لدى العراق، نحو 20 منصة متحركة، لإطلاق صواريخ سكود، و 30 منصة ثابتة.

    صرح رئيس هيئة الأركان المشتركة الأمريكية، الجنرال كولين باول، أن الولايات المتحدة الأمريكية، وحلفاءها، بدأوا يحولون غارات القصف المكثف، في حرب الخليج، عن بغداد، والأهداف العسكرية، إلى تجمعات القوات العراقية. وقد كانت الأهداف العسكرية، حول العاصمة العراقية، والمطارات، ووسائل الدفاع الجوي، تمثل " أول مجموعة أهداف "، تعاملت معها طائرات قوات التحالف، في المرحلة الأولى لعملية " الحملة " الجوية.

    قال قائد القوات المركزية الأمريكية، في الخليج، الجنرال نورمان شوارتزكوف: "ما زال الأمر، لم يفصل بعد، في ما إذا كان لدى العراق قدرات كيماوية، يمكن أن يزود بها صواريخ سكود ( SCUD-B ). ولكنني أميل إلى التصديق بأنه ليس لديه هذه القدرات ".

    صرح مدير العمليات في هيئة أركان الجيش الأمريكي، الجنرال توم كيلي ( Tom Kelly )، أن القوات المتحالفة، في الطريق إلى تحقيق التفوق الجوي، وأن ثماني طائرات عراقية، من أصل 700 طائرة، تحطمت في الهواء، وأخريين تحطمتا على الأرض.

    أعلن متحدث عسكري إسرائيلي، أن العراق، أطلق ثلاثة صواريخ سكود عراقية، على إسرائيل، سقطت على مدينة تل أبيب، مما نتج منه قتل إسرائيلي واحد وجرح ستة آخرين. في حين أعلنت السلطات العراقية، أنها أطلقت 11 صاروخاً على أهداف حيوية، داخل إسرائيل، في ثاني هجوم عراقي صاروخي، تتعرض له إسرائيل، خلال 30 ساعة.

    أعلن متحدث عسكري سعودي، أنه في الساعة ( 18:00 ) من اليوم الثالث للعمليات، 4 رجب 1411هـ، الموافق 19 يناير 1991م، أغارت مجموعة من مشاة البحرية الأمريكية، من إحدى السفن، بواسطة الطائرات العمودية، يرافقها أحد الزوارق الحربية الكويتية، على المنصات البحرية لحقول نفط " الحوت " و" الدرة "، الكويتية، في شمالي الخليج، بهدف تدمير مصادر نيران الدفاع الجوي، التي فتحت نيرانها، من هذه المواقع، ضد طائرات القوات المشتركة، والصديقة. وقد  اقتحمت تسع منصات نفط كويتية. وتمكنت من أسـر نحو اثني عشر جندياً عراقياً، سيسلّمون إلى السلطات السعودية، طبقاً للاتفاقات المبرَمة. وقد عادت القطع البحرية، والطائرات، إلى مناطق تمركزها، سالمة.

    أعلن متحدث عسكري سعودي، أنه في حوالي الساعة ( 20:00 )، من مساء اليوم الثالث للعمليات ( 19 يناير )، أطلق الجانب العراقي مجموعة ( تذكر بعض المصادر أن عددها يراوح بين 3 ـ 5 صواريخ ) من الصواريخ التكتيكية، أرض / أرض، من نوع فروج ( FROG )، السوفيتية الصنع، ذات الرؤوس التقليدية، محدودة التدمير، في اتجاه المنطقة الشرقية، حيث سقطت جميعها في الأراضي الصحراوية، الخالية من الأهداف، من دون أن تُحدِث أي خسائر في المنشآت والأفراد. وقد أُسكتت مصادر الإطلاق، بواسطة القوات الجوية.

    ضاعفت القوات الجوية للتحالف الدولي، غاراتها المدمرة على المواقع والأهداف العسكرية، مع التركيز، بصفة خاصة، في مواقع المنصات المتحركة لصواريخ سكود ( SCUD-B )، التي أطلقها العراق على السعودية وإسرائيل.

    قررت واشنطن إرسال بطاريات صواريخ باتريوت ( Patriot )، إلى إسرائيل، لمواجهة الصواريخ العراقية. وأكّد الرئيس الأمريكي، جورج بوش، لرئيس الوزراء الإسرائيلي، إسحاق شامير، " أن الطيران الأمريكي، مستمر في العمل على تدمير منصات الصواريخ العراقية المتحركة ".

    من نتائج الطلعات الجوية لقوات التحالف، التي نفذتها، اليوم، سقوط 3 طائرات أخرى للتحالف، ليبلغ مجموع خسائر طائرات التحالف، 10 طائرات، أسقطتها الصواريخ العراقية، أرض / جو، أو بواسطة المدافع المضادة للطائرات. كما بلغ عدد الطيارين المفقودين 14 طياراً.

    ذكرت قوات التحالف، أن طائراتها، أسقطت 5 طائرات عراقية، اليوم، أثناء اشتباك جوي، بين الطائرات الأمريكية والطائرات العراقية.

    أكّد المتحدث باسم القوات الأمريكية، في عملية " عاصفة الصحراء "، أن قوات الحلفاء، نفذت 4700 غارة جوية، منذ بداية العمليات، وأن 2700 غارة جوية، قد وقعت، خلال 24 ساعة. وتركز القصف الجوي، لليوم الثاني، ضد المواقع العراقية، في العراق والكويت، فقصفت هذه المواقع، في منطقة الجيوان، وقاعدة علي سالم، داخل الكويت، وبطاريات مدفعية، على عمق عشرة كيلومترات، داخل الكويت.

البيانات العسكرية لقيادة القوات المشتركة ومسرح العمليات
انظر البيانين العسكريين الرقمين (2) (3) .

البيانات العسكرية العراقية

    أعلن العراق، أن دفاعاته الجوية، أسقطت مائة طائرة، منذ اندلاع الحرب في الخليج. وبثت الإذاعة، أن الجيش العراقي، أسر بعض الطيارين، منهم أمريكيون وبريطانيون وكويتي واحد. ويعرض مكافأة لكل من يأسر طياري القوات المتحالفة، الذين أُسقِطت طائراتهم خلف الخطوط العراقية. وتبلغ مكافأة الطيار الواحد 10 آلاف دينار عراقي.




الأحد 20 يناير 1991

يوم (4) عمليات

الأحداث السياسية

    في الوقت الذي تلقت إسرائيل صواريخ باتريوت ( Patriot )، المضادة لصواريخ سكود ( SCUD-B )، والتي تصاحبها أطقم أمريكية، للتشغيل والتدريب، فإن الحكومة الإسرائيلية، وافقت على سياسة " ضبط النفس "، التي يتبعها رئيس الوزراء الإسرائيلي، إسحاق شامير.

    كرد فعل للقصف العراقي لإسرائيل، بصواريخ أرض / أرض، وصل إليها، نائب وزير الخارجية الأمريكي، لورانس إيجلبرجر ( Lowrence Eagleburgar )، لمناقشة الموقف. فأجرى عدة مباحثات، مع قادة الحكومة الإسرائيلية. وأعلن المتحدث الإسرائيلي، أن الغرض من الزيارة، هو " العمل معاً، لتحقيق التنسيق العسكري ". وأعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي، إسحاق شامير، أن إيجلبرجر، يسعى إلى إيجاد تعاون إستراتيجي.

    كشف قائد القوات المركزية الأمريكية، في الخليج، الجنرال نورمان شوارتزكوف، أن الرئيس العراقي، صدام حسين، يتخفى، حالياً، في الأماكن المدنية، الآهلة بالسكان، خوفاً من الغارات الجوية على المواقع العسكرية.

    أعلن وزير الدفاع الإسرائيلي، موشي أرينز، أن بلاده، تعتزم الرد على الهجمات الصاروخية العراقية ضدها. ونفى أرينز، في حديث، أدلى به إلى شبكة ( C.B.S )، الأمريكية، أن تكون إسرائيل، قد أعطت أي ضمانات، تفيد بتخليها عن الرد على الهجمات العراقية. وقال إن إسرائيل، ستنتقم من العراق، وإن كانت ستضع في الحسبان المخاوف الأمريكية.

    قال الرئيس العراقي، صدام حسين، إن العراق، لم يستخدم في المعركة، سوى جزء ضئيل من قوته. ودعا العراقيين، والعرب، إلى الجهاد، ومهاجمة مصالح الدول المتحالفة، في كل مكان. كذلك، دعا، في كلمة إلى الأمة، وجهها من إذاعة بغداد، إلى إعلان الجهاد ضد الولايات المتحدة الأمريكية، وحلفائها، في جميع أنحاء العالم. وتعهد أن تكون الحرب طويلة.

    أغلقت مصر جامعة القاهرة، فرع الخرطوم، ومكتب مصر للطيران، والمدارس المصرية في الخرطوم، إلى أجل غير مسمى، بعد سلسلة من الاعتداءات، تعرضت لها السفارة والجهات المصرية، في السودان، من مظاهرات، أمس، ضد مصر، تحت رعاية قوات الأمن السودانية.

    نددت جرائد إيرانية بموقف تركيا من حرب الخليج. وقالت إن أنقرة، تطمع بمناطق النفط، شمالي العراق. وكانت القوات الأمريكية، قد اتخذت من القواعد التركية، منطلقاً، لشن 246 هجوماً جوياً على العراق، حتى اليوم.

    أعلن العاهل المغربي، الملك الحسن الثاني، مبادرة جديدة، تمثلت في دعوته إلى وقف النار، في الخليج، وإحلال قوات مغربية في الكويت.

    قاد الرئيس الليبي، العقيد معمر القذافي، تظاهرة ضخمة، اشترك فيها مليون متدرب ليبي على السلاح. وطالب بوقف القصف الجوي على بغداد، وضرورة إيقاف الحرب، وحق الشعب الكويتي في تقرير مصيره.

    أكّد مسؤولون سوريون، " أن سورية، لن تسمح للعراق بجرها إلى حرب، لم تقرر مكانها أو زمانها، ضد إسرائيل. وأنها لن تسمح لإسرائيل، أو أي جهة أخرى، باستخدام مجالها الجوي، لأغراض عسكرية ".

الأحداث العسكرية

    أكّد الناطق باسم وزارة الدفاع الأمريكية ( البنتاجون )، بيت ويليامز، أن صواريخ باتريوت ( Patriot )، المضادة للصواريخ، قد وصلت إلى إسرائيل، مع أطقمها، من أوروبا. وأن الولايات المتحدة الأمريكية، بدأت تطلع إسرائيل على المعلومات الاستخبارية، في شأن الصواريخ العراقية.

    كان اتجاه المجهود الرئيسي لطائرات القوات المتحالفة، مركزاً ضد وحدات الحرس الجمهوري وتشكيلاته، في الكويت. وبجزء من المجهود الجوي، المخصص لهذا اليوم، استمرت الطائرات في توجيه ضرباتها، ضد الأهداف الإستراتيجية، داخل العراق. فقصفت مركز بغداد للأبحاث النووية، ومنشآت سامراء الكيماوية، ومنشآت "سلمان بك" للأسلحة البيولوجية، ومخازن الأسلحة الكيماوية، ومقر حزب " البعث "، الحاكم، ومقر الاستخبارات، ووزارة الإعلام، وقيادة القوات الجوية، وقيادة الأمن الداخلي. وقد نفذت الطلعات طائرات أمريكية وبريطانية وسعودية وكويتية وفرنسية وإيطالية وكندية.

    قصفت الطائرات البريطانية، تورنيدو ( Tornado )، و جاجوار ( Jaguar )، المقاتلة القاذفة، بعض القواعد الجوية العراقية، ليلاً، ودمرت مدارجها ( الممرات )، بقنابل مخصصة لهذا الغرض، من نوع ( 233-JBU )

    تعرضت عدة مناطق، في العراق ( بغداد، وذي قار، والرمادي، والعمارة، والأنبار، والناصرية، وميناء البصرة )، لهجمات طائرات التحالف.

    عرقل الضباب الكثيف، المنخفض، تنفيذ عدد كبير من طلعات المجهود الجوي، لهذا اليوم. وسببت الأمطار الغزيرة، التي سقطت قبل بدء الحرب ببضعة أيام، تفاقم المشكلة، من خلال إعاقة حركة السير، في بعض الممرات والمسالك الصحراوية، غير المعبدة. وقد عادت العشرات من الطائرات، من نوع ( F-16A ) إلى قاعدتها، وأكثر من 40 طائرة، من نوع ( F-18 ) إلى قاعدة تابعة لمشاة البحرية الأمريكية، وهي بكامل حمولتها، بسبب عجزها عن تحديد أهدافها.

    تجاوز عدد الطلعات الجوية، منذ بداية القتال، 7 آلاف طلعة. نفذت منها الطائرات السعودية 164 طلعة، منها طلعات هجومية، وطلعات دفاع جوي، وطلعات إنذار مبكر.

    أسقطت 10 طائرات عراقية أخرى، في اشتباكات جوية، مع طائرات التحالف. وقد بلغ عدد الطائرات العراقية، التي أُسقطت، حتى اليوم، 15 طائرة.

    أعلن متحدث عسكري سعودي، أنه عند الدقيقة الأربعين، من صباح اليوم، أطلق العراق 4 صواريخ، من نوع سكود ( SCUD-B )، في اتجاه مدينة الرياض. وقد أمكن اعتراضها، وتدميرها، بواسطة صواريخ باتريوت ( Patriot ). ونتج من أعمال الاعتراض حفرة في الأرض، في إحدى ضواحي الرياض. وفي الساعة ( 9:44 )، من مســاء اليوم نفسه، أطلق المعتدي العراقي، 3 صواريـخ، من نوع سكود، في اتجاه المنطقة الشرقية. وقد أمكن اعتراضها، وتدميرها، في الجو، قبْل وصولها إلى أهدافها. وفي الوقت نفسه، أطلق 3 صواريخ أخرى، من النوع نفسه، في اتجاه المنطقة الشرقية، أمكن اعتراض وتدمير اثنين منها، وسقط الثالث في مياه الخليج.

البيانات العسكرية لقيادة القوات المشتركة ومسرح العمليات

اُنظر البيانين العسكريين الرقمين (3) و(4).

البيانات العسكرية العراقية

    أذيع، في بغداد، أن الدفاعات الجوية العراقية، أسقطت 12 طائرة جديدة، ليرتفع عدد الطائرات، التي أعلن العراق إسقاطها، إلى 140 طائرة. وأذيع، كذلك، أن وحدات الصواريخ، أسقطت خمسة صواريخ، من نوع كروز ( Cruise ). وعرض التليفزيون صور حطام الصواريخ، كما عرض صور الأسرى من الطيارين.

    أعلن العراق أسر 10 آخرين، من جنود وطياري قوات التحالف. وبذلك، بلغ عدد الأسرى، لدى العراق، 40 أسيراً، وزِّعوا على المعسكرات والأهداف العسكرية العراقية.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 75802
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 78
الموقع : الاردن

 يوميات حرب الخليج من 1/1/1991  الى 13/3/1991 Empty
مُساهمةموضوع: رد: يوميات حرب الخليج من 1/1/1991 الى 13/3/1991    يوميات حرب الخليج من 1/1/1991  الى 13/3/1991 Emptyالخميس 24 مارس 2016, 8:35 pm

الإثنين 21 يناير 1991

يوم (5) عمليات

الأحداث السياسية

    قال وزير الدفاع الأمريكي، ديك تشيني : " يمكن أن يدوم الأمر أسابيع. كما يمكن أن يدوم عدة أشهر. كنا حذرين جداً؛ ولم نقل أن الحرب ستنتهي في 27 يوماً، أو في 14 يوماً، أو خلال 6 أشهر ".

    طلب رئيس الأركان الإسرائيلي، دان شمرون، من المواطنين الإسرائيليين، الاستعداد لمواجهة مزيد من الهجمات، بالصواريخ العراقية، وذلك بعد 48 ساعة، من عدم تعرض إسرائيل لأي هجمات، بالصواريخ، من جانب العراق.

    رفض العراق مبادرة سوفيتية، تهدف إلى وقف إطلاق النار، فور انسحاب العراق من الكويت. وأذاعت بغداد، أن الرئيس العراقي، صدام حسين، رد على رسالة من الرئيس السوفيتي، ميخائيل جورباتشوف، في هذا الشأن، بالقول: " إن مبادرتك، يجب أن توجه إلى الرئيس الأمريكي، جورج بوش ".

    أعلنت إذاعة بغداد، أن مجلس قيادة الثورة، " قرر إلغاء كل المواثيق والاتفاقات، المعقودة بين العراق والمملكة العربية السعودية، اعتباراً من تاريخ 17 يوليه عام 1968، وحتى الوقت الحاضر، وأياً كان موضوع الوثائق ". وتشمل هذه الاتفاقات معاهدة عدم اعتداء بين البلدين، ومعاهدة أمنية.

    كرد فعل لِما أعلنته إذاعة بغداد، أن سجناء الحرب، من طياري قوات التحالف، سيوضعون في مَواقع إستراتيجية، أعلن وزير الدفاع الأمريكي، ديك تشيني : " أن كلاًّ من الولايات المتحدة الأمريكية، والعراق، ملتزم بالاتفاقات الدولية، الخاصة بمعاملة أَسْرَى الحرب؛ وهذا التصعيد، يُعَدّ جريمة حرب ".

    أعلن الرئيس الأمريكي، جورج بوش، " إن احتجاز رجال القوات الجوية المتحالفة، في المَواقع الإستراتيجية، واستخدامهم، كدروع بشرية، لن يُغيّر من استمرار الحرب. والرئيس العراقي، صدام حسين، مسؤول عن مصير سجناء الحرب ". وحذَّر الرئيس الأمريكي العراق، من أن المعاملة الوحشية، تُعَدّ انتهاكاً لاتفاقات جنيف، التي تحكم معاملة أَسْرَى الحرب. واستدعت واشنطن القائم بالأعمال العراقي، وسلمته رسالة شديدة اللهجة، للاحتجاج على المعاملة السيئة لأسرى الحرب، والتي تتناقض مع اتفاقية جنيف.

    أجرى الرئيس المصري، حسني مبارك، اتصالات بخادم الحرمين الشريفين، الملك فهد بن عبدالعزيز؛ والرئيس الأمريكي، جورج بوش؛ والرئيس الفرنسي، فرانسوا ميتران؛ ورئيس وزراء بريطانيا، جون ميجور، في سعي إلى تأمين صدور قرار عن مجلس الأمن، يدعو إلى وقف النار، في الخليج، إذا أبدى العراق موقفاً إيجابياً، بقبول قرارات المجلس.

    أكّد نائب وزير الخارجية الأمريكية، لورانس أيجلبرجر، أنه يعترف بحق إسرائيل في الدفاع عن نفسها، وأن الولايات المتحدة الأمريكية، تقف مع إسرائيل، ضد العدوان العراقي.

    انتقد وزير الدفاع السوري، العماد مصطفى طلاس، الرئيس العراقي، صدام حسين، " حمق " سلوكه، في ادعائه مهاجمة إسرائيل، من دون دعم، عربي وخليجي.

    وجه الرئيس الليبي، العقيد معمر القذافي، إلى القادة العرب، رسالة، عبر وكالة الجماهيرية للأنباء، يقترح فيها المبادرة السريعة إلى مسعى مشترك، لدى مجلس الأمن، لوقف الحرب، في الخليج. وقالت الوكالة، إن الرائد عبدالسلام جلود، أبلغ السفراء العرب هذه الرسالة. وقال الرئيس الليبي، في رسالته: " لا يجوز، انطلاقاً من المسؤولية القومية، أن نبقى متفرجين على تدمير العراق والكويت معاً، وتوسيع دائرة الحرب، وتدمير إمكانات العرب وقدراتهم، الاقتصادية والعسكرية ".

    ذكرت مجلة " نيوزويك " الأمريكية، أن الرئيس الأمريكي، جورج بوش، وافق على خطة لإرسال وحدات برية، في هجمات شاملة على أجنحة القوات العراقية، في العراق والكويت. وأشارت المجلة إلى أن الهجوم البري، قد يتأجل بعض الوقت، وأنه يشمل تحركاً داخل العراق.

الأحداث العسكرية

    صرح وزير الدفاع الأمريكي، ديك تشيني، أن الضباب الكثيف، بطَّأ الهجمات الجوية، ولم يوقفها. وأن القوات الجوية المشتركة، حققت تفوقاً جوياً على العراق، كما حققت تقدماً ملحوظاً، في تحييد صواريخ سكود ( SCUD-B )، والقدرات النووية والكيماوية والبيولوجية، العراقية.

    نفذت طائرات دول التحالف، حتى نهاية اليوم، 8323 طلعة جوية. منها ما يقرب من 510 طلعات جوية اضطلعت بها القوات الجوية السعودية.

    أعلن متحدث عسكري سعودي، أنه في الساعة العاشرة، من مساء اليوم، أطلق العراق صاروخاً من نوع سكود ( SCUD-B )، في اتجاه المنطقة الشرقية. وقد أمكن اكتشافه ومتابعته، إلى حين سقط في مياه الخليج العربي.

    أعلنت وزارة الدفاع الأمريكية، أن العراق، أطلق، حتى الآن، 12 صاروخاً، من نوع سكود ( SCUD-B )، ضد الرياض والظهران، في المملكة العربية السعودية، أطلق، لاعتراضها في الجو، 35 صاروخاً، من نوع باتريوت ( Patriot )، التي نجحت في تدمير معظمها. وكان معظم الإصابات من شظايا الصواريخ المدمرة.

    نظراً إلى إطلاق العراق صواريخ سكود ( SCUD-B )، ضد إسرائيل والمملكة العربية السعودية، فقد خصص جزء من المجهود الجوي، لهذا اليوم، ضد مواقع الصواريخ العراقية. فحدِّدَت مواقع عشر منصات إطلاق، دمِّر منها ثلاث.

    ألغيت طلعات طائرات جاجوار ( Jaguar )، لسوء الأحوال الجوية، فوق منطقة الأهداف.

    للمرة الأولى، أطلق، اليوم صاروخ كروز ( Cruise )، من غواصات، في البحر الأحمر، ضد أهداف عراقية.

    هاجمت طائرات البحرية الأمريكية، أهدافاً عراقية، وصفت بأنها " محصنة جداً، وذات نشاط صناعي، غرب بغداد "، بالطائرات، من نوعي ( A-6 ) و( A-7 )، باستخدام صواريخ " سلام " ( STAND OFF LAND ATTACK MISSILE: SLAM )؛ إذ حددت الطائرات، من نوع ( A-7الأهـداف، بأشعـة الليـزر، في حين أطلقـت الصواريـخ الطائـرات، من نوع (INTRUDER) (A-6) .

    قررت وزارة الدفاع الأمريكية، أن يكون اتجاه المجهود الرئيسي، لطلعات طائرات القوات المتحالفة، هو "رصـد أماكن جميع الصواريخ العراقية، خصوصاً صواريخ سكود ( SCUD-B )، والقضاء عليها. وذلك بعد أن بدأ الطيران بتركيز جهوده ضد وحدات الحرس الجمهوري وتشكيلاته. وواضح مغزى هذا القرار، فعلى الرغم من أن تأثير هذه الصواريخ، لا يغير من النتائج التدميرية، في مسرح العمليات، إلى الحد، الذي يستحق معه اصدار هذا القرار، إلا أنه، في الواقع، يهدف إلى مضمون سياسي، في الدرجة الأولى، ألا وهو عدم اعطاء إسرائيل الذريعة، للدخول في الحرب ضد العراق، مما قد يتسبب باحراج الدول العربية، المشتركة في التحالف، وقد يؤدي إلى نتائج سلبية للحرب برمتها.

    عجزت وسائل الاستطلاع عن استكشاف نتائج الضربات الجوية، ضد الأهداف المختلفة، في العراق والكويت، بسبب سوء الأحوال الجوية، والضباب الكثيف، فوق مناطق الأهداف.

    أدى القصف الجوي لقوات التحالف، إلى دمار هائل، في مختلف المواقع العسكرية العراقية، في العراق والكويت. وقد تحولت مرافق مدينة بغداد، إلى أنقاض، بتأثير القصف، الذي تشترك فيه مئات الطائرات، من دول التحالف.

    بلغ عدد طلعات القوات الجوية للتحالف، منذ بداية القتال، 8323 طلعة. نفذ منه 3 آلاف طلعة، خلال الأربع والعشرين ساعة الأخيرة. وأسقطت 5 طائرات عراقية.

    أعلن متحدث عسكري مصري، أن عدداً من الجنود العراقيين، في الكويت المحتلة، استسلم إلى القوات المصرية، في منطقة حفر الباطن.

    بدأت القوات البحرية البريطانية، في شمالي الخليج العربي، أولى عملياتها القتالية، بالاشتراك مع البحرية الأمريكية، في مطاردة زوارق الدورية العراقية وتدميرها.

    أعلن قائد القوات المركزية الأمريكية، في الخليج، الجنرال نورمان شوارتزكوف، تدمير 16 منصة متحركة، لإطلاق صواريخ سكود ( SCUD-B )، إضافة إلى المنصات الثابتة.

البيانات العسكرية لقيادة القوات المشتركة ومسرح العمليات

اُنظر البيانين العسكريين الرقمين (4) و(5).




الثلاثاء 22 يناير 1991

يوم (6) عمليات

الأحداث السياسية

    طالب زعماء الكونجرس الأمريكي، بضرورة استمرار عمليات القصف الجوي المكثف، ضد العراق، قبل البدء بشن الهجوم البري ضده.

    عقد مارلين فيتزووتر، الناطق باسم البيت الأبيض، مؤتمراً صحفياً، قال فيه، إن الرئيس الأمريكي، جورج بوش، أوفد ريتشارد آرميتاج ( Richard Armitage )، إلى الأردن، كمبعوث خاص، للتشاور مع العاهل الأردني، الملك حسين، وغيره من المسؤولين الأردنيين، ليبحث مع العاهل الإردني نفسه، وجهات نظره، والوضع في المنطقة. وقال فيتزووتر: إن الرئيس الأمريكي مهتم اهتماماً خاصاً، بوضع اللاجئين. وإن آرميتاج، سيقف على المشكلة، ومدى اتساعها، ويتعرّف ما يمكن واشنطن أن تساعد عليه، فضلاً عن تحليل العاهل الأردني للوضع.

    أكّد الرئيس المصري، حسني مبارك، للصحفيين، أنه لا بد أن ينسحب العراق من الكويت، لأنه من دون الانسحاب، لن نستطيع أبداً، أن نقنع المجتمع الدولي بوقف الحرب. وقال: إننا لا نستطيع، اليوم، أن نعلن مبادرة لوقف إطلاق النار. فمن سيسمع لهذا الكلام؟ ومن سيقبله؟ موضحاً أن وقف إطلاق النار، وبقاء القوات العراقية في الكويت، سيكون مخالفاً للقرار، الذي أصدره مجلس الأمن.

    نفى الرئيس المصري، حسني مبارك، إمكانية طرح مبادرة مصرية جديدة، لوقف إطلاق النار، في الخليج، ما دام العراق لم يقرر الانسحاب من الكويت. ورأى أن ضرب العراق إسرائيل، بالصواريخ، هو " موضوع غريب، استهدف توريط مصر والأردن وسورية والأمة العربية كلها ".

    دعا الرئيس الرئيس السوفيتي، ميخائيل جورباتشوف، الرئيس العراقي، صدام حسين، إلى تنفيذ قرارات مجلس الأمن، لوقف الحرب في الخليج. وقال: " نحن معنيون بالنزاع، بسبب الموقف اللامسؤول لصدام حسين ".

    حظرت بريطانيا على العراقيين دخول أراضيها، وقررت عدم تمديد العمل بالتأشيرات للعراقيين، " لأسباب أمنية، وطنية "، متعلقة بالحرب في الخليج. وفي غضون شهر، طردت بريطانيا 60 عراقياً، وأوقفت 70 آخرين، مقدِّرة أنهم يهددون الأمن القومي. كما أن كندا والولايات المتحدة الأمريكية، وفرنسا واليونان، اتخذت إجراءات مماثلة، وسط هاجس الإرهاب الدولي. وأقدمت إيطاليا، كذلك، على طرد 10 موظفين، من السفارة العراقية في روما.

الأحداث العسكرية

    هاجمت أربع طائرات، من نوع (Intruder) ( A-6 )، سفينة عراقية، كانت تزرع الألغام في مياه الخليج، وأغرقتها. كما هوجمت 3 سفن عراقية أخرى، وأغرقت إحداها.

    شاركت، للمرة الأولى، طائرات قطرية، ضمن قوات التحالف، ضد أهداف عراقية.

    لا يزال سوء الأحوال الجوية، يؤثر في عملية حصر النتائج، بعد توجيه الضربات الجوية. إلا أن مدير العمليات، في هيئة أركان الجيش الأمريكي، الجنرال توم كيلي، أفاد بأن 80 % من الغارات الجوية، كانت ناجحة، وأن القيادة المركزية راضية عن التقدم، الذي تحرزه القوات الجوية لدول التحالف. وقد تسبب هذا التصريح بإحداث بعض الجدل، في الأوساط الإعلامية. ولم يوجد لدى الجهات الرسمية، ما يوثق ويؤكد هذه النسبة، التي حددها مدير العمليات.

    أفادت مصادر عسكرية غربية، أن طائرات دول التحالف، شنت غارات مكثفة على مدينة البصرة، التي تعد مركز قيادة عمليات القوات العراقية، في الكويت. وقالت وكالة الجمهورية الإسلامية للأنباء الإيرانية، إن عدداً كبيراً من المقاتلات، شارك في قصف البصرة، وإن نيران الدفاعات الجوية، كانت تُسمَعُ، بوضوح، في منطقة شلامجة الإيرانية. كما اهتزت الأبنية، في مدينة خور مشهر، على بعد 40 كم، من البصرة، على الضفة الأخرى لشط العرب، من جراء شدة الانفجارات.

    هاجمت الطائرات، من نوع جاجوار ( Jaguar ) الفرنسية ـ البريطانية الصنع، للمرة الرابعة، قاعدة بحرية عراقية، جنوبي الكويت. وقد بدأ الطيران الفرنسي المرحلة الثانية من الهجوم، الذي يستهدف القدرة العراقية. ولم تشارك الطائرات الفرنسية، من نوع ( Mirag-2000 ) بعد، في شن الهجمات، ضد الأهداف العراقية، في العراق أو الكويت، لوجود نظائرها لدى الجانب العراقي.

    هاجمت الطائرات الأمريكية أهدافاً عراقية، في الشمال، انطلاقاً من قاعدة " إنجرليك "، في جنوبي تركيا. واشتركت في الضربة 31 طائرة مقاتلة، وثماني طائرات " صهريج "، وطائرة من نوع أواكس ( AWACS ). وقد هبطت بالقاعدة نفسها، في الصباح، بعد تنفيذ مهمة ليلية، استغرقت ثلاث ساعات. ويظن أنها استهدفت منصات اطلاق صواريخ سكود ( SCUD-B )، والمطارات، ومنشآت أخرى، في شمالي العراق. ويلاحظ أن معدل الطلعات من هذه القاعدة، بلغ 80 طلعة جوية، يومياً.

    أنشئت ثماني حظائر خرسانية، للطائرات، على عجل، منذ اندلاع أزمة الخليج، في منطقة " باتمان "، في تركيا، والواقعة على مسافة 120 كم، من الحدود العراقية. وتستوعب الواحدة منها عدداً يراوح بين طائراتين و3 طائرات، وقد وصلت إلى المطار نفسه، 20 طائرة عمودية أمريكية. كما نقلت طائرات نقل، من نوع ( C-130 ) كميات من المؤن والذخيرة، إلى القاعدة، التي تحيط بها بطاريات صواريخ مضادة للطائرات.

    نشر حلف شمال الأطلسي 42 طائرة نفاثة، ألمانية وبلجيكية وإيطالية، في قاعدتي " ديار بكر " و" ارهاك " الجويتين، في تركيا، لتكون قوة ردع، إضافة إلى وجود أسراب من الطائرات، التابعة لسلاح الطيران التركي.

    نصبت القوات الأمريكية، صواريخ باتريوت ( Patriot )، في قاعدة " إنجرليك " التركية، التي نفذت منها الطائرات الأمريكية نحو 400 طلعة جوية، في اتجاه العراق، منذ خمسة أيام مضت.

    صرحت مصادر بريطانية، أن الطيران البريطاني، نفذ 400 طلعة جوية، منها طلعات هجومية، وطلعات للدعم والإسناد، وطلعات تمثل دوريات، فوق مياه الخليج.

    فاق عدد الطلعات الجوية لقوات التحالف، منذ بداية القتال، 10 آلاف طلعة، أسهمت القوات الجوية السعودية فيها، بنحو 608 طلعات.

    أعلن متحدث عسكري سعودي، أن العراق، أطلق سلسلة جديدة من صواريخ سكود ( SCUD-B )، أرض / أرض على الرياض والظهران، في المملكة العربية السعودية. ففي الساعة 3.45، من صباح اليوم، أطلق العراق صاروخين، من نوع سكود، في اتجاه منطقة الرياض، فدمِّر أحدهما فوق مدينة الرياض، أما الثاني، فلا يزال البحث جارياً، للحصول على معلومات عن احتمال سقوط بعض القطع منه، بعد تدميره. كما أطلق العراق، صباح اليوم نفسه، ثلاثة صواريخ، من النوع نفسه، على المنطقة الشرقية، أمكن اكتشافها، وتدمير أحدها، ومتابعة الصاروخين الآخرين

    أطلق العراق 3 صواريخ، من نوع سكود ( SCUD-B )، على إسرائيل. أُطلق الصاروخ الأول، في الساعة الثامنة والنصف مساءً. وأدى إلى مقتل إسرائيلي، وإصابة 60 آخرين. وأُطلق الصاروخ الثاني، في الساعة التاسعة مساءً، وسقط في منطقة سكنية، في تل أبيب. وأدى إلى مقتل ثلاثة، وإصابة 96 آخرين. أما الصاروخ الثالث، فسقط، في العاشرة مساءً، ولم ينتج منه أي أضرار . وكان المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، الجنرال نحمان شاي ( Nachman Shai )، قد صرح، أن صاروخين، من نوع سكود، كانا موجهّين إلى إسرائيل. ولم يذكر مكان سقوطهما، أو أي نتائج عن الخسائر. وأفادت شبكة ( N.B.C ) الأمريكية، أن صاروخ سكود، أصاب ثلاث بنايات، وأدى إلى عدد كبير من الإصابات.

    أعلن مسؤول عسكري فرنسي، أن ضربات قوات التحالف، حققت أكبر نجاح ضد أجهزة المراقبة والرادارات العراقية. وأضاف أنه دمِّر نصف منصات إطلاق صواريخ سكود ( SCUD-B )، المتحركة والثابتة، والبالغ عددها 80 منصة.

    أسقطت طائرة أمريكية، من نوع ( A-10 )، خلف خطوط القوات العراقية. وعمدت طائرة عمودية، ترافقها طائرتان مقاتلتان للحماية، إلى البحث عن الطيار، الذي حدد مكانه بواسطة جهاز، كان يحمله. وأمكن إنقاذه، في عملية، استغرقت أربع ساعات.

    بلغت خسائر طائرات قوات التحالف 18 طائرة، منها 15 طائرة أمريكية، في اشتباكات مع الطيران العراقي، و4 طائرات بريطانية، وطائرة كويتية واحدة، وطائرة إيطالية واحدة.

    بلغ عدد الطائرات العراقية، التي دمرت، منذ بداية الحرب، 17 طائرة.

    فقد 25 جندياً، تابعون للقوات المتحالفة، خلال العمليات العسكرية ( 14 أمريكياً، و8 بريطانيين، وإيطاليان اثنان، وكويتي واحد ).

    نفذت عناصر من القوات العراقية، إنزالاً بحرياً، في منطقة قريبة من منطقة الخفجي السعودية. وتصدت لها القوات البحرية للتحالف، وأسرت منها 23 عراقياً.

    أغرقت القوات البحرية الأمريكية ناقلة نفط عراقية، كانت تقف إلى جوار منصة نفط، مما أدى إلى اشتعال المنصة.

    أعلن متحدث عسكري أمريكي، أن هناك دلائل واضحة، على أن العراق، بدأ بنسف وتدمير المنشآت النفطية الكويتية. وقد أظهرت الصور الجوية، أن العراق، فجر بعض آبار النفط، وخزانات الوقود، في حقل الوفرة الكويتي، لإحداث سحابة، تمنع الطيران الأمريكي من مواصلة الإغارة، ولخداع صواريخ باتريوت ( Patriot )، كذلك، التي تنطلق نحو مصدر الحرارة.

البيانات العسكرية لقيادة القوات المشتركة ومسرح العمليات

اُنظر البيانين العسكريين الرقمين (5) و(6).

البيانات العسكرية العراقية

    أعلن العراق، أن دفاعاته الأرضية، أسقطت 18 هدفاً جوياً، ما بين مقاتلات وصواريخ، خلال الغارات، التي شنتها قوات الحلفاء على أهداف، عسكرية وإستراتيجية، في العراق.

    أعلن متحدث عسكري عراقي، أنه أسقط أكثر من 178 طائرة للقوات المتحالفة، منذ بداية الحرب الجوية.

    أعلن متحدث عسكري عراقي، أن غارات القوات الجوية للتحالف، قتلت 40 شخصاً، من المدنيين، و31 جندياً عراقياً.





   

الأربعاء 23 يناير 1991

يوم (7) عمليات

الأحداث السياسية

    أكّد وزير الخارجية السوداني، علي أحمد سحلول، في لقائه السفير المصري في الخرطوم، أن التجاوزات، التي حدثت في مظاهرات يوم 19 يناير، في الخرطوم، ضد قيادة وشعب مصر، لا تعبر عن رأي الحكومة والشعب السودانيين. وقال إن الحكومة السودانية، ترفض هذه التجاوزات.

اأحداث العسكرية

    أكّدت وزارة الدفاع السوفيتية، أن الرئيس العراقي، صدام حسين، أمر بإعدام قائد سلاح الدفاع الجوي العراقي، وكبار قادة سلاح الجو، والدفاع الجوي العراقي، رمياً بالرصاص، بعد الخسائر الكبيرة، التي منيت بها القوات العراقية، في الحرب ضد القوات المتحالفة.

    أعلن وزير الدفاع، ورئيس هيئة الأركان المشتركة الأمريكية، أن القصف الأمريكي، شل قدرة العراق على إنتاج أسلحة، نووية وبيولوجية وكيماوية، وأن الغارات الجوية، التي شنتها طائرات دول التحالف، دمرت تماماً مفاعلين نوويين عراقيين. كما عطلت جميع القواعد الجوية العراقية، وتقلصت قدرة العراق على تكرير النفط، إلى النصف، مما أدى إلى وقف بيع الجازولين في البلاد.

    صرح مساعد مدير عمليات القيادة المركزية، جنرال هارث، أن الأجواء، العراقية والكويتية، أصبحت مفتوحة، أمام طائرات الحلفاء، بعد " تحييد " القوة الجوية العراقية، وأن قوات الحلفاء، تدمِّر تدريجاً، القوة، الإستراتيجية والعسكرية، والهياكل الأساسية، للعراق، بهدف تدمير القيادة المركزية للرئيس العراقي، صدام حسين. كما دمِّرت مولدات الطاقة الكهربائية، في بغداد، وفي بعض المدن الرئيسية الأخرى، إضافة إلى استمرار الهجمات على أهداف، كيماوية ونووية وبيولوجية، ومراكز تجمعات القوات المسلحة العراقية. وأن التفوق الجوي لقوات الحلفاء، يمنح قوات التحالف قدراً من المرونة، وإحراز المبادأة.

    أعلن مدير العمليات، في هيئة أركان الجيش الأمريكي، الجنرال توم كيلي، أن طائرات التحالف، نفذت نحو 12 ألف طلعة جوية، ضد الأهداف العراقية، في العراق والكويت المحتلة، منذ اندلاع الحرب، بمعدل نحو ألفي طلعة، يومياً. وأن الطيران الأمريكي، نفذ نحو 85 % من إجمالي عدد الطلعات، ونفذت القوات الجوية السعودية منها 765 طلعة ناجحة.

    بلغ إجمالي خسائر طائرات دول التحالف، 22 طائرة، منها 15 طائرة، أصابتها الدفاعات الأرضية العراقية، و7 طائرات لأعطال فنية، وفي الوقت نفسه، دمِّرت 17 طائرة عراقية، خلال القتال الجوي.

    دافع رئيس لجنة القوات المسلحة في مجلس النواب الأمريكي، النائب لي أسبن، عن أسلوب معالجة نتائج الغارات الجوية لدول التحالف. وقال إنها " لا تتعمد اخفاء النتائج، ولكنها مجبرة على اخفاء بعض المعلومات عن الشعب الأمريكي، من أجل سلامة الطيارين المشاركين في الحملة الجوية ". وفسّر ذلك بقوله: " اذا نُشِر تقييم لمدى الخسائر، التي أحدثتها تلك الغارات، فسيمكن تَعرّف الأهداف، التي ستعيد القوات الأمريكية الإغارة عليها. كما أن السحب والغيوم الكثيفة، تعوق الحصول على صور النتائج ".

    أطلق العراق، في تمام الساعة ( 10:57 )، من مساء اليوم، الأربعاء، 23 يناير 1991، الموافق 8 رجب 1411هـ، خمسة صواريخ، من نوع سكود ( SCUD-B )، على المملكة العربية السعودية، اثنان منها في اتجاه المنطقة الشرقية، وآخران، في اتجـاه مدينة الرياض، والصاروخ الخامس، في اتجاه المنطقة الشمالية ( حفر الباطن ). وبعون الله وتوفيقه، أمكن اعتراض جميع هذه الصواريخ وتدميرها، بواسطة صواريخ باتريوت ( Patriot ). وقد أطلق العراقيون، حتى الآن، ما مجموعه 22 صاروخ سكود، على السعودية، أسقط 18 منها، وسقط الباقي، من دون أي تأثير، إمّا في البحر، أو في الصحراء.

    دمرت صواريخ باتريوت ( Patriot )، المضادة للصواريخ، صاروخاً عراقياً من نوع سكود ( SCUD-B )، استهدف إسرائيل.

    صرح وزير الدفاع الأمريكي، ديك تشيني، " أن كل شيء سائر على نحو جيد جداً. ولكن، علينا أن نتوقع مفاجآت، بما في ذلك ضربات جوية عراقية، وأعمال إرهابية، ومزيد من الهجمات الصاروخية ".

    ذكرت وكالة الأنباء العراقية، أن الرئيس العراقي، صدام حسين، زار، اليوم، " قاطع عمليات الجبهة الجنوبية ". والتقى عدداً من القادة، وبعض أعضاء القيادة العامة، الذين أكّدوا " إن العدو، حرص، بسبب جبنه، وخشيته من المنازلة مع القوات البرية، أن يتجنب تأسيس أي تماس جدي، بينه وبين قطعاتنا البرية الباسلة. وصار ينشغل، أو يشاغل نفسه، أمام الرأي العام، بالقصف من ارتفاعات عالية. وعلى الرغم من كل الذي حشده فيه، فإن تضحياتنا في كل قواطع العمليات البرية للقوات المسلحة، يوم الثاني والعشرين من يناير، بالقصف الجوي، على سبيل المثال، وبعد أن سجل العدو أكثر من عشرة آلاف طلعة، هي بحدود التسعين شهيداً فقط. فليتغمد الله برحمته الواسعة شهداءنا الأبرار ".

    اعترف الوفد العراقي في الأمم المتحدة، بأن الطلعات الجوية لقوات الحلفاء، ضد العراق، أودت بحياة 41 شخصاً، إلى جانب إصابة 188 آخرين.

    بلغ عدد الطائرات العراقية، التي دمِّرت، منذ بداية الحرب، 41 طائرة، من مجموع 700.

    أعلن متحدث عسكري سعودي، أنه في تمام الساعة ( 2:58 )، من صباح اليوم، دمرت قواتنا البحرية الملكية السعودية، سفينة بحرية للمعتدي، من نوع ( C-43 )، في شمالي الخليج العربي، كانت تعمد إلى زرْع الألغام، حيث رُصدت بواسطة إحدى سفن قواتنا البحرية. وقد أقلعت طائرة عمودية، من إحدى سفن القوات البحرية الصديقة، إلى موقع السفينة العراقية، وتأكّدتْ من تدميرها وغرقها. وهذا يؤكد دقة العمليات العسكرية المنسّقة للقوات العسكرية، في كافة أفرعها، البرّية، والجوية، والبحرية، والدفاع الجوي.

    قصفت القوات العراقية قصفاً مدفعياً، على طول الشريط الحدودي، بين الأراضي، السعودية والعراقية والكويتية. وقد أسكتت نيران المدفعية، بدخول الليل، عندما تدخل طيران التحالف، ضد المدفعية العراقية.

البيانات العسكرية للقيادة المشتركة ومسرح العمليات

اُنظر البيانين العسكريين الرقمين (6) و(7).

البيانات العسكرية العراقية

    أعلن العراق إسقاط أكثر من 178 طائرة للتحالف، بما فيها من الصواريخ.

    أعلن العراق أسر أكثر من 20 جندياً من قوات التحالف.

    أعلن العراق، أن 69 من المدنيين العراقيين، و31 جندياً عراقياً، قتلوا على يد القوات المتحالفة.




   
الخميس 24 يناير 1991

يوم (Cool عمليات

الأحداث السياسية

    أعلن الرئيس المصري، حسني مبارك، في خطاب له، أمام مجلسي الشعب والشورى، ما عدّه " شهادة أمام التاريخ "، أو ما يمكن تسميته سيناريو لوقف حرب الخليج، وإنهاء الأزمة برمتها، إذ قال: " لا مفر، أولاً، من الانسحاب العراقي من الكويت، وفقاً لقرارات قمة القاهرة، وقرار مجلس الأمن، الرقم 660، وتوفير الغطاء العربي للانسحاب العراقي. ثم تبدأ مرحلة التشاور، بالتنسيق مع الأطراف المعنية، للتوصل إلى صيغة، تحفظ للعراق كرامته، وتضمن عيشه في أمان ".

    صرح الرئيس المصري، حسني مبارك، إلى الصحفيين، عقب إلقاء خطابه أمام مجلسي الشعب والشورى، بأن تقاعس بعض الدول العربية، وصمتها على ما فعله الرئيس العراقي، صدام حسين، أدّيا إلى ما يحدث في الخليج. وقال: " لوكانت جميع الدول العربية قد وقفت إلى جانب الحق والشرعية، منذ اللحظة الأولى للعدوان، ربما لم يكن رئيس العراق قد تمادى في غيه. لكن بعض الدول كانت تقف إلى جانبه، وتناصره، وتقول إنه كان سينسحب، وله حق تاريخي. وإذا بحثنا عن الحقوق التاريخية، فسنجد أن لكل دول حقاً تاريخياً في أرض دولة أخرى، ويصبح الأمر هوجة ". وأعرب عن أسفه للتصريحات الغريبة، التي أدلى بها الرئيس اليمني، علي عبدالله صالح، وقال فيها " إن العراق ما زال صامداً، حتى الآن، وليس مثل بعض الدول التي اعتادت على الحرب الخاطفة في حرب 67، 73 ". وتساءل الرئيس: أي صمود هذا، إذا كان العراق لا يزال يتعرض كل يوم للضرب والتدمير؟ وقال: " العراق صامد، لكي يحصل صدام على زعامة. كما قالها لأحد رؤساء الدول، إن عبدالناصر هُزم عام 1956، ولكنه أصبح زعيماً عالمياً. وقال مبارك: " إنه يتعين على الرئيس اليمني أن يعرف الجغرافيا وتاريخ الشعوب وفلسفة نظام الحكم في مصر. وأرجو أن يقرأ الأخ علي عبدالله صالح التاريخ ويتمحص فيه ويدرسه بعمق ". وأكّد الرئيس مبارك، أن الحاكم المصري يحافظ على داء شعبه، وعندما يجد أن الموقف سيؤدي إلى قتل الأبرياء، فإنه يوقف القتال. وقد حدث هذا مع عبدالناصر عندما وجد أن الشعب يتعرض إلى إراقة الدماء، عام 1967، فأوقف القتال. ورداً على سؤال حول الموقف الذي تنتهجه دول المغرب الثلاث، خاصة الجزائر، أجاب الرئيس مبارك: " لقد ساعدنا الجزائر في فترة التحرير، وتعرضنا إلى العدوان الثلاثي، عام 1956، بسبب مساعدة الجزائر. ولا أريد أن أسترسل كثيراً في هذا الموضوع، لأن هناك علاقات طيبة تربطني بالرئيس الجزائري، الشاذلي بن جديد، ولعل شعب الجزائر في وقت ما يتنبه للشائعات، التي تُدس إليه، ولابد سيجئ يوم يفهم فيه أن مصر على حق، وأن مصر مع الحق. وأكّد الرئيس مبارك، " أنه لو كانت الجزائر قد تعرضت لمثل ما تعرضت له الكويت لوقفنا مع الجزائر قلباً وقالباً. وليتهم يتفهمون هذا ".

    قال صاحب السموّ الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز، النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء ووزير الدفاع والطيران والمفتش العام، في المملكة العربية السعودية: " إن هدف القوات السعودية، وقوات الدول العربية والإسلامية، الصديقة، الموجودة على أراضي المملكة، هو تحرير الكويت، وإعادة الحق والشرعية إلى أهلهما الأصليين. هذا هو هدفنا، ولن نحيد عنه أبدا ً".

الأحداث العسكرية

    أعلن المتحدث العسكري باسم قيادة القوات المشتركة ومسرح العمليات، أنه ما زال المعتدي مستمراً في قصف بعض المواقع الحدودية، باستخدام الرماية المتقطعة، في أوقات مختلفة، من دون تحقيق أي أضرار أو خسائر، بشرية أو مادية، لمواقعنا. وما زالت قواتنا مستمرة في التعامل مع مصادر نيران المعتدي وإسكاتها، بواسطة المدفعية والقوات الجوية المشتركة.

    قررت القيادة المركزية لقوات التحالف الدولي، زيادة عدد غاراتها اليومية الجوية، على المواقع العراقية، في العراق والكويت المحتلة، بمقدار ألف طلعة، يومياً، ليصبح متوسط عدد الطلعات 3 آلاف طلعة، كل يوم.

    بلغ ما نفذته طائرات قوات التحالف، 15 ألف طلعة جوية، منذ بدء حرب الخليج، بعد أن تحسنت الأحوال الجوية، وساعدت على تكثيف عدد الطلعات على الأهداف العراقية، في العراق والكويت. وبلغ عدد الطلعات، خلال الأربع والعشرين ساعة الأخيرة، ثلاثة آلاف طلعة، دمرت منشآت عدة، ومصانع عسكرية.

    يركز القصف الجوي، حالياً، في وحدات الحرس الجمهوري وتشكيلاته، لتشتيته وتدمير بنيته. وقد أمكن تدمير ثلاث طائرات قاذفة بعيدة المدى، من نوع ( TU-16 )، في مخابئها.

    قصفت الطائرات القاذفة، من نوع ( B-52 )، خلال الـ 48 ساعة الأخيرة، المواقع العراقية، خاصة تشكيلات الحرس الجمهوري ووحداته، في شمالي الكويت، وبعض مدن جنوبي العراق، بينها البصرة، محققة النتائج، التي كان يتوخاها القادة العسكريون. وألقت 50 طائرة، من هذا النوع، خلال هذه الفترة، أطناناً من المتفجرات، والقنابل الثقيلة، والمضادة للدروع، والمضادة للأفراد. ويذكر أن الطائرات، التي تقلع من قاعدتها، في جزيرة " دييجو جارسيا "، في المحيط الهندي، ومن قاعدة في مدينة جدة، السعودية ـ هي أكثر الطائرات، التي استخدمت، حتى الآن. كما دمرت القاذفات نفسها المطارات، وخطوط السكك الحديدية، وخزانات النفط، في مختلف أنحاء العراق. أما الأسطول الأمريكي، فأطلق 4 صواريخ كروز ( Cruise )، على مدينة البصرة.

    فقدت القوات الأمريكية طائرة، من نوع ( F-16 )، خلال الساعات الأربع والعشرين الأخيرة، مما يرفع عدد الطائرات الأمريكية، التي سقطت، منذ بدء حرب الخليج، إلى 16 طائرة. وقد قفز الطيار في الخليج، وأنقذ بطائرة عمودية.

    صرح قائد القوات المركزية الأمريكية في الخليج، الجنرال نورمان شوارتزكوف، أن القوات الجوية، تركز جهودها في قصف مواقع الحرس الجمهوري، لكونه القوة، التي أبقت الرئيس العراقي، صدام حسين، في السلطة، طوال هذه السنوات؛ وتدمير هذه القوات، يجعل احتمال بقائه في السلطة، ضئيلاً جداً. وأن الرئيس العراقي، يستخدم الإستراتيجية نفسها، التي استخدمها في حربه ضد ايران، وهي " استيعاب هجوم العدو، ثم اعداد هجوم مضاد ". وقد كانت إستراتيجيته الأولى، هي " التحصن وراء دفاعاته، وامتصاص الهجوم، والاستمرار في اللجوء إلى مواقع متتالية، وأنه مستعد لتحمل عدد كبير من الخسائر، في الأرواح، في قوات خطوطه الأمامية، إلى أن يحين وقت يتوقف فيه الهجوم ".

    كما أفاد أن القوات المتحالفة، لم تدمر بعد، كل القوات الجوية العراقية وعلى الرغم من ذلك، فإننا نجحنا، حتى الآن، في تدمير 48 منشأة للدفاع الجوي، و14 منشأة، كيماوية ونووية وبيولوجية. وأن القوات المتحالفة، يمكنها إنهاء الحرب، في أيام، إذا أطلق العنان لقواتها العسكرية.

    شنت الطائرات الفرنسية، المتمركزة في قاعدة جوية سعودية، للمرة الأولى، غارات على أهداف عسكرية، في العراق، استهدفت وحدات آلية، تابعة للحرس الجمهوري. وقد حظيت بدعم من طائرات القوات المتحالفة، كما شاركت المقاتلات، من نوع ( Mirag-2000 )، في حماية طائرات الهجوم. ونفذت الطائرات الفرنسية غارة أخرى، ضد موقع للمدفعية، في جنوبي الكويت.

    أعلن متحدث عسكري سعودي، أنه في الساعة ( 12:35 )، من بعد ظهر الخميس ( اليوم )، تمكنت طائرة من نوع ( F-15 )، من القوات الجوية السعودية، من إسقاط طائرتين مقاتلتين عراقيتين، في طلعة واحدة؛ فبعد اكتشاف طائرتين، من نوع ( Mirag F-1 )، في الساعة 12.35، متجهتين من الشمال إلى الجنوب، على ارتفاع منخفض، بمحاذاة ساحل الخليج العربي، توجهت نحوهما دورية من القوات الجوية السعودية، مكونة من طائرتين، من نوع ( F-15 )، وتمكنت إحداهما من الاشتباك معهما وإسقاطهما. وعادت طائرتانا إلى قواعدهما سالمتيْن. وقد صرح مراسل، كان على متن الفرقاطة البريطانية، " لندن "، أن المقاتلة السعودية، أسقطت الطائرتين العراقيتين، قبل وصولهما إلى مسافة، تمكنهما من إطلاق صواريخهما.

    صرح مصدر عسكري  مصري مسؤول، أن 8 من الجنود العراقيين، في الكويت المحتلة، قد استسلموا إلى القوات المصرية، في حفر الباطن.

    هروب 250 جندياً عراقياً إلى تركيا، عبر الحدود العراقية ـ التركية.

    أكّد الرئيس الأمريكي، جورج بوش، والقادة العسكريون الأمريكيون، أن حرب الخليج، لن تتوقف حتى النهاية. وأوضحوا أن عملية " عاصفة الصحراء "، تسير وفق الجدول المقرر لها.

    أعلن رئيس هيئة الأركان المشتركة الأمريكية، الجنرال كولين باول، أن خسائر الطائرات، لقوات الحلفاء، التي بلغت 16 طائرة، تعد ضئيلة جداً، بالنسبة إلى عدد الطلعات، الذي بلغ 15 ألف طلعة، وعدد الطائرات المشاركة، الذي راوح بين ألف وألفي طائرة.

    بلغ مجموع الطائرات العراقية، التي أُسقطت في معارك جوية فقط، حتى اليوم، 26 طائرة.

    أعلن رئيس هيئة الأركان العامة للقوات الفرنسية، في المملكة العربية السعودية، الجنرال ميشال روكجوفر، أن الحرب تسير حسب المسار؛ المحدد لها والهجوم الجوي، قد يستمر، لبضعة أسابيع.

    في الساعة السادسة، من مساء اليوم، هاجمت طائرة عمودية، من إحدى السفن الحربية الأمريكية، كاسحتَي ألغام عراقيتيْن. ونتج من ذلك إغراق الكاسحتين، وأسْر أحد عشر بحاراً، من كل كاسحة. وأثناء عودة الطائرة، تعرضت لنيران معادية، في جزيرة " قاروة "، ونتج من ذلك اشتباك، أدّى إلى مقتل ثلاثة عراقيين، وأسْر 25 آخرين ونقل الأسرى، وعددهم 47، إلى السفينة الصديقة.

    نجحت قوات التحالف الدولي، في تحرير أول بقعة من الأراضي الكويتية، بتحريرها جزيرة " قاروة "، بعد معركة بحرية عنيفة، أسر خلالها ما يزيد على 51 عراقياً.

البيانات العسكرية لقيادة القوات المشتركة ومسرح العمليات

اُنظر البيانين العسكريين الرقم (7) و(Cool.

البيانات العسكرية العراقية

    أعلن ناطق عسكري عراقي، أنه أسقط للحلفاء أكثر من 180 طائرة وصاروخاً.

    أعلن العراق أسر أكثر من 20 جندياً، من قوات التحالف.

    أعلن ناطق عسكري عراقي، أن 101 من المدنيين، و90 من الجنود العراقيين، قتلوا، نتيجة غارات قوات التحالف الجوية، وصواريخ كروز ( Cruise ).






الجمعة 25 يناير 1991

يوم (9) عمليات

الأحداث السياسية

    أعلن رئيس وزراء بريطانيا، جون ميجور، أنه ما زال ممكناً منع حرب برية في الخليج، إذا انسحب الرئيس العراقي من الكويت. وأكّد، في مجلس العموم، أن لا أحد يريد حرباً برية.

    قال مسؤولون أمريكيون، إن الإدارة الأمريكية، تسعى إلى تأجيل مؤتمر قمة، كان مقرراً عقده، بين الرئيس السوفيتي، ميخائيل جورباتشوف، والرئيس الأمريكي، جورج بوش، بين يومي 11 و13 فبراير 1991، على أن يجتمع، بدلاً من ذلك، كل من و وزير الخارجية الأمريكي، جيمس بيكر، إلى وزير الخارجية السوفيتية، ألكسندر بيسميرتنيخ، في واشنطن.

    طلب سبعة سفراء عرب، من رئيس مجلس الأمن، عقد جلسة علنية، للبحث في الأوضاع الخطرة، في الخليج. بينما طلب سبعة سفراء عرب آخرون، عدم عقد الجلسة، مما عكس مدى الانقسام العربي، في مجلس الأمن، على مبدأ وقف إطلاق النار، مؤقتاً، لتحقيق انسحاب عراقي، بالجهود الدبلوماسية.

    أكّد رئيس إسرائيل، أن الهجمات العراقية، بصواريخ سكود ( SCUD-B )، خدمت المصالح الإسرائيلية، موضحاً أن هذه الهجمات، قد ضمنت لإسرائيل، أن تكون صاحبة صوت مسموع، عند تسوية الأوضاع في المنطقة، بعد إنهاء حرب الخليج.

    قال الرئيس الإيراني، علي أكبر هاشمي رفسنجاني، في خطبة الجمعة، للمصلين: " إن صدام، تحدث إليّ، في رسالة العام الماضي، عن أكثر من ألف كيلومتر من الحدود البرية، و800 كيلومتر من الحدود البحرية، بين البلدين. وهذا يعني، أننا إذا ساعدنا العراق، فمعنى ذلك، أننا نوافق على بقائه في الكويت، وأن تكون لنا حدود معه، حتى مضيق هرمز، تقريباً، وأن يتحول الخليج الفارسي إلى خليج عربي. أليس هذا انتحاراً، في نظركم! ".

الأحداث العسكرية

    أعلن المتحدث العسكري باسم قيادة القوات المشتركة ومسرح العمليات، أن الأنشطة العسكرية البرّية، مستمرة. فما زال المعتدي يستخدم الرماية المتقطعة، ضدّ المواقع الحدودية المختلفة. ولم ينتج منها أي خسائر، بشرية أو مادية. وأمكن إسكات مصادر نيران المعتدي، باستخدام المدفعية، والقوات الجوية المشتركة.

    بعد أسبوع من القصف الإستراتيجي، تستعد الولايات المتحدة الأمريكية، وحلفاؤها، للمرحلة الثانية من عملية "عاصفة الصحراء"، وهي عزل القوات العراقية، في الكويت، عن قيادتها، في البصرة وبغداد؛ والتي يجري التمهيد لها، منذ أيام، من خلال القصف الجـوي المركـز. لذا، تنشط الطـائرات القاذفة العمـلاقة ( B-52 )، والمقاتلات، من نوع ( F-16 ) الأمريكية، منذ عدة أيام، إلى دك تشكيلات الحرس الجمهوري ووحداته، على امتداد الحدود العراقية ـ الكويتية، والمتمركزة بين قواعد الامداد الخلفية، في العراق؛ والقوات العراقية، في الكويت المحتلة. والهدف الرئيسي لقصف العراق، هو الحد من قدرة القيادة العراقية على السيطرة على قواتها، في الميدان، فضلاً عن مكسب آخر، يتمثل في تدمير آلة الحرب العراقية، لوقت طويل. ويأمل الحلفاء، أن يؤدي عزل القوات العراقية، في الكويت، والتي يعتقد أنها تضم عدداً كبيراً من المجندين، الذين لم يتلقوا تدريباً جيداً، إلى عمليات فرار جماعية، من الجيش العراقي.

    صرح مسؤول الأمن القومي الأمريكي السابق، أنه يعتقد، أن المفاجأة الحقيقية، التي لم يلتفت إليها الكثيرون، هي فتح جبهة ثانية، من تركيا. ويُعَدّ سماح تركيا باستخدام قواعدها، لضرب العراق، بعداً جديداً للمعركة، لا يستهان به.

    صرح وزير الدفاع الأمريكي السابق، هارولد براون، أن أهم مفاجآت هذه الحرب، قد تكون ظهور صاروخ باتريوت ( Patriot )، كعامل رئيسي في المعركة، ضد صواريخ سكود ( SCUD-B )، العراقية. أما دقة التوجيه لصاروخي كروز ( Cruise )، و سمارت ( Smart )، الأمريكيين، فلا تمثل مفاجأة في الاستخدام.

    أعلن مسؤول فرنسي، أنه دمر، حتى الآن، الإمكانات النووية للعراق تدميراً كاملاً، إضافة إلى تدمير 75% من وسائل الاتصال، وصناعة الأسلحة الكيماوية، ومصافي النفط.

    شنت الطائرات المقاتلة الكويتية، من نوع سكاي هوك (Skyhawk) ( A-4 KU )، هجوماً على ثكنات وتجمعات عراقية، في الكويت.

    شنت 16 طائرة فرنسية ـ بريطانية الصنع، من نوع جاجوار( Jaguar )، المقاتلة القاذفة، غارة جوية على بطارية عراقية، جنوبي الكويت ودمرتها. كما شنت هجوماً آخر على تجمعات وحدات، تابعة للحرس الجمهوري العراقي، ومدفعية عراقية، جنوبي العراق.

    قصفت الطائرات البريطانية ـ الفرنسية الصنع، من نوع  جاجوار( Jaguar )، موقع صواريخ سيلكوورم ( Silkworm ) عراقياً، إضافة إلى قصف طرق الإمداد لقوات الحرس الجمهوري.

    نفذت القوات الجوية لدول التحالف، منذ بدء الحرب، 17 ألف طلعة جوية، نفذت منها القوات الجوية السعودية، 1138 طلعة.

    صرح قائد القوات البريطانية في مسرح العمليات، الجنرال بيتر دي لابليير، أن الأضرار الناتجة من قصف مراكز الاتصالات اللاسلكي للجيش العراقي، حدت، بشدة، من قدرة القوات العراقية على خوض معركة برية. وأن الغارات، على ارتفاع منخفض، لقصف المطارات العراقية، والتي كانت سمة الأيام الأولى للحرب، أصبحت غير ضرورية، ولكنها ستستأنف، في حالة الضرورة. كما أفاد أن القدرة الجوية البريطانية، في الخليج، ستدعم من خلال إحضار طائرات قاذفة، من نوع بوكانير ( Buccaneer ).

    شن العراق خامس هجوم صاروخي على إسرائيل، حينما أطلق عليها أربعة صواريخ، من نوع سكود ( SCUD-B )، منها 3 ضد تل أبيب، والرابع سقط فوق حيفا. واعترضتها صواريخ، من نوع باتريوت ( Patriot ). وقد أسفر القصف عن سقوط قتيل، وأكثر من أربعين جريحاً، منهم ثلاثة، في حالة خطيرة. وأوضح الناطق الإسرائيلي، أن سبعة صواريخ سكود، أُطلِقت في اتجاه الأراضي الإسرائيلية، وأن بعضها أصيب بصواريخ باتريوت.

    أعلن ناطق عسكري سعودي، أنه في تمام الساعة ( 10:30 )، من مساء اليوم، الجمعة، العاشر من رجب، أطلق المعتدي صاروخيْن، من نـوع سكود ( SCUD-B )، في اتجاه مدينة الرياض. وأمكن اكتشافهما، وتفجيرهما في الجو. وقد سقط جزء من أحد الصاروخين، على أحد أحياء العاصمة السعودية، ونتج منه وفاة مواطن سعودي واحد، وإصابة 30 شخصاً، من جنسيات مختلفة، إصابات طفيفة.

    عمد العراق إلى إغراق مياه الخليج وسواحله، بكميات هائلة من النفط الخام، تقدر بملايين البراميل، من ميناء الأحمدي الكويتي، ومستودعات النفط، الكويتية والعراقية، الأخرى، مما يهدد المنطقة بكارثة بيئية. وأعرب خبراء وزارة الدفاع الأمريكية " البنتاجون "، وخبراء البيئة، عن خشيتهم من أن يشعل العراقيون هذه الكمية الضخمة من النفط، مما يترتب عليه آثار بيئية خطيرة.

    كشفت مصادر، سعودية وأمريكية، أن العراق، يسمح لبقعة زيت كبيرة، بالانتشار في الخليج. وتخوفت واشنطن من كارثة بيئية ضخمة. وقال قادة عسكريون، إن النفط المتسرب، في الخليج، لن يؤثر في سير العمليات العسكرية.

    نشرت الجرائد الخليجية صوراً للتلوث النفطي، في الخليج، وقالت إن القوات العراقية، سربت كميات ضخمة من النفط الكويتي، إلى مياه الخليج، في محاولة لتأخير مراحل " عاصفة الصحراء "، التي ترمي إلى تحرير الكويت.

    كشفت الجرائد البلجيكية عن معلومات مهمة، في خصوص مواقع ثماني قواعد جوية عراقية، مقامة في ملاجئ تحت الأرض، بنتها شركات بلجيكية، لحماية المقاتلات العراقية. كما أفادت، أنه يمكن تدمير هذه الملاجئ، بواسطة قنابل مضادة للأسمنت، وبقنابل ضغط، أو شلها بواسطة قنابل، تسد أبواب خروج الطائرات من هذه الملاجئ. وقد أفاد بعض المصادر المتخصصة بالموضوعات العسكرية، أنه يمكن تدمير هذه الملاجئ، بواسطة قنابل، زنة 900 كجم، تحمل رؤوساً مضادة للتصفيح. ويراوح سمك الأسمنت المسلح بين ثمانية سنتيمترات ومائة وعشرين سنتيمتراً. وفي امكان الطائرات، أن تقلع بعد خروجها مباشرة من الملاجئ. وتقع القواعد الثماني، التي أنشأتها الشركة البلجيكية، في شرق بغداد، على طول الحدود الإيرانية. وبعض منها، أنشئ على الحدود السورية، وبعضها الآخر في مواجهة السعودية وقيمة العقد، الذي أبرم بين العراق والشركة المنشئة، تبلغ 380 مليون دولار. وأنجزت الأعمال خلال الحرب الايرانية ـ العراقية، في الثمانينيات.

    أوضح قائد القوات المركزية الأمريكية في الخليج، الجنرال نورمان شوارتزكوف، أن حرب تحرير الكويت، كان في الإمكان كسبها، خلال يومين فقط، وفي سرعة وسهولة، لو أن القوات المتحالفة، لم تحرص الحرص الشديد على عدم ضرب المدنيين.

    دمّرت القوات البحرية الأمريكية، في تمام الساعة ( 9:30 )، مساء اليوم، سفينة للمعتدي، بالقرب من جزيرة " بوبيان "، في شمالي الخليج العربي.

البيانات العسكرية لقيادة القوات المشتركة ومسرح العمليات

اُنظر البيانين العسكريين الرقمين (Cool و(9).

البيانات العسكرية العراقية

    أعلن العراق إسقاط أكثر من 180 طائرة وصاروخاً، للحلفاء.

    أعلن متحدث عسكري عراقي، أسر أكثر من 20 جندياً للتحالف، نقلوا إلى المواقع الإستراتيجية.

    أعلن العراق مقتل 101 من المدنيين العراقيين، وجرح 136 آخرين، ومقتل 90 جندياً عراقياً، نتيجة القصف، الجوي والصاروخي، لقوات التحالف.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 75802
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 78
الموقع : الاردن

 يوميات حرب الخليج من 1/1/1991  الى 13/3/1991 Empty
مُساهمةموضوع: رد: يوميات حرب الخليج من 1/1/1991 الى 13/3/1991    يوميات حرب الخليج من 1/1/1991  الى 13/3/1991 Emptyالخميس 24 مارس 2016, 8:40 pm

السبت 26 يناير 1991

يوم (10) عمليات

الأحداث السياسية

    أعلن الرئيس الأمريكي، جورج بوش، أن الولايات المتحدة الأمريكية، لا تستهدف الرئيس العراقي، صدام حسين، شخصياً. " ولكن أحداً، لن يبكي عليه، عندما يذهب ".

    أعلن آلاف الأشخاص دعمهم للعراق، في تظاهرة، في الأردن، رافعين شعارات معادية للولايات المتحدة الأمريكية. وقال أحد الخطباء، إن على الرئيس العراقي، صدام حسين، أن يعلن نفسه خليفة للمسلمين، وأن يواصل الجهاد المقدس، حتى تحرير القدس ومكة والمدينة.

الأحداث العسكرية

    منذ صباح هذا اليوم، ونحو الساعة الخامسة، شنت طائرات التحالف هجوماً على تجمعات للقوات العراقية، في الكويت والعراق.

    استخدمت القوات الجوية الفرنسية، للمرة الأولى، طائرات، من نوع ( F-1 CR )، إضافة إلى طائرات الجاجوار( Jaguar )، ونفذت غارتين جويتين، من الساعة 0830 إلى الساعة 0900. الأولى، شنتها على تجمع لبعض قوات الحرس الجمهوري، داخل العراق. والثانية، على قوات عراقية، تتمركز في جنوبي الكويت.

    نفذت القوات الجوية المشتركة 20 ألف طلعة جوية، منذ بداية عملية " عاصفة الصحراء ". نفذت منها القوات  الجوية السعودية 1282 طلعة.

    أفادت مصادر عسكرية بريطانية، أن الخطر الداهم، للبقعة النفطية، في الخليج العربي، يتعاظم، مع اتساع حجمها، ساعة بعد أخرى، إذ أصبحت تغطي، الآن، أكثر من 620 كم2، مع ورود أنباء عن بدء حريق كبير، في جزء من البقعة، على بعد 350 كم، من البحرين، وأن منصتين، ومصباً للنفط، موجودة داخل البقعة، اشتعلت فيها النار، شمالي الخليج. كما شب حريق، في جزيرة فيلكا، أمام الساحل الكويتي. وذكرت هذه المصادر، أن العــراق، لا يزال يصب النفط في الخليج، حتى قدر بنحو 6 ملايين برميل، خلال الأيام الماضية، نصفها جاء من خمس ناقلات، كانت موجودة في ميناء الأحمدي، عشية غزو الكويت.

    أعلنت إيران، أن سبع طائرات عراقية، مقاتلة، " اضطرت إلى الهبوط " في الأراضي الإيرانية. وأنها دخلت المجال الجوي الإيراني، في ثلاثة أفواج، وطلبت السماح لها بالهبوط الاضطراري. وأن اثنين منها، تحطمتا، ولقي أحد الطيارين مصرعه، في منطقة " بختران "، أثناء تحطم طائرته في هذه المنطقة، بينما تحطمت الطائرة الثانية، قرب الحدود مع العراق، ولم يعثر على حطامها. وهبطت الطائرات العسكرية الباقية، في منطقة قريبة من مدينة همدان. وأعلنت إيران، أنها ستضع يدها على الطائرات، حتى نهاية الحرب.

    أعلنت وزارة الدفاع الأمريكية ( البنتاجون )، أن 24 طائرة عراقية، نصفها طائرات مقاتلة،  والنصف الآخر طائرات نقل عسكرية "، هبطت في الأراضي الإيرانية.

    أعلن متحدث عسكري باسم القيادة المشتركة، في المملكة العربية السعودية أن المقاتلات الأمريكية، من نوع ( F-15 )، أسقطت ثلاث مقاتلات عراقية، من نوع ( Mig-23 )، في اشتباك جوي، جرى فوق قاعدة جوية، غربي العراق.

    أعلن وزير الدفاع الأمريكي، ديك تشيني ، أنه يتوقع ألا تطول حرب الخليج أكثر من شهرين، أو 9 أسابيع.

    في الساعة الواحدة والنصف، صباح اليوم، أطلق العراق أربعة صواريخ جديدة، على إسرائيل، سقط ثلاثة منها على حيفا، والصاروخ الرابع على تل أبيب. وأمكن تدميرها، قبل أن تصل إلى أهدافها.

    أعلن ناطق عسكري سعودي، أنه في تمام الساعة ( 3:29 )، من فجر هذا اليوم، السبت، 11 رجب، أطلق المعتدي صاروخاً واحداً، من نوع ( SCUD-B )، في اتجاه المنطقة الشرقية. وقد أمكن اكتشافه، واعتراضه، وتدميره بنجاح.

    أعلن ناطق عسكري سعودي، أنه في تمام الساعة ( 11:21 )، مساء اليوم، 11 رجب، أطلق المعتدي صاروخاً، من نوع سكود ( SCUD-B )، في اتجاه مدينة الرياض. وأمكن اكتشافه، وتدميره. ولم تحدث أي خسائر من جرّاء ذلك ـ ولله الحمد.

    أطلقت غواصات أمريكية، متمركزة في البحر الأحمر، صواريخ توماهوك ( Tomahawk )، على أهداف عسكرية، داخل العراق، في الشمال والجنوب، للمرة الأولى.

    أعلن ناطق عسكري سعودي، استمرار الأنشطة البرّية، التي تنحصر في تبادل القصف، المدفعي والصاروخي، في بعض المواقع الحدودية. وتمكّنت مدفعية القوات السعودية، والقوات الجوية المشتركة، من إسكات مصادر النيران.

البيانات العسكرية لقيادة القوات المشتركة ومسرح العمليات

اُنظر البيانين العسكريين الرقمين (9) و(10).

البيانات العسكرية العراقية

    أعلن بيان عسكري عراقي، أن القوات الجوية للتحالف، نفذت 72 غارة على وحدات عراقية، ومناطق سكنية.

    أعلن العراق إسقاط طائرتين أخريين للتحالف. وأكّد قصف السعودية وإسرائيل، وأسر طيار بريطاني.





الأحد 27 يناير 1991

يوم (11) عمليات

الأحداث السياسية

    بثت " إذاعة أم المعارك " الملتقَطَة في نيقوسيا، رسالة، موجهة من وزير الخارجية العراقي، طارق عزيز، إلى الأمين العام للأمم المتحدة، خافيير بيريز دى كويلار، قال له فيها: " إنك تتحمل، شخصياً، مسؤولية الجرائم، التي تُرتَكَب ضد الشعب العراقي، تحت ستار الأمم المتحدة ".

الأحداث العسكرية

    استمرت القوات العراقية في شن هجماتها، بنيران المدفعية، على جميع المدن والمعسكرات الحدودية، في المملكة العربية السعودية. واستمر التراشق بنيران المدفعية، وراجمات الصواريخ، طوال النهار، حتى إسكات مصادرها بواسطة القوات الجوية للتحالف.

    دمرت القوات الجوية لدول التحالف، منصات إطلاق صواريخ سيلكوورم ( Silkworm )، العراقية. وقصفت البحرية مدينة أم قصر. ودكت محطة تليفزيون كركوك ومطارها، شمالي العراق. واضطر العراق إلى نقل ثلاثين طائرة، من مطار كركوك، إلى منطقة " بيه جامين ". وقد تكبدت حامية عسكرية، وعدد من مستودعات الذخيرة، في المدينة، خسائر جسيمة، خلال الغارات. وتواصلت الغارات المكثفة، على قوات الحرس الجمهوري وأهداف أخرى، في مدينة البصرة العراقية.

    شنت الطائرات البريطانية، من نوع جاجوار( Jaguar )، هجوماً جوياً على مواقع إطلاق الصواريخ العراقية، من نوع سيلكوورم ( Silkworm )، التي تمثل تهديداً للسفن الحربية القريبة، العاملة في مياه الخليج. كما قصفت الطائرات البريطانية، من نوع تورنيدو ( Tornado )، موقعاً للاتصالات العراقية، ودمرت مواقع للذخيرة والإمداد، غربي العراق.

    شن الطيران الفرنسي هجوماً، على مواقع لصواريخ سيلكوورم ( Silkworm ) العراقية، المضادة للسفن، ودمر أحد هذه المواقع تدميراً كاملاً.

    قصفت 10 طائرات كويتية، من نوع سكاي هوك ( Skyhawk )، موقع مدفعية عراقياً، ومستودعات للتموين والذخيرة، داخل الكويت.

    نفذت القوات الجوية للدول المتحالفة، منذ بدء حرب الخليج، 22528 طلعة جوية. نفّذت منها القوات الجوية السعودية 1431 طلعة. كما نفّذت القوات الجوية البحرينية 20 طلعة، والقوات الجوية الكويتية 131 طلعة، والقوات الجوية القطَرية ثماني طلعات.

    ظلت وسائل الدفاع الجوي العراقية، المكلفة بالدفاع عن مدينة البصرة، صامتة، بينما كانت طائرات الحلفاء، تقصف المدينة، والمناطق المجاورة لها، خلال الليل، ولمدة ست ساعات. كما دك طيران التحالف أهدافاً، في مدينة كركوك، في شمالي العراق.

    واصلت الطائرات العراقية الهروب، فقد هبطت 15 طائرة عراقية أخرى، اليوم، في الأراضي الإيرانية. وقد بلغ عدد الطائرات، التي لجأت إلى إيران، حتى اليوم، 39 طائرة.

    صرح وزير الدفاع البريطاني، توم كنج، أنه يعتقد، أن 24 طائرة، على الأقل، قد لجأت إلى إيران، وهي نحو 12 طائرة نقل و 12 طائرة مقاتلة، وطائرات إنذار مبكر. في حين، أعلن وزير الدفاع الأمريكي، ديك تشيني، أن عدد الطائرات العراقية، التي حطّت في إيران، حتى الآن، بلغ 30 طائرة، مختلفة الأنواع. بينما صرح قائد القوات المركزية الأمريكية، في الخليج، الجنرال نورمان شوارتزكوف، أن عدد الطائرات العراقية، التي لجأت إلى إيران يقدر بنحو 39 طائرة.

    أعلنت إيران، أنه إضافة إلى الطائرات المقاتلة السبع، التي هبطت، أمس، في إيران، فإن أربع أو خمس طائرات مدنية عراقية أخرى، قد لجأت إلى إيران. ولم يعلن عن كيفية وصول هذه الطائرات، أو المكان الذي تحتجز فيه. وأن الطيارين العراقيين، لا يزالون قيد الاستجواب، وأن نياتهم، لم تعرف بعد. وأن بعض المقاتلات، الفارّة، كانت تعاني نقص الوقود. كما أكّدت إيران موقفها، التزام الحياد، في حرب الخليج، وأنه وفقاً لمعاهدة جنيف، فإن الطيارين، سيحتجزون في إيران، إلى حين انتهاء الحرب، فيسلّمون إلى العراق.

    احتجت إيران على انتهاك طائرات عراقية مجالها الجوي، واضطرارها إلى الهبوط في قواعد جوية إيرانية.

    جاء في الجرائد البريطانية والأمريكية، أن الهجوم البري، لن يبدأ قبل 15 فبراير، على الأقل. ويعود هذا التأخير إلى استمرار وصول دبابات ( M1A1 )، وعربات القتال المدرعة، من نوع  برادلي ( M2/M3 )، من المانيا؛ وإلى أن الفرقة السابعة، من الجيش الأمريكي، التي ستضطلع بالهجوم البري، مع البريطانيين، لم تكمل بعد انتشارها.

    أفادت مصادر عسكرية أمريكية، أن جميع المنشآت النووية العراقية، قد دمرت، الآن. كما دمر معظم معامل انتاج الأسلحة، الكيماوية والبيولوجية. وأشارت إلى أن ذلك، يتيح، الآن، التحول إلى تدمير المخازن، التي يحتفظ فيها العراق، بأسلحته غير التقليدية، والتي وزعت على مئات المستودعات، في أنحاء متفرقة من العراق، هي التي تشكل الخطر الأكبر، والأساسي، على القوات البرية للتحالف، في حالة وقوع معارك برية، مع القوات العراقية.

    أظهرت الصور، التي تلتقطها الأقمار الصناعية، أن المهندسين العسكريين العراقيين، المدربين جيداً، يعيدون، على ما يبدو، اصلاح المطارات والممرات، التي تقصفها طائرات الحلفاء، بعد يوم أو يومين فقط، من القصف مستخدمين في ذلك الرمال، والمخلفات المتنوعة، وألواح الصلب، ونوعاً خاصاً من الخرسانة سريعة الجفاف.

    أعلن قائد القوات المركزية الأمريكية في الخليج، الجنرال نورمان شوارتزكوف، أن قوات الحلفاء، قد تحولت إلى قصف القوات العراقية وإمداداتها، مباشرة، تمهيداً لبدء الهجوم البري، وأن القوات الأمريكية، قد قصفت طرق إمدادات القوات العراقية، في الكويت، بهدف عزلها عن قيادتها العامة.

    في الساعة التاسعة والربع، من صباح اليوم، أسقطت الطائرات الأمريكية، أربع طائرات عراقية، من نوع ( Mig-23 )، فوق الجهراء، في الكويت.

    بلغ عدد الطائرات العراقية، التي أسقطتها طائرات التحالف، 26 طائرة عراقية، في معارك جوية. كما أغرق ودمر بحرية دول التحالف وطيرانها 18 قطعة بحرية عراقية.

    دمرت القوات البحرية الأمريكية سفينة عراقية، عند الساعة ( 0400 )، من فجر هذا اليوم، في خليج الكويت، قرب جزيرة بوبيان. كما قصفت البحرية الأمريكية، زورقي دورية للعراق، في مدخل ميناء الكويت. فدمرت أحدهما. ولم يتيسر أي معلومات عن الأضرار، التي لحقت بالزورق الآخر.

    أطلق بعض الزوارق المطاطية العراقية، النيران على طائرة عمودية أمريكية، من جزيرة أم المرادم. فتصدت لهم الطائرة، وأغرقت 6 زوارق منها.

    ذكرت مصادر البحرية الأمريكية، أن مجموعة، تراوح بين 20 و30 جندياً عراقياً، أرسلت إشارة استغاثة، عارضة الاستسلام، من موقعها في جزيرة " أم المرادم " الكويتية.

    سلم ثمانية جنود وضباط عراقيون أنفسهم، إلى القوات المتحالفة، المتمركزة في حفر الباطن. وأكّد هؤلاء الجنود، أن اجتياز حقول الألغام، كان اختياراً أفضل لهم، من خوض حرب يائسة.

    واصل النظام العراقي ضخ النفط، من " ميناء عبدالله " الكويتي، في الخليج. وقد اشتعلت النار في بحيرة نفط عملاقة، تنتشر في شمالي الخليج، في اتجاه الجنوب، بمحاذاة السواحل السعودية.

    قصفت طائرات أمريكية، من نوع ( F-111 )، مركزين لتجميع النفط، في منطقة المقوع الكويتية، الواقعة إلى الشمال من مصب النفط الكويتي الرئيسي، في ميناء الأحمدي، لوقف تسرب النفط إلى مياه الخليج. واستخدمت من أجل ذلك، قنابل، من نوع ( JPU-15 )، للمرة الأولى. وقال قائد القوات المركزية الأمريكية في الخليج، الجنرال نورمان شوارتزكوف، إن العملية، سجلت نجاحاً. ومن ناحية أخرى، وصلت بقعة النفط إلى سواحل مدينة الخفجي، فعمدت المملكة العربية السعودية، إلى إنشاء حواجز، لحماية المنشآت ومحطات تحلية المياه.

    قال ضباط أمريكيون، إن العراق، زرع نصف مليون لغم، في الكويت، لكي تتحول إلى حقل ألغام كبير، احتراساً من أي هجوم أرضي، من قوات الحلفاء.

البيانات العسكرية لقيادة القوات المشتركة ومسرح العمليات

اُنظر البيانين العسكريين الرقمين (10) و(11).

البيانات العسكرية العراقية

    أعلن العراق البيان الرقم 25، الصادر عن قيادة القوات المسلحة العراقية، في خصوص إسقاط ثلاثة أهداف جوية، بين طائرة وصاروخ، بواسطة الدفاعات، الجوية والأرضية. وأعلنت القيادة قصف تل أبيب وحيفا، بستة صواريخ، رداً على قصف أهداف مدنية عراقية، وأن جميع منصات الصواريخ، عادت إلى قواعدها سالمة. وحذر البيان من أن العراق، لم يستخدم بعد كامل مقدرته العسكرية.





الإثنين 28 يناير 1991

يوم (12) عمليات

الأحداث السياسية

    أكّد الرئيس بوش، في كلمة ألقاها، في وشنطن، أمام مؤتمر للمذيعين الدينيين، " عدالة " الحرب، التي تشارك فيه بلاده، مشدداً على " إننا لا نسعى إلى تدمير العراق ، فنحن نحترم شعب العراق وأهمية العراق في المنطقة. ولا نريد أن يكون العراق بلداً غير مستقر بحيث يصبح هدفاً للعدوان عليه ". كذلك، شدّد على أنه " عندما تنتهي هذه الحرب ستلعب الولايات المتحدة الأمريكية، بعد تأكيد صدقيتها، دوراً قيادياً أساسياً، في المساعدة على إعادة السلام إلى بقية دول الشرق الأوسط ". وشدّد الرئيس بوش على أن الحرب الحالية ليست " حرباً دينية "، لكنها تتضمن الكثير مما يحتويه الدين، " الخير ضد الشر، والحق ضد الباطل، والكرامة الإنسانية والحرية ضد الظلم والاضطهاد ". وأفادت مصادر الإدارة الأمريكية، أن التفكير الأمريكي، هو الدعوة إلى مؤتمر للتعاون والأمن يشمل كل دول المنطقة، إضافة إلى دول حوض البحر المتوسط، لتحقيق السلام، في الشرق الأوسط، بعد انتهاء حرب الخليج. وكانت بعض الحكومات، قد نددت بالهجوم الأمريكي على العراق، واتهمت الولايات المتحدة الأمريكية، بأنها انتهزت الفرصة لتدمير العراق، وليس لتحرير الكويت.

    حاول زعيم حزب العمل المصري، المهندس إبراهيم شكري، والتنظيمات الإسلامية، المؤيدة للعراق، تنظيم مظاهرات تأييد للعراق، منطلقين من جامعة القاهرة. إلا أن سلطات الأمن المصرية، حالت دون ذلك.

    صرح الرئيس الأمريكي، جورج بوش، أن الولايات المتحدة الأمريكية، لا تريد تدمير العراق، وإنما تريد تحرير الكويت. وقد جاء هذا التصريح، رداً على الإشاعات، التي يرددها المستاءون من الحرب.

الأحداث العسكرية

    تصاعدت أنباء الاستعداد لهجوم بري شامل. وتوقع الجنرال الفرنسي، جاك لانسكاد، ألا يحدث ذلك، قبل منتصف فبراير 1991. وأضاف أن خطط الحلفاء، تقضي بإنهاء الحرب، قبل شهر رمضان، الذي يحل في 17 مارس؛ وقبل أن ترتفع حرارة الجو، في مسرح العمليات. وقال: " إن الحملة الجوية ستستمر ثلاثة أو أربعة أسابيع، ثم نحكم، بعد ذلك، على القدرات القتالية للجيش العراقي ".

    كثّفت القوات المتحالفة غاراتها الجوية، على المواقع العراقية. وأعلن وزير الدفاع الأمريكي، ديك تشيني ، أن قوات الحلفاء ستكون جاهزة لعمليات الهجوم البري، قبل نهاية فبراير. لكنه قال إن قرار تحديد يوم الهجوم الفعلي، سيصدر عن الرئيس الأمريكي، جورج بوش،.

    ذكرت مصادر صناعية، في الظهران، في المملكة العربية السعودية، أن العملية العسكرية، التي بادرت إليها قوات الحلفاء، ضد مصادر تسرب النفط في مياه الخليج، نجحت نجاحاً كبيراً، في خفض النفط فيها، إلا أنها لم توقفه تماماً.

    قصفت طائرات التحالف جسراً، في منطقة الرويشد، القريبة من الحدود العراقية ـ الأردنية، فأصابت شاحنة نقل ركاب، بخطأ. كما قصفت شاحنات، كانت تحمل وقوداً، قرب الحدود الأردنية، فقتل ثلاثة سائقين.

    شنت 10 طائرات كويتية، من نوع سكاي هوك ( Skyhawk )، في الساعة العاشرة صباحاً، غارة على بعض المواقع العراقية، داخل الكويت. وفي مساء اليوم نفسه، أغارت 8 طائرات كويتية، من النوع نفسه، على مواقع عراقية، داخل العراق. وهو الهجوم الأول، الذي تشنه طائرات كويتية، داخل العراق.

    بلغ عدد الطلعات الجوية للقوات المتحالفة، منذ بدء الحرب وحتى الآن، 24884 طلعة، نفذت القوات الجوية السعودية منها 1656 طلعة.

    أعلنت المصادر العسكرية البريطانية، أن أكثر من مائة طائرة عراقية، حربية ومخصصة للنقل، قد وصلت إلى إيران. ووافقت إيران على مقابلة دبلوماسي عراقي بعض الطيارين العراقيين. وصرحت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأمريكية، مارجريت تتويلر، أن الولايات المتحدة الأمريكية حصلت، من إيران، على تأكيدات، أن الطائرات العراقية، ستظل فيها، طوال مدة الحرب، وأنها ملتزمة الحياد. وقد اختلفت الآراء في المغزى الحقيقي لذهاب هذه الطائرات إلى إيران.

    استبعدت مصادر بريطانية، أن تبادر الطائرات العراقية، التي لجأت إلى إيران، إلى مهاجمة القوات المتحالفة، انطلاقاً من مطاراتها الجديدة، في إيران. ومضت تقول، إنه ليس هناك تفسير واضح لتحركات الطائرات العراقية هذه، إلا أن الأمر يبدو وكأنه ليس هناك عملية تمرد، وإنما محاولة لتجنيب تدمير هذه الطائرات، من قبل طائرات قوات التحالف.

    تم منذ بدء حرب الخليج وحتى الآن، أمكن تدمير 49 طائرة عراقية، منها 26 طائرة، في القتال الجوي  (8 طائرات Mig-29، و9 طائرات Mirag F-1، و7 طائرات Mig-23، وطائرتا Mig-25 ) كما دمرت 23 طائرة عراقية أخرى، على الأرض.

    تركز القصف الجوي لدول التحالف، في خطوط الإمداد العراقية، والمطارات، ومنصات الصواريخ، وخطوط الاتصال، والحرس الجمهوري. وباتت قوات التحالف، تسيطر، كلية، على كل أجواء العراق والكويت.

    ما زالت القوات العراقية، تطلق نيراناً متقطعة، من المدفعية والصواريخ، ضد بعض النقاط الحدودية للمملكة العربية السعودية.

    استأنف العراق إطلاق صواريخ سكود ( SCUD-B )، على كل من المملكة العربية السعودية وإسرائيل، بعد توقف يوم واحد، إذ أعلِنَ، من الرياض، أنه في تمام الساعة ( 8:58 )، مساء اليوم، أطلق العراق صاروخاً، من نوع سكود، في اتجاه مدينة الرياض، أمكن تفجيره في الجو، وسقطت منه قطع على إحدى المزارع، في ضواحي المدينة.

    أعلن، في تل أبيب، تصدي صواريخ باتريوت ( Patriot )، لصواريخ سكود ( SCUD-B )، وإسقاطها، ولم يحدد عددها.

    وصل عدد ضحايا صواريخ سكود ( SCUD-B )، العراقية، إلى 4 قتلى و204 جرحى، من الإسرائيليين، و12 من السعوديين، أصيبوا عندما فجرت صواريخ باتريوت ( Patriot )، صواريخ سكود.

    وصلت دفعات جديدة، من صواريخ باتريوت ( Patriot )، إلى المملكة العربية السعودية، على ظهر طائرات، من نوع جالاكسي ( Galaxy )، العملاقة، عبر أضخم جسر جوي.

    بلغ عدد الأعمال الإرهابية، منذ بداية الحرب، 29 هجوماً، موجهاً ضد أهداف، أمريكية وبريطانية وفرنسية وسعودية ومصرية.

    وصل عدد الأسرى، من الجنود العراقيين، لدى القوات المتحالفة، إلى 110 أسرى.

    أصابت طائرات أمريكية، من نوع ( A-6 )، انطلقت من إحدى حاملات الطائرات،  قطعتين بحريتين عراقيتين، في منطقة بوبيان. كما قصف زورق دورية عراقي، في ميناء الكويت، وشوهد يحترق.

    قصفت طائرة، من نوع ( A-6 )، تابعة للقوات البحرية الأمريكية، مساء اليوم، زورق دورية صاروخياً  للعراق، بالقرب من ميناء ( الشعيبة )، فتعرّض لأضرار بالغة. كما دمّرت طائرات، من النوع نفسه، تابعة للبحرية الأمريكية، قاعدتَي إطلاق صواريخ، من نوع سيلكوورم ( Silkworm )، بالقرب من الفاو.

    في تقرير، صدر عن إقليم عيلام الإيراني، المجاور للحدود العراقية، أن بلدتي زرباطة وبدرة، الواقعتين في شرقي العراق، تعرضتا لقصف مستمر، بمعدل كل 15 دقيقة. وبعد كل انفجار، كان يتصاعد عمود من الدخان، على شكل عش الغراب، ويمكن رؤيته، عبر مرتفعات " كاني ساخت "، في هذا الاقليم؛ وأن الغارات الجوية، شنها عدد، لا يحصى، من الطائرات، على المدن الحدودية الإيرانية ـ العراقية، استمرت طوال الليل، وجزءاً من النهار. كما قصفت مدينة السليمانية، الواقعة في شمالي العراق.

    ذكرت مصادر عسكرية، أن طائرات عمودية عسكرية، من نوع سي كينج ( Sea King )، تابعة للبحرية الأمريكية، نقلت عدداً، من الضباط والبحارة الكويتيين، إلى جزيرة " قاروة "، التي أمكن تحريرها، في جنوبي الكويت، منذ يومين. ثم جرى احتفال، رفع، خلاله، العلم الكويتي، على الجزيرة، وهي أول جزء، يتحرر من الأراضي الكويتية، ويرفع عليه العلم.

    صرحت مصادر عسكرية بريطانية، أن لدى العراق قدرات حربية كيماوية ضخمة، على الرغم من أن تدمير معامل إنتاج الأسلحة الكيماوية، أصبح في آخر مراحله. وأن العراقيين، يمتلكون مخزوناً ضخماً من الأسلحة الكيماوية.

    في موسكو، قال قائد وحدات الحرب الكيماوية السوفيتية، إن القوات المتحالفة، ضربت مواقع عراقية للأسلحة، الكيماوية والبيولوجية، إلا أنها لم تدمر بعد جميع إمكانات العراق، من هذه الأسلحة.

    ذكر مسؤولون في الحكومة الأمريكية:

    * أن المنشآت العسكرية العراقية، ومن بينها مواقع إطلاق صواريخ سكود ( SCUD-B )، والمطارات، وأنظمة الاتصالات، لا تزال سليمة، على الرغم من الغارات المكثفة، التي شنت عليها.

    * أن نحو 65 % من مدارج المطارات العراقية، لا تزال قابلة للاستخدام، على الرغم من إعلان وزارة الدفاع الأمريكية، الأسبوع الماضي، أنه تم اعاقة هذه المدارج، بنسبة 100 %.

    * أن العراقيين، تمكنوا من إصلاح 20 % من راداراتهم المدمرة، وأنهم عادوا يستخدمون أنظمة رادارية قديمة.

    * أن أجهزة الاستخبارات الأمريكية، ليس لديها أي دليل، يثبت صحة تدمير منصات اطلاق صواريخ سكود ( SCUD-B )، التي أعلن، أن قسماً كبيراً منها، قد دمر. وليس لديها أي صورة، تثبت تدمير أي منصة متحركة، لصواريخ سكود.

    * أن الرئيس العراقي، صدام حسين، استطاع المحافظة على نظام فعال للاتصال بقواته؛ وفي هذا السياق، فإنه يملك أحد أهم أنظمة الاتصالات في العالم.

    * أن قدرة العراق على صنع الأسلحة النووية، قد دمرت. وكذلك، بالنسبة إلى 50% من قدراته على صنع الأسلحة، الكيماوية والبيولوجية. وفي الوقت نفسه، فإن العراق، لا يزال يمتلك مدفعية هائلة، تقدر بما يراوح بين 8 آلاف و 9 آلاف قطعة، في حين أن 11 من منشآته البتروكيماوية الكبيرة، الاثنتي عشرة، بينها ثلاث مصاف للنفط، لم تصب، إلا بأضرار طفيفة.

    * أن وزارة الدفاع الأمريكية، رفضت مناقشة تقديرات الخسائر العراقية، علناً، إذ إنها، عادة، لا تناقش خسائر المعارك، لأنها تخدم العراقيين؛ فقد تُكرّر القوات المتحالفة طلعاتها، ضد الأهداف نفسها، وفقاً للنتائج، التي تحصل عليها في الطلعات الأولى.

البيانات العسكرية لقيادة القوات المشتركة ومسرح العمليات

اُنظر البيانين العسكريين الرقمين (11) و(12).

البيانات العسكرية العراقية

    أعلنت القيادة العامة للقوات المسلحة العراقية، في بيان عسكري، أن الدفاعات الجوية العراقية، أصابت طائرة لقوات الحلفاء، وأسقطتها داخل أراضي تركيا.

    أعلنت القيادة العسكرية العراقية، إسقاط 203 أهداف جوية، من طائرات وصواريخ لقوات التحالف، حتى الآن.

    أعلن العراق، أن 90 جندياً عراقياً، و324 من المدنيين العراقيين قد قتلوا، وجرح 416 آخرون. وقد تلقت الأمم المتحدة رسالة، من العراق، تكشف عن الضحايا.





الثلاثاء 29 يناير 1991

يوم (13) عمليات

الأحداث السياسية

    قدم وزير الدفاع الفرنسي، جان بيير شيفنمان، استقالته، في رسالة، وجهها إلى الرئيس الفرنسي، فرانسوا ميتران. وعين الرئيس ميتران وزير الداخلية، بيير جوكس  ( Pierre Joxe )، بدلاً منه. وقالت رسالة الاستقالة: " إن منطق الحرب، يبعدنا، يوماً بعد يوم، عن الأهداف، التي رسمتها الأمم المتحدة ".

    نشرت جرائد خليجية، أن سفير العراق لدى الولايات المتحدة الأمريكية، محمد صادق المشاط، طلب اللجوء السياسي إلى النمسا، أثناء عودته من واشنطن إلى العراق. ولم ينف وزير خارجية النمسا، في مؤتمر صحفي، لجوء دبلوماسي عراقي إلى بلاده. ولكنه طالب بالاحتفاظ بسرية هويته، حماية له.

    وجه الرئيس العراقي، صدام حسين، تحذيراً إلى الدول المتحالفة، من أن صواريخ، من نوعي سكود ( SCUD-B )، يمكنها أن تحمل رؤوساً، كيماوية وبيولوجية ونووية. وأضاف، في حديث إلى شبكة ( CNN )، أنه سيستخدم قوة، تعادل القوة المستَخدَمة ضده. وقال إن " الهزيمة غير واردة، ولا واحد في المليون ". وأكّد أن الكويت جزءاً من العراق. وقال مراسل الشبكة في بغداد، إن الرئيس العراقي، أخبره أنه يأسف على إطلاق سراح الأسرى الغربيين من العراق بعد أن أقنعه سياسيون غربيون منافقون، أن تسريحهم، المحافظة على السلام.

الأحداث العسكرية

    شهدت الساعات الماضية إغارة وحدات من مشاة البحرية الأمريكية، على مخابئ وحدات نقاط المراقبة المتقدمة. أما الطيران، فقد دمر قافلة من المدرعات العراقية، في الصحراء الكويتية. كما أغار طيران القوات المتحالفة، على مدار الساعة، على الأهداف الإستراتيجية، وحشود الحرس الجمهوري العراقي.

    أعلن المتحدث العسكري لقيادة القوات المشتركة ومسرح العمليات، أنه في ساعة متأخرة من مساء اليوم، وقعت مناوشات مع قوات المعتدي، حول ثلاث نقاط مختلفة من الحدود. ودامت حتى فجر  اليوم التالي ( 30 يناير ). تكبّد المعتدي، خلالها، خسائر كبيرة، في الأرواح والمعدات. ووقعت خسائر محدودة في مشاة البحرية الأمريكية، وبعض أفراد القوات المشتركة.

    أعلن المتحدث العسكري لقيادة القوات المشتركة ومسرح العمليات، أنه في ساعة متأخرة من مساء يوم 29 يناير، تسللت أعداد محدودة، من آليات المعتدي، إلى بلدة الخفجي، وهي مدينة حدودية، أُخليت، في السابق، من السكان. فدمّرت قواتنا خمس دبابات منها، وأسرت ( 21 ) فرداً من قوات المعتدي. ويجري التعامل مع هذا التسلل، والوضع تحت السيطرة التامة.

    قصفت طائرات، من نوع ( A-6 )، تابعة للقوات البحرية الأمريكية، مساء اليوم، ولليوم الثاني على التوالي، أربعة زوارق دورية للمعتدي، بالقرب من جزيرة " بوبيان ". ودمر ثلاثة منها. كما هاجمت طائرات، من النوع نفسه، ثلاثة زوارق أخرى، قرب جزيرة " أم قصر "، أُغرق أحدها، ودُمّر الزورقان الآخران.

    صرح متحدث باسم البحرية الأمريكية، أن طائرة عمودية أمريكية، من نوع لينكس ( Westland Lynx )، كانت تؤدي أعمال الدورية، هاجمت مجموعة زوارق مسلحة عراقية ( 17 زورق )، في شمالي الخليج. وقد أطلقت الطائرة صاروخين على هذه الزوارق، التي تفرقت، وهربت، بحثاً عن ملاذ لها في أحد الخلجان الصغيرة، على ساحل الكويت. وقد أمكن تدمير خمسة منها.

    واصلت الطائرات البريطانية قصف المطارات الجوية العراقية، ومستودعات الذخائر، ومقار القيادة، ومخازن الوقود. وبعد تحقيق السيادة الحرة، المطلقة، في الجو، توافر لقوات الحلفاء حرية انتقاء الأهداف، التي تركز فيها، تمهيداً للهجوم البري.

    نفّذت القوات المشتركة، خلال الأربع والعشرين ساعة الماضية، 2782 طلعة، ليصبح مجموع الطلعات الجوية، التي اضطلعت بها القوات المشتركة، منذ بدء عملية " عاصفة الصحراء "، نحو 661 27 طلعة. نَفّذت منها القوات الجوية السعودية 1719 طلعة.

    أعلن مصدر عسكري أمريكي، أنه أسقطت ثلاث طائرات عراقية، فوق قاعدة جوية، غربي العراق.

    في تركيا، أفاد شهود عيان، أن الطائرات الأمريكية، واصلت غاراتها على العراق، من قاعدة " إنجرليك " التركية، قرب مدينة " أضنة "، في النهار. كما عاد عدد مماثل من الطائرات، صباحاً، إلى قاعدته، بعد تنفيذ مهمة ليلية.

    أعلنت وكالة الأنباء الإيرانية، أن طيران الحلفاء، شن غارة ليلية على مجمع البتروكيماويات، في البصرة، فاشتعلت فيه النار. وقد بلغت سحب الدخان، الناتجة من ذلك مدينة خورمشهر، داخل الحدود الإيرانية، والتي تبعد عشرات الكيلومترات، من مدينة البصرة. كما شنت القوات المتحالفة أربع غارات، جواً، بعد ظهر اليوم، على البصرة. وكان أحد أهداف القصف، هو مركز التحكم في ناقلات تخزين النفط، والتي هاجمتها المقاتلات القاذفة، من نوع هورنيت ( FA-18 Hornet ).

    دمرت الطائرات، من نوعي ( A-10 )، والهارير ( Harrier ) الأمريكيتين، و جاجوار ( Jaguar ) الفرنسية ـ البريطانية، التابعة لقوات التحالف، قافلة عسكرية عراقية، مكونة من 24 دبابة ومركبة مدرعة، وناقلات جند وإمدادات، كانت قد اكتشفتها إحدى الطائرات، خلال عبورها الصحراء.

    استهدفت الغارات الجوية، لطيران التحالف، القصر الرئاسي العراقي، ووزارة الدفاع، ومقار أجهزة الاستخبارات، ومحطة تليفزيون العمارة، والمكاتب الحكومية، بالقرب من جسر العمارة، ومطار العمارة، ومحطة كهرباء الناصرية، وخط أنابيب النفط، المتجه إلى البصرة.

    أعلن المتحدث العسكري باسم قيادة القوات المشتركة ومسرح العمليات، أنه في الساعـة ( 9:57 )، من صباح اليوم، الإثنين، 13 رجب 1411هـ، أُسقطت، بالقرب من مدينة الكويت، طائرة، من نوع هارير ( F-8 HARRIER )، تابعة للقوات البحرية الأمريكية، نتيجة للمقاومات الأرضية. ولم يُعرف مصير قائدها، حتى الآن.

    في روما، أعلنت وزارة الدفاع الإيطالية، أن المقاتلات الإيطالية، من نوع تورنيدو ( Tornado )، نفذت مهمة، ضد أهداف عسكرية عراقية، ضمن قوات حليفة أخرى.

    أعلن مسؤولون إيرانيون، أن السلطات الإيرانية، طلبت من المجموعة الأولى من الطيارين العراقيين، الذين هبطوا في إيران، العودة إلى بلدهم، لدى دخولهم المجال الجوي الإيراني. ولكنهم قالوا إنهم يعانون نقص الوقود، وإن طائراتهم، لا تحمل قنابل أو صواريخ. وأتهم المسؤولون النظام العراقي بمحاولة توريط إيران، وعدد من دول المنطقة، في الحرب، من أجل توسيع نطاق النزاع. ولكن موقف إيران واضح. إنها تندد بقتل القوات المتحالفة للابرياء. ولكنها، لن تترك نفسها، تنجر إلى الحرب، وإن وجود الطائرات العراقية على أرضها، مهما كان عددها، لا يغير من الأمر شيئاً.

    أكّدت مصادر، في طهران، أن لجوء الطائرات العسكرية العراقية إلى إيران، يدخل ضمن اتفاق، سبق التوصل إليه بين البلدين، وأن أحد أبرز الأسباب، التي جعلت الرئيس الإيراني، علي أكبر هاشمي رفسنجاني، يوافق على ذلك، استخدام هذه الطائرات، مستقبلاًً، في طلب تعويضات عن حرب السنوات الثماني، بين البلدين.

    أعلنت الحكومة الأمريكية، أنها تصدق التأكيدات الإيرانية، أن الطائرات، ستحتجز حتى انتهاء الحرب. وأن القوات الأمريكية جاهزة لمهاجمة أي طائرات عراقية، قد تحاول الإقلاع من إيران، للاشتراك في الحرب.

    ارتفع العلم الكويتي، فوق جزيرة " أم المرادم "، عقب استسلام القوة العراقية، التي كانت تحتلها.

    تدفق النفط الكويتي إلى مياه الخليج، بدأت كثافته تخف. وقد أعلن الخبراء العسكريون، أن بقعة الزيت المتسربة، لن تمنع عمليات الإنزال البحري.

    أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي، إسحاق شامير، أن الوقت، الذي ينتهي فيه خطر صواريخ سكود ( SCUD-B )، العراقية، أوشك أن ينتهي. وتزامن هذا التصريح مع سقوط صاورخ سكود، على الضفة الغربية. ونقلت الإذاعة الإسرائيلية، عن مصادر عسكرية، أنه لم يبق سوى عشر منصات متحركة، لدى العراق. كما أكّد وزير الدفاع الإسرائيلي، موشي أرينز، أن كل طائرات سوخوي 24  ( Sukhi SU-24 )، العراقية، موجودة، الآن، في إيران.

    قال رئيس الأركان الباكستاني، الجنرال ميرزا إسلام بيج ( Aslam Beg )، أن بلاده محايدة، في حرب الخليج، على الرغم من أنها تشارك بقوات في الائتلاف متعدد الجنسية، المناهض للعراق. وأوضح أنه لم يكن يعتقد، أن القوات المتحالفة ستهاجم العراق، عندما تقرر إرسال نحو 11 ألف جندي إلى المملكة العربية السعودية. وأضاف أنه سيكون من غير الملائم، إعادة القوات الباكستانية إلى بلادها، خلال هذه المرحلة.

    صرح متحدث عسكري مصري، أنه في إطار خطة التدريب العادية، ورفع درجات الاستعدادات، ستعمد وحدات الدفاع الجوي، متخذة مواقعها في قطاع أسوان العسكري، جنوب منطقة السد العالي، إلى إطلاق قذائف على أهداف تدريبية.

    بلغ عدد العمليات الإرهابية، الموجهة ضد الولايات المتحدة الأمركية، وبريطانيا وفرنسا واليونان وتركيا والمملكة العربية السعودية ومصر، 33 عملية، منذ بداية الحرب.

    قال المتحدث العسكري البريطاني، إن الهدف من العمليات الجوية، الحالية، هو تقليص وتدمير الآلة الحربية العراقية التي تتضاءل، يومياً. وإن استخدام طائرات البوكانير ( Buccaneer )، القاذفة، يتيح المزيد من الانتقاء والتركيز، والدقة البالغة في التصويب نحو الأهداف العراقية، خاصة أنها مزودة بأجهزة الإشعاع بالليزر، وأن هناك تنسيقاً كاملاً مع القوات المتحالفة، عند اختيار أهداف الضربات الجوية.

البيانات العسكرية لقيادة القوات المشتركة ومسرح العمليات

اُنظر البيانين العسكريين الرقمين (12) و(13).

البيانات العسكرية العراقية

    أعلن العراق، أن عدد الطائرات والصواريخ، التابعة للقوات المتحالفة، التي دمرها، بلغ 209 أهداف، من الطائرات والصواريخ. وبدأ العراق يعلن عمليات، ضد " أهداف جوية "، من دون توضيحات أخرى.

    أفادت وكالة الأنباء العراقية، أن أحد الطيارين الأسرى الأجانب، قُتِلَ في هجوم جوي للقوات الحليفة، على مقر وزارة الصناعة، في بغداد. وأعلن البيت الأبيض، أنه لا توجد تأكيدات لمقتل الأسير. وأن اتخاذ الأسرى دروعاً بشرية، يخالف اتفاقات جنيف، في شأن معاملة أسرى الحرب.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 75802
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 78
الموقع : الاردن

 يوميات حرب الخليج من 1/1/1991  الى 13/3/1991 Empty
مُساهمةموضوع: رد: يوميات حرب الخليج من 1/1/1991 الى 13/3/1991    يوميات حرب الخليج من 1/1/1991  الى 13/3/1991 Emptyالخميس 24 مارس 2016, 8:41 pm

الأربعاء 30 يناير 1991

يوم (14) عمليات

الأحداث السياسية

    أصدر وزيرا خارجية الاتحاد السوفيتي والولايات المتحدة الأمركية، بياناً مشتركاً، من واشنطن، في ختام اجتماعهما، تضمن عرضاً للعراق بقبول وقف القتال، إذا تعهد، على نحو لا لبس فيه، الانسحاب من الكويت، وتنفيذ قرارات مجلس الأمن، من الفور. وأثار البيان ترحيباً، عربياً ودولياً، ورداً سلبياً من إسرائيل.

    أعلن نائب رئيس الوزراء ووزير الخارجية، الدكتور عصمت عبد المجيد، ترحيب مصر بالبيان السوفيتي ـ الأمريكي، ووصفه بأنه يمثل التحرك السياسي السليم.

    أجرى الرئيس المصري، حسني مبارك، وخادم الحرمين الشريفين، الملك فهد بن عبدالعزيز، محادثات ثنائية مهمة، في الرياض، خلال زيارة الرئيس المصري، الخاطفة، إلى العاصمة السعودية، حيث استعرضا سير العمليات العسكرية في الخليج، ومجمل التطورات، العربية والدولية، في المرحلتين، الحالية والمقبلة، وذلك في إطار التشاور المستمر بينهما.

    دعا خادم الحرمين الشريفين، الملك فهد بن عبدالعزيز، الرئيس العراقي، صدام حسين، إلى الانسحاب من الكويت، من الفور، ومن دون قيد أو شرط، وإعادة حكومة الكويت الشرعية. ورأى أنه إذا حدث ذلك، فهو " خطوة لإنقاذ الشعب العراقي، من معاناة الحرب، التي تطاوله، بسبب إقدام العراق على احتلال الكويت ".

    اتضح أن الرئيس الأمريكي، جورج بوش، لم يطلع على البيان المشترك، الذي أصدره وزير الخارجية الأمريكي، جيمس بيكر، ووزير الخارجية السوفيتية، ألكسندر بيسميرتنيخ. وسارع البيت الأبيض، إلى تطويق المضاعفات السلبية، وشدد على أنه لا تغيير في السياسة الأمريكية، وأن تفسير عبارة " التعهد الذي لا لبس فيه " ( للانسحاب من الكويت )، هو أن على العراق، أن يبدأ انسحاباً مكثفاً من الكويت ".

الأحداث العسكرية

    تحولت المناوشات البرية، الحدودية، إلى معركة برية كبيرة، بعد ما حاول الجيش العراقي الانطلاق من مواقعه، في الأراضي الكويتية، والسيطرة على بلدة الخفجي السعودية الحدودية. وقالت مصادر، إن الهدف من التقدم نحو الخفجي، هو استعجال العراق للحرب البرية، بعد فقدان القدرة على تأمين الغطاء الجوي.

    شهدت جبهات القتال معارك برية عنيفة، خلال اليوم، بين قوات الحلفاء والقوات العراقية. وتمكنت قوات الحلفاء من إحباط هجوم القوات العراقية، الذي شنته على أربعة محاور، على الأقل، للاعتداء على الأراضي السعودية؛ وتكبيدها خسائر فادحة، في المعدات والأرواح.

    هاجمت مدينة الخفجي السعودية، في ليلة 29 / 30 يناير، ثلاث كتائب عراقية، تضم كل منها 500 جندي. اتضح، فيما بعد، أنها من اللواء 15 المشاة الآلي. وقد واجهتها القوات، السعودية والقطرية، بمساندة من نيران المدفعية وقصفات القوات الجوية، التابعتين لمشاة البحرية الأمريكية. وقد تمكنت هذه القوات من تكبيدالقوة العراقية المهاجمة، خسائر فادحة، تمثلت في مقتل وإصابة 67 جندياً عراقياً، وأسر 463 آخرين.

    بعد ساعات من دخول القوة العراقية إلى الخفجي، اشتبكت القوات الجوية لقوات التحالف، مع قوة عراقية جديدة، مكونة من 80 دبابة وعربة قتال مدرعة، تتقدم نحو الخفجي. وقد بادرت الطائرات، من نوعي ( A-7 ) و ( A-6 )، والطائرة كوبرا ( AH-1 Cobra ) العمودية، إلى دعم أعمال قتال القوات البرية السعودية.

    في اطار عملية " الخفجي "، تدخلت طائرات البحرية، الأمريكية والبريطانية، وأغرقت 10 زوارق عراقية، وألحقت أضراراً بـ 18 زورقاً آخر خلال آخر، 48 ساعة. كما هاجمت الطائرات العمودية، الموجودة على ظهر المدمرة البريطانية، " كارديف "، قافلة من 17 زورق دورية عراقياً، كانت متجهة إلى الخفجي. فأغرقت أربعة منها وألحقت أضراراً بـ 12 أخرى؛ ويبدو أنها كانت تحمل قوات دعم، إلى مدينة الخفجي.

    فاق مجموع الطلعات الجوية، التي نفذتها القوات الجوية المتحالفة، منذ بدء العمليات، 30 ألف طلعة. منها 1900 طلعة، نفذتها القوات الجوية السعودية. كما نفذت القوات الجوية البحرينية 44 طلعة، والقوات الجوية الكويتية 182 طلعة.

    أعلن قائد القوات البريطانية في مسرح العمليات، الجنرال بيتر دي لابليير، أن قوات التحالف، دمرت ما يراوح بين 75 و80 % من طاقة تكرير النفط، لدى العراق.

    وصل عدد الطائرات العراقية، الهاربة إلى إيران، 115 طائرة، ما بين مقاتلات حربية، وطائرات نقل وشحن مدنية.

    نفى متحدث سوفيتي الأنباء، التي أفادت أن الاتحاد السوفيتي، أعطى الولايات المتحدة الأمريكية، معلومات سرية عن القدرة العسكرية العراقية. وقال رئيس هيئة الأركان العامة للجيش السوفيتي، الجنرال ميخائيل مويسييف: " إن الاتحاد السوفيتي، لم يعط، ولن يعطي أي معلومات عن القدرة العسكرية العراقية ".

    بلغ عدد السفن الحربية العراقية، التي أُغرقت أو دمرت، 46 قطعة.

    شنت 4 هجمات إرهابية، في تركيا، ضد المصالح، التركية والأمريكية والإيطالية والبريطانية، بما في ذلك اغتيال جنرال تركي متقاعد، مما يجعل عدد الهجمات على مصالح الحلفاء، 77 هجوماً، على الأقل، منذ بداية الحرب.

    أجمل قائد القيادة المركزية الأمريكية نتائج أعمال القتال، وخسائر الجانب العراقي، من خلال 30 ألف طلعة جوية، نفذتها طائرات التحالف، في الآتي:

    * تحطيم 25 طائرة على الأرض، علاوة على 25، أثناء القتال الجوي، وإصابة 26 مركزاً للقيادة، وتخريب 38 مطاراً، بعضها قُصف أربع مرات، على الأقل، ومنها 25 مطاراً جوياً، دُمِّرت تدميراً كاملاً. كما أصيب عدد من مراكز الاتصال العراقية، علاوة على تدمير 31 منشأة، خاصة بتصنيع المواد، النووية والكيماوية والبيولوجية، وتخزينها. كما دَمَّرت مركزاً للأبحاث النووية في بغداد.

    * أمّا القوات المتحالفة، ففقدت 19 طائرة، خلال هذه الطلعات، في الوقت الذي لم تبادر فيه أي طائرة عراقية إلى التسلل إلى خطوطها. وبذلك، تحققت السيادة الجوية الكاملة، على الكويت المحتلة والعراق. وقد فقد العراقيون السيطرة المركزية على دفاعاتهم الجوية، وفشل النظام العراقي للإنذار المبكر فشلاً ذريعاً.

    * ونتيجة لهجمات القوات المتحالفة على المطارات العراقية، فقد حاول العراق، في البداية، إخفاء طائراته في مخابئ حصينة. ولكن تلك المخابئ، تعرضت، بدورها، للهجوم، فدُمِّر 70 مخبئاً منها. كما ينفذ، يومياً، ما لا يقل عن 300 طلعة، على قوات حرس الحدود. وتسقط الطائرات القاذفة الثقيلة، ( B-52 ) يومياً، مئات الأطنان من القنابل، على الحرس الجمهوري.

    * وبهدف عزل مسرح العمليات في الكويت، عن العراق، كان الحرص على تدمير 36 جسراً، لمنع وصول الإمدادات إلى القوات العراقية، الموجودة في الكويت. وبذلك، انخفضت كمية الإمدادات المتجهة إلى الكويت، بنسبة 90% .

    * كما قَصفت القوات المتحالفة، خلال الأيام الأولى، محطات الكهرباء، ومرافق الاتصالات، فحرمت العراق 25%  من طاقته الكهربائية، وتركت 50%  منها غير فاعلة؛ وقصد من عدم تدمير كل القدرة الكهربائية العراقية، عدم تضرر المدنيين تضرراً كاملاً.

البيانات العسكرية لقيادة القوات المشتركة ومسرح العمليات.

اُنظر البيانين العسكريين الرقمين (13) و(14).

البيانات العسكرية العراقية

    أعلن ناطق عسكري عراقي، أنه قد أُسقط 216 طائرة وصاروخاً.

    أعلن العراق، أن دفاعاته الجوية، أسقطت ثلاث طائرات جديدة، لقوات الحلفاء، خلال 127 غارة، شنتها طائرات القوات المتحالفة، على أهداف عسكرية، ومناطق سكنية عراقية.




الخميس 31 يناير 1991

يوم (15) عمليات

الأحداث السياسية

    أعلن مستشار ألمانيا الغربية، هلموت كول، أنه " لا يمكن أن يكون لنا، نحن الألمان، ركن صغير آمن، في السياسة الدولية... علينا أن نضطلع بمسؤوليتنا، شئنا أم لم نشأ ". وأضاف أن على ألمانيا " الوقوف مع القوات المتحالفة، وإسرائيل، والمساعدة على دفع نفقات دفاعاتها، حتى لو كان الدستور الألماني، لا يسمح بإرسال جنود إلى الخليج ".

    اتصل الرئيس المصري، حسني مبارك هاتفياً، بخادم الحرمين الشريفين، ليعرب له عن ارتياحه العميق للنتائج المشرفة، التي حققتها القوات السعودية، بتطهير مدينة الخفجي، من العناصر العراقية، بعد معركة برية ضارية، استمرت أكثر من ثلاثين ساعة. كما أعرب الملك فهد عن شكره للرئيس المصري، لمشاعر الأخوة.

الأحداث العسكرية

    أعلن صاحب السموّ الملكي الفريق الركن خالد بن سلطان بن عبدالعزيز، قائد القوات المشتركة ومسرح العمليات، في مؤتمر صحفي، مساء اليوم، عقده في مدينة الخفجي، بعد تحريرها، أنه أمكنت السيطرة الكاملة على المدينة. وأضاف: أنه إضافة إلى خسائر المعتدي، في بلدة الخفجي، فقد تكبدت القوات العراقية خسائر أخرى، أفدح، في مسرح العمليات، داخل الكويت، شمال الخفجي. وأوضح أن أعداد القتلى والجرحى والأسرى، من جانب المعتدي، والشهداء والجرحى والمفقودين من قواتنا، هي أعداد أولية، ولا يزال البحث جارياً، لمعرفة ما إذا كان هناك أعداد أخرى.

    قصفت الطائرات الأمريكية أرتالاً من المدرعات العراقية، تضم نحو 100 دبابة وعربة مدرعة، في جنوبي الكويت، في اتجاه الحدود السعودية.

    أعلن قائد سرب جوي أمريكي، في المملكة العربية السعودية، الكولونيل ديك هوايت، أن ما يراوح بين 800 وألف سيارة عسكرية عراقية، تتقدم من جنوبي الكويت، صوب الأراضي السعودية، في مجموعات وقوافل صغيرة. وقال إن هذه السيارات العسكرية تواصل تقدمها.

    قالت مصادر أمريكية، إن القوات العراقية، فقدت، في عملية الخفجي، 41 دبابة، و7 مركبات مدرعة، و12 مركبة أخرى. وأصيبت المدينة بدمار واسع النطاق.

    ذكرت قيادة قوات مشاة البحرية الأمريكية، أن العراق، يحشد، في منطقة الوفرة الكويتية، ما يراوح بين 5 و6 فرق، قوامها 50 ألف جندي. وقالت إنها تعتقد، أن صدام حسين، يخطط لشن هجوم أكبر، على الأراضي السعودية.

    نفذت طائرات القتال لدول التحالف، 350 طلعة، ضد المدرعات والمشاة العراقيين، شمال مدينة الخفجي، وعلى طول الطريق الساحلية الكويتية. كما تعرض الحرس الجمهوري للقصف، اليوم، بعدد 350 طلعة جوية أخرى، نفذتها طائرات القتال لدول التحالف.

    تواصل طائرات الحلفاء قصف الأهداف العراقية، داخل العراق. وقد نفذت 2600 طلعة جوية، خلال اليوم، ليصل إجمالي الطلعات إلى 32 ألف طلعة.

    دمرت مجموعة من القوات المشتركة، تدعمها طائرات، من نوع ( A-6 )، تابعة لمشاة البحرية الأمريكية، خلال اليوم، أربع عشرة قطعة بحرية عراقية، شمالي الخليج العربي، وهي تتكون من سفن إنزال، وقوارب صاروخية، وزوارق دورية، وأُسر عشرون من القوات العراقية.

    هاجم طيران التحالف، خلال اليوم، العديد من الأهداف، في البصرة، جنوبي العراق، فدمر مجمع البتروكيماويات، في المدينة. وقد شنت القوات الجوية الفرنسية غارتين، على وحدات الحرس الجمهوري، بطائرات جاجوار ( Jaguar )، وميراج ( Mirag )، استهدفتا وحدات المدفعية، وقيادة الحرس الجمهوري العراقي، المحصنة تحت الأرض.

    ذكر المسؤولون في وزارة الدفاع الأمريكية، أن طائرة نقل تكتيكية أمريكية، من نوع ( C-130A )، التي تستخدم في مهمات، تراوح بين مساعدة القوات البرية والاستطلاع، سقطت خلف الخطوط العراقية، وكان على متنها 14 فرداً.

    طلب قائد العمليات العسكرية الإيطالية، الأدميرال ماريو بوراتشيا ( Mario Buracchia )، إعفاءه من مهامه، على أثر جدل واسع، أثارته تصريحاته إلى مجلة إيطالية. وقبل وزير الدفاع الإيطالي الاستقالة. وكان بوراتشيا، قد أدلى إلى المجلة الإيطالية " فاميي كريتيان "، بتصريح، جاء فيه: " كان يمكن تفادي وقوع كل هذا، بشيء من الحكمة، وبتقديم أفضل للطريق، التي نتوجه إليها ".

    أعلن المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، الجنرال نحمان شاي، أن إسرائيل، تعرضت لقصف جديد، بالصواريخ العراقية؛ ويُعَدّ هذا هو ثامن صاروخ عراقي، يسقط على إسرائيل. وقد سقط هذا الصاروخ عند الحد الفاصل، بين رام الله وتل أبيب، وهي أرض في الضفة الغربية. ولم تنجم عنه إصابات؛ إذ سقط في أرض زراعية.

    بلغ عدد الطائرات العراقية، التي اتجهت إلى إيران، 98 طائرة.

    بلغ عدد السفن العراقية، التي أغرقت، أو أصبحت غير قادرة على العمل، 47 سفينة.

    بلغ عدد العمليات الإرهابية، ضد مصالح الدول المتحالفة، منذ بداية الحرب 70 عملية، بما في ذلك 11 عملية، وقعت في يوم 31 يناير.

البيانات العسكرية لقيادة القوات المشتركة ومسرح العمليات

اُنظر البيانين العسكريين الرقمين (14) و(15).

البيانات العسكرية العراقية

    تقتصر البلاغات العراقية على عمليات ضد " أهداف جوية "، من دون تحديد.

    بثت الإذاعة العراقية، أن القوات المسلحة العراقية، أسرت عدداً من الجنود الأمريكيين، على أثر معارك الخفجي، وأن من بينهم بعض المجندات الأمريكيات. كما أعلن الناطق العراقي إسقاط طائرة للتحالف، وإصابة أخرى، في اشتباك، في الأجواء العراقية. وهذه المرة الأولى، التي تشير فيها بغداد، إلى وقوع اشتباك جوي. كما لمح البيان العراقي إلى استخدام التحالف للمجال الجوي الإيراني، حين قال: " إن غارات اليوم، بلغت 76 غارة، إحداها " عبر الحدود الشرقية ".
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 75802
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 78
الموقع : الاردن

 يوميات حرب الخليج من 1/1/1991  الى 13/3/1991 Empty
مُساهمةموضوع: رد: يوميات حرب الخليج من 1/1/1991 الى 13/3/1991    يوميات حرب الخليج من 1/1/1991  الى 13/3/1991 Emptyالخميس 24 مارس 2016, 8:44 pm

الجمعة 1 فبراير 1991

يوم 16 عمليات

الأحداث السياسية

    أعلن الرئيس الأمريكي، جورج بوش، أن عملية " عاصفة الصحراء "، تسير جيداً، وفي الطريق المرسوم لها. و" أن القوات الأمريكية مستمرة، ليلاً ونهاراً، في ضرب قدرة العراق على شن الحرب.

    أكد الرئيس المصري، حسني مبارك، في حديث إلى شبكة تليفزيون (ABC) الأمريكية، أن القوات المصرية، التي أرسلت إلى المملكة العربية السعودية، ذهبت لكي تقاتل، ولم تذهب إلى هناك لتقدم عرضاً عسكرياً فقط.

    توقع الرئيس المصري، حسني مبارك، أن تستمر حرب الخليج شهراً، كحد أقصى، إذا لم تقع تطورات مفاجئة. كما تعهد، في مقابلة مع شبكة (NBC) الأمريكية، أن تبقى القوات المصرية في التحالف، حتى إذا ردت إسرائيل على صواريخ سكود (SCUD-B)، العراقية.

    صرح الرئيس الجزائري السابق، أحمد بن بيلا، العائد، حديثاً، من العراق، أنه " لا يشعر بفخر، لأن عراقيين يُقتَلون، في الوقت الذي لا يزال جيش الجزائر في مكانه ". وطالب بقطع العلاقات الدبلوماسية بين الجزائر ودول التحالف، ومساعدة العراق، عسكرياً.

    ذكرت وكالة الأنباء اليوغسلافية، أن 15 دولة من دول عدم الانحياز، ستجتمع في بلجراد، بين 11 و12 فبراير، لإعلان مبادرة، لإنهاء حرب الخليج.

الأحداث العسكرية

    كشفت مصادر عسكرية بريطانية، أن الهجوم العراقي على الخفجي، وبعض النقاط الحدودية السعودية الأخرى، كان بداية هجوم كبير، أحبطته قوات التحالف، بواسطة سلاح الجو والمدفعية. وكان الهجوم العراقي على أربعة محاور، مع ترجيح أن تكون له علاقة بقافلة بحرية عراقية، من الزوارق، أغرقتها طائرات عمودية بريطانية، وهي في الطريق إلى الشاطئ السعودي.

    شنت مجموعة من طائرات التحالف، في الساعة الثالثة فجراً، هجوماً على قطاعات عسكرية عراقية، يبلغ قوامها 50 ألف جندي، تتحرك في اتجاه منطقة الوفرة الكويتية. وأمكن تدمير 33 دبابة، و28 عربة مدرعة من حاملات الجند، إضافة إلى مقتل وإصابة أعداد كبيرة من الجنود.

    شنت طائرات، من نوع تورنيدو (Tornado)، البريطانية، هجوماً على مواقع صواريخ سكود (SCUD-B)،العراقية، قرب الحدود الأردنية.

    اكتشفت طائرات النمرود (Nimrod MR)، البريطانية، زورقاً، من نوع ((CNC-45)، تابعاً لزوارق الدورية العراقية، فأشعلت فيه النيران.

    أعلنت قوات التحالف الدولي، أن الأهداف العراقية التي هاجمها الطيران، منذ بدء عملية "عاصفة الصحراء"، وحتى اليوم، كانت على النحو التالي:
    ـ قصف 26 مركز قيادة، 60 في المائة منها، أصيب بأضرار جسيمة.

    ـ توقف ربع طاقة إنتاج الكهرباء العراقية عن العمل تماماً، وعرقلة 5% من الباقي.

    ـ قصف 75% من منشآت القيادة والمراقبة، مما أدى إلى تدمير ثلثها.

    ـ قصف 26 هدفاً، من نظام مراقبة الدفاع الجوي العراقي.

    ـ تم تدمير 29 طائرة عراقية، منذ بداية المعارك.

    ـ مهاجمة 38 مدرجاً للطائرات، من المدارج الـ 44، التي رصدت.

    ـ تدمير أكثر من 70 ملجأ محصناً للطائرات.

    ـ قصف المنشآت العراقية العسكرية، النووية والجرثومية والكيماوية، البالغ عددها 31 منشأة، وتدمير جميع المفاعلات النووية العراقية، ومركز الأبحاث النووية، وإصابة نصف المنشآت، النووية والبيولوجية والكيماوية.

    ـ إعطاب وتدمير 178 شاحنة، و55 قطعة مدفعية، و52 دبابة، في جميع مناطق انتشار الحرس الجمهوري، خلال الأيام الثلاثة الماضية.

    ـ تدمير 125 مستودعاً للذخيرة، في العراق والكويت.

    ـ إغراق وإعطاب 46 سفينة حربية عراقية.

    خاضت قوات مشاة البحرية الأمريكية ـ المارينز (MARINES)، معركة مع قوات عراقية، حاولت الدخول عبر الحدود، قرب بلدة "أم حجول"، على الحدود الكويتية، فردت على أعقابها، ودمر لها 3 دبابات، وأسر 4 جنود عراقيين.

    ذكرت وكالة الأنباء الإيرانية، أن طائرات التحالف، قصفت، صباح اليوم، مدينة البصرة، وثلاث مدن أخرى، في جنوبي العراق، في الفاو وأبو الخصيب والزبير، عدة مرات. وعن العمليات، التي تجري في شمالي العراق، قصفت قوات التحالف مطارين، ومصفاة نفط في كركوك، إضافة إلى ثكنة عسكرية في أربيل، في غارات شنتها الطائرات المتحالفة، مما أسفر عن وقوع خسائر فادحة. كما قصفت الطائرات محطة كهرباء كركوك، حتى انبعث منها دخان، غطى المنطقة، لعدة ساعات. كذلك، قصفت طوابير، من الدبابات والشاحنات العراقية، كانت متوجهة نحو الخفجي. واشتركت في تنفيذ المهام طائرات، فرنسية وإيطالية، ضمن الخطة العامة لطلعات اليوم. علاوة على ذلك، فقد سقطت ستة صواريخ، من نوع كروز (Cruise)، في بغداد.

    بدأت 24 طائرة (B-52) القاذفة، طلعاتها، من قاعدة " مورون دولافرونتيرا "، في جنوبي أسبانيا،  لشن غاراتها فوق العراق والكويت، ثم تتجه إلى المحيط الهادي، بعد إلقاء قنابلها. وأعلنت فرنسا، أنها سمحت لطائرات (B-52)، الأمريكية، القاذفة، بالتحليق فوق أراضيها، في طريقها من قواعدها في بريطانيا إلى الخليج، و" تزويدها بالوقود من قاعدة عسكرية فرنسية "؛ وجدير بالذكر، أن بريطانيا أعلنت، أمس، أنها سمحت لعدد محدود من طائرات (B-52)، بالعمل انطلاقاً من أراضيها، خاصة قاعدة " فيرفورد ".

    نفذت القوات الجوية للتحالف، اليوم، 2500 طلعة. وفاق إجمالي الطلعات الجوية، منذ بداية الحرب الجوية، 34 ألف طلعة جوية، نفذت القوات الجوية السعودية منها 2200 طلعة.

    صرح مسؤول عسكري أردني، أن القوات المسلحة الأردنية، لن تسمح للطيران الإسرائيلي بعبور أجواء الأردن، لشن هجوم على العراق. بغض النظر عن التهديدات الإسرائيلية.

    بلغ عدد الطائرات العراقية، التي دمرت، منذ بداية الحرب، 53 طائرة، منها 47 مقاتلة جو ـ جو، و26 دمرت وهي على الأرض.

    قصفت طائرات التحالف موقعاً لإطلاق صواريخ سكود (SCUD-B)، ودمرت ثلاث عربات. ولم يُسجَّل إطلاق صواريخ " سكود "، من العراق، خلال الثلاثة أيام الماضية.

البيانات العسكرية للقيادة المشتركة ومسرح العمليات

اُنظر البيانين العسكريين الرقمين (15) و (16).

البيانات العسكرية العراقية

    أعلن بيان عسكري عراقي، انسحاب القوات العراقية من مدينة الخفجي السعودية، وعودتها إلى مواقعها، داخل مدينة الكويت.

    أعلن بيان عسكري عراقي، إسقاط 20 "هدفاً جوياً" ، وبلغ عدد الطائرات والصواريخ، التي أعلن العراق تدميرها، منذ بداية الحرب، 263 هدفاً جوياً.

    أعلن مصدر عسكري عراقي، أن عدد القتلى العراقيين، بلغ 90 جندياً و320 من المدنيين، إضافة إلى 400 من الجرحى.

الأحداث الاقتصادية

    ذكر تقرير فرنسي، أن مجموع المساعدات، التي تلقتها وتتلقاها الولايات المتحدة الأمريكية، منذ بداية الاجتياح العراقي للكويت، وحتى نهاية مارس 1991، يبلغ 52 مليار دولار. وتقدَّر نفقة المعركة بنحو 75 مليار دولار. وتسهم المملكة العربية السعودية والكويت بنصيب في هذا الدعم.





السبت 2 فبراير 1991

يوم 17 عمليات

الأحداث السياسية

    وجّه العاهل المغربي، الملك الحسن الثاني، نداء، أذاعه التليفزيون المغربي، إلى الرئيس العراقي، صدام حسين، دعاه فيه إلى الانسحاب من الكويت. وقال فيه: "أخي صدام، أناشدك الله، أن توقف هذه الحرب، وأن تدفع عجلة التاريخ لوقفها. لنفتح ملفنا، ولتنبثق منه دولة فلسطينية، فنعطي للفلسطينيين عزتهم، ونعطي للعرب حجمهم الحقيقي، ليتمكنوا من الظهور، أمام العالم أجمع، بمظهرهم الحقيقي الحضاري". وكشف أن المغرب، أرسل قواته إلى المملكة العربية السعودية، قبل صدور مقررات قمة القاهرة، "بإرادة منفردة منه، وبكامل السيادة، التي يتمتع بها المغرب في اتخاذ قراراته، وللدفاع عن المملكة العربية السعودية".

    ذكرت وكالة " رويتر " في تقرير لها، أن الهجمات العراقية، بالصواريخ، على إسرائيل، وكذلك مساندة الفلسطينيين لهذه الهجمات، دعمتا الاتجاه الإسرائيلي المتشدد، الرافض لأي حلول وسط تجاه الفلسطينيين.

    أعلن وزير الدفاع الأمريكي، ديك تشيني، أن الولايات المتحدة الأمريكية، لن توافق على وقف إطلاق النار، قبل الانسحاب العراقي من الكويت. وحذر من استخدام الأسلحة الكيماوية، وقال إن ذلك سيُعَدّ تصعيداً، قد يؤدي إلى احتمال الرد بأسلحة غير تقليدية.

الأحداث العسكرية

    أعلن المتحدث العسكري لقيادة القوات المشتركة ومسرح العمليات، اليوم، أن قيادة القوات المشتركة، توصلت إلى نتائج خسائر معركة الخفجي، وهي: أن القوات السعودية استولت على عدد من الآليات العسكرية، وذلك بعد قتال، دام 36 ساعة، تكبدت فيه القوات العراقية خسائر فادحة، بلغت 30 قتيلاً، و37 جريحاً، و429 أسيراً. أما القوات السعودية، فخسرت 18 شهيداً، و29 جريحاً، و4 مفقودين. كما استُولي على معدات ما يعادل كتيبة مشاة وكتيبة دبابات. وقد كان من الواضح، أن الرئيس العراقي، صدام حسين، كان يهدف من هذه المعركة إلى رفع الروح المعنوية لقواته، حتى لو كان ذلك ببريق انتصار وقتي، انقلب، في نهايته، إلى هزيمة منكرة لقواته.

    واصلت طائرات قوات التحالف، قصف القوات العراقية، التي ما زالت تتحرك في اتجاه الوفرة، جنوبي الكويت، خاصة القاذفات الضخمة، من نوع (B-52)، التي تنطلق من عدة أماكن من العالم.

    يراقب طيران القوات المتحالفة وبحريتها، اتجاهات الاقتراب البحرية، من العراق إلى إيران، لضمان عدم هروب السفن العراقية إلى المياه الإيرانية. وقد اكتشفت طائرة، من نوع (Nimrod MR)، البريطانية، زورق دورية عراقياً، وقصفته فأشعلت فيه النيران. وبذلك، دُمِّر جميع زوارق الدورية، القادرة على إطلاق صواريخ.

    أسقطت المضادات الأرضية العراقية، طائرتين هجوميتين أمريكيتين، من نوع (A-6) و (A-10) .

    شنت طائرات سلاح الجو الفرنسي، ثلاث غارات ناجحة، استهدفت قوات الحرس الجمهوري، وآليات ومدفعية تابعة للقوات العراقية، إضافة إلى قصف مستودعات للذخيرة، تقع على مسافة 30 كم جنوب العاصمة، الكويت.

    أعلنت وكالة الأنباء الإيرانية، أن طيران التحالف، استأنف قصف المدن الواقعة جنوب شرقي العراق، ومن بينها البصرة.

    هاجمت الطائرات السعودية، من نوع التورنيدو (Tornado)، مواقع الحرس الجمهوري، ومواقع تخزين الذخيرة، ومراكز التحكم والمطارات. كما هاجمت طائرات، من نوع سكاي هوك (A-4 Skyhawk)، سعودية وكويتية، مواقع للمدفعية العراقية، ومراكز احتشاد الجنود العراقيين، ودمرتها.

    نفذت القوات الجوية للتحالف، منذ بدء الحملة الجوية، 37 ألف طلعة جوية. منها 2400 طلعة، نفذتها القوات الجوية السعودية، و244 طلعة، نفذتها القوات الجوية الكويتية.

    أعلنت بلاغات عسكرية للقوات الحليفة، أن القوات العراقية، " فقدت فاعليتها، بعد تعرضها لعمليات قصف جوي مركز ". ولمح قائد القوات البريطانية في مسرح العمليات، الجنرال بيتر دي لابليير، أن الهجوم البري لقوات التحالف ،" يبدو محتوماً، في الوقت المناسب ". واستعرض ناطق عسكري بريطاني، من الرياض، عمليات اليوم الأخير من طلعات طائرات التورنيدو (Tornado)، والجاجوار (Jaguar)، وقصف قاعدتين جويتين بأربعين قنبلة، زنة كل منها ألف رطل.

    أطلق العراق، اليوم، صاروخاً، من نوع سكود (SCUD-B)، ضد إسرائيل، لم تحدد المصادر مكان سقوطه، وهو الصاروخ الرقم 29.

    تبادلت القوات الأمريكية نيران المدفعية المضادة للدبابات، والقذائف الصاروخية، والمدفعية الخفيفة، مع دورية عسكرية عراقية، تسللت إلى شمالي الأراضي السعودية، وحاولت نصب كمينٍ للقوات الأمريكية.

    أكد المتحدثون العسكريون لقوات دول التحالف، أن القصف الجوي المركز، لتجمعات القوات العراقية، على الحدود الكويتية ـ السعودية ـ أوقف تماماً خطر تقدم القوات البرية العراقية، في الأراضي السعودية.

    أكد مدير العمليات، في هيئة أركان الجيش الأمريكي، الجنرال توم كيلي، أن طائرات الدول المتحالفة، شنت 2500 طلعة جوية، خلال الأربع والعشرين ساعة السابقة، وأن عدد الطلعات، قد وصل، بذلك، إلى 35 ألف طلعة، منذ بداية الحرب.

البيانات العسكرية للقيادة المشتركة ومسرح العمليات

اُنظر البيانين العسكريين الرقمين (16) و(17)

البيانات العسكرية العراقية

    أعلن متحدث عسكري عراقي، أنه أُسقط 464 "هدفاً جوياً" لقوات التحالف، من طائرات وصواريخ عابرة.

    أعلن متحدث عسكري عراقي، أنه أُسر أكثر من 20 أسيراً، من قوات الحلفاء.





الأحد 3 فبراير 1991

يوم 18 عمليات

الأحدث السياسية

    أعلن وزير الدفاع الأمريكي، ديك تشيني ، أن قوات التحالف الدولي ضد العراق، تعمل لتحقيق هدفين، هما: طرد القوات العراقية، التي احتلت الكويت، والقضاء على قدرات العراق الهجومية، بما فيها من أسلحة الدمار الشامل، والصواريخ المتوسطة المدى، أو الطويلة المدى.

    تظاهر، في الرباط، عشرات الآلاف، مطالبين بوقف القتال في الخليج. واستمرت التظاهرة نحو خمس ساعات، من دون حوادث. وشارك فيها نحو نصف مليون شخص. وكانت أحزاب المعارضة المغربية، قد دعت إليها.

الأحداث العسكرية

    بلغ عدد الطلعات الجوية، التي نفذتها القوات الجوية للتحالف، حتى اليوم، 41 ألف طلعة. من بينها 2600 طلعة، نفذتها القوات الجوية السعودية.

    صرح وزير الدفاع الإسرائيلي السابق، في لقاء مع مجلة " دير شبيجل " الألمانية، أن حكومتي العراق وإيران، اتفقتا في شأن هبوط الطائرات العراقية في إيران. وأكد أن الحكومة الإسرائيلية، "تملك معلومات حول هبوط الطائرات، تؤكد أنه كان بالتنسيق، ولا يشكل فراراً". وقال إن بعض هذه الطائرات، توجه إلى إيران، قبل انتهاء مهلة الأمم المتحدة للعراق.

    هاجمت 16 طائرة تورنيدو مقاتلة، قاذفة، محطة لضخ النفط، في غربي العراق، فأعطبتها تماماً، بقنابل، زنة ألف رطل. كما ألقت ثماني طائرات تورنيدو وغيرها، 41 ألف رطل قنابل، على أحد المطارات الحربية، غربي العراق. كذلك، قصفت طائرات من النوع نفسه ثلاث منشآت لإنتاج النفط والوقود أو تخزينه، في قلب العراق.

    وفي الكويت، هاجمت طائرات الجاجوار البريطانية ـ الفرنسية الصنع، مخازن ذخيرة، في منطقة الأحمدي، وتمكنت الطائرات نفسها، من تدمير ستة مواقع مدفعية، في جزيرة فيلكا الكويتية. وبلغ عدد الطلعات البريطانية، منذ بدء القتال، ألفي طلعة.

    أعلنت وزارة الدفاع الأمريكية ( البنتاجون )، سقوط قاذفة أمريكية، من نوع (B-52)، في المحيط الهندي، وهي عائدة إلى قاعدة دييجوجارسيا، بعد قصفها القوات العراقية. وأمكن إنقاذ ثلاثة من طاقمها، المكون من ستة أشخاص، ووجد أحدهم ميتاً، والاثنان الآخران ما زالا مفقودين، والبحث جار عنهما.

    سقطت طائرة عمودية، من نوع " U-H "، تابعة للقوات الجوية الأمريكية، داخل الأراضي السعودية، على أثر خلل فني، نتج منه مقتل طاقمها، المكون من أربعة ملاحين.

    استمرت القوات الجوية المتحالفة، في مهاجمة مواقع الحرس الجمهوري، إضافة إلى أهداف إستراتيجية في بغداد، ومواقع القدرات الكيماوية العراقية.

    شن طيران الحلفاء غارات جوية، على مدن البصرة والفاو وأبو الخصيب وبدرة وزرباطة ومندلي، في جنوبي العراق وشرقيه.

    في تمام الساعة (12:50)، ليلة 2/3 فبراير، أطلق العراق صاروخاً، من نوع سكود (SCUD-B)، في اتجاه مدينة الرياض، أمكن اعتراضه وتدمير جزء منه، وسقط الجزء الآخر بالقرب من منطقة سكنية، في أحد أحياء الرياض، ونتج منه تدمير أجزاء من منزلين، وإصابة 29 شخصاً بجراح. وهو الصاروخ الرقم 28، الذي يسقط على المملكة، منذ 18 يناير.

    أعلنت إسرائيل، أن الصاروخ العراقي الثلاثين، سقط ليلة السبت/ الأحد ( 2/ 3 فبراير)، على منطقة نائية، في الضفة الغربية.

    قصفت، اليوم، طائرات الحلفاء ثلاث منصات إطلاق صواريخ سكود (SCUD-B)، العراقية، التي استخدمت، مساء أمس، وفجر اليوم، في الاعتداء على الرياض وإسرائيل. وقد نشطت طلعات الاستطلاع للدول المتحالفة، لاستكشاف منصات إطلاق هذه الصواريخ وتحديدها، في غربي العراق وجنوبيه، بهدف تدميرها فور اكتشافها.

    عُلِمَ من مصدر عسكري، أن قصف القوات المتحالفة، ضد الأسلحة الكيماوية في العراق، أدى إلى " سحابة سامة "، قليلة الكثافة، وانجلت، تدريجاً، من دون أن تسبب خطراً على البشر.

    نفى ناطق عسكري أمريكي أنباء، وردت من الاتحاد السوفيتي، أفادت أن الرئيس العراقي، صدام حسين، أعدم الضابطين المسؤولين عن الطيران العراقي. وقال الناطق، إن هذين الضابطين، شوهدا في بغداد، بعد نشر هذه الأنباء. وكان مصدر الخبر ( الإشاعة ) وكالة "إنترفاكس" السوفيتية، غير الرسمية.

    دمرت قوات التحالف، حتى الآن، 99 طائرة حربية عراقية، منها 9 طائرات، دمرت، خلال اليوم، على الأرض، من خلال تدمير مخابئ الطائرات.

    دُمِّرت مدرعة أمريكية خفيفة، على متنها سبعة من مشاة البحرية الأمريكية ـ المارينز (MARINES)، بصاروخ (Maverick)، في المعارك قرب " الوفرة "، انطلق، بطريق الخطأ، من طائرة (A-10) الأمريكية، المضادة للدبابات. ومن جانب آخر، هاجمت طائرات أمريكية قافلة للمارينز، خطأ، مما أدى إلى مقتل أحد مشاة البحرية، وإصابة اثنين آخرين بجروح.

    دُمِّرت 11 قطعة بحرية عراقية، ما بين زورق وسفينة، مما يجعل عدد القطع البحرية العراقية المدمَّرة، حتى الآن، نحو 66 قطعة. وبذلك، يكون قد دّمِّر الجزء الأعظم من الزوارق البحرية، المزودة بالصواريخ، والتابعة للبحرية العراقية، فتحقق لقوات التحالف السيطرة الكاملة، في الجو والبحر.

    نجح طيران التحالف في تدمير نحو 25 جسراً، على نهري دجلة والفرات، مما حمل على استخدام جسور فرعية بديلة، أو جسور طوافة.

    كشفت القيادة العسكرية الأمريكية، في الرياض، أن هناك طلعات جوية خاصة، لطائرات دول التحالف، لقصف مواقع صواريخ سكود (SCUD-B)، العراقية.

    دمَّر الطيران المقاتل، التابع لمشاة البحرية الأمريكية، اليوم، نحو 25 دبابة عراقية، في جنوبي الكويت.

    أعلن المتحدثون العسكريون باسم قوات التحالف الدولي، أن القصف الجوي المركز، والمستمر، على مواقع القوات العراقية، في الكويت وجنوبي العراق، يستهدف إضعاف القوات العراقية، بما يسمح بشن الهجوم البري، لتحرير الكويت، وسط تأكيدات، أن قوات الحلفاء، تحقق، الآن، السيادة، الجوية والبحرية، الكاملة، على العراق.

البيانات العسكرية للقيادة المشتركة ومسرح العمليات

اُنظر البيانين العسكريين الرقمين (17) و (18)




الاثنين 4 فبراير 1991

يوم 19 عمليات

الأحداث السياسية

    نشرت جريدة " حريت " التركية، ما أسمته " خريطة أوزال " الكونفدرالية، " العراق ما بعد صدام "، على حد تعبيرها. وتتألف هذه الكونفدرالية من ثلاث مناطق، متساوية الحقوق، عربية وتركية وكردية. وتتألف المنطقة الكردية من محافظتي السليمانية وأربيل. بينما تتألف التركية من محافظتي كركوك والموصل. والعربية من بقية أنحاء العراق. وقالت الجريدة، إن الرئيس التركي، ناقش الفكرة مع الولايات المتحدة الأمريكية.

    قلصت السفارة الأمريكية في عمان، عدد موظفيها من 35 إلى 15 موظفاً، في ما وُصِفَ بأنه تدهور خطير للعلاقات بين الأردن والولايات المتحدة الأمريكية. ويأتي هذا التطور بينما وصل عدد شاحنات الوقود، التي دمرها الطيران الأمريكي للأردن، إلى 31 شاحنة. وشَكَت مصادر أردنية إلى واشنطن، من تكرار القصف، ووصفته بأنه " إعلان حرب ".

    وفي نيويورك، ندد الأمين العام للأمم المتحدة، خافيير بيريز دى كويلار، بقصف الشاحنات، ووصفه بأنه عمل غير مقبول، وأن الأردن هو " الضحية البريئة لما يحدث ". وتساءل: " لِمَ على الأردن أن يعاني حرباً، ليس هو طرفاً فيها؟ ".

    أعلن الرئيس الإيراني، علي أكبر هاشمي رفسنجاني، استعداد إيران لإجراء محادثات مع الولايات المتحدة الأمريكية، " إذا كان ذلك يساعد على إعادة السلام في الخليج ". وقال، في مؤتمر صحفي، إنه على استعداد، كذلك، لعقد لقاء مع الرئيس العراقي، صدام حسين، " إذا كانت نتيجة هذا اللقاء، ستؤدي إلى إنقاذ الشعب المسلم، في العراق والمنطقة ". وفُسِّرَت المبادرة بأنها تعبير عن قوة رفسنجاني الداخلية في إيران. واستقبلت الولايات المتحدة الأمريكية المبادرة بفتور.

    طالب المسؤولون السعوديون بإعلان منطقة الخليج، منطقة كارثة عالمية، بسبب الدمار الناتج من التلوث ببقعة الزيت الهائلة، التي تعمد العراق إغراقها في الخليج.

الأحداث العسكرية

    أعلن متحدث عسكري، باسم قيادة القوات المشتركة ومسرح العمليات، بياناً، إلحاقاً بالبيان الرقم (16) الصادر في 2 فبراير، قال فيه: أُحصِيت خسائر المعتدي، في معركة الخفجي، من الآليات، فقدرت بما يعادل تجهيز لواء، وكانت على النحو التالي:
    ـ دبابة واحدة معطوبة.

    ـ ناقلات جند، منها (19) صالحة، و(51) معطوبة.

    ـ تسع شاحنات هيكل طويل، منها خمس شاحنات صالحة.

    ـ شاحنة واحدة هيكل قصير، صالحة.

    ـ عربة واحدة جيب، معطوبة.

    ـ وبذلك بلغ مجموع الآليات (93) آلية.

    ـ وبلغ مجموع الأسْرى، الموجودين في معسكرات الأسْر، منذ بدء عملية " عاصفة الصحراء "، (742) أسيراً، منهم (43) ضابطاً، وذلك حتى إعداد هذا البيان.

    وإلحاقاً بما جاء في البيان العسكري الرقم (16)، الذي أُشيرَ فيه إلى عدد المفقودين من قواتنا، فإن قيادة القوات المشتركة، حرصاً منها على تجديد المعلومات، أولاً بأول، تودّ الإيضاح، أن عدد المفقودين بلغ تسعة عسكريين وثلاثة أفراد من سلاح الحدود، وستة من الدفاع المدني، منهم ضابطان و أربعة أفراد.

    استمرت طائرات التحالف في تنفيذ مرحلة قصف الجسور، وخطوط المواصلات، والثكنات، التي تخزن الصواريخ؛ وذلك لقطع خطوط الإمداد عن القوات العراقية. وتولت طائرات تورنيدو (Tornado)، وبوكانير (Buccaneer)، البريطانية، هذه المهمة، بينما تولت طائرات (B-52) مهاجمة مراكز إنتاج أسلحة الدمار الشامل، ومراكز القيادة والتوجيه. وأمكن، اليوم، تدمير جسر، يقع في وسط العراق، إلى الجنوب الشرقي من بغداد، وهو خط الإمدادات، الذي يستخدم في نقل العتاد إلى مسرح العمليات في الكويت.

    نفذ طيران التحالف، حتى الآن، 44 ألف طلعة، منذ بدء الحرب، منها 2700 طلعة، خلال اليوم. وقد نفذت الطائرات السعودية، منذ بدء الحرب، 2750 طلعة، تمثل 6% من مجموع الطلعات.

    أشار طيارو الدول المتحالفة، الذين ينفذون مهام قتالية فوق العراق، أنهم لا يواجهون أي أنشطة من المقاتلات العراقية، ولكنهم يتعرضون لنيران مكثفة من المدفعية المضادة للطائرات، وصواريخ أرض/ جو. وقد أصبح من الملائم شن الهجمات الجوية، ضد الأهداف المحصنة تحصيناً شديداً، من الارتفاعات العالية، خاصة بعد اشتراك طائرات بوكانير (Buccaneer)، التي توجه القنابل، التي تسقطها الطائرات البريطانية، من نوع تورنيدو (Tornado)، بدقة متناهية، إلى أهدافها.

    قصفت الطائرات الفرنسية، من نوعي جاجوار (Jaguar)، و ميراج (Mirage F-1 CR)، التي جهزت للاستخدام كقاذفات، مواقع للقوات العراقية، في العراق والكويت. واستهدفت إحداهما وحدات الحرس الجمهوري المتمركزة في العراق، بينما استهدفت الثانية مرابض مدفعية في الكويت. واضطلعت طائرات ميراج ـ 2000 (Mirage 2000)، بحماية القوة الضاربة.

    دَمَّرت طائرات، من نوع (A-6)، تابعة لمشاة البحرية الأمريكية، اليوم، ما بين 20 و30 دبابة عراقية، جنوبي الكويت، إضافة إلى قصف 25 عربة عراقية، في المنطقة نفسها، وأُحرق بعضها.

    أعلنت القيادة المشتركة لقوات التحالف، أن السفينة الحربية الأمريكية، ميسوري (Missouri)، أطلقت 7 قذائف، تزن الواحدة منها ألفي رطل، ضد أهداف عراقية، في الكويت. ونجم عن القصف تدمير مقار قيادة وسيطرة للقوات العراقية، في الكويت، كانت موجودة داخل مخابئ مصنوعة من الخرسانة الفائقة القوة. واستهدف القصف، كذلك، محطات الرادار الأرضية. وأكد المسؤولون الأمريكيون، أن معظم الجسور الرئيسية، المؤدية إلى الخطوط الأمامية العراقية، في الكويت وجنوبي العراق، قد دمرت، أو لحقت بها أضرار جسيمة. ولا يقل عدد هذه الجسور عن 25 جسراً.

    في الساعة 2:40، من بعد ظهر اليوم، هاجمت الطائرات العمودية السعودية، من نوع دولفين (Daulphin)، هدفين بحريين عراقيين، بالقرب من جزيرة أم المرادم، أحدهما زورق، من نوع "صواري ـ 4"، تم تدميره؛ والآخر، وهو أقرب إلى سفينة إصلاح ومساندة، قُصف فاشتعلت النيران فيه.

    قصفت طائرتان، من نوع (A-6)، تابعتان لمشاة البحرية الأمريكية، سفينة زرع ألغام عراقية. كما قصفتا سفينة أخرى، من نوع (T-43) .

    أصيبت البحرية العراقية بالشلل التام، نتيجة الإصابات، التي تعرضت لها قطعها البحرية.

    شهد اليوم أول مشاركة للقوات السورية في حرب الخليج، عندما حاولت مجموعة عراقية، تقدر بحوالي 30 فرداً، اختراق أحد المراكز الحدودية السعودية ـ الكويتية، مستخدمة أسلحة خفيفة، وقواذف صاروخية، من نوع (RPG). وأمكن اكتشافها وتبادل إطلاق النيران معها، وعمدت المدفعية السورية، إلى قصفها وإجبارها على الانسحاب. وقالت مصادر عربية، إن الهجوم العراقي على الموقع السوري، عبر الحدود الكويتية، هو عمل سياسي، أكثر مما هو عمل عسكري.

    بلغ عدد الطائرات العراقية، التي دُمِّرت، منذ بداية عملية " عاصفة الصحراء " حتى اليوم، 140 طائرة. وبلغت خسائر القوات الدولية 28 طائرة.

    تعرضت حافلة، في مدينة جدة، تحمل عسكريين، أمريكيين وسعوديين، لنيران مسلحين مجهولين. أصيب في الهجوم اثنان من العسكريين الأمريكيين، وحارس أمن سعودي. وذكرت الإذاعة السعودية، أن رجال الأمن، بادروا إلى حملة تفتيش، في منطقة العملية. ويُعدُ هذا أول حادث إرهابي مسلح، ضد عسكريين أمريكيين، داخل المملكة العربية السعودية، منذ بداية حرب الخليج.

البيانات العسكرية للقيادة المشتركة ومسرح العمليات

اُنظر البيانين العسكريين الرقمين (18) و(19).

البيانات العسكرية العراقية

    أُسقطت 13 طائرة للحلفاء، في هذا اليوم. وبذلك، يصل مجموع " الأهداف الجوية "، التي أسقطها العراق، 277 هدفاً.





الثلاثاء 5 فبراير 1991

يوم 20 عمليات

الأحداث السياسية

    اتصل الرئيس المصري، حسني مبارك، هاتفياً، مع خادم الحرمين الشريفين، الملك فهد بن عبد العزيز، للتباحث حول مجريات الأحداث، وسير العمليات العسكرية.

    أكد وزير الثقافة والإعلام السوداني، عبدالله محمد أحمد، والمتحدث باسم الحكومة السودانية، في بيان، قطعت الإذاعة السودانية برامجها، لتذيعه، أن ما رددته بعض الإذاعات الأجنبية، حول وجود صواريخ وطائرات عراقية، في شمالي السودان وشرقيه، هو نبأ لا أساس له من الصحة.

    ذكرت مصادر حكومية بريطانية، أن رئيس وزراء بريطانيا، جون ميجور، أجرى اتصالاً هاتفياً بالرئيس المصري، حسني مبارك، استغرق 15 دقيقة، تبادلا، خلاله، تقييم الحرب.

    قرر الرئيس الأمريكي، جورج بوش، إرسال وزير الدفاع الأمريكي، ديك تشيني ، ورئيس هيئة الأركان المشتركة الأمريكية، الجنرال كولين باول، إلى المملكة العربية السعودية، في غضون أيام، في ما يبدو أنه مؤشر إلى اقتراب موعد الحرب البرية. وشكّك خلال مؤتمر صحفي مفاجئ، عقده قبل ظهر اليوم، في أن تتمكن العمليات الجوية، بمفردها، من النجاح في تحقيق الأهداف.

    أعلنت وزارة الداخلية السعودية، أنها ألقت القبض على العناصر، التي أطلقت النار على السيارة، التي كانت تقل عسكريين، أمريكيين وسعوديين، في أحد شوارع جدة. وقالت الوزارة، إن جميع هذه العناصر هم من المقيمين ( أي من غير السعوديين ).

    قالت مصادر مغربية، إن القمة، التي كان مقرراً انعقادها، في طرابلس، بين دول المغرب العربي، سوف تبقى مؤجلة إلى أن تستقر الأوضاع الحالية، في العالم العربي.

    بعث وزير الخارجية العراقية، طارق عزيز، برسالة إلى الأمين العام للأمم المتحدة، خافيير بيريز دى كويلار، انتقده فيها، شخصياً، " على صمته إزاء الجرائم، التي تُرتَكَب، للمرة الأولى في التاريخ، باسم الأمم المتحدة... ". ورفض دى كويلار الرد على الرسالة، قائلاً، إن لديه " شؤوناً أكثر أهمية ".

    قال السفير العراقي لدى موسكو، غافل جاسم حسين، إن على الاتحاد السوفيتي، أن يؤدي دوراً إيجابياً في أزمة الخليج، وألا يسمح بتدمير بلد صديق، والقضاء على شعبه.

    أكدت الخارجية الأمريكية، أن لدى الولايات المتحدة الأمريكية معلومات، تؤكد أن بعض المواد الحربية، بما في ذلك المواد المتعلقة بصواريخ سكود (SCUD-B)، العراقية، تنتقل من الأردن إلى العراق، ضمن قوافل شاحنات النفط المدنية.

الأحداث العسكرية

    نفذت القوات الجوية للتحالف، اليوم، 2.800 طلعة. وقد فاق عدد الطلعات الجوية لقوات التحالف، منذ بدء الحملة الجوية، 47 ألف طلعة. نفذت منها القوات الجوية السعودية 3 آلاف طلعة.

    ضمن إطار تنفيذ خطة "الخداع والاستراتيجية" لقوات التحالف، تقدمت مجموعة بحرية قتالية، تضم 17 ألف جندي من المارينز، في اتجاه شمالي الخليج العربي، بعد أن أجرت تدريبات على عمليات إنزال برمائي، في بحر العرب، بالقرب من خليج عمان، وصفت بأنها " مهمة جداً ".

    أُعلن إبحار خمس كاسحات ألغام بريطانية، خلال أيام، في اتجاه الشمال، لتطهير الممر المائي من الألغام العراقية، تمهيداً لإنزال برمائي محتمل، تعمد إليه قوات التحالف.

    أشار المتحدث باسم القوات الجوية السعودية، إلى أن السيطرة الجوية المطلقة على سماء المعركة، قد تحققت، فشُلَّت عناصر الدفاع الجوي للمعتدي، إلى درجة كبيرة. وقد نفِّذت المهام التالية:
    ـ تدمير  38 طائرة عراقية، في معارك جوية؛ و 31 طائرة في مواقعها في المطارات والمهابط والقواعد الأرضية.

    ـ تدمير 68 طائرة في المخابئ.

    ـ قصف 44 مطاراً وقاعدة جوية ومهبط طائرات.

    ـ تدمير 41 جسراً، على الطرق البرية والسكك الحديدية.

    ـ تدمير الجزء الأكبر من القدرات، الكيماوية والجرثومية والنووية.

    ـ قصف 56 هدفاً، من المستودعات العسكرية والمرافق المساندة.

    أفاد مصدر عسكري أمريكي، أن الطائرات الأمريكية، تهاجم قوافل الوقود، على الطرق، في غربي العراق، وذلك خشية إسهامها في تعزيز المجهود الحربي العراقي. وأسفر قصف الحلفاء للطريق السريع، الذي يربط بين عمان وبغداد، عن مصرع وإصابة 24 شخصاً، وتدمير 36 شاحنة وقود.

    دمِّرت مساء اليوم، منصة لإطلاق صواريخ سكود (SCUD-B)، في شمال غربي العراق.

    أفاد المتحدث العسكري البريطاني، نيال إيرفنج  (Niall Irving)، أنه أمكن، حتى الآن، تدمير ثلث الجسور الرئيسية، في العراق، بينما أصيبت جسور كثيرة غيرها، بأضرار جسيمة. وقصفت الطائرات البريطانية، اليوم، خطوط الإمدادات، ومناطق تخزين صواريخ سكود (SCUD-B) . كما قصفت مخازن ذخيرة، ونقطة التقاء خطوط سكة حديدية عراقية، وجسراً خاصاً بمرور القطارات، إذ ألقت 14 طناً من القنابل على المنطقة، وأسقطت 18 طناً غيرها على هدف آخر جنوبي بغداد مباشرة. كما تلقى موقع لصواريخ سكود العراقية، ست ضربات مباشرة. ونفَّذ الطيران البريطاني 2130 طلعة ( أقل من 5% من مجموع الطلعات) منذ بدء الحرب، منها 85 طلعة، استهدفت قصف مواقع الجيش والحرس الجمهوري، في وسط العراق وجنوبيه.

    لجأت 10 طائرات عراقية أخرى، إلى إيران. وبلغ عدد الطائرات، التي فرت إلى إيران، حتى اليوم، 110 طائرات.

    صرح المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، الجنرال نحمان شاي، أن سلاح الجو العراقي، " لا يزال قادراً على شن هجوم، في العمق، ضد إسرائيل؛ وأن سلاح الجو الإسرائيلي، يبقى في حالة تأهب قصوى، لمواجهة هذا الاحتمال ".

    أعلن العراق، أنه أسقط أربع طائرات للقوات المتحالفة، وأشار إلى 373 طلعة جوية، فوق أراضيه، قصفت الأحياء السكنية. وقال المتحدث العسكري، في بيانه الرقم 37: إنّ العراق أسقط 13 طائرة، سقطت إحداها فوق سورية، وأخرى فوق الخليج. وأضاف أن طائرات التحالف، استخدمت المجال الجوي، الإيراني والتركي.

    بثت الإذاعة العراقية، للمرة الأولى منذ اندلاع الحرب، مجموعة رسائل، بالشفرة، موجهة إلى أسماء محدّدَة وأرقام. وتزامنت هذه الرسائل مع تعليق، بثته الإذاعة العراقية، وجاء فيه، أن العراقيين ينتظرون إشارة البدء، لشن هجوم ساحق.

    في مقابلة مع جريدة " نيويورك تايمز "، أجرتها في الرياض، قال قائد القوات المركزية الأمريكية، الجنرال نورمان شوارتزكوف، إنه مصمم على عدم الاندفاع إلى معركة برية، " وإن الأمر الوحيد، الأهم من كل شئ آخر، هو أن ننجز أهدافنا، بأقل خسائر في الأرواح البشرية ".

    في الساعة 9:30، مساء اليوم، حاولت قوة عراقية، مكونة من ثلاثة زوارق، التسلل، من طريق البحر، إلى منطقة الخفجي، مما أدى إلى تبادل إطلاق النار، بينها وبين قوة مشاة بحرية سعودية، الأمر الذي أدى إلى فرار القطع البحرية العراقية. وقد تبعتها مجموعة الزوارق السريعة السعودية، وطائرتان عموديتان، من نوع دولفين (DAUPHIN)، فأغرقت أحدها، وفر الزورقان الآخران.

    شاركت البارجة الأمريكية ميسوري (Missouri)، للمرة الثانية، بنيران مدافعها من عيار 16 بوصة، وأطلقت 36 قذيفة، تزن الواحدة ألفي رطل، ضد مخابئ عراقية محصنة، على ساحل الكويت. وقد دمرت مدفعين، من ستة مدافع عراقية، كانت تطلق نيرانها عبر الحدود السعودية.

    بلغ عدد الأسرى العراقيين، لدى قوات التحالف، حتى اليوم، 842 أسيراً، منهم 51 ضابطاً، وهم موجودون في المعسكرات السعودية.

البيانات العسكرية للقيادة المشتركة ومسرح العمليات

اُنظر البيانين العسكريين الرقمين (19) و(20).

 

البيانات العسكرية العراقية

    أعلن ناطق عسكري عراقي، أنه أمكن تدمير أكثر من 290 " هدفاً جوياً ".

    أعلن العراق، أن عدد القتلى في الصفوف العراقية، بلغ 90 جندياً، و428 من المدنيين، و650 جريحاً.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 75802
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 78
الموقع : الاردن

 يوميات حرب الخليج من 1/1/1991  الى 13/3/1991 Empty
مُساهمةموضوع: رد: يوميات حرب الخليج من 1/1/1991 الى 13/3/1991    يوميات حرب الخليج من 1/1/1991  الى 13/3/1991 Emptyالخميس 24 مارس 2016, 8:47 pm

إرشادات     مقترحات     البحث     معلومات     خط الزمن     الفهارس     الخرائط     الصور     الوثائق     الأقسام    

           
       
    مقاتل من الصحراء    
الصفحة الإولى الصفحة السابقة الصفحة التالية الصفحة الأخيرة   

الأربعاء 6 فبراير 1991

يوم 21 عمليات

الأحداث السياسية

    وصل نائب وزير الخارجية السوفيتي، ألكسندر بيلونوجوف، إلى طهران، قبل ساعات من وصول وزير الخارجية التركي إليها، لبحث الأفكار الإيرانية، الخاصة بالتوصل إلى تسوية سياسية لأزمة الخليج، بدلاً من الحرب الحالية. وصرح مصدر فرنسي، أن الرئيس الفرنسي، فرانسوا ميتران، مهتم بالموقف الإيراني.

    تسلم الرئيس المصري، حسني مبارك، رسالتين، من خادم الحرمين الشريفين وأمير الكويت، تتعلقان بالتطورات الأخيرة في حرب الخليج، وذلك خلال استقبال سيادته كلاًّ من الأمير سعود الفيصل، وزير الخارجية السعودي، والشيخ فهد الأحمد الصباح، وزير الدولة الكويتي للشؤون الخارجية.

    نفى وزير الثقافة والإعلام السوداني، عبدالله محمد أحمد، والمتحدث الرسمي باسم الحكومة السودانية، مجدداً، وجود منصات أو صواريخ أو طائرات عراقية، في السودان، بهدف قصف السد العالي.

    بعد 21 يوماً من بدء الحرب في الخليج، أعلن العراق قطع علاقاته الدبلوماسية بكل من الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا وفرنسا وإيطاليا ومصر والمملكة العربية السعودية. وسحبت كل دول التحالف، التي لها سفارات في بغداد، دبلوماسييها من العاصمة العراقية. واختار العراق هذه الدول الرئيسية في التحالف، الذي يضم 28 دولة، ولم يقطع العراق علاقاته بالمغرب، على الرغم من إرساله قوات مغربية إلى الخليج، في حين أن علاقات العراق مع سورية مقطوعة، منذ مطلع الثمانينيات، بسبب وقوفها مع إيران، في الحرب ضد العراق. كما لوحظ أن العراق، استثنى تركيا من قطع العلاقات، وقد يكون هذا بهدف تفادي تدهور العلاقات بأنقره.

    أكد وزير الخارجية السورية، فاروق الشرع، في لندن، أن دور قوات بلاده في حرب الخليج، هو دفاعي، وأنها لا تنوي التدخل في العمليات العسكرية، داخل الأراضي العراقية.

    وقع انفجار في العاصمة اليونانية، أثينا، بالقرب من موقع "سيتي بنك"، تبعه انفجاران آخران، أمام مقر الملحق العسكري الفرنسي، وفرع بنك " باركليز " البريطاني.

    في الرياض، وعدت وزارة الداخلية السعودية بمكافأة، مقدارها مليون ريال سعودي، لكل من يساعد السلطات، على إفشال أي عمل إرهابي.

    في ليما، فجّر مجهولان شحنة ناسفة، في فرع شركة أمن أمريكية، مما أدى إلى مصرع شخصٍ، في أسوأ اعتداء على المصالح الأمريكية، في بيرو، منذ نشوب حرب الخليج.

    فرّقت قوات الأمن الأردنية تظاهرة، ضمت 500 شخص، هاجمت شاحنات وبرادات، تنقل البضائع، السورية والتركية، عبر الأراضي الأردنية.

    اتهم العاهل الأردني، الملك حسين، في خطاب له، بثه التليفزيون الأردني، القوات المتحالفة، التي تقودها الولايات المتحدة الأمريكية، بقتل النساء والأطفال، ومحاولة تدمير البنية الأساسية للعراق. ودعا إلى عمل فوري، وجاد، لوقف النار، تمهيداً لإجراء حوار عراقي ـ أمريكي، وآخر عربي ـ عربي. كما انتقد الدول العربية، المشاركة في التحالف المناهض للعراق.

الأحداث العسكرية

    طلب الرئيس الأمريكي، جورج بوش، من كبار قادته، تقييم الأمور القائمة بمسرح العمليات، تمهيداً لتحديد موعد شن الهجوم البري، ومدى الحاجة إليه. وزاد الطيران من جهوده، لتحطيم قوات ودبابات وتحصينات الحرس الجمهوري العراقي، الذي يتعرض لضربات القاذفات (B-52)، كل ثلاث ساعات، بينما تتعرض القوات المحصّنة في الخنادق على الخطوط الأمامية، للقصف الجوي، كل ثلاث دقائق ونصف دقيقة.

    نفذت القوات الجوية للتحالف، اليوم، 2.300 طلعة. وقد وصل عدد الطلعات الجوية لقوات التحالف، منذ بدء الحملة الجوية، 49 ألف طلعة. نفذت منها القوات الجوية السعودية 3200 طلعة.

    تركز طائرات التحالف طلعاتها في الأهداف العراقية، على الساحل الكويتي، منفذة نحو 600 طلعة طائرة، تقريباً.

    يُخطَّط للطائرات القاذفة (B-52)، لقصف القوات العراقية، على الحدود الكويتية ـ السعودية. بينما تواصل الطائرات الأخرى ضرب الحرس الجمهوري، بالقنابل. وقد أفادت المصادر، أن هناك ما يناهز 26 فرقة مشاة عراقية، تضم كل منها 14 ألف رجل، محصنة خلف حواجز ضخمة، تمتد على ساحل مدينة الكويت، وعلى امتداد الحدود الكويتية ـ السعودية، إلى العراق.

    أسقط، صباح اليوم، أربع طائرات عراقية، منها اثنتان من نوع سوخوي ـ25 (Sukhoi SU-25)، واثنتان يحتمل أن تكونا ميج ـ 21 (MIG-21CA)، أثناء محاولتها الهرب إلى إيران، من قاعدة في شمال شرقي بغداد، ضمن مجموعة من 7 طائرات، تمكنت الثلاث الأخرى من الهبوط في إيران، وقد أسقطت الطائرات العراقية، بواسطة طائرات (F-15) الأمريكية.

    أطلقت طائرتان أمريكيتان، من نوع (F-15)، بعد ظهر اليوم، نيرانهما على طائرة عمودية عراقية جنوبي العراق، فإصاباتها بأضرار بالغة.

    هاجمت طائرة (A-6 I)، تابعة لمشاة البحرية الأمريكية، في هذه الليلة، زورق دورية عراقي وأغرقته. وهاجمت طائرة أخرى، نوع (A-6)، زورقاً عراقياً آخر، في المنطقة نفسها.

    قصف السلاح الجوي الكويتي، مواقع عسكرية عراقية مهمة، في الكويت، صباح اليوم. وعادت جميع الطائرات إلى قواعدها سالمة. وأوضح وزير الدفاع الكويتي، الشيخ نواف الأحمد، أن الطلعة الصباحية الأولى، شاركت فيها سبع طائرات، من نوع سكاي هوك (A-4 Skyhawk)، ونجحت في قصف مواقع كتيبة مدفعية، لقوات الاحتلال العراقية. بينما شاركت في الطلعة الثانية ثماني طائرات، من النوع نفسه، ونجحت في قصف بطاريات مدفعية لقوات العدو، وأوقعت فيها إصابات مباشرة.

    قصفت طائرات الحلفاء، من دون انقطاع، منذ الساعة الثامنة والنصف، حتى الساعة الثانية عشرة ظهراً، المدن العراقية الحدودية، خاصة مدن مندلي وزرباطة وبدرة العراقية. وكانت الطلعات الجوية مستمرة، طوال ليلة أمس، حتى صباح اليوم، ضد الأهداف نفسها. ودمرت الغارات الجوية جسر الجمهورية، على نهر دجلة، في بغداد؛ وأدت إصابة الجسر إلى اقتلاع جزء، طوله 50م، وإلى أحداث فجوتين كبيرتين، في جانب آخر من الجسر. وكان هذا الجسر نفسه قد أصيب، منذ نحو أسبوعين. وقد بلغ عدد الجسور، التي دمرتها الطائرات، حتى الآن، 43 جسراً.

    واجهت طائرات قوات التحالف، في أجواء العراق، أكثف نيران مضادة للطائرات، تواجهها منذ فترة طويلة. وقد شملت هذه النيران إطلاق عدد من صواريخ سام (SAM)، انفجر أحدها على مسافة نصف ميل من الطائرة، التي استطاعت تفاديه.

    لا تزال الولايات المتحدة الأمريكية، تقيم الأضرار، التي ألحقها القصف بالحرس الجمهوري، خاصة أن قاذفات (B-52)، تُغيُر، كل ثلاث ساعات، على هذه القوات، وتستهدف تدمير البنية اللوجستية، وخطوط التموين بشكل خاص.

    واصلت البارجة ميسوري (Missouri) ، لليوم الثالث، على التوالي، قصف المواقع العراقية، في الكويت، حيث دمرت خنادق حصينة، تأوي أسلحة مضادة للطائرات. وبلغ عدد القذائف، التي أطلقتها، 54 قذيفة، قبيل الليلة الماضية، على مواقع للرادار، ومواقع مدفعية. وعادت، مرة أخرى، لقصف الخنادق، اليوم، فدمرت ثلاثة منها، وألحقت أضراراً بالغة بأربعة خنادق أخرى.

    شاركت البارجة ويسكونسن (Wisconsin) ، بمدافعها العملاقة، في القتال، للمرة الأولى منذ الحرب الكورية. وبذلك تكون ثانية بارجة، بعد ميسوري (Missouri) ، تحمل مدافع عملاقة، تشارك في القصف. وقد أطلقت أكثر من 11 قذيفة، زنة كل منها 910 كجم، على بطارية مدفعية، جنوبي الكويت، ويعتقد أنها دمرتها تماماً.

    أفادت مصادر فرنسية، أن نتائج الغارات، حتى الآن، حققت تدمير كل القدرات النووية للعراق، و80% من الترسانة الكيماوية، وكل منصات صواريخ سكود (SCUD-B)، الثابتة، و80% من المنصات المتحركة.

    في الرياض، أعلن الناطق العسكري السعودي، العقيد أحمد الربيعان، أن 25 مليون نسخة، من 25 منشوراً مختلفاً، قد طُبِعَت، وهي تدعو القوات العراقية، في الكويت، إلى الاستسلام. وأن 14 مليون منشور، وُزّعت، فعلاً، أو أُسقِطَت على القوات العراقية. وقال إن عدد الأسرى العراقيين، لدى السعودية، بلغ 862 رجلاً، من بينهم 51 ضابطاً، إضافة إلى ستة جنود عراقيين، استسلموا إلى القوات المصرية، على الجبهة، يوم أمس، 5 فبراير، إضافة إلى 17 عراقياً، منهم ضابطان، استسلموا، مساء يوم أمس، كذلك، إلى القوات الأمريكية.

البيانات العسكرية للقيادة المشتركة ومسرح العمليات

اُنظر البيانين العسكريين الرقمين (20) و(21).


الصفحة الإولى الصفحة السابقة الصفحة التالية الصفحة الأخيرة   



   

الخميس 7 فبراير 1991

يوم 22 عمليات

الأحداث السياسية

    أكد وزير الخارجية المصري، الدكتور عصمت عبدالمجيد، أن وزارة الخارجية، طلبت من السفير العراقي، وأعضاء السفارة العراقية والمكاتب التابعة لها، مغادرة البلاد، في ضوء ما أعلنه العراق من قطع العلاقات بمصر، وعدد من دول التحالف.

    أعلن الرئيس الفرنسي، فرانسوا ميتران، أن هجوماً برياً، من جانب القوات المتحالفة، على القوات العراقية، هو أمر حتمي. وأنه سيبدأ في الأيام المقبلة، أو ربما بعد ذلك بقليل، وعلى أي حال، فإنه سيحدث، هذا الشهر".

    نجا أعضاء الحكومة البريطانية، من هجوم بقذائف الهاون، استهدف مقر رئاسة الوزراء، في "10 داوننج ستريت "، أثناء انعقاد مجلس الحرب. وحمّل وزير الداخلية البريطاني، كينيث بيكر (Kenneth Baker)، الجيش الجمهوري الأيرلندي، مسؤولية الحادث، مستبعداً أي علاقة به لجهات عربية، ناقمة على سياسة بريطانيا في الخليج.

    في واشنطن، أكد الرئيس الأمريكي، جورج بوش، أن الحرب في الخليج، لن تتوقف حتى يبدأ الرئيس العراقي، صدام حسين، انسحاباً صادقاً، من جانب واحد. وأضاف أنه غير مهتم بوقف إطلاق النار، في النزاع، إذا لم يتحقق ذلك.

    فرّق رجال الشرطة المصرية مسيرة مصرية، معادية لحرب الخليج، اشترك فيها زعماء المعارضة، كانت تعتزم التوجه من مقر حزب العمل الاشتراكي، إلى القصر الجمهوري، في عابدين.

    حذرت الولايات المتحدة الأمريكية، النظام العراقي، تحذيراً شديداً من استخدام الأسلحة الكيماوية. في تصريح لوزير الخارجية الأمريكي، جيمس بيكر، أن الرد النووي، في هذه الحالة، سيكون من الخيارات المطروحة.

    أيدت الولايات المتحدة الأمريكية، اقتراح الرئيس المصري، حسني مبارك، حسبان الشرق الأوسط منطقة خالية من السلاح النووي.

الأحداث العسكرية

    بدأ التحضير لمرحلة الهجوم البري، بعد أن تقرر زيارة وزير الدفاع الأمريكي، ديك تشيني، ورئيس هيئة الأركان المشتركة الأمريكية، الجنرال كولين باول، إلى المملكة العربية السعودية، لبحث الخطوة التالية، التي تنفذها قوات التحالف، في عملية تحرير الكويت. وقال وزير الدفاع الأمريكي، إن المهمة، التي يعتزم النهوض بها، مع رئيس هيئة الأركان الأمريكية، في المملكة، بداية من يوم الغد ( الجمعة )، هي التشاور في ما ستكون عليه الخطوات المقبلة في الحرب، مع القادة العسكريين، وفي مقدمتهم قائد القوات المركزية الأمريكية، الجنرال نورمان شوارتزكوف. وقال إن الإدارة، ليست متعجلة في شن الحرب البرية، حتى لا تتكبد خسائر غير ضرورية، لتحقيق الأهداف.

    شنت طائرات قوات التحالف، غارات على أهداف، في وسط بغداد، مستهدفة قصف جسور أخرى، على نهر دجلة. كما ضرب جسر الجمهورية، ثانية، بعد أن كان قد دمر جزئياً، في غارة أمس.

    تعرض العديد من المدن، بينها البصرة والفاو والناصرية وأبو الخصيب والزبير، جنوب شرقي العراق، للقصف الجوي، إذ كانت هدفاً لأحد عشر صاروخ كروز (Cruise)، وغارات جوية، من طيران قوات التحالف. وشعر بالانفجارات، في مدن عبدان وخورشهر، على الضفة الشرقية من شط العرب، ومدينة صالح أباد، والقرى المجاورة، الواقعة على الحدود العراقية ـ الإيرانية. كذلك، قصفت مدينتا زرباطة وطعان، الواقعتان شرقي العراق، على الحدود مع إيران، بطريقة مكثفة.

    شرعت البارجة الأمريكية، ويسكونسن (Wisconsin)، منذ فجر اليوم، تقصف بطارية مدفعية عراقية، في جنوبي الكويت، إذ أطلقت إحدى عشرة قذيفة، من مدافعها، عيار 16 بوصة، ونتج من القصف تدمير البطارية العراقية. وتتداول البارجة ويسكونسن والبارجة ميسوري (Missouri)، القصف، شمال الخليج، تمهيداً للهجوم البري.

    في الدوحة، أعلنت القيادة العامة للقوات المسلحة القطرية، أن القوات الجوية القطرية، استمرت في طلعاتها العسكرية، على الأهداف المحددة لها، داخل الكويت، ضمن عملية " عاصفة الصحراء "، لتحرير الكويت.

    قصفت 10 طائرات سكاي هوك (A-4 Skyhawk)، و4 طائرات ميراج (Mirage)، كويتية، كتيبة مدفعية عراقية، منتشرة، في الكويت. كما قصفت، في طلعة ثانية، مواقع كتيبة مدفعية ومضادات أرضية.

    قصفت الطائرات الفرنسية بطاريات مدفعية عراقية، في الكويت. ونفذت طائرات، من نوعي جاجوار (Jaguar)، و ميراج (Mirage F-1 CR)، تغطيها طائرات اعتراضية، من نوع ميراج ـ 2000 (Mirage-2000)، غارتين على مواقع للمدفعية العراقية، في الكويت.

    أسقطت طائرتان أمريكيتان، من نوع (F-15)، طائرتين عراقيتين، من نوع سوخوي ـ 22 (Sukhoi-22). وربما أسقطت طائرة ثالثة، أثناء هربها إلى إيران، اليوم.

    أسقطت طائرتان، من نوع (F-15) أمريكيتان، طائرتين عراقيتين، من نوع (TU-22)، قاذفتين، صباح اليوم.

    أكدت المصادر الأمريكية، أن الطائرات المتحالفة، أسقطت ما لا يقل عن 33 طائرة عراقية، في الجو، وثلاث طائرات عمودية، منذ اندلاع حرب الخليج. كما أسقطت طائرتين عموديتين، أمس، وطائرة عمودية، اليوم. وأفادت الإحصائيات الأخيرة للطائرات العراقية، التي لجأت إلى إيران، أنها بلغت 134 طائرة، منها 109 طائرات مقاتلة، و25 طائرة نقل.

    فقدت القوات الأمريكية طائرة هورنيت (Hornet F-18)، تابعة للبحرية الأمريكية، فوق الجزء الشمالي من الخليج، وهي في طريق عودتها إلى حاملة الطائرات، المتمركزة عليها، بعد تنفيذ مهمتها فوق العراق. ولم تظهر أي علامة على أنها أصيبت بنيران المدافع العراقية، المضادة للطائرات.

    بلغ مجموع عدد الطلعات، منذ بدء الحرب، 52 ألف طلعة، نفِّذ منها 2600 طلعة، في آخر 24 ساعة، منها 600 طلعة، في جنوبي مسرح العمليات الكويتي. وقد نفذت القوات السعودية، من مجموع الطلعات، 3400 طلعة، والكويتية 277، والبحرينية 112 طلعة.

    تعمد القوات العراقية، حالياً، إلى إشعال النيران في عدد من آبار النفط الكويتية، في حقل الوفرة، في المنطقة المحايدة، غربي الكويت. وقد غطت أعمدة الدخان سماء الكويت؛ وذلك بهدف خلق غطاء من الدخان، لعرقلة أعمال طيران التحالف، ضد القوات والأهداف العراقية، في الكويت.

    قال قائد القوات البريطانية في مسرح العمليات، الجنرال بيتر دي لابليير: " أعتقد أن الحرب البرية، لا يمكن تفاديها؛ فلا يوجد ما يشير إلى أن الجيش العراقي، يوشك أن ينهار، في المستقبل المباشر ".

    أعلنت إيران، أن ست طائرات عراقية، تحطمت لدى محاولتها الهبوط، وأن طائرة سابعة، استطاعت الهبوط بسلام.

    شهدت مدينة الخفجي قصفاً مدفعياً متبادلاً، بين مواقع القوات السعودية ومشاة البحرية، من ناحية، ومواقع القوات العراقية. كما قبض على 28 عسكرياً عراقياً، مختبئين في أحد المنازل، داخل مدينة الخفجي، وضبط معهم أسلحة، مصدرها الأردن. كذلك، قبض على ضابطين عراقيين، وجد معهما آلة تصوير، والواضح أنها كانت عملية استطلاع في المنطقة. وقد استمر الجنود السعوديون يمشطون منازل المدينة، بحثاً عن جنود عراقيين آخرين، قد يكونون مختبئين فيها.

    استسلم، مساء اليوم، سبعة أفراد من القوات العراقية، إلى القوات المصرية.

    صرح مصدر عسكري مصري مسؤول، أن القوات المصرية، في المملكة العربية السعودية، استقبلت، منذ بدء العمليات، 41 فرداً من العسكريين العراقيين، بأسلحتهم، وبادرت إلى تسليمهم للسلطات السعودية.

البيانات العسكرية للقيادة المشتركة ومسرح العمليات

اُنظر البيانين العسكريين الرقمين (21) و(22).




الجمعة 8 فبراير 1991

يوم 23 عمليات

الأحداث السياسية

    ذكر مصدر أمريكي، أن الرئيس الأمريكي، جورج بوش، لن يكتفي بالتطورات العسكرية، وحدها، في تحرير الكويت، بل إن مجموعة أخرى من العوامل، سيأخذها في حسبانه، عند اتخاذ قراره.

    بدأ وزير الدفاع الأمريكي، ديك تشيني ، ورئيس هيئة الأركان المشتركة الأمريكية، الجنرال كولين باول، محادثاتهما، في المملكة العربية السعودية، تمهيداً لتقديم تقرير إلى الرئيس الأمريكي، جورج بوش، في شأن احتمال شن الحرب البرية، لإخراج القوات العراقية من الكويت.

    زار وزير الدفاع الأمريكي، ديك تشيني ، ورئيس هيئة الأركان المشتركة الأمريكية، الجنرال كولين باول، قاعدة جوية، في غربي المملكة العربية السعودية، تتمركز فيها طائرات، من نوع (F-111) . وصرح تشيني، في لقائه الطيارين الأمريكيين، أن الحلفاء، يأملون أن تنتهي حرب تحرير الكويت، في أسرع وقت ممكن. وقال إن الهجوم البري، يتطلب إضعاف الجيش العراقي، من خلال مواصلة الضربات الجوية.

    شهدت العلاقات الأردنية ـ الأمريكية تدهوراً، بعد خطاب العاهل الأردني، الملك حسين، الذي وصف الحرب بأنها " غير عادلة ". وقال الرئيس الأمريكي، جورج بوش: " إن هناك قلقاً، حيال ما يبدو أنه تحول في الموقف الأردني؛ ونحن قلقون من هذا التحول ". وأضاف أن الأردن، " انتقل إلى معسكر صدام حسين، عملياً ".

    نفى رئيس الديوان الملكي الأردني، الشريف زيد بن شاكر، ما أذيع من أن الأردن، ينوي قطع علاقاته بالولايات المتحدة الأمريكية. ووصف هذه الأنباء بأنها "جزء من حملة التضليل، التي تستهدف الأردن".

    أعلن وزير الخارجية الهولندي، هانس فان دن بروك (Hans Van den Broek)، ووزير الدفاع الهولندي، يان برونك، أن هولندا ستمنح إسرائيل ثماني منصات لإطلاق صواريخ أرض ـ جــو، من نوع باتريوت (Patriot)، لمواجهة التهديد من صواريخ سكود (SCUD-B) العراقية. وسترسل هولندا، كذلك، 25 خبيراً، لتشغيل المنصات.

    استنكر الرئيس الليبي، العقيد معمر القذافي، في رسالة، وجهها إلى الأمين العام للأمم المتحدة، خافيير بيريز دى كويلار، تدفق المساعدات الغربية إلى إسرائيل، من دعم، مالي وعسكري، بشكل، يهدد الأمن والسلام الدوليين.

    طالب العراق منظمة الأمم المتحدة، بنشر ملاحظات، دُوَّنت أثناء اجتماع الرئيس العراقي، صدام حسين، والأمين العام للأمم المتحدة، خافيير بيريز دى كويلار، كوثيقة رسمية. وقالت مصادر في الأمم المتحدة، إن الوثيقة، تنقل عن الرئيس العراقي، قوله، إن الولايات المتحدة تسيطر على الأمم المتحدة، وإن بيريز دى كويلار، رد على ذلك، بقوله: "إنها لا تسيطر علي أنا". كما اتفق دى كويلار، في مقطع آخر، مع الرئيس العراقي، على أن الولايات المتحدة خالفت اتفاقيتها مع الأمم المتحدة، حينما رفضت السماح لطائرة وزير الخارجية العراقي، طارق عزيز، بالهبوط في نيويورك، ليلقي كلمة أمام الجمعية العامة، في أكتوبر الماضي.

    ذكـر الرئيس الفرنسي، فرانسوا ميتران، أنه يتوقع أن تنتهي حرب الخليج في موعــد، لا يتعدى الربيع. وطالب الشعب بالتأهب للمعركة البرية المقبلة، بشجاعة. وأوضح ميتران أنه لو استخدم العراق الأسلحة الكيماوية، فإن فرنسا لن ترد باستخدامها، لأن المواثيق الدولية، تحرم استخدامها.

    كشفت التحقيقات، التي أجرتها سلطات الأمن المصرية، في القاهرة، أسرار المخطط الإرهابي العراقي، ضد أمن مصر، والذي يشرف عليه الرئيس العراقي، وأجهزة استخباراته، بالتعاون مع مجموعتي أبو نضال، والجهاد الإسلامي، التي يقودها، من الأردن، أسعد التميمي. ويستهدف المخطط خلق حالة من التوتر، على حدود مصر الشرقية، وجرها إلى اشتباكات مع إسرائيل. كما يستهدف اغتيال عدد من القيادات السياسية البارزة، إضافة إلى شن عدد من الهجمات على المنشآت المهمة، منها سفارات الولايات المتحدة الأمريكية والمملكة العربية السعودية والكويت، في القاهرة.

الأحداث العسكرية

    وصل وزير الدفاع الأمريكي، ديك تشيني، ورئيس هيئة الأركان المشتركة الأمريكية، الجنرال كولين باول، إلى المملكة العربية السعودية، لمناقشة الخطوة التالية من الحرب. وفي زيارتهما إحدى القواعد، في غربي المملكة، التي تتمركز فيها طائرات (F-111)، قال تشيني لأعضاء جناح المقاتلات التكتيكي الثامن والأربعين، إنهم يعملون في إطار حملة جوية، حققت نجاحاً بالغاً. وأضاف: " أنتم في قلب وروح أضخم وأنجح عملية جوية، في تاريخ العالم ".

    أعلن صاحب السمو الملكي، الفريق الركن الأمير خالد بن سلطان بن عبدالعزيز، قائد القوات المشتركة ومسرح العمليات، في مؤتمر صحفي، عقده في الرياض: " إن حرب الخليج، ستنتهي بتحرير الكويت ". وأنه لا نية لدى قواته في " دخول العراق أو غيره ". كما أكد " أن القوات الأمريكية، ستنسحب من المنطقة، بعد تحرير الكويت. وأن مستقبل المنطقة سيخطط له قادة المنطقة ". وأشار إلى أن 418 عراقياً، استسلموا إلى القوات السعودية، بين الثالث من أغسطس 1990 والسابع عشر من يناير 1991، وأن المملكة العربية السعودية، تعدهم " لاجئين عسكريين "، لا أسرى. وقال الفريق الركن خالد بن سلطان بن عبدالعزيز، قائد القوات المشتركة ومسرح العمليات: " إن عدد الأسرى، منذ بداية الحرب، بلغ 936 أسيراً، علماً بأن عددهم يزداد، يومياً ". وكشف النقاب عن وجود " فرقة إعدام "، بين القوات العراقية المرابطة على الجبهة، مهمتها إطلاق النار على كل جندي، يحاول الانضمام إلى القوات الحليفة. وذكر أن الجنود العراقيين، الذين استسلموا، قالوا إن " فرقة الإعدام "، المتمركزة بين حدود الكويت والعراق، تحول دون لجوء العديد من القوات العراقية إلى صفوف قوات التحالف، إضافة إلى الدفاعات العراقية المعقدة، التي أقيمت تحسباً لهجوم بري، تشنه قوات التحالف. وأوضح " أن حرب تحرير الكويت، تسير وفق المخطط الموضوع، وأنها أعطت نتائج جيدة، حتى الآن، فقوات التحالف تسيطر على الأجواء تماماً، وقد نفذت أكثر من 45 ألف طلعة ".

    قالت مصادر عسكرية أمريكية: " نحن، الآن، في اليوم الثالث والعشرين من الحملة الشاملة. ولكننا لسنا إلا في اليوم الخامس عشر أو السادس عشر، من ناحية ما نبغي تحقيقه في الحرب الجوية. وإن الحالة الجوية، اضطرت الطيارين إلى إلغاء أكثر من نصف غارات القصف الجوي. اليومي، على أهداف ذات أولوية. لقد كان للأحوال الجوية أثر في كل شيء حاولنا عمله "، وقد أفادت مصادر أخرى، أن سبب التأخير، هو تحول القدرات الجوية إلى ملاحقة منصات إطلاق صواريخ سكود (SCUD-B).

    صرح وزير الدفاع البريطاني، توم كنج، أن الحرب أدت إلى تدمير ما بين 15 و20% من القوات العراقية. وذكر أن قوات التحالف ستنتظر إلى أن يدمَّر ما يقرب من نصف الجيش العراقي، قبل شن الهجوم البري. وصرح، كذلك، في مؤتمر صحفي، عقده في لندن، أنه أمكن تدمير أكثر من 600 دبابة عراقية، من أصل 4500 دبابة؛ و400 قطعة مدفعية، من مجموع 3200 قطعة، يحتفظ بها العراق، في الكويت وجنوبي العراق، منذ بدء عملية "عاصفة الصحراء". وأضاف أنه قد دمِّرت المصانع، الكيماوية والجرثومية والنووية، العراقية، ونصف قدرة العراق على تكرير النفط، و70% من قدراته على الإنتاج.

    بلغ مجموع عدد الطلعات الجوية للتحالف، منذ بدء الحرب، 54 ألف طلعة، تنفذ منها 2500 طلعة، في آخر 24 ساعة. وقد نفذت القوات السعودية، من مجموع الطلعات، 3700 طلعة.

    وُزِّع المجهود الجوي، اليوم، على الأهداف العراقية، على أساس 150 طلعة على مواقع الحرس الجمهوري، و600 طلعة أخرى على أهداف إستراتيجية، داخل مسرح العمليات، في الكويت، بإجمالي 750 طلعة، تمثل 30% من مجموع عدد الطلعات، التي نفذت خلال اليوم، والتي بلغت 2500 طلعة.

    بلغ إجمالي عدد الطائرات العراقية، التي أسقطتها القوات المتحالفة، في المعارك الجوية، 75 طائرة، منها 3 طائرات عمودية.

    قصفت طائرتان، تابعتان لمشاة البحرية الأمريكية، من نوع (Intruder A-6I)، موقع مدفعية عراقياً، في المنطقة قرب حقل نفط "أم قدير".

    شنت الطائرات الفرنسية، من نوع ميراج (Mirage F-1 CR)، غارتين على أهداف عراقية. الأولى ضد التحصينات العراقية، جنوبي العراق، بالقرب من البصرة، ومطار بالقرب من المدينة. والثانية ضد وحدات مدفعية عراقية، في الكويت.

    شن الطيران الكويتي، اليوم، غارتين ناجحتين، على مواقع للجيش العراقي، في الكويت، بواسطة 11 طائرة "ميراج" و" سكاي هوك "، قصفت مواقع كتيبة مدفعية، على الحدود الجنوبية للكويت.

    شنت طائرات التحالف هجوماً جوياً جديداً، على المواقع العراقية، في جزيرة فيلكا الكويتية.

    دَمَّرت الطائرات البريطانية، اليوم، جسور الناصرية الثلاثة، فوق نهر الفرات. وهي جسور رئيسية، بالنسبة إلى العسكريين والمدنيين، على حد سواء. كما أغارت على معامل تكرير النفط، في غربي العراق. وهاجمت مستودعين لتكرير النفط، في شرقي العراق.

    شنت طائرات الجاجوار (Jaguar) البريطانية ـ الفرنسية الصنع، هجوماً بالقنابل، زنة ألف رطل، على بعض مواقع المدفعية العراقية، من نوع (M-64)، وعلى بعض مراكز القيادة، وبعض مواقع قوات الحرس الجمهوري.

    أعلن المتحدث الرسمي باسم القوات الأمريكية، في الرياض، الميجور جنرال روبرت جونستون، أن القصف مستمر للجسور، ووحدات الحرس الجمهوري العراقي. وقد أمكن تدمير 52 جسراً، وهو ما يعادل ثلث الجسور الموجودة.

    نجحت، خلال اليوم، 13 طائرة عراقية، في الفرار إلى إيران. وأصبح عدد الطائرات العراقية الهاربة إليها 147 طائرة، منها 121 طائرة مقاتلة، من أفضل الأنواع، التي يمتلكها العراق.

    شكك القائد البحري الأمريكي، ستانلي أرثر، في حياد إيران. وقال إن الطائرات العراقية، في إيران، تهدد أسطول الحلفاء، في الخليج. ورأى أن هذه الطائرات، تشكل خطراً أكبر، من الأخطار الموجودة داخل العراق.

    تشير المعلومات إلى أن الطيارين، الذين هبطوا في إيران، بطائراتهم، كانوا، في الواقع، منشقين على السلاح الجوي العراقي. وقد حاولوا قصف قصر الرئيس العراقي، صدام حسين، بالقنابل، قبل أن يتجهوا إلى إيران.

    أعلن ناطق عسكري سعودي، أن صاروخاً عراقياً آخر، من نوع سكود (SCUD-B)، أطلق على الرياض، في الساعة ( 48: 1 ) صباح اليوم. وأن صواريخ باتريوت (Patriot)، تصدت له، وأسقطته، من دون خسائر أو أضرار. وقد بلغ عدد الصواريخ، التي أطلقت على المملكة العربية السعودية، منذ بدء الحرب الجوية وحتى اليوم، 29 صاروخاً.

    ذكرت مصادر عسكرية أمريكية، أن القاذفات المقاتلة الأمريكية، تمكنت من تدمير المنصة العراقية لإطلاق صواريخ سكود (SCUD-B)، التي أُطلق منها صاروخ على الرياض، فجر اليوم.

    أكدت المصادر الأمريكية، أن الطائرات الأمريكية المقاتلة، تمكنت من مهاجمة وإصابة ثلاث منصات أخرى، لإطلاق صواريخ سكود (SCUD-B)، غربي العراق، وهي المنطقة، التي تُطْلَق منها الصواريخ العراقية على إسرائيل.

    في الساعة 11، من مساء اليوم، قصفت طائرات عمودية، تابعة للجيش الأمريكي، موقع رادار متحركاً، ودمرته، داخل العراق. كما هاجمت الطائرات العمودية أباتشي (AH-64 Apache)، دورية عراقية، متقدمة نحو موقع الرادار.

    هاجمت طائرة عمودية بريطانية، من نوع (Westland Lynx)، زورق دورية عراقياً، وأغرقته، قرب مرفأ الفنطاس الكويتي. وكانت الطائرة العمودية، التابعة للسفينة البريطانية " كارديف "، تجوب الساحل الكويتي، عندما اكتشفت زورق الدورية العراقي، على مسافة 15 ميلاً من الساحل، فأطلقت عليه صاروخاً، من نوع (Sea Skua) جو/ بحر، فأنفجر.

    ألحقت البحرية الأمريكية أضراراً جسيمة، بزورق عراقي سريع، يحمل صواريخ، من نوع (Exocet)، كان في دورية.

    انضمت البارجة ويسكونسن (Wisconsin)، إلى البارجة ميسوري (Missouri)، في قصف بطاريات المدفعية العراقية وتحصيناتها، على الساحل الجنوبي للكويت، ولإعداد مسرح العمليات للإنزال البحري. فقد أطلقت البارجة " ويسكونسن "، الساعة ( 30 : 1 )، صباح اليوم، وللمرة الثانية، على التوالي، 74 قذيفة، على هدفين، أحدهما مرسى عراقي، في الكويت، فيه 13 زورق دورية، فدمِّر ثمانية منها تدميراً كاملاً، وخمسة تدميراً جزئياً، والهدف الآخر لم تحدد خسائره.

    بدأ العراق بتحريك قواته المدرعة، ووحدات مدفعية، إلى أماكن قريبة من الكويت، طلباً للحماية من القصف الجوي المستمر، الذي فاقت طلعاته 54 ألف طلعة.

    عمدت القوات البرية للتحالف إلى تدمير شاحنة عراقية، وموقعين للمشاة، في مناطق مختلفة على طول الحدود.

    وقعت مناوشات برية على الحدود الكويتية ـ السعودية، بين بعض المواقع العراقية ومشاة البحرية الأمريكية، قصف خلالها مشاة البحرية المواقع العراقية، إضافة إلى مركز قيادة، قرب الحدود.

    نحو الساعة السادسة، مساء اليوم، حاولت قوة استطلاع عراقية صغيرة، مكونة من 6 عربات الهجوم، في اتجاه الحدود الشمالية السعودية ـ الكويتية، فاشتبكت معها المدفعية، التابعة للحرس الوطني السعودي، ودمرت منها عربتين، وفرت الأربع الأخرى.

    نحو الساعة التاسعة، من مساء اليوم، فتحت قوة عراقية، كانت تحتل مركزاً حدودياً كويتياً، في منطقة النويصيب، نيرانها على القوات السعودية. ولقد تمكنت المدفعية السعودية من الرد على النيران بالمثل، فأصيب المركز الحدودي، واشتعلت فيه النيران.

    صرح متحدث باسم وزارة الدفاع الفرنسية، أنه وضع بعض الوحدات الأمريكية تحت قيادة القوات الفرنسية، استعداداً للهجوم البري، الذي سيقع قريباً.

    صرح قائد القوات المركزية الأمريكية، الجنرال نورمان شوارتزكوف، أنه تلقى معلومات، تفيد بأن الطيارين العراقيين، حاولوا قصف الرئيس العراقي، صدام حسين، بالقنابل، في مقره، في القصر الجمهوري.

    أستسلم اليوم، إلى أحد المراكز، التابعة لسلاح الحدود السعودي، ثلاثة عسكريين عراقيين. كما استسلم، صباح اليوم، 11 عسكرياً آخرون، إلى القوات المصرية. وبلغ مجموع أسرى الحرب، من العراقيين، منذ بدء "عاصفة الصحراء"، 936 أسيراً.

البيانات العسكرية للقيادة المشتركة ومسرح العمليات

اُنظر البيانين العسكريين الرقمين (22) و(23).

البيانات العسكرية العراقية

    أعلن ناطق عسكري عراقي، أن 50 عراقياً من المدنيين، قتلوا، وجرح أكثر من 100 مدني آخر، نتيجة للقنابل، التي ألقتها طائرات الحلفاء على جسور الناصرية، اليوم، (8 فبراير). وبذلك، يصل مجموع الخسائر العراقية إلى 597 من القتلى المدنيين و600 من الجرحى و90 جندي من القتلى.

    أعلن العراق، أنه أصاب أكثر من 290 " هدفاً جوياً " للحلفاء.




السبت 9 فبراير 1991

يوم 24 عمليات

الأحداث السياسية

    أكد وزير الخارجية البريطاني، دوجلاس هيرد، أثناء زيارته إلى القاهرة، ومحادثاته مع الرئيس المصري، حسني مبارك، أن قوات التحالف، لا تسعى إلى تغيير حدود العراق؛ وأن الترتيبات الأمنية، هي مسؤولية الدول العربية، وحدها. وأستبعد من هذه الترتيبات إيران وتركيا. ودعا إلى مفاوضات بين العرب وإسرائيل، " من أجل استقرار المنطقة ". وغادر هيرد، في طريقه إلى المملكة العربية السعودية.

    وصل إلى طهرن، فجأة، نائب رئيس الوزراء العراقي، سعدون حمادي، حاملاً رد الرئيس العراقي، صدام حسين، على مبادرة السلام، التي طرحها الرئيس الإيراني، علي أكبر هاشمي رفسنجاني. وكان الدكتور حمادي زار طهران، قبل أسبوع، وكلّفه رفسنجاني، في ختام الزيارة، بنقل رسالة إلى الرئيس العراقي، وقال الرئيس الإيراني، إنها تحتوي على صيغة سلام، لم تكشف بنودها.

    وجّه الرئيس السوفيتي، ميخائيل جورباتشوف، نداء إلى الرئيس العراقي، صدام حسين، دعاه فيه إلى أن يكون " واقعياً ". وأعلن أنه سيوفد ممثلاً شخصياً إلى بغداد.

الأحداث العسكرية

    أكد القائد العام للقوات المسلحة المصرية، ووزير الدفاع والإنتاج الحربي، الفريق الأول يوسف صبري أبو طالب، أنه لا يوجد على أراضي السودان، أو أي دولة قريبة، ما يمكن أن يهدد أمن مصر، عسكرياً. وقال إن القوات المصرية، ترصد كل التحركات، وقادرة على الدفاع عن الأراضي المصرية، وضد أي اعتداء عليها، أو على منشآتها الحيوية.

    أجرى وزير الدفاع الأمريكي، ديك تشيني ، ورئيس هيئة الأركان المشتركة الأمريكية، الجنرال كولين باول، مناقشات مع كبار القادة العسكريين، في المملكة العربية السعودية، استغرقت تسع ساعات، لتحديد كيفية الحرب البرية وتوقيتها. ثم قابل تشيني وباول خادم الحرمين الشريفين، الملك فهد بن عبدالعزيز، الذي تلقى، كذلك، مكالمة هاتفية من الرئيس المصري، حسني مبارك، حول سير العمليات العسكرية.

    أقلعت من قاعدة " فيرفورد " الجوية، في غربي بريطانيا،، للمرة الأولى، خمس قاذفات قنابل أمريكية عملاقة، من نوع (B-52)، في طريقها إلى العراق، لتوجيه ضرباتها ضد أهدافها، في العراق والكويت المحتلة.

    وافقت الحكومة الإيطالية على طلب من القوات الدولية المتحالفة في الخليج، من أجل استخدام مطار " مابينا "، في ميلانو، كقاعدة للطائرات، للتزود بالوقود.

    أطلق العراق صاروخاً، من نوع سكود (SCUD-B)، على منطقة سكنية، في تل أبيب. وقد اعترض صاروخان، من نوع باتريوت (Patriot) ، الصاروخ العراقي، الذي تناثر حطامه، مما أدى إلى بعض الدمار، وإصابة 25 شخصاً بجراح، بينهم اثنان جراحهما متوسطة، بينما أصيب الباقون بجراح طفيفة. وهو الصاروخ العراقي الرقم 31، الذي يسقط على وسط إسرائيل، منذ بدء الحرب الجوية. وكانت خسائر كل الهجمات الصاروخية على إسرائيل، حتى الآن، مصرع شخصين، على الأقل، وإصابة نحو 200 بجروح.

    قررت هولندا تزويد إسرائيل بثلاث بطاريات صواريخ باتريوت (Patriot)، الأمريكية، المضادة للصواريخ، بهدف حماية الأجواء الإسرائيلية.

    صرح مصدر عسكري مصري مسؤول، أن سبعة عشر من العسكريين العراقيين، من بينهم ضابطان برتبة نقيب، قد استسلموا، بأسلحتهم، إلى القوات المسلحة المصرية، الموجودة بالمملكة العربية السعودية.

    صرح المتحدث العسكري السعودي، أن ستة عشر من العسكريين العراقيين، من مختلف الرتب، قد استسلموا، بأسلحتهم، إلى إحدى وحدات القوات البرية السعودية.

    عقد وزير الدفاع الأمريكي، ديك تشيني ، ورئيس هيئة الأركان المشتركة الأمريكية، الجنرال كولين باول، سلسلة اجتماعات متتالية، مع قائد القوات المركزية الأمريكية، الجنرال نورمان شوارتزكوف، لتحديد موعد بداية الهجوم البري.

    نفذت القوات المتحالفة، حتى الآن، 57 ألف طلعة. اضطلعت القوات الجوية السعودية منها بما يزيد على 3700 طلعة، والقوات الكويتية بـ 330 طلعة، والقوات القطرية بـ 21 طلعة، والقوات البحرينية بـ 126 طلعة.

    بدأ طيران التحالف بوضع غطاء دائم، من طائرات (F-15)، على طول الحدود العراقية ـ الإيرانية، بهدف تدمير أي طائرة، تقلع من مطارات العراق، متجهة إلى إيران.

    أفادت مصادر عسكرية أمريكية، أنه تأكد تدمير 750 دبابة عراقية، من مجموع 4500 دبابة، وأكثر من 650 قطعة مدفعية، من مجموع 3200 مدفع، إضافة إلى أكثر من 600 ناقلة جند مدرعة، من مجموع 4 آلاف ناقلة، وما يراوح بين 10 و15 ألف قتيل وجريح، بواسطة طيران التحالف.

    قصفت طائرة قاذفة، من نوع (A-6)، تابعة للبحرية الأمريكية، موقع صواريـخ (Silkworm HY-2) عراقياً، في ميناء عبدالله، ودمرت ثلاثة قواذف، وآلية مراقبة وتحكّم.

    تمكنت طائرات التحالف، القائمة بدوريات في أجواء الجزء الغربي من العراق، من قصف قواعد الصواريخ العراقية، من نوع سكود (SCUD-B)، ودمرت طائرات أمريكية، من نوع (F-15)، إحدى القواعد المتحركة لصواريخ " سكود ".

    شنت 15 طائرة كويتية، ضربات مباشرة لموقعين عسكريين عراقيين مهمين، في منطقة الأحمدي، وغرب المناقيش الكويتية، يضمان كتائب مدفعية.

    شنت الطائرات الفرنسية من نوع جاجوار (Jaguar)، هجومين على وحدتين للمدفعية العراقية، المتمركزة جنوب الكويت. كما قصفت ثلاثة مخابئ محصنة للطائرات، في إحدى القواعد الجوية العراقية.

    شنت الطائرات الأمريكية، التابعة لحاملة الطائرات (Midway)، هجوماً على زورق دورية عراقي، من نوع " زوك "، وأشعلت فيه النيران.

    شنت طائرات دول التحالف غارات جوية، على البصرة وضواحيها، بدأت الساعة 7.20  صباحاً ، اليوم، بالتوقيت المحلي. واستمرت كل غارة عشر دقائق، وكان يسمع دوي الانفجارات لمدة ساعتين ونصف بعد ذلك، في مدينة خورمشهر، التي تبعد عن البصـرة 40 كم. وعلاوة على ذلك تعرضت بلدات أخرى، منها " الفاو والناصرية وأبو الخصيب والزبير " في جنوب العراق، لقصف كثيف في الفترة نفسها.

    أعلن المتحدث العسكري السعودي، أنه في الساعة ( 10: 5 ) من مساء اليوم، سقطت طائرة من نوع (F-18)، تابعة لمشاة البحرية الأمريكية، وقد قفز قائدها بالمظلة، ويعتقد أنه أُسر من قبل القوات العراقية.

    واصل الطيران البريطاني هجماته الجوية، حيث قصفت الطائرات من نوع تورنيدو (Tornado)، مواقع لتخزين الوقود، وجسرين، ومنصة إطلاق صواريخ سام (SAM)، المضادة للطائرات.

    أعلنت مصادر عسكرية بريطانية، أن القوات البريطانية في الخليج عززت أسطولها البحري في الخليج، وأصبح عدد القطع البحرية البريطانية فيه الآن 25 سفينة، وقد جاءت هذه الخطوة بعد أن حققت القوات المتحالفة السيادة الجوية والبحرية على الأسطول البحري العراقي؛ الذي تعرضت معظم قطعه للدمار.

    مع لجوء 13 طائرة عراقية إلى إيران أمس، ارتفع عدد الطائرات الحربية العراقية، التي لجأت إلى إيران، حتى الآن، إلى 147 طائرة، من بينها 121 طائرة مقاتلة. ومع إضافة 134 طائرة أخرى، وهو العدد الذي يعتقد أنه دُمّر خلال الأسابيع الثلاثة الماضية من الحرب، فإن ذلك يدفع إلى الاعتقاد، بأن القوة الجوية العراقية، التي تتكون من 808 طائرات قد أصبحت خارج المعركة. كما يعتقد أن هناك عدداً آخر غير قليل من الطائرات العراقية، التي ربما تكون مدفونة تحت أنقاض المخابئ الحصينة، التي قصفتها طائرات التحالف، خلال الغارات المكثفة، التي شنتها ليلاً ونهاراً على المطارات العراقية.

    أشارت الدراسة العسكرية الأمريكية إلى الجدل، الذي أثير خلال الأيام الأخيرة حول الهجوم البري لقوات التحالف، لإخراج القوات العراقية نهائياً من الكويت. وقالت إنه يجري دراسة مكثفة من جانب القادة العسكريين للقوات المتحالفة، حول إمكان اللجوء إلى وسائل أخرى غير الهجوم البري الشامل والمباشر. وأشارت إلى أن إحدى هذه الوسائل، تتمثل في شن هجمات برية على مواقع القوات العراقية، لإرغام الدبابات المختبئة داخل التحصينات، على الخروج إلى العراء ومن ثم يسهل على الطائرات مهاجمتها وأبادتها، وقد وصف هذا التكتيك بـ " الاستخدام الانتقائي للقوات البرية ".

    أطلقت صباح اليوم البارجة ويسكونسن Wisconsin ثلاثين قذيفة، من مدافعها عيار 16 بوصة، على عشرة أهداف متفرقة، في جنوب شرقي الكويت، وأصابت أهدافها، ولا تزال الطائرات المتحالفة، تعُد قوات الحرس الجمهوري، أهدافاً ذات أولوية قصوى.

    استسلم صباح اليوم، لإحدى وحدات القوات السعودية، 23 عسكرياً عراقياً، بينهم خمسة ضباط، واحد برتبة مقدم، وآخر برتبة نقيب، وثلاثة برتبة ملازم. كما استسلم، كذلك، 17 عسكرياً عراقياً لإحدى الوحدات المصرية، بينهم ضابطان برتبة نقيب.

البيانات العسكرية للقيادة المشتركة ومسرح العمليات

اُنظر البيان العسكري الرقم (23) و (24)

البيانات العسكرية العراقية

    أعلن العراق قصف تل أبيب بصواريخ الحسين، وتوجيه ضربات صاروخية، ضد مواقع عسكرية، لقوات التحالف، وباتجاه السعودية. وأكد أن مائة مدني عراقي قُتِلوا، في غارة على مدينة الناصرية، بينهم 35 طفلاً.

    أعلن العراق أن 30 جندياً للحلفاء، قتلوا أثناء الاشتباكات الحربية، منذ بداية الحرب.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 75802
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 78
الموقع : الاردن

 يوميات حرب الخليج من 1/1/1991  الى 13/3/1991 Empty
مُساهمةموضوع: رد: يوميات حرب الخليج من 1/1/1991 الى 13/3/1991    يوميات حرب الخليج من 1/1/1991  الى 13/3/1991 Emptyالخميس 24 مارس 2016, 8:50 pm

الأحد 10 فبراير 1991

يوم 25 عمليات

الأحداث السياسية

    قدم العاهل الأردني، الملك حسين، تفسيراً جديداً عن مواقفه، التي أعلنها في خطابه يوم السادس من فبراير، وأثار بها غضب الولايات المتحدة الأمريكية. وقال في حديث لشبكة التليفزيون الأمريكية (NBC)، أنه لم يشر للكويت في خطابه، لأنه كان دائماً ضد احتلال الأراضي بالقوة.

    رفض العراق مبادرة السلام الباكستانية، التي طرحها رئيس الوزراء الباكستاني، نواز شريف، في محاولة لحل أزمة الخليج حلاً سلمياً. وكان نواز شريف قد أعلن هذه الخطة، أمام البرلمان الباكستاني، في الرابع من فبراير. وهي تتكون من البنود الستة الآتية:

        إعلان وقف إطلاق النار، بناء على تصريح واضح من العراق، بالتزامها بانسحاب قواتها من الكويت.
        انسحاب كل القوات الأجنبية من الخليج مباشرة بعد وقف إطلاق النار، تاركة ترتيبات أمن المنطقة في رعاية دول المنطقة.
        عقد جلسة طارئة لمنظمة المؤتمر الإسلامي، لبحث كافة أبعاد الوضع في الخليج.
        نشر قوات إسلامية، في منطقة الخليج.
        لا يقتصر تطبيق قرارات الأمم المتحدة على الكويت، ولكن يتضمن، أيضاً، مشكلة كشمير، وقضية فلسطين، بالروح والقوة نفسها.
        حتى يتم إعلان وقف إطلاق النار، يجب إعلان الأماكن المقدسة في المملكة العربية السعودية، والعراق مناطق آمنة، حتى لا يكون هناك مخاطرة بتدنيس هذه المقدسات.

    خرج الرئيس العراقي، صدام حسين، عن صمته، الذي دام أكثر من أسبوعين، وطالب الشعب العراقي التذرع بالصبر، وأن النصر العراقي سيقضي على الاستعمار.

    أعلن وزير الدفاع الأمريكي، ديك تشيني ، في ختام زيارته إلى المملكة العربية السعودية، " أن الحرب البرية لا بد منها ". وجاء ذلك الإعلان عقب إعلان إذاعة بغداد، رفض وقف إطلاق النار، وتَمُّسك العراق بموقفه "الذي لا رجعة فيه". ويأتي إعلان هذا الموقف من بغداد، غداة إعلان الرئيس السوفيتي إرسال مبعوثه إلى بغداد، لكي يعرض وقف إطلاق النار. وبالفعل توجه مبعوث الرئيس السوفيتي، عضو مجلس الرئاسة، يفجيني بريماكوف، إلى بغداد، عن طريق طهران.

    دعا نائب رئيس الوزراء العراقي، سعدون حمادي، في مؤتمر صحفي عقده في عمان، الدول العربية والإسلامية إلى قطع علاقاتها مع دول التحالف، ورفض قرارات مجلس الأمن.

الأحداث العسكرية

    قدم القادة العسكريون الأمريكيون توصية إلى وزير الدفاع، ورئيس هيئة الأركان المشتركة، " بعد اجتماع دام تسع ساعات " بتأخير شن حرب برية لمدة ثلاثة أسابيع، لإعطاء الطائرات مزيداً من الوقت لإضعاف القوات العراقية، المتحصنة في الكويت.

    رفض وزير الدفاع الأمريكي، ديك تشيني ، خلال المؤتمر، الذي عقده في ختام زيارته للمملكة العربية السعودية، ولقائه بالقادة العسكريين الأمريكيين، الإفصاح عن موعد بدء الهجوم البري المرتقب، لطرد قوات الاحتلال العراقي من الكويت. وأوضح أن قرار بدء الهجوم البري، سيتخذه الرئيس الأمريكي، جورج بوش، بالتشاور مع خادم الحرمين الشريفين، وسائر الحلفاء.

    بدأ الخبراء العسكريون الأمريكيون، الإعداد لتنفيذ مهمة خاصة، تستهدف مقر القيادة العسكرية العراقية، الموجودة في ملجأ يبعد 15 قدماً، تحت مستوى سطح الأرض، ويقع في منطقة " أبو غريب " شمال بغـداد، بحيث يجري قصفـه على مرحلتين بواسطـة طائرات (F-111)، التي تحمل قنابل زنة ألفي رطل، والمزودة بأجهزة دقيقة التصويب. على أن تُلقي طائرات من نوع جاجوار (Jaguar)، الفرنسية البريطانية الصنع، صواريخ من ارتفاع، لا يتجاوز 500 قدم.

    واصلت قوات التحالف الدولي غاراتها الجوية المكثفة، على القوات العراقية، لعزل مسرح العمليات في الكويت. فواصلت في مهاجمة 42 جسراً، تربط العراق بالكويت ووحدات المدفعية العراقية، المتمركزة داخل الكويت، ودك مدينة البصرة وضواحيها. كما دمرت راداراً عراقياً متحركاً، بالقرب من الحدود العراقية ـ السعودية.

    قصفت طائرات التحالف مدن جنوب شرقي العراق، وقد تم تأكد التدمير التام لجسر 14 يوليه، على نهر دجلة، في وسط بغداد، وتوقف السير على جسر الشهداء، بعد إصابته إصابات مباشرة، وقد سبق أن أنهار جسر الجمهورية، الواقع وسط المدينة، بفعل قصف طيران التحالف.

    أعلن المتحدث العسكري البريطاني، نيال إيرفنج، أن القوات الجوية البريطانية استخدمت، لأول مرة، القنابل الموجهة، التي تقذفها المقاتلات القاذفة من نوع  التورنيدو (Tornado)، ونجحت في قصف وتدمير أربعة جسور عراقية، منها اثنان أقيما مؤخراً، كخط إمداد للحرس الجمهوري.

    بلغ مجموع عدد الطلعات الجوية لقوات التحالف، حتى الآن، 59 ألف طلعة، نفّذت منها القوات الجوية السعودية، 3800 طلعة، والكويتية 355 طلعة. وقد تركزت الطلعات على ساحة العمليات في الكويت، حيث استهدفت مواقع المدفعية والقيادة ومواقع الدفاعات الجوية. كما ساهمت في عمليات الإسناد لطائرات الأواكس (AWACS)، وطائرات التزود بالوقود، وعملية الإنقاذ.

    أعلن المتحدث العسكري الأمريكي، الجنرال ريتشارد نيل  (Richard Neal)، أن طائرات القوات المتحالفة نفذت 2800 طلعة جوية، خلال اليوم. وقد ركزت خلال طلعاتها اليوم، على قطع خطوط الاتصال والإمداد والتموين، بين العراق ومسرح العمليات في الكويت، من خلال قصف الجنود والجسور وخطوط السكك الحديدية والطرق الرئيسية، بحيث بلغ عدد الطلعات، التي شنت على مسرح العمليات في الكويت 650 طلعة، منها مائتا طلعة، ضد قوات الحرس الجمهوري. وتمثل عدد الطلعات القتالية خلال اليوم، حوالي ربع إجمالي الطلعات، ويمثل عدد الطلعات الموجهة ضد الحرس الجمهوري، نسبة تقدر بحوالي ثلث عدد الطلعات الهجومية، التي شنت في مسرح عمليات الكويت.

    هاجمت طائرات من نوع (A-6 Intruder)، التابعة للبحرية الأمريكية، زورقين عراقيين في شمال الخليج، ودمرتهما.

    بلغ عدد الطائرات التابعة للقوات الجوية للتحالف، التي دمرت منذ بداية الحرب، 25 طائرة، منها 18 طائرة أمريكية.

    فقد اليوم أحد الجنود الأمريكيون، وقد بلغ عدد المفقودين في صفوف الحلفاء، حتى اليوم، 45 مفقوداً.

    انفجرت قنبلة أثناء تدريبات وحدة من مشاة البحرية الأمريكية، بالذخيرة الحية، ونتج عن ذلك، مقتل جندي، وإصابة 8 آخرين بجراح.

    انفجر لغم في مجموعة من العسكريين السعوديين والكويتيين، تضم 4 سعوديين و3 كويتيين، أثناء قيامهم بعملية إزالة الألغام والشراك الخداعية العراقية، في منطقة الخفجي، ونتج عن ذلك، استشهاد أحد السعوديين، وإصابة الآخرين بإصابات مختلفة.

    أستسلم اليوم 42 من الجنود العراقيين للقوات الأمريكية.

    صرح مصدر عسكري مصري مسؤول، أن 16 من الجنود العراقيين، لجأوا بأسلحتهم إلى القوات المصرية، المتمركزة في السعودية. وأكد قائد القوات المصرية، اللواء أركان حرب صلاح حلبي، أن هؤلاء الجنود، يعاملون معاملة حسنة.

    بلغ مجموع الأسْرى العراقيين، منذ بدء عملية " عاصفة الصحراء "، ( 959 ) أسيراً، إضافة إلى ( 418 ) عسكرياً عراقياً، لجأوا إلى المملكة، قبْل بدء عملية " عاصفة الصحراء ". وبذا، يصبح مجموع العسكريين العراقيين، المسجلين كلاجئين وأسْرى، لدى قيادة القوات المشتركة ومسرح العمليات، ( 1377 )، ضابطاً وفرداً عراقياً.

البيانات العسكرية للقيادة المشتركة ومسرح العمليات

اُنظر البيان العسكري الرقم (24) و (25)






   

الاثنين 11 فبراير 1991

يوم 26 عمليات

الأحداث السياسية

    صرح الرئيس الأمريكي، جورج بوش: " أن الحملة الجوية كانت فعّالة للغاية، وستبقى كذلك لفترة، سنأخذ كل ما يلزمنا من وقت، حتى يحين زمن المرحلة التالية ".

    وصف رئيس مجلس قيادة الثورة السودانية، الفريق عمر حسن البشير ـ في حديث لإذاعة فرنسية ـ الأنباء، التي تواترت حول وجود صواريخ عراقية في السودان، بأنها إشاعات مغرضة. وقال إن رفض السودان، لما وصفه بالعدوان على العراق، لا يتناقض مع مطالبة السودان باستقلال الكويت، وعودة الشرعية.

    وصل إلى بغداد مبعوث الرئيس السوفيتي، عضو مجلس الرئاسة، يفجيني بريماكوف، حاملاً رسالة من الرئيس السوفيتي، ميخائيل جورباتشوف، إلى الرئيس العراقي، صدام حسين، تدعوه، طبقاً لمصادر سوفيتية، إلى قبول الانسحاب من الكويت، في مقابل ضمانات خاصة للعراق.

    في الرياض، أكد خادم الحرمين الشريفين، الملك فهد بن عبد العزيز، في اجتماع لمجلس الوزراء السعودي " إصرار المملكة العربية السعودية، على مواصلة تنفيذ القرار 678، حتى انسحاب العراق من الكويت، وعودة حكومتها الشرعية إليها، وسحب الحشود العراقية من خطوط المواجهة، على الحدود السعودية ".

    قال العاهل الأردني، الملك حسين، في مقابلة تليفزيونية أجرتها معه شبكة (ABC) الأمريكية، إنه فوجئ بأن يكون الخطاب، الذي ألقاه الأربعاء الماضي ( 6 فبراير 1991 ) ووصفه بأنه " نداء إلى السلام "، قد " أُسيء فهمه إلى هذه الدرجة، وأُسيء تأويله ". ( وكان العاهل الأردني، شن في خطابه ذاك هجوماً عنيفاً على الولايات المتحدة الأمريكية، والغرب. واعتبرت واشنطن أن الخطاب يعني انضمام الأردن التام، إلى المواقف العراقية ).

    ذكرت وكالة الأنباء العراقية، أن الرئيس العراقي، صدام حسين، وجه بمناسبة ذكرى انتصار الثورة الإسلامية في إيران، رسالة تهنئة إلى الرئيس الإيراني، علي أكبر هاشمي رافسنجاني، أعرب فيها عن أمله في أن تتطور العلاقات مع إيران، باتجاه " الطريق الضروري كجارين مسلمين ". وكان الرئيس الإيراني قد اعتبر أمس الأول، أن جواب الرئيس العراقي، على مبادرة إيران للسلام في الخليج " لم يكن على المستوى الذي كنا نتوقعه ".

الأحداث العسكرية

    أعلن المتحدث العسكري السعودي، العقيد أحمد الربيعان، في مؤتمر صحفي، أن الجيش العراقي ترك بعد معركة الخفجي صناديق ذخيرة، عليها عبارة " صُنِعَ في عَمّان ". وردّت وكالة الأنباء الأردنية الرسمية على ذلك، فنقلت تصريحاً لمصدر رسمي قال فيه: إن ذخائر أردنية سُلَّمَت إلى العراق في العامين 1982 و1983، عبر مرفأ القضيمي السعودي على البحر الأحمر، بالتعاون مع الجيش السعودي، وموافقة أغلب الدول العربية.

    بدأت المشاة البحرية الأمريكية ـ المارينز (MARINES)، تحركات واسعة باتجاه المواقع الأمامية، على الحدود الكويتية ـ السعودية، والسعودية ـ العراقية في نطاق الاستعداد للحرب البرية لتحرير الكويت. وفي الوقت نفسه، واصلت طائرات التحالف حملتها الجوية، الهادفة إلى تدمير أكبر قدر من إمكانيات الجيش العراقي، خاصة قوات " الحرس الجمهوري "، وخطوط الإمداد والجسور ومنصات إطلاق الصواريخ سكود (SCUD-B)، قبل بدء الهجوم البري، المتوقع نشوبه بين أسبوع وآخر.

    مع تحرك قوات المشاة البحرية الأمريكية ـ المارينز (MARINES)، إلى مناطق هجومها الأمامية، تنقل طائرات النقل الأمريكية المواد التموينية، ووسائل الإمداد، والمياه، والذخائر، والمواد الطبية، بالقرب من خط الجبهة. كما تكثف الطائرات العمودية تحليقها فوق القوافل المتجهة إلى الخطوط الأمامية، لتأمين الغطاء لها خلال تحركها.

    أرسلت الحكومة الأفغانية المؤقتة، قوة من المجاهدين الأفغان، للعمل ضمن وحدات القوات المشتركة ومسرح العمليات، تقدر قوتها بـ 300 فرد، أي ما يعادل كتيبة مشاة.

    نفذت طائرات قوات التحالف خلال اليوم، ما يقرب من 2900 طلعة جوية، بينها 750 طلعة نفذتها الطائرات الأمريكية، تمثل حوالي 25% من مجموع طلعات اليوم، وأصبح إجمالي عدد الطلعات الجوية، التي نفذتها القوات الجوية للتحالف، منذ بدء الحرب، 62 ألف طلعة، نفذت منها القوات الجوية السعودية، 4000 طلعة، تقدر نسبتها بحوالي 6% من مجموع الطلعات، منذ بدء الحرب.

    أعلن متحدث عسكري أمريكي، أنّ 4 منصات صواريخ سكود (SCUD-B)، دُمرت غرب العراق. كما دمر مخزن ذخيرة، خلال مهمة للطائرات القاذفة، من نوع (B-52). كما قصفت أمس طائرتان من نوع (F-15) ثلاث منصات متحركة في غرب العراق، خلال غارة نهارية، وأن المعلومات الأولية التي قدمها الطيارون، تؤكد تدمير منصة رابعة، وإمكانية تدمير منصة خامسة في شرق العراق، فجر اليوم.

    قصفت طائرات التحالف، مرة أخرى، مجمع البتروكيماويات في البصرة، وكذلك مصفاة  النفط في المدينة.

    هاجم سلاح الجو السعودي صباح اليوم، مواقع دفاعية للعدو في جنوب العراق، حيث دمّر سبع دبابات عراقية.

    شنت طائرات التحالف غارة على قاعدة، للطائرات العمودية العراقية، في مدينة " غرير " الكردية، شمال العراق.

    أعلن متحدث عسكري سعودي، أنه في الساعة 4:15 من مساء اليوم، أُسقطت طائرة عمودية عراقية شمال العراق، بواسطة طائرة من نوع (F-15 Eagle)، تابعة للقوات الجوية الأمريكية.

    قصفت طائرة عمودية بريطانية، من نوع (Westland Lynx)، انطلقت من المدمرة البريطانية " كارديف Cardiff "، زورقاً عراقياً، يحمل طاقماً مكوناً من 17 شخصاً، بصاروخين، ودمرته على مسافة حوالي 20 ميلاً من الساحل الكويتي، قريباً من جزيرة " فيلكا ".

    أطلق العراق الصاروخ الرقم 32 من نوع سكود (SCUD-B)، على إسرائيل، حيث سقط في منطقة غير مأهولة بالسكان وسط إسرائيل، وكان يحمل رأساً تقليدياً. وقد أدلى المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، الجنرال نحمان شاي، أنه لم تحدث أي خسائر في الأرواح والمباني.

    أعلن المتحدث العسكري السعودي، أنه في الساعة ( 10:22 ) من مساء اليوم، أطلق العراق صاروخاً من نوع سكود (SCUD-B)، في اتجاه مدينة الرياض. وقد تمّ اعتراضه وتدميره في الجو، وسقط بعض الأجزاء منه على أحد أحياء المدينة، ونتج من ذلك تحطم زجاج أحد المباني، وإصابة اثنين من المقيمين إصابات طفيفة، أحدهما مصري، والآخر هندي الجنسية. وبذلك يبلغ عدد الصواريخ، التي أُطلقت على المملكة العربية السعودية، منذ بدء الحرب الجوية وحتى اليوم، 30 صاروخاً.

    نقلت وكالات الأنباء العالمية، عن مصدر عسكري أمريكي قوله: " إن العراق ربما زرع نصف مليون لغم، محشوة بغاز الأعصاب وغاز الخردل، على الحدود الجنوبية للكويت والعراق، لإعاقة هجوم بري، قد تشنه قوات التحالف ".

    أستسلم 18 جندياً عراقياً آخرين، للقوات الأمريكية. وقد بلغ عدد من استسلم من العراقيين للقوات الأمريكية خلال، يوم أمس واليوم، 63 عسكرياً.

    في الساعة 5:30 من فجر اليوم، استسلم للقوة السورية تسعة أفراد من العسكريين العراقيين، بينهم ضابط برتبة ملازم. كما استسلم سبعة آخرون للقوات البرية السعودية. وبلغ عدد الأسرى حتى الآن، نحو 1000 أسير.

البيانات العسكرية للقيادة المشتركة ومسرح العمليات

اُنظر البيان العسكري الرقم (25) و (26)




الثلاثاء 12 فبراير 1991

يوم 27 عمليات

الأحداث السياسية

    بدأ مبعوث الرئيس السوفيتي، عضو مجلس الرئاسة، يفجيني بريماكوف، محادثاته في بغداد، مع دخول حرب الخليج أسبوعها الخامس.

    بدأ مؤتمر وزراء خارجية دول عدم الانحياز، في بلجراد بحضور 15 وزيراً، بهدف إيجاد تسوية لأزمة الخليج. وافتتح الاجتماع وزير الخارجية اليوغسلافي، بوديمير لونكار، بكلمة هاجم فيها العراق، " لأنه لم يُبدِ، بعد، أي رغبة في الموافقة على قرار مجلس الأمن، والانسحاب من الكويت ".

    قال وزير العدل الأمريكي السابق، رامزي كلارك، العائد من العراق إلى نيويورك، إن الغارات الجوية على العراق، قد تكون أوقعت ما بين ستة آلاف وسبعة آلاف قتيل عراقي. وأنه حصل على هذه المعلومات من رئيس الهلال الأحمر العراقي، إبراهيم النوري.

    بعث الرئيس الليبي، العقيد معمر القذافي، بصفته رئيساً لاتحاد دول المغرب العربي، رسالة إلى مجلس الأمن، حذّر فيها المجلس من "استغلال حرب الخليج، لجعل الدعم المالي والعسكري يتدفق على إسرائيل".

    وصل إلى بغداد الرئيس الفلسطيني، ياسر عرفات، في زيارة هي الأولى، منذ بدأ القتال. وأكد أنه لا يزال على قناعة بضرورة " تسوية مشكلة الخليج في الإطار العربي، وتحت غطاء دولي ". وأضاف: " لدينا معلومات، الآن، أن إسرائيل مشتركة في الحرب منذ اللحظة الأولى. فعدد من طياريها وطائراتها موجودة في القواعد الأطلسية الأمريكية، وصواريخ كروز (Cruise)، تنطلق من النقب لتضرب العراق ".

    عقد الرئيس الأمريكي، جورج بوش، اجتماعاً مشتركاً، مع كل من وزير الدفاع الأمريكي، ديك تشيني ، ووزير الدفاع البريطاني، توم كنج، ورئيس هيئة الأركان المشتركة البريطاني، سير ديفيد كريج (David Craig)، ووزير الدفاع الفرنسي، بيير جوكس، وذلك لتقييم الموقف العسكري، ومختلف الاحتمالات في ضوء تقرير، من وزير الدفاع الأمريكي.

    عقد مجلس الحرب البريطاني اجتماعاً، برئاسة رئيس وزراء بريطانيا، جون ميجور، لمناقشة آخر تطورات الحرب في الخليج، وسط احتياطات أمن مشددة. وصرحت مصادر رئاسة الوزراء، بأن الاجتماعات تركزت على مناقشة أهم ما جاء في التقرير، الذي قدمه وزير الدفاع الأمريكي، ديك تشيني، ورئيس هيئة الأركان المشتركة الأمريكية، الجنرال كولين باول، للرئيس الأمريكي، جورج بوش.

    أكد وزير الداخلية المصرية، عبدالحليم موسى، أنّ خطط التأمين والتنسيق والتدريب في كافة قطاعات الأمن، قد تغيرت بما يتناسب مع متطلبات المرحلة الحالية، التي يحرض فيها الرئيس العراقي، صدام حسين، على إرسال مجموعات من الإرهابيين في مصر. وقال في تصريح، لصحيفة " عكاظ " السعودية، إن أجهزة الأمن على أهبة الاستعداد، لمكافحة أي من تلك المجموعات.

الأحداث العسكرية

    اجتمع الرئيس الأمريكي، جورج بوش، مع القادة العسكريين، بعد عودة وزير الدفاع الأمريكي، ديك تشيني ، ورئيس هيئة الأركان المشتركة الأمريكية، الجنرال كولين باول، من زيارة المملكة العربية السعودية. وأكد الرئيس بوش بعد الاجتماعات، أن الحرب الجوية فعالة وستستمر، وأنه ليس على استعجال لبداية الحرب البرية.

    قال وزير الدفاع البريطاني، توم كنج: " لا بد من مواصلة تدمير القدرات العسكرية العراقية، إذا كنا نريد أن نحقق، بنجاح، نصراً مبكراً للهجوم البري، مع أقل قدر من الخسائر في جانب قوات التحالف ".

    أعلن المتحدث العسكري الأمريكي، الجنرال ريتشارد نيل، أن طائرات قوات التحالف، نفّذت خلال اليوم، ما يقرب من 2600 طلعة جوية، منها 675 طلعة ضد أهداف في الكويت. وأصبح إجمالي عدد الطلعات، التي نفذتها قوات التحالف، منذ بدء الحرب، 65 ألف طلعة، نفذّت منها القوات الجوية السعودية، 4250 طلعة، والقوات الجوية الكويتية 411 طلعة، والقوة الجوية القطرية 31 طلعة، والقوة الجوية البحرينية 150 طلعة.

    سقط صاروخ عراقي من نوع سكود (SCUD-B)، على إسرائيل، في منطقة آهلة بالسكان لم تحددها إسرائيل لأسباب عسكرية، أدى إلى تدمير بعض الأبنية، وسقوط ستة من الجرحى. وقد بلغت حصيلة الصواريخ العراقية التي أُطلقت على إسرائيل، حتى الآن، 33 صاروخاً، أدت إلى مقتل 4 إسرائيليين، وجرح 304 آخرين.

    أعلن متحدث عسكري سعودي، أن القوات الجوية السعودية هاجمت، اليوم، موقعين عراقيين في مسرح عمليات الكويت، ودمرت 4 عربات مدرعة.

    في إطار البحث عن مواقع إطلاق الصواريخ سكود (SCUD-B)، نفّذت طائرات من نوع (F-15) طلعاتها اليوم، ضد هذه المواقع، وتمكنت من اكتشاف عربة لحماية منصات صواريخ سكود (SCUD-B)، في منطقة مجاورة، حيث جرت مهاجمة العربة وتدميرها، كما دمرت طائرات (F-15) أخرى ثلاثة مخابئ لصواريخ سكود (SCUD-B)، وهاجمت طائرات من نوع (F-16) في الليلة الماضية مواقع لمنصات إطلاق صواريخ سكود (SCUD-B).

    هاجمت طائرة عمودية بريطانية من نوع (Westland Lynx)، زورقي دورية عراقيين، وتؤكد الأنباء إصابة أحدهما.

    في منتصف هذه الليلة، شنت طائرات التحالف هجمات جوية مكثفة، على وسط العاصمة العراقية، استمرت حتى الفجر، قصفت خلالها مبنى وزارة الحكم المحلي، كما ألحقت أضراراً كبيرة بوزارة العدل، المبنى المجاور لوزارة الحكم المحلي.

    أمطرت القوات الجوية والبحرية والبرية، الأمريكية والسعودية، قوات العراق بوابل من النيران، في جنوب شرقي الكويت، لمدة ثلاث ساعات، في أكبر عملية من نوعها، منذ اندلاع حرب تحرير الكويت. وشاركت في القصف ثلاث كتائب سعودية، وكتيبة من مدفعية قوات المشاة البحرية الأمريكية ـ المارينز (MARINES)، دعمتها طائرات حربية، والبارجة ميسوري (Missouri)، بينما بدأ مشاة البحرية الأمريكية يتخذون مواقع متقدمة، استعداداً لشن الهجوم البري.

    ركّزت طائرات التورنيدو (Tornado) البريطانية، ضرباتها، ضد المخابئ الأسمنتية للطائرات في مطارات العراق. وكذلك، ضد الجسور العسكرية المتحركة، الممتدة على خطوط الإمداد على الطريق المؤدية إلى مسرح العمليات الكويتي.

    أستسلم عشرة جنود عراقيين للقوات المصرية، المتمركزة في شمال السعودية، متجاهلين أمر جنود الحراسة، بالتوقف والعودة إلى مواقعهم. ولم يطلق جنود الحراسة النار على الفارين، على الرغم من أمر الرئيس العراقي، صدام حسين، بإطلاق النار على أي جندي يفر من موقعه. وقال الجنود الفارون أنه: حتى الجنود المتمرسين، وأعضاء الحرس الجمهوري، يفرون من الجبهة الكويتية، بسبب القصف، الذي لا يتوقف من جانب دول التحالف، ونقص مخزون الطعام، وعدم الرغبة في خوض الحرب. وقد بلغ إجمالي الأسرى العراقيين، لدى السلطات السعودية، 1015 جندياً عراقياً، منذ اندلاع حرب الخليج.

    أعلن متحدث باسم قيادة القوات المشتركة ومسرح العمليات، أنّ سلم اليوم، (27) عسكرياً عراقياً سلموا أنفسهم اليوم، لوحدات القوات المشتركة، على النحو التالي:

        (5) عسكريين للقوات البرّية السعودية.
        (4) عسكريين (أحدهم برتبة ملازم) للقوات السورية.
        (18) عسكرياً للجيش الأمريكي ومشاة البحرية الأمريكية.

البيانات العسكرية للقيادة المشتركة ومسرح العمليات

اُنظر البيان العسكري الرقم (26) و (27)

البيانات العسكرية العراقية

    أعلن ناطق عسكري عراقي أنه تم إسقاط أكثر من 180 وحدة جوية منذ بداية الحرب.



الأربعاء 13 فبراير 1991

يوم 28 عمليات

الأحداث السياسية

    صرح الرئيس المصري، حسني مبارك، للصحفيين، عقب استقباله العقيد القذافي، الذي وصل إلى القاهرة في زيارة لمصر، أنه لكي يشعر الجميع بالراحة، فلا بد أن يعلن العراق انسحابه من الكويت، تجنباً لأي قصف لمواقع عسكرية قد يصيب المدنيين. مؤكداً أن الحل الوحيد لوقف القصف هو انسحاب القوات العراقية، حتى لا تخرج شائعات تقول إن القصف يصيب المدنيين. وقال إن المعلومات التي ترد إلينا، هي أن قوات التحالف تقصف مواقع عسكرية.

    صرح الرئيس الأمريكي، جورج بوش، في ختام الاجتماع العسكري المشترك، الذي عُقد في واشنطن، وحضره وزراء دفاع الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا، ومسؤولون عسكريون آخرون، بأن الرئيس صدام حسين يحاول أن يستخدم دعايته، لإبراز أن القصف الجوي يستهدف ضرب أهداف مدنية.

    صرح مبعوث الرئيس السوفيتي، عضو مجلس الرئاسة، يفجيني بريماكوف، عقب عودته من بغداد إلى موسكو، بأنه يرى " بصيص أمل "، من خلال موقف القيادة العراقية، يدعوه إلى التفاؤل بإمكانية وقف الحرب. وأعلن ناطق باسم الخارجية السوفيتية، أن طارق عزيز، نائب رئيس الوزراء ووزير الخارجية العراقية، سوف يزور موسكو بعد عدة أيام. وكان الرئيس العراقي قد قال لبريماكوف إن بلاده مستعدة للتعاون مع الاتحاد السوفيتي، ودول وهيئات أخرى لإيجاد حل سلمي وسياسي مشرف وعادل، لقضايا جوهرية في المنطقة، بما في ذلك الوضع في الخليج.

    شككت واشنطن في الأنباء القائلة باستعداد الرئيس صدام حسين، التعاون مع موسكو، من أجل التوصل إلى حلول لأزمة الخليج. وقال ناطق باسم البيت الأبيض، إنه من السابق لأوانه تقييم ما قاله العراق، وأن أي حل للمشكلة يجب أن يبدأ بانسحاب العراق من الكويت.

    قال سفير العراق في إسلام أباد، إسماعيل حمودي حسين، إن بلاده رفضت طلباً من رئيس وزراء باكستان، نواز شريف، لزيارة بغداد، سعياً إلى التوصل لحل سلمي لأزمة الخليج. وأوضح للصحفيين، أن مثل هذه الزيارة مستحيلة في الوقت الحالي، بسبب الحرب والغارات الجوية اليومية، التي تشنها القوات المتحالفة على العراق. وأضاف: " إن أي دولة ترسل قوات لتنضم إلى القوة متعددة الجنسية في الخليج، لا يمكن أن تكون محايدة ".

الأحداث العسكرية

    بدأت القوات العراقية في الكويت، نقل مقر قيادتها إلى الأحياء السكنية والمنازل، في محاولة للاحتماء من القصف الجوي.

    في الساعة 4:30 عصر اليوم، دمرت طائرة من نوع (F-117)، ملجأ عسكري في منطقة العامرية، جنوب غربي مطار بغداد، بواسطة أربعة صواريخ، وهو ملجأ عسكري يرتبط باتصالات سلكية ولاسلكية، مع القوات العراقية في الكويت. ونتج عن هذا القصف، إصابة 94 مدنياً، كانوا مختبئين في الملجأ. وادعى العراق في بيان له، أن الملجأ مدني. بينما تقول قوات التحالف، إن الملجأ عسكري، وضع فيه، أو بقربه، بعض المدنيين بهدف إبعاد طائرات التحالف عن قصفه.

    صرح وزير الدفاع الأمريكي، ديك تشيني، رداً على الانتقادات، التي وجهت بسبب وقوع خسائر بين المدنيين في المبنى، الذي أصابته صواريخ قوات التحالف: " نحن لا نشعر بأننا قد هاجمنا المخبأ الخطأ، أو أننا قد ارتكبنا غلطة لا يمكن أن أفسرها. إذا كان هناك سكان من المدنيين فلم هم هناك؟ لقد كان المبنى متصلاً بالقيادة في مسرح العمليات في الكويت، وقد أستعمل من قبل بين القوات المسلحة العراقية. بهذا كان هدفاً مشروعاً، وقد أصيب ".

    قصفت القوات المتحالفة، بكثافة، طوال اليوم، المواقع الإستراتيجية والعسكرية في جنوب العراق وشرقها، واستهدف القصف ما لا يقل عن 15 مدينة عراقية، على مسافة تمتد من الفاو في الجنوب، إلى مندلي، الواقعة على بعد 150 كم شمال شرقي بغداد. ومنذ الساعة التاسعة من مساء أمس، حتى بعد ظهر اليوم، سُمعت أصوات 50 انفجاراً داخل الأراضي العراقية، وقد شمل القصف مواقع في مدن البصرة، والفاو، والعزيزة، والقرنة، وتنومة، وأبو الخصيب، والزبير، ومندلي، وبدرة، وزرباطة، والكوت، والعمارة، وعلي الشرقي، وعلي الغربي، وبعقوبة والكحلاو. كما تعرض طريق العمارة ـ البصرة، الإستراتيجي، وطريق العزيزة، والجسور في مدينتي العزيزة والرقة، لهجوم جوي صاروخي من قبل القوات المشتركة.

    ركز طيران الحلفاء، خلال اليوم، قصفه، على مواقع قوات الحرس الجمهوري، والقوات المنتشرة على خط المواجهة في الكويت، ومنشآت المراقبة والقيادة العراقية. وتمكن من قطع شبكة الاتصالات المركزية، التي يستخدمها النظام العراقي لإدارة الحرب. واتفقت كل من واشنطن ولندن وباريس، على استمرار الحملة الجوية لإضعاف الآلة الحربية العراقية، بهدف تقليل الخسائر البشرية، في صفوف قوات التحالف، والشعب الكويتي، عند الهجوم البري.

    نفذت طائرات قوات التحالف خلال اليوم، ما يقرب من 2800 طلعة جوية، بينها 700 طلعة على مسرح العمليات في الكويت، بما فيها 200 طلعة ضد الحرس الجمهوري. كما خصصت 170 طلعة للبحث عن مواقع إطلاق الصواريخ سكود (SCUD-B)، التي هوجم منها موقعان، وسُجِّل انفجار قوي في أحدهما.

    وصل إجمالي عدد الطلعات الجوية، التي نفذتها القوات الجوية للتحالف، منذ بدء الحرب، 67 ألف طلعة، نفذت منها القوات الجوية السعودية، 4400 طلعة.

    أعلن متحدث عسكري بريطاني، أن الطيران البريطاني نفذ 3425 طلعة جوية، منذ بدء الحرب. وقصفت اليوم ثلاث طائرات من نوع تورنيدو (Tornado GI-1)، مجهزة بقنابل زنة 1000 رطل، مصنعاً في وسط العراق، يُنتج الوقود الخاص باستخدام الصواريخ العراقية البالستية، المعروفة بصواريخ سكود (SCUD-B). كما توجهت الطائرات إلى شرقي العراق أمس وغربها، لمهاجمة الملاجئ الخرسانية للطائرات، باستخدام الصواريخ الموجهة بالليزر. ونتج عن ذلك تدمير خمسة مخابئ، في الغارة الأولى، وأربعة مخابئ في الغارة الثانية. كما قصفت طائرات من نوع الجاجوار (Jaguar)، مراكز القيادة، ومواقع المدفعية، ومنصات إطلاق الصواريخ المتعددة الفوهات، التي تحتفظ العراق بـ 18 منها، وهي قادرة على استخدامها ضد أهداف متعددة، تقع على مدى 600 كم.

    أعلن متحدث عسكري، باسم القيادة المشتركة ومسرح العمليات، أن القوات الجوية السعودية فقدت اليوم، طائرة من نوع (F-5)، خلال شنها غارة على أهداف أرضية في العراق، واعتبر الطيار مفقوداً. كما فقدت طائرة أخرى من نوع (F-15) جنوب مدينة خميس مشيط، وبالقرب من مطارها، أثناء عودتها من رحلة تدريبية داخل الحدود السعودية، ونتج عن ذلك تحطم الطائرة واستشهاد الطيار.

    فقدت القوات الجوية البريطانية طائرة من نوع تورنيدو (Tornado)، على متنها طيار وملاح، أثناء قيامها بمهمة قتالية فوق العراق.

    نجح سلاح الجو الكويتي، بطائرتين عموديتين من نوع (Gazelle)، في تدمير دبابتين عراقيتين، من خمس دبابات، خلال رصدهم لمجموعة دبابات عراقية، أثناء قيامها بدورية على الحدود السعودية ـ الكويتية، شرقي الوفرة.

    أسقطت طائرات التحالف، اليوم، أربع طائرات نقل عراقية، وبذلك بلغ عدد الطائرات العراقية التي أسقطت 139، منذ بداية الحرب.

    دمرت طائرات التحالف طابوراً مدرعاً عراقياً، يضم ما بين 25 إلى 50 عربة، كان يتحرك في اتجاه الحدود السعودية، من داخل الكويت.

    نجحت الطائرات (A-10) الأمريكية، في تدمير برج للمراقبة، يستخدمه العراقيون قبل إطلاق نيران المدفعية. كما دُمرت 30 عربة مدرعة، في منطقة شمال غربي الكويت.

    اتخذت مشاة البحرية الأمريكية مواقع هجومية، في خنادق متقدمة تبعد مسافة قليلة، من الحدود السعودية ـ الكويتية.

    دمرت البحرية الأمريكية طائرة عراقية عمودية نقل متوسطة، متعددة الأغراض، من نوع (SA 321 Super Frelon)، على الأرض قرب مدينة الفاو. كما دُمرت أربع طائرات نقل على الأرض، اثنتان منها في الكويت، والأخريتان في العراق.

    أعلنت وزارة الدفاع الأمريكية، أن أكثر من 50 حريقاً تشتعل بلا توقف، في حقول نفط مختلفة بالكويت، وتنشر ستاراً كثيفاً من الدخان الأسود، يمكنه أن يخفي الأهداف العسكرية العراقية، من القصف الجوي.

    حول الآبار النفطية، التي تشتعل فيها النيران في الكويت، أفصح المتحدث باسم استخبارات البحرية الأمريكية، أن بعض هذه الآبار مشتعلة فيها النيران منذ أسبوع. وقال إن القوات العراقية فجرت هذه الآبار، بهدف تكوين سحابة دخان تحميها من القصف الجوي. وأفاد أن عدد الحرائق قد يزيد عن الخمسين حريقاً. ولم يستبعد أن تكون بعضها، نتيجة لقصف طائرات التحالف، لمواقع القوات العراقية المتخندقة في الكويت.

البيانات العسكرية للقيادة المشتركة ومسرح العمليات

اُنظر البيان العسكري الرقم (27) و (28)

البيانات العسكرية العراقية

    أعلن متحدث عسكري عراقي، أن مئات من المدنيين العراقيين قتلوا خلال إغارة الحلفاء على أحد الملاجئ في بغداد اليوم.

    أعلن متحدث عسكري عراقي، أن ما بين 700 و1000 مدني عراقي قُتِلوا عندما قصفت إحدى الطائرات الأمريكية ملجأ مخصصاً للمدنيين، في العامرية. ونفت الولايات المتحدة مؤكدة أن الملجأ الذي قُصِف هو " مركز عسكري حصين مرتبط مباشرة بآلة الحرب العراقية ".




الخميس 14 فبراير 1991

يوم 29 عمليات

الأحداث السياسية

    عقد مجلس الأمن جلسة مغلقة، هي الأولى منذ 16 عاماً، لمناقشة أزمة الخليج، بعدما فشلت الدول، التي دعت إلى عقد المجلس، في جعل الجلسة علنية.

    في تطور بارز، طلبت الحكومة الأسبانية وقف قصف أي أهداف داخل المدن العراقية، وطلبت إرسال بعثة تقصي حقائق من الأمم المتحدة، للتحقيق في قصف الملجأ المدني في حي العامرية، في العاصمة العراقية.

    نفى صحفيون أجانب وجود مركز اتصال أسفل فندق الرشيد في بغداد. وكان مسؤول في وزارة الدفاع الأمريكية قال: إن لدى العراق مركز اتصالات عسكرية، مخبأ في قبو سري تحت الفندق. وأصطحب مدير الفندق الصحفيين لتفقد كل أرجائه.

    في اتصال هاتفي مع رئيس وزراء بريطانيا، جون ميجور، أستغرق خمس عشرة دقيقة، أكد الرئيس الأمريكي، جورج بوش، أن ملجأ العامرية هدف عسكري مشروع.

    في حديث مع شبكة " كيبل نيوز " الأمريكية، قال سفير المملكة العربية السعودية لدى واشنطن، سمو الأمير بندر بن سلطان بن عبدالعزيز: " ليس لدي شك في أن هذا الموقع، كان يُستَخدم موقع قيادة وإشراف. لقد شاهدت البيانات بنفسي، وأطلعت على المعلومات والاتصالات، التي تثبت ذلك ".

    ذكرت وكالة الأنباء السورية، أن دفعة من الهاربين من العراق، عبرت الحدود العراقية إلى سورية.

الأحداث العسكرية

    واصل طيران التحالف اليوم، قصف الأهداف الإستراتيجية العراقية. وأعلنت الولايات المتحدة الأمريكية، أن الملجأ، الذي زعمت السلطات العراقية أنه للحماية من غارات الطيران، كان عسكرياً، وهو هدف مشروع، وأن الحلفاء سيواصلون مهاجمة مراكز القيادة.

    قال المتحدث العسكري الأمريكي، الجنرال ريتشارد نيل: " من البديهي أننا لا نحارب الشعب العراقي، وأي اختيار منا، يمكن أن يقلل من الخسائر في صفوف المدنيين، سنسعى إليه بشدة ".

    أعلنت القيادة العسكرية الأمريكية، أن طيران التحالف نفذ، خلال اليوم، 2800 طلعة جوية، وارتفع عدد إجمالي الطلعات، منذ بدء الحرب، إلى 70 ألف طلعة، ولا يزال تركيز قوات التحالف على الحرس الجمهوري، وعزل مسرح العمليات، إضافة إلى الاستمرار في مهاجمة الأهداف الإستراتيجية، داخل العراق.

    استمر قصف الأهداف والمواقع العراقية الإستراتيجية، وقوات الحرس الجمهوري، وتدمير مخابئ للطائرات العراقية بصواريخ (S-30)، الموجهة بأشعة الليزر.

    قصفت طائرة من نوع (A-6)، تابعة لمشاة البحرية الأمريكية، زورقي دورية عراقيين، من نوع (OSA)، بين جزيرة فليكا والشاطئ الكويتي. ونتج عن ذلك، إغراق زورق واحتراق الآخر.

    أعلن متحدث عسكري بريطاني، أن طائرات من نوع التورنيدو (Tornado)، والبوكانير (Buccaneer) البريطانية، المزودة بأسلحة موجهة بأشعة الليزر، تمكنت من تدمير جسر، وإلحاق أضرار جسيمة بآخر، على نهر دجلة والفرات، كان يستخدمهما الجيش العراقي للإمدادات العسكرية. كما حلقت طائرات من نوع التورنيدو (Tornado)، في طلعات دورية ضد مطارات وسط وغرب العراق، بهدف البحث عن مخابئ الطائرات المحصنة. وقصفت ستة من هذه المخابئ، وتأكد تدمير خمسة منها. وبذلك أصبح عدد ما تم تدميره من مخابئ الطائرات العراقية، 327 مخبأ، تمثل حوالي 55 % من مجموعها، الذي يبلغ 594 مخبأ. كما هاجمت طائرات من نوع الجاجوار (Jaguar)، البريطانية، مركز للقيادة في جنوب مدينة الكويت، وكذلك، مواقع مدفعية عراقية داخل الكويت.

    وصل إجمالي عدد الطلعات الجوية، التي نفذتها القوات الجوية للتحالف، منذ بدء الحرب، 70 ألف طلعة، نفذت منها القوات الجوية السعودية، 4600 طلعة.

    أعلنت القيادة العسكرية الأمريكية، أن طيران التحالف دمّر أكثر من 1300 دبابة عراقية، منذ بداية عملية " عاصفة الصحراء " أي نحو ثلث عدد الدبابات التي لدى العراق. كما دمرت الطائرات، أيضاً، 800 عربة نقل جنود مصفحة، وأكثر من 1100 قطعة مدفعية.

    لا تزال الطائرات (F-15) و (F-16)، مستمرة في حملتها المكثفة على منصات إطلاق الصواريخ سكود (SCUD-B)، إذ نفذت خلال اليوم  1900 طلعة، لتحقيق هذه المهمة. وقد دمرت الطائرات صاروخين، والمعدات المتصلة بهما.

    شنت طائرات من نوع جاجوار (Jaguar)، الفرنسية، غارتين على كتائب دبابات عراقية، جنوب الكويت.

    قصفت طائرات الحلفاء، لليوم الثالث على التوالي، مصفاة نفط البصرة، والمجمع البتروكيماوي في المدينة.

    أعلن المتحدث العسكري باسم القيادة المشتركة ومسرح العمليات، أنه في الساعة 11:45 من مساء اليوم، أطلق العراق صاروخين من نوع سكود (SCUD-B)، على مدينة حفر الباطن السعودية، لكنهما انفجرا في الجو، وانقسما إلى عدة أجزاء من دون إطلاق الصواريخ المضادة عليهما. ونتج عن ذلك إصابة أربعة أشخاص بجروح طفيفة، من جراء شظايا الصاروخين. واحتراق ثلاث سيارات، وتهدم منزل وورشة. وبذلك يبلغ عدد الصواريخ التي أطلقت على المملكة 32 صاروخاً.

    ذكرت مصادر تعمل في مجال النفط في السعودية، أن ألغاماً عراقية عائمة دمرت منصتي نفط، في حقول النفط الواقعة شمالاً في المياه الإقليمية السعودية، ولكن الإنتاج لم يتأثر بهذا الحادث.

    ركزت طائرات التحالف نشاطها، بإلقاء عشرات القنابل العملاقة الحارقة، على الألغام الأرضية العراقية، في جنوب الكويت، تمهيداً للهجوم البري. وهذه القنابل من نوع ديزي كتر (Dizzy Cutter)، وبج بلو (Big blow)، ذات القوة التدميرية الشديدة، على حقول الألغام(*).

    سقطت صباح اليوم، طائرة أمريكية، ذات مقعدين، من نوع (EF-111A Raven)، في منطقة جنوب غربي العراق، أثناء قيامها بمهمة قتالية، بوساطة النيران العراقية المضادة للطائرات، وقُتل قائداها الاثنان، في الحال.

    فقدت ظهر اليوم، طائرة أمريكية من نوع (A-6 Intruder) ، أثناء هبوطها الخاطئ على ظهر حاملة الطائرات أمريكا (America) ، ونجا طياريها بالقفز من المظلات.

    أسقطت طائرة أمريكية من نوع (F-15)، طائرة عمودية عراقية، داخل العراق، وهذه خامس طائرة عمودية تُسقط.

    أعلن المتحدث العسكري، باسم القيادة المشتركة ومسرح العمليات، في بيانه الرقم 28 أنه: سلّم، يوم أمس، خمسة من أفراد القوات العراقية، أنفسهم، لإحدى وحدات قواتنا البرية، كما سلم، صباح اليوم، 13 عسكرياً عراقياً أنفسهم لمشاة البحرية الأمريكية، بينهم ضابطان.

    أعلن المتحدث العسكري، باسم القيادة المشتركة ومسرح العمليات، في بيانه الرقم 29 أنه: سلّم، صباح أمس، وصباح اليوم، خمسون عسكرياً عراقياً أنفسهم لوحدات القوات المشتركة، على النحو التالي:

        ثلاثة عسكريين لقواتنا البرّية.
        ثلاثون عسكرياً للقوة المصرية.
        سبعة عشر عسكرياً لمشاة البحرية الأمريكية، بينهم ضابطان.

البيانات العسكرية للقيادة المشتركة ومسرح العمليات

اُنظر البيان العسكري الرقم (28) و (29)

البيانات العسكرية العراقية

    أوضح البيان العراقي العسكري الرقم 46، أن المقاومة الجوية والأرضية العراقية، تمكنت من إسقاط طائرة معادية واحدة خلال الغارات على العراق. وأضاف البيان، أن الطيران المعادي شن 86 طلعة جوية، استهدفت الأحياء السكنية، في مناطق مختلفة من العراق، وعدداً من الجسور، ومعملاً لصنع مستحضرات التجميل، ومصنعاً لشفرات الحلاقة، إضافة إلى بعض مؤسسات الخدمات غير العسكرية. وجاء في البيان أن 92 طلعة جوية، استهدفت بعض الأهداف العسكرية، في قاطع عمليات الجنوب.

  (*) استخدم هذا النوع من القنابل الحديثة للمرة الأولى في العمليات العسكرية، وتنفجر القنابل في الجو عند إسقاطها، محدثة سجادة من الوقود المحترق فوق منطقة واسعة من الأرض، تؤدي إلي تفجير الألغام الأرضية، بتأثير الحرارة الشديدة.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 75802
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 78
الموقع : الاردن

 يوميات حرب الخليج من 1/1/1991  الى 13/3/1991 Empty
مُساهمةموضوع: رد: يوميات حرب الخليج من 1/1/1991 الى 13/3/1991    يوميات حرب الخليج من 1/1/1991  الى 13/3/1991 Emptyالخميس 24 مارس 2016, 8:53 pm

الجمعة 15 فبراير 1991

يوم 30 عمليات

الأحداث السياسية

    في الحادية عشرة والنصف، قبل ظهر اليوم، بثت الإذاعة العراقية بيان مجلس قيادة الثورة، الذي أعلن استعداده لتطبيق قرار مجلس الأمن رقم 660 لعام 1990 " بهدف التوصل إلى حل سلمي مشرَّف ومقبول، بما في ذلك مبدأ الانسحاب ". وأضاف البيان، أن العراق اشترط لذلك الانسحاب، ما يأتي:

        أن ترتبط الخطوة المطلوب تنفيذها، كتعهد من جانب العراق في موضوع الانسحاب، بسحب الولايات المتحدة وكل الدول التي أرسلت قواتها إلى منطقة الشرق الأوسط ومنطقة الخليج، وكذلك معداتها وأسلحتها في البحر أو البر، أو المحيطات أو الخلجان، بما في ذلك المعدات، التي زودت بها هذه الدول إسرائيل بسبب حرب الخليج.
        أن يجري سحب تلك القوات والمعدات، خلال فترة لا تزيد عن شهر، من تاريخ وقف إطلاق النار.
        أن تكون الخطوة الأولى، المطلوب تنفيذها من جانب العراق بشأن الانسحاب، مرتبطة، كذلك، بانسحاب إسرائيل من فلسطين والأراضي العربية، التي تحتلها في الجولان ولبنان، تطبيقاً لقرارات مجلس الأمن، والجمعية العامة للأمم المتحدة.
        إذا امتنعت إسرائيل عن ذلك، فعلى مجلس الأمن أن يطبق عليها القرارات نفسها التي، اتخذها ضد العراق، إضافة إلى ضمان حقوق العراق التاريخية في الأرض والبحر، كاملة غير منقوصة، في أي حل سياسي.
        إنّ أي ترتيب سياسي للكويت، يجب أن ينطلق من إرادة الشعب، وطبقاً لما أسموه ممارسة ديمقراطية حقيقية، وأشترط العراق في هذا الصدد، أن تشارك القوى الوطنية والإسلامية في الكويت بصورة أساسية، في الترتيب السياسي الذي يتفق عليه.
        أن تتعهد الدول، التي شاركت في العدوان، بإعادة بناء ما دمره العدوان في العراق، وذلك طبقاً لأفضل المواصفات لكل الأنشطة والمشاريع والمنشآت، التي أستهدفها العدوان وعلى نفقتها الخاصة، دون أن يتحمل العراق أية تكاليف مالية.
        إلغاء كافة الديون المترتبة على العراق، وإقامة علاقات بين الدول الغنية والفقيرة، في المنطقة والعالم، قائمة على العدل والأنصاف.
        وضع حد لما أسماه البيان "النهج الازدواجي" في التعامل مع قضايا الشعوب، أو الأمم، سواء أكان هذا النهج من جانب مجلس الأمن، أو إحدى الدول.

    أعلن الرئيس الأمريكي، جورج بوش، رفض الولايات المتحدة البيان الصادر عن مجلس قيادة الثورة في العراق، ووصفه بأنه خدعة قاسية، لأنه يحاول فرض شروط على انسحاب العراق من الكويت. وطالب الجيش والشعب العراقي بوضع نهاية للحرب، والإمساك بزمام الأمور بأيديهم، وإقصاء الرئيس العراقي صدام حسين، عن السلطة.

    قال فلاديمير توموركين، المتحدث باسم الرئيس السوفيتي، إن إعلان العراق الاستعداد للانسحاب من الكويت، يؤكد جزئياً، الانطباع، الذي أدت إليه الاتصالات، التي جرت مع بغداد في الآونة الأخيرة.

    في القاهرة، وصف الرئيس المصري، حسني مبارك، في تصريحات للصحفيين، عقب محادثاته مع العقيد القذافي، الشروط المرفقة بالاستعداد العراقي بالانسحاب من الكويت، بأنها " تعجيزية ". واعتبر " أن النقطة الوحيدة السليمة في البيان العراقي هي أنه لا يقول للمرة الأولى المحافظة الرقم 19، ويذكر الانسحاب وهو ما يمثل خطوة صغيرة إلى الأمام، ألا أن الباقي كله تعجيز ".

الأحداث العسكرية

    أعلنت القيادة المشتركة لقوات التحالف، استمرار حملة القصف الجوي للمواقع والأهداف العسكرية العراقية، في الكويت المحتلة وجنوبي العراق، على الرغم من البيان العراقي بالانسحاب من الكويت، وذلك بمعدلها اليومي، الذي يبلغ حوالي 2500 طلعة.

    أكد مسؤولون بوزارة الدفاع الأمريكية " البنتاجون "، أن الخسائر، التي منيت بها القوات العراقية، منذ بداية الحرب، قد أضعفت، إلى حد كبير، من قدرتها على الصمود، أمام أي هجوم بري.

    بدأت الطائرات الأمريكية في إلقاء قنابل جديدة تُسمى (Big blow)، (Dizzy Cutter)، وهما من قنابل الوقود الحارقة، المخصصة لتفجير حقول الألغام، كإشارة جديدة على اقتراب موعد الحرب البرية، لإجبار القوات العراقية على الخروج من الكويت، وتُفجّر هذه القنابل، فوق ما يشتبه أنها حقول ألغام، بالقرب من الحدود المشتركة بين المملكة العربية السعودية والكويت، علماً بما يُعتقد أن العراق زرع ما يزيد عن نصف مليون لغم أرضي، لإحباط تقدم قوات الدول المتحالفة، منذ أن غزا الكويت.

    قصفت طائرات التحالف، من ارتفاع منخفض، مقر قيادة حزب البعث في وسط العاصمة العراقية، وألحقت به خسائر كبيرة.

    قال المتحدث العسكري الأمريكي، الجنرال ريتشارد نيل، أن الولايات المتحدة خسرت، أمس، ثلاث طائرات، اثنتان من نوع (A-10)، سقطتا وهما تهاجمان أهدافاً للحرس الجمهوري في غربي العراق. وطائرة من نوع (F-16) سقطت وهي عائدة إلى قاعدتها من غارة. وأضاف أن قائدي الطائرتين الأوليين مفقودان، وأن قائد الطائرة الثالثة قُتِل. وأشار إلى أن 29 طائرة حليفة فُقِدَت في العمليات، منذ بدء القتال، منها 20 طائرة أمريكية، وتسع لبقية دول التحالف، في مقابل 42 طائرة عراقية أُسقِطَت، بينها ست طائرات عمودية، أُخراها أُسقِطَت اليوم.

    فقدت القوات الجوية البريطانية، طائرة تورنيدو (Tornado)، أُسقطت داخل العراق بصاروخ أرض/ جو، عندما كانت تقصف أحد المطارات، وفقد طياراها.

    لا تزال الضربات الجوية مركزة، ضد الحرس الجمهوري والأهداف الإستراتيجية المنتقاة، وإعادة ضربها، مع توجيه طلعات، لضرب منصات إطلاق صواريخ سكود (SCUD-B).

    بلغت طلعات طائرات التحالف 2700 طلعة جوية خلال اليوم، منها 800 طلعة على مسرح العمليات الكويتية، و 100 طلعة جوية أخرى، استهدفت مواقع الحرس الجمهوري. كما ركزت باقي الطلعات الجوية ضرباتها، لعزل مسرح العمليات في الكويت، بقطع خطوط الاتصال، وضرب الجسور والطرق والسكك الحديدية.

    وصل إجمالي عدد الطلعات الجوية، التي نفذتها القوات الجوية للتحالف، منذ بدء الحرب، 72 ألف طلعة، نفذت منها القوات الجوية السعودية، 4800 طلعة، منها 180 طلعة، خلال هذا اليوم.

    قال المتحدث العسكري البريطاني، نيال إيرفنج، إننا نواصل الحملة الرامية إلى خفض القوة العسكرية العراقية. وأن قاذفات بريطانية من نوع تورنيدو (Tornado)، وجهت ضربات مباشرة إلى 19 مخبأ حصيناً، للطائرات في العراق. كما قصفت طائرات من نوعي جاجوار (Jaguar)، و تورنيدو، مواقع للمدفعية العراقية في الكويت.

    أعلنت مصادر عسكرية، أن الضربات، التي شنتها طائرات التحالف، على الطرق والسكك الحديدية والجسور، قطعت طرق الإمداد العراقية إلى الكويت، بمقدار النصف. وأن الوحدات الأمامية، على حدود الكويت الجنوبية، تشعر بوطأة ذلك، أكثر من الحرس الجمهوري، الذي يتحصن على الحدود مع العراق. وقد أدت الغارات، التي شُنت خلال العشرة أيام الماضية، إلى تدمير 400 دبابة، و أكثر من 1000 مدفع ثقيل للعراق، في الكويت، وجنوب العراق، ولا يجري إبدال لهذه القوات. كما قالت المصادر نفسها إن القوات البحرية العراقية، تقلصت الآن إلى 30 أو 40 زورق دورية، ولا يمكنها أن تفعل سوى التحرش بسفن قوات التحالف، أو بث ألغام.

    دُمّر أكثر من نصف المخابئ المحصنة، للطائرات العراقية. كما دُمر ما بين 135 و 140 طائرة على الأرض وفي الجو، علاوة على ما ذهب إلى إيران، ويقدر بنحو 150 طائرة، حتى الآن.

    نفذت طائرات جاجوار (Jaguar)، الفرنسية، غارتين على مواقع عراقية في الكويت، تشمل مخزناً للذخيرة، والدبابات العراقية.

    كإشارة على أن الحرب البرية أصبحت وشيكة، اتخذت حاملة الطائرات أمريكا (America)، موقعاً في الخليج، لتكون على مقربة من مسرح المعارك البرية، وحتى يسهل على المقاتلات الهجومية، من نوع (AV-8B Harrier II)، والطائرات الأخرى، توفير غطاء جوي لقوات التحالف البرية.

    بدأت كاسحات الألغام، عملية تطهير المياه الإقليمية، قبالة شواطئ الكويت.

    استسلم أكثر من 40 جندياً عراقياً آخرين، وبذلك بلغ عدد الأسرى (1080) عراقياً عسكرياً.

البيانات العسكرية للقيادة المشتركة ومسرح العمليات

اُنظر البيان العسكري الرقم (29) و (30)

البيانات العسكرية العراقية

    أفاد مسؤولون عراقيون، أن نحو 500 شخص احترقوا في ملجأ العامرية، الذي تقول عنه الولايات المتحدة، إنه يضم مركزاً للقيادة العسكرية العراقية. وأعربت العديد من الدول، الغربية والعربية، عن جزعها وحزنها لسقوط الضحايا العراقيين.





السبت 16 فبراير 1991

يوم 31 عمليات

الأحداث السياسية

    صرح الرئيس الأمريكي، جورج بوش: " إننا عازمون على إتمام هذه المهمة، وعلى وجه سليم، وذلك من أجل تحقيق ما حرصنا عليه من أهداف، دون أي تنازلات أو تراجع".

    استقبل الرئيس المصري، حسني مبارك، وزراء خارجية مصر وسورية ودول مجلس التعاون الخليجي، الذين أكدوا ـ في ختام اجتماعهم بالقاهرة ـ ضرورة انسحاب العراق، دون قيد أو شرط، من كل أراضي دولة الكويت الشقيقة، وعودة الشرعية إليها، والالتزام بالتنفيذ الكامل لقرارات مجلس الأمن، والالتزام بمبادئ تسوية النزاعات بين الدول، بالوسائل السِّلمية.

    غادر العقيد القذافي القاهرة، بعد انتهاء زيارته لمصر، التي استغرقت أربعة أيام. وقد أنتقد العقيد القذافي ـ مجدداً ـ الغزو العراقي للكويت، وقال إن أحداً لا يستطيع الموافقة على غزو دولة شقيقة، ووجه اللوم إلى العراق، الذي أتاح الفرصة لقوات التحالف لتدمير مقدرات العراق.

    قال الأمين العام للأمم المتحدة، خافيير بيريز دى كويلار، إنه وجد البيان العراقي، بعدما قرأه بتمعن، " إيجابياً حيث إننا، للمرة الأولى، نسمع عن القرار 660 والانسحاب، وهذا في حد ذاته مهم، لكنني لا أوافق على الجوانب الأخرى من البيان ".

    أعلن وزير الدفاع الأمريكي، ديك تشيني ، أن الحرب ستستمر، ولن يكون هناك وقف للنار حتى يتقيد العراق بقرارات مجلس الأمن، وينسحب من الكويت. بينما أعلن المندوب العراقي في الأمم المتحدة، أن البيت الأبيض لم يتمعن في قراءة البيان، مؤكداً أن القضايا، التي تضمنها البيان، ليست شروطاً مسبقة للانسحاب.

    أكدت المملكة العربية السعودية، رفضها بيان مجلس قيادة الثورة العراقي، بالنص الذي بثته إذاعة بغداد. وقال ناطق باسم الحكومة السعودية " في الوقت، الذي أبدى النظام العراقي فيه استعداده للتعامل مع قرار مجلس الأمن رقم 660، فإنه خالف مضمون القرار، الذي ينص صراحة على ضرورة انسحاب جميع القوات العراقية من الكويت، دون قيد أو شرط ".

    أكدت الدول المتحالفة رفضها للعرض العراقي المشروط، للانسحاب من الكويت، في حين طالبت بعض الدول، في حركة عدم الانحياز، بالرد الإيجابي على العرض العراقي، وفتح الباب أمام المفاوضات.

الأحداث العسكرية

    ذكرت مصادر عسكرية أن مسرح العمليات، على الجبهة السعودية، يشهد أوسع عمليات تحرك ميداني، وسط شواهد تؤكد أن الهجوم البري يقترب من ساعة الصفر، وأن هناك استعدادات مكثفة، بدأت منذ عدة ساعات، وأن قوات ضخمة، من جنود مشاة البحرية الأمريكية، تقدر بالآلاف، تتحرك حالياً عبر المنطقة الشمالية من المملكة العربية السعودية. وأكدت القيادات العسكرية، لقوات الحلفاء، أن البيان العراقي بشأن الانسحاب، لن يؤجل الهجوم البري عن موعده المقرر.

    أعلن متحدث عسكري، باسم القيادة المركزية، أن طائرات القوات التحالف، شنت أربع غارات متصلة، على الأقل، على أهداف في بغداد وحولها، منذ غروب أمس، حتى فجر اليوم. وأنّ انفجارات القنابل والمدفعية المضادة، أضاءت سماء المدينة ليلاً، وحلقت القاذفات الأمريكية العملاقة من نوع (B-52) فوق أراضي الكويت أمس، في عرض لإظهار تصميم القوات المتحالفة على مواصلة حرب الخليج، رغم الإعلان العراقي المشروط، بالانسحاب من الكويت. وشوهدت ثلاث قاذفات على ارتفاع كبير، قادمة من الشرق، في طريقها باتجاه الشمال، بعد نحو ثلاث ساعات من إذاعة راديو بغداد، بيان مجلس قيادة الثورة المنوه عنه بعاليه. كما دمّرت طائرات عمودية أمريكية، من نوع أباتشي (AH-64 Apache)، موقعين عسكريين متقدمين قرب الحدود السعودية. وأفاد طياروها عن تدمير موقعين أماميين وسيارتي نقل تحملان أجهزة رادار وملجأ عسكرياً حصيناً، وأربع مركبات، من القوات البرية العراقية. كما هاجمت جنوداً عراقيين.

    ذكرت مصادر عسكرية، أنه بعد مرور أربعة أسابيع من قصف قوات التحالف للقوات العراقية، أسفرت الحملة عن تدمير 30% من الدبابات وحاملات الجنود المدرعة العراقية، ونسبة أكبر قليلاً من قطع المدفعية العراقية في الكويت، وجنوب العراق. لكن هذا الحجم يرتفع إلى 40%، إذا أحصيت المعدات، التي دمرت أو أصبحت غير صالحة للعمل. وقد أشارت المصادر نفسها إلى أن الهدف من الحملة الجوية، هو الحد من القدرة العالية للقوات العراقية، بنسبة 50% قبل بدء الهجوم البري. وقد تبنى العراق أسلوباً دفاعياً، عمد فيه إلى توزيع قواته في خنادق حصينة، لمقاومة القصف، وقد وفر هذا الأسلوب للقوات العراقية، قدراً كبيراً من الحماية، ولكن بقاء القوات العراقية ساكنة في أماكنها، طوال هذا الوقت، ينطوي على مجازفة تجعلها غير مستعدة لخوض المعركة الفاصلة، كما أن هذا الوضع يؤدي إلى تدهور صلاحية استخدام المركبات، والمدرعات، والمدافع العراقية.

    صرح المشير الجوي، من القيادة العامة البريطانية، السير باتريك هاين (Patrik Hine) ، أن ملجأ محصناً للقيادة العراقية، قد يكون الرئيسي من نوعه في بغداد، موجود تحت فندق الرشيد.

    جرت على طول الحدود العراقية ـ الكويتية، سبعة اشتباكات عسكرية، دامت ما بين 5 دقائق وساعتين.

    دمرت طائرات بريطانية جسر الفالوجة، على نهر الفرات، على الطريق المؤدية إلى الحدود الأردنية، وأصابت قنبلتان مداخل الأسواق، مما أدى إلى مقتل 130، وإصابة 87 آخرين.

    دمرت طائرات التحالف، في مهام أخرى، منصة إطلاق صواريخ ثابتة، في غربي العراق، وربما أربع منصات متحركة أخرى، لم تكن محملة بالصواريخ.

    قصفت 16 طائرة كويتية، كتائب مدفعية عراقية شرقي قاعدة أحمد الجابر في الكويت، فيما قصفت 12 طائرة أخرى، مواقع مماثلة، في جنوبي الكويت.

    دمرت الطائرات الكويتية العمودية " جازيل " دباباتين للقوات العراقية شرق " الوفرة " داخل الأراضي الكويتية.

    نفذ الطيران خلال اليوم 2600 طلعة، بينها 700 طلعة على مسرح العمليات في الكويت، و470 طلعة ضد الحـرس الجمهوري، و150 طلعـة، ضد مواقع صواريخ سكود (SCUD-B) .

    بلغ عدد الطلعات الجوية، لبعض دول مجلس التعاون الخليجي، منذ بدء الحرب، الآتي: " القوات الجوية السعودية أكثر من 4900 طلعة، والقوات الجوية البحرينية أكثر من 190 طلعة، وسلاح الجو الكويتي أكثر من 516 طلعة " وسلاح الجو القطري أكثر من 39 طلعة. وأصبح إجمالي عدد الطلعات للقوات المشتركة، منذ بدء الحرب، أكثر من 76 ألف طلعة.

    تعرضت المملكة العربية السعودية في الساعة ( 00: 2 ) من فجر اليوم، إلى صاروخ سكود (SCUD-B)، باتجاه مدرسة " الجبيل " الصناعية السعودية، في المنطقة الشرقية، إلا أنه سقط في البحر غرب المدينة، التي تضم مجمعاً للصناعات البتروكيماوية، ومحطة لتحلية المياه. وبذلك، يبلغ عدد الصواريخ، التي أطلقت على المملكة 33 صاروخاً.

    شنت القوات البرية للتحالف، عدداً من الهجمات التجريبية، عبر خطوط الدفاع، التي أقامها العراق على طول الحدود السعودية، بهدف اختبار القوات، ومعرفة مواقع الجنود العراقيين المتمركزين على طول الخطوط الدفاعية، المؤلفة من عدد من العوائق، التي تتضمن سواتر ترابية، وخنادق، وأسلاك شائكة، وحقول ألغام.

    أُغرق زورق عراقي، واشتعلت النار في زورق آخر، بين جزيرة " فيلكا " والشاطئ الكويتي.

    استسلام 18 عسكرياً من القوات العراقية، بينهم ضابطان، لقوات التحالف، وبذلك بلغ عدد أسرى الحرب العراقيين 1263.

البيانات العسكرية للقيادة المشتركة ومسرح العمليات

اُنظر البيان العسكري الرقم (30) و (31)




الأحد 17 فبراير 1991

يوم 32 عمليات

الأحداث السياسية

    توقف وزير الخارجية العراقي، طارق عزيز، في طهران، لمدة 90 دقيقة، أجرى خلالها محادثات مع الرئيس الإيراني هاشمي رافسنجاني، قبل أن يستأنف رحلته إلى موسكو، لإجراء محادثات حول الموقف مع الرئيس السوفيتي، ميخائيل جورباتشوف.

    وصل إلى موسكو طارق عزيز، وزير الخارجية العراقي، قادماً من طهران في زيارة عمل للاتحاد السوفيتي، لبحث تسوية النزاع في الخليج، في ضوء البيان، الذي أصدره النظام العراقي، حول استعداده للانسحاب المشروط من الكويت.

    أوقفت مصر رحلات الطيران من وإلى الجزائر، بعد الاعتداء على مكتب مصر للطيران في العاصمة الجزائرية.

الأحداث العسكرية

    وقعت سبعة اشتباكات برية، بين القوات الأمريكية والعراقية، استمرت خمس ساعات، وقُتل فيها جنديان أمريكيان، وجرح ستة آخرون، بنيران طائرة عمودية أمريكية نوع أباتشي (AH-64 Apache)، بطريق الخطأ، اشتركت مع القوات البرية الأمريكية، على طول الحدود السعودية مع الكويت، ونتج عن هذه الاشتباكات، تدمير ثلاث دبابات عراقية، وثلاث مصفحات، وراجمة صواريخ، وملجأين، ومخزن ذخيرة. كما أُسر 20 جندياً عراقياً.

    واصل طيران دول التحالف طوال النهار، قصف المواقع في جنوبي العراق وشرقيها، بعدما استؤنف خلال الليل، خاصة على المواقع العسكرية " مدن البصرة والفاو وأبو الخصيب ".

    نفّذت القوات المشتركة، خلال الأربع والعشرين ساعة الماضية، أكثر من (2600) طلعة جوية، كان نصيب القوات الجوية السعودية منها (165) طلعة. وقد خصص من هذه الطلعات 800 طلعة، ضد أهداف عراقية داخل مسرح العمليات الكويتي، إضافة إلى 100 طلعة، ضد مواقع الحرس الجمهوري، و 15 طلعة على مناطق وجود صواريخ سكود (SCUD-B) .

    بلغ مجموع الطلعات، التي نفّذتها قوات التحالف، منذ بدء عملية " عاصفة الصحراء "، 78 ألف طلعة، نفذت القوات الجوية السعودية منها، ما يزيد على (5050) طلعة.

    دخلت طائرات عمودية من نوع أباتشي (AH-64 Apache)، في وقت متأخر من الليلة الماضية، إلى مسرح عمليات الكويت، ودمرت خمس عربات قتال، وبرجي مراقبة، وأربعة مباني، وتسع عربات.

    أعلن متحدث عسكري بريطاني، أن طائرات الجاجوار (Jaguar)، و تورنيدو ( Tornado) البريطانية، قصفت مواقع بطاريات المدفعية، ومراكز القيادة والسيطرة العراقية، في العراق والكويت، وأن سوء الأحوال الجوية، تسبب في إلغاء بعض الطلعات.

    اعترف ناطق بريطاني بأن قنبلة، من ثلاث قنابل، أسقطتها طائرة تورنيدو (Tornado)، تابعة لسلاح الجو البريطاني، على أحد جسور مدينة الفالوجة، انحرفت عن مسارها وانفجرت في المدينة. وقد أسفت القيادة البريطانية المشتركة على هذا الخطأ، على الرغم من عدم تأكيد وجود ضحايا هناك.

    للمرة الأولى تعلن قوات التحالف، أن طائراتها قصفت، قبل عدة أيام، مركز قيادة عراقي في الكويت، كان يوجد فيه، استناداً إلى أجهزة استخبارات التحالف، أحد القادة الرئيسيين للحرس الجمهوري، وهي المرة الأولى، التي يعترف فيها مسؤول في قوة التحالف، أن غارة استهدفت شخصاً.

    أعلن الناطق باسم الجيش الإسرائيلي، أن صاروخين عراقيين من نوع سكود (SCUD-B)، سقطا في إسرائيل، ليلة السبت / الأحد ( 16 / 17 فبراير )، وأن أحدهما سقط في صحراء النقب، من دون أن يسبب أضراراً. وبذلك بلغ عدد الصواريخ، التي أُطلقت على إسرائيل 35 صاروخاً.

    أطلق العراق ما مجموعه 68 صاروخاً من نوع سكود (SCUD-B)، حتى اليوم.

    حول الإحصائية النهائية للقتلى والجرحى والمفقودين، خلال العمليات العسكرية، بلغ المجموع الكلي لقتلى دول التحالف 38 قتيلاً، منهم 14 أمريكياً و24 سعودياً، بينما بلغ عدد الجرحى 96، بينهم 16 من الولايات المتحدة الأمريكية وفرنسا وبريطانيا، و75 سعودياً، و5 من القوات المتحالفة الأخرى، بينما بلغ عدد المفقودين 63، بمن فيهم الأسرى لدى العراق. كما بلغ عدد الأسرى العراقيين، لدى السلطات السعودية 1263 أسيراً.

    حول الإحصائية النهائية لخسائر العراق في المعدات، منذ بدء الحرب الجوية. ذكر قائد عسكري، في قيادة قوات التحالف، أن جملة خسائر القوات العراقية، منذ بدء عمليات " عاصفة الصحراء "، بلغت:

    ـ تدمير نحو 1400 دبابة، من أصل 4280 دبابة، في مسرح العمليات الكويتي.

    ـ تدمير أكثر من 800 آلية نقل مدرعة، من أصل 2870 عربة.

    ـ تدمير أكثر من 1200 قطعة مدفعية، من أصل 3110 قطعة مدفعية.

    ـ تدمير وإسقاط 140 طائرة.

    ـ هروب 150 طائرة إلى إيران.

    ـ تدمير معظم قطع سلاح البحرية العراقية.

    ـ تدمير 110 ألغام بحرية.

    إضافة إلى قطع الإمدادات العراقية، عن قواتها في الكويت، بمقدار النصف، نتيجة لتدمير الطرق والسكك الحديدية والجسور العراقية. وأشار إلى أن العراق أطلق، منذ بدء العمليات، 68 صاروخاً من نوع سكود (SCUD-B)، على السعودية وإسرائيل. وقد فقدت قوات التحالف الدولي، 29 طائرة حربية.

البيانات العسكرية لقيادة القوات المشتركة ومسرح العمليات

اُنظر البيان العسكري الرقم (31) و (32)

البيانات العسكرية العراقية

    أعلن العراق أنه أطلق ثلاثة صواريخ من نوع سكود (SCUD-B)، على المفاعل النووي الإسرائيلي في ديمونة. وذكر بيان عسكري عراقي، أن كافة منصات إطلاق الصواريخ عادت إلى قواعدها سالمة. وأشار البيان إلى أن صاروخاً آخر من نوع " سكود "، أطلق على ميناء حيفا.




الاثنين 18 فبراير 1991

يوم 33 عمليات

الأحداث السياسية

    سلم الرئيس السوفيتي، ميخائيل جورباتشوف، لطارق عزيز خطة سلام، لتسوية أزمة الخليج سلمياً. وقال: فيتالي إجناتينكو، الناطق باسم الرئيس السوفيتي ميخائيل جورباتشوف، إن هذه الخطة تتكون من ثماني نقاط، هي:

        موافقة العراق على انسحاب قواته، دون قيد أو شرط من الكويت.
        يبدأ الانسحاب اعتبارا من اليوم التالي، لوقف إطلاق النار.
        تجرى عملية الانسحاب، وفق جدول زمني محدد.
        بعد انسحاب ثلثي القوات العراقية من الكويت، تُرفَع العقوبات عن العراق.
        بعد انتهاء الانسحاب وتصفية أسباب العقوبات على العراق، تنتهي فعالية هذه القرارات الصادرة بها.
        يبدأ الإفراج عن الأسرى فور البدء، في وقف إطلاق النار.
        تراقب دول، من غير المشاركة في قوات التحالف، الانسحاب العراقي.
        استمرار العمل، حول تدقيق صياغة هذا الاتفاق.

    أعلن البيت الأبيض أن الرئيس الأمريكي، جورج بوش، تلقى اقتراح السلام، الذي تقدم به الرئيس السوفيتي، ميخائيل جورباتشوف، لحل أزمة الخليج، وأنه أمر المسؤولين العسكريين الأمريكيين، الاستمرار في خططهم الحربية، كما هو مقرر.

الأحداث العسكرية

    بدأت القوات الأمريكية تستعد لخوض المعركة البرية، وهي تتلقى، الآن، التعليمات الأخيرة حول كيفية التمييز بين جنود وعتاد القوات المتحالفة، والجنود العراقيين، في الوقت الذي يجري فيه وضع اللمسات الأخيرة، على خط المعركة البرية.

    اتبعت الطائرات الأمريكية تكتيكاً ليلياً جديداً، يؤدي إلى تدمير 200 دبابة عراقية يومياً، ويعتمد التكتيك على خليط من القنابل الموجهة بالليزر، مع استخدام وسائل الرؤية الليلية المتطورة، مما زاد من قدرة الطائرات التدميرية أربعة أضعاف عما كان سابقاً. وسيكون لهذا التكتيك أثر مهم، حين يبدأ الهجوم البري.

    واصل طيران التحالف الدولي غاراته، ضد الأهداف الاستراتيجية العراقية، وقوات الحرس الجمهوري، ومهاجمة منصات إطلاق الصواريخ سكود (SCUD-B)، وذلك على الرغم من إلغاء ثلث مجمل الطلعات، لسوء الأحوال الجوية.

    استمرار عمليات القصف الجوي، لمواقع القوات العراقية وتجهيزاتها العسكرية والإستراتيجية، داخل العراق والكويت، مع استخدام " قنابل الوقود السائل " في تفجير حقول الألغام، التي زرعها العراقيون على طول الجبهة. كما دُمرّت منصتا إطلاق صواريخ، وأصيبت ثالثة.

    نفذت طائرات دول التحالف أكثر من 2400 طلعة جوية، خلال الأربعة والعشرين ساعة الماضية، منها 100 طلعة ضد قوات الحرس الجمهوري، وأكثر من 330 طلعة ضد مواقع منصات إطلاق الصواريخ سكود (SCUD-B) .

    بلغ مجموع الطلعات الجوية، منذ بدء الحرب، حتى الآن، 80 ألف طلعة، نفذت القوات الجوية السعودية منها 5200 طلعة، والقوات الجوية الكويتية 650 طلعة، والبحرينية 208 طلعة، والقطرية 43 طلعة.

    أعلن ناطق باسم قيادة القوات المشتركة ومسرح العمليات، أن أربع طائرات من نوع ميراج 2000 (Mirage 2000)، تابعة لسلاح الجو، بدولة الإمارات العربية المتحدة، شنت لأول مرة، أربع غارات هجومية، بالمشاركة مع قوات التحالف، على مواقع القوات العراقية، في الأراضي الكويتية.

    رافقت طائرة عمودية أمريكية من نوع  كوبرا (AH-1 Cobra) الهجومية، وحدات سعودية وكويتية وأمريكية خلال الاشتباك مع 6 حاملات جند مدرعة عراقية، ودمّر اثنتان منها وانسحبت الأخريات لجهة الشمال.

    هاجمت طائرات من نوع التورنيدو (Tornado F-3) طويلة المدى،  جسرين على خط الإمداد الرئيسي للقوات العراقية، وكذلك المطارات العراقية. كما هاجمت طائرات من نوع الجاجوار (Jaguar)، مستودعين للمؤن في الكويت.

    أُعلن في الطائف، أن سرب كويتي مكون من 15 طائرة، قصف مواقع كتائب مدفعية ودروع عراقية، في المنطقة الغربية الشمالية من الكويت، وشمال غربي قاعدة أحمد بن جابر الكويتية. كما قصف سرب آخر مكون من 14 طائرة، كتيبة مدفعية، وكتيبة مدرعة عراقية، ومخازن ذخيرة عراقية، جنوب مدينة الكويت.

    شنت الطائرات الهجومية الفرنسية الجاجوار (Jaguar)، غارتين، على أهداف داخل العراق.

    أعلن ناطق باسم قيادة القوات المشتركة ومسرح العمليات، أن طائرات عمودية من نوع أباتشي  (Apache)، تابعة للقوات البرية الأمريكية، نفّذت مهمّة استطلاع جوي، داخل مسرح العمليات، نتج منها الآتي:

        أسر عشرة عسكريين من القوات العراقية، بينهم ضابط.

        استسلام أربعين عسكرياً للقوة نفسها، وذلك أثناء عودتها من تنفيذ المهمّة.

        تدمير راجمة صواريخ من نوع ب م ـ 21 (BM-21 MLRS) .

        تدمير دشمتَيْن.

        تدمير ستة مدافع هاون، مع الذخيرة.

        الحصول على وثائق عسكرية.

    صرح المتحدث العسكري الأمريكي، الجنرال ريتشارد نيل، أن طائرة أمريكية من نوع فالكون (F-16 Fighting Falcon)، تحطمت فوق الأراضي العراقية، خلال قتال جوي، جرى داخل الأراضي العراقية، وعلى مسافة 40 كم، إلاّ أن طائرات الإنقاذ العمودية استطاعت أن تنقذ طيارها، في عملية وصفها بأنها " درامية ".

    فقدت قوات التحالف، منذ بدء الحرب حتى الآن، 30 طائرة، منها 21 طائرة أمريكية، و9 طائرات تابعة لقوات التحالف.

    ارتطمت السفينتان الأمريكيتان (TRIPOLI) ، (PRINCETON)، في لغمَيْن بحريَّيْن، صباح هذا اليوم، ونتج من ذلك أضرار طفيفة في السفينتين، وجُرح سبعة من الأفراد.

    تم تقدير خسائر الجيش العراقي بحوالي 15% بين قتيل وجريح، ويعني ذلك، سقوط حوالي 81750 جندياً عراقياً، من بين 545 ألف جندي، بين قتيل وجريح.

البيانات العسكرية لقيادة القوات المشتركة ومسرح العمليات

اُنظر البيان العسكري الرقم (32) و (33)

البيانات العسكرية العراقية

    أعلن ناطق عسكري عراقي، أن العراق أسقط أكثر من 300 طائرة وصاروخ، لقوات التحالف.

    أعلن العراق، أن خسائره في الأفراد بلغ 1.600 قتيل من المدنيين و 830 من الجرحى، و90 جندياً من القتلى.




الثلاثاء 19 فبراير 1991

يوم 34 عمليات

الأحداث السياسية

    أعلن مبعوث الرئيس السوفيتي، عضو مجلس الرئاسة، يفجيني بريماكوف، أن العراق وافق على خطة السّلام السوفيتية، وأنه على استعداد، الآن، أكثر من أي وقت مضى لسحب قواته من الكويت، بلا قيد أو شرط. وقال إن العراق وافق على قرار مجلس الأمن الرقم 660، الذي ينص على انسحاب العراق دون قيد أو شرط، وأن الرئيس العراقي، صدام حسين، يحاول ـ بطبيعة الحال ـ أن يضمن أمنه، و يحفظ ماء وجهه. وأضاف أن العراق لا يضع شروطاً، وإنما يطرح القضايا، التي يتصور ضرورة حلها، وأن الأمر يرتبط الآن بموقف الولايات المتحدة الأمريكية.

    رفض الرئيس الأمريكي، جورج بوش، الخطة السوفيتية، الهادفة إلى التوصل إلى تسوية، على أساس انسحاب العراق، واستعادة الكويت سيادتها. واعتبر الرئيس الأمريكي الخطة السوفيتية، " أقل بكثير مما قد يكون مطلوباً ".

    في مشاورات موسّعة بين دول المغرب العربي، وأعضاء الجماعة الاقتصادية الأوروبية، قدمت الرباط خطة عمل مفصلة، لإنهاء أزمة الخليج، مستوحاة من قرار مجلس الأمن الرقم 660، الذي قبل العراق التعامل معه. تشتمل المبادرة المغربية، على النقاط الآتية:

        وأنّ استعداد الرئيس العراقي، صدام حسين، للانسحاب من الكويت يشكل تطوراً جذرياً في الموقف العراقي، الذي لم يعد يعتبر الكويت المحافظة التاسعة عشرة للعراق.
        تُعد الشروط، التي يضعها العراق ذات طابع ثانوي، باعتبار أن الأمم المتحدة لم تلتزمها.
        إنّ مجلس الأمن، هو وحده الجهة، التي تملك صلاحية المفاوضات مع العراق، لضمان الانسحاب من الكويت.
        الدخول لاحقاً في مفاوضات جانبية لتسوية المسائل الأخرى، وفي أولها فتح المجال أمام سلام عادل في المنطقة، يحفظ للعراق وحدته.

الأحداث العسكرية

    قال قائد قوات الحرس الجمهوري العراقي، الفريق الركن أياد فتيح خليفة الرادي، في حديث لوكالة الأنباء العراقية: " إن قواته لم يردعها القصف الجوي، وأنها ستدحر الغزاة ". وأن قواته " تمتلك أسلحة متطورة وحديثة، وستهزم الجمع الكافر، بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية، في أم المعارك ".

    ذكرت وسائل الإعلام الإيرانية، أن نائب رئيس الوزراء العراقي، سعدون حمادي، صرح خلال زيارته لطهران، أن الغارات الجوية لقوات التحالف، ضد المواقع العراقية المختلفة، أسفرت عن مصرع أكثر من 20 ألف عراقي، وإصابة 60 ألف آخرين، في الأيام الـ 24 الأولى من الحرب. وقد صرح حمادي بأن الحرب أسفرت عن تكبيد العراق خسائر تقدر بنحو مائتي مليار دولار.

    أنهى مشاة البحرية الأمريكية، المارينز (MARINS)، تمركزهم النهائي على الجبهة، بانتظار إصدار الأمر ببدء الهجوم البري، بينما استمر توافد مئات القوافل من القوات المدرعة والمشاة، لتعزيز خطوط الإسناد، والقوات المهاجمة.

    سمح الطقس لطائرات التحالف بشن هجمات جوية، على أهداف في وسط بغداد، بينما قصفت مدفعية مشاة البحرية الأمريكية ـ المارينز (MARINS)، الثقيلة، لليوم الثاني على التوالي، أهدافاً عراقية قرب حقل الوفرة في الكويت. وقد دمرت الطائرات والمدافع والصواريخ عشرات الدبابات والمواقع ومنصات الصواريخ، ومواقع الدفعية. كما دمرت طائرات عراقية رابضة على الأرض، في غربي العراق.

    قصفت طائرات التحالف، وبشكل مكثف، أهدافاً عراقية في وسط بغداد، في غارة من أعنف الغارات، التي شهدتها حرب الخليج، منذ بدايتها. واشتركت معها، في الوقت نفسه، صواريخ كروز (Cruise)، ونتج عن القصف، الذي استمر أكثر من خمس ساعات، ثلاثة انفجارات.

    أغارت الطائرات الفرنسية من نوع جاجوار (Jaguar)، مرتين على أهداف عراقية داخل الكويت، مستهدفة وحدات مدفعية عراقية. وحلقت طائرات من نوع الميراج  (F-1 Mirage)، في مهمتي استطلاع، فوق مواقع الجيش العراقي، تحت حماية المقاتلات ميراج ـ 2000 (Miragr 2000) .

    أُعلن في الدوحة، أن القوات الجوية القطرية لا زالت تواصل طلعاتها القتالية، ضد الأهداف المحددة لها داخل دولة الكويت. وقد اشتركت، طائرات مقاتلة من نوع (Alpha Jet G 91 R)، لأول مرة، في هذه الطلعات.

    نفذت قوات التحالف، اليوم، 2800 طلعة، منها ما يقارب من 100 طلعة جوية، ضد قوات الحرس الجمهوري العراقي، و 140 طلعة جوية، ضد مواقع منصات صواريخ سكود (SCUD-B)، وأهدافاً أخرى مرتبطة بالمنصات، حيث هاجمت طائرات (F-15) أربع منصات إطلاق صواريخ "سكود"، وثلاث عرابات مساعدة مثل: عربات ملء الوقود.

    نفذت طائرات دول مجلس التعاون الخليجي، حتى اليوم، ما يزيد عن 6200 طلعة، من مجموع الطلعات الجوية البالغ عددها 83 ألف طلعة، منذ بدء الحرب، بنسبة 7%.

    نفّذت القوات الجوية البريطانية، حتى اليوم، 4330 طلعة، ونفذت أمس طائرات تورنيدو (Tornado)، مهمة ناجحة، حيث أسقطت قنابل عالية التفجير على مطارين عسكريين، وعلى جسر يصل بين جانبي نهر الفرات، كما دمّرت أحد مراكز القيادة.

    فُقدت اليوم طائرة أمريكية من نوع (A-10 Thunderbolt)، داخل مسرح العمليات. وبذلك يصبح مجموع خسائر طائرات قوات التحالف، منذ بداية الحرب، 31 طائرة، منها 22 طائرة أمريكية، و9 طائرات لباقي دول التحالف.

    تواصل الطائرات العمودية من نوع أباتشي (AH-64 Apache)، غاراتها خلف الخطوط الدفاعية، لقوات الحرس الجمهوري العراقي.

    قصفت الطائرات الأمريكية من نوع (A-6 Intruder)، التابعة لمشاة البحرية الأمريكية، جزيرة "فيلكا"، وأهدافاً أخرى داخل العراق والكويت.

    سقط الصاروخ العراقي الرقم 36 من نوع سكود (SCUD-B) ، على إسرائيل. وأعلن ناطق عسكري إسرائيلي "أن الصاروخ الأخير لم يوقع ضحايا أو أضراراً". ورفض المتحدث تحديد موقع سقوط الصاروخ، وأشار فقط إلى أنه سقط في المنطقة الخامسة ( الضفة الغربية المحتلة ).

البيانات العسكرية لقيادة القوات المشتركة ومسرح العمليات

اُنظر البيان العسكري الرقم (33) و (34)

البيانات العسكرية العراقية

    أعلن العراق عن إسقاط أكثر من 180 طائرة وصاروخ.

    ذكر العراق أن قوات التحالف شنت 244 غارة جوية، على الأراضي العراقية ـ الكويتية.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 75802
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 78
الموقع : الاردن

 يوميات حرب الخليج من 1/1/1991  الى 13/3/1991 Empty
مُساهمةموضوع: رد: يوميات حرب الخليج من 1/1/1991 الى 13/3/1991    يوميات حرب الخليج من 1/1/1991  الى 13/3/1991 Emptyالخميس 24 مارس 2016, 8:55 pm

الأربعاء 20 فبراير 1991

يوم 35 عمليات

الأحداث السياسية

    أعلن مستشار الرئيس السوفيتي للشؤون الدولية، أليكس جو جيمياكوف، أنه يمكن تعديل الخطة السوفيتية، من خلال حوار بين الاتحاد السوفيتي، والدول الأخرى الأعضاء في التحالف.

    هاجم عمدة بيت لحم، إلياس فريح ـ في تصريح لصحيفة "ها آرتسي" الإسرائيلية ـ مساندة بعض القادة الفلسطينيين للعراق، وذلك في أول انتقاد علني، توجهه شخصية بارزة داخل الأراضي المحتلة، للموقف المؤيد للعراق، الذي تنتهجه منظمة التحرير الفلسطينية.

    وزعت البعثة العراقية لدى الأمم المتحدة، نسخة مكتوبة لوقائع اجتماع انعقد في 13 يناير الماضي، بين الأمين العام للأمم المتحدة، خافيير بيريز دى كويلار، وبين الرئيس العراقي، صدام حسين. وكانت بعض وقائع هذا الاجتماع، أن الرئيس العراقي، قال للأمين العام: " إن لا أحد ينطق كلمة، الانسحاب من الكويت، لأنها مع احتمال نشوب الحرب، تعني تمهيداً نفسياً لانتصار العدو ". وعندما أشار الرئيس العراقي، إلى قرارات الأمم المتحدة، ضد العراق، قال الأمين العام: " هذه ليست قراراتي، بل قرارات المجلس "، ورد الرئيس العراقي قائلاً: " إنها قرارات أمريكية، لأن هذه حقبة أمريكية، وما تريده الولايات المتحدة الأمريكية هو، الذي ينفذ لا ما يريده مجلس الأمن ". ورد بيريز دى كويلار قائلاً: " في ما يتعلق بي فأنني إلى جانبكم " وأضاف أنه يعتقد " أن الرئيس صدام فعل الكثير بالنسبة إلى القضية الفلسطينية، وتمكن من وضع مصير الشعب الفلسطيني على جدول الأعمال ".

    دعت الصين العراق إلى انتهاز الفرصة، واتخاذ إجراءات فورية لسحب قواته من الكويت، وشددت على حل أزمة الخليج بوسائل سياسية، وليس بوسائل عسكرية. وجاء التصريح بعد اجتماع رئيس الوزراء الصيني، لي بينج، مع نائب رئيس الوزراء العراقي، سعدون حمادي.

الأحداث العسكرية

    أعلن متحدث عسكري باسم قيادة القوات المشتركة ومسرح العمليات، في البيان الرقم 34، أن إحدى وحدات القوات البرّية الأمريكية، نفّذت عملية " استطلاع بقوة "، مستخدمة في ذلك الطائرات العمودية من نوع أباتشي (Apache AH-64A) الهجومية، من نوع  (Chinook CH-47C) الاستطلاعية. وخلال هذه العملية، استطاعت قصف بعض المواقع المحصّنة. ونتج من ذلك أسْر ما بين ( 450 ـ 500 ) من أفراد القوات العراقية. وأفادت بعض المصادر الأخرى، أن العملية تمت على مجمع خنادق عراقية، شمالي الحدود السعودية، وقد بدأت العملية الساعة الثالثة عصراً " اليوم "، واستُخدمت فيها الطائرات العمودية المضادة من نوع أباتشي، والطائرة عمودية من نوع (Kiowa OH-58) وقد دُمّر ما بين 13 و15 موقعاً عراقياً محصناً، فبدأ الجنود يستسلمون، وقد أرسلت طائرات عمودية ثقيلـة من نـوع   Chinook (CH-47)، لتأمين إجلاء الأسرى.

    فقدت القوات الأمريكية، اليوم، طائرة عمودية من نوع (Kiowa OH-58)، وقُتِلَ قائدها، وذلك أثناء اشتراكها مع طائرات أخرى، في عملية استطلاع جوي.

    هاجمت الطائرات الأمريكية أكثر من 200 آلية عراقية، على بعد حوالي 100 كم شمالي الحدود، ودمّرت 28 دبابة، و26 عربة متنوعة، وثلاث قطع مدفعية، وثلاثة مخازن للسلاح. كما نفذت وحدات برية، كويتية وسعودية وسورية ومصرية، تساندها القوات الجوية المشتركة رماية بالمدفعية، نتج عنها تدمير ست تحصينات وثماني دبابات، ونقطتي مراقبة، وثلاث ناقلات أفراد، وقطعتي مدفعية. كما رمت قوة مصرية، مساء اليوم، عدداً من مواقع المدفعية العراقية، من عيار 122 ملم، وأسكتتها.

    نفذّت طائرات التحالف اليوم، أكثر من 2500 طلعة جوية، منها 300 طلعة استهدفت منصات إطلاق صواريخ سكود (SCUD-B)، العراقية، وأهدافاً مرتبطة بها، حيث رصدت أجهزة الرصد إطلاق صاروخ سكود على إسرائيل، الليلة الماضية، كما هاجمت قاذفـات (B-52) منصة الإطلاق، مما أدى إلى حدوث عدة انفجارات على الأرض.

    بلغ مجموع الطلعات، التي نفّذتها القوات الجوية للتحالف، منذ بدء عملية " عاصفة الصحراء "، نحو 86 ألف طلعة، نفذت منها القوات الجوية السعودية، ما يزيد على ( 5500 ) طلعة.

    قصفت طائرات من نوع التورنيدو (Tornado)، والجاجوار (Jaguar) البريطانية، بطاريات المدفعية وتجمعات ومخابئ القوات العراقية، ومنشآت ومهابط الطائرات. وقد هاجمت طائرات التورنيدو أمس، مهبطين للطائرات في جنوب ووسط العراق، حيث كانت مخابئ العتاد الهدف الرئيسي لهذه الغارات. وقد واصلت طائرات الجاجوار مهامها على ساحة العمليات في الكويت، حيث هاجمت مواقع المدفعية، إضافة إلى مواقع العتاد.

    قصفت طائرات دول التحالف العاصمة العراقية بغداد، لليلة الثانية على التوالي. وقد استؤنف القصف حوالي الساعة الحادية عشرة من مساء أمس، وظلت الانفجارات تسمع كل خمس دقائق، حتى الساعة الثالثة والنصف صباح اليوم، الأمر الذي أجبر سكان بغداد على الهرب إلى القرى المجاورة. وقد دمّر عدد من الطائرات العراقية، في مطار المثنى في بغداد.

    واصلت قوات التحالف قصفها الجوي والصاروخي، على مدن بدرة، ومندلي، وميسان، وزرباطة. كما ألحقت أضراراً جسيمة في كل من مدن الفاو، وأم الرصاص، والنومة، وأبو الخصيب، والعمارة، وعدة مدن أخرى، جوار محافظة " خوزشناق " الإيرانية. كما هاجمت أهدافاً عسكرية غربي العراق، بطلعات منتظمة في المنطقة، لمطاردة منصات إطلاق صواريخ سكود (SCUD-B)، العراقية.

    شنت طائرات من قاذفات القنابل (B-52)، هجوماً على قاعدة صواريخ سكود (SCUD-B)، في غربي العراس.

    استولت القوات البرية الأمريكية، على موقع عراقي متقدم للاستطلاع، كانت القوات العراقية قد أقامته داخل أراضي الكويت، ثم تركته وهربت تحت وطأة القصف المدفعي الكثيف.

    استقرت خسائر طائرات دول التحالف عند 31 طائرة، "بينها 22 طائرة أمريكية و9 طائرات لباقي دول التحالف".

    قال مدير العمليات في هيئة أركان الجيش الأمريكي، الجنرال توم كيلي، "إن القوات العراقية في العراق والكويت، ضعفت كثيراً وخسرت 30 إلى 40 بالمائة من معداتها العسكرية الثقيلة، الأمر الذي سيمكَّن القوات المتحالفة من إلحاق الهزيمة العسكرية السريعة، حينما تبدأ الحملة البرية.

    أعلن قائد القوات المركزية الأمريكية، الجنرال نورمان شوارتزكوف، أن الجيش العراقي أصبح على حافة الانهيار. وقال في حوار مع صحيفة "لوس أنجلوس" الأمريكية، إن القوات العراقية تفقد حالياً حوالي 100 دبابة كل يوم، وأنه ليس هناك جيش يمكنه أن يتحمل، هذا المعدّل من الاستنزاف.

    في تقييم لقائد القوات المركزية الأمريكية، الجنرال نورمان شوارتزكوف، للحرب المستمرة منذ 34 يوماً في الخليج قال: "أنه من المرجح أن القدرات العسكرية العراقية كان مبالغاً في تقديرها، في البداية". وقال إن أداء الجيش العراقي يعكس شيئاً، كانت الدول المتحالفة تعرفه منذ الخريف، ولكن نادراً ما ناقشناه علناً، وهو أنه بعد ثماني سنوات من الحرب مع إيران، سئم الجيش العراقي الحرب، ولم تعد لديه أدنى رغبة في العودة إلى ساحة القتال، كما دل على ذلك عدد الهاربين منه.

البيانات العسكرية لقيادة القوات المشتركة ومسرح العمليات

اُنظر البيان العسكري الرقم (34) و (35)

البيانات العسكرية العراقية

    بثت إذاعة بغداد بياناً عسكرياً جاء فيه، أن القوات العراقية صدت هجوماً شاركت فيه الطائرات العمودية في " قطاع العمليات الجنوبي"، وأن القوات العراقية أجبرت أفراد القوة على الفرار، بعد سقوط العديد من القتلى والجرحى.




الخميس 21 فبراير 1991

يوم 36 عمليات

الأحداث السياسية

    أعلنت موسكو أن العراق رد إيجابياً، على خطة الرئيس السوفيتي، ميخائيل جورباتشوف. وسلّم رد بغداد وزير الخارجية العراقي، طارق عزيز، خلال اجتماعه مع الرئيس السوفيتي في الكرملين. ووافق العراق على النقاط الثماني، التي وردت في الخطة السوفيتية.

    أعلن المتحدث الرسمي المساعد، باسم الرئيس الأمريكي، أن الرئيس الأمريكي، جورج بوش، أبدى اعتراضاته على مبادرة موسكو، على أساس أن صيغة الخطة السوفيتية المطروحة لا تتفق ونقاط أساسية، التزمت بها دول التحالف، ونصت عليها قرارات مجلس الأمن.

    قبل ساعات من وصول وزير الخارجية العراقي إلى موسكو، وجهّ الرئيس العراقي، صدام حسين، كلمة تمسك فيها بعرضه المشروط للانسحاب من الكويت، والذي ورد في بيان مجلس قيادة الثورة يوم 15 فبراير. وقال: " إن انسحاب العراق لا بد أن يتم في نطاق ترتيب شامل، لحل مشاكل المنطقة، وأولاها مشكلة فلسطين ". وأضاف: " إن أم المعارك ستكون معركة النصر والاستشهاد. أنهم يريدون أن نستسلم، ولكن سيصابون بخيبة الأمل. وإن الكثيرين لا يعرفون، مدى قدرة الجيش العراقي ".

    صرح وزير الدفاع الأمريكي، ديك تشيني: " أن آخر تصريحات الرئيس العراقي،  صدام حسين، لا تعطي أملاً كبيراً في أنه سينسحب من تلقاء نفسه. ومن ثم فلا اختيار آخر أمامنا سوى المضي في العمليات العسكرية. وستكون هذه العملية، واحدة من أكبر عمليات الهجوم البري، التي يشهدها العصر الحديث ".

    اعتبر متحدث من البيت الأبيض، أن خطاب الرئيس العراقي، صدام حسين " جاء مخيَّباً للآمال " وأن جهود تحرير الكويت سوف تستمر.

    كشفت أنباء أمريكية من واشنطن، أن الإدارة الأمريكية طلبت من موسكو أن تتضمن مقترحاتها ضرورة الانسحاب العراقي من الكويت، خلال أربعة أيام، وإطلاق سراح جميع الأسرى، والكشف عن حقول الألغام.

    أعلن الرئيس الليبي، العقيد معمر القذافي ـ في حديث لراديو مونت كارلو ـ أن احتلال العراق للكويت، قد أساء للقضية الفلسطينية، وأدى إلى خنق الانتفاضة، وأبعد انتباه العالم عنها.

الأحداث العسكرية

    قصفت بعض الوحدات البرية، من الجيش الأمريكي، المواقع العراقية بقذائف مدفعية متطورة، في أعنف قصف منذ بدء الحرب. وأطلقت أربع بطاريات، تستخدم القاذفات الصاروخية المتعددة الفوهات، مئات من القذائف الصاروخية التي تفتتت الواحدة منها إلى 664 قنبلة صغيرة، عند إصابة الهدف. وأستهدف القصف مواقع المشاة، والمدفعية، والدفاعات الجوية، ومعدات الهندسة، ومقرات القيادة. وخلال أربع غارات شنتها طائرات عمودية قتالية من نوع أباتشي (AH-64 Apache)، و كوبرا (AH-1 Cobra)، دُمّر موقع رادار، وخمسة مواقع مدفعية مضادة للطائرات، وناقلتا جند مصفحتين، وأربع شاحنات وموقع محصن.

    فتحت المدفعية البريطانية نيرانها على القوات العراقية، على الجانب الآخر من الحدود السعودية. وأطلقت عليها 1300 قذيفة مدفعية، و144 صاروخاً، في أكبر عملية إطلاق للنيران من جانبها، في حرب الخليج. وأشترك في القصف 72 مدفعاً ثقيلاً، على مدى 16 كم من الجبهة.

    على الرغم من سوء الأحوال الجوية، نفّذت طائرات قوات التحالف، اليوم، 2400 طلعة جوية على المواقع العراقية. استهدفت 800 طلعة من هذه الطلعات، المواقع العراقية في الكويت، و100 طلعة على مواقع "الحرس الجمهوري". وقد نفّذت القوات الجوية السعودية خلال  الأربع والعشرين ساعة الماضية، عدد 173 طلعة.

    بلغ مجموع الطلعات الجوية، التي نفذتها قوات التحالف، منذ بدء عملية " عاصفة الصحراء "، أكثر من 88 ألف طلعة، نفذت منها القوات الجوية السعودية ( 5773 ) طلعة .

    هاجمت الطائرات البريطانية من نوع تورنيدو (Tornado)، قواعد الطائرات العمودية العراقية، في المرحلة الأخيرة من الحملة الجوية، قبل شن الهجوم البري، وأن ما يعادل 60 % من المخابئ المحصنة للطائرات العراقية، قد دُمّرت انطلاقاً من مبدأ التأكد، من أن القوات البرية المتحالفة لن تُهاجم من الجو، بواسطة طائرات ادخرت خلال القصف الجوي، الذي بدأ منذ أكثر من شهر.

    شنت الطائرات القاذفة الفرنسية، من نوع  الجاجوار (Jaguar)، أربع غارات، استهدفت اثنتان منها مواقع مدفعية في العراق، تقع قبالة فرقة فرنسية تتمركز على امتداد الحدود الشمالية، للمملكة العربية السعودية. في حين استهدفت الغارتان الأخريتان مواقع عراقية، في جنوبي الكويت.

    واصل طيران الحلفاء قصف الأهداف المحددة، في مدن البصرة، والفاو، وأبو الخصيب، والزبير، والتنومة في جنوب شرقي العراق، وقد سمع 12 انفجاراً رهيباً، سمعت من عشرات الكيلومترات. كما قصفت طائرات دول التحالف، في الساعة السادسة والنصف من مساء أمس، أهدافاً محددة، في محافظة ميسان العراقية.

    أعلن متحدث عسكري باسم قيادة القوات المشتركة ومسرح العمليات، الآتي:

    ـ في تمام الساعة ( 30 : 2 ) من فجر هذا اليوم، أطلق المعتدي صاروخين من نوع (FROG)، سقط أحدهما بالقرب من إحدى وحدات القوات السنغالية، وأحدث إصابات مختلفة في ثمانية من أفراد الوحدة، وتسبب بإعطاب عربة واحدة. أما الصاروخ الآخر، فسقط في منطقة صحراوية خالية.

    ـ وفي تمام الساعة ( 06: 5 ) من مساء هذا اليوم، كذلك، أطلق المعتدي صاروخين آخرين من نوع سكود (SCUD-B)، في اتجاه مدينة حفر الباطن. وتمّ اعتراضهما وتدميرهما، وسقطت أجزاء منهما في منطقة خالية من السكان. ولم تردْنا معلومات عن حدوث إصابات أو خسائر.

    ـ وفي الساعة ( 00 : 9) من مساء اليوم نفسه، أطلق المعتدي صاروخاً ثالثاً من نوع سكود (SCUD-B)،  في اتجاه مدينة حفر الباطن، وسقط خارج المنطقة السكنية، ولم ينتج عنه أضرار.

    وبذلك يكون العراق قد أطلق على المملكة، منذ بدء الحملة الجوية، 38 صاروخاً.

    أطلق العراق صاروخاً من نوع سكود (SCUD-B)، باتجاه دولة البحرين، في الساعة الثانية والنصف من صباح اليوم. وذكر متحدث باسم القوات المشتركة ومسرح العمليات أن الصاروخ فُجّر بواسطة صواريخ باتريوت، التي انطلقت من البحرين، وسقطت شظاياه في مياه الخليج.

    تعرضت المواقع العراقية المحصنة، في جزيرة "فيلكا" الكويتية، لقصف جوي مكثف، من قِبل طائرات التحالف، وألقت طائرات من نوع (C-130) حوالي 50 ألف رطل من القنابل ، المعروفة باسم "بلو 82"، سوّت منشآت الجزيرة بالأرض، وهدّمت جميع المباني، بما فيها المواقع العراقية الحصينة. وتُعد هذه الجزيرة مركزاً بحرياً عراقياً ضخماً، حيث أخلت القوات العراقية جميع سكان الجزيرة، بعد الغزو العراقي، إلى مناطق سكنية داخل الكويت.

    شنت المدفعية البريطانية أكبر هجوم مكثف، منذ الحرب الجوية، وأطلقت 1.300 قذيفة و144 صاروخاً، مستهدفة المواقع العراقية.

    أعلن متحدث عسكري، باسم قيادة القوات المشتركة ومسرح العمليات، أنه إلحاقاً بما جاء في البيان رقم ( 34 )، الصادر يوم أمس، في شأن ما نفذته إحدى وحدات القوات البرّية الأمريكية، من عملية " استطلاع بقوة "، وأسْر مجموعة من الأفراد. وتحديثاً لتلك المعلومات، فقد كانت نتائج العملية كالتالي:

        أسْر (402) من أفراد المعتدي.
        تدمير من (13) إلى (15) دُشمة.

    أثناء قيام فرقة من الجيش الأمريكي بمهامّ استطلاعية، بالطائرات العمودية، تمكّنت هذه الفرقة من قصف مواقع للقوات العراقية. ونتج من ذلك تدمير ثلاثة رادارات، و خمسة أنظمة مدفعية مضادة للطائرات، وآليتَيْن، وأُسر 14 جندياً عراقياً.

البيانات العسكرية لقيادة القوات المشتركة ومسرح العمليات

اُنظر البيان العسكري الرقم (35) و (36)

البيانات العسكرية العراقية

    قصفت القوات العراقية مركزاً بالصواريخ، في المواقع الأمامية لقوات الحلفاء، وألحقت به خسائر فادحة.




الجمعة 22 فبراير 1991

يوم 37 عمليات

الأحداث السياسية

    أعلن فيتالي إجناتينكو (Vitaliy Ignatenko)، الناطق باسم الرئيس السوفيتي، ميخائيل جورباتشوف، أنه أمكن التوصل إلى خطة سلام جديدة من ست نقاط، مع وزير الخارجية العراقي، طارق عزيز، أثناء زيارة الأخير لموسكو، وقال إن بنود هذه الخطة، التي بعث بها عزيز إلى بغداد، هي:

    ـ يوافق العراق على قبول القرار الرقم 660، من دون أي تأخير، ودون أي شروط، والعودة بالوضع إلى ما كان عليه، يوم أول أغسطس عام 1990.

    ـ تنسحب القوات العراقية في اليوم التالي لوقف إطلاق النار، وتتوقف جميع العمليات الحربية، في البر والبحر والجو.

    ـ يتم الانسحاب الكامل في 21 يوماً، على أن يبدأ الانسحاب من مدينة الكويت خلال 96 ساعة.

    ـ بعد الانسحاب من الكويت، يزول مبرر وجود كل القرارات الأخرى لمجلس الأمن، وتصبح في حكم الملغاة.

    ـ يُفْرج عن كل الأسرى والجرحى، والمدنيين بعد 72 ساعة، من وقف إطلاق النار.

    ـ يُصدر مجلس الأمن تأكيدات بالإشراف على الانسحاب، من جانب قوة سلام دولية، ومراقبين دوليين، يختارهم المجلس.

    رد الرئيس الأمريكي، جورج بوش، على إعلان موسكو موافقة العراق على خطة سوفيتية لتسوية أزمة الخليج ببيان قصير، قال فيه: " إن واشنطن ترفض أي شروط انطوت عليها خطة السلام السوفيتية ". وأعطى  إنذاراً إلى العراق بوجوب بدء الانسحاب من الكويت في الساعة الخامسة مساءً، بتوقيت جرينتش، الثامنة مساءً بتوقيت الرياض، يوم السبت ( 23 فبراير )، إذا أراد تفادي الحرب البرية. واتهم العراق بممارسة سياسة " الأرض المحروقة " في الكويت، عن طريق إشعال النار في آبار النفط ومنشآته.

    أجرى الرئيس المصري، حسني مبارك، اتصالات هاتفية واسعة على المستويين العربي والدولي، أستعرض فيها التطورات الأخيرة للموقف بمنطقة الخليج، بعد الإنذار، الذي وجهه الرئيس الأمريكي، جورج بوش، للعراق، ومبادرة السلام الثانية، ذات النقاط الثمانية، التي تقدم بها الاتحاد السوفيتي. وشملت اتصالات الرئيس المصري، كلاً من خادم الحرمين الشريفين، الملك فهد بن عبد العزيز، والرئيس الفرنسي، فرانسوا ميتران، ورئيس وزراء بريطانيا، جون ميجور.

الأحداث العسكرية

    بدأت القوات العراقية، في اتباع سياسة الأرض المحروقة في الكويت، بأن أحرقت 140 بئراً من آبار النفط ومنشآته وخزاناته ومصباته، في الكويت. ولا تزال النار مشتعلة فيها، ويغطي الدخان نحو 25%، من حقول النفط الكويتية.

    واصلت طائرات قوات دول التحالف قصف الأهداف العراقية، بشكل مكثف. ونفّذت غارات نهارية للمرة الأولى، منذ حوالي أسبوعين، وتم التركيز على المطارات والحرس الجمهوري والوحدات الدفاعية على الحدود. وكانت الهجمات البرية والجوية بالكثافة، التي جعلت راديو بغداد يقطع برامجه لإذاعة بيان يعلن أن " القوات المتحالفة بدأت الهجوم البري عبر الحدود السعودية ـ الكويتية في الساعة 9.15 صباحاً، بقصف ومهاجمة القوات العراقية في الجبهة الجنوبية ".

    صعّدت الطائرات الأمريكية هجماتها على مواقع صواريخ سكود (SCUD-B)، بعد أن أطلق العراق ستة صواريخ، أمس، أحدهما على البحرين، والآخرين على مدينة حفر الباطن، في شمال شرقي المملكة العربية السعودية. فقد قصفت الطائرات (F-16) الموقع ودمرت ثماني منصات لإطلاق الصواريخ، وأربعة صواريخ، وتم التأكد من تدمير ثلاث منصات وصاروخ واحد " سكود ".

    أطلق العراق صاروخاً من نوع سكود (SCUD-B)، حوالي الساعة (2:31) من فجر هذا اليوم، في اتجاه الظهران. وتمّ اعتراضه وتدميره في الجو، وسقط في مياه الخليج العربي، ولم تحدث أي خسائر من جرّاء ذلك. وهو الصاروخ الرقم 39، الذي يطلق على المملكة منذ بدء الحرب الجوية.

    أطلق العراق صاروخاً من نوع سكود (SCUD-B)، في تمام الساعة (5:00) من فجر هذا اليوم، في اتجاه المنطقة الشرقية. وسقط في منطقة صحراوية خالية من السكان. وبذلك يبلغ عدد الصواريخ التي أُطلقت على المملكة العربية السعودية، منذ بدء الحرب الجوية، حتى اليوم، 40 صاروخاً.

    شنت طائرات قوات التحالف اليوم 2700 طلعة، نفّذت منها القوات الجوية السعودية 146 طلعة، وبذلك يصبح مجموع طلعات قوات التحالف، منذ بدء الحرب، 91 ألف طلعة نفذت القوات الجوية السعودية منها، ما يزيد عن 5900 طلعة، والقوات البحرينية 238 طلعة، وسلاح الجو القطري 51 طلعة، وسلاح الجو الكويتي 636 طلعة، والقوات الجوية الإماراتية 26 طلعة.

    أطلق ما بين 10 و12 صاروخ عابر أمريكي، من نوع كروز (Cruise)، ضد أهداف مختلفة في بغداد، ثم قصفت طائرات دول التحالف مشارف مدينة البصرة، كما شنت غارتين ضد أهداف عراقية، بالقرب من بلدة شلمجة على الحدود الإيرانية ـ العراقية.

    شنت الطائرات الفرنسية ست غارات على أهداف عراقية، داخل العراق والكويت.

البيانات العسكرية لقيادة القوات المشتركة ومسرح العمليات

اُنظر البيان العسكري الرقم (36) و (37)

البيانات العسكرية العراقية

    راديو بغداد يقطع برامجه، لإذاعة بيان يُعلن أن " القوات المتحالفة بدأت الهجوم البري عبر الحدود السعودية ـ الكويتية في الساعة 9.15 صباحاً، بقصف ومهاجمة القوات العراقية في الجبهة الجنوبية" وقد نفت قوات التحالف هذا الهجوم.




السبت 23 فبراير 1991

يوم 38 عمليات

الأحداث السياسية

    وجه الرئيس المصري، حسني مبارك، في تصريحات للصحفيين، نداء جديداً إلى الرئيس العراقي، صدام حسين، ناشده فيه الانسحاب الفوري وغير المشروط من الكويت، وعودة الشرعية إليها. وحذّر الرئيس المصري، في ندائه، أن كل ساعة تمر تعني مزيداً من الدمار، وأنه لم يعد هناك وقت للضياع، حفاظاً على أرواح أبناء الشعب العراقي والجيش العراقي.

    أعطى الرئيس الأمريكي، جورج بوش، في بيان، تُلي على رجال الصحافة، وبثته وسائل الإعلام، القيادة العسكرية الأمريكية في الخليج، الضوء الأخضر ببدء الحرب البرية، وذلك عقب انتهاء مهلة الإنذار، الذي وجهه إلى العراق لتنفيذ الانسحاب من الكويت. وكان رد العراق على الإنذار، إعلان بغداد عبر إذاعتها أنها " مستعدة للحرب البرية ".

    صرّح المتحدث الرسمي باسم الرئيس السوفيتي، أن بلاده لن تدين الهجوم البري ضد العراق، ولكنها ستعرب فقط عن أسفها لأن العالم لم يلجأ للوسائل السلمية حتى النهاية، لإنهاء الحرب.

    اتهم الناطق باسم البيت الأبيض العراق، بإشعال النار في الآبار الكويتية، والمضي في سياسة الأرض المحروقة، والسعي إلى " تدمير الكويت وشعبها ".

    أصدرت الحكومة السعودية بياناً قالت فيه: " بعد الاطلاع على التصريح، الذي أدلى به الرئيس الأمريكي، جورج بوش، بعد تسلمه المقترحات السوفيتية رسمياً، والبيان الذي صدر عن المتحدث الرسمي للبيت الأبيض عن تلك المقترحات، فان حكومة المملكة العربية السعودية تود أن تؤكد، اتفاق وجهة نظرها مع ما ورد فيهما ".

    رفضت مصر رسمياً المبادرة السوفيتية، لأنها " ترى المبادرة قاصرة في بعض الجوانب عن تلبية العناصر الرئيسية لقرارات مجلس الأمن، في شأن الغزو العراقي للكويت، وفي مقدمتها الانسحاب الفوري غير المشروط، وعودة الشرعية ".

    أعلن العراق أن قواته مستعدة للحرب البرية، ووصف الإنذار الأمريكي للقوات العراقية بالانسحاب بأنه حركة مسرحية، وقد جاءت تلك التصريحات بعد ساعة واحدة، من انتهاء الإنذار الأمريكي.

الأحداث العسكرية

    أعلنت قيادة القوات المتحالفة أنها تحتفظ بحقها، في ضرب القوات العراقية المنسحبة من الكويت، في ظل غياب إعلان رسمي من بغداد بالانسحاب.

    اخترقت القوات الأمريكية الدفاعات العراقية الحدودية، وفتحت ثغرات في سواتر رملية. وقد أنشأت قاعدة لإعادة تزويد الطائرات العمودية بالوقود، داخل العراق، ودون مقاومة كبيرة من الجانب العراقي. ويجري حالياً فتح ثغرات مماثلة، بامتداد الجبهة، في الساتر الرملي الضخم، الذي يحمي الحدود العراقية الكويتية.

    أسقطت طائرات من نوع (AV-8B Harrier II)، تابعة للبحرية الأمريكية، قنابل نابالم زنة 230 كجم على خنادق مملوءة بالنفط، أقامها العراق ضمن استحكاماته في الكويت، بهدف حرق النفط، قبل عبور القوات المهاجمة تلك الخنادق.

    أطلق العراق صاروخ من نوع سكود (SCUD-B)، ضد إسرائيل، وهو الصاروخ الرقم 37 من نوعه منذ بدء حرب الخليج. وذلك قبل دقائق من انتهاء الإنذار الأمريكي، لانسحاب العراق من الكويت.

    نفّذت طائرات قوات التحالف، اليوم، 2900 طلعة جوية، ضد مواقع الحرس الجمهوري داخل الكويت، ومواقع الإمداد والتموين، ومنصات إطلاق الصواريخ، والطائرات العسكرية، وبعض الجسور الرئيسية، وطرق السكك الحديدية المستخدمة للأغراض العسكرية، نفذت منها القوات الجوية السعودية 152 طلعة.

    بلغ مجموع الطلعات الجوية، التي نفذتها طائرات دول التحالف، منذ بدء الحرب، 94 ألف طلعة، نفذت منها القوات الجوية السعودية 6100 طلعة.

    بلغ ما دمرته قوات دول التحالف، من أسلحة ومعدات للقوات العراقية، 1685 دبابة و925 ناقلة جنود، وأكثر من 1485 قطعة مدفعية، منذ بدء الحرب.

    وصل عدد آبار النفط المشتعلة في الكويت، إلى 193 بئراً، وأن دخاناً كثيفاً أسود يغطي جزءاً من حقول النفط الكويتية. وأفاد الطيارون أن كثافة الأدخنة تحجب عنهم الأهداف، التي تحدد قصفها.

البيانات العسكرية لقيادة القوات المشتركة ومسرح العمليات

اُنظر البيان العسكري الرقم (37) و (38)
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 75802
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 78
الموقع : الاردن

 يوميات حرب الخليج من 1/1/1991  الى 13/3/1991 Empty
مُساهمةموضوع: رد: يوميات حرب الخليج من 1/1/1991 الى 13/3/1991    يوميات حرب الخليج من 1/1/1991  الى 13/3/1991 Emptyالخميس 24 مارس 2016, 8:57 pm

الاثنين 25 فبراير 1991

يوم 40 عمليات

الأحداث السياسية

    صرح الرئيس الأمريكي، جورج بوش: " يجب أن نتفادى التفاؤل الزائد، ولكن دون أن نرتكب أخطاء سننتصر. إن الكويت سيحرر قريباً، والقوات الأمريكية ستعود قريباً، لتحظى بالتقدير والشكر، من قبل أمة عارفة للجميل".

الأحداث العسكرية

    قوات التحالف مستمرة في تنفيذ مهامها المحددة لليوم الثاني، بنجاح تام، حيث احتلت الأهداف المقررة، داخل الأراضي الكويتية، قبل الموعد المحدد لها، وبأقل خسائر ممكنة في الأفراد والمعدات، ونتيجة لاستمرار العمليات البرية، ومع تدفق استسلام وأسر المزيد من الجنود العراقيين، أصبح من الصعب تحديد عددهم، بعد أن بلغوا أكثر من ثلاثين ألف أسير.

    دخلت معركة تحرير الكويت مرحلة حاسمة، مع استمرار تقدم قوات الحلفاء، على أكثر من محور. وتوقع قادة عسكريون ميدانيون، من بينهم قائد قوات مشاة البحرية الأمريكية، الجنرال والتر بومر (Walter Boomer)، أن تنتهي الحرب "في غضون أيام، وليس أسابيع". وتوقعت المصادر العسكرية، وقوع معركتين حاسمتين، الأولى في مدينة الكويت نفسها، التي اقتربت قوات الحلفاء من مشارفها، والثانية في جنوب العراق، حيث قوات الحرس الجمهوري.

    أعلن رئيس هيئة الأركان العامة للقوات الفرنسية في السعودية، الجنرال ميشال روكجوفر، أن القوات الفرنسية والأمريكية توغلت لعمق 160 كيلومتراً في الأراضي العراقية بهدف مباغتة القوات العراقية، المتحصنة في الكويت، وقد تمكنت القوات الفرنسية من تطويق فرقة عراقية كاملة، تتكون من عشرة آلاف جندي، وأسرت 3 آلاف عراقي.

    يشارك طيران التحالف في إسناد القوات البرية، طوال تنفيذ مهام اليوم، على جميع المحاور.

    قصفت طائرات دول التحالف، وكذلك الطائرات العمودية من نوع أباتشي (AH-64 Apache)، حوالي 800 دبابة للحرس الجمهوري، بينما كانت القافلة تتقدم لمواجهة القوات البرية المتحالفة.

    فقدت القوات الأمريكية، منذ بدء العملية البرية، أربع طائرات، طائرة (AV-Cool وتم إنقاذ قائدها، وطائرة (OV-10) ومازال طياراها مفقودين، وطائرة عمودية أباتشي (AH-64 Apache)، وتم إنقاذ طياريها، وطائرة من نوع (AV-Cool وما زال الطيار مفقوداً.

    أطلق العراق في 8:32، مساء اليوم، صاروخاً من نوع سكود (SCUD-B)، باتجاه المنطقة الشرقية من المملكة العربية السعودية، حيث سقط الرأس الحربي على سكن لأفراد القوات الأمريكية، في مدينة الخبر، ونتج عن ذلك مقتل 28، وجرح 100 آخرين. وبذلك يبلغ عدد الصواريخ التي أطلقت على المملكة، منذ بدء الحرب الجوية وحتى اليوم، 41 صاروخاً.

    لا تزال القوات المشتركة تسجل نجاحات رائعة، في معاركها ضد القوات العراقية. فقد دمّرت 270 دبابة عراقية، من بينها 35 دبابة (T-72) المتطورة، خلال معارك اليوم.

    أمر صدام حسين فلول قواته بالانسحاب من الكويت، بعد أن التقطت أجهزة الاستخبارات الأمريكية نداءات استغاثة من قيادات سبع فرق عراقية بالكويت، تطلب من قيادة الجيش العراقي وبغداد السماح لها بالانسحاب، لعدم قدرتها على الاستمرار في القتال.

    بدأت أرتال ضخمة من الآليات العسكرية العراقية، تتجه شمالاً نحو البصرة في العراق، من الأراضي الكويتية. وأعلن البنتاجون أن هذه الأرتال والمدرعات العراقية سوف تُقصف، وأن الطائرات الأمريكية تتعقبها وتهاجمها، على الرغم من سوء الأحوال الجوية.

    بلغ عدد آبار النفط، التي دمرتها وأحرقتها القوات العراقية بالكويت، 517 بئراً.

    تمكنت القوات الأمريكية والحليفة، من الاستيلاء على بعض القواعد الجوية العراقية " لم تحدد مواقعها "، وأن طائرات التحالف تستخدم، حالياً، بعضها لتعزيز، وإسناد الحملة الجوية.

    أطلق العراق صاروخاً من نوع (Silkworm HY-2)، ضد السفن الحربية لقوات الحلفاء، ولكن تصدى له صاروخ بريطاني الصنع، من نوع (Sea Dart) .

    لجأت طائرتان عراقيتان إلى إيران، وبذلك بلغ عدد الطائرات العراقية، التي لجأت إلى إيران 136.

    أعلن المتحدث العسكري الأمريكي، الجنرال ريتشارد نيل، أن النيران مشتعلة في  517 بئراً نفطية، الأمر الذي يؤكد أن العراق قد نجح في تنفيذ أهدافه الإرهابية فقط.

    صرح مصدر عسكري أن القوات المصرية، حققت مهامها القتالية المقررة لليوم الأول بنجاح كبير، وبمعدلات تقدم عالية تفوق المخطط لها، وذلك على الرغم من المواقع المتعددة، على خط الدفاع الأول، وقال إن القوات المصرية تواصل تقدمها، الذي بلغ حتى اليوم، (25 فبراير) 35 كيلومتراً، داخل عمق الأراضي الكويتية.

    ذكرت مصادر عسكرية مصرية في حفر الباطن، أن اقتحام القوات المصرية للدفاعات العراقية داخل الكويت، تم في زمن قياسي، يقل بنحو 18 ساعة عما كان محدداً من قيادة القوات المشتركة. وقالت المصادر إن قوات مصرية من سلاح المهندسين، تتجه جنوب غربي الكويت، للسيطرة على آبار النفط في المنطقة، وتأمينها.

    ذكر المحرر العسكري للأهرام، أن الفرقة 29 العراقية استسلمت بكامل أسلحتها ومعداتها وأفرادها، أُسر قائدها. كما أستسلم أكثر من 140 عراقياً، من مختلف الرتب.

    أعلن صاحب السمو الملكي الفريق الركن الأمير خالد بن سلطان بن عبدالعزيز، قائد القوات المشتركة، ومسرح العمليات، أن عدد الأسرى العراقيين لدى القوات المتحالفة، ارتفع إلى 30 ألف أسير، وأن خسائر قوات التحالف ضئيلة، حيث قُتل خمسة جنود، وجرح عشرون آخرون.

البيانات العسكرية لقيادة القوات المشتركة ومسرح العمليات

اُنظر البيان العسكري الرقم (39) و (40)

 

البيانات العسكرية العراقية

    أعلن متحدث عسكري عراقي، البيان التالي:

    ـ " إن قواتنا قد صدت واحتوت هجمات العدو، كما منعتها من تحقيق أهدافها. فإن الكتيبة الثالثة قد حرقت ودمرت مئات من دبابات وعربات العدو، كما أنها ألحقت بهم العديد من الخسائر ".

    ـ " إن العدو أنزل قواته من الجو خلف خطوطنا في المناقيش ( غرب الكويت )، ولكن قواتنا قد حاصرتهم وطردتهم ".

    ـ إسقاط أكثر من 320 طائرة وصاروخاً للحلفاء.

    ـ أسر أكثر من 20 للحلفاء.




الثلاثاء 26 فبراير 1991

يوم 41 عمليات

الأحداث السياسية

    أعلن راديو بغداد، في ساعة مبكرة صباح اليوم، أن الرئيس العراقي، صدام حسين، أصدر أوامره، أمس، لقواته بالانسحاب من الكويت.

    قال بيان عراقي، في محاولة لتبرير الانسحاب المفاجئ، إن هذا القرار يأتي استجابة لقرار مجلس الأمن الرقم 660، الخاص بالانسحاب من الكويت. وقد أخطر وزير الخارجية العراقي، طارق عزيز، السفير السوفيتي في بغداد بهذا القرار، وطلب منه نقل رسالة من الرئيس العراقي، ومجلس قيادة الثورة للرئيس السوفيتي، ميخائيل جورباتشوف، تناشده بذل كل جهد في مجلس الأمن، للتوصل إلى وقف إطلاق النار.

    جاء في بيان صادر عن البيت الأبيض، رداً على طلب الرئيس العراقي، صدام حسين، وقف إطلاق النار، تلاه المتحدث باسم البيت الأبيض، مارلين فيتزووتر، قوله:

    ـ نحن نواصل خوض الحرب، ولم يستجد أي سبب يحملنا على تغيير ذلك؛ ولأن الحرب مستمرة فإن اهتمامنا الأول يجب أن يكون تحقيق سلامة قوات الولايات المتحدة والدول المتحالفة معها وأمنها.

    ـ نحن لا نعلم إذا كان هذا الادعاء الأحدث عهداً، عن انسحاب عراقي، حقيقياً أم لا، وليس عندنا دليل يوحي بأن الجيش العراقي ينسحب، والواقع أن وحدات عراقية تواصل القتال في الوقت الحالي. وعلى أي حال، فنحن نذكر عندما تظاهرت دبابات صدام حسين بالاستسلام في الخفجي، ثم استدارت وفتحت النار.

    ـ ونحن نذكر إطلاقه صاروخ سكود، اليوم الإثنين، في اتجاه المنطقة الشرقية، في المملكة العربية السعودية، وهناك 28 قتيلاً ومائة جريح يقدمون دليلاً دامغاً علي سوء نوايا صدام حسين. إننا نذكر وعوده العديدة، التي نكص عنها في الماضي. إن قوات الولايات المتحدة لن تهاجم جنوداً غير مسلحين، أثناء تقهقرهم، ولكن إذا قاتلت الوحدات الميدانية العراقية، لتفتح طريقاً، أثناء تقهقرها، فَسنَعدّه تحركاً عسكرياً وقتالاً يستوجب الرد.

    ـ ولأن الإعلان الذي صدر عن بغداد يشير إلى المبادرة السوفيتية، فإن عليه أن يقبل شخصياً وعلناً وبشكل واضح لا لبس فيه، جميع قرارات مجلس الأمن الدولي المتعلقة بالموضوع، بما فيها وبوجه خاص القرار الرقم 662، الذي يطالب بإبطال العراق ضمه المزعوم للكويت، والقرار 674 الذي يطالب بأن يدفع العراق تعويضات للكويت وغيرها.

    أعلن الرئيس الأمريكي، جورج بوش، في خطاب وجهه للتليفزيون الأمريكي، رفض مطلب العراق وقف إطلاق النار. وطالب الرئيس العراقي، صدام حسين، بأن يعلن هزيمته وينسحب من الكويت. وأكد أن الطريق الوحيد لإنهاء الحرب الدائرة، هو أن تلقي القوات العراقية بأسلحتها، وتعهد بأنه لن تكون هناك هجمات من قبل قوات التحالف على الجنود العراقيين، غير المسلحين، المنسحبين.

    أعلن الرئيس العراقي، صدام حسين، في خطاب وجهه بنفسه من إذاعة راديو بغداد، أن الكويت لم تعد جزءاً من العراق. ويجئ هذا الخطاب استجابة لأحد الشروط الأمريكية، التي طالبته بضرورة أن يلتزم بنفسه وعلانية، بالانسحاب من الكويت.

    أنهى مجلس الأمن مشاورات مغلقة، دون التوصل إلى اتفاق محدد، بشأن طلب العراق وقف إطلاق النار، حتى يتمكن من تحقيق انسحابه من الكويت، وهو الطلب الذي قدمه المندوب السوفيتي بالمجلس، بناء على الرسالة التي تلقاها الرئيس السوفيتي بطلب عقد الجلسة. وقد أعلنت عدة دول في المجلس، أن قبول العراق للقرار الرقم 660 لن يكون كافياً، ولا بد من قبوله لجميع القرارات الصادرة عن المجلس، فيما يتعلق بأزمة الخليج.

    أصدر أمير الكويت، الشيخ جابر الأحمد الجابر الصباح، مرسوماً بإعلان الأحكام العرفية، في جميع أنحاء الكويت اعتباراً من 26 فبراير 1991، ولمدة ثلاثة أشهر، وبموجب المرسوم الأميري تقرر تعيين ولي العهد الكويتي، الشيخ سعد العبدالله الصباح، حاكماً عرفياً. كما يتولى التنسيق بين قيادة القوات المسلحة الكويتية، وقادة القوات العسكرية في الدول، التي عاونت الكويت في تحرير الوطن.

    دخلت قوات الحلفاء مدينة الكويت، التي بقيت تحت الاحتلال العراقي منذ 2 أغسطس 1990، وقال شهود عيان إن الأعلام الكويتية ارتفعت على سطوح الأبنية، فيما عبّر المواطنون عن فرحهم على الرغم من الوضع الذي تعانيه المدينة، حيث تفتقد أي نوع من الخدمات العامة.

    استقبل الأردنيون، بصدمة وذهول، قرار العراق الانسحاب من الكويت، غير أن معظمهم اعتبر أن هذا القرار " لن ينتقص من قيمة الرئيس العراقي، صدام حسين، الزعيم العربي ( من وجهة نظرهم )، الذي وقف أمام العالم ".

الأحداث العسكرية

    واصلت القوات المشتركة تنفيذ مهامها القتالية بنجاح كبير، وسرعة عالية. وقد تمكنت القوات الأمريكية والبريطانية والفرنسية، منذ بدء العملية البرية، من تدمير أكثر من 400 دبابة عراقية، وعدد كبير من الآليات، وأسر حوالي 22 ألفاً، من الجنود العراقيين.

    بلغ مجموع الطلعات الجوية، التي نفذتها القوات المشتركة، منذ بدء عملية " عاصفة الصحراء "، أكثر من 103 آلاف طلعة، نفذت منها القوات الجوية السعودية 6500 طلعة، وسلاح الجو الكويتي 738 طلعة، والقوات الجوية البحرينية 266 طلعة، وسلاح الجو القطري 55 طلعة.

    تحت تأثير نيران قوات التحالف المهاجمة، تظل القوات العراقية في حالة تقهقر كاملة، وهي لا تنسحب طوعاً، ولكنها مجبرة على التراجع، تحت ضغط الهجوم المكثف لدول التحالف.

    وصلت قوات التحالف إلى نهر الفرات، في عمق الأراضي العراقية، وتتقدم نحو البصرة لعزل قوات الحرس الجمهوري العراقي.

    أطلق العراق عند الساعة (1:26) من صباح اليوم، صاروخاً من نوع سكود (SCUD-B)، باتجاه دولة قطر، وسقط في مياه الخليج شمالي دولة قطر. بهذا يصبح مجموع صواريخ " سكود "، التي أطلقها العراق منذ بدء عملية " عاصفة الصحراء " 43 صاروخاً، منها 41 باتجاه المملكة العربية السعودية، وواحد في اتجاه دولة البحرين، وواحد باتجاه دولة قطر، هذا خلاف ما أُطلق تجاه إسرائيل.

    دمرت قوات التحالف، حتى اليوم الثالث من الهجوم البري، نحو 50% من الدبابات العراقية، أي نحو 2085 دبابة، من أصل 4200 دبابة كان العراق يملكها قبل الحرب، إلى جانب تدميرها 21 فرقة عراقية، على ساحة عمليات الكويت. كما دمرت 963 ناقلة جند مصفحة، وهو ما يمثل ثلث ما كان للعراق قبل الحرب، و1505 قطع مدفعية أي نحو 48% من مجمل ترسانة العراق، قبل الحرب.

    تواصل القوات الجوية لدول التحالف، إسناد القوات البرية، أثناء تنفيذها مهامها القتالية، على جميع محاور وفي اتجاه المسرح في الكويت، وجنوب العراق. كما وجهت القاذفات وطائرات القتال ضرباتها، ضد أهداف إستراتيجية داخل العراق، والقواعد الجوية. كما تهاجم جميع طائرات القتال، والطائرات العمودية المضادة للدبابات، فلول القوات المعادية المتقهقرة في اتجاه الشمال، في مناطق مكشوفة، مما أدى إلى وقوع الآلاف من الخسائر في الأفراد، والمعدات العراقية.

    أخلى الجنود العراقيون مدينة الكويت، ودخلت قوات من مشاة البحرية الأمريكية ـ المارينز (MARINES)، مطار الكويت الدولي، بينما ظهرت عناصر من المقاومة الكويتية في شوارع المدينة. وقالت مصادر من هذه المقاومة إن ربع سكان المدينة قُتِل أو جُرِح أو أصيب بأمراض، خلال فترة الاحتلال.

    في الساعة (4:55) من مساء اليوم، استسلمت لإحدى الوحدات السعودية، إحدى الكتائب العراقية، بكل أفرادها، البالغين 730 فرداً، و12 ضابطاً، بمن فيهم قائد الكتيبة.

    صرح مصدر عسكري بالقيادة العامة، للقوات المسلحة المصرية، أنه قد أستسلم للقوات المصرية حوالي 4 آلاف من الضباط والجنود العراقيين، من مختلف الرتب، وأنهم لقوا كل معاملة حسنة من الجنود المصريين، وقد جرى نقلهم وتسليمهم لمعسكرات الأسرى.

البيانات العسكرية لقيادة القوات المشتركة ومسرح العمليات

اُنظر البيان العسكري الرقم (40) و (41)

 


الأربعاء 27 فبراير 1991

يوم 42 عمليات

الأحداث السياسية

    رفضت الولايات المتحدة الأمريكية، عرضاً عراقياً جديداً، لوقف النار، شمل موافقة بغداد على ثلاثة من قرارات مجلس الأمن، من منطلق أن ذلك " ليس كافياً . وصرح مسؤول أمريكي أن الدول الخمس الأعضاء في مجلس الأمن، " اتفقت على أنه يجب صدور موافقة عراقية على القرارات الاثنى عشر الصادرة عن مجلس الأمن دون قيد أو شرط .

    كشف رئيس وزراء الأردن، مضر بدران، أن الجيش العراقي بدأ الانسحاب الفعلي من الكويت قبل الإعلان الرسمي عنه، قائلاً: " من المستحيل على جيش ضخم، مثل جيش العراق، أن ينسحب خلال 24 ساعة . وأشار إلى أن المناورات، التي جرت على الجبهة، كانت تهدف لتمويه الانسحاب، بعدما اقتنعت القيادة العراقية، أن قوات التحالف ترغب في تدمير الجيش العراقي، والبنية الاقتصادية والاجتماعية للعراق.

الأحداث العسكرية

    أعلن صاحب السمو الملكي الفريق الركن الأمير خالد بن سلطان، قائد القوات المشتركة، ومسرح العمليات، في بيان رسمي، تحرير مدينة الكويت، بمساعدة الدول العربية والإسلامية ودول العالم الحر. وقد رُفع علم دولة الكويت، في الميدان الرئيس، بوسط العاصمة الكويتية، في الساعة التاسعة صباحاً بالتوقيت المحلي، إيذاناً بتحرير المدينة من الاحتلال العراقي، الذي استمر (210) أيام.

    أعلن قائد القوات المركزية الأمريكية، الجنرال نورمان شوارتزكوف، أن القوات العراقية مُنيت بهزيمة ساحقة في الكويت، وأن خسائر فادحة في المعدات والأرواح وقعت في صفوفها، وأن النظام العراقي لم يعد يشكل تهديداً كلياً. وأجمل حصيلة المعركة في أن النظام العراقي، فَقَدَ أكثر من 3 آلاف دبابة، من أصل 4200 كان يملكها في مسرح العمليات بالكويت، ونحو 8 آلاف عربة مدرعة، وقطعة مدفعية أخرى. وأكد أن التحالف شلّ فعالية 29 فرقة، من أصل 42 فرقة عراقية، وأن عدداً هائلاً من العراقيين قتلوا، وأن نسبة الهاربين من الخدمة العسكرية، في بعض المواقع، وصلت إلى 30%، وأُسر أكثر من 50 ألف جندي عراقي. وأكد شوارتزكوف أن القوات المتحالفة، كانت على بعد 150 ميلاً فقط من بغداد (240 كيلومتراً)، وأنه كان في قدرتها دخول العاصمة، لو أرادت ذلك. وأشار إلى أن قوات التحالف تخوض، حالياً، معارك شرسة وعنيفة، ضد قوات الحرس الجمهوري العراقي، مؤكداً أن أكثر من ثلاث فرق من هذه القوات، دُمرت خلال يومين.

    انتقل ثقل المعارك إلى جنوب العراق، وبدا أن الحلفاء يسعون إلى عزل هذه المنطقة بهدف واضح، هو القضاء على الحرس الجمهوري.

    وصلت القوات الأمريكية والفرنسية المدرعة، إلى عمق كبير في أراضي القطاع الأوسط من العراق، الذي تتوسطه بغداد نفسها. وبدأت هذه القوات إقامة قواعدها، وتشغيل بعض مطارات المنطقة.

    في الوقت الذي استمرت الغارات والقصف الصاروخي على المدن العراقية، وجسور نهر الفرات، اعترف العراق بإنزال جوي قرب قاعدة الناصرية، وأعلن انتهاء سحب قواته من الكويت.

    أعلنت مصادر وزارة الدفاع الأمريكية، أن القوات العراقية المنسحبة من الكويت وفي جنوب العراق، وخاصة قطاع البصرة، تحاول أن تكسر الحصار، الذي فرضته عليها القوات الأمريكية والبريطانية والفرنسية، لتمنع انسحابها وهربها بأسلحتها، بعد أن خسر العراق 26 فرقة من قواته، التي تتألف من 42 فرقة. وقد خسر العراق، في المعركة الدائرة حتى الآن للخروج من الحصار، 57 دبابة سوفيتية الصنع من نوع (T-72)، وثلاث  طائرات من نوع (Mig)، وثلاث طائرات عمودية. في حين استسلم 10 آلاف جندي وضابط عراقي، خلال المعركة، التي تدور على جبهة قتال طولها 200 ميل، تمتد من الحدود السعودية ـ الكويتية، إلى شاطئ نهر الفرات، عند مدينة الناصرية.

    اكتشفت طائرات (F-18) و (A-10)، أثناء عودتهما من مهامها القتالية، مجموعة من منصات إطلاق صواريخ سكود (SCUD-B)، المتحركة، فدمرتها، و 16 صاروخاً من نوع " سكود ".

    بلغ عدد الطلعات الجوية لقوات التحالف، منذ بداية الحرب، 106 ألف طلعة، نفذت منها القوات الجوية السعودية 6600 طلعة.

    بلغت خسائر القوات الأمريكية، خلال العمليات الحربية، 79 قتيلاً: منهم 23  خلال الهجوم الجوي و28 أثر هجوم بالصواريخ سكود (SCUD-B)، خلال الحرب البرية، و28 آخرين في ظروف مختلفة. وبلغ عدد الجرحى من الأمريكيين 213.

    بلغت خسائر القوات البريطانية، خلال الحرب البرية، 13 قتيلاً، منهم 9 نتيجة خطأ في إطلاق النار، عندما اصطدمت طائرة نفاثة أمريكية باثنين من الحاملات المدرعة.

    بلغت خسائر القوات الفرنسية، خلال العمليات الحربية، 2 قتلى من الكوماندوز، و25 جريحاً.

    سقطت طائرة أمريكية من نوع (F-10)، وكذا طائرة عمودية، أقلعت من أجل إنقاذ قائد الطائرة المقاتلة.

    بلغ عدد الطائرات التي أُسقطت في صفوف قوات التحالف: 28 طائرة أمريكية، و6 بريطانية، وطائرة واحدة لكل من الكويت وإيطاليا والسعودية.

    أعلن متحدث عسكري مصري، أن ليلة 26 فبراير شهدت عمليات واسعة النطاق، وأن القوات المصرية أنجزت المرحلة الرئيسية، من مهمتها القتالية في تحرير الكويت بنجاح كبير، وحققت الاستيلاء الكامل والسيطرة على مطار علي السالم، وحررت مدينة الجهراء، وذلك بعد التغلب على المقاومة العراقية، التي تعرضت لها وهي في طريقها إلى المدينة، وأسرت 1200 عراقي.

البيانات العسكرية لقيادة القوات المشتركة ومسرح العمليات

اُنظر بيان قائد القوات المشتركة ومسرح العمليات، الخاص بتحرير الكويت.

واُنظر، كذلك: البيان العسكري الرقم (41) و (42)

 



الخميس 28 فبراير 1991

يوم 43 عمليات

الأحداث السياسية

    أعلن الرئيس الأمريكي، جورج بوش، في خطاب أذاعه على الشعب الأمريكي، من مكتبه في " البيت الأبيض "، وقف العمليات العسكرية في الخليج، بعد مرور مائة ساعة على بدء الهجوم البري، وستة أسابيع من بدء عملية "عاصفة الصحراء". وأكد أن قوات التحالف، قد حققت أهدافها بتحرير الكويت، وهزيمة العراق. وأنّ الشروط المتعلقة بتحويل وقف القتال، إلى وقف دائم لوقف إطلاق النار، هي:

    ـ توقف العراق عن عملياته العدائية.

    ـ وقف إطلاق صواريخ سكود (SCUD-B)، على الدول المجاورة.

    ـ إعلان العراق امتثاله لجميع قرارات الأمم المتحدة.

    ـ إلغاء وبطلان القرار العراقي بضم الكويت.

    ـ قبول مبدأ دفع التعويضات، عن خسائر غزو الكويت.

    ـ إطلاق سراح جميع الأسرى من دول التحالف.

    ـ تعيين هيئة عسكرية عراقية، لتجتمع مع القادة العسكريين لقوات التحالف، خلال 48 ساعة.

    أعلن المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية الأمريكية، تشارلز ردمان، بأن جزءاً من الحكومة الشرعية الكويتية، سيعود إلى الكويت من أجل إعداد الترتيبات اللازمة لعودة الأمير الشيخ سعد العبدالله الصباح، رئيس الحكومة المؤقت، والمكلف بإدارة شؤون الكويت، خلال الأشهر الثلاثة التالية، في ظل الحكم العسكري. ولم يُحدد بعد، تاريخ لعودة الشيخ الأحمد الصباح إلى وطنه، علماً بأنه يقيم ـ حالياً ـ في المملكة العربية السعودية.

    بعد ثلاث ساعات من إعلان الرئيس الأمريكي، جورج بوش، أمر الرئيس صدام حسين قواته بوقف النار. وبثت إذاعة بغداد أناشيد وطنية، تدعو الرئيس صدام إلى مقاومة المحنة.

    أعلن متحدث عن البيت الأبيض، أن وقف إطلاق النار، الذي أعلنه الرئيس الأمريكي، جورج بوش، سيصبح سارياً من طرف واحد، حتى لو لم يحصل على رد من بغداد، بعد مرور مهلة الـ 48 ساعة، التي قررها الرئيس الأمريكي.

    طلبت الحكومة الأردنية من الولايات المتحدة، ضمان أمن الرعايا الأردنيين، المقيمين في الكويت.

    قال رئيس وزراء بريطانيا، جون ميجور: " إن دول التحالف تريد من العراق، تدمير الصواريخ بعيدة المدى، التي يملكها ". وأشار إلى ضرورة منع تصدير هذه الأسلحة المدمرة، إلى العراق في المستقبل. وأكد أن بريطانيا تسعى للحصول على تعهد من العراق، عبر الأمم المتحدة، يتعهد بموجبه أن يدمر كل صواريخه، وأسلحة التدمير، تحت إشراف دولي، وأن يمتنع عن امتلاك هذه الأسلحة في المستقبل.

    تقرر أن يزور وزير الخارجية الأمريكي، جيمس بيكر، الشرق الأوسط خلال أسبوع في جولة من المشاورات مع الحلفاء، تستهدف التحضير لمرحلة ما بعد الحرب. وقال متحدث من الخارجية الأمريكية أن بيكر سيبحث أربعة موضوعات رئيسية، هي: الترتيبات الأمنية في المنطقة، والحد من التسلح وانتشار أسلحة الدمار الشامل، والصراع العربي ـ الإسرائيلي، والتعاون الاقتصادي الإقليمي.

    تلقى الرئيس المصري، حسني مبارك، برقية شكر وتقدير من اللواء خالد عبدالله بودي، نيابة عن " المرابطون " حركة المقاومة الشعبية الكويتية، عبّر فيها عن تقديره لمواقفه الأصيلة ومبادئه الثابتة ودعمه الكبير لقضيتهم. وتعزيز صمودهم في الداخل، ومساعدة أهلهم في الخارج. ووصف مواقف مصر رئيساً وحكومة وشعباً بأنها مواقف نادرة، عبرت بصدق عن الوقوف ضد جريمة القرن العشرين، لدحر المعتدين وإعادة الحق إلى نصابه.

    أشار مراقبون خليجيون إلى أن توقعات الرئيس المصري، حسني مبارك، حول سير معارك عملية عاصفة الصحراء لتحرير الكويت، والوقت الزمني الذي ستستغرقه جاءت صحيحة بدرجة 100 %. وقال المراقبون أن الرئيس المصري، كان قد ذكر يوم أول فبراير في حديث أدلى به لشبكة " أيه بي سي " الأمريكية، أنه يتوقع أن تنتهي الحرب بعد أربعة أسابيع وأنه بعد 28 يوم، على وجه التحديد، أعلن الرئيس الأمريكي، جورج بوش، انتهاء الحرب.

    قررت حكومة الكويت الشرعية، أن تبدأ على الفور عمليات إعمار الكويت، بمرحلة أولى تدوم 90 يوماً. وكانت الحكومة الكويتية قد وقعت نحو 200 عقد، قيمتها 800 مليون دولار، مع شركات أمريكية لتنفيذ مد الخدمات الأولية، وإزالة المخلفات، وإطفاء حرائق النفط. وبدأت بوادر تهافت من الشركات الأوروبية والعربية، في المزاحمة على جهود الإعمار مع حدوث شيء من الإحباط، لحصول الأمريكيين على نصيب الأسد.

الأحداث العسكرية

    توقفت حرب الخليج في الساعة الخامسة صباحاً بتوقيت جرينتش، الساعة السابعة صباحا بالتوقيت المحلي، وذلك بعد مرور مائة ساعة، على بدء الهجوم البري، وستة أسابيع من بدء عملية عاصفة الصحراء، عندما أعلن الرئيس الأمريكي، جورج بوش، وقف العمليات الهجومية لقوات التحالف.

    أشارت مصادر جيوش الحلفاء، إلى أنها فتحت باب الانسحاب للجنود العراقيين، الراغبين في الاتجاه شمالاً، طالما أنهم لا يهاجمون قوات التحالف.

    تنفذ القوات المشتركة عدداً من الطلعات الجوية، تشمل الدوريات والاستطلاع الجوي، وعمليات الإنذار المبكر، لمراقبة أي تحركات للمعتدي، والرد عليها في حينه، إذا تطلب الأمر ذلك.

    بلغ مجموع الطلعات الجوية لدول التحالف، حتى اليوم، 110537 طلعة جوية، نفّذت منها القوات الجوية السعودية، 7061 طلعة.

    اتخذت القوات المتحالفة مواقع دفاعية على الخطوط، التي وصلت إليها داخل العمق العراقي، حتى ضفة نهر الفرات عند السلمان.

    أصدرت القيادة العامة للقوات المسلحة المصرية بياناً، أعلنت فيه ما يلي:

    أتمت القوات المصرية مهامها القتالية كاملة، بنجاح تام، واتخذت قواتنا مواقع التأمين داخل وخارج العاصمة الكويتية، والمناطق الأخرى المحددة لها، في دولة الكويت المحررة. وقد قامت قيادة القوات بحصر الخسائر في الأرواح، طبقاً ليوميات القتال، منذ بدء العمليات وحتى انتهائها اليوم الخميس، وكانت تلك الخسائر محدودة للغاية، بفضل عناية الله وتوفيقه، وبيانها كالتالي:

        استشهاد ضابط واحد برتبة نقيب، وثمانية من الصف، وقد تم أخطار ذويهم بعد ظهر اليوم.
        إصابة 74 فرداً بجراح، من رتب مختلفة، وقد جرى علاج أربعين حالة من هذه الإصابات في الميدان، وعادوا لوحداتهم، وباقي الجرحى في حالة مطمئنة، وهم تحت الرعايا الطبية الكاملة.

    وافقت الحكومة العراقية على عقد اجتماع، بين القادة العسكريين العراقيين والأمريكيين، لمناقشة الإجراءات العسكرية، الخاصة بوقف إطلاق النار.

    توقفت العمليات العسكرية، وطُردت القوات العراقية من الكويت.

البيانات العسكرية لقيادة القوات المشتركة ومسرح العمليات

اُنظر البيان العسكري الرقم (42)
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 75802
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 78
الموقع : الاردن

 يوميات حرب الخليج من 1/1/1991  الى 13/3/1991 Empty
مُساهمةموضوع: رد: يوميات حرب الخليج من 1/1/1991 الى 13/3/1991    يوميات حرب الخليج من 1/1/1991  الى 13/3/1991 Emptyالخميس 24 مارس 2016, 9:03 pm

الجمعة 1 مارس 1991

الأحداث السياسية

    أعلن الرئيس الأمريكي، جورج بوش، في مؤتمر صحفي، عقده في واشنطن، أنه ينوي التحرك، بسرعة، لحل المشاكل الثلاث في الشرق الأوسط: "العراقية، والفلسطينية، واللبنانية". وشدّد على أن واشنطن، بادرت إلى مشاورات جدية في هذا الشأن. كما أعلن، أن اجتماعاً سوف يُعقَد، بعد 24 ساعة، بين قادة التحالف العسكريين، وعلى رأسهم صاحب السمو الملكي الفريق الركن خالد بن سلطان بن عبدالعزيز، قائد القوات المشتركة ومسرح العمليات؛ وقائد القوات المركزية الأمريكية، الجنرال نورمان شوارتزكوف، وبين ضباط عراقيين، لبحث موضوع الأسرى، ومسائل أخرى، تتعلق بوقف إطلاق النار.

    طالب وزير الخارجية العراقية، طارق عزيز، بالانسحاب الفوري للقوات الأمريكية من الأراضي العراقية. وقال: "إن على هذه القوات أن تغادر أراضينا، فوراً، وتوقف كل أعمالها الاستفزازية". وأضاف أن مثل هذا التصرف من الولايات المتحدة الأمريكية، "دليل واضح على سوء نيتها".

    قال الأمين العام للأمم المتحدة، خافيير بيريز دى كويلار: "إن على قوات التحالف الانسحاب من العراق، في أسرع وقت ممكن، وإن المنطقة بأسرها، يجب أن تكون خالية من القوات الأجنبية". وأضاف أنه سمع، أن قوات التحالف، تريد إنشاء منطقة منزوعة السلاح، داخل العراق، مساحتها نحو 20 كم. وأوضح "أن المعترف به والطبيعي، أن تنشأ المنطقة المعزولة من السلاح، في أراضي الطرفين".

    يصل إلى الكويت، السفير الأمريكي، إدوارد جنيلم، في صحبة فريق مكون من عشرات من الموظفين المدنيين، و50 من العسكريين المتخصصين، وذلك بناء على تكليف من قبل الحكومة الكويتية، كمستشارين، خلال فترة إعادة بناء الكويت.

    أرسل المدير العام لهيئة اليونسكو، رسالة إلى الأمين العام للأمم المتحدة، خافيير بيريز دى كويلار، تضمنت موافقة اليونسكو على المشاركة في جهود إعادة بناء الكويت، والدول التي تضررت من حرب الخليج، وتشكيل مجموعة عمل كُلِّفت بدراسة هذا الإسهام.

الأحداث العسكرية

    ذكر المتحدث العسكري باسم وزارة الدفاع الأمريكية، أن قوات الحلفاء، دمرت 4 آلاف دبابة عراقية، خلال العمليات البرية، وأنه قد دُمِّر، كذلك، 42 فرقة عسكرية عراقية؛ في حين خسرت الولايات المتحدة 4 دبابات فقط، خلال الحرب. وقد ذكر مسؤولون أمريكيون، أن العراق لم يتبق له سوى نحو 300 دبابة فقط، من 4280 دبابة، كان يحشدها في الكويت وجنوبي العراق (تُعد هذه الأرقام تقريبية، قبل الإحصاء الدقيق). في الوقت نفسه، أشار الخبراء العسكريون، إلى أن حرب تحرير دولة الكويت، غيّرت الميزان العسكري، في المنطقة، بشكل جذري، عمّا كان عليه قبل الثاني من أغسطس 1990، حينما احتل العراق دولة الكويت. وقال الخبراء، إن تعداد الجيش العراقي، الذي كان يصل إلى مليون جندي، سينخفض، بشكل تلقائي، في الفترة المقبلة، قوة وعدداً، بسبب الضعف الاقتصادي، الذي سيعانيه العراق، ويجعله عاجزاً عن تشكيل قدرة هجومية، لفترة طويلة.

    صرحت القيادة العسكرية الأمريكية، في الرياض، أن قوات التحالف، قد اكتفت في ردِّها على انتهاك القوات العراقية، في الكويت وجنوبي العراق، لوقف إطلاق النار، بتدمير دبابتين عراقيتين (T-55)، ومنصتين لإطلاق الصواريخ. وتعمد قوات التحالف، حالياً، إلى تدمير منظم للأسلحة والعتاد العسكري المعطوب، الذي خلفته القوات العراقية وراءها، أثناء انسحابها، إضافة إلى نسف كل الدشم والمواقع الحصينة للقوات العراقية، في الكويت وجنوبي العراق.

    ذكرت مصادر عسكرية بريطانية، أن قوات التحالف، أسرت، حتى الآن، 75 ألف جندي عراقي. بينما أفادت مصادر القيادة المشتركة، والقيادة الأمريكية، إلى أن العدد، يفوق، حالياً، 80 ألف أسير (الأرقام تقريبية، قبل إجراء الإحصاء الدقيق).

الأحداث الاقتصادية

    وقعت مجموعة شركات "بكتيل جروب" الأمريكية، والمتخصصة في الأشغال العمومية والهندسية، بروتوكولاً بعقد مبرم مع شركة النفط الكويتية، وتضطلع بمقتضاه، بدور رئيسي لمشروع إعادة ترميم المنشآت الكويتية وإصلاحها، خاصة إعادة بناء الصناعة النفطية الكويتية، التي عانت الغزو العراقي للكويت. يقدر البعض تكلفة عملية إعادة البناء بنحو 10 مليارات من الدولارات.

    قدرت منظمة "الياتا" الخسائر التي تكبدتها شركات الطيران، بسبب أزمة الخليج، بحوالي مليار من الدولارات.




السبت 2 مارس 1991

الأحداث السياسية

    أعلن العراق، رسمياً، قبوله الشروط، التي وضعها الحلفاء لإقرار وقف إطلاق النار على نحو دائم، وفقاً للقرار الرقم 686، الصادر عن مجلس الأمن، الذي يلغي ضم الكويت، ويقرر دفع تعويضات عن الخسائر التي سببتها القوات العراقية. وجاءت هذه الموافقة، بعد أن جرى لقاء بين قادة القوات المتحالفة ووفد عسكري عراقي، بالقرب من مدينة صفوان، التي تقع بالقرب من حدود المنطقة، جنوبي العراق، التي يسيطر عليها الحلفاء.

    قال الأمين العام للأمم المتحدة، خافيير بيريز دى كويلار، أنه يعارض الإبقاء على التدابير والعقوبات، التي قد يكون الهدف منها إسقاط النظام العراقي؛ "لأن سقوط الرئيس العراقي، صدام حسين، هو شأن الشعب العراقي، وليس على الأمم المتحدة، أو دول أخرى، أن تقرر ذلك".

    أعلن الرئيس الأمريكي، جورج بوش، من واشنطن، "أن الجيش العراقي، قد هُزِم. وأن شبح الحرب الفيتنامية، قد دُفِنَ في رمال صحراء شبه الجزيرة العربية. وأن الكويت، بدأت تستعيد حياتها، بعد تحريرها. وتجددت إمكانات تحقيق سلام حقيقي، في الشرق الأوسط".

    أكدت مصادر مختلفة، أن حدة القلاقل، ضد الرئيس العراقي، صدام حسين، داخل العراق، تتصاعد بشكل ملحوظ. وقد ذكرت وزارة الخارجية البريطانية، أن زعماء معارضة عراقيين، يعيشون في المنفى، يؤكدون خروج مظاهرات معادية للرئيس العراقي، وحدوث أعمال عنف، في بغداد ومدن أخرى.

    قام سعدون حمادي، نائب رئيس الوزراء العراقي،  بزيارة مفاجئة إلى طهران، حاملاً رسالة من الرئيس العراقي، صدام حسين، موجهة إلى الرئيس الإيراني.

    أبلغ البطريرك العراقي، رافائيل بيضاوي، قداسة البابا، بولس السادس، والمشاركين في قمة الفاتيكان، المنعقدة لدراسة أوضاع ما بعد الحرب في الخليج، "الأخطار" التي قد تنجم عن حدوث تغيير في نظام الحكم في العراق، وانتشار فوضى في البلاد، قد تلقي بالعراق في أتون حرب أهلية، شبيهة بالحرب اللبنانية.

الأحداث العسكرية

    تأجل، لمدة 24 ساعة، اجتماع القادة العسكريين العراقيين وقادة قوات التحالف، للاتفاق على شروط وقف إطلاق النار، وذلك بناء على طلب بغداد، وبعض دول التحالف.

    قالت مصادر عسكرية أمريكية، إن مدينة البصرة العراقية مزدحمة بالسيارات، العسكرية والمدنية، التي تحاول الذهاب إلى الشمال. كما أن الإدارة المدنية في المدينة، انهارت، على ما يبدو، وباتت البصرة في حالة فوضى شاملة.

    نقل المراسلون الصحفيون مشاهد مذبحة مروعة، على الطريق بين الكويت والبصرة، حيث رقدت آلاف العربات والدبابات المحروقة، وعشرات الجثث لجنود عراقيين. وكانت القوات المنسحبة، قد تعرضت لنيران الدبابات الأمريكية، والقنابل الانشطارية، لمدة خمس ساعات.

    أعلن نائب رئيس الأركان، قائد الجيش الكويتي، اللواء جابر الخالد الصباح، "أن القوات، المشتركة والصديقة، سوف تبقى في الكويت، إلى حين إعادة إعمار البنية الأساسية للبلاد والجيش"، والتي توقع لها أن تنتهي في أسرع فرصة ممكنة. بينما قرر أمير الكويت فرض الأحكام العرفية، لمدة ثلاثة أشهر.

    أصدر مجلس قيادة الثورة في العراق، قراراً في شأن تسريح المجندين، المولودين بين عامي 1953 و1956. وأعلن، رسمياً، أن الجامعات والمدارس العراقية، ستستأنف نشاطها، بعد أسبوع.

    فتح تشكيل من المدرعات العراقية النار على القوات الأمريكية، جنوب مدينة البصرة. ويعدّ هذا الاشتباك من أعنف الاشتباكات العسكرية، منذ إعلان وقف إطلاق النار في الخليج.

    ذكر متحدث عسكري أمريكي، أن القوات الأمريكية، التي تعرضت لنيران القوات العراقية، في جنوب مدينة البصرة، ردّت على النيران، وتمكنت من تدمير 60 دبابة عراقية، والاستيلاء على 80 دبابة أخرى، من بينها دبابات من نوع (T-72)، سوفيتية الصنع.

    أكد المتحدث العسكري الأمريكي، الجنرال ريتشارد نيل، في الخليج، أن الاشتباكات في جنوب البصرة، لم ينتج منها ضحايا في الجانب الأمريكي، في حين أُسر ألف عسكري عراقي. ويُعَدّ هذا الحادث أعنف انتهاك لقرار وقف إطلاق النار، من الجانب العراقي.

    قدرت شبكة التليفزيون الأمريكية (CNN) الخسائر، التي تكبدتها القوات العراقية، خلال عملية "عاصفة الصحراء" خاصة القصف الجوي، بنحو ،15 ألف قتيل. وأضافت أنه دُفن العديد من القتلى العراقيين في مقابر جماعية. ونقلت الشبكة، عن مصادر استخبارات لدول التحالف، أن عدد أسرى الحرب العراقيين، لدى قوات التحالف، يقدر بنحو 150 ألف عسكري (يبدو أن هذا الرقم مبالغ فيه.)

    صرح مصدر كويتي، أن عدد المفقودين، من الكويتيين، قد بلغ 33 ألف شخص، منهم 8 آلاف، أسروا على يد القوات العراقية، ليكونوا "عملة للمبادلة"، في يد الحكومة العراقية.

الأحداث الاقتصادية

    جاء في مؤتمر صحفي، عقد في مدينة الكويت، أن نفقات إعادة بناء الكويت، قد قدّرت بما يراوح بين 41 و50 ملياراً من الدولارات.




الأحد 3 مارس 1991

الأحداث السياسية

    أفادت الأنباء من طهران أن حركة تمرد، ذات صبغة إسلامية، اندلعت في الجنوب العراقي، الذي تقطن فيه أغلبية شيعية، ضد نظام الرئيس العراقي، صدام حسين. وأعلنت سقوط أربع مدن (البصرة والعمارة والناصرية والسماوة)، في يد المتمردين. وقد أدلى مسافرون من البصرة بأقوال، حول اشتباكات بين أفراد الجيش والمواطنين، في ما يشبه "الثورة الشعبية، التي انضم إليها ما تبقى من أفراد الجيش العراقي".

    أعلن المتمردون الشيعة، في العراق، أنهم سيطروا على مدينة البصرة، ثانية أكبر المدن العراقية. وطلبوا من الولايات المتحدة الأمريكية، وبقية دول التحالف، سرعة تقديم العون إليهم.

    عبرت مجموعة عراقية، الحدود العراقية ـ السورية، هرباً من الممارسات القمعية، التي يعانيها الشعب العراقي داخل العراق، حيث تعمل أجهزة النظام العراقي على القضاء على معارضيه في الحرب وغزو الكويت.

    أصدر مجلس الأمن القرار الرقم 687، بأغلبية 11 دولة، وعارضته دولة واحدة، هي كوبا، وامتنع عن التصويت عليه اليمن والصين والهند. ويقضي القرار، أن يلغي العراق قراره ضم الكويت، ويطلق جميع الأسرى، من الفور، ويعيد كافة الممتلكات الكويتية، التي استولى عليها أثناء الغزو، وينفذ "اتفاقية جنيف"، في شأن معاملة أسرى الحرب.

    بدأ وزراء خارجية مجلس التعاون لدول الخليج العربية، اجتماعهم، في الرياض، لوضع تصور للمرحلة المقبلة. وقال نائب رئيس الوزراء ووزير الخارجية الكويتية، الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح: "إن مرحلة جديدة من عهد الشعوب، بدأت تتبلور ملامحها، بعد تحرير الكويت من الاحتلال العراقي". وأعرب الوزراء عن اعتزازهم بالنجاح، الذي حققته قوات التحالف، في إخراج القوات العراقية من الأراضي الكويتية؛ وعن تقديرهم لكافة الدول، العربية والإسلامية والصديقة، التي أسهمت في تنفيذ قرارات الشرعية الدولية. وطالب الوزراء بتنفيذ قرارات مجلس الأمن، لأنها السبيل الوحيد إلى إزالة أثار الغزو ونتائجه.

    دعا الرئيس المصري، حسني مبارك، الدول العربية، إلى توحيد الصفوف والمصالحة، والانصراف إلى التنمية، والنهوض بالقضايا القومية، التي تستوجب حلولاً، ولا سيما القضية الفلسطينية وقضيتي الجولان ولبنان. ولفت إلى "بطلان المقولات، التي طُرِحَت في خضم الأشهر السبعة الحزينة، والتي حاولت أن تصور ما حدث، أنه صراع بين الشرق والغرب، أو بين المسلمين وغير المسلمين، أو أنه عودة إلى الحروب الصليبية"، مؤكداً "أن الصراع كان يدور بين الشرعية والفوضى، وبين الحق والباطل، وبين الحلال والحرام".

    اقترح الرئيس الفرنسي، فرانسوا ميتران، أن ينعقد مجلس الأمن، على مستوى رؤساء الدول والحكومات، لدراسة المشاكل، التي نتجت من أزمة الخليج، خاصة ما يتعلق بالصراع العربي ـ الإسرائيلي، وحقوق الأقليات، واقتسام الموارد، ومراقبة التسلح. وقال الرئيس الفرنسي، إن الأمم المتحدة، التي سمحت بالالتجاء إلى القوة، من أجل تحرير الكويت، عليها أن تنظم، الآن، العودة إلى السلام.

    دعا الرئيس الليبي، معمر القذافي، إلى "توزيع عادل للنفط العربي على العرب". وأضاف أن كارثة الخليج، كان من الممكن تفاديها، لو كان هذا التوزيع قد تم وفقاً لسياسة نفطية عربية موحدة. وأخيراً، طالب "القوات الدولية" بالانسحاب من الخليج.

الأحداث العسكرية

    أعلن قائد القوات المركزية الأمريكية، الجنرال نورمان شوارتزكوف، والفريق الركن الأمير خالد بن سلطان بن عبدالعزيز، قائد القوات المشتركة ومسرح العمليات، أن الوفد العراقي الذي اجتمع معهما، في بلدة صفوان، جنوبي العراق، وافق على كل شروط التحالف، لوقف رسمي لإطلاق النار، وعلى إطلاق أسرى الحرب، من الفور، وأن قوات التحالف، ستنسحب من العراق، فور التوقيع الرسمي على وقف إطلاق النار.

    أعلن المتحدث العسكري الأمريكي، الجنرال ريتشارد نيل، أن قوات البحرية الأمريكية، أسرت 1405 عراقيين، من بينهم ضابط عراقي، برتبة لواء و89 ضابطاً، كانوا لا يزالون مختبئين في جزيرة فيلكا الكويتية، إضافة إلى الاستيلاء على ثلاث قطع، من المدفعية المضادة للطائرات، والعديد من راجمات الصواريخ، والدبابات والسيارات المدرعة. وأضاف أن جنود الفرقة 82، المحمولة جواً، استولوا على 5 طائرات ميراج (Mirage)، و6 طائرات ميج (MIG)، وطائرة سوخوي واحدة (Sukhoi)، و8 طائرات عمودية، كانت في أحد المطارات الكويتية.




الإثنين 4 مارس 1991

الأحداث السياسية

    عاد الشيخ سعد العبدالله السالم الصباح، رئيس وزراء الكويت وولي العهد، إلى بلاده، بعد غياب استمر سبعة أشهر، لاستئناف مهام الدولة، بعد تحرير الكويت.

    أبدت الإدارة الأمريكية ارتياحها إلى الاتصالات الجارية مع العراق، لتنفيذ قرارات الأمم المتحدة، والتوصل إلى وقف إطلاق النار. وأسفرت هذه الاتصالات عن إطلاق العراق 10 من أسرى الحرب، بينما أطلق الحلفاء 300 أسير عراقي. وأعرب الرئيس الأمريكي، جورج بوش، عن ارتياحه إلى التقدم في عملية الانتقال "من الحرب إلى السلام"، في منطقة الخليج.

    طالب وزراء خارجية دول مجلس التعاون الخليجي، في الدورة 38 للمجلس، التي انعقدت في الرياض، بتنفيذ كافة قرارات مجلس الأمن. وحمّلوا العراق المسؤولية عما لحق بالكويت من أضرار، وطالبوه بدفع تعويضات. وأكدوا حرص بلادهم "على وحدة الأراضي العراقية وسلامتها الإقليمية، والوقوف مع الشعب العراقي في محنته، التي تسبب بها النظام العراقي".

    ذكرت إذاعة بغداد، أن وزير الخارجية العراقية، طارق عزيز، بعث برسالة إلى الأمين العام للأمم المتحدة، خافيير بيريز دى كويلار، يخبره فيها بقبول العراق القرار الرقم 686، المتعلق بإعلان وقف إطلاق النار، بصفة دائمة، وفقاً لعدة شروط، منها الإفراج عن الأسرى والرهائن، والاعتراف بالمسؤولية عن الأضرار، التي لحقت بالكويت والمنطقة.

    من القاهرة، أعلن مدير مكتب الرئيس المصري للشؤون الخارجية، الدكتور أسامة الباز، أن مصر ترفض الوجود والتدخل الأجنبيين، في المنطقة، بعد انتهاء أزمة الخليج وتحرير الكويت. كذلك، استبعَد كلاًّ من تركيا وإيران من النظام الأمني العربي المقترح. كما أن "إسرائيل، لن تشارك في هذا النظام"، على حد قوله.

    أعربت مصادر فلسطينية عن قلقها من مستقبل الجالية الفلسطينية في الكويت، وسط أنباء عن لوائح مُعَدّة، توزعهم بين متعاون مع العراق، وضده. وعلى الرغم من أن معظم الفلسطينيين الباقيين في الكويت، حالياً، لديهم ثقة بموقفهم، إلاّ أنهم لا يخفون مشاعر الخوف والقلق على مستقبل وجودهم، من بعض أعمال الانتقام الفردية.

    قرّر مجلس قيادة الثورة في العراق، العفو عن "الهاربين من الخدمة العسكرية والمتخلفين، من جريمة الغياب"، واشترط التحاقهم بمراكز قيادة فرقهم، خلال أسبوع.

    اندلعت المعارك الضارية، في مدينة البصرة، عاصمة جنوبي العراق، بين وحدات الحرس الجمهوري، الموالية للرئيس العراقي، صدام حسين، وبين الثوّار، الذين انضمت إليهم فلول القوات المنسحبة من الكويت. وقد استولى الثوار على مدينة البصرة، وست مدن عراقية أخرى، في الجنوب (العمارة، والسماوة، والديوانية، والناصرية، والنجف الأشرف)، بينما استولت المعارضة الكردية على مدينة السليمانية، في شمال شرق بغداد، عقب معارك شرسة، بالدبابات من نوعي (T-55) و(T-72)، ومدفعية الميدان الثقيلة. وقد أكّدت وزارة الدفاع الأمريكية هذه الأنباء. وأضافت أن معلومات الاستطلاع الجوي، تؤكد أن المباني والمركبات، تشتعل فيها النيران، في هذه المدن، التي تشمل البصرة والنجف الأشرف، وأن الموقف شديد الاضطراب.

    ذكرت وكالة الأنباء الإيرانية، وأطراف معارضة عراقية من إيران، أن الحكومة العراقية، فقدت سيطرتها على مدن البصرة والسماوة والديوانية والعمارة والناصرية، والكوت، جنوبي العراق. كما أن المتمردين الأكراد، في شمالي العراق، بدأوا حركة تمرد واسعة النطاق، ضد أجهزة الأمن وحزب "البعث"، وأن قواتهم شنت 50 هجوماً، خلال الأيام الثلاثة الأخيرة. وأن أنصار الرئيس العراقي، صدام حسين، يقصفون الجماهير العراقية الغاضبة، بنيران مدفعية الدبابات ومدفعية الميدان، وأن أصوات خمسة انفجارات، قد سمعت في ميناء خور أم شهر الإيراني، على بعد 40 كم من البصرة.

الأحداث العسكرية

    قدّرت مصادر إسرائيلية، أن العراق ما زال يمتلك 10 منصات لإطلاق صواريخ سكود (SCUD-B). وكان قد أطلق، خلال حرب الخليج، 39 صاروخاً على إسرائيل، أوقعت قتيلين و304 جرحى.

    أعلن ناطق عسكري عراقي، أن طيران التحالف، اخترق، ثلاث مرات، المجال الجوي فوق بغداد، في ما وصفه بأنه "عمليات استفزازية".

    أكد رئيس هيئة الأركان المشتركة الأمريكية، الجنرال كولين باول، أن الحرب في الخليج، لن تنتهي قبل أن يعود كل الأسرى الأمريكيين، الذين عُدّوا مفقودين، إلى الولايات المتحدة الأمريكية.

    أعلنت وزارة الدفاع الأمريكية، أنها ستفرج عن نحو 300 من أسرى الحرب العراقيين، وذلك رداً على إفراج العراق عن عشرة أسرى من قوات التحالف.

    أعلن الرئيس الأمريكي، جورج بوش، أن وزير الدفاع الأمريكي، ديك تشيني ، قد تلقى خرائط الألغام، المزروعة داخل الأراضي الكويتية، عقب اجتماع "صفوان"، بين العسكريين، الأمريكيين والعراقيين.

    أشاد وزير الدفاع البريطاني، توم كنج، بأداء القوات المصرية الرائع، في حرب تحرير دولة الكويت، والتعاون الممتاز بينها وبين قوات التحالف، خلال العمليات العسكرية، مشيراً إلى أن الصحافة البريطانية، أشادت كثيراً بأداء هذه القوات.




الثلاثاء 5 مارس 1991

الأحداث السياسية

    أفادت وكالة الأنباء العراقية، أن مجلس قيادة الثورة، قرر إلغاء قراره السابق، في شأن ضم الكويت، وحسبان جميع القوانين والأحكام القضائية والقواعد، التي طُبّقت على الكويت منذ الغزو العراقي، في أغسطس الماضي، لاغية، وأن الرئيس العراقي، صدام حسين، وقّع القرار. وأكّد المجلس، "أن إلغاء هذه القوانين والقرارات والتعليمات والأنظمة والتوجيهات، جاء متسقاً مع موافقة الحكومة العراقية على قرار مجلس الأمن، الرقم 686، والتي أعلنتها في 2 مارس 1991.

    بثت إذاعة بغداد، أن العراق قرّر المباشرة في إعادة الممتلكات، التي وُضِعَت اليد عليها، بعد 2 أغسطس، تطبيقاً لقرارات الأمم المتحدة. وأن هذا القرار، اتُّخِذ خلال اجتماع مشترك لمجلس قيادة الثورة والقيادة القطرية لحزب "البعث"، وترأسه الرئيس العراقي، صدام حسين. وكان العراق قد صادر الأموال العامة، وأموال آل الصباح، في الكويت، وبعض الأصول المالية للولايات المتحدة الأمريكية، والدول التي شاركت في الحظر الاقتصادي على العراق.

    أعلن العراق أنه استكمل عملية تسليم أسرى الحرب، من قوات التحالف، وأنه أطلق 35 أسيراً، بينهم 15 أمريكياً، وتسعة بريطانيين.

    يقوم وزير الخارجية الأمريكي، جيمس بيكر، بجولة تستغرق 10 أيام، في منطقة الخليج، لبحث أمن المنطقة، والنزاع العربي ـ الإسرائيلي، والحدّ من التسلّح.

    اجتمع، في دمشق، وزراء خارجية الدول الست، في مجلس التعاون لدول الخليج العربية، (المملكة العربية السعودية والكويت وسلطنة عمان والإمارات وقطر والبحرين)، إضافة إلى مصر وسورية، لدراسة صيغة التعاون، الأمني والاقتصادي، بين الدول الثماني، في ضوء نتائج حرب الخليج. وتتجه النية لأن تكون القوات، المصرية والسورية، نواة قوة عربية لحفظ السلام، بعد انسحاب القوات الأجنبية.

    أعلنت المعارضة العراقية استيلاءها على مدن كربلاء والنجف الأشرف وأربيل، بعد معارك ضارية، ضد القوات الموالية للرئيس العراقي، صدام حسين. وأكدت الخارجية الأمريكية، أن الاضطرابات تسود ست مدن عراقية، وأن النظام العراقي الحاكم، استخدم الحرس الجمهوري، وقوات من الجيش، النظامي والشعبي، ومن الشرطة، لقمع الاضطرابات.

    قال خادم الحرمين الشريفين، الملك فهد بن عبدالعزيز، أمام العلماء والشيوخ والمواطنين، الذين جاءوا لتهنئته بتحرير دولة الكويت: "إن جميع القوات، العربية والإسلامية والصديقة، سوف تعود إلى بلدانها، حسبما اتفق عليه". وأضاف: "في الواقع، إن ما يحدث في العراق، الآن، هو الذي جناه الرئيس العراقي، صدام حسين على نفسه". وأعلن أن أمير الكويت، الشيخ جابر الأحمد الجابر الصباح، أبلغه أنه وجه الدعوة إلى الرئيس العراقي، أثناء انعقاد قمة بغداد في العام الماضي، لزيارته في الكويت. وردّ عليه الرئيس العراقي، قائلاً: "سأزورك، وأنت لا تدري"، وهذا يبين سوء النية، وأنه كان يضمر الشرّ تجاه الكويت.

    طلب وزير الخارجية السعودي، صاحب السموّ الملكي، الأمير سعود الفيصل، من الأمين العام للأمم المتحدة، خافيير بيريز دى كويلار، معونة فنية، لمواجهة الأخطار الناجمة عن تلوث البيئة في الخليج. وأوضح سموّ الوزير، أن العراق ألقى ما يزيد على 10 ملايين من براميل النفط، في مياه الخليج.

    أعرب ممثل الكنيسة العراقية، أمام مؤتمر القمة، المنعقد في الفاتيكان، ليناقش شؤون ما بعد الحرب، عن قلقه حول الأخطار الناجمة عن إحداث تغيير في نظام الحكم في العراق، وحذّر من اندلاع حرب أهلية وفوضى، قد تكون أشد خطراً مما جرى في لبنان. وقد ردّد معظم المشاركين، في المؤتمر، الشيء نفسه.

    وصل إلى طهران نائب رئيس الوزراء العراقي، سعدون حمادي، في زيارة مفاجئة.

    أعلن رئيس الوزراء الأسترالي، أن حكومته، سترسل مجموعة من الخبراء الاقتصاديين، إلى الخليج، من أجل التباحث حول إبرام صفقات تجارية.

    قدم وزير الخارجية الإيطالي، دى ميكيليس، مشروعاً إلى الأمين العام للأمم المتحدة، خافيير بيريز دى كويلار، حول عقد مؤتمر للأمن والتعاون، بين دول البحر المتوسط.

الأحداث العسكرية

    تبدأ تركيا، في غضون الأسابيع المقبلة، بسحب جزء من قواتها، المنتشرة على طول حدودها الجنوبية الشرقية مع العراق، والبالغ قوامها 180 ألف جندي.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 75802
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 78
الموقع : الاردن

 يوميات حرب الخليج من 1/1/1991  الى 13/3/1991 Empty
مُساهمةموضوع: رد: يوميات حرب الخليج من 1/1/1991 الى 13/3/1991    يوميات حرب الخليج من 1/1/1991  الى 13/3/1991 Emptyالخميس 24 مارس 2016, 9:05 pm

الأربعاء 6 مارس 1991

الأحداث السياسية

    أعلن رئيس وزراء بريطانيا، جون ميجور، خلال زيارة مفاجئة إلى الكويت، أن الوقت قد حان لإيجاد تسوية لمشكلة الشرق الأوسط. إلاّ أنه أوضح، أنه ما زال هناك العديد من المشكلات، التي يتعين حلّها، قبل التوصل إلى تسوية كاملة. وقال إن الوقت، الآن، أفضل من أي وقت سبق، لتحقيق ذلك.

    استقبل خادم الحرمين الشريفين، الملك فهد بن عبدالعزيز، رئيس وزراء بريطانيا، جون ميجور، في مدينة الرياض، قادماً من الكويت، حيث أجرى محادثات مع المسؤولين الكويتيين، حول إعادة تعمير دولة الكويت.

    وصل إلى دمشق وزراء خارجية لوكسمبورج وهولندا وإيطاليا، في إطار جولة في الشرق الأوسط والمغرب، بهدف إيجاد تسوية "دائمة لأزمة الخليج".

    أجرى، بعد ظهر اليوم، نائب رئيس الوزراء العراقي، سعدون حمادي، مباحثات، وصفت أنها مهمة، مع وزير الخارجية الإيراني، علي أكبر ولايتي.

    أعرب العاهل الأردني، الملك حسين، عن تخوفه من أن يدفع الفلسطينيون ثمن الموقف، الذي اتخذه قادتهم.

    انتقد وزير خارجية ألمانيا، هانز ديتريش جينشر، موقف منظمة التحرير الفلسطينية أثناء حرب الخليج، وتأييدها المطلق للرئيس العراقي، صدام حسين.

    أعلن مندوب العراق، في الأمم المتحدة، عبدالأمير الأنباري، أن جميع الكويتيين، الموجودين في العراق أحرار في مغادرة البلاد. وقال إن حكومته، تنفذ كافة قرارات مجلس الأمن، ولذا، يتعين رفع الحظر المفروض على العراق، وإعلان وقف إطلاق النار.

    أعلن وزير الخارجية البريطاني، دوجلاس هيرد، أن العقوبات المفروضة على العراق، لن تخفف، مادامت سياسة الرئيس العراقي، صدام حسين، لم يطرأ عليها أي تغيير.

    أبدت فرنسا وإنجلترا تأييدهما لتشكيل قوات فصل عربية، في منطقة الخليج.

    رفضت حركة المقاومة الكويتية إقرار قانون الطوارئ في الكويت.

    امتدت الاضطرابات داخل العراق إلى مدينتي كربلاء والنجف الأشرف، اللتين ما زالتا في أيدي الشيعة، ويحاول الحرس الجمهوري العراقي، استعادة سيطرته عليهما.

    ذكرت مصادر الاستخبارات الأمريكية، أن الرئيس العراقي، صدام حسين، دفع 4 فرق تابعة للحرس الجمهوري، نحو المناطق المضطربة، للسيطرة على الموقف. وأن القوات الموالية له، تتجه لاستعادة السيطرة على المدن المتمردة، في الجنوب، خاصة البصرة عاصمة جنوبي العراق، وكربلاء العاصمة الدينية للشيعة.

    أعلن المجلس الأعلى للثورة الإسلامية في العراق، والجماعات الكردية في مدينة العمارة، أن مدن العمارة والكوت والديوانية والهيلا والناصرية والسماوة والبصرة وكربلاء، في الجنوب، إلى جانب الموصل والمصيب والديالا، في الشمال، ما زالت في أيدي الثوار، وأن معارك ضارية ضد القوات الموالية للرئيس العراقي، صدام حسين، ما زالت مستمرة.

    أعلنت إذاعة بغداد، أن الرئيس العراقي، صدام حسين، طرد وزير الداخلية العراقي، سمير محمد عبدالوهاب، من منصبه، وعين بدلاً منه ابن عمه، علي حسن المجيد، المعروف بشراسته. ويقول المراقبون الدبلوماسيون، إن هذه القرارات، تعكس شعور الرئيس العراقي، بتضاؤل سيطرته، التي يرتكز عليها، بعد هزيمته العسكرية.

    نفى وزير خارجية إيران، علي أكبر ولايتي، أي تورط، من قبل حكومته، في الأحداث الجارية في العراق.

الأحداث العسكرية

    جرت عملية تبادل أسرى الحرب بين دول التحالف والعراق. وقد وصل إلى قاعدة الرياض الجوية 35 أسيراً، منهم 15 أمريكياً، و9 بريطانيين، و9 سعوديين، وكويتي واحد، وإيطالي واحد. وقد أعلن العراق، عقب إفراجه عنهم، أنه اكتمل بذلك إطلاق أسرى التحالف، في حين صرح صاحب السموّ الملكي، الفريق الركن خالد بن سلطان بن عبدالعزيز، قائد القوات المشتركة ومسرح العمليات، الذي استقبل الأسرى، وفي رفقته قائد القوات المركزية الأمريكية، الجنرال نورمان شوارتزكوف ـ أن العراق ما زال يحتجز 12 أسيراً سعودياً.

    ذكرت المصادر العسكرية الأمريكية، أن البصرة خلت من وحدات عسكرية معارضة للرئيس العراقي، صدام حسين، وأن كل القوات الموجودة فيها، حالياً، موالية له.

    أعلن العراق تسريح عشر فرق عسكرية، من القوات البرية، التي كانت قد شُكّلت بعد غزو الكويت. وقد بثت إذاعة بغداد، أن تسريح هذه الفرق، يأتي بعد تغير الظروف، التي استدعت تشكيلها. ويقدّر عدد أفراد الفرقة الواحدة بعشرة آلاف جندي.




الخميس 7 مارس 1991

الأحداث السياسية

    دعا وزير خارجية إيران، علي أكبر ولايتي، إلى عقد مؤتمر دولي للسلام في الشرق الأوسط.

    أبدت الحكومة الإسرائيلية رفضها لمقترحات الرئيس الأمريكي، جورج بوش، حول الشرق الأوسط.

    أعطت لجنة العقوبات، التابعة لمجلس الأمن، النور الأخضر، لإرسال معونة إنسانية إلى العراق، بناء على تقرير مشترك، قدمته منظمة الصحة العالمية، وصندوق الطفولة، التابع للأمم المتحدة (يونيسيف).

    صرح، في عمان، وزير الخارجية الكندي، جوى كلارك، أنه من الضرورة العاجلة إيجاد تسوية للمشكلة الفلسطينية. كما رأى أن تطبيق عقوبات ضد إسرائيل، لرفضها الجلاء عن الأراضي، التي احتلتها هو أمر "غير مجدٍ"، وأن هناك وسائل أخرى، أكثر جدوى، يمكن الالتجاء إليها، في نهاية الأمر.

    غادر وزير الخارجية الأمريكي، جيمس بيكر، واشنطن، في طريقه إلى الشرق الأوسط، في جولة من أجل تعرف فرص السلام المتاحة. وكان الرئيس الأمريكي، جورج بوش، قد أعلن أن "الوقت قد حان، لوضع نهاية للصراع العربي ـ الإسرائيلي".

    أبلغت السلطات العراقية جميع الصحفيين، في بغداد، مغادرة البلاد، في غضون 24 ساعة، من دون إبداء الأسباب.

    أشار صوت أمريكا، نقلاً عن مصادر عسكرية أمريكية، إلى أن المواجهة المسلحة، في مدينة البصرة، بين الحرس الجمهوري والقوات العراقية النظامية، العائدة من الجبهة، ما زالت مستمرة.

    أعلن متحدث باسم المعارضة العراقية، في دمشق، أن القوات الموالية للرئيس العراقي، صدام حسين، تحاصر، حالياً، مدينتي كربلاء والنجف الشيعيتين. وأشار المتحدث باسم منظمة العمل الإسلامية المعارضة في العراق، محمد حسين التاجر، إلى تفجر مظاهرة ضخمة في بغداد، للمرة الأولى.

    ذكرت وكالة الأنباء الإيرانية، أن اشتباكات وقعت، للمرة الأولى، بين القوات المعارضة للرئيس العراقي، صدام حسين، والقوات الموالية له، في مدينتي بدره وزرباطيه، المتاخمتين لحدود إيران. وقد سمعت أصوات الانفجارات وطلقات الرصاص، بوضوح، من الأراضي الإيرانية المجاورة.

    أعلن ولي العهد ورئيس الوزراء الكويتي، الشيخ سعد العبدالله الصباح، أن الانتخابات العامة، ستجرى في الكويت خلال الشهر المقبل، ولكن من دون تحديد موعد لها. ووعد بإعادة الحياة البرلمانية إلى البلاد، من دون ذكر لدستور 1962، الذي ألغي عام 1985.

    صرح ولي العهد ورئيس الوزراء الكويتي، الشيخ سعد العبدالله الصباح، أن بلاده ستساند الفلسطينيين في الأراضي المحتلة.

    صرح سفير الكويت في فرنسا، أن حكومته لن تعطي تأشيرات دخول الكويت، إلاّ بعد مضي شهر أو شهرين على الأقل.

الأحداث العسكرية

    في الرياض، وقع القادة العسكريون للتحالف وقادة عسكريون عراقيون، مذكرة اتفاق حول عودة جميع أسرى الحرب المحتجزين في الخليج. وقال مسؤولون عسكريون أمريكيون إن المحادثات تتناولت ترتيبات الإفراج عن نحو 60 ألف أسير عراقي، واستعادة رفات قتلى القوات المتحالفة، الذين لقوا مصرعهم أثناء القتال، ومصير نحو 30 ألف كويتي أسَرتهم القوات العراقية.

    أعلنت وزارة الدفاع الأمريكية أن نحو 7 آلاف من أفراد القوات الأمريكية، في الخليج، بدأوا مغادرة المنطقة، وأن أعداداً منهم وصلت، بالفعل، إلى الولايات المتحدة الأمريكية. وقد ذكر متحدث باسم الوزارة، أن المرحلة الأولى، ستشمل عودة نحو 14 ألف جندي. ومن ناحية أخرى، أعلن المتحدث العسكري الأمريكي، الجنرال ريتشارد نيل، أرقاماً جديدة للخسائر التي تكبدتها القوات العراقية، خلال حرب تحرير الكويت، وتضمنت أن 3700 دبابة، قد دمرت أو أصيبت بأضرار أو استُولي عليها، إضافة إلى 2400 ناقلة جند مدرعة و2600 قطعة مدفعية.

    أعلن وزير الدفاع البريطاني، توم كنج، أن القوات البريطانية في منطقة الخليج، ستبدأ العودة، خلال أيام قليلة من سريان وقف إطلاق النار رسمياً.

الأحداث الاقتصادية

    جاء في وكالة أنباء تركية، أن تركيا ترغب في المشاركة في إعادة تعمير الكويت.

    حصلت شركتان بريطانيتان (إنشاءات بحرية وخدمات حاسبات ألكترونية) على عقدين، بلغت قيمتهما 5.4 ملايين دولار، في إطار عملية إعادة بناء الكويت.




الجمعة 8 مارس 1991

الأحداث السياسية

    بدأ وزير الخارجية الأمريكي، جيمس بيكر، جولته في الشرق الأوسط.

    رحبت الحكومة المصرية بخطاب الرئيس الأمريكي، جورج بوش، الذي ألقاه أمام الكونجرس، وتعهد فيه بإيجاد تسوية عادلة، وشاملة، لجميع مشاكل الشرق الأوسط. وأكّدت تمسكها بتطبيق القرارين 242 و338، الصادرين عن مجلس الأمن، وكذا بمبدأ الأرض مقابل السلام، لضمان أمن إسرائيل والاعتراف بها، وفي الوقت نفسه، الاعتراف بحقوق الفلسطينيين المشروعة.

    وجهت إيران نداء إلى الرئيس العراقي، صدام حسين، طالبته فيه أن يتنحى عن الحكم.

    طالب المجلس الاستشاري لاتحاد المغرب العربي، المنعقد في طرابلس (ليبيا)، بانسحاب القوات الأجنبية من منطقة الخليج، ودان العدوان، الذي نفّذته الولايات المتحدة الأمريكية وحلفاؤها ضد العراق الشقيق. كما طالب بانسحاب القوات الأجنبية من كل الأراضي العربية، ورفع الحظر على العراق.

    طالب وزير الخارجية السوفيتي السابق، إدوارد شيفرنادزه، حكومته بإلغاء المعونة العسكرية السوفيتية الممنوحة للعراق.

    حذرت وزارة الخارجية الأمريكية رعاياها من السفر إلى الكويت، نظراً إلى وجود ألغام ومفرقعات، تركتها قوات الغزو.

    اتسع نطاق الثورة الشعبية في العراق، ضد نظام حكم الرئيس العراقي، صدام حسين. فقد امتدت المظاهرات المعادية له، إلى 24 مدينة، على الأقل، من جنوبي العراق إلى شماليه. واستخدم النظام العراقي الأسلحة الكيماوية، في محاولة للسيطرة على مدينة البصرة، التي أكدت مصادر المعارضة العراقية، أنها ما زالت تحت سيطرتها.

    أطلق العراق أول دفعة من الأسرى الكويتيين، وعددهم 1181 أسيراً، من بين أكثر من 6 آلاف أسير كويتي، تعتقلهم السلطات العراقية. ومن بين المفرج عنهم اثنان من الأسرى المصريين. وقد تجمع الأسرى عند منطقة صفوان، على الحدود العراقية ـ الكويتية، حيث نقلوا بواسطة سيارات الصليب الأحمر، وسُلِّموا لذويهم. وذلك، تنفيذاً للاتفاق، الذي وقع في الرياض، بين القادة العسكريين للتحالف وقادة عسكريين عراقيين، في 7 مارس 1991.

    أعلنت اللجنة الدولية للصليب الأحمر، أن المسؤولين العراقيين، سَلَّموا 40 صحفياً غربياً وجنديين أمريكيين، إلى مسؤولي الصليب الأحمر، في بغداد. وتُعدّ عملية التسليم جزءاً من الاتفاق، الذي أبرم بين المسؤولين العراقيين وممثلي دول التحالف، في الرياض.

الأحداث العسكرية

    عادت إلى الولايات المتحدة الأمريكية دفعة أخرى، من القوات الأمريكية في الخليج، حيث هبطت طائرة نقل عسكرية، تقل نحو 100 فرد من الفرقة 24 المشاة الآلية، في مطار قاعدة هنترا الجوية، جنوب شرق ولاية جورجيا. في حين صرح وزير الدفاع الأمريكي، ديك تشيني، أن معدل عودة القوات الأمريكية في الخليج، سيكون 5 آلاف جندي، يومياً، ما لم تنشب أي معارك جديدة.

الأحداث الاقتصادية

    أعلن الرئيس الأمريكي، جورج بوش، أن العقوبات المالية، المفروضة على الأرصدة الكويتية، سترفع خلال أسبوعين.

    قررت هولندا رفع العقوبات المالية، المفروضة على الأرصدة الكويتية.

    أرسل قداسة البابا يوحنا الثاني، 80 ألف دولار، لمساعدة ضحايا حرب الخليج.

    بدأ وفد ياباني، من أعضاء الحكم في اليابان، جولة في منطقة الشرق الأوسط، تشمل مصر والمملكة العربية السعودية وسورية والكويت. وتتطلع اليابان إلى المساهمة في إعادة تعمير منطقة الخليج.

    قدرت نفقات العمليات العسكرية الفرنسية في الخليج، بنحو 8.5 مليارات من الفرنكات، بما يعادل نحو مليار واحد و700 مليون دولار.




السبت 9 مارس 1991

الأحداث السياسية

    أكد أحد زعماء المعارضة الشيعية العراقية، محسن الحسيني، أن الوضع داخل العراق، الآن، في مصلحة المقاومة الشعبية، التي سيطرت على عدة مدن، منها البصرة. وقال إن أحدث المعلومات، توضح أن محاولات النظام العراقي استعادة البصرة، باءت بالفشل، على الرغم من وجود بعض الجيوب من قوات النظام العراقي. وأضاف أن المقاومة الشعبية، في البصرة، شكّلت لجنة لإدارة شؤون المدينة، وفتحت محطة إذاعة، وتعتزم إصدار جريدة.

    ذكرت وكالة الأنباء الإيرانية، أن معارك عنيفة، ما زالت تدور في العديد من المدن، خاصة مدينة البصرة، وأن الثورة الشعبية، ضد النظام العراقي، امتدت إلى مناطق جديدة. كما أشارت إلى سيطرة رجال المعارضة الكردية على بعض المناطق، وإشعالهم النار في منشآت السليمانية، والقوات الحكومية المعارضين، في السليمانية والمناطق المجاورة، بالطائرات، النفاثة والعمودية. وقد أكّدت مصادر المعارضة الكردية، أنها أحكمت سيطرتها على مدينة السليمانية، وبعض المدن الأخرى، شمالي العراق. وأضافت المصادر نفسها، أن القوات الكردية، أسرت عدداً من المسؤولين الحكوميين، خلال الاشتباكات.

    خيم الظلام على مدينة الكويت، بعد أن احتجبت الشمس، وانعدمت الرؤية، خاصة في منطقتي الأحمدي والمقوع، بسبب الدخان المنبعث من حقول النفط المحترقة فيهما، والذي حول سماء الكويت إلى سحابة من الدخان الأسود، وحول المناخ من برودة إلى حرارة غير معتادة في هذا التوقيت من العام. وفي الوقت نفسه، أكّد الخبراء، أن كميات كبيرة من الألغام، القابلة للانفجار، تحيط بالآبار المحترقة.

الأحداث العسكرية

    أعلن وزير الطيران الأمريكي، دونالد رايس، أن الولايات المتحدة الأمريكية، تبحث إمكانية انتشار بعض طائراتها المقاتلة في منطقة الخليج، بصفة دائمة. وأن وجود قوة من سلاح الطيران الأمريكي، بشكل دائم، يمكن أن يكون جزءاً من تدابير أمنية جديدة، في هذه المنطقة. وعلى صعيد آخر، قدّمت الحكومة الأمريكية تقريراً سرياً إلى الكونجرس، يفيد أن حكومة الرئيس الأمريكي، جورج بوش، تعتزم بيع أسلحة تقليدية، تقدر قيمتها بنحو 18 مليار دولار، لدول الشرق الأوسط.

    أعلنت وزارة الدفاع الأمريكية، أن 21 أسيراً أمريكياً، أفرجت عنهم السلطات العراقية، سيعودون إلى واشنطن. وأضافت الوزارة، أن وزير الدفاع الأمريكي، ديك تشيني، ورئيس هيئة الأركان المشتركة الأمريكية، الجنرال كولين باول، سيكونان في استقبال الأسرى العائدين، والذين من بينهم بعض الطيارين، وذلك في قاعدة أندروز الجوية.

    أعلنت إذاعة بغداد أن القيادة العراقية، قررت حل خمس فرق أخرى من الجيش العراقي، ليصل بذلك عدد الفرق المسرَّحة، منذ انتهاء حرب الخليج، في 28 فبراير الماضي، إلى 15 فرقة، كان معظمها قد شُكّلت بعد احتلال العراق للكويت، في الثاني من أغسطس الماضي.



الأحد 10 مارس 1991

الأحداث السياسية

    غادر وزير الخارجية الأمريكي، جيمس بيكر، مدينة الرياض، متجهاً إلى جمهورية مصر العربية. وقد صرح أمام الصحفيين، أنه قد توصل، خلال لقاءاته مع المسؤولين السعوديين، وفي دول الخليج، إلى اتفاق حول ترتيبات الأمن، المزمع إقامتها في المنطقة. أمّا في خصوص تسوية الصراع العربي ـ الإسرائيلي، فقد قال إنه لا تزال هناك اختلافات متباينة في الآراء.

    أعلن صاحب السموّ الملكي، الأمير سلطان بن عبدالعزيز آل سعود، النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء ووزير الدفاع والطيران والمفتش العام في المملكة العربية السعودية، خلال زيارته إلى الكويت، أن بلاده لن تتعامل مع النظام العراقي، ما دام الرئيس العراقي، صدام حسين، في الحكم.

    صرح الأمين العام للأمم المتحدة، خافيير بيريز دى كويلار، أن قرار أمن أمريكي، في منطقة الشرق الأوسط، لهو أمر مرفوض؛ وشبه ذلك بدكتاتورية دولية مفروضة.

    صرح وزير الخارجية السوري، فاروق الشرع، في الرياض، أن أماكن انتشار القوة العربية لحفظ السلام وحجمها، ستحددهما دول الخليج. وفي الوقت نفسه، صرح مسؤول أمريكي، أن الاتفاقات الخاصة بانتشار القوات الأمريكية في الخليج، ستحدد على صعيد ثنائي.

    أكد مندوب الكويت الدائم لدى الأمم المتحدة، محمد عبدالله أبو الحسن، أن النظام العراقي، لا يزال يراوغ في تنفيذ قرارات مجلس الأمن، فيما يتعلق بإطلاق جميع الأسرى والمعتقلين الكويتيين في العراق. وأشار إلى أن سلطات النظام العراقي، رفضت الاتصال بالصليب الأحمر، للتنسيق معه في مجال إطلاق هؤلاء المعتقلين؛ إذ أطلقتهم من مكان ما، على الحدود، من دون اتفاق أو اتصال مع الصليب الأحمر. وأكّد أن الكويت تحري، حالياً، اتصالات مكثفة مع مجلس الأمن، للضغط على النظام العراقي، لاستئناف عملية إطلاق سراح الرهائن. وقد اعتصم مئات المواطنين الكويتيين، أمام السفارة الأمريكية، وتظاهروا في مدينة الكويت، مطالبين النظام العراقي بإطلاق بقية أسرى الحرب، أثر قرار العراق إيقاف إطلاق تسريح الأسرى الكويتيين. وطالب المتظاهرون الحكومة الكويتية ببذل جهد أكبر، لإطلاق الأسرى الكويتيين، مؤكدين أن عددهم يصل إلى 22 ألف أسير، وهو ما يفوق التقدير، الذي تضمنه تصريح ولي العهد ورئيس الوزراء الكويتي، الشيخ سعد العبدالله الصباح، الذي أشار إلى أن عددهم يصل إلى 6 آلاف أسير.

    ذكرت جريدة "نيويورك تايمز"، نقلاً عن مصادر الحكومة الأمريكية، أن القوات المسلحة الأمريكية، وضعت خططاً لقصف أي وحدات عراقية، تستخدم الغازات السامة ضد المعارضين العراقيين.

    أكد وزير الخارجية الأمريكي، جيمس بيكر، في الرياض، أن الاضطرابات تزداد انتشاراً وحدة في العراق. وأن حكومته قد حذرت النظام العراقي من الالتجاء إلى القمع بالأسلحة الكيماوية.

    ذكرت مصادر المعارضة العراقية، أن رقعة الاضطرابات والثورة ضد الرئيس العراقي، صدام حسين، تتسع، يوماً بعد يوم، على الرغم من محاولات الحرس الجمهوري قمعها. وقد أشادت إذاعة لندن إلى أن الاضطرابات، تشمل 20 مدينة، على الأقل. وأضافت، نقلاً عن مصادر المعارضة، أن القوات الموالية لها، تسيطر على 5 مدن، على الأقل، هي البصرة والنجف والعمارة والسليمانية وخانقين، إضافة إلى السيطرة الكاملة للأكراد، على محافظة السليمانية برمّتها.

    ذكر متحدث باسم جبهة كردستان العراقية، أن الثوار الأكراد، في شمالي العراق، أعلنوا استيلاءهم على عدة مدن صغيرة، حول مدينة كركوك، وأوشكوا أن يستولوا على كركوك نفسها.

    أكّد عضو المجلس الأعلى للثورة الإسلامية العراقية، الشيخ هيثم الصغير، أن المعارك مشتعلة في مدينة تكريت، مسقط رأس الرئيس العراقي، صدام حسين. وقال إن قوات غير عراقية، تحارب الثوار. وكانت مصادر المعارضة قد ذكرت، أن قوات، فلسطينية وأردنية، تشترك مع قوات الرئيس العراقي، في القتال.

    صرحت مصادر في الاستخبارات الأمريكية، أن قادة الثورة، جنوبي العراق، طلبوا أسلحة من الجنود الأمريكيين، لدعم الثورة.

الأحداث الاقتصادية

    يبدأ، خلال أيام، الإطفاء السطحي لآبار النفط الكويتية المحترقة، التي يقدّر عددها بخمسمائة بئر، من بين 800 بئر أصابها بالحرائق والأضرار جنود النظام العراقي، قبل ساعات من انسحابهم من الكويت، وذلك من بين ألف بئر للنفط الخام، تمتلكها الكويت. ومن المنتظر أن تستغرق عمليات إطفاء الآبار، مدة عامين، وستسبقها عملية إزالة الألغام، التي زرعها حولها جنود العراق.

    صرح وزير النفط الكويتي، رشيد العميري، بأن الدمار، الذي لحق بالمنشآت النفطية في بلاده، نتيجة التخريب وإشعال القوات العراقية الحرائق فيها، قد شلّ قدرة الكويت على إنتاج النفط بنسبة 85%، إضافة إلى الأضرار البيئية الأخرى، الناجمة عن هذه الحرائق. وقدّر الوزير حجم النفط، الذي يحترق من الآبار، يومياً، بنحو مليون برميل.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 75802
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 78
الموقع : الاردن

 يوميات حرب الخليج من 1/1/1991  الى 13/3/1991 Empty
مُساهمةموضوع: رد: يوميات حرب الخليج من 1/1/1991 الى 13/3/1991    يوميات حرب الخليج من 1/1/1991  الى 13/3/1991 Emptyالخميس 24 مارس 2016, 9:08 pm

الإثنين 11 مارس 1991

الأحداث السياسية

    انعقد، في بيروت، مؤتمر منظمات المعارضة العراقية، بهدف مساندة وتنسيق حركة التمرد في العراق، وكيفية تحسين وحدة صفوف المعارضة العراقية، من أجل إقرار الديموقراطية في البلاد.

    أعلن الثوار العراقيون، أنهم يسيطرون على 30 مدينة عراقية، ومئات القرى، وأن معارك عنيفة دامية، تجري في مدينة كربلاء، بعد اقتحام قوات الحرس الجمهوري العراقي لها. وذكر الثوّار أن أكثر من 30 ألف جندي عراقي، انضموا إلى الثوار، بدباباتهم ومدفعيتهم.

    أعلنت مصادر المعارضة الكردية، أن الثوار استولوا على عاصمة محافظة أربيل، بعد قتال ضار، ضد قوات الفيلق الخامس العراقي. وأضافت المصادر، أن الثوار دمّروا مقر قيادة الفيلق. كما أشارت المصادر عينها إلى استيلاء الثوّار الأكراد على بعض ضواحي مدينة كركوك، عاصمة إنتاج النفط العراقي. وقالت إن قتالاً عنيفاً، يدور بينهم وبين القوات الحكومية، التي استسلم منها ألفا عسكري، منهم 43 ضابطاً.

    قالت مصادر المعارضة الشعبية، إن الثوار استولوا، حتى الآن، على 42 طائرة عمودية هجومية، و12 صاروخاً، من القوات الحكومية. وأشارت إلى أن الثوار، لا يزالون يسيطرون على مساحات واسعة من البصرة، وأنهم يقاومون، بشراسة، هجمات القوات الموالية للرئيس العراقي، صدام حسين، التي تقصف وتدمر كل شيء في طريقها.

    صرح نائب الرئيس الأمريكي، دان كويل، أن الولايات المتحدة الأمريكية، حذّرت الرئيس العراقي، صدام حسين، من استخدام الأسلحة الكيماوية ضد الثوار، الذين يقاتلون القوات الموالية له. وقال كويل إن استخدام الأسلحة الكيماوية، أمر بغيض، ويجب أن يقابل برد ملائم؛ ولكنه لم يحدد طبيعة هذا الرد. وما زالت القوات الأمريكية، وقوات التحالف الأخرى، ترابط في أجزاء كبيرة من الأراضي العراقية.

    تعرضت القنصلية المصرية، في الكويت، عشية إعادة فتحها، لإطلاق النار عليها. وقد ردّت مجموعة الصاعقة المصرية، التي تتولى حراسة القنصلية، على إطلاق النار، ثم مشّطت المنطقة، وعثرت على أعيرة فارغة، من سلاح عراقي الصنع، ولم تُعرف هوية مطلقي النار ، كما لم يسفر الحادث عن أي إصابات.

    صدر عن الدورة العادية الثالثة، لمجلس الرئاسة لاتحاد المغرب العربي، التي انعقدت في رأس لانوف، في الجماهيرية العربية الليبية الشعبية الاشتراكية العظمى، يومَي 10 و11 مارس، التوصيات التالية:

    إدانة تدفق اليهود إلى الأراضي العربية المحتلة، واستغلال إسرائيل أزمة الخليج في تعزيز قدراتها، في المنطقة العربية.

    مطالبة مجلس الأمن برفع الحصار الاقتصادي، المفروض على العراق، بعد انسحابه من الكويت، وامتثاله القرارات الدولية.

    تأكيد ضرورة استمرار كل من الكويت والعراق في أداء دورهما البنّاء في تعزيز العمل العربي المشترك، وصيانة وحدة الأمة العربية واستقلالها وكرامتها.

    توجيه نداء إلى الأشقاء العرب، للعمل من أجل تجاوز المحنة، واستخلاص العبر منها، بإعادة الثقة بين أبناء الأمة العربية، والعمل على لمّ الشمل ورأب الصدع.

    استنكار أي محاولة للقضاء على منظمة التحرير الفلسطينية. وانتقاد "الحملة العدائية، التي تشنها دول معينة على منظمة التحرير الفلسطينية".

    تجديد الدعم المطلق، والتضامن التام مع الشعب الفلسطيني، وتأكيد المساعي الدولية، الخاصة بإيجاد حل للقضية الفلسطينية، من خلال الشرعية الدولية، والأمم المتحدة.

الأحداث العسكرية

    عبرت حاملة الطائرات الأمريكية "ساراتوجا" (Saratoga)، ترافقها ثلاث سفن حربية أمريكية، لحراستها، قناة السويس، في طريقها من منطقة الخليج إلى الولايات المتحدة الأمريكية. كما عبرت، ضمن قافلة الشمال، سفينة الإمداد الحربية الأمريكية "فاب ماي"، في طريقها إلى منطقة البحر الأحمر.




الثلاثاء 12 مارس 1991

الأحداث السياسية

    استقبل الرئيس المصري، حسني مبارك، صاحب السموّ الملكي، الفريق الركن خالد بن سلطان بن عبدالعزيز، قائد القوات المشتركة ومسرح العمليات، في الخليج، الساعة 17.30، قبل بدء مباحثاته العسكرية، غداً، مع الفريق صفي الدين أبو شناف، رئيس أركان حرب القوات المسلحة المصرية. كما استقبله الفريق أول يوسف صبري أبو طالب، القائد العام للقوات المسلحة ووزير الدفاع والإنتاج الحربي.

    في مدريد، طلب السفير العراقي من السلطات الأسبانية، اللجوء السياسي.

    أوضحت السلطات العراقية، أنها رفضت قبول عودة لاجئين عراقيين، متمركزين بالقرب من الحدود العراقية ـ الكويتية، لأنها عندما استكشفت المنطقة وجدتها ملغمة، فطلبت تأجيل عودة اللاجئين، ريثما تطهّر المنطقة من الألغام.

    أعلن متحدث باسم الاتحاد الوطني الكردستاني، أن القوات العراقية المدافعة عن مدينة كركوك، احتجزت 5 آلاف سيدة وطفلة، كرهائن، وأن وزير الداخلية العراقي، أصدر أوامره بإطلاق النار على الرهائن، إذا كثّف المتمردون هجومهم على المؤسسات الحكومية، وذلك في محاولة لقمع الانتفاضة الشعبية. وقد ذكر زعماء المعارضة، أن الانتفاضة منتشرة في عشرات المدن، في المناطق الشيعية، جنوبي العراق، وفي الشمال الكردي. وقد ذكرت إذاعة طهران، أن القوات الموالية للرئيس العراقي، صدام حسين، استخدمت قنابل النابالم، على نطاق واسع، ضد الثوار، بهدف إخماد الانتفاضة. وأضافت أن عدداً من العراقيين، الذين أحرقتهم قنابل النابالم، عبروا الحدود إلى إيران، من جنوبي العراق.

    اعترف عدد من زعماء المعارضة العراقية، بأن القوات الحكومية، استعادت مدينتي النجف وكربلاء المقدستين. إلاّ أنهم أوضحوا، أن عمليات السيطرة على المدن، تنتقل ما بين الثوار والقوات الحكومية، غير مرة، يومياً.

الأحداث العسكرية

    وصل إلى القاهرة، في الساعة 1330، من بعد ظهر اليوم، صاحب السموّ الملكي، الفريق الركن خالد بن سلطان، قائد القوات المشتركة ومسرح العمليات، لإجراء مباحثات عسكرية مع الجانب المصري، تتناول سبل دعم العلاقات العسكرية بين البلدين، في مختلف المجالات، وتبادل وجهات النظر حول الأوضاع في المنطقة. ويستعرض الجانبان الخطوات المستقبلية، وتنسيق الجهود، وصولاً إلى تطوير والتعاون العسكري بين البلدين وتنميته، في إطار ترتيبات الأمن في منطقة الخليج. ويرأس الجانب السعودي في المباحثات، الفريق الركن خالد بن سلطان، قائد القوات المشتركة ومسرح العمليات. ويرأس الجانب المصري، الفريق صفي الدين أبو شناف رئيس أركان حرب القوات المسلحة.

    أعلن مسؤولون أمريكيون، أن ثلاث حاملات طائرات أمريكية، و24 سفينة حربية مساندة لها، سُحبت من الخليج، في الوقت الذي أعلن فيه الجيش الأمريكي بدء تسريح 143 ألف جندي احتياطي، كانوا قد استُدعوا أثناء الأزمة في الخليج. وقال المسؤولون إنه لم يتبق سوى ثلاث حاملات طائرات، هي: رينجر (Ranger)، وتيودور روزفلت (Roosevelt)، وأمريكا (America).

    وفقاً لآخر تقدير للخسائر، التي تكبدتها الولايات المتحدة الأمريكية في الخليج، بلغ عدد القتلــى 312 من العسكريين، منهم 120 قتلوا خلال الاشتباكات، و23 جندياً، وطيارون ما زالوا مفقودين. كما بلغ عدد ضحايا الحوادث والمرض 189 شخصاً.




الأربعاء 13 مارس 1991

الأحداث السياسية

    انتهت اللجنة المنبثقة من مجلس التعاون الخليجي، المنعقدة في عُمان، أعمالها الخاصة بإيجاد بنية، لترتيبات أمن جماعية، في منطقة الخليج.

    أجرى وزير الخارجية الأمريكي، جيمس بيكر، محادثات مع الرئيس السوري، حافظ الأسد، في دمشق، تناولت الصراع العربي ـ الإسرائيلي، والمشكلة اللبنانية، والتعاون الاقتصادي، وترتيبات الأمن في منطقة الخليج، وأخيراً، فرض الرقابة على الأسلحة ومنع انتشار الأسلحة الشاملة الدمار.

    مرة أخرى، طالبت المعارضة الكويتية بإعادة الديموقراطية، والعودة إلى الحياة البرلمانية، داخل الكويت.

    اعترفت وسائل الإعلام العراقية بحدوث اضطرابات شيعية، في العديد من المدن. وزعمت أنها ثورة فاشلة، من تدبير الولايات المتحدة الأمريكية، التي تسعى إلى تقويض العراق.

    نجح تنظيم الضباط الأحرار العراقيين، في كسر أبواب معتقل سماره، في البصرة، والإفراج عن 107 أسرى، من بينهم 3 مصريين و 14 طفلاً كويتياً، و10 سيدات، و23 طالباً وطالبة كويتيين، وسيدة عراقية. وسلم الضباط الأحرار العراقيون الكويتيين إلى قوات التحالف، على الحدود، التي سلمتهم، بدورها، للقوات السعودية.

الأحداث العسكرية

    بدأت، في الساعة 1100، قبل ظهر اليوم، المباحثات العسكرية، بين الجانب السعودي والجانب المصري. ورأس الجانب السعودي، في المباحثات، صاحب السمو الملكي، الفريق الركن خالد بن سلطان بن عبدالعزيز، قائد القوات المشتركة ومسرح العمليات، ورأس الجانب المصري، الفريق صفي الدين أبو شناف، رئيس أركان حرب القوات المسلحة. وتتناول المباحثات سبل دعم العلاقات العسكرية، وتطويرها، وتنمية التعاون العسكري بين البلدين، في مختلف المجالات، وتبادل وجهات النظر حول الأوضاع في المنطقة، في إطار ترتيبات الأمن في منطقة الخليج.

    بدأ وزير الدفاع الفرنسي، بيير جوكس، جولته الأولى في منطقة الخليج.

    صرح وزير الدفاع الأمريكي، ديك تشيني ، في واشنطن، أن القوات الأمريكية، ستبقى في العراق، حتى يعود الاستقرار إلى هذا البلد.

    أكد صاحب السمو الملكي، الأمير سلطان بن عبدالعزيز، النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء ووزير الدفاع والطيران والمفتش العام في المملكة العربية السعودية، أن القوات الأمريكية في طريقها إلى العودة إلى بلدها، وفقاً لاتفاق خادم الحرمين الشريفين، الملك فهد بن عبدالعزيز، والرئيس الأمريكي، جورج بوش، والذي يقضي بعودة هذه القوات إلى بلدها، بعد انتهاء المهمة، التي قدمت من أجلها إلى المملكة. وقال الأمير سلطان، إن العمليات العسكرية متوقفة، كلية، في الوقت الراهن، بين القوات المتحالفة والقوات العراقية.

    عبرت قناة السويس المدمرة الأمريكية العملاقة ويسكونسن (Wisconsin)، التي اشتركت، مع المدمرة ميسوري (Missouri)، في القصف البحري، أثناء عمليات حرب تحرير الكويت، ورافقتها في عبور القناة البارجة أر. جي. برادلي (R. G. Bradley). وبذلك، يصل عدد الوحدات البحرية الأمريكية، العائدة من منطقة الخليج إلى 15 قطعة، من بينها حاملتا الطائرات جون كيندي (Kennedy)، وساراتوجا (Saratoga).

الأحداث الاقتصادية

    أرسلت اليابان 10 أطنان من المعونة العاجلة، إلى الكويت، شملت أغذية وأدوية وخياماً وأغطية.

    زار رئيس بعثة الأمم المتحدة، المكلفة بتحديد احتياجات العراق إلى معونة إنسانية، المحطات الكهربائية، التي عانت الغارات، في بغداد.




الخميس 14 مارس 1991

الأحداث السياسية

    عاد الشيخ جابر الأحمد الصباح، أمير الكويت، إلى وطنه، بعد بقائه في المملكة العربية السعودية، مدة 7 أشهر، على أثر الغزو العراقي للكويت.

    صرح الدكتور أسامة الباز، المستشار السياسي للرئيس المصري، حسني مبارك، أن إبقاء القوات الأجنبية في الخليج، ترفضه جميع الأطراف المعنية، العربية والصديقة، لأنه ستكون له عواقب وخيمة، على الصعيدين، السياسي والاقتصادي.

    ذكرت المصادر الدبلوماسية في الأمم المتحدة، أن الأعضاء الخمسة الدائمين في مجلس الأمن، قد يبدأون بإجراء مشاورات، خلال الأيام المقبلة، حول مشروع قرار جديد، يحدد الشروط من أجل وضع نهاية قاطعة للعمليات الحربية في الخليج. وقالت هذه المصادر، إن قراراً في هذا الشأن، يجب أن يكون جاهزاً، بحلول نهاية شهر مارس الحالي.

    أعلنت بريطانيا، أنها تريد أن يشمل القرار، المزمع صدوره مجلس الأمن، ضرورة النص، صراحة، على أن يتخلص العراق من كل أسلحته، الكيماوية والبيولوجية، وضمان عدم حصوله على المزيد منها، في المستقبل.

    أكدت مصادر مجلس الأمن، أنه من المتوقع أن تصدر قرارات أخرى، عن المجلس، تتعلق بتشكيل قوة رمزية، تابعة للأمم المتحدة، لحفظ السلام، ومراقبة الحدود بين الكويت والعراق، إضافة إلى مسألة التعويضات، وإعادة الممتلكات الكويتية المسروقة، وتعيين الحدود، بوضوح، بين كل من الكويت والعراق.

    ذكرت وكالة الأنباء الإيرانية أن مدينة البصرة في الجنوب سقطت في أيدي الثوار، الذين استولوا، كذلك، على مدينة "الحلة"، عاصمة محافظة "بابل"، في وسط العراق. وقد حذر الرئيس الأمريكي، جورج بوش، من أن العراق، باستخدامه الطائرات العمودية المقاتلة ضد الثوار، يؤخر وضع نهاية رسمية لحرب الخليج، وينتهك بنود اتفاقية وقف إطلاق النار، التي وضعتها القوات المتحالفة. كما حذر الرئيس بوش إيران، من مغبة انتهاز الاضطرابات داخل العراق، ومحاولتها الاستيلاء على أراض عراقية. وقال إن ذلك سيكون أسوأ عمل تقدم عليه إيران.

الأحداث العسكرية

    صرح صاحب السمو الملكي الفريق الركن خالد بن سلطان بن عبدالعزيز، قائد القوات المشتركة ومسرح العمليات، في مؤتمر صحفي، عقده في القاهرة، قبل مغادرته إياها، متوجهاً إلى دمشق ـ أن وجود قوة عربية في الخليج، يتطلب تفويضاً خاصاً. وأضاف أنه "علينا أن نكون واقعيين. إذا كان الأمر يتعلق بتدريبات مشتركة بين 8 دول، فهذا أمر سيقدره الجميع. ولكن، إذا كان الأمر يتعلق بإنشاء قوة عربية، متمركزة في المنطقة، أو في إحدى دول الخليج، من دون هدف محدد، أو من دون تكليف محدد؛ فمن الصعب تقبل مثل هذا الأمر".

    وصل إلى دمشق، اليوم، قادماً من القاهرة، الفريق الركن خالد بن سلطان بن عبدالعزيز، قائد القوات المشتركة ومسرح العمليات في الخليج، لإجراء مباحثات عسكرية مع الجانب السوري، تتناول سبل دعم العلاقات العسكرية بين البلدين، في مختلف المجالات، وتبادل وجهات النظر حول الأوضاع في المنطقة. في إطار ترتيبات الأمن في منطقة الخليج. ويرأس الجانب السعودي في المباحثات الفريق الركن خالد بن سلطان بن عبدالعزيز، قائد القوات المشتركة ومسرح العمليات. ويرأس الجانب السوري، رئيس أركان الجيش والقوات المسلحة السورية، العماد حكمت الشهابي.

    تقرر أن تساهم مصر في عملية تطهير الكويت من الألغام، التي بثتها القوات العراقية، في كثير من الأراضي الكويتية، وعددها نصف مليون لغم، ومعاونة الكويت على التخلص من القنابل والذخائر، التي لم تنفجر، والأسلحة والدبابات والمعدات العراقية المدمرة.

    أكد الفريق صفي الدين أبو شناف، رئيس أركان حرب القوات المسلحة، أنه لا يوجد، على الإطلاق، أي أسير مصري لدى القوات العراقية. كما نفى أن تكون القوات المشتركة، قد أسرت مصريين ضمن الأسرى العراقيين، الذين استسلموا، في معركة تحرير الكويت. ونفى، كذلك، ما تردد من شائعات عن وجود مصريين ضمن الوحدات العراقية، التي استسلمت للقوات المصرية، في قطاع عملياتها.

    أعلن وزير الدفاع الأمريكي، ديك تشيني ، أنه من المحتمل أن تترك القوات الأمريكية، بعد انسحابها من الخليج، معدات عسكرية، تكفي لتسليح فرقة ثقيلة. وأضاف تشيني، أن بعض الدول في المنطقة، ربما تقدم تسهيلات للقوات الأمريكية، حتى لو لم تبق قوات برية أمريكية فيها.

    أطلق مجهولون النار على وحدة عسكرية كويتية، في منطقة الرقعي. وقد حاصرت قوات التحالف، من الفور، المباني السكنية، التي أطلق الرصاص منها. وألقي القبض على المقيمين بها، لاستجوابهم. ولم يسفر الحادث عن أي إصابات بين الجنود الكويتيين.




الجمعة 15 مارس 1991

الأحداث السياسية

    استقبل الرئيس السوري، حافظ الأسد، صاحب السمو الملكي الفريق الركن خالد بن سلطان بن عبدالعزيز، قائد القوات المشتركة ومسرح العمليات، وحضر اللقاء وزير الدفاع السوري، العماد مصطفى طلاس، وقد تناول اللقاء "العلاقات الأخوية بين القوات المسلحة، السورية والسعودية، والوسائل الكفيلة بدعمهما، في مواجهة التحديات الناجمة عن حرب الخليج".

    أكد الرئيس الأمريكي، جورج بوش، أن القوات الأمريكية، لن تغادر جنوبي العراق، ما لم يُحدَّد وقف إطلاق النار بشكل نهائي. فقد أعلن، في مؤتمر صحفي مشترك مع الرئيس الفرنسي، فرانسوا ميتران، في جزر المارتينيك، أن وقف إطلاق النار النهائي، قد تأخر بسبب استخدام القوات العراقية الطائرات العمودية في قمع الثورة الشعبية.

    حذّر وزير الخارجية السوفيتي، ألكسندر بيسميرتنيخ، الولايات المتحدة الأمريكية، من استخدام القوة بأي شكل من الأشكال، لإطاحة الرئيس صدام حسين. وأصدر وزير الخارجية الأمريكي، جيمس بيكر، تحذيراً، من جانبه، إلى بغداد، من أنها إذا استخدمت طائرات ذات أجنحة ثابتة، ضد الثوار في العراق، فستكون انتهكت، بذلك، وقف إطلاق النار في حرب الخليج. وكان الوزيران يتحدثان، بعد اجتماع دام أربع ساعات من الرئيس السوفيتي، ميخائيل جورباتشوف، فشل في كسر الجمود، في شأن معاهدتين للحدِّ من التسلح، أو تحديد موعد قمة أمريكية ـ سوفيتية، كانت مقررة الشهر الماضي.

    أكدت وزارة الخارجية الأمريكية أن المتمردين الأكراد يسيطرون على العديد من المناطق العراقية، القريبة من الحدود مع تركيا.

    اتهمت وكالة الأنباء الإيرانية القوات العراقية، باستخدامها قنابل النابالم، وكمية كبيرة من الغازات، ضد المناطق الآهلة بالسكان في المدن العراقية. وأضافت أن اشتباكات ضارية، تجري بين الشعب العراقي ووحدات الحرس الجمهوري، في السلمانية والديوانية وأربيل والموصل وحاج عمران والملاح، في شرقي العراق وشماليه الشرقي.

    وجّه الزعماء الأكراد، في باريس، نداء إلى الرئيس الفرنسي، فرانسوا ميتران، يطلبون منه أن "تمثل المسألة الكردية" في جدول الأعمال للمحادثات المقبلة، الخاصة بمستقبل الشرق الأوسط.

    أعلن الثوار الأكراد العراقيون، من جانب، والثوار العرب، في وسط العراق، من جانب آخر، أن القوات الموالية للرئيس العراقي، صدام حسين، ارتكبت مذبحة جديدة ضد المدنيين الأكراد، في محاولة لسحق الثورة على نظام الحكم، وأنها تستخدم النابالم والطائرات في إبادة الثوار، في الوقت الذي أعلن فيه الثوار، في الجنوب، أن مدفعية الحرس الجمهوري العراقي ألحقت الدمار بمسجد الإمام الحسين، في مدينة كربلاء، على بعد 80 كم من بغداد، بينما في الجنوب، يحاصر الثوار في البصرة وزير الداخلية، الملقب بـ "جزار الأكراد".

    تظاهر عدد من السيدات الكويتيات، في شوارع مدينة الكويت، وأمام السفارة الأمريكية، مطالبات بتحرير آلاف من الرهائن الكويتيين، المحتجزين في العراق.

الأحداث العسكرية

    صرح المتحدث العسكري الأمريكي، الجنرال ريتشارد نيل، في السعودية، أن بعض القوات الأمريكية، عادت إلى المواقع، التي كانت قد أخلتها، في عمق العراق، بعد وقف إطلاق النار. وقال إن هذه القوات، كانت قد تركت هذه المواقع، ظناً منها أن وجودها غير مطلوب هناك. وأضاف أن هذا العمل، هو من قبيل الضغط على العراق، لكي يوقع اتفاقاً رسمياً لوقف إطلاق النار.

    صرح القائد المساعد للعمليات الأمريكية في الخليج، أن قواته في حالة دفاع، ولكنها مستعدة، عند اللزوم، لمواصلة الهجوم. ووصف استعمال العراق طائراته العمودية، ضد المتمردين الأكراد، بأنه خرق للاتفاق الخاص بوقف إطلاق النار، المبرم في الرياض، في 7 مارس الحالي، بين القادة العسكريين لقوات التحالف، والقادة العسكريين العراقيين.

    تقدمت القوات الأمريكية داخل العراق، من أجل الضغط على النظام العراقي، لكي يوقف إطلاق النار.

    أعلنت اللجنة الدولية للصليب الأحمر، أنها سلمت 449 أسيراً عراقياً للسلطات العراقية، في حين رفض الأسير العراقي الرقم 500، قبل تسليمه بدقائق، العودة إلى العراق. وقد أكّد المتحدث باسم الصليب الأحمر، باسكال دورين، أن هذه الدفعة من الأسرى العراقيين، كان من المقرر نقلهم إلى العراق، قبل أربعة أيام، وأن هناك عدداً من الأسرى العراقيين، يرفضون العودة، لأسباب شخصية.

    ذكرت نشرة وزارة الدفاع الفرنسية، أن الدفعة الأولى من طائرات الميراج 2000 (Mirage 2000)، التي اشتركت في حرب تحرير الكويت، ستعود إلى فرنسا، ابتداء من 18 مارس 1991. وأن هذه الدفعة، تضم أربع طائرات. أمّا الطائرات الإحدى عشرة الأخرى، من هذا النوع، فستعود، تدريجاً، إلاّ أن الجدول الزمني لعودتها، لم يتقرر بعد.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 75802
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 78
الموقع : الاردن

 يوميات حرب الخليج من 1/1/1991  الى 13/3/1991 Empty
مُساهمةموضوع: رد: يوميات حرب الخليج من 1/1/1991 الى 13/3/1991    يوميات حرب الخليج من 1/1/1991  الى 13/3/1991 Emptyالخميس 24 مارس 2016, 9:15 pm

السبت 16 مارس 1991

الأحداث السياسية

    بدأت الدول الخمس دائمة العضوية في مجلس الأمن، مفاوضات حول بنود مشروع قرار، خاص بإعلان وقف إطلاق النار الرسمي الدائم في حرب الخليج، ووضع قوة مراقبين على الحدود، بين العراق والكويت.

    قدم سفير العراق لدى الأمم المتحدة، عبدالأمير الأنباري، معلومات إلى رئيس مجلس الأمن، حول نوعية الممتلكات، التي أخذها الجنود العراقيون من الكويت. وقال إن حكومته مستعدة لإعادة هذه الممتلكات إلى أي شخص أو أي منظمة، تعينها الأمم المتحدة.

    أعلنت وزارة الخارجية الأمريكية، أنها لم تعثر على أي دليل، يؤكد صحة التقارير، التي ذكرت أن الأردن زوّد العراق بالأسلحة، منتهكاً الحظر، الذي فرضته الأمم المتحدة ضد تزويد العراق بالسلاح.

    قرر ولي عهد الكويت ورئيس الوزراء، الشيخ سعد عبدالله الصباح، إلغاء حظر التجول، خلال شهر رمضان المبارك. كما أكّد أن الأسرة الحاكمة في الكويت، قد تعهدت إحراز تقدم في مجال إقرار الديموقراطية، وأن هذا التعهد، يأتي بعد استقرار الأمن، وإعادة البناء، وهما من الأولويات، في مرحلة ما بعد الحرب.

    صرح وزير الكهرباء الكويتي، أن الكويت ستظل من دون تيار كهربائي، لمدة 3 أسابيع، على الأقل.

    عرض الاتحاد السوفيتي على وزير الخارجية الأمريكي، جيمس بيكر، أثناء زيارته موسكو، اقتراحات من ست نقاط، لمرحلة ما بعد الحرب في الخليج، مشدداً في شكل خاص على دور بلدان المنطقة، والحدِّ من انتشار الأسلحة. والنقاط الست هي:

"سيكون لدول الخليج، من دون أدنى شك، دور رئيسي، تؤديه في تحديد ثوابت الحل، لمرحلة ما بعد الحرب في المنطقة. كما يعود إليها إيجاد نمط توازن، لحقوقها ومصالحها، يسمح بتعاون سياسي على المدى البعيد".

"ضرورة الحد من سباق التسلح في هذه المنطقة، من أجل التوصل إلى مستوى دفاعي كاف. وإعطاء الأولوية للحدِّ من أسلحة الدمار الشامل. وعلى بلدان الشرق الأوسط، توقيع اتفاقية عدم انتشار الأسلحة النووية، واتفاقية حظر الأسلحة الكيماوية".

"يجب ألاّ يتجاوز الوجود العسكري الأجنبي، ما كان موجوداً في المنطقة، في الأول من أغسطس 1990. وإذا تطلب الأمر دعماً عسكرياً خارجياً، لفترة معينة، يمكن أن تضطلع به قوات لحفظ السلام، تابعة للأمم المتحدة، تضم وحدات عسكرية عربية".

"التعاون الاقتصادي بين دول المنطقة، والدعوة إلى التعاون الدولي، من أجل إعادة البناء".

"تنشيط دور الأمم المتحدة".

القيام بمساعٍ جديدة، لإنهاء الصراع العربي ـ الإسرائيلي، لخفض التوتر في منطقة الشرق الأوسط.

    نفت المعارضة الشيعية ادعاءات الرئيس العراقي، صدام حسين، بأنه قد تمكن من قمع حركة التمرد، جنوبي العراق.

    التقى نائب رئيس مجلس قيادة الثورة العراقي، عزة إبراهيم، ورؤساء القبائل الكردية في شمالي العراق. ودعا جميع الأكراد إلى الدفاع عن بلدهم، وعن وحدتهم الإقليمية، وإلى تلبية دعوة الوطن، من أجل إعادة البناء والتعمير.

    صرح وزير الخارجية الأمريكي، جيمس بيكر، أن في تقديره، أن الرئيس العراقي، صدام حسين، لن يبقى في الحكم أكثر من نهاية هذا العام.

الأحداث العسكرية

    أعلن، في القاهرة، عودة الدفعة الأولى، من القوات المصرية المتمركزة في الخليج، إلى مصر.




الأحد 17 مارس 1991

الأحداث السياسية

    أكّد حزب الدعوة الشيعي، أن القوات الموالية للرئيس العراقي، صدام حسين، تُسقط قنابل النابالم الحارقة على المواطنين، أثناء محاولتهم الهروب من القتال العنيف، الدائر في مدينتي النجف وكربلاء المقدستين، وأن هذه القنابل، تسببت بمقتل آلاف الأشخاص، الذين تُركت جثثهم ملقاة على الطريق، بين المدينتين. إلاّ أنه أكد استمرار الثورة الشعبية في أنحاء البلاد، ودعا الأمم المتحدة إلى التدخل لوضع حدٍّ لما وصفه بالأعمال المروعة داخل العراق.

    صرح وزير الخارجية الأمريكي، جيمس بيكر، أن الولايات المتحدة المريكية، تريد تغييراً في النظام القائم في العراق، إلاّ أنه أكّد أن هدف القوات المتحالفة، لم يكن عزل الرئيس العراقي، صدام حسين، أو احتلال بغداد، على الرغم من أنها كانت على بعد عدة أميال من العاصمة العراقية. وأضاف أن هناك تغييراً مهماً في الشرق الأوسط، وأن هذا يوفر فرصة للعمل من أجل السلام.




الإثنين 18 مارس 1991

الأحداث السياسية

    جرى لقاء، في أنقره، بين وزير الخارجية السوري، فاروق الشرع، والرئيس التركي، تورجوت أوزال، تناول، بالتفصيل، "إعلان دمشق"، الخاص بترتيبات الأمن في الخليج.

    طلبت منظمة العفو الدولية إجراء "تحقيق مستقل، حول بلاغات، تفيد بأن عدداً من الاعتقالات التعسفية، وكذا حالات تعذيب للفلسطينيين، ولرعايا دول عربية أخرى، قد جرت، أخيراً، في الكويت".

    صرح الرئيس الأمريكي، جورج بوش، أن الخطوة الأولى، لاحلال السلام، تتلخص في الحصول على وقف إطلاق نار دائم في الخليج، وإصدار قرار من قبل الأمم المتحدة، يسجل هذا الأمر.

    صرح نائب وزير الخارجية الإيراني، علي محمد بشارتي، أن "وضع الجزر الكويتية تحت تصرف أجانب، ولأغراض عسكرية، هو أمر لن تتحمله إيران. وأكد ضرورة الحفاظ على وحدة تراب الكويت".

    كان إعلان عودة العلاقات الدبلوماسية، بين المملكة العربية السعودية وإيران، بعد قطيعة، امتدت منذ 28 أبريل 1988 ـ وكأنه إعلان تطبيع للعلاقات، بين طهران والنظم الحاكمة في الخليج.

    أكّد المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية الأمريكية، تشارلز ردمان، أن المتمردين الأكراد، ما زالوا يسيطرون على جزء كبير من كردستان، وأن حركة التمرد في الجنوب، تواصل تقدمها، كذلك.

    صرح الشيخ علي خليفة الصباح، وزير المالية الكويتي، أن بلاده، ستحتاج إلى ما بين 10 و 20 مليار دولار، لتشغيل آبار النفط، التي أحرقتها قوات الغزو العراقي.

    انضم 100 ألف جندي عراقي إلى الثوار، في حملتهم لإطاحة الرئيس العراقي، صدام حسين. وأكّد حسن النقيب، أحد زعماء المعارضة العراقية، أن الثوار يسيطرون على معظم مدن العراق وقراه، وأنهم على مسافة 20 كم من بغداد، ويهددون بالزحف إلى العاصمة.

    صرح وزير الأوقاف والشؤون الدينية العراقي، أنه قد شُكِّلت لجان، مكلفة "بتقدير الخسائر، التي نجمت عن المتمردين، والتي نالت أماكن العبادة في العراق".

الأحداث العسكرية

    أعلن ناطق باسم اللجنة الدولية للصليب الأحمر، أن مجموعة ثانية من أسرى الحرب العراقيين، تضم 500 أسير، وصلت إلى العراق، عبر الطريق البري. وأضاف الناطق، أن مجموعة ثالثة، مؤلفة من 500 أسير، ستصل إلى العراق، خلال الأيام المقبلة. وكانت المجموعة الأولى، التي ضمت 394 أسيراً عراقياً، قد عادت إلى بغداد، في السادس من مارس 1991.

    عبرت قناة السويس، ضمن قافلة الشمال، حاملة المعدات الأمريكية، بالدوميرو، في طريقها إلى منطقة الخليج. وفي الوقت نفسه، عبرت ضمن قافلة الجنوب، سفينة الإصلاحات الإنجليزية، قادمة من منطقة الخليج، في طريقها إلى لندن.

الأحداث الاقتصادية

    قررت الجماعة الاقتصادية الأوروبية، منح 6.5 ملايين دولار لضحايا حرب الخليج.




الثلاثاء 19 مارس 1991

الأحداث السياسية

    أعلن الرئيس الأمريكي، جورج بوش، أن وقف إطلاق النار في الخليج، يعدّ الخطوة الأولى والعاجلة، التي يجب التوصل إليها. وقال إن مجلس الأمن، سيصدر قراراً، في هذا الصدد، خلال الأسبوع الحالي.

    وصل، أمس، إلى مدينة "عرعر"، السعودية، رئيس الوفد الكويتي، ومحافظ الفروانية، الشيخ أحمد محمود، في رفقة وفد طبي، للإشراف على عملية تبادل الأسرى، بين العراق والكويت، عند نقطة الحدود العراقية ـ السعودية "حديدة"؛ ويقدر عدد الأسرى بنحو 1200 أسير.

    قرر مجلس الشيوخ الأمريكي، وقف مبيعات السلاح للدول المتحالفة، التي تعهدت المشاركة في تمويل حرب الخليج، ولكنها لم تفِ بما تعهدته.

    استقبل الرئيس المصري، حسني مبارك، وزير الخارجية اليوغسلافي، الذي أعلن، على أثر هذا اللقاء، أنه يؤيد الدعوة إلى عقد اجتماع، غير عادي، لحركة عدم الانحياز، من أجل دراسة الوضع في الخليج بعد الحرب.

    أبدت الحكومة العراقية استعدادها لإعادة جميع الممتلكات الكويتية، إلى الأمم المتحدة، وإعادة جميع الطائرات الكويتية، التي استولت عليها، وكذا التحف، التي سُرقت، عندما احتلت القوات العراقية الكويت.

    صدر مرسوم عن أمير دولة الكويت، الشيخ جابر الأحمد الجابر الصباح، يحدد تاريخ 30 سبتمبر آخر موعد، يلزم المصرف المركزي الكويتي باستبدال العملات الورقية الكويتية بأخرى جديدة.

    جرت مظاهرة في مدينة البصرة، موالية للرئيس العراقي، صدام حسين، وتدين الاضطرابات، التي تثيرها عناصر أجنبية.

    زار وزير الداخلية العراقي، علي حسن الماجد، مدينة الموصل، شمالي العراق، حيث عقد اجتماع، خُصص "لاستقرار حالة الأمن وإعادة البناء".

    أكدت وزارة الدفاع الأمريكية، أن حركة التمرد المناهضة للحكم العراقي، التي ادعى النظام في بغداد، بأنه تمكن من القضاء عليها، ما زالت مندلعة، جنوبي البلاد، حيث توجد أغلبية شيعية. كما أن الأكراد، في الشمال، لا يزالون يسيطرون على مناطقهم.

    أعلن الثوار الأكراد، أن مدينة كركوك، الغنية بالنفط، سقطت في أيديهم، بعد معارك شرسة. وأضافوا أن عمليات تطهير الجزء المتبقي، من القوات الموالية للرئيس العراقي، مستمرة.

الأحداث العسكرية

    وصل إلى البحرين، صاحب السمو الملكي، الفريق الركن خالد بن سلطان بن عبدالعزيز، قائد القوات المشتركة ومسرح العمليات، الذي يجول في عدد من الدول العربية. وكان في استقبال سموّه، في مطار المنامة، اللواء الركن الشيخ خليفة بن حمد آل خليفة، وزير الدفاع، نائب القائد العام لقوة دفاع البحرين، والعميد الركن الشيخ عبدالله بن سلمان آل خليفة، رئيس هيئة الأركان، وكبار ضباط قوة دفاع البحرين. وقد استقبل أمير دولة البحرين، الشيخ عيسى بن سلمان آل خليفة، سموّه، مساء اليوم نفسه، حيث قدم سموّه شرحاً موجزاً لما نفّذته القوات المشتركة، خلال عملية "عاصفة الصحراء"، وللوضع العام في المنطقة.

    تبدأ، غداً، في الرياض، للمرة الثانية، المباحثات العسكرية، بين قادة عسكريين للقوات المشتركة، وآخرين عراقيين، تحت إشراف الصليب الأحمر، حول أوضاع الأسرى العراقيين في المملكة العربية السعودية، وبقية الأفراد المفقودين من القوات المشتركة، منذ بدء عملية "عاصفة الصحراء". بلغ عدد الأسرى العراقيين، الذين أطلقوا منذ بدء المحادثات، 1500 أسير.




الأربعاء 20 مارس 1991

الأحداث السياسية

    قرر البنتاجون، أن المعدات العسكرية، التي تركتها القوات العراقية، في الكويت، بعد الانسحاب منها، تعدّ غنائم حرب، "وذلك رداً على محاولة العراق إقرار حقوقه في هذه المعدات".

    أصدر البرلمان العراقي قراراً، يلغي قراره السابق، في شأن ضم الكويت إلى العراق، وكذا جميع النتائج، التي نجمت عنه.

    أصبحت بقع الزيت السوداء، التي لوثت الساحل الشمالي للمملكة العربية السعودية، تهدد أيضاً الجزء الجنوبي منها، وكذا البحرين وقطر.

    وصفت الدوائر الدبلوماسية الغربية، استقالة الحكومة الكويتية، بالقرار المرتقب واللازم، ولكنه لا يحلّ الأزمة الداخلية في الكويت.

    أعلنت إيران والمملكة العربية السعودية، إعادة العلاقات الدبلوماسية بينهما، التي قطعت منذ 26 أبريل 1988، على أثر الأحداث، التي جرت خلال موسم الحج، في مكة المكرمة، والتي أسفرت عن 402 من القتلى، منهم 275 من الإيرانيين.

    استقبل الرئيس العراقي، صدام حسين، الزعيم الشيعي العراقي، آية الله أبو القاسم الخوئي، الذي يُعدّ أكبر سلطة دينية شيعية في العالم. وأُعلن أنه "هنّأ الرئيس بنجاحه في القضاء على التمرد".

    صرحت وزارة الخارجية الأمريكية، أنه لا يوجد دليل على أي مساندة مادية، من قبل إيران، لحركة الشيعة المتمردين العراقيين.

الأحداث العسكرية

    بدأت، اليوم، في الرياض، المباحثات العسكرية بين القادة العسكريين من القوات المشتركة، ووفد عسكري عراقي، تحت إشراف الصليب الأحمر، لبحث أوضاع الأسرى العراقيين في المملكة العربية السعودية، وبقية الأفراد المفقودين من القوات المشتركة، منذ بدء عملية "عاصفة الصحراء".

    وصل إلى دولة قطر، صباح اليوم، صاحب السمو الملكي، الفريق الركن خالد بن سلطان بن عبدالعزيز، قائد القوات المشتركة ومسرح العمليات. وكان في استقبال سموّه، في مطار الدوحة، نائب القائد العام للقوات المسلحة القطرية، العميد محمد بن عطية؛ ورئيس الأركان القطري، العقيد الطيار الركن، الشيخ حمد بن عبدالله آل ثانٍ. وقد استقبل سموّه، صباح اليوم نفسه، ولي العهد القطري، الشيخ حمد بن خليفة. وفي الساعة 2030، من مساء اليوم نفسه، استقبله أمير دولة قطر، الشيخ خليفة بن حمد آل ثانٍ، حيث قدم سموّه شرحاً موجزا لما نفّذته القوات المشتركة، خلال عملية "عاصفة الصحراء"، وللوضع العام في المنطقة. وغادر سموّه الدوحة، في اليوم التالي، عصراً، متوجهاً إلى الرياض.

    بلغ عدد الجنود الأمريكيين، الذين انسحبوا من منطقة الخليج، 80 ألف جندي. وما زال هناك نحو 460 ألف جندي أمريكي، و 200 ألف جندي من الدول المتحالفة، متمركزين في المنطقة.

    أعلن المتحدث باسم القيادة المركزية الأمريكية، من الظهران، أن مقاتلة أمريكية، أسقطت قاذفة مقاتلة عراقية، أمس، لم تلتزم القيود، التي فرضتها قوات الحلفاء على الطيران العراقي. وذلك، فوق مدينة تكريت، شمال بغداد، في أول عملية في نوعها منذ إعلان الرئيس الأمريكي، جورج بوش، الوقف المؤقت لإطلاق النار، في 28 فبراير الماضي. إلاّ أن المسؤولين الأمريكيين، أكّدوا أن هذا الحادث، لا يمثل استئنافاً للحرب.

    اكتشفت القوات البرية الأمريكية، الموجودة في جنوبي العراق، مخبأ عراقياً ضخماً، تحت الأرض. وذكر صوت أمريكا، أن المخبأ، المحصن بالأسمنت، يحوي صواريخ أكسوسيت (Exocet)، فرنسية الصنع، وصواريخ مضادة للسفن.

الأحداث الاقتصادية

    اقترع مجلس الشيوخ الأمريكي على إلغاء المعونة الممنوحة للأردن، لعام 1991، نتيجة للموقف، الذي اتخذته عمان إزاء الولايات المتحدة الأمريكية خلال حرب الخليج. وقد احتج البيت الأبيض على هذا القرار، الذي يرى أنه يحدّ من تحركه في طريق السلام.

    أعربت اللجنة الدولية للصليب الأحمر، عن قلقها إزاء الوضع الغذائي، في العراق.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 75802
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 78
الموقع : الاردن

 يوميات حرب الخليج من 1/1/1991  الى 13/3/1991 Empty
مُساهمةموضوع: رد: يوميات حرب الخليج من 1/1/1991 الى 13/3/1991    يوميات حرب الخليج من 1/1/1991  الى 13/3/1991 Emptyالخميس 24 مارس 2016, 9:18 pm

الخميس 21 مارس 1991

الأحداث السياسية

    طلبت الجبهة الموحدة لكردستان العراقية، من اللجنة الدولية للصليب الأحمر، تقديم معونة إنسانية لنحو 60 ألف من أسرى الحرب من العراقيين، وكذلك، "التفاوض من أجل إعادتهم إلى وطنهم".

    طلبت الصين من مجلس الأمن، الإسراع برفع العقوبات المفروضة على العراق. فقد صرح متحدث باسم وزارة الخارجية الصينية، أن "قرار وقف إطلاق النار، قد أصبح سارياً. وأن الشعب العراقي بريء، بعد أن عانى ويلات الحرب. وأنه يواجه، الآن، صعوبات خطيرة، في حياته اليومية".

    استأنفت الدول الخمس دائمة العضوية في مجلس الأمن، مشاوراتها حول صيغة مشروع القرار الأمريكي، المعروض على المجلس، من أجل وضع أسس إعلان الوقف الدائم لإطلاق النار في الخليج.

    جاء في إذاعة المناضلين الأكراد، الموالين لجلال طالباني، أن الثوار الأكراد، أصبحوا يسيطرون على محافظة "تهمين"، الغنية بالنفط.

    اتهمت "الجمعية العليا للثورة الإسلامية في العراق"، الجيش العراقي، بشنّ غارات على مدينة النجف (جنوب بغداد)، بالأسلحة الكيماوية، صواريخ أرض/أرض، وقنابل النابالم".

    اتهمت ابنة الزعيم الشيعي العراقي، آية الله أبو القاسم الخوئي، الرئيس العراقي، صدام حسين، بأنه اختطف أبيها.

    سقطت، اليوم، طائرة نقل عسكرية سعودية، من نوع (C-130)، كانت في رحلة من جدة إلى رأس مشعاب، وعلى متنها 95 راكباً من القوات السنغالية، بعد أدائهم العمرة، وزيارة المدينة المنورة.

الأحداث العسكرية

    أعلنت مصادر كويتية، أن العراق أطلق 1500 أسير كويتي، نقلهم الصليب الأحمر إلى قاعدة سعودية، في مدينة عرعر، وسيُرَحَّلون إلى الكويت. وقال المتحدث باسم الصليب الأحمر، إن هؤلاء الكويتيين، كانوا قد أسروا أثناء احتلال العراق للكويت، وأنه لا يزال هناك نحو أربعة آلاف معتقل كويتي، في السجون العراقية.

الأحداث الاقتصادية

    صرح دبلوماسيون عسكريون، في دبي، أن دول الخليج العربية، تعتقد أن ديونها للولايات المتحدة الأمريكية، المترتبة على حرب تحرير الكويت، أقل بكثير من المبالغ، التي يطالب بها الكونجرس الأمريكي. وكان مجلس الشيوخ الأمريكي قد وافق على مشروع قانون، يحظر بيع أسلحة لهذه الدول، إذا لم تدفع ما عليها. وكانت المملكة العربية السعودية والكويت والإمارات، قد وعدت بدفع 60 مليار دولار، لتغطية نفقات تحرير الكويت.




الجمعة 22 مارس 1991

الأحداث السياسية

    صرح مبعوث خاص من الأمم المتحدة، أجرى تحقيقاً، داخل العراق، من 10 إلى 17 مارس، أن الحرب، وما نتج منها من تدمير للبنية التحتية العراقية، قد أرجعت العراق إلى مرحلة ما قبل التصنيع.

    سَلّمَت السفارة الأمريكية في الكويت، الحكومة الكويتية، قائمة، تضم أسماء عسكريين كويتيين، متهمين بتعذيب الفلسطينيين.

    أفادت مصادر تابعة للجماعة الاقتصادية الأوروبية، في بروكسل، أن هذه الأخيرة، قد قررت تخفيف الحظر المفروض على العراق، ليوافق قرارات الحظر الصادرة عن مجلس الأمن.

    صرح وزير النفط الكويتي، أن الآبار، التي لم يحرقها العراقيون، قد بدأت تفرز بقعاً كبيرة، قابلة للاشتعال. وأن هذه البقع، التي تطفو على السطح، تتجه نحو مناطق مأهولة بالسكان.

    تقدمت المعارضة الكويتية بطلب، مفاده أن لا يكون رئيس الحكومة المقبل، من أعضاء أسرة الصباح الحاكمة.

    أعلنت المعارضة العراقية، أن القوات الموالية للرئيس العراقي، صدام حسين، قد فرضت حالة حصار على العاصمة، بغداد، وعزلتها تماماً عن بقية العراق، بعد أن تلقي النظام العراقي معلومات عن احتمال وقوع انقلاب عسكري. وأضافت أن الحكومة العراقية، تلجأ إلى أعمال وحشية عديدة، لقمع الثورة، من بينها قصف الثوار بقنابل النابالم المحرمة دولياً، بواسطة الطائرات العمودية.

    فُرض حظر التجول، في العاصمة العراقية، على أثر تزايد التوتر، وقيام مظاهرات احتجاجية.

    أعلن المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية الأمريكية، تشارلز ردمان، أن الاشتباكات في جنوبي العراق، قد انخفضت حدّتها، وأن الحكومة، قد بدأت بنقل قواتها إلى الشمال، حيث يواصل المتمردون من الأكراد تقدمهم.

    دعا رئيس الحزب الديموقراطي الكردستاني العراقي، مسعود بارزاني، "جميع المسؤولين من المعارضة العراقية، إلى العودة إلى العراق، من أجل تشكيل حكومة مؤقتة".

الأحداث العسكرية

    أعلنت القيادة العسكرية المركزية الأمريكية، في الرياض، أن طائرة أمريكية، أطلقت صاروخاً على مقاتلة عراقية قاذفة، من نوع سوخوي ـ 22 (Sukhoi SU-22)، فوق مدينة تكريت، شمال بغداد، فأسقطتها، وكانت تصاحبها طائرة تدريب أخرى، لم يُشتبك معها. وتُعدّ هذه ثانية طائرة عراقية تُسقط، خلال يومين، بسبب انتهاكها الاتفاق المؤقت لوقف إطلاق النار.

الأحداث الاقتصادية

    قدّر رئيس أحد المصارف الفرنسية الكبرى، نفقات إعادة بناء الكويت، بما يراوح بين 10 مليارات و20 ملياراً من الدولارات.




السبت 23 مارس 1991

الأحداث السياسية

    أكد رئيس هيئة الأركان المشتركة الأمريكية، الجنرال كولين باول، أن التمرد المناهض للحكومة العراقية، سيستمر في إضعاف الرئيس العراقي، صدام حسين ونظامه، حتى يصل إلى نهايته. وأضاف أن استمرار هذا التمرد، لن يحمل الولايات المتحدة الأمريكية على التدخل، بقواتها، التي تحتل قسماً كبيراً من جنوبي العراق.

الأحداث العسكرية

    وصل إلى دولة الإمارات العربية المتحدة، اليوم، صاحب السمو الملكي الفريق الركن خالد بن سلطان بن عبدالعزيـز، قائد القوات المشتركة ومسرح العمليات. وكان في استقبال سموه، في مطار أبو ظبي العسكري، رئيس أركان القوات المسلحة في دولة الإمارات العربية المتحدة، اللواء الركن محمد سعيد البادي، وعدد من كبار ضباط الجيش في دولة الإمارات. وقد استقبله رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة، سمو الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، حيث قدم سموّه، في جلسة مغلقة، شرحاً موجزاً لما نهضت به القوات المشتركة، خلال معركة "عاصفة الصحراء"، وللوضع العام في المنطقة. وقد غادر سموّه أبو ظبي، في تمام الساعة 1400، من اليوم التالي، متوجهاً إلى سلطنة عُمان.

    يقلّد قائد القوات المركزية الأمريكية، الجنرال نورمان شوارتزكوف، وسام "عاصفة الصحراء"، لقادة القوات المسلحة المصرية، المشاركة في العملية، تقديراً لأدائها المتميز، خلال المعركة البرية لتحرير الكويت. وستمنح هذه الأوسمة قادة من القيادات العسكرية المصرية: هم اللواء صلاح حلبي، قائد القوات المصرية في المملكة العربية السعودية، وقادة الفرقة الرابعة المدرعة، والفرقة الثالثة المشاة الآلية، وقوات الصاعقة.

    اتفق مسؤولون عسكريون، من دول التحالف والعراق، على إعادة جميع أسرى الحرب العراقيين إلى بلادهم، في غضون الشهرين المقبلين. وأعلنت القيادة المركزية الأمريكية، في الرياض، أن قوات التحالف، عرضت على المسؤولين العراقيين، خلال الاجتماع، الذي عقد في الرياض، يوم 20 مارس الحالي، إرسال 5 آلاف أسير عراقي، يومياً، إلى العراق، إلاّ أن ممثلي الجانب العراقي، قالوا إن صعوبات النقل والإيواء، تحول دون قبول العراق لعودة أكثر من ألف أسير، يومياً، فقط.




الأحد 24 مارس 1991

الأحداث السياسية

    أكّد الرئيس الأمريكي، جورج بوش، أن هناك حالة من الذعر والفوضى الهائلة، داخل العراق. وقال إن المعلومات، تؤكد أن القتال منتشر في بغداد نفسها. ولكنه نفى أن تكون  الثورة في جنوبي العراق، قد قُمعت. وأكّد أن بلاده لم تؤدِّ أي دور في الاضطرابات المنتشرة في العراق، وأن القوات الأمريكية، ستبقى فيه، حتى إعلان وقف إطلاق النار الرسمي.

    ذكرت وكالة الأنباء السورية، أن الثوار العراقيين، تمكنوا من أسر فرقة عسكرية عراقية بكامل أسلحتها الثقيلة، في شمالي العراق. وأضافت الوكالة، أن عدد أفراد هذه الفرقة، يقدر بنحو 12 ألفاً، وأنهم وقعوا في أيدي الثوار، بعد معركة عنيفة.

    أعرب الرئيس التركي، تورجوت أوزال، عن أمله أن تمتنع كل من سورية وإيران، عن التدخل في شؤون العراق.

    احتجت ثلاث جرائد عراقية، تصدر في بغداد، على مشروع القرار الأمريكي، الذي يحدد شروط إقرار وقف إطلاق النار على نحو دائم، ووصفته بأنه يستهدف "انتزاع السيادة من العراق، ورهن ثرواته".

    تظاهر مئات من المعارضين العراقيين، في لندن، مطالبين الحكومة البريطانية بمعونة فورية، تمنح لضحايا الحرب الأهلية في العراق.

    أمر خادم الحرمين الشريفين، الملك فهد بن عبدالعزيز، وسائل الإعلام السعودية بالتوقف عن الرد على الهجمات الإعلامية، الموجهة ضد المملكة.

    ازدادت الاشتباكات في مدينة كربلاء، حيث تمكن المتمردون الشيعة من طرد الجيوش العراقية، من الجزء الأكبر من المدينة.

الأحداث العسكرية

    وصل إلى سلطنة عُمان، اليوم، صاحب السمو الملكي، الفريق الركن خالد بن سلطان بن عبدالعزيز، قائد القوات المشتركة ومسرح العمليات. وكان في استقبال سموّه، في مطار صلالة، رئيس أركان الجيش السلطاني، الفريق خميس بن حميد الكلباني، وعدد من كبار ضباط الجيش السلطاني. وقد استقبل جلالة السلطان قابوس بن سعيد، سلطان عُمان، سموّه في قصر الحصن، حيث قدم سموّه شرحاً موجزاً لما اضطلعت به القوات المشتركة، خلال عملية "عاصفة الصحراء"، وللوضع العام في المنطقة. وقد غادر سموّه عُمان، في اليوم نفسه، مساءً، متوجهاً إلى الرياض.

    وصلت إلى الكويت ثلاث طائرات، تابعة للخطوط الجوية الكويتية، تحمل أسرى عسكريين كويتيين، بعد الإفراج عنهم من قبل السلطات العراقية. وذكرت وكالة الأنباء الكويتية، أن الأسرى، الذين وصلوا يبلغ عددهم 450 شخصاً، يمثلون دفعة أولى، من 1157 أسيراً، نُقلوا إلى الموصل، بعد اعتقالهم، في الكويت، في الأيام الأولى من الغزو.




الإثنين 25 مارس 1991

الأحداث السياسية

    أعلن المتحدث باسم البيت الأبيض، مارلين فيتزووتر، أن الولايات المتحدة الأمركية، تبحث مع الدول المتحالفة، إمكان وضع عدة مئات من الضباط، على مستوى هيئة الأركان، في منطقة الخليج. وقال فيتزووتر، إن النقاش الدائر، حالياً، يتناول نقل جزء من القيادة المركزية للقوات الأمريكية، من مقر قيادتها الأساسي، في ولاية فلوريدا، إلى موقع في الخليج، ليكون مقر قيادة متقدماً. وأضاف أن ذلك سيسهل أجراء التدريبات المشتركة مع دول الخليج، كما سيزيد من مستوى عمليات التنسيق. وأوضح فيتزووتر، أن هؤلاء الضباط، سيكونون جزءاً من وحدة قيادة، وأن الولايات المتحدة الأمريكية غير مهتمة بالاحتفاظ، أو بوضع قوات، برية أو عسكرية، هناك، كما أنه لن يكون نقلاً لمقر القيادة المركزية للقوات الأمريكية، في فلوريدا.

    نشرت جريدة "نيويورك تايمز"، أن الولايات المتحدة الأمريكية، توشك أن تفتح قاعدة عسكرية لها، في البحرين.

    أكّد قائد القوات المركزية الأمريكية، الجنرال نورمان شوارتزكوف، أن بلاده، ليس لديها النية في إبقاء قوات لها في قواعد ثابتة، في منطقة الخليج. ونفى شوارتزكوف الأنباء، التي ترددت حول طلب الكويت إنشاء قاعدة عسكرية أمريكية على أراضيها. وقال إن الولايات المتحدة الأمريكية، لم  تتلق أي طلب رسمي، من هذا القبيل. كما نفى الجنرال شوارتزكوف وجود أي تفكير في نقل القيادة المركزية الأمريكية في الشرق الأدنى، من ولاية فلوريدا إلى العاصمة السعودية.

    وصف البيت الأبيض تحركات القوات الأمريكية، داخل الأراضي العراقية، بأنها عملية استبدال، وأن هذا لا يعني، بالضرورة، أن القوات قد صدرت إليها أوامر بالتتحرك صوب أراضٍ، لم تسيطر عليها من قبل. وكانت القوات الأمريكية، قد توغلت 60 ميلاً، صوب الشمال، في وادي الفرات.

    تقدم مندوب العراق في الأمم المتحدة، السفير عبدالأمير الأنباري، بشكوى ضد إيران، اتهمها بأنها اخترقت خط وقف إطلاق النار، على الحدود العراقية ـ الإيرانية، وأن وحدات عسكرية إيرانية، ارتكبت ما لا يقل عن 13 حادثة حدودية، بين البلدين، بين 6 و 17 مارس، وأطلقت النار على الجنود العراقيين.

    أعلن ولي العهد ورئيس الوزراء الكويتي، الشيخ سعد العبدالله الصباح، أن الانتخابات التشريعية، ستجرى في الكويت، في "مستقبل قريب". ولكنه لم يذكر تاريخاً محدداً لهذه الانتخابات.

    احتجت الحكومة الإيرانية على ما تعمد إليه القوات الأمريكية، من أعمال التصدي "للرحلات الاستكشافية"، التي تنفذها إيران، في الخليج، وفي بحر عمان.

    تمكنت القوات الحكومية العراقية من السيطرة على مدينتي الموصل وكركوك.

    أعلن زعيم المتمردين الأكراد، جلال طالباني، أن جميع مناطق شمالي العراق، باستثناء الموصل، قد وقعت في أيدي المتمردين الأكراد. كما أشارت المعارضة العراقية، إلى أن قوات الرئيس العراقي، صدام حسين، تستخدم كل أنواع الأسلحة، بما فيها الأسلحة الكيماوية، والنابالم، ضد المتمردين الأكراد، لمحاولة سحق الثورة. وأفادت أن القتال العنيف، ينتشر ليشمل 8 مدن جديدة.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 75802
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 78
الموقع : الاردن

 يوميات حرب الخليج من 1/1/1991  الى 13/3/1991 Empty
مُساهمةموضوع: رد: يوميات حرب الخليج من 1/1/1991 الى 13/3/1991    يوميات حرب الخليج من 1/1/1991  الى 13/3/1991 Emptyالخميس 24 مارس 2016, 9:20 pm

الثلاثاء 26 مارس 1991

الأحداث السياسية

    أعلن البيت الأبيض، أن واشنطن، لن تتدخل مباشرة في الاضطرابات الداخلية في العراق، ولن تسقط الطائرات العمودية العراقية، إلاّ في حالة تشكيلها تهديداً لقوات التحالف. وقال إن استخدام العراق طائراته العمودية ضد الثوار، لا يندرج تحت بنود اتفاق وقف إطلاق النار المؤقت. جاء ذلك في الوقت، الذي أكد فيه اللاجئون والثوار العراقيون، أن القوات الحكومية، استولت على كل المدن الرئيسية، جنوبي العراق.

    أكد الرئيس الإيراني، علي أكبر هاشمي رفسنجاني، أن عدد الطائرات العراقية المدنية، التي لجأت إلى إيران، خلال الحرب، لا يتعدى 22 طائرة.

    تتجه الدول الخمس الأعضاء الدائمة العضوية في مجلس الأمن، إلى الاتفاق حول إصدار قرار جديد، حول العراق، والشروط، التي ستفرض من أجل إقرار وقف إطلاق النار.

    طلبت جريدة "الجمهورية" العراقية، من بعض الدول العربية، معارضة المشروع الأمريكي، الخاص بإقرار وقف إطلاق النار في الخليج، على نحو يستهدف حرمان العراق مكتسباته، العلمية والتكنولوجية، وفرض سيطرة على موارده، لسنوات عديدة.

    دعا رئيس حكومة البحرين دول منطقة الخليج، إلى مواصلة التعاون مع الغرب، وإلى دعم التعاون في مجال الأمن. كما أوضح رئيس الوزراء البحريني، الشيخ خليفة بن سلمان آل خليفة، معارضة البحرين لتقسيم العراق، مؤكداً أن حالة عدم الاستقرار في العراق، كفيلة بالقضاء على استقرار المنطقة.

    أعلنت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون)، أن قوات الرئيس العراقي، صدام حسين، قد دعمت مراكزها، في الجنوب، ولكنها انسحبت من كركوك، في الشمال.

الأحداث العسكرية

    عادت إلى القاهرة، أولى طلائع القوات المسلحة المصرية في الخليج، بعد تحرير الكويت.

    استقبل سلطان عُمان، السلطان قابوس بن سعيد، قائد القوات المركزية الأمريكية، الجنرال نورمان شوارتزكوف، الذي يجول في المنطقة.

الأحداث الاقتصادية

    قررت الكويت منح سورية قرضاً، قدره 25 مليون دولار، سيخصص لتمويل مشروعات صغيرة، في مجالَي الصناعة والخدمات.

    منح مصرف الكويت الموحد 250 ألف جنيه إسترليني، للصندوق البريطاني، الذي أنشئ من أجل الخليج.

    أعلنت وزارة الخزانة الأمريكية إنهاء عملية تجميد الأرصدة الكويتية، في الولايات المتحدة الأمريكية.

    قررت الحكومة اليابانية منح 12.6 مليون دولار، تخصص لمشروعات دولية، من أجل مساعدة الفلسطينيين، ومكافحة بقعة الزيت في الخليج، والحرائق التي أصابت آبار النفط.




الأربعاء 27 مارس 1991

الأحداث السياسية

    نفى وزير الإعلام الكويتي المعلومات، التي تفيد بأن الفلسطينيين، يتلقون معاملة سيئة، في الكويت. ووصف هذه المعلومات بأنها أكاذيب.

    أبدت الحكومة المصرية معارضتها لأي وجود عسكري بري، على المدى الطويل، في منطقة الخليج.

    أضاف مجلس الأمن شرطاً آخر، لإقرار وقف إطلاق النار في العراق، وهو أن تتخلى بغداد عن الإرهاب.

    انتقدت جريدة "القادسية"، التابعة للجيش العراقي، مشروع القرار الأمريكي، المقدم إلى مجلس الأمن. ووصفته بأنه جزء من مؤامرة موجهة ضد العراق، وفي مصلحة إسرائيل.

    أعرب وزير الخارجية الفرنسي، رولان دوما، عن قلقه، إزاء "خطر التقسيم، الجاري" للعراق. وأبدى أمله أن تعتمد الأمم المتحدة، سريعاً، القرار، الذي يحدد شروط وقف إطلاق النار.

    استعادت القوات العراقية سيطرتها على البصرة، و أربع مدن أخرى، في جنوب العراق ووسطه.

    أعلن الزعيم الكردي، جلال طالباني، أن لجنة عمل مشتركة، من زعماء المعارضة، سيجرون مفاوضات، خلال الأيام المقبلة، لاتخاذ قرار في شأن تشكيل حكومة مؤقتة، في المنطقة الكردية المحررة. وأضاف أن اللجنة، ستضع، كذلك، خططاً للعمل من أجل الاستيلاء على الأجزاء المتبقية من العراق، من أيدي "ديكتاتورية الرئيس العراقي، صدام حسين،".

الأحداث الاقتصادية

    أذاعت الإدارة الأمريكية قيمة المساعدات، التي قدمها بعض الدول، لدعم حرب تحرير الكويت ونفقاتها. وطبقاً للبيان الرسمي، الذي أذاعته وزارة الدفاع، فإن المبالغ، التي حصلت عليها الولايات المتحدة الأمريكية، فعلاً، تقّدر باثنين وعشرين مليار دولار، تقريباً، توزّعت كالآتي:

6.9    مليارات دولار، من المملكة العربية السعودية.

7.16  مليارات دولار، من الكويت.

مليارا دولار، من دولة الإمارات العربية المتحدة.

مليار ونصف المليار دولار من اليابان.

4.7    مليارات دولار من ألمانيا.

78     مليون دولار، من كوريا الجنوبية.



الخميس 28 مارس 1991

الأحداث السياسية

    وصفت الدوائر الدبلوماسية، داخل الأمم المتحدة، مشروع القرار الجديد لمجلس الأمن الدولي، الذي يحدد شروط وقف إطلاق النار، أنه سيتضمن بنداً، يطالب العراق بنبذ الإرهاب وإدانته، وطرد الجماعات الإرهابية الدولية وزعمائها، من أراضيه. وأنه يجعل من العراق أول دولة في العالم، تتمتع "بسيادة محدودة" على الصعيد الاقتصادي. وهي شروط قاسية، لم تفرض منذ نهاية الحرب العالمية الثانية.

    أعلنت المتحدثة باسم الخارجية الأمريكية، للمرة الأولى، أن وزير الخارجية الأمريكي، جيمس بيكر، مستعد للاجتماع مع زعماء المعارضة. وأوضحت أنه سيؤكد مساندة الولايات المتحدة الأمريكية لوحدة الأراضي العراقية.

    صرح الرئيس الأمريكي، جورج بوش، أنه من المرجح أن تؤدي الثورة الشعبية العراقية، إلى إطاحة الرئيس العراقي، صدام حسين. ووصف ما يجري، الآن، على الساحة العراقية، أنه ثورة تاريخية، تؤكد مدى غضب الشعب ضد حاكمه، الذي يرى فيه دكتاتوراً وحشياً.

    أعلن متحدث باسم حزب الدعوة العراقي، المعارض، أن الثوار العراقيين، استولوا، مرة أخرى، على مدينة كربلاء، وكل المناطق المحيطة بها، بعد قتال ضار ضد القوات الحكومية. كما ذكرت مصادر المعارضة، أن الجيش العراقي، الموالي للرئيس صدام حسين، يشنّ، الآن، معركة فاصلة لاستعادة مدينة كركوك، أهم مدن شمالي العراق. وقد أعلنت وسائل الإعلام العراقية، في وقت لاحق، استعادة القوات الموالية للرئيس العراقي، مدينة كركوك، من أيدي الثوار.

    وجّه وزير الإسكان المصري، السيد حسب الله الكفراوي، العتاب إلى السلطات الكويتية، لأن هذه الأخيرة، قد نسيت "أن موقف مصر من أزمة الخليج، هو الذي أضفى الشرعية على تحرك الولايات المتحدة الأمريكية وحلفائها في المنطقة"، مما أدّى إلى تحرير الكويت.

الأحداث العسكرية

    أثارت التصريحات، التي أدلى بها قائد القوات المركزية الأمريكية، الجنرال نورمان شوارتزكوف، أزمة، عندما أعلن أنه كان يريد الاستمرار في الهجوم، لإبادة الجيش العراقي كله. وكان شوارتزكوف، قد صرّح أن قرار الرئيس الأمريكي، جورج بوش، في شأن وقف العمليات الحربية، كان قراراً حكيماً، على الرغم من أنه منعه من مواصلة القضاء على عناصر الجيش العراقي، خاصة الحرس الجمهوري، الذي هرب قبل بدء المعركة، واتجه نحو البصرة. وقال شوارتزكوف، إنه لو استمعوا لنصيحته، لاستمر في هجومه، وقضى على المشكلة. وقد أصدر وزير الدفاع الأمريكي، ديك تشيني، بياناً، فور صدور هذه التصريحات، يؤيد فيه قرار الرئيس الأمريكي، ويصفه بأنه قرار شجاع، وأنه اتُّخذ بناء على توجيهات ونصائح المستشارين العسكريين، وبالتنسيق مع شوارتزكوف، ورئيس هيئة الأركان المشتركة الأمريكية، الجنرال كولين باول.

الأحداث الاقتصادية

    بلغت مساهمة الولايات المتحدة الأمريكية وحلفائها، في حرب الخليج، 28.7 مليار من الدولارات.



الجمعة 29 مارس 1991

الأحداث السياسية

    صرح دبلوماسي غربي، أن الحكومة الكويتية، تريد الحدّ من عدد الفلسطينيين والأجانب، وأن الشعور العام لدى الكويتيين، هو عدم إتاحة الفرصة، ليصبحوا أقلية داخل بلادهم.

    أبدى الرئيس الإيراني، علي أكبر هاشمي رفسنجاني، قبوله فكرة التعاون بين إيران وأوروبا، مستهدفاً "ضمان الأمن في المنطقة".

    حذر الرئيس الليبي، العقيد معمر القذافي، من إقامة أي قاعدة عسكرية أمريكية، في البحرين.

    أعلن متحدث باسم الثوار الأكراد، في دمشق، أن القوات الكردية، نفذت انسحاباً تكتيكياً من مدينة كركوك، مركز إنتاج النفط، في شمالي العراق، وذلك لإحباط الهجوم العراقي عليها. وقال المتحدث باسم الاتحاد الوطني الكردستاني، إن القوات الكردية، تتمركز، حالياً، على بعد كيلومترين، خارج المدينة، تمهيداً لشنّ هجوم جديد، لاستعادتها.

    طلبت المعارضة العراقية من الجامعة العربية، التدخل لوقف "مذبحة الشعب العراقي"، على يد سلطان بغداد.

    أعلن وزير الدفاع الأمريكي، ديك تشيني ، في واشنطن، أن أيام الرئيس العراقي، صدام حسين، أصبحت معدودة، وسيستبدل، إذ يواجه أخطر حرب أهلية. كما أعلنت الخارجية الأمريكية، أن الثورة ضد الرئيس العراقي، تندلع في كل مكان. وذكر المتحدث باسم البيت الأبيض، أن الولايات المتحدة الأمريكية، تأسف للمذابح، التي تُرتكب في العراق، ولكنه أكّد أن واشنطن، لن تتدخل في هذه الاضطرابات الداخلية، لأن هذا خارج نطاق التفويض الممنوح للقوات الأمريكية، بموجب قرارات مجلس الأمن.

    ذكر تقرير لوكالة "رويتر"، من الكويت، أن العديد من الأسرى العراقيين، خاصة الضباط، أكّدوا لمسؤولي الصليب الأحمر الدولي، أنهم لا يرغبون في العودة إلى العراق، وأنهم يخشون من تعرضهم للقتل، أو الاشتراك في القتال ضد شعبهم.

الأحداث العسكرية

    وصل صاحب السمو الملكي، الفريق الركن خالد بن سلطان بن عبدالعزيز، قائد القوات المشتركة ومسرح العمليات، إلى مطار الكويت، بعد عصر اليوم. وكان في استقباله، في المطار، رئيس الأركان العامة للجيش الكويتي، اللواء الركن جابر الخالد الصباح، وقادة المراكز المتقدمة لقيادة القوات المشتركة، المتمركزة في الكويت، إضافة إلى قائدي القوات، المصرية والسورية. وقد استقبله أمير دولة الكويت، الشيخ جابر الأحمد  الجابر الصباح، حيث أوضح سموّه لسموّ الشيخ جابر، دور القوات المشتركة، في الوقت الراهن، وما تنفذه من أعمال.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 75802
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 78
الموقع : الاردن

 يوميات حرب الخليج من 1/1/1991  الى 13/3/1991 Empty
مُساهمةموضوع: رد: يوميات حرب الخليج من 1/1/1991 الى 13/3/1991    يوميات حرب الخليج من 1/1/1991  الى 13/3/1991 Emptyالخميس 24 مارس 2016, 9:23 pm

السبت 30 مارس 1991

الأحداث السياسية

    أكّد وكيل وزارة العدل، ورئيس اللجنة الكويتية لحقوق الإنسان، عبدالعزيز الدخيل، أن عدة إجراءات، قد اتخذت على وجه السرعة، لبيان عدد الأسرى المحتجزين، الذين ما زالوا في معسكرات الأسر، لدى السلطات العراقية، وذلك خلال الاجتماعات الأخيرة، بين وفد التحالف الدولي والوفد العراقي، لضمان سرعة الإفراج عنهم. وقد طالب الدخيل السلطات العراقية، بالإفراج الفوري عما تبقى من الأسرى الكويتيين، المعتقلين لدى العراق، مؤكداً أن من أُفرج عنهم، لا يمثلون جميع الأسماء، التي قدمت إلى اللجنة الدولية للصليب الأحمر.

الأحداث العسكرية

    أعلنت القيادة المركزيـة الأمريكيـة، في الخليج، أن طائرة استطلاع أمريكية، من نوع (RF-4 C)، سقطت في مياه الخليج، ولكن ملاحيها قفزا بالمظلة، وأمكن إنقاذهما. ورفضت القيادة الأمريكية الإفصاح عن المهمة، التي كانت تنفذها الطائرة الأمريكية. ومما يذكر أن الولايات المتحدة الأمريكية، تهتم بجمع المعلومات عن الموقف في العراق، بما في ذلك القتال بين القوات الموالية للرئيس العراقي، صدام حسين، والقوات المناهضة له.

الأحداث الاقتصادية

    أعلن الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية، عبدالله بشارة، في مؤتمر صحفي، عقده في الكويت، أن المجلس قد قرر "تجميد" المعونة، التي كان يمنحها للأردن، ولمنظمة التحرير الفلسطينية، وذلك نتيجة لمساندتهما العراق، خلال حرب الخليج.




الأحد 31 مارس 1991

الأحداث السياسية

    أعلن مندوب العراق في الأمم المتحدة، عبدالأمير الأنباري، أن الهدف من مشروع القرار الأمريكي لمجلس الأمن، حول وقف القتال في الخليج، هو إفقار الشعب واستعباده، لعشرات السنين. واتهم المندوب العراقي الأمم المتحدة، بمحاولة خلق فراغ سياسي، في العراق، بهدف زعزعة استقرار المنطقة بأسرها.

    أعلن العراق استعادة مدينة أربيل، من أيدي الثوار الأكراد. ونظّم، في الوقت نفسه، رحلة للصحافيين الأجانب، إلى مدينة كركوك، ليؤكد سيطرة القوات الموالية لنظام الرئيس العراقي، صدام حسين، عليها؛ بينما الزعيم الشيعي العراقي، آية الله محمد تقي مدرسي، يؤكد أن المعارضة الشيعية، تسيطر تماماً على مدينة كربلاء المقدسة، على الرغم من ادعاءات النظام العراقي باستعادة قواته للمدينة.

    أعلن عزة إبراهيم، نائب رئيس مجلس قيادة الثورة العراقي، في كلمة، ألقاها أمام جمهور، من المسؤولين والجنود والسكان، في محافظة أربيل، أنه قد استُكمل "تنظيف محافظة أربيل، من كافة العناصر الشائنة والخونة وأعوان الصهيونية". كما أثنى على الدور، الذي نهض به الحرس الجمهوري، في التصدي للمتمردين.

    صرح مسؤول عن المعارضة الشيعة العراقية، أن القتال ما زال مستمراً بين القوات العراقية والمتمردين، في مدينة الكربلاء.

    طالبت المعارضة الكويتية بمزيد من الديموقراطية، ومن المشاركة الفاعلة في الحكم، وبتنظيم انتخابات تشريعية، وإعادة البرلمان الكويتي، الذي أوقفه الأمير، عام 1986، والعودة إلى دستور 1962.

    أعلن، في طهران، أن وفداً من خبراء شركة النفط الوطنية الإيرانية، زار الكويت، وأجرى محادثات مع عدد من المسؤولين الكويتيين، وُصفت بأنها إيجابية جداً، وغايتها المساهمة الإيرانية في إخماد حرائق النفط الكويتية. وقالت إذاعة طهران، إن عدداً من الخبراء الإيرانيين، سيبقون في الكويت، لإعداد الترتيبات اللازمة، لبدء عملية تعمير المنشآت النفطية الكويتية، وإخماد الحرائق المشتعلة في آبار النفط.

الأحداث العسكرية

    أعلن المسؤولون في وزارة الدفاع الأمريكية، أن قوات التحالف الدولي، التي تحتل جزءاً من جنوبي العراق، سوف تبدأ بالانسحاب منه، في غضون أيام، بعد صدور قرار مجلس الأمن، في خصوص وقف إطلاق النار. وقال مسؤول كبير في وزارة الدفاع الأمريكية: "إننا نريد الانسحاب من جنوبي العراق، في أسرع وقت ممكن، وأن هذا الانسحاب، سيُنجز خلال فترة قصيرة من الوقت". وأضاف المسؤول الأمريكي، أن "مشروع قرار وقف إطلاق النار مصوغ صوغاً، يجعل العراق غير قادر على إثارة المتاعب. وإنه من المتوقع أن يوافق العراق على القرار، بعد صدوره".

الأحداث الاقتصادية

    قدّر الرئيس المصري، حسني مبارك، الخسائر، التي تكبدتها مصر، نتيجة لحرب الخليج، بنحو 20 ملياراً من الدولارات.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
 
يوميات حرب الخليج من 1/1/1991 الى 13/3/1991
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى الشنطي :: موسوعة البحوث والدراسات :: بحوث عسكريه-
انتقل الى: