قرص زجاجي صغير يمكنه تخزين 360 تيرابايت من البيانات لمدة 13.8 مليار سنة

قرص زجاجي صغير يمكنه تخزين 360 تيرابايت من البيانات لمدة 13.8 مليار سنة

تشير التقديرات إلى أن البشر ينتجون ما يعادل 10 ملايين قرص بلو راي من البيانات كل يوم. وكل هذه الكمية الهائلة من المعلومات الرقمية المتكونة من الصفر و الواحد يجب أن يتم تخزينها في مكان ما. تمكن الباحثون في المملكة المتحدة مؤخراً من إيجاد وسيلة قد تكون الحل: قرص رقمي خماسي الأبعاد (5D) يمكنه تخزين 360 تيرابايت من البيانات لمدة تصل إلی 13.8 مليار سنة تقريباً.
لإنشاء قرص البيانات هذا، استخدم الباحثون من جامعة ساوثامبتون عملية تسمى الكتابة بليزر الفيمتوثانية (femtosecond laser writing)، الذي ينتج أقراص صغيرة من الزجاج باستخدام الليزر فائق السرعة الذي يولد نبضات قصيرة ومكثفة من الضوء. ويمكن لهذه النبضات كتابة البيانات في ثلاث طبقات من النقاط ذات البنية النانومترية التي تبعد 5 مايكرومتر ( 0.005 مم) عن بعضها.إذاً، من أين أتت الأبعاد الخمسة ؟

أولاً هناك موقع ثلاثي الأبعاد لكل نقطة داخل طبقات، ثم الأبعاد الإضافية هي حجم واتجاه نقطة. و يمكن قراءة البنية النانوية التي أنتجتها هذه التقنية باستخدام مجهر ضوئي جنباً إلى جنب مع مرشح استقطابي (Polariser) (مرشح مصمم لمنع استقطابات محددة من الضوء).
يقول الفريق المبتكِر لأقراص 5D الجديدة : أن هذه الأقراص يمكن أن تكون مفيدة للغاية بالنسبة للمؤسسات التي تتعامل مع أراشيف كبيرة مثل: المكتبات والمتاحف، وفي أي مكان آخر حيث يتم الاحتفاظ بسجلات موسعة (مثل مركز بيانات الفيسبوك).
يقول أحد الباحثين “من المدهش معرفة أننا أنشأنا تقنية للحفاظ على الوثائق والمعلومات وتخزينها في مكان ما للأجيال المقبلة”، وقال أحد الباحثين، بيتر كازنسكي (Peter Kazansky). “هذه التقنية يمكنها تأمين الأدلة الأخيرة على حضارتنا: كل ما تعلمناه لن يُنسى”.
سيقَدّم الباحثون عملهم في الجمعية الدولية لمؤتمر الهندسة الضوئية في سان فرانسيسكو، ويأملون بعد ذلك في العثور على مختصِين في هذا المجال للدخول في شراكة معهم من أجل تطوير التقنية هذه بشكل أكبر، وفي النهاية إيصال التقنية لمرحلة الاستخدام في المنتجات التجارية.
وقد اُطلق علی وسيلة التخزين هذه اسم بلورات سوربمان للتخزين ((Superman memory crystal تكريماً لبلورات الذاكرة في أفلام سوبرمان. فهي لا تخزن كميات خيالية من البيانات فقط، بل تستطيع أيضاً أن تتحمل درجات حرارة تصل إلى 1000 درجة مئوية (1832 درجة فهرنهايت).
في حين تم عرض هذه التقنية لأول مرة في عام 2013، و هي الآن قادرة على تخزين كميات أكبر بكثير من البيانات: حيث تمكن الفريق بالفعل من تخزين نسخة من الإعلان العالمي لحقوق الإنسان (UDHR)، كتاب البصريات لنيوتن والماجنا كارتا و الكتاب المقدس نسخة الملك جيمس على هذه الأقراص الصغيرة.