الموسوعة الجغرافية المصغرة القسم الثاني: الجغرافيا البشرية رابعاً: الجغرافيا الطبية 1. مجالات البحث في الجغرافيا الطبية 2. العوامل المؤثرة في توطن الأمراض وانتشارها أ. العوامل البيئية ب. العوامل البشرية 3. الأمراض المستوطنة 4. التوزيع الجغرافي للأمراضرابعاً: الجغرافيا الطبية Medical Geography
لما كانت الجغرافيا هي دراسة العلاقة بين الإنسان وبيئته الجغرافية، وتظهر هذه العلاقة، في أجل صورها، في أمراض الإنسان ومشكلاته الصحية، لذا، تُمثل الجغرافيا الطبية فرعاً أساسياً من فروع الجغرافيا التطبيقية Applied Geography، وهي تختص بدراسة التوزيع الجغرافي للأمراض، وإبراز العلاقة بينها وبين عناصر البيئة الطبيعية والبشرية، وتقويم آثارها السلبية على حياة الإنسان، وعلى أحواله المعيشية والاقتصادية، وعلى قدراته المختلفة، والبحث عن أساليب مكافحتها والوقاية منها، ومدى توفر الخدمات الطبية والصحية اللازمة لعلاجها، ولرفع المستوى الصحي العام للمجتمعات البشرية.
وتُعرف الجغرافيا الطبية بأنها دراسة العلاقة بين الجغرافيا وصحة الإنسان، أو أنها الدراسة، التي تهتم بالبحث عن التفسيرات الجغرافية لظهور الأمراض، أو كما عرفها ليرمونت Learmonth، بأنها دراسة أنماط التوزيع الجغرافي للأمراض البشرية بهدف تفسيرها. ومما سبق يتضح أن الجغرافيا الطبية تُمثل حلقة الوصل بين الجغرافيا من جهة والطب من جهة أخرى، بحيث يخدم كل منهما الآخر، دون أن يخرج أي منهما عن حدود تخصصه.
الجغرافيا الطبية وعلاقتها بالعلوم الأخرى
تتصل الجغرافيا الطبية اتصالاً وثيقاً بعدة علوم أهمها:
علم الإيكولوجيا الطبية Medical Ecology: التعاون الوثيق بين العلمين هو أفضل وسيلة لدراسة أي مرض من الأمراض، إذ يختص علم الإيكولوجيا الطبية بدراسة الدورات الإيكولوجية للأمراض، بينما تختص الجغرافيا الطبية بدراسة أنماطها وتفسيرها.
علم الأوبئة Epidemiology: ويختص هذا العلم بتحديد مناطق ظهور الأوبئة، ودراسة الظروف المسببة لها، وتقوم الجغرافيا الطبية بتوزيع هذه الأوبئة، حسب درجة توطنها، إلى مناطق شديدة التوطن Hyperendemic، أو متوسطة التوطن Mesoendemic، أو ضعيفة التوطنHypoendemic.
علم الأرصاد الجوية الحيوية Biometerology: وهو العلم المختص بدراسة تأثير الجو والمناخ على كل الكائنات الحية ومنها الإنسان، سواء على صحته ونشاطه أو على احتياجاته المختلفة من مسكن، ومأكل، وملبس. فقد اتضح أن هناك توزيعاً عاماً لكثير من الأمراض على شهور وفصول السنة، إذ أن كل العمليات الفسيولوجية في جسم الإنسان تتغير من فصل إلى آخر على مدار السنة، كما تتغير العوامل المسببة للأمراض والعوامل المساعدة على انتشارها، بمعنى أن هناك علاقة بين الغالبية العظمى من الأمراض البشرية وبين الجو، المناخ، ولكن بدرجات متفاوتة.
وتهتم الجغرافيا الطبية بدراسة العوامل البيئية والبشرية، التي تؤثر بالسلب أو الإيجاب في صحة الإنسان، وأهمها: