حيوانات الفقمة (عجل البحر) seals
عجل البحر الشمالي ذو الفرو northern fur seal
يقضي معظم وقته في المياه في شمال المحيط الهادي، ولا يزور السواحل إلا نادراً، وهو من ذوات الأذن، له وبر تحتي غليظ ومضاد للماء، وزعانفه كبيرة بشكل بارز. وتحتوي البوصة المربعة الواحدة على ما يقارب 370.000 شعرة عازلة للحرارة، وهو حيوان استكشافي، ينام في الماء مستلقياً على ظهره، وواضعاً الزعانف الخلفية متطابقة إلى الأمام ومن فوقها الزعانف الأمامية، وللحيوان عيون كبيرة، وأذناه أسطوانيتان ملفوفتان بقوة، ويمنع دخول الماء إليهما جهاز مكسو بالشمع.
يزن الذكر البالغ 300-615 رطلاً، والأنثى 65-110 رطلاً، ويزن المولود الأنثى عشرة أرطال، والذكر 12 رطلاً. ويعتقد أن الحيوان قد يعمر إلى 30 سنة.
يقدّر عدد أفراده بحوالي 1.2 مليون رأس، معظمها في جزيرة بريبلوف pribilof، ويعيش منعزلاً، أو في ازدواج، أو في مجموعات تتألف كل منها من ثلاثة أفراد، وقد تزيد.
تنضج الأنثى جنسياً عند عمر 4-5 سنوات، والذكور عند عمر 2-5 سنوات، ويهاجر في موسم التوالد، وحيثما توافر له الغذاء، كثرت أعداده، ويتناول وجباته ليلاً عندما تبرز فرائسه للسطح.
ويتهدده الصيد الجائر، بعد أن يُكتشف مواقع كثافته، ويصاد لأجل الجلد، وورد أنه في عام 1786 قتل 2.5 مليون رأس، وانحسر تعداد الحيوان بعد ذلك، من عام 1806 إلى 1834، ومن عام 1835 إلى 1867، ثم اتفق على تحديد عدد الحيوانات المصرح بصيدها، مع منع صيد الإناث.
وفي عام 1967 استولت الولايات المتحدة على جزر البريلوف، ويعتقد أنه بحلول عام 1909 تبقى في تلك الجزر قطيع يقدر تعداده 200.000-300.000، وفي عام 1911 وضعت اتفاقية لحمايته بعدم صيده إلا بالوسائل التقليدية. وكانت الدول الموقعة على هذه الاتفاقية هي بريطانيا العظمى (نيابة عن كندا)، اليابان، الاتحاد السوفييتي (سابقاً) والولايات المتحدة. وظلت الاتفاقية معمولاً بها حتى عام 1940 وتم تجديدها وتعديلها عام 1957، وهي عرضة للتعديل من وقت لآخر.
ويموت الحيوان بسبب دخوله في شباك الصيد المهجورة، أو المهملة، أو الممزقة. وقد صدرت القوانين التي تمنع إلقاء الشباك التالفة في البحار. كما أن خطر التلوث بالنفط يهدد حياة هذا الحيوان، حيث يتدخل الزيت في وظائف الفرو الذي يكسو الحيوان؛ مما يؤدي إلى خلل في النظام الحراري للجسم؛ حيث يتم فقد الحرارة، ويعوض الحيوان عنها بزيادة معدل الأيض، وعوامل أخرى ويهلك.
عجل البحر القوادلوبي الوبري guadalupe fur seal
تُعد جزيرة قوادلوب في المحيط الهادي، على ساحل كالفورنيا باجا، وهي تتكون من صخور بركانية، المأوى الوحيد لهذا العجل خلال فترة توالده. وقد تأثر بالصيد الجائر منذ القرن التاسع عشر، ويعتقد أن تعداده، كان 20.000 فردٍ، انحسر عام 1892 إلى سبعة أفراد فقط.
وهو تحت الحماية، الآن، وجعلت الجزيرة ملاذاً بحرياً للثديات البحرية، وقد ارتفعت أعداد هذا الحيوان وبلغت في عام 1977 حوالي 1000 فرد.
يتميز هذا الحيوان بخرطومه الممتد والأنف الحاد، ويعد هذا الحيوان من أجمل الثديات البحرية بعيونه الكبيرة الواسعة. ويعتقد أن حاسة البصر عنده جيدة، وتمكنه الرؤية داخل الماء وخارجها، كما أن للأذنين مقدرة على الحركة المحدودة، ولهما عضلات يغلقهما الحوت تماماً عند الغطس، ولون الحيوان بني داكن.
يصل طول الحيوان الذكر إلى 6.3 قدماً، ويزن 350 رطلاً، أما الأنثى فطولها 4.5 قدماً، ووزنها 100 رطل، ويعمر الحيوان إلى 17-20 سنة. وهو حيوان انتهازي الأسلوب في الحصول على غذائه، ويفضل تناول السمك الصخري، وهو سمك يألف الأعماق الصخرية والحبار.
أسد البحر الاستلري steller sea lion
يعيش في المياه الباردة في شمال المحيط الهادي، وقد اكتشفه لأول مرة العالم الألماني georg wilhelm steller عام 1742. كما يسمى أيضاً أسد البحر الشمالي، وهو من أكبر أسود البحر ذوات الأذن.
يصل طول الحيوان الذكر إلى عشرة أقدام ويزن 2200 رطلاً، أما أنثاه فطولها سبعة أقدام، ووزنها 600 رطلٍ. واللون العام بلون الفللين. ويقدر عدد أفراد القطيع على مستوى العالم 200.000 فرد. إلا أن أعداده بدأت في الانحسار منذ العشرينيات من القرن العشرين.
يصاد لأجل جلده ولحمه ودهنه، ويستطيع المولود الحديث أن يمشي ويرضع خلال ساعة من مولده، ويسبح بعد ساعات.
ولا تعود الذكور عند بلوغها عمر سنة أو سنتين إلى موقع ولادتها، ولكنها تفعل ذلك عند بلوغها عمر ثلاث سنوات، وتكوّن مجموعة عزاب تلهو، وتلعب، ويطارد بعضها بعضاً، ولكن خارج نطاق الكبار في الجزيرة نفسها، أما الإناث اللائي في العمر نفسه، فإنها تدخل في نطاق الكبار مباشرة. ويبقى حال مجموعة العزاب هكذا، حتى تتمكن من اكتساب القوة اللازمة لمنافسة الكبار، في القسم الخاص بهم.
أسد البحر الكالفورني california sea lion
يدل مسماه على أنه يعيش في نطاق كالفورنيا، وسواحل شرق شمال المحيط الهادي، وله رأس شبيه برأس الكلب، وله آذان، ولكنه يفتقر إلى الشعر البطني الكثيف، وله المقدرة على الحركة على أطرافه الأربعة فوق اليابسة.
يصل طول الحيوان الذكر إلى ثمانية أقدام، ويزن 800 رطلٍ، وتطول الأنثى إلى خمسة أقدام وتزن 250 رطلاً. ويتراوح تعداد القطيع في كالفورنيا ما بين 120.000 و140.000 فرد.
والحيوان غطاس ماهر، وسباحته سريعة تصل إلى 15-25 ميلاً في الساعة، وقد يقفز من حين لآخر خارج الماء.
يمكن تحديد العمر التقريبي للحيوان بفحص حلقات النمو السنوية في الأسنان، وقد يعمر إلى 32 سنة. ويظهر على رأس الحيوان حين بلوغه خمس سنوات نتوء يزداد مع زيادة عمر الحيوان، وينمو عليه شعر أسود.
كما لوحظ تجمع مواد كيميائية سامة، صناعية أو طبيعية في جسم الحيوان، منها ddt، التي كانت قد أثرت على معدل توالد الطيور البحرية، وربما على توالد هذا الحيوان أيضاً. كما لوحظ وجود معادن أخرى ثقيلة مثل الزئبق وغيره، وكل هذا بسبب أن الحيوان يعيش قريباً من النطاق الأعلى للسلسلة الغذائية البحرية، حيث تصب العديد من أشكال الملوثات. ويعتقد العلماء أن بعض الظواهر الطبيعية قد تؤثر على معدل الولادة أو الموت، مثال ذلك تأثير ظاهرة النينو el nino، عام 1982-1983، التي قتلت الأسماك التي يعتمد عليها هذا الأسد البحري الكالفورني في غذائه؛ مما أدى إلى نفوق أعداد كبيرة منه. كما لوحظ وجود العديد من الطفيليات الممرضة في أجهزة الحيوان الداخلية، كديدان المعدة، وديدان الرئة، وهذا عامل يقلل من أعداد رؤوس القطيع.
يقول العلماء إن مجتمع الأسد البحري الكالفورني يستهلك ما مقداره 100.000-300.000 طن من الكائنات البحرية، ويقع هو نفسه فريسة لأسماك القرش، والحوت القاتل، والإنسان.
الفظ walrus (انظر صورة الفظ)
وهو حيوان ثديي بحري يشبه الفقمة، ليس له آذان خارجية، ولكنه يمتلك القدرة على دفع الزعنفة الخلفية إلى الأمام، وهذا يساعده على السير فوق الأسطح الصلبة، ويفقد الفظ الذكر شعره، ويتآكل جلده، ولونه العام أبيض عندما يكون الحيوان تحت الماء، أما عند تعرضه لدفء الشمس فوق اليابسة فإنه يتحول للَّون الوردي تدريجياً، ويعزى ذلك لتسارع دورة الدم.
كما يوجد في رقبة الفظ زوج من التجاويف أو الأكياس الهوائية، يعتقد العلماء أنها قد تساعد رأس الحيوان على الطفو أثناء نومه في الماء.
ويتميز الفظ بنابيه الكبيرين عند الذكور، حيث يصل طول الواحد منهما إلى 39.5 بوصة، بينما هما نحيلان قصيران في الإناث. ويزن النابان في الذكور حوالي 12 رطلاً.
يعتقد العلماء أن النابين يساعدان الحيوان على تثبيت نفسه، عند السير فوق كتل الثلوج، التي، عادة، ينام فوقها. ومن طريق دراسة مراحل تكوين هذه الأسنان، يمكن معرفة عمر الحيوان التقريبي، ويعتقد أنه يعمر إلى 20-30 سنة.
ويتغذى الفظ بكائنات الأعماق عند عمق 120-200 قدم، وتتكون من الأصداف والبطلينوس، ويمتص منها لحومها ويلفظ الصدفة.
ويبلغ وزن الفظ الذكر 3.432 رطلاً، ووزن أنثاه 1500 رطلٍ. ويصل الذكر النضج الجنسي عند عمر ست سنوات، والأنثى عند عمر 5-7 سنوات. وتلد الأنثى صغيراً واحداً تعنى به، وعادة ما يتسلق فوق ظهرها أثناء ترحالها في البحار، ويزن حين مولده 150 رطلاً.
ويصاد الفظ لأجل نابيه، ويقدر العدد الإجمالي لحيوان الفظ في المحيط الهادي بحوالي 100.000 رأس، وترجح إحصائية سابقة لعام 1980 أن العدد يتراوح ما بين 70.000 و290.000 رأس.
وقد أُدرج تحت الحماية على ضوء قانون حماية الثدييات البحرية لعام 1972م، ولكن عرض له مهدد آخر عام 1977م، حين بدأت تجارب عمليات صيد الحبّار التجريبية بالآليات الحديثة، مما أضر بمورد غذائه، إذ يستهلك الفرد الواحد منه ما مقداره 60 رطلاً يومياً من الحبار. وقد توقف هذا النشاط خلال الثمانينات من القرن المنصرم.
يتجمع الفظ بأعداد كبيرة سنوياً في جزر سميت باسمه هي جزر الفظ walrus island في خليج برستل في ألاسكا. وتعد هذه الجزر اليوم، قانونياً، ملاذاً لهذا الحيوان.
وعلى الرغم من أن الحيوان لا تزال تهدده مخاطر الصيد العشوائي، إلا أنه هو نفسه تسبب في انحسار الرخويات التي يتغذى بها.
فقمة ميناء الباسفيك pacific harber seal
تكثر في المحيطات ومياه بحار النصف الشمالي من الكرة الأرضية، ويطلق عليها مسمى الفقمة المبقعة والفقمة الشائعة والفقمة المشعرة، ويعتقد أن تعدادها الآن حوالي 330.000 رأس على مستوى العالم، ويعزى ذلك إلى الحماية التي نالتها بقانون حماية الثدييات البحرية لعام 1972م. ويقضي الحيوان على الجزر من الوقت ما يصرف مثله في الماء. وتزعجه مناشط البشر.
ويصل طول الحيوان مكتمل النمو إلى 67-75 بوصة، ووزنه إلى 250 رطلاً. ويتراوح لونه بين الأبيض والأسود، ويكون في معظمه رمادي أزرق مع بقع سود، وحلقات بيض غير منتظمة. ويستطيع الغطس إلى عمق 600 قدم، ولمدة زمنية تصل إلى 23 دقيقة. ويقتضي الغطس أن يحافظ الحيوان على الأكسجين، ويقلل من ضخ الدم إلا إلى الأعضاء الحيوية، كالقلب والرئتين والكلى والمخ والأمعاء.. كما ينخفض النبض.
وتتكاثف في عضلات الحيوان مادة الميلوغلوبين (وهو صبغ بروتيني أحمر محتوٍ على حديد) يكون في العضلات، ويشبه الهيموغلوبين، ويمنع فقدان الأكسجين في العضلات أثناء الغطس. وقد ساعدت هذه المقدرة الحيوان على النوم لفترات، وهو تحت الماء.
ويزن المولود الحديث 23-26 رطلاً، ويكون طوله 33-38 بوصة. وتستمر فترة حضانته إلى 4-6 أسابيع، يتضاعف خلالها وزنه بسبب احتواء لبن الأم على نسبة عالية من الدهون والبروتين (42%)، ويتسلق الصغير ظهر أمه أثناء تجوالها، وتكون عنايتها بالصغير فائقة.
ويصل الحيوان الذكر إلى النضج الجنسي عند عمر 4-5 سنوات، والإناث عند 3-4 سنوات، ويعمر الحيوان إلى 30 سنة.
وتعرض الحيوان إلى التسمم بالمواد ddt وpcb التي دخلت إلى السلسلة الغذائية، وقد تجمعت هذه المواد في الكبد، وفي الشحوم المتراكمة. ويعتقد العلماء أن هذه السموم قد أثرت على معدل التوالد لدى هذا الحيوان. ومناشط الإنسان، كالعادة، حتى الرياضية منها، مصدر خطر على حياة هذا الحيوان، ولمّا كان هذا الحيوان معروفاً بأنه يدمر شباك الصيد، ليصل إلى ما تحجزه من أسماك، فإنه أصبح يُصاد بالأسلحة النارية بأعداد كبيرة، مما يهدده بالإبادة.
فقمة الثلج ice seal
هي مجموعة من أربعة أنواع متأقلمة مع ظروف النظام البحري، ومرتبطة ببيئات متباينة: بيئة متنقلة، وبيئة ثابتة، وبيئة موسمية، وبيئة دائمة. والأنواع المعنية هي الفقمة الحلقية ringed seal، والفقمة الملتحية bearded seal، والفقمة المرقطة spotted seal، والفقمة الشريطية ribbon seal. ويتباين لون الفراء فيها كلها.
الفقمة الحلقية
يزن الحيوان كامل النمو إلى 250 رطلاً، ويطول إلى 51 بوصة، وتحمل زعانفه الأمامية مخالب، تستخدمها في حفر الثلج، ويتغذى بأسماك القد القطبية، والعوالق الحيوانية والأربيان والسراطين... إلخ. ويصل الذكر إلى النضج الجنسي عند عمر 7-9 سنوات، والأنثى عند عمر 6-8 سنوات. ويزن الصغير عند مولده من 8-10 أرطال، ويكون طوله 23 بوصة، ويكسوه وبر كثيف، وفترة حضانته من 4-6 أسابيع.
ويفترس الثعلب القطبي والإنسان هذا الحيوان، وأكثر ما يفترس الثعلب صفاره. كما يتغذى الدب القطبي عليه مدار العام. وتهاجمه، أيضاً، الذئاب، والثعالب الحمر، والغراب الأسود.
ويعتقد أن كثافة هذا الحيوان ما بين 8.4 و10.8 أفراد لكل ميل مربع. وتتهدد بيئة الحيوان، حالياً، مناشط التنقيب عن النفط والغاز الطبيعي.
الفقمة الملتحية (انظر صورة الفقمة الملتحية)
يعيش الحيوان في بيئة تكون كتل الثلوج فيها متحركة بتأثير الرياح والتيارات وتضاريس الساحل، ولونه درجات من البني إلى جانب لون أحمر صدئ على الوجه والزعانف الأمامية.
ويتغذى بحيوانات القاع التي تعيش فوق سطح القاع وليس داخله، وكذلك تلك التي تكون داخل الترسبات السطحية مثل السراطين والأربيان والحبار والأسماك، التي تعيش، أيضاً، قريباً من سطح القاع. ولهذا فإنه محصور في مياه يكون عمقها دون 500 قدم.
ويصل وزن الحيوان الذكر إلى 935 رطلاً مع بداية الربيع، وإلى طول يبلغ 104 بوصة. ويدرك الحيوان الذكر بلوغه الجنسي عند سن 6-7 سنوات والأنثى عند 5-6 سنوات. ويولد الصغير فوق الثلج، ويكسوه وبر طويل، يتساقط خلال ثلاثة أسابيع. ويصل وزن المولود حين ولادته إلى 70 رطلاً، وطوله إلى 52 بوصة. وتمتد فترة الرضاعة إلى 12-18 يوماً، يتضاعف فيها وزنه ثلاث مرات، ويزداد طوله إلى 58 بوصة. وهو قادر على السباحة. ويصيده الدب القطبي، والإنسان، والفظ، والحوت القاتل، ويصاد تجارياً.
الفقمة المرقطة spotted seal
حيوان بيئته موسمية، ونادراً ما يخترق نطاق الثلوج الثقيلة، ويقدر تعداده بـ 280.000 إلى 330.000 رأسٍ في محيط بحر البيرنج وبحر سيريا، ويسمى أيضاً "الفقمة الكلب" dog seal، وذلك بسبب شكل وجهه.
يبلغ وزن الحيوان كامل النمو 270 رطلاً، ويتراوح الطول بين 56 و67 بوصة، ويعتقد أنه يعمر إلى 35 سنة، وتصل الأنثى فيه إلى النضج الجنسي عند عمر 3-4 سنوات والذكر عند سن 4-5 سنوات، ويكون وزن المولود الحديث 18-26 رطلاً، وطوله 33 بوصة، ويكسوه وبر أبيض، وتمتد فترة حضانته إلى 3-4 أسابيع، يتضاعف خلالها وزنه إلى 80 رطلاً. ويسقط عنه الوبر خلال 3-4 أسابيع، ولا يستطيع الصغير السباحة فوراً عقب ولادته.
الفقمة الشريطية ribbon seal
يعود الاسم إلى وجود أربعة شرائط شاحبة اللون على خلفية سوداء، أحد هذه الشرائط يحيط بالعنق، وآخر يحيط بالجزء الخلفي من الجسم، وشريطان كل واحد منهما على كل جانب من جانبي الجسم، ويحيطان بالزعانف.
ويبلغ متوسط وزن الحيوان تام النمو حوالي 200 رطلٍ، ويصل طوله إلى 61 بوصة، وهذا يتساوى فيه الجنسان. يولد الصغير فوق الثلوج، وتمتد فترة الرضاعة إلى 3-4 أسابيع، ويصل وزنه خلالها إلى 65 رطلاً، ويصل طوله إلى 36 بوصة.
والفقمة الشريطية سريعة الحركة عبر كتل الثلج، وجيدة الغطس، ولها كيس هوائي كبير يساعدها على الطفو لأجل الراحة، ويوجد هذا الحيوان في شمال الباسفيك (الهادي)، ويقدر تعداده بحوالي 100.000 رأس، ويتعرض للافتراس بواسطة الحوت القاتل، وأسماك القرش.
فقمة الفيل الشمالية northern elephant seal
كادت تنقرض، ولم يبق منها مع حلول عام 1900م سوى 100 فرد، في جزر قوادلوب، guadalupe بالقرب من كالفورنيا باجا، وقد تمت حمايته وأصبحت أعداده في حدود 100.000 رأس.
ويتميز الذكر البالغ بخرطوم متدلٍ، وهذا سبب تسميته، ويزن الحيوان الذكر تام النمو حوالي طنين، وطوله 16 قدماً، وتزن الأنثى طناً واحداً وطولها عشرة أقدام.
يدخل الحيوان في فترة صيام، عندما يعيش فوق اليابسة في الجزر، ويعيش على شحومه المختزنة، ويعود جهازه الهضمي للعمل عندما يعود للبحار، كما أنه يتخلص من جلده كل عام، ويستغرق ذلك عدداً من الأسابيع. ويغوص الحيوان إلى 1000 قدم بحثاً عن غذائه، وتعرض له المخاطر بسبب نشاط البشر، وأسماك القرش، خاصة القرش الأبيض، والحوت القاتل.
الفقمة الناسك الهاوايي hawaiian monk seal
ويدل اسمه على انحصاره في نطاق جزر الهاواي، إلى جانب جزر مرجانية وبركانية نائية بعيدة عن الأعداء، وهو مسالم، ولا يرغب في الاقتراب من البشر، لكنه تضرر كثيراً من إزعاج الناس له، خاصة خلال موسم التوالد، وموسم الرضاعة، ويعتقد أن التأثر بالإزعاج له أبعاد وظيفية في حياة الحيوان. وقد نفقت أعداد كبيرة منه، يعزى نفوقها إلى عدة عوامل، منها:
1. افتراس أسماك القرش له.
2. انتشار مرض السيقواتيرا ciguatera، بسبب اعتماده في غذائه على أسماك ملوثة بسموم تنتجها بروتوزوات قاعية.
3. هجوم الذكور خلال موسم التزاوج على الإناث، وتمزيق أجسامها، وقتل الصغار.
بلغ عدد القطيع خلال الثمانينات من القرن الماضي 500 رأسٍ، حتى تطلب الأمر إدخاله في الحماية، تحت قانون الأنواع المهددة لعام 1973م.
الدب القطبي polar bear (انظر صورة الدب القطبي)
يُعد ثديياً بحرياً لأنه يمضي جزءاً كبيراً من حياته في الثلوج والبحار، ويعتمد في غذائه على سلسلة غذائية بحرية قطبية. ويصل طول الذكر إلى 8-11 قدماً، ووزنه إلى 700-1400 رطلاً ووزن الأنثى نصف ذلك.
والدب القطبي متأقلم مع بيئة الثلوج، فلونه أبيض ناصع، ووبره كثيف، وطبقة الشحوم كثيفة، وعلى أذنيه شعر كثيف، وكذلك حال الأخفاف والأقدام، ويستخدم أسنانه في القضم، وله حاسة شم قوية، ويفضل المناطق ذات الكتل الجليدية المتحركة، والمياه المكشوفة، مما يؤمن له صيد الفقمة.
ويميل الدّب القطبي إلى العزلة، إلا عند تكوين الأسرة، ويتحرك خلال الصيف نحو الشمال، ويصل وزن الصغير حين ولادته رطلاً أو رطلين، وطوله إلى عشر بوصات، وليس له طبقة شحوم، مما يضعه تحت حماية الأم خلال الأشهر الثلاثة الأولى من حياته، ويظل مع أمه داخل العرين، مع تردده إلى الماء من حين لآخر، ليتأقلم مع الحرارة الخارجية.
وتقع الفقمة فريسة للدب عند مواقع فتحات التنفس فوق الثلج، أو حواف المسطحات المائية المكشوفة. ويصاب الدب القطبي بطفيلات تحملها الخنزير، ويعتقد العلماء أنها قد وصلته من طريق أكله للجيف الملوثة، ولذلك فإن الأسكيمو يطبخون لحمه جيداً، أما كبد الدب القطبي فهي غنية بفيتامين "أ" وهي سامة للبشر. كما لوحظ وجود نسب من مادة ddt وpcb والزئبق في لحمه. وقد تهددت الدب القطبي المخاطر، بسبب مناشط الإنسان؛ مما دفع إلى حمايته وحماية نظمه البيئية.
ثعلب البحر sea otter
يسمى كذلك القضاعة، وهو حيوان طويل الذنب، قصير القوائم، يتميز بفروه الثمين، والذي هو سبب اتجاهه نحو الانقراض. وقد تمت حمايته خلال العقود السّبعة الأخيرة. ويعد من أصغر الثدييات البحرية، يصل وزن الذكر إلى 100 رطلٍ، ووزن أنثاه إلى 72 رطلاً. وأقصى طول لأي من الجنسين 85 بوصة. وله ذيل طويل مسطح، يعادل طوله ربع طول الجسم. ويتغذى بكائنات الأعماق في المياه الضحلة، وليس له طبقة شحوم عازلة، وهذا يجعله عرضة لمضار المياه الملوثة، خاصة تلك الملوثة بالزيت، الذي يصل إلى جذور وبر الحيوان ويدمرها، وحين يصل الماء إلى سطح البشرة مباشرة فإنه يدمرها، ويموت الحيوان، كما أن الماء البارد قاتل له؛ ولذلك يشاهد الحيوان الصحيح المعافى، وهو يقضي جل وقته في تنظيف وبره لأهميته القصوى لحياته وسلامته. وللحيوان مخالب متقلصة، خاصة الأمامية منها، متخصصة في تمزيق الفريسة، والإمساك بالطعام.
ويستخدم ثعلب البحر القواطع السفلى، في نزع الجزء الطري من الأصداف والسراطين والحبار وقنافذ البحر. ويجمع غذاءه من الأعماق، ويخزنه تحت الطرف الأمامي الأيسر، حيث يوجد جراب لتخزين هذه الفرائس. ويفضل تناول غذاءه في المياه الضحلة، ويكسِّر الأصداف بالحجارة.
ويزن المولود الصغير خمسة أرطال، وينام في الماء، ويطفو بسبب كمية الهواء المحتجزة بين طيات الوبر الكثيف. وأعداء الحيوان قليلون، من بينهم الحوت القاتل، والصقر الأصلع، وفي مقدمة أعدائه الإنسان.
وقد تمت حمايته منذ عام 1911، وبحلول الثمانينات عادت كثافة معدل الحيوان في معظم موائله البيئية السابقة. ويتغذى ثعلب البحر، بشراهة، على المحار. وهو حيوان صدفي بحري، غير أن هذه الوجبة تثير غضب صيادي المحار عليه، إذا افترض أن تعداده الحالي 150.000 فرد، يستهلك الفرد منها نحو 15 رطلاً؛ فإن الثعلب يستهلك بليون رطل من المحار سنوياً.
غير أن أساليب الصيد الحديثة، المتمثلة في الشباك العميقة التي تسمى الغَل، وهي شباك ذات عيون تجيز لرأس السمكة أن ينفذ خلالها، ولكنها تحجزه عند محاولة الانسحاب، هذه الشباك أمسكت بألوف من أفراد هذا الحيوان وأغرقته، خلال السبعينات والثمانينات من القرن المنصرم؛ مما قلل من تعداده، وجعله مهدداً بالانقراض. وصدر عام 1980 قانون يحظر استخدام شباك الغَل تحت عمق 90 قدماً، كما تم نقل العديد من حيوانات ثعلب البحر إلى موائل محمية أخرى، ولا يزال مصنفاً في الأنواع المهددة.
الدلافين
الدلفين قاروري الأنف bottle nose dolphin (انظر صورة الدولفين قاروري الأنف)
حيوان بحري لعوب وذكي، يوجد في المياه الساحلية المعتدلة، والاستوائية على مستوى العالم. ويجاور صنف منه السّواحل وصنف آخر يبتعد عنها. ولا يتجاوز طول كلا الصنفين 13 قدماً، ويزن كل منهما حوالي 600 رطلٍ.
وتصل الإناث نضجها الجنسي عند عمر 5-12 سنة، والذكور عند عمر 10-12 سنة، وتضع الأنثى مولوداً واحداً كل سنتين أو ثلاث، وفترة الرضاعة تمتد إلى سنة واحدة مع عناية فائقة بالرضيع.
ويقوم الصنف المجاور للسّواحل بزيارة المواقع المجاورة من موانٍ وأهوار وخلجان، في مجموعات من 15 فرداً أو أقل. ولا ينفر من الغوص بمصاحبة الإنسان، كما يتابع قوارب الصيد، ويراه الصيادون مزعجاً لهم، لأنه ينافسهم في التهام الأسماك، التي يسعون إلى صيدها. واستطاع هذا الدلفين الساحلي أن يتأقلم مع ظروف بيئة المياه الضحلة في عكرانها، وما يصلها من إزعاج بشري، وتلوث بمواد ضارة بالصحة، مثل مادة الـ ddt.
أما الصنف البعيد من السواحل، فإن قطعانه تكون في أعداد كبيرة تصل إلى 500 فرد، ومن المألوف رؤية قطعان من 25-50 رأساً، وتكون غالباً في رفقة الحوت القبطان؛ إذ أنهما يتغذيان بغذاء مشترك، وهو الحبار. كما أن هذا الدلفين يرافق الحوت الرمادي في هجرته.
وتتضرر الدلافين قارورية الأنف بالتلوث، الذي يصيب المياه باستمرار، كما أنها تقع في شباك الصيد التي تتعلق بها، وتعيق حركتها، وتقود إلى موتها. كما أن انتشار مناشط شركات صيد السمك التجارية تنافس هذا الدلفين في غذائه، إلى جانب حركة النقل البحري الساحلي؛ حيث تصطدم القوارب والسفن بالحيوان وتؤذيه.
دلفين المحيط الهادي أبيض الجنبين
يعيش هذا الدلفين في السواحل ذات الكهوف العميقة، ويتحرك فيها إلى حدود نهاية الرف القاري. ويفضل تناول وجباته عند الغسق، وتتكون وجبته من أسماك صغيرة، ورأسيات الأرجل، وهي طائفة من الرخويات، التي يحصل عليها من نطاق ما فوق السطح القاعي، ونطاق وسط السطح القاعي، إلى جانب الحبار وغيره.
ويتحرك هذا الدلفين في قطعان ضخمة من ألوف الأفراد، ومن المألوف رؤية قطيع من 200 رأس. ويلاحظ أنها تكون في رفقة الدلفين الشائع، ويلاحظ أن على جسم الدلفين أبيض الجانبين علامات سوداء ورمادية وبيضاء على الظهر، وعلى الزعنفة الذيلية ذات اللونين. ويصل طول الحيوان الأنثى تامة النمو إلى 7.5 قدماً، بينما يصل طول الذكر إلى ثمانية أقدام.
الدلفين الشائع (انظر صورة الدولفين الشائع)
دلفين واسع الانتشار، لونه جذاب أسود، أو أسود بني، أو أبيض، ويسمى أيضاً دلفين الساعة الرملية، أو الدلفين سرجي الظهر. يصل طوله إلى 7.5 قدماً، وتختلف أطوال المنقار. وتصل الأنثى إلى سن النضج الجنسي عند عمر 3-5 سنوات، وتضع مولوداً واحداً كل 2-3 سنوات.
والدلفين الشائع ليلي الغذاء، ويغطس للحصول عليه إلى عمق 800 قدم، وغذاؤه كائنات تعيش في الطبقة القاعية كثيفة التشتت، ويتكون غذاؤه من سمك النازلي، وهو من جنس القد، وسمكة الفانوس والحبار. وعادة ما تتوزع القطعان الضخمة إلى مجموعات صغيرة لأجل الحصول على الغذاء، وعند الفجر تعود إلى تجمعها الكبير مرة ثانية.
ويلاحظ أن الدلافين الشائعة تعمد إلى القفز خارج الماء، والسقوط على الظهر، أو الجانب، وغير ذلك من الحركات البهلوانية، التي يعتقد أنها إشارات خاصة بمجموعة النوع.
الدلفين شبيه الحوت الصحيح
سمي كذلك لأنه يفتقر إلى زعنفة ظهرية، كما هو حال الحوت الصحيح. وهو دلفين أبيض الصفحات، ويصل طول الذكور إلى عشرة أقدام، والإناث إلى 8.5 قدم، جسمه نحيل، وعليه لمسات بيض تشبه الساعة الرملية، وقطعانه من أعداد كبيرة تفوق الألف رأس، يتجنب البشر، ويبتعد عن مراكب الصيد، ويتناول غذاءه ليلاً، أو عند الفجر.
دلفين رسُو
يشبه الحوت القطبان، وهو عالمي الانتشار يعيش بعيداً عن السواحل، ويصل طوله إلى 13 قدماً، ويتغذى بالحبار، ويشاهد في مرافقة الدلفين أبيض الجنبات، والدلفين شبيه الحوت الصحيح، ويتحرك في قطعان صغيرة العدد من 50 فرداً أو أقل.
خنازير البحر
تتميز بجهاز صوتي معقد، هو المسؤول عن كيفية حصولها على الطعام، وتجنبها للعوائق، والتواصل مع بعضها بعضا. وتوجد خنازير البحر في كل المحيطات والبحار، ويرتبط وجودها مع وفرة الغذاء المرتبط بالسلسلة الغذائية البحرية، من هائمات وأسماك وحبار. ومن أنواعها:
خنزير االبحر المرفَئِيَّ:
ينحصر وجوده في نطاقات الأرفف القارية، التي يقل عمقها عن 270 قدماً، وله طاقة لاحتمال إزعاج النشاط البشري على السواحل، وقد تضرر هذا الحيوان من شباك الغِل، حيث يعلق بها هذا الحيوان وتعيق حركته، وتعرضه للموت. كما لوحظت ظاهرة الانتحار الجماعي، أو التوجه إلى الشاطئ في جماعات، وقد حدث هذا خلال السنوات 1972-1981، ولاحظ العلماء وجود إصابات على أجسام هذه الحيوانات، منها ما هو طعن بآلات حادة كالسكين، أو اختراق الرصاص بسبب السلاح الناري.
خنزير البحر الدالي
سمي كذلك إشارة إلى عالم الحيوان الأمريكي ويليام دال. ويعد هذا الحيوان من أسرع الخنازير البحرية، ويفضل الحياة في المياه الباردة، ويتحرك في مجموعات من 2 إلى 15 فرداً، أو في عدد من المجموعات معاً تعدادها 200 فرد. ويلاحظ في رفقة خنزير البحر المرفئي، وغذاؤه أسماك الفانوس وغيرها من كائنات القاع، وتقتله شباك الغل.
الفظ، يصل طوله إلى 3.8م
الفقمة الملتحية، يصل طولها إلى 3.8م
الدب القطبي، يصل طوله إلى 2.5م
الدولفين قاروري الأنف، يصل طوله إلى 3.9م
الدولفين الشائع، يصل طوله إلى 2.6م