منتدى الشنطي
سيغلق هذا المنتدى بسبب قانون الجرائم الاردني
حيث دخل حيز التنفيذ اعتبارا من 12/9/2023
ارجو ان تكونوا قد استفدتم من بعض المعلومات المدرجة
منتدى الشنطي
سيغلق هذا المنتدى بسبب قانون الجرائم الاردني
حيث دخل حيز التنفيذ اعتبارا من 12/9/2023
ارجو ان تكونوا قد استفدتم من بعض المعلومات المدرجة

منتدى الشنطي

ابراهيم محمد نمر يوسف يحيى الاغا الشنطي
 
الرئيسيةالرئيسية  البوابةالبوابة  الأحداثالأحداث  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخول  

 

 الموسوعة الصحية المصغرة التهاب الجيوب

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 75802
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 78
الموقع : الاردن

الموسوعة الصحية المصغرة  التهاب الجيوب Empty
مُساهمةموضوع: الموسوعة الصحية المصغرة التهاب الجيوب   الموسوعة الصحية المصغرة  التهاب الجيوب Emptyالجمعة 15 أبريل 2016, 11:36 pm

التهاب الجيوب الجار أنفية


الموسوعة الصحية المصغرة  التهاب الجيوب BOlevel14593   مقدمة
الموسوعة الصحية المصغرة  التهاب الجيوب BOlevel14594   1. الوصف التشريحي للأنف والجيوب الجار أنفية ووظائفهما
الموسوعة الصحية المصغرة  التهاب الجيوب BOlevel14595   2. التهابات الجيوب الجار أنفية
الموسوعة الصحية المصغرة  التهاب الجيوب BOlevel14596   3. تشخيص حالات التهابات الجيوب الجار أنفية
الموسوعة الصحية المصغرة  التهاب الجيوب BOlevel14597   4. الوقاية من أمراض الجيوب الجار أنفية
الموسوعة الصحية المصغرة  التهاب الجيوب BOlevel14598   5. علاج التهاب الجيوب الجار أنفية
الموسوعة الصحية المصغرة  التهاب الجيوب BOlevel14599   6. بعض أمراض الأنف وعلاجها
الموسوعة الصحية المصغرة  التهاب الجيوب BOlevel14600   المصطلحات الفنية
الموسوعة الصحية المصغرة  التهاب الجيوب BOlevel14592   الأشكال
الموسوعة الصحية المصغرة  التهاب الجيوب BOlevel14591   المصادر والمراجع



مقدمة

الأنف جزء مهم من الجهاز التنفسي، لأنه مدخل الهواء إلى هذا الجهاز. وهو أول مُستقبل للهواء، فيعدل من حرارته بواسطة الغشاء المخاطي، الغني بالأوعية الدموية والأطراف العصبية، التي تتعامل مع الهواء، لتجعل حرارته دائما 37 درجة مئوية. كما أن الأنف يعمل على تنقية الهواء من الأتربة، وحبوب اللقاح، والأجسام الغريبة العالقة بالهواء، وذلك من طريق الأهداب والإفرازات المخاطية، التي تغطي هذا الغشاء المخاطي. والأنف، أيضاً، عضو الشم من طريق الخلايا الحسية على سطحه العلوي، ولها القدرة على تميز كافة الروائح. وتحيط بالأنف مجموعة من التجاويف، الموجودة داخل عظام الجمجمة، وتسمى الجيوب الجار أنفية Paranasal Sinuses، وهي تؤدي دوراً في إعطاء الصوت رنينه المميز، المختلف من شخص إلى آخر. كما تعمل على تخفيف وزن الجمجمة على الجسم، من طريق الهواء الموجود داخل هذه الجيوب.

والأنف هو المصرف، الذي تصب فيه الغدد الدمعية، وفتحات الجيوب الجار أنفية، ويتألف هيكلة من مجموعة من العظام والغضاريف المكسوة بالجلد، التي تُكمل شكله وتعطيه ملامحه النهائية، التي تحدد إلى شكل كبير ملامح الوجه. لذا، كان أحد أهداف عمليات التجميل في هذا العصر، وكذلك إحدى وسائل الانتقام من الأسرى والأعداء، بجدع الأنف في العصور القديمة.

ويعد التهاب الجيوب الجار أنفية من الأمراض الشائعة، التي تحدث ألماً شديداً وإفرازاتٍ مخاطية. ويتركّز الألم مكان التهاب الجيب الجار أنفي؛ وقد يحدث الالتهاب حول العينين والأنف، وقد يصيب كل الجيوب الموجودة في جانب واحد. والإفرازات التي تخرج من الجيب الأنفي إلى الأنف، ثم الحلق، ومنها إلى الحنجرة، تؤدي إلى حدوث نوبات سعال شديدة أثناء النوم. وتحدث وهذه الإفرازات كامتداد طبيعي من الجيوب الأنفية إلى الأنف، لأن الغشاء المخاطي، المبطن للأنف، هو امتداد للغشاء المبطن للجيوب الجار أنفية.



       

1. الوصف التشريحي للأنف والجيوب الجار أنفية ووظائفهما

أ. الوصف التشريحي للأنف: (أُنظر شكل الوصف التشريحي للأنف)

يبدو الأنف من الخارج علي شكل هرم، مثلث الجوانب وهو عضو عظمى، غضروفي يتكون من عظمتي الأنف، اللتين تتوسطان عظام الوجه، وتشكل جسراً ممتداً بين العينين، ومنها يمتد غضروف الأنف، الذي يعطيه شكله الخارجي وصلابته ومرونته.ويقسم الحاجز الأنفي Nasal Septum تجويف الأنف من الداخل، إلى قسمين: أيسر وأيمن، يفتح كل منهما إلى الخارج، من طريق فتحة الأنف الخارجية Nostrils، ويغطي الحاجز الأنفي غشاء مخاطي غني بالشعيرات الدموية، خاصة الجزء الأمامي منه، الذي يمثّل موقع نزيف الأنف، في معظم الحالات.

أما الجدار الجانبي لتجويف الأنف، فيه عظيمات ثلاث على شكل مخروط مقلوب، كل منها يغطي قناة متصلة بتجويفات الأنف الداخلية الثلاثة، العليا والوسطى والسفلي، حيث توجد فتحات الجيوب الجار أنفية والغدد الدمعية، وقناة أستاكيوس، الموصِلة للأذن الوسطى. ويختص الجزء العلوي من تجويف الأنف بحاسة الشم، بينما يختص الجزء الباقي من تجويف الأنف بوظيفة التنفس (أُنظر شكل تجاويف الأنف الداخلية).

ويحتوى الغشاء المخاطي غدداً مخاطية، تفرز السائل المخاطي، الذي ينظم درجة حرارة ورطوبة الهواء المستنشق، كما يعمل مصيدة للأتربة والميكروبات، العالقة بالهواء.

ويختص الجزء الخلفي من الأنف، وفوق التجويف الأنفي العلوي، بوظيفة الشم من طريق خلايا حسية، تعمل كمستقبلات عصبية Receptors، تتنبه بالروائح الخاصة، وتنقل تأثيرها إلى العصب الشمي Olfactory Nerve ومنه إلى المخ، (أُنظر شكل الأنف ووظيفة الشم).

ب. الوصف التشريحي للجيوب الجار أنفية

هي غرف مغلقة ممتلئة بالهواء، تتركز في عظام الجمجمة وتتصل بالأنف، ويبطّنها غشاء مخاطي، يمتد من الغشاء المبطن لتجويف الأنف؛ وهي تساعد الجيوب الجار أنفية، بفضل شكلها وعددها، على التقليل من وزن عظام الجمجمة على الجسم، كما تساعد، أيضاً، على تكييف هواء التنفس من طريق تعريضه لسطح أكبر من الغشاء المخاطي المبطن للأنف. وكذلك تلعب دوراً في تحديد حدة الصوت ورنينه داخلها، بارتداد الموجات الصوتية وانعكاسها على جدار الجيوب.

وتنتظم الجيوب الأنفية في أربعة أزواج، هي:

·  الجيوب الجبهية Frontal Sinuses

·  الجيوب الفكية Maxillary sinuses

·  الجيوب الغربالية Ethmoidal sinuses

·  الجيوب الوتدية Sphenoidal sinuses

أ. الجيب الجبهي Frontal Sinus (أُنظر شكل الوصف التشريحي للأنف) و(شكل الجيوب الجبهية والفكية) و(شكل الجيب الوتدي)

يحتل مساحة صغيرة جداً من عظمة الجبهة، فوق حاجب العين، وتغلفه قشرة رقيقة من العظام، وغالباً لا تتطابق الجهتان اليمنى مع اليسرى، وهى متفاوتة الحجم بين شخص وآخر؛ فقد تكون كبيرة عند أُناس وصغيرة جداً أو شبة معدومة عند آخرين. ويفصل بين الجهتين حاجز عظمى رقيق، وتمتد من الجيب قناة تفتح في الأنف، ويقع خلف هذا الجيب الفص الأمامي للمخ، وتحته محجر العين Orbit، أما من الأمام، فتوجد الجبهة. وتبدأ هذه الجيوب في النمو، عادة، بعد سن الثانية، ويكتمل حجمها عند سن البلوغ. ويؤدي انسداد هذه الجيوب إلى صداع وألم شديدين، فوق العينين.

ب. الجيب الفكي Maxillary Sinus (أُنظر شكل الجيوب الجبهية والفكية)

تُعد الجيوب الفكية أكبر الجيوب حجماً، ومكانها داخل عظام الجمجمة، فوق الأضراس وتحت العين مباشرة. وهى هرمية الشّكل، وتقع فتحتها في الجزء العلوي من الجيب، وليس في الجزء السّفلي، وهذه الفتحة تصب للأنف في الفتحة الهلالية Hiatus Semilunaris كما توجد، وأحياناً، فتحة أخرى خلف الفتحة الأساسية. ويلاحظ أن العديد من جذور الأسنان تبرز داخل تجويف الجيبز وتبدأ هذه الجيوب في النمو أثناء المرحلة الجنينية، وتصل إلى كامل حجمها ما بين الخامسة عشرة، والثامنة عشرة من العمر.

ج. الجيب الغربالي Ethmoidal Sinus

تتكون من مجموعة كبيرة من الجيوب الصغيرة، رقيقة الجدار، غير منتظمة الشكل. ويتراوح عددهـا، في كل ناحية ما بين 7 إلى 15 جيباً أو فراغ صغير. وهي تقع على جانبي التجاويف الأنفية، خلف محجر العين وفوقه. ويقع فوقها الفص الأمامي للمخ، كما أن العصب البصري قريب جدا من هذه الجيوب.وهى تتعرض كثيرا للالتهاب، نظراً لسوء تصريفها بسبب صغر حجمها كما أن العدوى قد تنتقل إليها من الجيوب الأخرى حولها، مثل الجيوب الجبهية والجيوب الوتدية. وتبدأ هذه الجيوب في النمو منذ الولادة، ويكتمل حجمها في الرّابعة عشرة من العمر.

د. الجيب الوتدي Sphenoidal Sinus (أُنظر شكل الوصف التشريحي للأنف) و(شكل الجيب الوتدي)

يوجد هذا الجيب داخل جسم عظمه الوتد Sphenoid bone، خلف الجيوب الجبهية والغربالية وتحت الغدة النخامية مباشرةPituitary Gland. والجيب الأيمن والأيسر غالباً لا يتطابقان، ويفصل بينهما حاجز عظمى رقيق. وتوجد فتحة الجيب في الجزء العلوي من التجويف الأنفي. ولهذا الجيب علاقات جواريه مهمة، حيث يقع التجمع الدموي ذو التجاويف Cavernaus Sinus ومحتوياته المهمة على جانب هذا الجيب، بينما تقع الغدة النخامية فوقه، وكذلك مكان التقاء العصب البصري والعصب الشمي. ويُعد الفص الأمامي للمخ، من الأماكن المهمة المجاورة لهذا الجيب.ونظرا لبعد مكان هذا الجيب ووجوده داخل عمق الجمجمة، فهو أقل عرضة للعدوى، ولا يسبب صداعاً حاداً مثل باقي الجيوب، ولهذا، تُسمى أحيانا "الجيوب المنسية".
الموسوعة الصحية المصغرة  التهاب الجيوب Fig01
الموسوعة الصحية المصغرة  التهاب الجيوب Fig03
الموسوعة الصحية المصغرة  التهاب الجيوب Fig04
الموسوعة الصحية المصغرة  التهاب الجيوب Fig05


       

2. التهابات الجيوب الجار أنفية

إن اتصال الجيوب الجار أنفية بالأنف، من طريق فتحة الجيب الجار أنفي، أو من طريق الأوعية الليمفاوية أو الدموية، في الغشاء المخاطي المبطن للأنف والجيب الأنفي، يعرّض هذه الجيوب إلى انتقال العدوى إليها من الأنف. كما أن ثمة عوامل تساعد على حدوث مثل هذه الالتهابات، أهمها:

أ. وجود عوامل مختلفة تعيق سير الهواء الطبيعي في أثناء عملية التنفس، أو انسداد مجرى الهواء، مثل: وجود حساسية أنفية أو برد Allergic Rhinitis، أو اعوجاج بالحاجز الأنفي Nasal Septal Deviation، أو زوائد أنفية Polyps. وكل ذلك يؤدي إلى انسداد فتحة الجيب الجار أنفي، وركود الإفرازات داخل الجيوب.

ب. التهاب جذر أحد الأسنان المجاورة للجيب الفكي، خصوصا إذا فتح هذا الجذر الجيب واخترقه، أو إذا خُلع الضرس وتُرك ناسور على الجيب أو بقي جزء من الجذر في الجيب بعد خلع الضرس.

ج. السباحة ورياضة الغطس، حيث يؤدي انتقال العدوى، بسبب دخول الماء من طريق فتحات الجيوب بالأنف، إلى التهاب الجيوب الجار أنفية ذاتها.

د. التدخين وتلوث الهواء بالدخان والغبار، واستعمال النقط الأنفية لمدة طويلة، فكل ذلك يؤدي إلى تقليل نشاط أهداب الخلايا المخاطية، المبّطنة للجيوب وهي ذات أهمية كبرى في تنظيف الجيوب الجار أنفية.

وتنقسم التهابات الجيوب الأنفية إلى نوعين:

أ. التهابات حادة

ولها أعراض عامة، مثل: ارتفاع الحرارة، وشعور عام بالإرهاق، وفقدان الشهية، وانسداد بالأنف، وقلة الإحساس بالشم، وزيادة التمخط. وفى كل الأحوال، فإن الصداع، أو الألم الشديد فوق منطقة الجيب، الذي يزداد عند الضغط على الجيب، هو القاسم المشترك في جميع التهابات الجيوب الجار أنفية الحادة، وهي تختلف باختلاف موقع الجيب الأنفي. ففي حالة التهاب الجيوب الفكية Maxillar Sinusitis، يكون الألم على الخد، ويزيد مع الضغط عليه، ويُصاحب ذلك الإحساس برائحة كريهة جداً، مع تورم بالخد، خصوصاً في الأطفال. ويصاحب التهاب الجيب، عادة، التهاب اللثة، أو خلع الأسنان.

أما في حالة التهاب الجيوب الجبهية Frontal Sinusitis، فيتركز الألم في الجبهة، ويبدأ عقب الاستيقاظ من النوم، ويكون خفيفاً، ثم يتحسن في نهاية اليوم، ويزيد الألم بالضغط على الحاجب. أما التهاب عند الجيوب الغربالية Ethmoidal Sinusitis، فيزداد الألم بالضغط بين العينين، مع احتمال حدوث تورم في هذه المنطقة. وغالبا لا يحدث التهاب هذا الجيب منفرداً، مثله في ذلك مثل التهاب الجيب الوتدي الذي يصاحب التهابات باقي الجيوب، مع صداع عمودي بالرأس، خلفي أو جانبي.

ب. التهابات مزمنة

تتميز التهابات الجيوب الجار أنفية المزمنة، بوجود إفرازات صديدية داخل الجيوب الجار أنفية. ويؤدي ذلك إلى حدوث عتامة عند الفحص، سواء جرى التشخيص بالأشعة العادية، أو الأشعة المقطعية. وتحدث الالتهابات المزمنة نتيجة للأسباب الآتية :

(1) عدم استكمال علاج الالتهابات الحادة، بسبب قطع العلاج، أو عدم استجابة الميكروب له، أو قلة مناعة المريض.

(2) انسداد فتحة الجيب الجار أنفي؛ ما يؤدي إلى عدم تصريف إفرازات هذا الجيب، وانحباس الصديد داخله، وعدم تهويته.

(3) وجود عيوب موضعية بالأنف، مثل: الانسداد، أو اعوجاج الحاجز، التي تؤدى، أيضاً، إلى انسداد فتحة الجيب الجار أنفي.

وتتميز أعراض التهابات الجيوب الجار أنفية المزمنة، بحدوث صداع، مرده إلى عدة أسباب، منها: تحول الجيب إلى بؤرة صديدية، وارتفاع الضغط داخل الجيب بسبب تراكم الإفرازات، وانتقاص الهواء المحبوس من داخل الجيب. ولكن أخطر ما يميز هذه الالتهابات المزمنة. هو حدوث مضاعفات بسبب انتقال العدوى للمناطق المحيطة بالجيب، مثل:

(1) مضاعفات خاصة بالعين

مثل حدوث احمرار وألم بالعين، يزداد مع حركتها، وأحياناً، ازدواج في الرؤية. وهذه المضاعفات هي الأكثر شيوعاً، لأن معظم الجيوب الأنفية تشارك في حدودها محجر العين، ما يؤدي إلى حدوث التهابات حول العين Periorbital Cellulitis.

(2) مضاعفات خاصة بالجمجمة

قد ينتقل الالتهاب عبر الأوعية الدموية الموجودة، في الجيب، المرتبطة بالأوعية الدموية الموجودة داخل الدماغ، مثل التجمع الدموي المتعدد الكهوف Cavernous Sinus؛ ما يؤدي إلى حدوث جلطة بهذا التجمع Cavernous Sinus Thrombosis، أو وصول الخلايا الصديدية إلى داخل الدماغ، مسببة التهاب السحائي Meningitis، أو خراجاً بالدماغ Cerebral Abscess.

(3) امتداد العدوى إلى الأذن، أو الحنجرة، أو الزور، أو البلعوم والجهاز الهضمي قد تحدث مضاعفات للكُلى والمفاصل، كرد فعل للجهاز المناعي ضد البؤرة الصديدية.

وبوجه عام، فالأعراض المصاحبة لمضاعفات التهاب الجيوب الجار أنفية، هي: حدوث صداع، أو قيء مستمر، مع وجود إفرازات صديدية واضطراب في الرؤية. وقد تحدث تشنجات في حال ازدياد الضغط داخل الدماغ.



       

3. تشخيص حالات التهابات الجيوب الجار أنفية

يعتمد تشخيص حالات التهابات الجيوب الجار أنفية على تاريخ المرض، والفحص الطبي، وإجراء بعض الفحوصات بالأشعة والمناظير الضوئية.

أ. تاريخ المرض

يشمل معرفة أعراض التهابات الجيوب الأنفية، وتحديد مكان الصّداع والألم على الوجه، وعلاقة ذلك بالحركة، أو الميل للأمام، أو الاستيقاظ، وخفوت الألم تدريجيا في نهاية اليوم، ونوع الإفرازات الأنفية، والشكوى من رائحة الفم، وحدوث عطس متكرر، أو شكوى من الشكل الخارجي للأنف بسبب اعوجاج الحاجز، أو حدوث نزف مستمر من الأنف، واضطرابات بالشم. فحدوث كل أو بعض هذه الأعراض هو مؤشر يعين في تشخيص هذه الالتهابات.

ب. الفحص الطبي

يشمل فحص الأنف، والأذن، والفم، والأسنان، والبلعوم، والحنجرة، لمعرفة أي علامات مرضية بهم، وذلك بواسطة المرآة العاكسة ومنظار الأنف. كما تفحص فتحتي الأنف الداخلية، والحاجز الأنفي، وفتحة قناة استاكيوس، التي توصل بين الأنف والأذن الوسطى، وكذلك فحص الغشاء المخاطي والإفرازات المخاطية.

ج. المنظار الضوئي

يُستخدم لفحص التجويف الأنفي والبلعوم والجيوب الجار أنفية، وأخذ عينة من الغشاء المخاطي، أو عينة من أي ورم داخل الأنف.

د. الفحص بالأشعة

سواء باستخدام الأشعة العادية، أو الأشعة المقطعية، التي تُظهر عتامة، بدلاً عن الهواء، في موضع التهاب الجيب الأنفي. وقد أصبح الرنين المغناطيسي، يستخدم حديثاً في الفحص، ليظهر تفاصيل القنوات الموصلة، بين الجيوب الجار أنفية والأنف.




       

4. الوقاية من أمراض الجيوب الجار أنفية

تستلزم الوقاية من أمراض الجيوب الجار أنفية، تجنب أسباب الالتهاب، وعلاج العوامل، التي تساعد على حدوثه، إضافة إلى أتباع بعض النصائح، للمحافظة على سلامة الجيوب الجار أنفية وصحتها.

أ. تجنب أسباب الالتهاب

(1) تجنب الإصابة بنزلات البرد، عن طريق التهوية الجيدة، للأماكن المزدحمة والمغلقة، مع تجنب تيارات الهواء، والعادات اليومية، التي تساعد على سرعة نقل العدوى وانتشارها، مثل: تقبيل الوجه عند التحية، وكذلك تجنب استخدام أدوات الأكل نفسها لأكثر من شخص، إضافة إلى الإكثار من تناول فيتامين ج.

(2) الامتناع عن التدخين، لما له من آثار سيئة على الجسم عامة، وعلى الجهاز التنفسي والغشاء المخاطي المبطن للجيوب الجار أنفية خاصة.

(3) الابتعاد عن مرضى البرد والزكام، منعاً لانتشار العدوى، مع الحرص على تجنب الحوادث، التي قد تؤدي إلى كسور وإصابات بالوجه.

(4) حسن معالجة حالات الالتهاب الحادة، لتجنب تحولها إلى التهاب مزمنٍ، وذلك من طريق متابعة الأعراض المبكرة عند ظهورها، والالتزام بنوع العلاج وفترته.

ب. علاج العوامل المساعدة، ويشمل:

(1) علاج اعوجاج الحاجز الأنفي.

(2) علاج حالات اللحمية وحساسية الأنف.

(3) علاج التهاب المناطق المجاورة، مثل الحلق والأذن.

ج. نصائح للمحافظة على سلامة الجيوب الجار أنفية

(1) بالنسبة للأنف

(أ) غسل الأنف بمحلول ملحي، يستنشق خلال فتحة واحدة مع قفل الفتحة الأخرى، وإلقاء الرأس للخلف، ثم التمخط وتكرار هذه العملية.

(ب) عدم التمخط بشدة، ويفضل التمخط من فتحة أنف واحدة، لتجنب ازدياد الضغط على الأذنين، وكذلك لمنع دفع البكتريا إلى ممرات الجيوب الجار أنفية.

(ج) استنشاق البخار المتصاعد من الماء الساخن، مع وضع فوطة على الرأس لحجز البخار، لأن رطوبة بخار الماء تؤدي دوراً أساسياً، في عمل الأهداب المبطنة للغشاء المخاطي للجيوب الجار أنفية والأنف.

(د) الحرص خلال ممارسة رياضة السباحة والغطس من دخول الماء إلى الأنف، ومن ثم وصول العدوى للجيوب الجار أنفية.

(2) بالنسبة للجيوب الجار أنفية

(أ) يساعد تدليك الجيوب الجار أنفية الملتهبة، على تدفق الدم إلى هذه المنطقة. ويكون التدليلك بالضغط بالإبهامين بشدة على جانبيي الأنف لمدة نصف دقيقة، وتكرار هذه العملية عدة مرات.

(ب) وضع قطعة قماش دافئة على العينين وعظام الخدين؛ ما يساعد على تدفق الدم، وتقليل الالتهاب، وزوال الألم.

(3) تناول السوائل والمواد الحريفة

(أ) ينصح بشرب الكثير من السوائل، سواء الدافئة أو الباردة، مثل: اليانسون والحلبة والكراوية، لأن ذلك يساعد على تخفيف قوام المخاط؛ ما يؤدي إلى تدفقه وخروجه بسهولة.

(ب) ينصح بتناول الثوم والجرجير والفجل، لاحتوائها على مواد كيمائية تساعد على زيادة ليونة الإفرازات، وكذلك بعض البهارات، مثل الفلفل الذي يؤدي إلى زيادة إفرازات الأنف والجيوب الجار أنفية، إضافة إلى زيادة الدموع؛ ما يساعد في التغلب على انسداد الأنف.



       

5. علاج التهاب الجيوب الجار أنفية

أ. الالتهابات الحادة

(1) العلاج الطبي

(أ) استنشاق بخار الماء، أو الغسول الأنفي بمحلول ملحي، أو نقط الأنف القابضة، لتجنب انسداد فتحات الجيوب الجار أنفية.

(ب) استخدام المضادات الحيوية المناسبة، للقضاء على البكتريا ومعالجة الالتهاب.

(ج) استخدام المسكنات ومضادات الالتهاب المناسبة.

(د) استخدام أدوية الحساسية، والأدوية القابضة للأوعية الدموية، لتقليل الإفرازات.

(2) العلاج الجراحي

يٌلجأ إلى الجراحة عند فشل العلاج الطبي بعد فترة ثلاثة أيام، أو عند حدوث مضاعفات منذ البداية، ويشمل العلاج الجراحي:

(أ) عمل بذل أو تصريف Paracentesis للجيب، باستخدام آلة البذل الطبي Trocar، هي إبرة صلبة ذات رأس حاد مدبب، تستطيع اختراق العظام، والوصول إلى داخل الجيب، ويحيط بها أنبوب رفيع لسحب، أو إدخال، السوائل إلى الجيب Cannula. وإذا لم يؤدِ البذل، على الرغم من تكراره إلى أي نتيجة، وعاد الصديد إلى التجمع داخل الجيب بسرعة، أو كانت فتحة الجيب مسدودة، ولا تسمح بخروج الماء عند محاولة غسيل الجيب، فتُجرى جراحة أخرى.

(ب) إجراء عملية فتح نافذة كبيره بين الجيب الفكيMaxillary Sinus، وتجويف الأنف Nasal Cavity، حتى يستطيع الطبيب الوصول إلى الجيب الفكي وتهويته وتنظيفه بسهولة، ومنع انسداده مستقبلاً.

ب. الالتهابات المزمنة

(1) العلاج الطبي

يشمل عمل مزرعة تحسس ميكروبي، لمعرفة نوع الميكروب واختبار المضاد الحيوي المناسب له. وفى حال فشل هذا النوع من العلاج، يُلجأ إلى الجراحة.

(2) العلاج الجراحي

(أ) معالجة العوامل المساعدة على حدوث الالتهابات جراحياً، مثل علاج اعوجاج الحاجز الأنفي، واستئصال اللحمية والأورام الموجودة بالأنف.

(ب) استخدام المناظير الحديثة، بدل الطرق الجراحية القديمة، للوصول إلى الجيوب الجار أنفية، واستعادة تهويتها، وتصريف، أو بذل، الجيب الجار أنفي، والتعامل مع أي أنسجة مريضة، أو لحمية، داخل الجيوب المصابة.




       

6. بعض أمراض الأنف وعلاجها

أ. مرض الرّعاف، أو نزيف الأنف Epistaxis

الرعاف، أو نزيف الأنف، هو كل نزيف يحدث من داخل الأنف، وهو من أمراض الأنف الكثيرة الحدوث، لأن الأوعية الدموية بالحاجز الأنفي قليلة الحماية، كثيرة العدد، يغلفها فقط الغشاء المخاطي؛ وهى بسبب ذلك عرضه للتمزق والنزف، عند أقل أصابه أو خدش.

(1) أسباب نزيف الأنف

(أ) تعرض الأنف للصدمات الخارجية، أو حك الأنف من الداخل لإزالة القشور، في هذه المنطقة الغنية بالشعيرات الدموية، خصوصاً لدى الأطفال.

(ب) الإصابة بالزكام ووجود أجسام غريبة، أو أورام، بالأنف.

(ج) بعض الأمراض، مثل: الحصبة والسعال الديكي والحمى القرمزية.

(د) أمراض تخثر الدم، وأمراض فقر الدم، أو ازدياد سيولة الدم، نتيجة نقص أحد عناصر التجلط.

(هـ) أمراض الكلى والكبد والرئتين والقلب، التي تؤدى إلى زيادة احتقان الأنف.

(2) أماكن حدوثه

يحدث النزف في الأطفال والشباب من جهة واحدة، على أحد جانبي الحاجز الأنفي، في المنطقة الأمامية المعرضة للجفاف، الناتج عن استنشاق الهواء، الذي يؤدي إلى تكون قشور، عند محاولة أزالتها يحدث النزف. أما في مرحلة البلوغ والكهولة، فيكون النزف في المنطقة الخلفية من الحاجز الأنفي، ويحدث تلقائياً من دون أسباب، نتيجة تمزق الأوعية الدموية المتصلبة، أو بسبب إحدى الأمراض الموضعية في الأنف، أو الأمراض العامة في الجسم والدم.

(3) العلاج

(أ) يبقى المصاب معتدل القامة، ورأسه مستقيمة أو مائلة للأمام قليلاً، بدلاً من النوم على الظهر، أو إلقاء الرأس إلى الخلف؛ ما يجعل الدم يجرى إلى الخلف ويُضطر المريض إلى بلعه.

(ب) استخدام الثلج كقابض للأوعية الدموية، وكذلك الضغط بالسبابة والإبهام على الأنف بثبات، لفترة خمس دقائق متواصلة، على الأقل.

(ج) إذا استمر النزف، فتُحشا الأنف بقطعة قطن صغيره مبلله بالثلج، أو بمادة الأدرينالين، واستمرار الضغط على الأنف، لمدة 5 دقائق أخرى.

(د) استدعاء الطبيب، أو إرسال المريض إلى المستشفى لمعرفة مكان النزف وعلاجه، سواء باستخدام الكي الكهربائي أو ربط بعض الأوعية الدموية في الحالات الشديدة.

ب. التهاب الأنف الحاد Acute Rhinitis

يزداد حدوث التهابات الأنف الحاد أو نزلات البرد Common Cold، بين الأطفال، لأنهم يسعلون في وجه بعضهم. كما أن جهازهم المناعي لا يزال في مرحلة التكوين. ويعني احتقان الأنف زيادة وصول الدم بالأنف؛ ما يؤدي إلى حدوث رشح، يبدأ أولا في صورة مائية وسائلة بشدة، ثم يتحول إلى سائل لزج مخاطي صديدي، وهو مؤشر على وجود بكتريا. ويكثر حدوث البرد في الشتاء، بسبب التجمع والازدحام، ونقص مقاومة الجهاز التنفسي.

وأعراض البرد هي: صداع وانسداد بالأنف، وعطس وسعال، وارتفاع درجة الحرارة، وشعور بحرقان في البلعوم، وبحه في الصوت، وإصابة الأذن الوسطى بسبب انسداد قناة استاكيوس، التي تصل بين تجاويف الأنف والأذن الوسطى.

ويتلخص العلاج في الراحة التامة، والإكثار من السوائل، واستنشاق البخار، وتناول فيتامين C بشرب عصير البرتقال والليمون، واستخدام العقاقير المزيلة للاحتقان، والمخففة لالتهابات الأغشية المخاطية.

ج. حساسية الأنف Allergic Rhinitis

تُعد من الأمراض الشائعة، وهي شبيه بداء الربو أو الحساسية الصدرية. وتكون ـ عادة ـ مرتبطة بأحد فصول السنة، وتستمر لبضعة أسابيع ثم تزول، لتعود مجدداً في العام المقبل.

(1) الأسباب

استنشاق الغبار والأدخنة ورائحة بعض الأطعمة، أو وجود حيوانات أليفة، أو نباتات بالمنزل. وفى معظم الأحوال تكون بسبب استنشاق حبوب اللقاح Pollens، الخاصة ببعض النباتات.

(2) الأعراض

(أ) عطس متكرر ومستمر عند التعرض لمسببات الحساسية، ويحدث، غالباً، في الصباح أو المساء.

(ب) الإحساس بحرقان في الأنف، وأحياناً، في الفم، مع زيادة جريان الدموع.

(ج) انسداد أنفي مع خروج سائل مائي مستمر.

(3) العلاج

الابتعاد، بقدر الإمكان، عن مسببات الحساسية، وهو الجزء المهم في العلاج، وأصعبه، لصعوبة اكتشاف السبب. وقد تستخدم أيضا مضادات الهستامين Antihistaminics، وهى تقلل من الإعراض ولكن لا تؤدي إلى الشفاء. وينصح بتجنب بعض الأطعمة، مثل الشكولاته والبيض والفراولة وغيرها، وقد يستخدم الكورتيزون أحياناً كبخاخة للأنف، أو من طريق الحقن الوريدي، أو العضلي.

د. اعوجاج الحاجز الأنفي

قد يسبب انسداداً واضطراباً في الأوعية الدموية والعصبية للأنف، مع تغير في لون الغشاء المخاطي المبطن له، ويؤدي إلى حدوث أعراض مشابهة لأعراض الحساسية الأنفية. ولكن بقياس الجسم المناعي IGE، وهو اختصار Immune Globulin E، يمكن التفريق بينها حيث يزداد IGE في حال الحساسية، ولا تحدث زيادة فيه في حال الأعراض الناتجة عن اعوجاج الحاجز الأنفي، وبجانب أعراض الحساسية، فأنه يسبب أيضا نزف بالأنف وصداع. والعلاج في مثل هذه الحالات مثل علاج الحساسية، ولكن العلاج الجراحي لاعوجاج الحاجز الأنفي يكون ـ غالباً ـ هو الحل الأمثل.

هـ. وجود جسم غريب بالأنف Foreign body In Nasal Cavily

الأجسام الغريبة، التي يمكن أن تسد الأنف، قد تكون حية، كالذباب، أو غير حية، مثل حبة الحمص أو الفاصوليا، أو جسم صلب، مثل حبه الخرز، أو غطاء بلاستيك صغير، أو أي جسم أخر يمكنه دخول الأنف.

وتحدث مثل هذه الحالات ـ غالباً ـ لدى الأطفال، لأنهم يميلون، عادة، إلى إدخال كل ما يصل إلى أيديهم في أنوفهم. وعند دخول جسم غريب في الأنف، وبقائه فيه مدة طويلة، يؤدي ذلك إلى حدوث زيادة في الإفرازات الصديدية من الغشاء المخاطي، ونزف داخلي بالأنف، يؤدي إلى وجود رائحة كريهة، مع انسداد كلى أو جزئي. ويحدث التهاب بالجيوب الجار أنفية ـ عادة ـ في الجهة نفسها، ما يؤدي إلى حدوث صداع أيضا. وتجري معالجة هذه الحالات باستخراج الجسم الغريب تحت مخدر موضعي للأنف. ويُبتعد عن محاولة استخراج الجسم الغريب عنوة من أنف الطفل، لكن ذلك قد يؤدي إلى حدوث نزف، ودفع الجسم عميقاً داخل الأنف، فتزداد صعوبة استخراجه.

و. اضطرابات حاسة الشم (أُنظر شكل الأنف ووظيفة الشم)

تتركز حاسة الشم في الأنف، وتحديداً في الجزء العلوي من تجويف الأنف العظمى، المبطن بغشاء مخاطي به مستقبلات عصبيه Receptors، مهمتها تميز الروائح الخاصة، ونقل ذلك إلى العصب الشمي Olfactory Nerve، الذي ينقلها إلى المخ، حيث مركز الشم، فيتولى تفسير تلك الرائحة، وإرسال الاستجابة المناسبة لها.

وقد يكون ضعف، أو انعدام، حاسة الشم لسبب عضوي بتجويف الأنف، مثل اعوجاج الحاجز الأنفي، واللحمية الأنفية، وحساسية الأنف، والاستخدام المفرط والخاطئ لنقط الأنف الموضعية، أو عقب العدوى بالأنفلونزا، أو بسبب أورام في الجزء العلوي من تجويف الأنف. كما أن حاسة الشم تقل مع تقدم العمر، مثلها مثل باقي حواس الإنسان. تُعالج اضطرابات حاسة الشم، بعلاج الأسباب المؤدية إليها.

ز. الشخير

هو الصّوت الصّادر من الأنف، أو الفم، أثناء النوم، نتيجة لانسداد جزئي في مجرى الهواء. وهو يحدث ـ عموماً ـ بسبب انسداد بالأنف، حيث تحدث مقاومة لمرور الهواء، فيصدر صوت شبيه بصوت مرور الهواء، في مجرى ضيق.

ومن أسباب حدوث الشخير، وجود عيب مركزي في المخ، أو عيب في مجرى الهواء، مثل اعوجاج الحاجز الأنفي، أو تضخم غضاريف الأنف، أو لحمية الأنف، أو تضخم اللوزتين، أو بسبب السمنة الزائدة. ولتشخيص مثل هذه الحالات، ومعرفة السبب الحقيقي لاضطرابات النوم، يجري حديثاً مراقبة المريض ليلة كاملة، أو أكثر، فيما يسمى "معمل اضطرابات النوم" Sleep Disorders Center or Sleep Lab.. حيث يوصل المريض بأجهزة كثيرة لقياس نشاط المخ" وحركة العين" وحركة العضلات" وكمية الأكسجين في الدم، من خلال كاميرا فيديو تسجل كافة الحركات اللاإرادية. وعلاج معظم هذه الحالات يكون بعلاج الأسباب، مثل علاج السمنة، أو اعوجاج الحاجز الأنفي، أو استئصال اللحمية.

الموسوعة الصحية المصغرة  التهاب الجيوب Fig03

       

المصطلحات الفنية

1. حاجز أنفي Nasal Septum

حاجز غضروفي يفصل تجويف الأنف من الداخل إلى: تجويف أيمن وأيسر، ويؤثر على الشكل الخارجي للأنف.

2. الجيب الجبهي Frontal sinus

يحتل مساحة صغيرة جداً من عظمة الجبهة، وغالباً لا تتطابق الجهتان اليمنى مع اليسرى. ويفصل بين الجهتين حاجز عظمى رقيق، ويقع خلفه الفص الأمامي للمخ، وتحته محجر العين، أما من الأمام فتوجد الجبهة.

3. الجيب الفكي Maxillary sinus

جيب هرمي الشكل، يقع في عظمة الفك العلوي.

4. الجيب الغربالي Ethmoidal sinus

عدد من الجيوب الصغيرة رقيقة الجدار داخل عظام الجمجمة، تنقسم إلى مجموعتين: أمامية وخلفية.

5. الجيب الوتدي Sphenoidal sinus

يقع خلف الجزء العلوي من التجويف الأنفي، داخل جسم عظمه الوتد، وغالباً الجيب الأيمن والأيسر لا يتطابقان، ويفصل بينهما حاجز عظمى رقيق. ولهذا الجيب علاقات جواريه مهمة، حيث يقع التجمع الدموي ذو التجاويف ومحتوياته المهمة على جانب هذا الجيب، بينما تقع الغدة النخامية والتقاء عصبي البصر والعصب الشمي والفص الأمامي من المخ، فوق الجيب.

6. فتحتي الأنف الخارجية Nostrils

الفتحة الخارجية للأنف.

7. الفتحة الهلالية Hiatus semilunaris

فتحة الجيب الفكي في الأنف.

8. محجر العين Orbit

تجويف في الجمجمة، تقع فيه العين.

9. عظمة الوتد Sphenoid Bone

عظمة في قاع الجمجمة يوجد بها الجيب الوتدي، وتقع أعلاها الغدة النخامية.

10. الغدة النخامية Pituitary Gland

غدة صماء مهمة، تفرز هرمونات خاصة بالنمو، وتسيطر على إفراز هرمونات العديد من الغدد الصماء الأخرى.

11. اعوجاج الحاجز Nasal Septal Deviation

اعوجاج في الحاجز الأنفي، يؤدي إلى انسداد بالأنف.

12. التجمع الدموي ذو التجاويف Cavernous Sinus

تجمع دموي وريدي يوجد داخل المخ، ويتصل ببعض الأوردة الموجودة في الوجه والأنف.

13. حساسية الأنف Allergic Rhinitis

التهاب الأنف بسبب حساسية للغبار، أو لحبوب اللقاح.

14. أنبوبة مفرغة Cannula

أنبوب سحب، أو إدخال، الدم والسوائل، من، أو إلى، الجسم.

15. آلة البذل الطبي Trocar

آلة البذل الطبي وهى ذات حرف مدبب، لتسهيل دخولها في العظم للوصول إلى الجيوب الأنفية.

16. التهاب حول العين Periorbital Cellulitis

التهاب خلوي حول العين، بسبب امتداد العدوى من الجيوب الأنفية.

17. التهاب سحائي Meningitis

التهاب الأغشية المحيطة بالمخ، ويؤدي إلى مضاعفات خطيرة.

18. خراج بالمخ Cerebral Abscess

خراج صديدي بالمخ، يؤدي إلى حدوث تشنجات وأعراض عصبية، في جانب واحد من الجسم،

19. الرعاف أو نزف الأنف Epistaxis

نزيف دموي من الأنف.

20. التهاب الأنف الحاد Acute Rhinitis

التهاب حاد يؤدي إلى حدوث رشح شديد، من الأنف.

21. مضادات الهستامين Antihistaminics

أدوية تمنع الخلايا من إفراز مادة الهستامين، المسؤولة عن أعراض الحساسية.

22. نوع من الأجسام المناعية Immune Globulin E IGE

أجسام مناعية تفرزها خلايا الجهاز المناعي، استجابة لدخول أي جسم غريب إلى الجسم. وتوجد أنواع كثيرة منها، ولكن هذا النوع بالتحديد يزداد في حالات الحساسية.

23. العصب الشمي Olfactory Nerve

العصب المسؤول عن الشم في الإنسان.

24. الخلايا الحسية أو المستقبلات Receptors

مستقبلات عصبية توجد أعلى الأنف، وتتصل بالعصب الشمي.

25. معمل إضرابات النوم Sleep Disorders Center

مركز ومعمل متخصص، في دراسة وتشخيص اضطرابات النوم وتصويرها بكاميرات الفيديو، وتسجيل عدة قياسات مهمة، منها رسم المخ وحركة العين.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 75802
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 78
الموقع : الاردن

الموسوعة الصحية المصغرة  التهاب الجيوب Empty
مُساهمةموضوع: رد: الموسوعة الصحية المصغرة التهاب الجيوب   الموسوعة الصحية المصغرة  التهاب الجيوب Emptyالجمعة 15 أبريل 2016, 11:43 pm

التهاب الأحبال الصوتية


الموسوعة الصحية المصغرة  التهاب الجيوب BOlevel14585   مقدمة
الموسوعة الصحية المصغرة  التهاب الجيوب BOlevel14586   1. الوصف التشريحي للحنجرة، والأحبال الصوتية
الموسوعة الصحية المصغرة  التهاب الجيوب BOlevel14587   2. فسيولوجية الصوت، ودور الأحبال الصوتية
الموسوعة الصحية المصغرة  التهاب الجيوب BOlevel14588   3. أمراض الحُنجرة والأحبال الصوتية
الموسوعة الصحية المصغرة  التهاب الجيوب BOlevel14589   4. المهن الأكثر تعرضاً لالتهاب الأحبال الصوتية، وطرق الوقاية والعلاج
الموسوعة الصحية المصغرة  التهاب الجيوب BOlevel14590   المصطلحات الطبية
الموسوعة الصحية المصغرة  التهاب الجيوب BOlevel14584   الأشكال
الموسوعة الصحية المصغرة  التهاب الجيوب BOlevel14583   المصادر والمراجع

       

مقدمة

تحتل الحنْجرة أهمية كبرى في الدراسات الأكاديمية والعملية، منذ زمن بعيد، في محاولة لفهم الطبيعة التشريحية لهذا العضو المهم، ومعرفة كيفية انتقال الصوت من خلالـه. وتهدف هذه الدراسات والأبحاث إلى تحديد الأسباب، التي قد تؤثر على الوظيفة العضوية للحنجرة والأحبال الصوتية، وما يترتب على ذلك من فقدان للصوت، أو تأثير على درجة وضوحه.

ومع اتساع الدراسات والأبحاث، التي أثبتت إمكانية حدوث أمراض الحنجرة والأحبال الصوتيـة لدى بعض الأفراد، مِمَن يتعرضون لعوامل بيئية ووظيفيه، قد تزيد من احتمال أصابتهم بأمراض الحنجرة بنسبة تفوق غيرهم، ممن لا يتعرضون لمثل هذه الظروف، بدأت الدراسات تتركز في محاولة للحد من تأثير مثل هذه العوامل، ومدى إمكانية علاج اضطرابات الصوت، وأمراض الحنجرة، وعلاج التهاب الأحبـال الصوتية، وما يمكن أن يترتب عليه من تأثيرات.وذلك من طريق الوصول إلى أفضل طرق التشّخيص والعلاج.



       

1. الوصف التشريحي للحنجرة، والأحبال الصوتية

أ. الحنجرة Larynx

تحتل الحنجرة مقدمة العنق، وهي محاطة بمجموعة من الغضاريف، وتُعد عضواً أساسياً في جهاز التنفس، فضلاً عن كونها عضواً أساسياً في جهاز النطق. كما تعمل كصمام أمان لمنع تسرب الأكل أو الشراب أثناء البلع، إلى القناة التنفسية.

الوصف التشريحي للحنجرة (أُنظر شكل الوصف التشريحي للحنجرة)

تتكون الحنجرة من ثلاثة أقسام: يسمى أولها "القسم العلوي"، أو المدخل Inlet، وهو فوق الأحبال الصوتية، ويسمى ثانيها "القسم الأوسط" Middle Compartment وهو يحتوي علي الأحبال الصوتية، أما الثالث فيسمي "القسم ما تحت الأحبال الصوتية" Infraglottic Compartment. وتمتد الحنجرة من طرف لسان المزمار، الذي يقع مقابل الفقرة العنقية الثالثة، إلى نهاية الغضروف الحلقي Cricoid Cartilage، الذي يقع مقابل الفقرة السادسة. وتتكون الحنجرة من عدة غضاريف، فردية أو أحادية، هى: الغضروف الدرقي، والغضروف الحلقي، وثلاثة غضاريف زوجية، هي: الغضاريف القرنية والاسفينية والارتينويدية. وتتصل هذه الغضاريف ببعضها بعدة أربطة وعضلات، وهي تؤدي ـ في النهاية ـ إلى تماسك وترابط وسهولة حركة الحنجرة، وتعمل على تقريب، أو إبعاد، الأحبال الصوتية أثناء الشهيق أو الزفير، وكذلك أثناء البلع والكلام. ويغذّي العصب الحائر وتشعباته الحنجرة والعضلات الحنجرية، ومن ثم يؤدي ذلك إلى حدوث الصوت.

الوصف التشريحي لغضاريف الحنجرة كما يلي:

(1) الغضروف الدرقي Thyroid Cartilage

هو أكبر غضاريف الحنجرة، وهو غضروف أحادى "فردى"، يتكون من شريحتين غضروفيتين، تلتحمان معا من الأمام، ليكوّنا بروزاً يعرف باسم: "تفاحة آدم" Adam’s Apple.

(2) الغضروف الحلقي Cricoid Cartilage

(أ) يقع هذا الغضروف تحت الغضروف الدرقي، وفوق القصبة الهوائية، ويشبه في شكله الخاتم، ويتكون من شريحتين غضروفيتين أيضاً، أحدهما مربع الشكل في الخلف، والآخر ضيق ورفيع في الأمام.

(ب) والملاحظ في وصف هذا الغضروف، أن حافته السفلية أفقية، بينما العلوية مائلة في الاتجاه العلوي إلى الخلف. كما يوجد على السّطح العلوي في كلا الجانبين، سطح بيضاوي الشكل، يتصل من خلاله هذا الغضروف مع الغضروف الدرقي، الذي يقع أعلاه. كما يوجد سطح آخر على حافته العلوية الجانبية، يرتبط من خلاله مع الغضروف الأرتينويدي.

(ج) ومع ملاحظة أن طبيعة تكوين هذا الغضروف طبيعة غضروفية، إلاّ أن عملية التعظم Ossification، وهي عملية تحوّل الغضاريف إلى عظام، يمكن أن تبدأ مع تقدم العمر، كما يحدث ذلك أيضاً مع الغضروف الدرقي والأرتينويدي.

(3) الغضروف الأرتينويدي Arytenoid Cartilage

(أ) هما زوجان من الغضاريف الصغيرة، التي تقع على الحافة العلوية الجانبية للغضروف الحلقي.

(ب) وهما عبارة عن غضاريف هرمية الشكل، لكل منها قاعدة وقمة تمتد في الاتجـاه العلوي الخلفي داخل الحنجرة، حيث تتصل بغضروف يُسمى القرني Corniculate Cartilage. كما أن القاعدة تتصل مع الغضروف الحلقي. أما البروزان، فأحدهما عضلي، يتجه إلى الخارج، ويتصل بعضلات الحنجرة، والآخر بروز أمامي يتصل بأحد الأحبال الصوتية.

(ج) يتعرض هذا الغضروف لعملية التعظم أيضاً، مع تقدم العمر.

(4) الغضروف القرني Corniculate Cartilage

عبـارة عـن زوج صغير من الغضاريف المرنة، أو الغضاريف الوترية المرنة Fibro Elastic Cartilage، وهي مخروطية الشكل يتصل كل منها بقمة الغضروف الأرتينويدي، وهذه الغضاريف تقع في الجزء الخلفي من ثنيات لسان المزمار الآري Ary Epiglottic Folds.

(5) الغضروف الإسفيني، أو الوتدي Cuneiform Cartilage

هما أيضاً زوجان من الغضاريف المرنة، التي تقع في مؤخرة ثنيات لسان المزمار Epiglottic Folds، على شكل وتد أو قمع.

(6) لسان المزمار Epiglottis : (أُنظر شكل لسان المزمار)

(أ) هو شريحة غضروفية مرنة، لها شكل ورقة الشجر، حافتها العلوية عريضة ودائرية، وتمتد خلف قاعدة اللسان، بينما الجزء السفلي ضيق وطويل، ويتصل بالسّطح الداخلي للغضروف الدرقي، بواسطة رباط يُسمى: رباط لسان المزمار الدرقي Thyro – Epiglottic Ligament.

(ب) أمـا عـن جوانـب لسـان المزمـار، فهـي تتصـل بالغضروف الأرتينويدي، بما يعـرف باسم ثنيات لسان المزمـارAry Epoglottic Folds.

(ج) وللسان المزمار سطحان

·  السطح الأمامي

يتصل الجزء العلوي منه، بالجزء البلعومي من اللسان، بواسطة ثنيات لسان المزمار الوسطى والجانبيتين " Median and lateral glosso egiplottic folds "

·   السطح الخلفي

وهو سطح أملس مغطى بغشاء مخاطي، تظهر فيه ندبات صغيرة، تمثل فتحات للغدد المخاطية.

ب. الوصف التشريحي للأحبال الصوتية (أُنظر شكل الوصف التشريحي للأحبال الصوتية)

(1) عدد الأحبال الصوتية اثنان في تجويف الحنجرة، ويمتد الحبل الصوتي من منتصف السطح الداخلي للغضروف الدرقي في الأمام، إلى البروز الأمامي، أو من الزائدة الصوتية Vocal Process، حتى الغضروف الأرتينويدي.

(2) تُعرف المسافة بين الأحبال الصوتية باسم "المسافة المزمارية Rima Glottides"، ويتحدد شكلها ويتغير مع حركة الأحبال الصوتية، حيث يمكن أن تتلاشى في حالة تقـارب الأحبال الصوتية أثناء الكلام (أُنظر شكل الوصف التشريحي للأحبال الصوتية) وتكون هذه المسافة ـ عامة ـ أوسع في الرجال عنها في النساء. أما في الأطفال، فهي ضيقة، ولهذا يؤدي الالتهاب الحنجري عند الأطفال، إلى شبه إغلاق لهذه الفتحة وحدوث اختناق لديهم، أكثر من الكبار.

(3) وتكون حركة الأحبال الصوتية من خلال العضلات الداخلية للحنجرة، وعددها سبع عضلات، أو من خلال العضلات الخارجية، وعددها ثلاث أمامية، وأثنين من كل جانب. ومهمة هذه العضلات توسيع الحنجرة وتضييقها، أثناء الشهيق والزفير، وأحداث تقـارب، أو تباعد، في الأحبال الصوتية.

(4) الأحبال الصوتية مغطاة بغشاء مخاطي، له الخواص الآتية:

(أ) يلتصق بالحبل الصوتي، ولا توجد مسافة بينهما[1].

(ب) الخلايا المغلفة له، خلايا طلائية Stratified Squamous Epithelium.

(ج) لونه أبيض لامع، إذ لا توجد أوعيه دموية منظورة، في منطقه الحبل الصوتي.

[1] نظراً لعدم وجود مسافة بين الغشاء المخاطي والحبل الصوتي Submucosal Space ، فإن عملية تكوين وتجميع سائل أثناء الالتهاب والتورم Edema تحدث في الحنجرة فقط، وليس في الحبل الصوتي.

الموسوعة الصحية المصغرة  التهاب الجيوب Fig01

الموسوعة الصحية المصغرة  التهاب الجيوب Fig02
الموسوعة الصحية المصغرة  التهاب الجيوب Fig03



       

2. فسيولوجية الصوت، ودور الأحبال الصوتية

وظائف الحنجرة

أ. وظيفة تنفسية: الحنجرة هي طريق الهواء إلى الرئتين، وإذا حدث انسداد لهذا الطريق يتعرض الإنسان للموت اختناقاً، لذلك تحدث له نوبة سعال حادة لطرد أي جسم غريب.

ب. المساعدة على زيادة ضغط الهواء في منطقة البطن، عند إغلاق الحنجرة: كما يحدث في حالات "الحزق"، أثناء الولادة، أو عند التبرّز.

ج. البلع: تساعد الحنجرة في عملية البلع، كما أنها تغلق أثناء ابتلاع الطعام لمنع سقوطه في مجرى الهواء.

د. الكحة وطرد البلغم من الرئتين: فالكحة محاولة لطرد المخاط والأجسام الغريبة، من الرئتين والشعب الهوائية؛ لذا فهي إحدى العمليات الحيوية المهمة بالجسم.

وللتخلص من الإفرازات، والمخاط المتجمع، يحدث انقباض في عضلات الصدر والبطن؛ ما يؤدي إلي ارتفاع ضغط الهواء داخل تجويف الصدر. ومع ابتعاد الأحبال الصوتية عن بعضها، يندفع الهواء، حاملا معه المخاط، إلى خارج الجسم.

هـ. وظيفة صوتية: تشارك الأحبال الصوتية مشاركة فعّالة، مع الرئة والقصبة الهوائية والفم والأنف والجيوب الأنفية، في عملية الصوت الذي يصدر نتيجة ذبذبة الأحبال الصوتية، ثم بواسطة حركة الفم واللسان يتحول الصوت إلى كلام مفهوم. فالصوت وسيلة اتصال وتفاهم بين الناس، ويعكس الحالة النفسية والصحية للمتكلم، كما يبيّن الحالة العامة، أو حالة الجهاز التنفسي.

ويصدر الصوت من الحنجرة نتيجة لاهتزاز الأحبال الصوتية، بصورة منتظمة ومحكمة، بل يُعد ذلك هو الأساس لإنتاج الصوت، وإخراج الكلمات.

ومعنى ذلك أن الصوت يصدر من الحنجرة، من خلال تحرك الأحبال الصوتية انقباضاً وانبساطاً؛ فعندما يأخذ الإنسان شهيقاً عميقاً، فإن الأحبال الصوتية تلتقي وتتلامس، ثم تنقبض عضلات الصدر والبطن، فيخرج الهواء من بين الأحبال محدثاً الذبذبة التي ينتج عنها الصوت. وبتغيير درجة انقباض الأحبال الصوتية، وما يتبعه من التغيير المناسب في أطوالها، تحدث الاختلافات في نبرات الصوت، (أُنظر شكل الأحبال الصوتية وفسيولوجية الصوت)، ثم يكبر الصوت المنتج بمروره في تجويف البلعوم والفم، فضلا عن تجويف الأنف وما يجاوره من جيوب أنفية متعددة، وهو ما يعطي الصوت الصدى والقوة اللازمة.

ولقوة الصوت، لا بد من توافر الطاقة، وهي كمية الهواء المخزون بالرئتين. ومع استمرار الكلام ونفاذ تلك الطاقة، يخفت الصوت شيئا فشيئا. وللاستمرار في الكلام على نحو متصل، فإن هذا الخفوت يعوّض بالحركة العنيفة للأحبال الصوتية، ولاستعادة القدرة على الكلام، لا بد من الكفّ عنه، لكي يُمكن أخذ الشّهيق.

وتستلزم سلامة الصوت ونقائه، تلامس الأحبال الصوتية بنعومة شديدة، وسلامة الغشاء المخاطي المبطن لهما. بمعنى أن أي خلل سواء في الأحبال، أو الغشاء المخاطي، يؤدي إلي تغيير في نبرة الصوت، وظهور بحة صوتية. ولكن قد يظهر ـ أحياناً ـ كل عرض منهما منفرداً، وذلك في بعض مراحل أمراض الحنجرة.

وبتحليل بسيط لخواص الصوت، يُستنتج وجود خاصيتين أساسيتين له، هما:

(1) طبقة، أو درجة، الصوت Pitch

وتنتج عن تقسيم الأحبال الصوتية التيار الهوائي إلى نفخات، وهذا التقسيم يؤدي إلى ظهور طبقة الصوت.

(2) حجم الصوت Volume

ينتج حجم أو شدة الصوت، من طريق الحنجرة، نتيجة لضغط الهواء داخل الرئتين، والناتج عن انقباض عضلات الصدر والبطن.

ويستلزم الحصول على صوت طبيعي، سلامة الحنجرة والأحبال الصوتية، إضافة إلى التحكم العصبي، وسلامة عضلات الصدر والبطن. وتخضع ميكانيكية الصوت إلى تنسيق وتكامل بين الأجهزة الآتية:

(1) الجهاز المتحكم في حركة التيار الهوائي The activating air stream system، وهو الجهاز التنفسي.

(2) مولّد الصوت، The voice generator، وهو الحنجرة والأحبال الصوتية.

(3) مضخم، أو مكبّر صدى الصوت The voice resonator، ويشمل تجويف الفم والبلعوم والجيوب الأنفية.

(4) جهاز التحكم الوظيفي والمنسق لميكانيكية الصوت The coordinating and function Controlling System، وهو الجهاز العصبي المركزي، والأعصاب الطّرفية.

الموسوعة الصحية المصغرة  التهاب الجيوب Fig04


       

3. أمراض الحُنجرة والأحبال الصوتية

أ. فحص الحالة

يبدأ ذلك بالتعرف على التاريخ المرضي للحالة: هل يجد ـ مثلاً ـ المريض صعوبة في إخراج الصوت، لأن الأحبال الصوتية غير قادرة على الالتقاء والتلامس، مع بعضها. أو لأن هناك ضعفاً أو تشوشاً في الصوت؟! فمعنى ذلك أن الأحبال الصوتية يمكنها الالتقاء اثناء الكلام، لكن الغشاء المخاطي المبطِّن لها يعاني من مشكلة ما. ومن الأعراض المهمة التي يستفسر عنها الطبيب، عادة، الصعوبة في البلع، أو الشّرقة أثناء البلع.

ويبدأ الفحص بالنظر إلى سطح رقبة المريض، لملاحظة شكل الحنجرة وحركتها أثناء البلع. ثم تُفحص الحنجرة من الداخل، بواسطة مرآة خاصة توضع في فم المريض، وملاحظة كل أجزاء الحنجرة أثناء التنفس، وأثناء إصدار الصوت. كذلك يمكن فحص الحنُجرة بالمنظار الضوئي، من خلال الفم أو من خلال الأنف، أو بالأشعة المقطعية.

ب. الأعراض

(1) بحّة الصّوت

تظهر كعرض في جميع التهابات الحنجرة والأحبال الصوتية. ومن أهم أسبابها: الكلام، أو الغناء بطريقة خاطئة، وممارسة التدخين، واستنشاق غبار الطباشير للمدرسين، والتعرض للأدخنة والأتربة. وأيضاً الالتهابات الحادة، أو الأورام بالحنجرة والأحبال الصوتية.

(2) ضيق الحنجرة وصعوبة التنفس

إذا حدث ضيق في مسار الهواء خلال الحنجرة، فإن ذلك يؤدي إلي صعوبة في التنفس، مصحوبة بصوت عالٍ مثلما يحدث عند مرور الهواء، من خلال ثقب ضيق. وهذا الصوت يميز صعوبة التنفس الناجمة من ضيق في الحنجرة، وتورم في الأحبال الصوتية.

(3) الشرقة

الشرقة عرض مؤقت يحدث أحياناً، ولكنه قد يستمر فترة طويلة، ويسبب إزعاجاً للمريض، لكنه لا يمثل خطورة في معظم الأحيان. والحنجرة تعمل كصمام أمان لمنع دخول الطعام والشراب، أو أي أجسام غريبة إلى القصبة الهوائية من خلال الأحبال الصوتية. وهي مزودة بصمامات تعمل على إغلاق الحنجرة أثناء البلع. وعند الضرورة يؤدي الكح إلى طرد ما يكون قد لامس سطح الحنجرة، أو ما دخل فيها من الطعام. وتحدث الشرقة عند محاولة الكلام، أو البلع بسرعة، وتصاحبها كحة عنيفة، وصعوبة في التنفس عندما تغلق الحنجرة حتى تطرد ما يكون قد دخل فيها، وتسبب في حدوث الشرقة. وقد يحدث عند نزول إفرازات من الأنف، أو من الجيوب الأنفية، أو البلعوم الأنفي، أو البلعوم الفمي، ودخولها إلى الحنجرة أثناء النوم، أن يستيقظ الشخص فجأة على الشرقة أو الكحة، مع شعوره بصعوبة في التنفس، وصدور صوت عالٍ نتيجة ضيق التنفس. وقد يصاحب هذه الأعراض زرقة في الوجه؛ ما يسبب إزعاجاً شديداً للمريض وأهله. وينصح المصاب في هذه الحالة بالجلوس، مع الهدوء التام. وبعد انفراج الأزمة يجب علاج العلّة بالأنف أو البلعوم الأنفي. قد تكون الشرقة نتيجة حدوث اضطراب بالتغذية العصبية للحنجرة أو البلعوم، وهذا يمكن اكتشافه من طبيعة الشرقة، التي تكون مزمنة ومستمرة.

(4) الكحة

تتميز الكحة الحنجرية بحدوثها أثناء النوم فقط، وتختفي بصورة شبه نهائية أثناء النهار. كما تحدث أيضاً عند بذل جُهد، أو ممارسة الرّياضة.

ج. أنواع الأمراض

التهابات الحنجرة والأحبال الصوتية

يكون الأطفال ـ عادة ـ أكثر عرضة للإصابة بالتهاب الحنجرة والأحبال الصوتية، نظراً لصغر حجم الحنجرة لديهم، وليونة الغضاريف بدرجة أكثر من البالغين. كما أنهم عرضة للإصابة بعدوى الجهاز التنفسي المتكررة، إذ تكون المناعة الطبيعية في طور النمو، ولم تصل بعد إلى الاكتمال.

وتقسّم هذه الالتهابات إلى حادة أو مزمنة:

(1) الالتهابات الحادة

(أ) التهاب الحنجرة الحاد Acute catarrhal laryngitis

وهو التهاب حاد غير صديدي في الغشاء المخاطي المبطِّن للحنجرة، ويسمى أحياناً بالخناق أو Croup، ويؤدي إلى تورم الأحبال الصوتية، وضيق المسافة بينهما، وحدوث صوت مثل النّباح عند الشهيق.

·   الأسباب

ـ انتقال العدوى للجهاز التنفسي العلوي.

ـ إجهاد الصوت.

ـ إصابة الحنجرة نتيجة استنشاق الغازات المثيرة، أو الكيماويات، كابتلاع مادة كاوية بطريق الخطأ، أو دخول جسم غريب إلى الحنجرة. ويمكن أن تحدث كذلك بعد العمليات الجراحية، كمنظار    الحنجرة.

ـ الإسراف في تناول الأطعمة الحارة، أو شرب الكحوليات.

·   الأعراض

ـ ارتفاع في درجة الحرارة.

ـ حدوث بحة في الصوت، مع صعوبة وألم عند الكلام.

ـ إفرازات متكررة، مع حدوث سعال جاف يؤلم المريض.

وتختفي هذه الأعراض بعد أيام قليلة من العلاج، عن طريق استنشاق بخار الماء، أو الأبخرة الطبية الملطفة، أو باستخدام خيمة أُكسيجين رطب وكورتيزون.

(ب) التهاب الحنجرة الدفتيري Laryngeal Diphtheria

·   الأسباب

انتقال العدوى من البلعوم إلى الحنجرة، من طريق الجهاز التنفسي.

·   الأعراض

ـ ارتفاع بسيط في الحرارة، ووجود رائحة كريهة بالفم.

ـ وجود غشاء دفتيري في البلعوم.

   ـ يصاحب عدوى التهاب الحنجرة بميكروب الدفتريا، بحة في الصوت،    مع سعال وضيق في التنفس.

ـ يعقب ذلك حدوث نوبات من التشنجات، وتقلص العضلات.

ولا بد من التدخل السريع بالمضادات الحيوية، ومضادات السمّوم الخاصة بميكروب الدفتريا، وإلاّ أدى المرض إلى حدوث شلل بعضلات التنفس، قد يستدعي إحداث شق حنجري Tracheostomy.

(2) التهابات الحنجرة المزمنة

(أ) التهاب الحنجرة المزمن Chronic non specific laryngitis

·   الأسباب

ـ عدوى الجهاز التنفسي العلوي المتكررة.

ـ إجهاد الصوت، وعند محاولة البعض رفع درجته عالياً.

ـ التدخين الكثيف، وتلوث الهواء بالأبخرة والغازات.

ـ بعض الأمراض العضوية، مثل أمراض الكبد والكلى والجهاز الهضمي.

استخدام بعض الأدوية، مثل الهرمونات البناءة Anabolic hormones التي تعطى للأطفال الذين يعانون من بطء النمو وضعفه، وهي قد تؤدي إلى حدوث اضطرابات في الأحبال الصوتية، والتهابات بالحنجرة.

·   الأعراض

ـ بحة في الصوت.

ـ كحة مع إفرازات مخاطية.

·   يوضح الفحص الطبي لمرضى التهاب الحنجرة المزمن، أن هناك أكثر من ظاهرة للإصابة، فمنها:

ـ التهاب غير صديدي مزمن للحنجرة chronic catarrhal laryngitis وفي هذه الحالة تكون الأغشية المخاطية للحنجرة محتقنة، مع احمرار في الأحبال الصوتية.

ـ التهاب الحنجرة التضخمي Hypertrophic laryngitis وتظهر فيه الأغشية المبطنة للحنجرة، وقد بدأت تزداد سماكة، كما تظهر الأحبال الصوتية مستديرة، في سماكة أكبر من الطبيعي.

ـ التحول النسيجي Metaplasia تبدأ في هذه المرحلة ظهور خلايا طلائية، مع طبقة من الكيراتين، تزداد مع الوقت، ومع طول مدة المرض.

ـ تغيير الخلايا بصورة غير طبيعية Dysplasia: وتبدأ في هذه المرحلة ظهور خلايا غير منتظمة الشكل، كما أن نواة هذه الخلايا تنقسم انقساماً متكرراً وسريعاً، حتى تصل إلى القاعدة. وتُعد الإصابة في هذه المرحلة بداية لحدوث أورام الحنجرة الخبيثة.

(ب) التهاب الصخري للحنجرة Laryngosclerema

يحدث هذا الالتهاب نتيجة لالتهاب الأنف، وانتقال العدوى إلى الحنجرة، ولكن هذا الالتهاب يتركّز في الجزء السفلي للحنجرة، تحت الأحبال الصوتية ولا يصيبها.

(ج) زهري الحنجرة Syphilis Laryngitis

عندما يحدث التهاب الحنجرة وإصابتها بالزهري، الذي قلت نسبة حدوثه حاليا، تصاب الأجزاء الأمامية من الحنجرة والأحبال الصوتية؛ ما يؤدي إلى حدوث بحة مستمرة في الصوت. وقد يؤدي هذا الالتهاب إلى حدوث التهاب في غضاريف الحنجرة، يتبعه ضيق فيها يلزم معه إجراء عملية الشق الحنجري Tracheostomy، وتركيب أنبوب للتنفس Tracheostomy Tube.

(د) الدرن الحنجري Laryngeal Tuberculosis

·   الأسباب

تحدث إصابة الحنجرة بالدرن، غالباً، نتيجة لإصابة الرئة بالدرن أولاً، ثم يحدث تجمع للإفرازات المخاطية الدرنية بحركة أهداب القصبة الهوائية، لتصل إلى الحنجرة، وتتسبب في إصابة الجزء الخلفي من الحنجرة والأحبال الصوتية.

·   الأعراض

ـ وهن عام في الجسم وشعور بالإرهاق، وارتفاع طفيف ومستمر في    درجة الحرارة.

ـ فقدان الوزن.

ـ حدوث بحة في الصوت، وألم في الحنجرة، مع صعوبة وألم عند الكلام    والبلع.

سرطان الحنجرة

من المتعارف عليه طبياً، أنه عندما يتعرض أي نسيج في الجسم إلي عوامل غير طبيعية، تجعله في حالة تهيج والتهاب مستمرين، يصبح عرضه للإصابة بالأورام. وتتصاعد نسبة الاستعداد بالإصابة، كلما كان هذا المؤثر كيميائياً، ويحتوي على عناصر تساعد على تغيير تركيب الخلية ونشاطها، بدرجة وطريقة غير طبيعية، مثل التدخين والتعرض للأبخرة والكيماويات المتصاعدة من المصانع، وعوادم السيارات، وباقي ملوثات البيئة، فضلاً عن الاستعداد الوراثى للإصابة بالأورام. ويصاحب هذا المرض عرضاً واضحاً ومهماً للمريض ومخالطيه، وهو بحة الصوت، التي تحدث مبكراً جداً. ويمكن التقليل من حدوث المرض بالامتناع عن التدخين. ولا ينتشر المرض بسرعة، إذ إن الأحبال الصوتية ليس لها اتصالات ليمفاوية، وتنتشر من خلالها السرطان. وسرطان الحنجرة من أكثر أنواع السّرطان استجابة للعلاج الإشعاعي. وعند التدخل الجراحي يمكن بلوغ الشفاء بواسطة جراحة محدودة، مع المحافظة على الجزء السليم من الحنجرة لأداء وظيفته الحيوية في كفاءة. وحتى إذا استؤصلت الحنجرة بالكامل، فيمكن التدريب على التخاطب بوسائل ميسرة وسهلة، أو التدريب على التخاطب بواسطة أخصائي التخاطب. وقد أمكن للتطور الجراحي باستعمال الميكروسكوب والليزر، التعامل بدقة وكفاءة مع كثير من أمراض الحنجرة، والأحبال الصوتية.



       

4. المهن الأكثر تعرضاً لالتهاب الأحبال الصوتية، وطرق الوقاية والعلاج

أ. المدرسون والعاملون في الحقل التعليمي والإرشادي.

ب. المطربون والعاملون في حقل الدعاية والإعلان.

ج. الباعة في الأسواق والمتاجر العامة.

د. بعض أصحاب المهن الحرة، الذين يتطلب عملهم رفع الصوت لفترات طويلة، مثـل المحامون والخطباء والوعاظ والممثلون.

فلِم يتعرض أصحاب هذه المهن لخطر الإصابة بالتهاب الأحبال الصوتية، وكيف تحدث الإصابة؟

إن مشكلة أصحاب هذه المهن، لا تكمن أساساً في الكلام وإنما في الاستخدام غير السليم للصوت، وهو ما يعرف باسمUntrained use of voice ؛ فارتفاع الصوت بصورة مفاجأة، يؤدي إلى تقارب الأحبال الصوتية من بعضها بصورة قوية، فيحدث تكرار ذلك إلى إصابة وتجمع دموي بسيط في الغشاء المخاطي المبطِّن للأحبال الصوتية. ومع توالي هذه العملية، يحدث لهذا التجمع الدموي ما يعرف بالتصلب Sclerosis، ويؤدي إلى ظهور نتوء صغير على السطح الداخلي للحبل الصوتي، يكون ـ غالباً ـ بين الثلث الأمامي والثلثين الخلفيين للأحبال الصوتية، وهو ما يسمى: نتوء المطربين Singer’s nodule، كما يُسمى أيضاً نتوء المدرسين Teacher’s nodule. ويؤدي ظهور مثل هذه الإصابة إلى شكوى متكررة، من حدوث تغييرات في الصوت وبحة، لا تلبث أن تصبح مستمرة ودائمة نتيجة لهذه الإصابة.

ومن المهن، التي يتعرض أصحابها لالتهاب الأحبال الصوتية، من يتعرضون لبعض الغازات الصناعية في المصانع، وما يمكن أن تسببه مثل تلك الغازات من إثارة للأحبال الصوتية والحنجرة، ومن ثم حدوث التهابات مزمنة، تؤدي في النهاية إلى اضطرابات في الصوت.

وما يقال عن عمال المصانع، يمكن أن يُقال عن العمال في المناجم، لأن ضعف التهوية في مثل هذه الأماكن، إضافة إلى الأتربة والغازات الناتجة من المناجم والمحاجر، يمكن أن يؤدي إلى التهاب متكرر في الحنجرة والأحبال الصوتية، يتحول مع طول المدة إلى التهاب مزمن.

أ. طرق الوقاية من التهاب الأحبال الصوتية

(1) تجنب ارتفاع الصوت المفاجئ، واستعمال الصوت بطريقة سليمة، وغير مجهدة للأحبال الصوتية، خاصة أصحاب المهن، الذين يتطلب عملهم رفع الصوت. وللتحكم في درجة الصوت، هناك تدريبات خاصة تعرف باسم "تدريبات الصوت"، حيث يجرى فيها التحكم في درجة الصوت وقوته تدريجياً، كي لا تحدث إصابة للأحبال الصوتية.

(2) تجنب حدوث التهابات الحنجرة، أو على الأقل العلاج السّريع والفعّال لمسببات الالتهاب، حتى لا يتكرر ويتحول إلى حالة مزمنة، تؤثر على الأحبال الصوتية والصوت.

ب. علاج التهاب الحبال الصوتية

(1) الراحة التامة للصوت.

(2) تناول المضادات الحيوية المناسبة، ويراعى عملية ضبط الجرعة والنوع والوقت، حتى يُقضى على الالتهاب.

(3) تناول الأدوية المضادة للالتهاب، كمستحضرات الكورتيزون وغيرها، مع مراعاة استشارة الطبيب لتحديد الجرعة المناسبة.

(4) مذيبات البلغم وتعدد صورها، ما بين أدوية تعطى بالفم، أو استنشاق لأبخرة مستحضرات طبية أخرى، حتى تُتجنب الآثار الضارة على المعدة والأمعاء نتيجة تناولها عن طريق الفم.

(5) البحث عن الأسباب، التي تؤدي إلي تكرار الإصابة بالتهابات الحنجرة والأحبال الصوتية وعلاجها، مثل الالتهابات المتكررة للجهاز التنفسي، سواء الحادة أو المزمنة

(6) علاج التهابات الحنجرة والأحبال الصوتية، الناتجة عن حدوث التهاب مزمن، كالسل "الدرن"، والزهري الصخري Laryngosclerema.

(7) علاج نتوءات الأحبال الصوتية Singer’s nodule

وهي من المسببات المعروفة لاضطرابات الصوت، حيث يُستأصل هذا النتوء بعدة طرق:

(أ)     المنظار الجراحي الحنجري المباشر Direct Laryngoscope.

(ب) مع الاستخدام المتطور للإمكانات الطبية، يمكن استخدام الليزر في استئصال هذا النتوء، مهما كان حجمة دقيقاً، حيث تتركز أشعة الليزر في بؤرة صغيرة للغاية فوق مكان الإصابة، فيسبب ذلك تجزئة النتوء وتبخيره، دون حدوث آثار جانبية، أو إصابة الأحبال الصوتية.

(ج) الاهتمام بسلامة الأنف والحلق، والتأكد من الأداء الوظيفي السليم لهما، لأن ذلك يضمن استمرار عملية تكييف الهواء، ليصل إلى الأحبال الصوتية بصورة طبيعية ونقية، كما يمنع استنشاق ميكروبات، أو إفرازات صديدية متساقطة من الأنف، أو البلعوم.

(د) البعد عن التدخين والملوثات البيئية، من أدخنة وكيماويات وعوادم السّيارات والأتربة وما شابه.

(هـ) التنفس من الفم مباشرة له تأثيره الضار على الحنجرة، إذ يمر تيار الهواء البارد، أو الساخن الجاف، أو الرطب، والمحمل بكل ملوثات البيئة، على الحلق والحنجرة مباشرة، فيؤدي إلى الالتهاب وما ينتج عنه من أعراض، مثل: بحة الصوت، والإحساس بالجفاف، والكحة، وما شابة؛ لذلك يُنصح بالتنفس من طريق الأنف.

(و) البعد عن العلاج الهرموني، خصوصاً السيدات، وأن يكون العلاج تحت إشراف متخصص، حتى لا تفقد الحنجرة طبيعتها الأنثوية.

(ز) العناية بصحة الجسم عامة.




       

المصطلحات الطبية

1. درجة الصوت Pitch

طبقة أو درجة الصوت نتيجة تقسيم الأحبال الصوتية التيار الهوائي إلى نفخات.

2. حجم الصوت Volume

ينتج حجم الصوت أْو شدته، نتيجة لانقباض عضلات الصدر والبطن.

3. الجهاز المتحكم في التيار الهوائي The activating air stream system

وهو الجهاز التنفسي.

4. مولد الصوت The voice generator

الحنجرة والأحبال الصوتية

5. مكبر صدى الصوت The voice resonator

يكون التكبير لصدى الصوت في تجويف الفم والبلعوم والجيوب الأنفية.

6. جهاز التحكم الوظيفي والمنسق لميكانيكية الصوت

The coordinating and function controlling System                          

هو الجهاز العصبي المركزي والأعصاب الطرفية.

7. الغضروف الدرقي Thyroid cartilage

غضروف يسمى باسم الغدة الدرقية المجاورة له.

8. تفاحة آدم Adam’s Apple

غضروف بارز في منتصف الرقبة.

9. الغضروف الحلقي Cricoid cartilage

غضروف يشبه الخاتم، أو الحلقة.

10. الغضروف الأرتينويدى Arytenoid cartilage

يسمى الغضروف الطرجهالي، أو الغضروف شبيه الكوز.

11. عملية التعظم Ossification

عملية تحول الغضاريف إلى عظام؛ ما يفقدها مرونتها وليونتها.

12. الغضروف القرني Corniculate cartilage

أحد غضاريف الحنجرة، ويشبه القرن.

13. الغضاريف الوترية أو الليفية المرنة Fibro elastic cartilage

غضاريف لها صفات العضلات الوترية، أو الليفية.

14. الغضروف الإسفيني Cuneiform cartilage

زوجان من الغضاريف المرنة، تقع في مؤخرة ثنيات لسان المزمار.

15. لسان المزمار Epiglottis

شريحة غضروفية مرنة، لها شكل ورقة الشجر، حافتها العلوية عريضة ودائرية، وتمتد خلف قاعدة اللسان، بينما الجزء السفلي ضيق وطويل، ويتصل بالسطح الداخلي للغضروف الدرقي، بواسطة رباط يُسمى: رباط لسان المزمار الدرقي.

16. ثنيات لسان المزمار الآري Ary epiglottic folds

مكان اتصال لسان المزمار بالغضروف الأرتينويدى.

17. الزائدة الصوتية Vocal process

بداية الأحبال الصوتية، عند الغضاريف الحنجرية.

18. المسافة المزمارية Rima glottides

المسافة بين الأحبال الصوتية.

19. الخلايا الحرشفية الطبقية Stratified squamous epithelium

نوع من الخلايا الطلائية، توجد على السطح العلوي للأنسجة.

20. أنسجة ضامة Connective tissue

أنسجة تربط وتضم الأنسجة الأخرى.

21. عضلات غير مصففة muscles Non Stratified

عضلات غير مخططة، لها قوة أقل من العضلات المخططة.

22. الرباط الحلقي القصبي Cricotracheal Ligament

رباط يربط بين الغضروف الحلقي والقصبة الهوائية.

23. التهاب الحنجرة الحاد Acute Catarrhal Laryngitis

التهاب حاد ومفاجئ وغير صديدي، في الغشاء المخاطي المبطِّن للحنجرة.

24. التهاب الحنجرة الدفتيريLaryngeal Diphtheria

25. التهاب الحنجرة المزمن Chronic Non Specific Laryngitis

26. التهاب مزمن غير صديدي للحنجرة Chronic Catarrhal Laryngitis.

27. التهاب الحنجرة التضخمي Hypertrophic Laryngitis:

وتظهر فيه الأغشية المبطِّنة للحنجرة والأحبال الصوتية، في سمك أكبر من الطبيعي.

28. التحول النسيجي Metaplasia

تغير نوع النسيج الحنجري بسبب ظهور خلايا طلائية، في الأغشية المخاطية المبطنة للحنجرة.

29. تغيير الخلايا Dysplasia

ظهور خلايا غير منتظمة الشكل، تنقسم انقساماً متكرراً وسريعاً، وتكون بداية لحدوث أورام الحنجرة الخبيثة.

30. الالتهاب الصخري للحنجرة Laryngosclerema

التهاب يتركز في الجزء السفلي للحنجرة تحت الأحبال الصوتية، ولا يصيبها.

31. زهري الحنجرة Syphilic Laryngitis

من أمراض الجهاز التناسلي، ويصيب الجهاز العصبي، ويسبب ضيقاً في الحنجرة.

32. الدرن الحنجري Laryngeal Tuberculosis

مرض صدري معدي، يعرف أيضا بالسل.

33. الاستخدام غير السليم للصوت Untrained Use of Voice.

34. نتوءات الأحبال الصوتية Singer's Nodule:

تقارب الأحبال الصّوتية من بعضها، وحدوث إصابة وتجمع دموي بسيط في الغشاء المخاطي المبطِّن للأحبال الصوتية. ويحدث لهذا التجمع الدموي تصلب يؤدى إلى ظهور النتوء.

35. المنظار الجراحي الحنجري المباشر Direct Laryngoscope.

36. رباط لسان المزمار الدرقي Thyro – Epiglottic Ligament

رباط يمتد من لسان المزمار إلى السطح الداخلي للغضروف الدرقي.

37. ثنيات لسان المزمار Median & Lateral Glosso-epiglottic Folds

ثنيات تربط لسان المزمار بالجزء البلعومي للسان.

38. الهرمونات البناءة Anabolic Hormones

مجموعة من الهرمونات تساعد على النمو وبناء العضلات، مثل هرمون النمو والأنسولين.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 75802
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 78
الموقع : الاردن

الموسوعة الصحية المصغرة  التهاب الجيوب Empty
مُساهمةموضوع: رد: الموسوعة الصحية المصغرة التهاب الجيوب   الموسوعة الصحية المصغرة  التهاب الجيوب Emptyالجمعة 15 أبريل 2016, 11:48 pm

الكحة (السعال)








       

الكحة (السعال) Cough

هي رد فعل الجهاز التنفسي لدى استثارته نتيجة دخول جسيمات غريبة من غبار أو جزيئات أو طعام أو ميكروبات، حيث تقوم هذه الجسيمات باستثارة النهايات العصبية الموجودة في الحنجرة والقصبة الهوائية، ومن ثم تقوم هذه النهايات بإرسال إشارات إلى عنق الدماغ الذي يعطي رد فعل في صورة كحة، تقوم بطرد المواد المهيجة من الجهاز التنفسي (أُنظر شكل آلية حدوث الكحة).

ميكانيكية الكحة

تبدأ عملية الكحة بإغلاق مجرى التنفس أثناء عملية استنشاق الهواء، وفي الوقت نفسه تُغلَق الأحبال الصوتية، فيُحجَز الهواء في الرئتين.

يرتفع الحجاب الحاجز، ثم تنقبض عضلات ما بين الضلوع، الأمر الذي يزيد من الضغط داخل القفص الصدري، وبالتالي داخل الرئة، مع ملاحظة أن الهواء مازال محتبساً داخل الرئة.

وعندما يصل الضغط إلى أعلى نقطة، تقوم اللهاة بفتح الحنجرة، ثم الأحبال الصوتية، لينطلق الهواء المنضغط بسرعة كبيرة محدثاً صوتاً متميزاً يتفاوت قوةً وضعفاً، بحسب درجة اندفاع الهواء وكمية المخاط المطرودة. وهذا الصوت هو الذي نسميه "الكحة".

والكحة قد تكون عَرَضِّية تستمر لمدة قصيرة لا تزيد عن عدة ثوان، كما في حالة دخول جزيئات غريبة إلى القصبة الهوائية، وفي هذه الحالة تنتهي الكحة بطرد هذه الجزيئات من الممرات الهوائية.

وقد تمتد الكحة لفترة طويلة، في حالة إصابة الجهاز التنفسي بعدوى ميكروبية أو ببعض أنواع الحساسية. وفي هذه الحالة تأخذ الكحة شكل نوبات تستمر لعدة دقائق، ثم تهدأ، ولا تلبث أن تعود مرة أخرى. وتكون الكحة الناتجة عن الحساسية أو العدوى بالميكروبات إما في صورة رطبة، أي أنها تُصاحب بكمية من المخاط الذي تفرزه القصبة الهوائية، أو في صورة جافة، أي أنها لا تصاحب بالمخاط.

وفي حالة الكحة الرطبة، قد يتباين لون المخاط باختلاف مرحلة العدوى، ففي مراحل العدوى الأولى يكون المخاط عديم اللون، وبتقدم الحالة واختلاف مراحل العدوى يختلف لون المخاط، فيأخذ لوناً أصفر أو أخضر تبعاً لنوع الميكروب وشدة العدوى.


الموسوعة الصحية المصغرة  التهاب الجيوب Fig01.gif_cvt01
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 75802
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 78
الموقع : الاردن

الموسوعة الصحية المصغرة  التهاب الجيوب Empty
مُساهمةموضوع: رد: الموسوعة الصحية المصغرة التهاب الجيوب   الموسوعة الصحية المصغرة  التهاب الجيوب Emptyالجمعة 15 أبريل 2016, 11:55 pm

نزلة البرد



الموسوعة الصحية المصغرة  التهاب الجيوب BOlevel14506   مقدمة
الموسوعة الصحية المصغرة  التهاب الجيوب BOlevel14507   1. أعراض نزلة البرد
الموسوعة الصحية المصغرة  التهاب الجيوب BOlevel14508   2. الفرق بين نزلة البرد والأنفلونزا
الموسوعة الصحية المصغرة  التهاب الجيوب BOlevel14509   3. الأسباب المساعدة على الإصابة بالبرد
الموسوعة الصحية المصغرة  التهاب الجيوب BOlevel14510   4. طرق الوقاية من الإصابة بالبرد
الموسوعة الصحية المصغرة  التهاب الجيوب BOlevel14511   5. طرق العلاج من البرد
الموسوعة الصحية المصغرة  التهاب الجيوب BOlevel14512   6. الإرشادات التي ينصح بها عند الإصابة بنزلة البرد
الموسوعة الصحية المصغرة  التهاب الجيوب BOlevel14513   7. أسئلة حائرة حول نزلات البرد
الموسوعة الصحية المصغرة  التهاب الجيوب BOlevel14505   المصطلحات الطبية
الموسوعة الصحية المصغرة  التهاب الجيوب BOlevel14504   المصادر والمراجع



مقدمة

نزلة البرد هي التهاب فيروسي يصيب الغشاء المخاطي المبطن للأنف والجيوب الأنفية، والفيروس المسبب للمرض هو فيروس رينو Rino، ويوجد منه حوالي 89 نوعاً، أو فيروس كورونا Corona، الذي يحتوي على الحامض النووي Ribonucleic Acid "RNA".

وتُعد نزلة البرد العادية من أكثر الأمراض الفيروسية انتشاراً. فالإنسان البالغ يصاب، عادة، بنزلة البرد مرتين أو ثلاث مرات سنوياً، مهما كانت الصفات، التي يتمتع بها الشخص من قوة بدنية، ونشاط وحيوية. ذلك أن فيروسات البرد لا يُوقف هجومها مثل هذه الصفات، بل تهاجم جميع الأشخاص، وتصيبهم بالوهن والضعف، من كثرة السعال والعطس.

وتكون، علمياً، الأمهات، أو السيدات عموماً، أكثر تعرضاً للفيروس من الرجال، لقربهم من الأطفال. ولأن الغشاء المخاطي المبطن للأنف متواصل مع مثيله المبطن للجيوب الأنفية، فهي غالباً ما تتأثر مع الأنف خلال الإصابة بالبرد. ولا يوجد دواء لمقاومة فيروس البرد حتى الآن، فكل المضادات الحيوية، التي تتنافس على مقاومة العدوى البكتيرية، يفشل مفعولها أمام فيروسات البرد. لذلك يستسلم المرضى للعطس والسعال. وقد يتناولون الأقراص المضادة للبرد، على أمل اختفاء هذه الأعراض خلال أسبوع أو أكثر. وعلى الرغم من كل ذلك، فهناك الكثير من الطرق، التي تقلل من معاناة المريض من نزلة البرد. كما توجد بعض أنواع العلاج، التي قد تساعد في التغلب على نزلة البرد، في وقت قصير.




       

1. أعراض نزلة البرد

أ. مرحلة ما قبل ظهور الأعراض "مرحلة ضيق الأوعية الدموية بالأنف"

تمثل هذه المرحلة انتشار الفيروس موضعياً بالأنف، ويحدث بها ضيق في الأوعية الدموية، وتستمر لعدة ساعات.

وفي هذه المرحلة تظهر نقطة مؤلمة بالأنف، وهي نقطة دخول الفيروس، كما يحدث اتساع في المجرى الهوائي بالأنف، أكثر من الطبيعي.

ب. المرحلة المبكرة من المرض "مرحلة الانتشار"

يبدأ الفيروس في الانتشار إلى المناطق المجاورة بالأنف، عن طريق السّطح والأوعية الليمفاوية. وتستمر هذه المرحلة من عدة ساعات، إلى عدة أيام.

ويكون الموضع الأول للإصابة، عادة، هو أول موضع يستعيد حيويته، في حين يظل المرض منتشراً، في الأجزاء الأخرى من الأنف.

وتتمثل أعراض هذه المرحلة في الآتي:

(1) جفاف الحلق مع صعوبة في البلع.

(2) نوبات من العطس.

(3) انسداد الأنف مع رشح مائي منها.

وعند فحص المريض في هذه المرحلة، يكون لون الغشاء المخاطي بالأنف أحمر غامقاً، كما تظهر الغضاريف الأنفية متضخمة، وهو ما يسمى "احتقان الأنف".

أما الأعراض العامة للمرض، فتكون في صورة ارتفاع في درجة الحرارة، وآلام متفرقة في أجزاء الجسم.

ج. مرحلة الالتهابات البكتيرية الثانوية

قد يعاني بعض المرضى، خاصة قليلي المناعة، من إصابات بكتيرية ثانوية لفيروس البرد، وهي، عادة، تصيب الجهاز التنفسي. ويحدث ذلك عقب اليوم الثاني للإصابة، كما يتحول لون الغشاء المخاطي الأنفي إلى الأحمر المائل للزرقة، نتيجة تجمع الدم في الأوردة داخل الأنف.

وتزداد الأعراض الخاصة بالمرض، في صورة ارتفاع درجة الحرارة، ورشح من الأنف، مع آلام عامة بالجسم.

د. مرحلة الشفاء

تبدأ أعراض المرض في الزوال، غالباً، من بداية اليوم الخامس حتى العاشر. ويبدأ المريض في استعادة صحته من جديد، إذا لم يكن قد أُصيب بالتهاب بكتيري ثانوي. وفي هذه الحالة يحتاج المريض، عادة، إلى المضادات الحيوية المناسبة، للقضاء على الالتهاب.

هـ. مضاعفات المرض

(1) التهابات البلعوم، والبلعوم الأنفي.

(2) التهابات الجيوب الأنفية، الأكثر حدوثاً.

(3) التهابات الأذن الوسطى، وقناة إستاكيوس.

(4) التهابات اللوزتين.

(5) التهابات الغدد الليمفاوية.

(6) التهابات الحنجرة، والقصبة الهوائية.

(7) الالتهابات الرئوية، والنزلات الشعبية.

(Cool النزلة المعوية، (وهي قليلة الحدوث).

(9) مضاعفات أخرى، مثل: آلام روماتيزمية، والتهاب الكليتين، أو ارتفاع درجة الحرارة.

(10) الالتهاب السحائي.




       

2. الفرق بين نزلة البرد والأنفلونزا

أ. الفيروس المسبب للمرض

يسبب نزلة البرد فيروس رينو، أو فيروس كورونا، بينما يسبب الأنفلونزا فيروس الأنفلونزا، من الأنواع أ، ب، ج.

ب. الصورة الباثولوجية للمرض

يصاحب كلا النوعان التهابات بكتيرية ثانوية، ولكن في نزلة البرد يحدث ضيق، ثم اتساع في الأوعية الدموية الموجودة بالأنف، وهذا خلافاً للأنفلونزا، حيث يحدث موت موضعي للخلايا الطلائية المبطنة للأنف، كما تحدث التهابات تصيب كلاً من البلعوم الأنفي، والجيوب الأنفية، وقناة إستاكيوس، والأذن الوسطى، والصدر.

ج. أعراض المرض

للأنفلونزا أعراض شاملة تؤثر على الجسم كله، في صورة صداع وارتفاع في درجة الحرارة، وانخفاض في النبض والضغط، وآلام موضعية، في كافة أجزاء الجسم، إضافة إلى رعشة. وتظهر الأنفلونزا في شكل وبائي سريع الانتشار، وأعراضها شديدة، وفيروسها شرس، وقد لا يستجيب للعلاج بسرعة. لذلك، قد تطول فترة المرض، ويتعرض المريض للمضاعفات. ويوجد حالياً لقاح سنوي، ضد بعض أنواع من فيروس الأنفلونزا، ويوصى به لكبار السن المرضى بالقلب، أو أمراض الصدر المزمنة، وكذلك لمرضى الكليتين، ومرضى السكر، وكذلك للأطفال، الذين يعانون من أمراض الصدر. كما يُنصح بتناوله الأشخاص الذين يؤدون أعمالاً تتطلب الحركة، مثل العاملين في البريد وعمال الكهرباء والصحة وضباط وأفراد الشرطة، وكذلك عمال المصانع. لكن هذا اللقاح لا يعطي مناعة دائمة، لأن الفيروس دائم التغير. في حين أن كل هذه الأعراض المرضية، تظهر بصورة أقل بكثير في نزلة البرد، ويظهر الرّشح من الأنف كأبرز الأعراض، التي يشكو منها المريض.

د. المضاعفات

تزيد المضاعفات بصورة أكبر في الأنفلونزا، عنها في نزلة البرد. والطريف أن كلمة "الأنفلونزا" كلمة عربية، مشتقة أصلاً من كلمتين، هما: أنف العنزة، وذلك لأن أنف العنزة دائماً مبلل وتتساقط منه قطرات الماء، مثلما يحدث في أكثر أعراض الأنفلونزا شيوعاً، وربما نقل العرب هذه التسمية إلى أوروبا في العصور، التي شغلوا فيها كراسي أساتذة الطب في العالم.





       

3. الأسباب المساعدة على الإصابة بالبرد

أ. انخفاض درجة حرارة الجو، وارتفاع درجة الرطوبة

يفضّل فيروس نزلة البرد درجات الحرارة المنخفضة، ودرجات الرطوبة العالية، للاحتفاظ بحيويته، ومساعدته على الانتشار. لذلك تكثر الإصابة بالبرد في فصلي الربيع والخريف، في حالة فيروس رينو، في حين تكثر الإصابة بفيروس كورونا، في فصل الشتاء.

ب. الحالة الصحية والغذائية العامة

يؤدي نقص التغذية، ونقص الفيتامينات الأساسية A، B، C إلى ضعف جهاز المناعة، ما يساعد على الإصابة بالمرض.

ج. الإرهاق العام، وعدم ممارسة الرياضة:

تساعد ممارسة الرياضة على زيادة المناعة، والوقاية من الأمراض، وتنشيط الدورة الدموية والتنفسية. كما تساعد عضلات الجسم على أداء وظائفها الطبيعية.

د. انسداد الأنف

لانسداد الأنف أسباب عديدة، من أهمها اعوجاج الحاجز الأنفي، وتضخم الغضاريف الأنفية. ويؤدي ذلك إلى تقليل حركة الهواء بالأنف، من ثم يساعد على الإصابة بنزلة البرد، وذلك بسبب ضعف مناعة الغشاء المخاطي للأنف، نتيجة لسوء التهوية.

هـ. الأمراض المزمنة

كأمراض الكبد والكلى والسكر، وهي تؤدي إلى نقص المناعة، التي تُساعد على الإصابة بنزلة البرد.

و. طرق العدوى

تكون العدوى، عادة، عن طريق الجهاز التنفسي، وتكثر في الأماكن المزدحمة، والتّجمعات، مثل: الفصول الدراسية، والنوادي الرياضية، ومعسكرات الجيش.

(1) الرذاذ

ينتقل الرذاذ من الشخص المصاب، خلال التحدث أو العطس أو الكحة، وينطلق في الهواء عدداً لا يحصى من الرذاذ المحتوي على الفيروس، لمسافة قد تصل إلى مترين. وفي العطسة الواحدة ينطلق من الشخص المصاب حوالي 20 ألف نقطة، من الرذاذ المحتوي على الفيروس في الجو.

(2) المناديل والفرش المنزلي

وهي تحتوي على الرذاذ، الناتج عن العطس أو الكحة.

(3) الأصابع والأيدي المصابة بالفيروس

قد تؤدي ملامسة المصابين بالبرد، وعدم غسل الأيدي بعدها، إلى نقل العدوى إلى الشخص السليم.




       

4. طرق الوقاية من الإصابة بالبرد

أ. غسل اليد المتكرر بالماء والصابون، عند الاختلاط بالمرضى.

ب. عدم إدخال الأصابع إلى فتحة الأنف، ما يمنع انتشار الفيروس.

ج. تناول الأدوية التي تزيد المناعة في مرحلة التعرض للمرض، خصوصاً لمرضى نقص المناعة.

د. الابتعاد عن الأماكن المزدحمة والتجمعات.

هـ. أخذ اللقاح Flurix ضد الفيروس، وهو قد يقلل من فرص الإصابة بالبرد.

و. تجنب نشر العدوى والفيروسات، وذلك بأن يكون السّعال والعطس داخل منديل من الورق، حتى لا ينتشر الرذاذ في المكان المحيط. كما يجب إلقاء المناديل مباشرة في سلة خاصة، مع غسل اليدين. وعلى الأصدقاء وأفراد الأسرة الأصحاء، قبول هذه التصرفات، مهماً، حتى تضمن لهم الحفاظ على صحتهم. وأوضح أحد الأبحاث عن نزلات البرد، وقد استغرق إعداده ما يزيد عن ثلاثين عاماً، أهمية عدم المشاركة في طعام أو شراب أحد المصابين بنزلة البرد، وتجنب تبادل المصافحة أو الملامسة مع شخص مصاب، وكذلك عدم التعرض لتيار هوائي.




       

5. طرق العلاج من البرد

لم يُعرف حتى الآن علاج محدد لفيروس البرد، ولكن يمكن استعمال عدة طرق للعلاج، أهمها:

أ. الراحة التامة: بالخلود إلى الفراش في مكان جيد التهوية، في درجة حرارة 20 درجة مئوية ودرجة رطوبة حوالي 45 %.

ب. المسكنات وخافضات الحرارة: مع تناول المريض للكثير من السوائل الدافئة، والعصائر المحتوية على فيتامين C، مثل الليمون والبرتقال والجوافة.

ج. مضادات الهستامين: فهي تساعد على راحة الأنف، وتقلل من التفاعل الالتهابي بها.

د. قابضات الأوعية الدموية بالأنف: كنقط الأنف، ونقط محلول الملح، التي لا ينصح باستعمالها لفترة طويلة لأنها تؤدي إلى التهاب كيمائي، في الأغشية المخاطية.

هـ. المضادات الحيوية: تستعمل فقط في حالة الالتهابات البكتيرية الثانوية، المصاحبة لنزلات البرد.

و. فيتامينات ومعادن: خاصة فيتامين C، ومعدن الزنك، الذي يقلل من جفاف الزور والحلق، كما يقلل من أعراض نزلة البرد بشكل ملحوظ.



       

6. الإرشادات التي ينصح بها عند الإصابة بنزلة البرد

أ. تناول فيتامين C

قد يقلل فترة الإصابة بالمرض من أسبوع، إلى يومين أو ثلاثة أيام. كما يساعد في القضاء على السعال والعطس، وبعض الأعراض الأخرى. وقد أثبتت إحدى الدراسات، التي أعدت في جامعة ويسكنسن Wisconsin، بالولايات المتحدة الأمريكية، أن المصاب بنزلة البرد، يستطيع أن يقضي على نصف الأعراض، التي يعاني منها، إذا تناول500 ملليجرام من فيتامين C، أربع مرات يومياً. كما ثبت أن هذا الاستخدام المُكثّف والقصير المدى، ليست له أي أعراض جانبية. والمعروف أن فيتامينC يكثر في عصير البرتقال، والجريب فروت، والليمون، والجوافة.

ب. تناول الزنك

إن امتصاص واستحلاب الأقراص، التي تحتوي على الزنك، تساعد في التقليل من حدة نزلات البرد. كما أن الزنك يقلل، بشكل ملحوظ، بعض أعراض البرد، مثل جفاف الحلق والتهابه. وقد يعيب الزنك مذاقه غير المستحب، ولكن بعض الأنواع منه، يضاف إليها عسل النحل أو الليمون لتحسين مذاقه عند البلع. ويجب أن يوضع في الاعتبار عدم تناول جرعات من الزنك، تزيد عمّا يسمح به الطبيب، لأنه قد يتحول إلى مادة سامة، عند استخدامه بجرعات كبيرة.

ج. الخلود إلى الراحة

إن اتخاذ المريض موقفاً إيجابياً، تجاه قدرات بدنه في علاج نفسه، قد يحرك الجهاز المناعي بأكمله، لمواجهة هذه الفيروسات الشرسة. لذلك، يجب أن يخلد المريض للراحة، التي تساعده على تسخير كل طاقته للشفاء. كما أن الاسترخاء والراحة يساعدان على تجنب مضاعفات نزلة البرد، مثل الإصابة بالتهاب الشعب الهوائية، والالتهاب الرئوي. وينصح الأطباء أن يخلد المصاب بالبرد، على الأقل، يوماً أو يومين راحة تامة من العمل، مع التقليل قدر الإمكان من الأنشطة اليومية المعتادة. ذلك أن أي مجهود يبذله المريض، يزيد من شعوره بالوهن، ويضعف جهازه المناعي، مما يطيل من فترة الإصابة والمعاناة.

د. التدفئة

ينصح الأطباء الشخص المصاب بعدم التعرض لأي تيارات هوائية، وأن يدفئ جسمه قدر الإمكان، حتى يمكن المحافظة على الجهاز المناعي في حالة استرخاء، ومن ثم يستطيع التركيز على مقاومة ميكروبات البرد، بدلاً من استنفاد طاقته لحماية نفسه من الشعور بالبرد.

هـ. المشي ومزاولة الرياضة

إن ممارسة ببعض التمرينات الرياضية الخفيفة، قد تُساعد على تنشيط الدورة الدموية ومن ثم تقوية الجهاز المناعي، ومساعدته على دفع الأجسام المضادة لمقاومة العدوى. كما يفضل المشي لمدة نصف ساعة فقط، حتى لا يزداد الشعور بالضعف.

و. النظام الغذائي

قد تؤدي الإصابة بالبرد إلى خلل في الجهاز الهضمي، وعملية التمثيل الغذائي في الجسم. لذلك ينصح الأطباء بضرورة التقليل من الأطعمة الدُّهنية، واللحوم، ومنتجات الألبان، والإكثار من تناول الفواكه الطازجة والخضراوات. كما أن تناول حساء الدّجاج السّاخن، قد يساعد على فتح جيوب الأنف المسدودة. فقد اكتشف الباحثون أن حساء الدّجاج السّاخن، ورائحته ومذاقه له ميزة إضافية، في المساعدة على تدفق المخاط الأنفي، لأن هذه الإفرازات التي تخرج من الأنف أثناء العطس أو التمخط، تُعد خط الدفاع الأول في التخلص من الجراثيم الموجودة في الجهاز التنفسي. كما ينصح الأطباء بالإكثار من السوائل، وتناول ما لا يقل عن ثماني أكواب من الماء والعصير والشاي، أو أي سوائل مفيدة، طوال اليوم. ذلك أن هذه السوائل، ستحل محل السوائل، التي يفقدها الجسم أثناء الإصابة بالبرد، كما أنها تساعد على طرد الشوائب، التي تتكاثر وتتغذى على الجهاز المناعي.

ز. تجنب التدخين

يُعدّ التدخين من أكثر العوامل، التي تزيد من حدة الشعور بأعراض البرد، خاصة التهاب الحنجرة والحلق. كما أن التدخين يتدخل مع نشاط الأهداب، التي تقاوم العدوى، التي تُعد الأصابع الميكروسكوبية الدقيقة، التي تجرف البكتيريا بعيداً عن الرئتين والحنجرة. وإذا لم يستطع المريض الإقلاع عن التدخين بصفة دائمة، فعلى الأقل يجب أن يتوقف عنه، عند الإصابة بنزلة البرد.

ح. الاستحمام بالماء الدافئ

يُساعد الحمام الدافئ على تخفيف حدة احتقان الأنف والحنجرة. كما يمكن غلي الماء، مع وضع منشفة فوق الرأس فوق الغلاية، مثل الخيمة، واستنشاق بخار الماء لتخفيف الاحتقان. كما يساعد هذا البخار على تخفيف حدة السعال، لأنه يرطب الحنجرة الجافة. ويفضل استخدام بعض المراهم لتلطيف حدة الاحتقان، والتهاب الأنف وما حولها، وذلك عن طريق دهان طبقة رقيقة، حول فتحات الأنف وداخلها.

ط. استخدام الأدوية حسب إرشادات الطبيب

هناك العديد من الأدوية، التي تُستخدم لعلاج نزلة البرد من دون وصفة طبية. وهي، للأسف، تصرف مباشرة من بعض الصيدليات. وبعض هذه الأدوية تعالج بعض الأعراض المحددة، ولكنها تحتوي على مجموعة من العناصر المتعددة من العقاقير، التي قد تكون لها آثار جانبية غير محببة، مثل الإحساس بالغثيان، والشّعور بالنعاس. لذلك، لا يُفضل استخدامها من دون استشارة الطبيب. ومن الأدوية التي ينصح بها الأطباء:

(1) تناول الأسبرين أو الأسيتامينوفين، لتخفيف آلام الجسم، أو الحمى، التي تصاحب الإصابة بالبرد. ولكن يجب عدم إعطاء الأسبرين للأطفال، أو من هم أقل من 21 عاماً، فإن ما يعتقد أنه مجرد نزلة برد، قد يكون أنفلونزا أو جديري. وقد اتضح للباحثين في هذا المجال، أن تناول الأطفال المصابين ببعض العدوى الفيروسية للأسبرين، قد يزيد من مخاطر التعرض لمتلازمة راي Reye’s Syndrome ، وهو مرض نادر نسبياً، ولكنه يقضي على المريض، عن طريق تدمير خلايا المخ والكبد.

(2) تناول إحدى مضادات الهستامين Antihistaminics، لمقاومة الرّشح والعطس واحتقان العين، حيث تعمل هذه المضادات على التصدي لعملية إطلاق مادة الهستامين، التي تسبب هذه الأعراض. ولكن يجب أن يوضع في الاعتبار أن مضادات الهستامين، تُحدث، عادة، الإحساس بالنعاس، لذلك من الأفضل تناولها قبل الذهاب للنوم، أو على الأقل في الفترة، التي لا يضطر فيها المريض إلى قياده السّيارة، أو القيام بأي عمل يحتاج إلى تناسق عضلي، أو تركيز.

(3) تناول المريض الأدوية المضادة للاحتقان، وانسداد الأنف، خاصة التي تحتوي على مواد فعّالة، مثل الفينيل افرين، أو الافدرين.

(4) استخدام السوائل الفعالة، في معالجة احتقان وانسداد الأنف، كالرّشاشات أو نقط الأنف، ولكن يجب عدم استخدامها لمدة تزيد عن ثلاثة أيام، لأن الإفراط في استخدامها قد يؤدي إلى تأثير مضاد، وإصابة الغشاء المخاطي الأنفي بالتهابات كيميائية.

(5) لتلطيف حدة السعال، يتناول المصاب النقط أو الشراب المضاد للسعال، أو المنفّثات الطاردة للبلغم، أو بعض الزيوت الطّيارة، التي تعالج السّعال.

(6) استخدام بعض الأقراص التي تستحلب، لتُساعد على تقليل احتقان الحلق والتهابه. ومعظم هذه الأقراص تحتوي على مواد مخدرة، تودي إلى تخدير طفيف للحنجرة المحتقنة، مما يلطف ويقلل من رغبة المريض في السعال.

(7) تساعد المراهم والدهانات التي تحتوي على المنتول والكافور، على تلطيف حدة الشعور بالاحتقان، كما تسهل عملية التنفس، خاصة أثناء النوم.

(Cool استخدام المضادات الحيوية المناسبة، عند الإصابة الثانوية بالبكتريا، وحدوث بعض المضاعفات البكتيريولوجية، مثل النزلات الشعبية.

(9) يُعد استخدام مضادات الفيروسات "الانترفيرون Interferon، أو الأمانتادين Amantadine" من أحدث الطرق لعلاج نزلات البرد، خصوصا في الحالات المصابة بضعف في جهاز المناعة.






       

7. أسئلة حائرة حول نزلات البرد

أ. برد المعدة بين الحقيقة والخيال

المتتبع لعائلة الفيروس رينو، يجد أنه من عائلة الفيروسات المعوية Enterovirus، لهذا فإن الإصابة ببرد المعدة تُعد، في الحقيقة، إصابة بفيروس البرد، الذي يصيب الغشاء المبطن للمعدة، وهو أمر نادر الحدوث.

ب. الليمون وفيتامين C وهم أم علاج

يسبب نقص فيتامين C ضعفاً في الغشاء المخاطي المبطن للأنف، ما يساعد على انتشار الفيروس. كما يسبب ضعفاً عاماً في جهاز المناعة. لذا يُعد فيتامين C والليمون، من طرق الوقاية من البرد، حيث إن تناول كميات مناسبة وقت انتشار الفيروس، يساعد علي تقوية جهاز المناعة والغشاء المخاطي المبطن للأنف. وعلى هذا، فإن تناول هذا الفيتامين عند الإصابة الفعلية بالبرد، يكون ذا دورٍ محدودٍ لأنه وقائي، أكثر منه معالجاً.

ج. مرض البرد كعرض لأمراض أخرى خطيرة

إن أمراض نقص المناعة، كمرض الإيدز AIDS، قد تصاحب، أو تظهر، عند المريض، كأدوار متكررة من نزلات البرد، التي تُصاحب، عادة، بمضاعفات خطيرة.

لذلك، قد تكون نزلة البرد عَرض لأحد الأمراض الأكثر خطورة، وقد يستلزم الأمر ضرورة زيارة الطبيب، خاصة إذا كان مصحوباً بواحد أو أكثر، من الأعراض الآتية:

(1) ارتفاع الحرارة إلى أكثر من 38 درجة، لمدة تزيد عن ثلاثة أيام.

(2) إحساس بالسّخونة، أو ألم شديد في الأذن، أو احتقان اللوزتين، أو ألم في جيوب الأنف، أو ألم في الرئتين، أو الصدر.

(3) كميات كبيرة من البصاق، أو بصاق يميل إلى الخضرة، أو مصحوب بالدم.

(4) الإحساس بصعوبة عند البلع.

(5) فقد شديد في الشهية.

(6) صفير عند التنفس.

(7) قصر التنفس.

د. العلاج ببعض الأعشاب والنباتات

هناك أنواع خاصة من الأعشاب والشاي، لها خواص طبيعية، تصلح مضادات لأمراض البرد، مثل نبات الفقمة الذهبية Goldenseal، ونبات الاشيناسيا. ويوجد من هذه النباتات أنواع من "الكبسولات" يُفضّل تناولها حال الإحساس بنوبة البرد. فعشب الفقمة الذهبية مثلاً، ينشّط الكبد، ويعمل جزئياً على التخلص من الجراثيم المعدية، كما يقوّي الغشاء المخاطي المحتقن في الأنف والفم والحنجرة. أما نبات الاشيناسيا، فهو ينظف الدم والغدد الليمفاوية، التي تساعد على دفع الأجسام المضادة للجراثيم المعدية، والتخلص من المواد السامة. ويمكن تناول كبسولة، أو كبسولتين، مرتين يومياً حوالي أسبوعين.

(1) الثوم

يتمتع هذا النبات الشهير بتأثير المضادات الحيوية. فهو يقتل الجراثيم، ويقضي بسرعة على أعراض البرد. ويمكن تناول كبسولة، أو كبسولتين، من الثوم، ثلاث مرات يومياً.

(2) شاي جذور العرقسوس

له خاصية ملطفة، تعمل على تلطيف حدة احتقان الحنجرة ومقاومة السعال.

(3) عشب الجنجل/ الشاي الصيني

إن تناول كوب من شاي عشب الجنجل، أو من الشاي الصيني، يعطي تأثيراً طبيعياً مهدئاً. وللحصول على نتيجة أفضل، يمكن إضافة ملعقة من عسل النحل إليه.




       

المصطلحات الطبية

1. فيروس رينو Rino

من أكثر أنواع الفيروسات المسببة لنزلة البرد انتشاراً، ولهذا فإن معظم أدوية البرد يكون المقطع الأول منها Rino.

2. فيروس كورونا Corona

من الفيروسات المسببة لنزلة البرد، ولكنه أقل انتشاراً من فيروس Rino، ويظهر في الشتاء فقط.

3. مضادات الهستامين Antihistaminics

تعمل هذه المضادات على التصدي لعمليه إطلاق مادة الهستامين، التي تسبب الرشح والعطس واحتقان العين. وتحدث هذه المضادات، عادة، الإحساس بالنعاس.

4. متلازمة راي Reye’s Syndrome

مرض نادر نسبياً، يحدث عند تناول الأطفال المصابين ببعض أنواع العدوى الفيروسية للأسبرين، أو أدوية البرد، التي تحتوي على الأسبرين. ويؤدي هذا المرض إلى تدمير خلايا المخ والكبد.

5. الفقمة الذهبية Goldenseal

عشب طبي ينشّط الكبد، ويعمل جزئيا على التخلص من الجراثيم المعدية، كما يقوي الغشاء المخاطي المحتقن، في الأنف والفم والحنجرة.

6. الأشيناسيا

عشب طبي يساعد على تنظيف الدم والغدد الليمفاوية، التي تساعد على دفع الأجسام المضادة للجراثيم المعدية، والتخلص من المواد السامة. ويوجد على هيئة كبسولات يجب تناولها بمجرد الإحساس بنوبة البرد.

7. التطعيم ضد البرد Flurix

لقاح يحتوي على الأنواع المنتشرة من الفيروس كل عام، ويؤخذ سنوياً.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 75802
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 78
الموقع : الاردن

الموسوعة الصحية المصغرة  التهاب الجيوب Empty
مُساهمةموضوع: رد: الموسوعة الصحية المصغرة التهاب الجيوب   الموسوعة الصحية المصغرة  التهاب الجيوب Emptyالسبت 16 أبريل 2016, 12:02 am

الإسهال


الموسوعة الصحية المصغرة  التهاب الجيوب BOlevel14413   مقدمة
الموسوعة الصحية المصغرة  التهاب الجيوب BOlevel14414   المبحث الأول: الأمعاء وأنواع وأسباب الإسهال
الموسوعة الصحية المصغرة  التهاب الجيوب BOlevel14415   المبحث الثاني: الإسهال وأمراضه الشائعة وعلاجه
الموسوعة الصحية المصغرة  التهاب الجيوب BOlevel14416   المصطلحات الطبية
الموسوعة الصحية المصغرة  التهاب الجيوب BOlevel14412   الأشكال
الموسوعة الصحية المصغرة  التهاب الجيوب BOlevel14411   المصادر والمراجع


       

مقدمة

اهتم الإنسان بالهضم ومشاكله منذ القدم، فطعامه هو شغله الشاغل وطلبه اليومي. ولا يسلم إلاّ قليل من الناس، من أمراض الجهاز الهضمي وأعراضه، كالقيء، أو الإسهال، أو الغازات، أو الحموضة الزائدة، أو الإمساك.

ويتكون الجهاز الهضمي Digestive System، من جُزءين أساسيين، هما: القناة الهضمية Elementary Canal، وهي قناة متصلة، تبدأ بالفم، من ناحية، وتنتهي بفتحة الشرج، من الناحية الأخرى. وتمر المحتويات في هذه القناة في اتجاه واحد فقط، من الفم، إلى الشرج (أُنظر شكل الوصف التشريحي للجهاز الهضمي). والجزء الأخر هو الغدد المساعدة، مثل الحوصلة المرارية Gall Bladder، والبنكرياس Pancreas، والغدد اللعابية Salivary Glands. وتفرز هذه الغدد أنزيمات خاصة، وعصارات مهضمة، تساعد على هضم مختلف أنواع الطعام. كما يفرز الجهاز المناعي أجساماً مضادة، لتقاوم وتقتل كل الميكروبات الضارة، التي تدخل الجسم مع أنواع الطعام المختلفة.

ويعد الإسهال من أكثر أعراض أمراض الجهاز الهضمي، تُصاحب العديد من الأمراض المختلفة.


الموسوعة الصحية المصغرة  التهاب الجيوب Fig01


       

المبحث الأول

الأمعاء وأنواع وأسباب الإسهال

أولاًً: الوصف التشريحي للأمعاء

الأمعاء هي الأنبوب الطويل الممتد من نهاية المعدة إلى فتحة الشرج. ويسمى جزؤه العلوي الأمعاء الدقيقة والسفلي الأمعاء الغليظة، وينقسم كل منهما إلى عدة أجزاء.

1. الأمعاء الدقيقة The Small Intestine

أنبوب طوله حوالي 6 أمتار، ويتكون من ثلاثة أجزاء هي:

أ. الإثني عشر The Duodenum

وسمى بذلك لأن طوله يقدر بعرض إثنى عشر إصبعاً، وهو بداية الأمعاء، ويشبه شكل الحدوة أو حرف C. والجزء الأول من الإثنى عشر أملس، وهو أول جـزء من الأمعاء يتعرض لحمض المعدة، ولذلك يكثر فيه حدوث القرحة الهضمية. أما جزؤه الثاني فتفتح فيـه قناة الصفراء "المرارية"، وقناة البنكرياس، ويصبان فيه إفرازهما.

ب. الصائم The Jejunum

وهو الجزء الثاني من الأمعاء، ويلي الإثني عشر مباشرة، ويبلغ طوله حوالي خُمسي طول الأمعاء الدقيقة كلها. ويشغل الصائم شمالي أعلى البطن.

ج. اللفائفي The Ileum

ويشمل الثلاثة الأخماس الباقية من الأمعاء الدقيقة، ومكانه في يمين أسفل البطن.

2. الأمعاء الغليظة The Large Intestine

الأمعاء الغليظة، أو القولون، توجد على شكل حدوة حصان، وطولها حوالي 1.5 متر ومحيطها ضعف الأمعاء الدقيقة، أو أكبر. ويبدأ القولون من الجهة اليمنى بالجزء الذي يسمى "القولون الصاعد" Ascending Colon، أو الأعور، أو المصران الأعور، وسمى كذلك لأن فتحته السفلي مسدودة، وله فتحة واحدة من أعلى متصلة بالقولون المستعرض. ويتصل بالأعور أنبوب ضيق على شكل دودة، لذلك سميت "الزائدة الدودية" Vermiform Appendix، وطولها، في المتوسط، حوالي 10 سنتيمترات، وهي جزء منقرض من الأعور، ولا وظيفة لها في الإنسان.

ويحتل القولون الصاعد الجهة اليمنى من البطن، ثم ينثني تحت الكبد مكوناً الزاوية الكبدية، ثم القولون المستعرض Transverse Colon، الذي يتجه إلى أعلى البطن من الجهة اليمنى إلى الجهة اليسرى، ثم ينثني تحت الطحال مكوناً الزاوية الطحالية، ثم يتجه لأسفل في الجهة اليسرى من البطن، ويسمى "القولون النازل" أو "الهابط" Descending Colon. ثم يأخذ شكل حرف S، ويحتل الجزء الأسفل من البطن والحوض، ويسمى "القولون السيني" Sigmoid Colon، ثم يعتدل مستقيماً ويتجه إلى أسفل، يُسمى "المستقيم" Rectum، ثم ينتهي بفتحة الشرج The Anus. ويعد كل جزء في الجهاز الهضمي، عضواً قائماً بذاته، نظراً لاختلاف الوظيفة، التي يؤديها كل عضو.

وتحرك الأمعاء الدقيقة والغليظة، عضلات في طبقتين: طولية خارجية، ودائرية داخلية؛ ويبطّنها من الداخل الغشاء المخاطي. ومهمة تلك العضلات، هي خلط الطعام وتحريكه، بفضل موجات من الانقباضات، تسمى الحركة الدودية Peristaltic Movement. ووظيفة الغشاء المخاطي المبطن للأمعاء، هي الهضم والامتصاص، بفعل إنزيمات الأمعاء والبنكرياس وصفراء الكبد، التي تحول الغذاء إلى مستحلب من الدهون والبروتينات، ثم يُمتص بفضل ثنيات الغشاء المخاطي وأهدابه المخملية الدقيقة، التي تزيد من سطح الامتصاص، وتنتقل المكونات الممتصة، إلى الدم مباشرة.

ثانياً: رحلة الطعام داخل الجهاز الهضمي

يصل الطعام، بعد مضغه وابتلاعه، إلى المعدة، عبر مرحلتين أساسيتين، هما:

كسير الطعام بواسطة الإنزيمات الهاضمة، ثم دفعه إلى المكان الذي يليه في القناة الهضمية، في اتجاه واحد من المعدة إلى الأمعاء، وليـس العكس.

ثم تكسير وهضم هذا الطعام على نحو يسمح بامتصاصه إلى الدم، من خلال الأمعاء الدقيقة، ثم التخلص مما تبقى عن طريق الإخراج. ويصل الغذاء إلي نهاية الأمعاء الدقيقة بعد أربع ساعات من ابتلاعه، كما يصل إلى نهاية القولون بعد نحو 18ساعة. ودور القولون محدود بامتصاص الماء والملح، وتركيز البراز وخزنه إلى أن يحين وقت خروجه.

ويستلزم ذلك مرور التيار الدافع للهضم في اتجاه واحد منتظم، وكل ما يعيق هذه الرحلة، أو يبطئ حركتها، أو يعكس اتجاهها، يسبب اضطرابات وأمراض تصيب الجهاز الهضمي، مثل الحموضة الزائدة، والإمساك، والقيء، والإسهال، والمغص أو الغازات.

ومعظم هذه الأعراض تدل على أن مصدرها في الجهاز الهضمي. فمثلاً: القيء والحموضة يصدران من المعدة غالباً، والمغص يصدر من الأمعاء أو المرارة. وتوجد أعراض ثلاثة حدوثها غير محددٍ بمكان في القناة الهضمية، وهي الإمساك، والإسهال، والغازات، بل هي قد تنشأ نتيجة أمراض أخرى خارج الجهاز الهضمي.

1. هضم الطعام داخل المعدة

يفرز الغشاء المخاطي المبطن للمعدة ما يلي:

أ. الببسين Pepsin

وهو إنزيم مهضم، وظيفته هضم المواد البروتينية في الطعام.

ب. حامض الهيدروكلوريك Hydro-Choleric Acid: Hcl

وهي مادة حمضية، وظيفتها الأساسية تطهير الطعام مما يحمله من خلايا ضارة وبكتريا. وتوجد مادة مخاطية أخرى تغطى جدار المعدة كله، خصوصاً طوال فترة الراحة، أي في حالة عدم وجود طعام داخل المعدة، حتى تحمي الغشاء المخاطي من تأثير حامض الهيدروكلوريك، أو من الإصابة، أو المهاجمة، من أي ميكروب ضار في الطعام.

وتفرز المعدة هذه الإفرازات في حالتين هما:

أ. الرغبة في تناول الطعام، وهي تؤثر على المعدة عن طريق العصب الحائر، Vagus nerve، الذي يدفع المعدة إلى إفراز حامض الهيدروكلوريك والببسين، استعدادا لاستقبال الطعام.

ب. تناول الطعام، ووصوله للمعدة، يحفزها على إفراز حامض الهيدروكلوريك والببسين، لتبدأ عملية الهضم.

والهضم هو: موجات متعاقبة من الانقباضات في عضلات جدار المعدة، كل دقيقة، أو دقيقتين، ليتم خلط الطعام داخل المعدة، وطرده على هيئة دفعات متكررة، خلال فتحة الإثنى عشر، والمسماة الفتحة البوابية Pylorus (أُنظر شكل الوصف التشريحي للجهاز الهضمي)، ووظيفتها السماح للمواد المهضومة فقط بالمرور على شكل كرات مستديرة إلى الأمعاء الدقيقة. أما المواد الغير مهضومة، فلا يُسمح لها بالمرور.

وعند وصول الطعام إلى تلك الفتحة، وما يسبقهـا من اتساع بسيط في المعدة، يُفرز هرمون من خلايا هذه المنطقة، يسمـى هرمون الجاسترين Gastrin Hormone، ويؤدي إلى زيادة إفراز العصارات المعديـة، ليعجل عملية الهضم ويسرع بها.

وفي حال احتواء الطعام على مواد دهنية كثيرة، تفرز خلايا المعدة هرموناً آخر يسمى أنتروجاسترون Entro-gastrin Hormone، مهمته تعطيل عملية الهضم داخل المعدة، حتى تستعد العصارات، التي يفرزها البنكرياس والأمعاء الدقيقة والكبد، لاستقبال هذه الدهنيات.

2. هضم الطعام داخل الإثني عشر

تبدأ المرحلة الثانية للهضم في الإثنى عشر، في الجزء الذي يسمى "الصائم"، حيث توجد إفرازات من البنكرياس، والأمعاء، ومن الكبد والحوصلة المرارية.

وإنزيمات البنكرياس ثلاثة أنواع، هي:

أ. إنزيم الاميليز Amylase Enzyme

ومهمته هضم المواد النشوية، وتحويلها إلى سكريات بسيطة.

ب. إنزيم الليبيز lipase Enzyme

ومهمته هضم المواد الدهنية، وتحويلها إلى أحماض دهنية بسيطة.

ج. إنزيمات التربسين Trypsen والكيموتربسين Chemotrypsen:

ومهمتها هضم المواد البروتينية، وتحويلها إلى أحماض أمينية.

وهذه الأنواع الثلاث من الإنزيمات الهاضمة، تهضم كرات الطعام القادمة من المعدة وتكسّرها إلى مواد بسيطة، يسهل امتصاصها بعد ذلك.

ولا تقتصر وظيفة البنكرياس على إفراز تلك الهرمونات فقط، بل يفرز كذلك مادة قلوية خاصة، لمعادلـة حامض المعدة المختلط بالطعام. وكذلك تفرز خلايا الغشاء المبطن للإثنى عشر سائلًا قلوياً، ليعادل تلك الحمضية؛ كما تفرز هذه الخلايا مادة مخاطية، تغطي الغشاء المخاطي للإثنى عشر، وتحميه من تأثيرات الطعـام الحمضي.

وتفرز الحوصلة المرارية Gall Bladder مادة الصفراء Bile، ومهمتها الأساسية، هي تحويل المواد الدهنية في الطعام، إلى مستحلب مما يسهل هضمها، بواسطة الإنزيمات الخاصة بذلك. كما تفرز خلايا الأمعاء الدقيقة، بعض الإنزيمات الهاضمة من الأنواع الثلاثة: الأميليز ـ الليبيز ـ التريبسين، لُتكمل هضم المواد، التي لم تهضم بأنزيمات البنكرياس. أي أن هذه الأنواع الثلاثة من الأنزيمات، يفرزها البنكرياس، كما تفرزها كذلك خلايا الأمعاء. ثم تُدفع بعد ذلك، المواد المهضومة إلى بقية الأمعاء الدقيقة، لإنهاء عملية الامتصاص الأساسية.

3. الامتصاص (أُنظر شكل الخملات أو الأهداب)

يجرى امتصاص نواتج الهضم بالكامل في الأمعاء الدقيقة، بعد أن تتحول المواد النشوية والسّكرية، والبروتينية، والمواد الدهنية، إلى مواد بسيطة سهلة الامتصاص. ويقوم بعملية الامتصاص مجموعة من الخلايا في الغشاء المخاطى المبطن لجدار الأمعاء الدقيقة، الذي يأخذ شكل زوائد تُسمى "الخملات" أو "الأهداب" Villi. وهذه الزوائد تزيد مساحة السطح المتاح للامتصاص بدرجة كبيرة جداً، ويوجد بها أوعية دموية وليمفاوية. إضافة إلى ذلك، فإن امتصاص الماء والأملاح المعدنية، خصوصا الكالسيوم والحديد ومجموعة من الفيتامينات، وأهمها فيتامين ب المركب، وفيتامين ب12 بصفة خاصة، تتولاه هذه الزوائد (الخملات).

أ. امتصاص النشويات Carbohydrates Absorption (أُنظر شكل آلية الامتصاص)

تتحول النشويات إلى مجموعة من السكريات الأحادية Monosaccharides، أهمها سكر الجلوكوز، وكذلك بعض السكريات الأخرى، المسماة السكريات الثنائية Disaccharides مثل: السكروز Sucrose "سكر القصب "، والمالتوز Maltose " سكـر الشعير"، واللاكتوز Lactose "سكر الألبان". وأكبر كمية من النشويات يجري امتصاصها في الصائم، وأقلها باللفائفي.

ب. امتصاص الدهون Fats Absorption  (أُنظر شكل آلية الامتصاص)

تتحول الدهون إلى مستحلب بواسطة إفرازات الحويصلة المرارية، ثم تتولى إنزيمات البنكرياس تحويلها إلى أحماض دهنية بسيطة، يتم امتصاصها إلى الكبد، ثم إلى الدم. أما الدهون الثلاثية Triglyceraides، فتُمتص من طريق الأوعية الليمفاوية، إلى الدم مباشرة دون المرور بالكبد، محدثه ما يسمى "تدهّن الدم"، بعد حوالي ساعتين من تناول الوجبـة الدسمة.

ج. امتصاص البروتينات Proteins Absorption (أُنظر شكل آلية الامتصاص)

يجرى تكسير البروتينات إلى مجموعة من الأحماض الأمينية، التي تُمتص إلى الدورة الدموية البابية Portal Circulation، ومنها إلى الكبد.

ويُلاحظ أن كل نواتج الهضم، من السكريات الثنائية أو البسيطة، والأحماض الأمينية والأحماض الدهنية، تمتص في الدورة البابية إلى الكبد؛ ولكن الدهون الثلاثية تمتص في القناة الصدرية Thoracic Duct، عن طريق الأوعية الليمفاوية، ومنهـا إلى الدم مباشرة، أي لا تمر بالكبد. أما باقي المواد، كالماء والأملاح المعدنية والفيتامينات، فتمتص كلها في الدورة البابية، إلى الكبد مباشرة.

ثالثاً: ميكانيكية الجهاز الهضمي (أًُنظر شكل ميكانيكية الجهاز الهضمي)

تعتمد حركة الجهاز الهضمي أساساً على عضلات لا إرادية، في جدار القناة الهضمية، تتقلص في اتجاهات مختلفة لتدفع المحتويات إلى الأمام.

وفي المريء، يُدفع الطعام في شكل موجات سريعة، حوالي 2-3 سم في الثانية الواحدة، ليصل إلى فتحة الفؤاد Cardiac End، بين المعدة والمريء، فترتخي عضلات الفتحة الفؤادية في الحال، لتسمح بمرور الطعام، ثم تغلق بشدة، لمنع عودته إلى المريء مرة أخرى.

وبوصول الطعام إلى المعدة تبدأ موجات تقلصيه، بمعدل ثلاث مرات في الدقيقة، في اتجاه الفتحة البابية Pylorus. وهي موجات رقيقة وخفيفة، تؤدي إلى خلط الطعام جيداً بالعصارة المعدية، ثم دفعه إلى الإثنى عشر من طريق الفتحة البابية. وتكون الفتحة البابية مغلقة باستمرار، إلا عند مرور الطعام المهضوم، وذلك لمنع ارتداد العصارة الموجودة داخل الإثنى عشر إلى المعدة، وكذلك تحديد الكمية التي تمر من المعدة إلى الإثنى عشر مع كل دفعة من التقلصات المعدية، حتى لا تكون الكمية كبيرة ومتخمة للإثنى عشر.

ويصل الطعام المهضوم من المعدة، إلى الجزء الأول من الإثنى عشر، حيث يبقى فيه فترة، ثم يندفع بسرعة كبيرة خلال الأمعاء الدقيقة كلها، في موجات متعاقبة ومتلاحقة. وتحدث موجات دودية طاردة قوية في الأمعاء الدقيقة، تدفع كل موجة منها الطعام المهضوم إلى مسافة تصل ما بين 8 - 10سم في كل مرة. وتستمر الموجة لمدة ثانية واحدة فقط، وبين كل موجة وأخرى فترة استرخاء لمدة ثوان، أو أكثر من دقيقة. وهي فترة استرخاء للعضلات، استعدادا للموجة التالية.

يصل ما تبقى من الطعام، بعد امتصاصه، إلى فتحة في نهاية الأمعاء الدقيقة، وأول أجزاء القولون، تسمى، المصران الأعور. وهو غير الزائدة الدودية، يُسميها العامة خطأ. وتتحكم الفتحة المعوية القولونية، في مرور محتويات الأمعاء الدقيقة إلى القولون.

وتتأثر الفتحة المعوية القولونية، بتناول الطعام، حيث يحدث تأثير انعكاسي من المعدة إلى هذه الفتحة. وتتكون موجات تقلصيه طاردة، تفتح الممر إلى القولون. ويطلق على هذه العملية "التأثير المعدي القولوني للطعام" Gastrocolic Reflex. ويفترض أن ذلك يساعد على إخلاء الأمعاء الدقيقة، مما تبقى بها من محتويات، لكي تستعد لاستقبال الطعام الجديد.         

وتستغرق المدة بين تناول الطعام، ووصوله إلى الفتحة المعوية القولونية، حوالي 3-4 ساعات، وقد يبقى في نهاية الأمعاء الدقيقة لمدة قد تصل إلى حوالي الساعة؛ ثم يمر إلى المصران الأعور، ثم القولون الصاعد، وعندها تحدث موجات تقلصيه طاردة تدفع بالبراز، إلى القولون المستعرض والنازل والقولون الحوضي.

إن الوجبة التي يتناولها الفرد، تخرج على شكل براز، بعد فترة تختلف من شخص إلى أخر، وتراوح بين 24 إلى 72 ساعة، فإذا تأخرت عن ذلك كان الإمساك، وإذا أسرعت كان الإسهال.

عملية التبرز Defecation

1. يقصد بعملية التبرز إخراج بقايا الهضم والامتصاص. وهي عملية حيوية مبرمجة ومنظمة، بحيث أن تناول الطعام، يحرك خروج محتويات القولون.

وتحدث عملية التبرز نفسها عند وجود الرغبة في الإخراج، حين تبدأ موجات تقلصيه متعاقبة، تدفع بمحتويات القولون، لتتراكم في منطقة القولون الحوضي، حيث تحجزها عضلات عاصرة، ما بين القولون والمستقيم. ومع تراكم المحتويات يرتفع الضغط على العضلات العاصرة، فتفتح الطريق ليدخل البراز إلى المستقيم فجأة، فيشعر الإنسان بالرغبة الملحة في الإخراج.

ويندفع البراز إلى الخارج في موجات متعاقبة، فتخرج محتويات المستقيم، ثم محتويات القولون الحوضي، وهكذا.

ويساعد على الإخراج رفع ضغط البطن بإيقاف التنفس، وتقلص عضلات البطن إلى الداخل، ونزول الحجاب الحاجز إلى اسفل، وارتفاع عضلات الشرج والحوض إلى أعلى؛ فكل ذلك يساعد على دفع المحتويات إلى الخارج، مرة أو مرتين يومياً لدى الشخص العادي.

2. مكوّنات البراز

يحتوي البراز على بقايا الطعام المهضوم، التي لم تُمتص في الأمعاء الدقيقة، وهو خليط من الكالسيوم والفوسفات والحديد والماغنسيوم، وبعض من الأحماض الدهنية، والدهنيات الثلاثية، وكمية من الألياف النباتية، التي تأتى من تناول الخضراوات والفاكهة.

كما يحتوى على بعض البكتريا الميتة، والخلايا المتساقطة من جدار الجهاز الهضمي، طوال الرحلة الهضمية.

ويختلف حجم البراز من شخص إلى آخر، وفقاً لكمية الماء الذي يحتويه؛ فالماء هو ما يشكل الحجم الأكبر للبراز، ويمثل حوالي 60%-80% من وزنه. ويراوح متوسط وزن البراز لدى الشخص العادي 100-300 جرام.

أما رائحة البراز، فسببها وجود بعض المواد العضوية الناتجة من تفاعل البكتريا مع محتويات البراز، خصوصا الأحماض الأمينية والدهنية.

ويختلف لون البراز حسب نوع الأطعمة، التي يتناولها الإنسان؛ وكذلك نتيجة لوجود مادة تسمى الاستركوبلين Stercobilin، وتُنتج من أكسدة المادة الصفراء المتبقية في القولون بفعل البكتريا. ولهذا، ففي حالات الإسهال الشديد، لا يكون هناك وقت كاف للبكتريا لتؤدي عملها، فتظل المادة الصفراء بدون أكسدة، وتعطى الإسهال اللـون المائل للاصفرار.

رابعاً: أنواع الإسهال وأسبابه

1. التعريف

هناك عدد من التعريفات للإسهال، منها ما يلي:

أ. زيادة وزن البراز اليومي عن 350جم، ويصحب ذلك ـ عادة ـ زيادة في عدد مرات التبرز، وتغير في قوام البراز إلى السيولة.

ب. إخراج براز سائل أو مائي لا قوام له، عدة مرات متتابعة، وفي كمية تزيد على 300جم في اليوم.

ج. إخراج براز سائل، أو شبه سائل، يكون مصحوباً، عادة، بكثرة عدد مرات التبـرز، كما يتجاوز وزن البراز المتوسط الطبيعي المعروف 200جم.

والإسهال المائي الشديد، الكثير العدد، المصحوب بمغص، يكون غالباً من الأمعاء الدقيقة؛ أما إسهال الأمعاء الغليظة، فلا يصاحبه مغص شديد، ويكون البراز فيه متماسكاً وبه مخاط، وأحيانا به دم، وعدد مراته أقل.

ويُعد الإسهال حاداً إذا توقف خلال فترة أقل من أسبوع، بصرف النظر عن كونه شديـداً أو بسيطاً. كما يُعد مزمناً إذا استمر أكثر من أسبوعين.

2. الإسهال الحاد

يحتوى البراز في حالة الإسهال الحاد، على كمية كبيرة من الماء، ويصاحبه زيادة عدد مرات التبرز، ويكون مصدره، وغالبا،ً الأمعاء الدقيقة. ويستمر الإسهال على الرغم من عدم تناول سوائل أو أطعمة، لمدة لا تزيد عن أسبوع. وهو نتيجة إفراز سوائل كثـيرة من جـدار الأمعـاء الدقيقة. والإسهال الحاد نوعان: نوع ناتج عن أمراض غير معدية Infectious Diarrhea Non-، ونوع ناتج عن أمراض معدية Infectious Diarrhea.

ويتسبب الإسهال الناتج عن أمراض معدية، في وفاه أكثر من 4 ملايين طفل سنوياً، في الدول النامية، وسببه عدم توفر مياه الشرب الصالحـة، وعدم وجود صرف صحي، والزيادة السكانية، وقلة النظافة الشخصية، ونقص الخدمات الصحية، والفقر والجهل. كما يكثر انتشار الإسهال في المعسكرات والمصحات والملاجئ والمستشفيات، لأن العدوى تنتقل عم طريق الفم بتناول طعام أو شراب ملوث ببراز آدمي أو حيواني. أسباب هذا النوع من الإسهال. نتيجة الإصابة بعدوى ميكروبية، أو طفيلية، أو فيروسية، أو فطرية، ويصاحب الإسهال الميكروبي، عادة، أعراض عامة، كارتفاع درجة الحرارة والغثيان أو القيء، وآلام في البطن.

ومن أهم أسباب الإسهال الحاد الناتج عن أمراض معدية:

أ. أسباب ميكروبية

(1) الكوليرا Cholera Disease

وتنتشر في صورة أوبئة، وفي مناطق متوطنة من بلاد العالم الثالث. ويكون البراز شديد السيولة، وله لون ماء الأرز المغسول، ويصاحب ذلك تقلصات شديدة بالأمعاء، وعدم ارتفاع درجة الحرارة، تُعد من أهم العلامات المميزة للإصابة بالكوليرا.

(2) التسمم الغذائي بالميكروب العنقودي Staphylococcus

ويحدث الإسهال، عادة، بعد ساعات قليلة من تناول الطعام أو الشراب الملوث. ويصيب عدة أفراد تناولوا الطعام نفسه في وقت واحد.

(3) إصابة الأمعاء بميكروب التيفود Typhoid، أو الباراتيفويد Paratyphoid

يحدث الإسهال مبكراً أو متأخراً، وتصاحبه حرارة مرتفعة، مـع غثيان شديد وقيء أحياناً.

(4) إصابة الأمعاء بميكروب الدوسنتريا الباسيليه Bacillary Dysentery

أو الميكروب الذي يوصف حديثاً باسم كامبيلوباكتر، أو هيلكوباكتر Campylobacter or Hylicobacter، وقد يسبب ألماً شديداً يشبـه ألم التهاب الزائـدة الدودية.

(5) إسهال المسافرين Traveler's Diarrhea

يحدث إسهال المسافرين أو السّياح أثناء السفر أو بعده مباشرة، ويكون نتيجة عدوى بأنواع سامة من ميكروب الأشريشيا القولونية Escherichia Coli، أو ميكروب السالمونيلا Salmonella، أو طفيل الجيارديا أو الأميبا.

ب. أسباب فيروسية Viral Infection

يُعد الإسهال الفيروسي من أكثر أنواع الإسهالات حدوثا في فصل الشتاء. وينتج عن الإصابة بفيروس روتا Rota Virus، أو فيروس الأنفلونزا. ويحدث فجأة، ودون سابق إنذار، ويستمر يومين أو ثلاثة أيام فقط. وقد يصاحبه ارتفاع قليل في درجة الحرارة بسيطة وسعال أو زكام. ويتميز هذا النوع بأنه لا يستجيب للمضادات الحيوية، بل للراحة وتناول السوائل بكثرة.

ج. أسباب فطرية Fungal Infection

يعود سببه إلى فطريات تهاجم الغشاء المبطن للقولون بصفة خاصة، نتيجة هبوط مناعة الجسم العامة. وأهم هذه الفطريات النوع المسمى مونيليا Monilia، وتكثر الإصابة به، بين مرضى الأورام الخبيثة، نتيجة تناول العلاج الكيماوي. كذلك تحدث بعد استعمال مضادات حيوية قوية، تقضـي على البكتريا النافعة الموجودة بالفم، التي تتوازن مع هذه الفطريات وتمنع تكاثرها. وتحدث الإصابة الفطرية، كذلك، في مرضى الإيدز، أو بعد زراعة الأعضاء، خصوصاً زراعة الكلى، نتيجة استعمال مثبطات المناعة، لمنـع طـرد العضو المزروع. ويتسم الإسهال الفطري بأنه ليس عنيفـاً ولا مندفعاً، كما أن له رائحة كريهة. وتكون السيطرة عليه بالقضاء على السبب إذا أمكن، أو تخفيف حدة الإصابة، باستعمال مضادات الفطريات لفترات متفاوتة.

د. الإسهال الطفيلي Parasitic Infection

ينتج عن الإصابة ببعض الطفيليات وحيدة الخلية، مثل الدوسنتاريا الأميبية Entamoeba Histolytica، أو طفيل آخر يُسمى الجيارديا لامبليا Giardia Lamblia. وينتشر هذا الطفيل في المناطق المزدحمة، وتحدث العدوى به نتيجة لتناول المياه والطعام الملوث. والأطفال أكثر إصابة به من الكبار. وتسبب الطفيليات إسهالاً مزمناً لفترات طويلة، تصاحبه تقلصات في البطن، كما يتسم بإفراز مخاطي ودم في البراز.

أما أسباب الإسهال غير الميكروبية والناتجة عن أمراض غير معدية فهي:

أ. الإسهال الكاذب

وهو كثرة عدد مرات التبرز دون زيـادة في وزن البراز، مثلما يحدث عند القلق، بسبب إفراز مادة الأدرينالين بكمية زائدة. فهذه المادة تحرك الأمعاء والقولون بسرعة، وتسبب الإسهال، أو كثرة التّبرز. وكذلك في حالات اضطراب الجهاز العصبي، أو التهاب البروستاتا، وزيادة نشاط الغدة الدرقية. وفي كل هذه الحالات تكون كمية البراز ثابتة، ولكنها لا تخرج مرة واحدة، بل على عدة مرات. وفي حالات التبرز اللاإرادي، يخرج البراز من الحين للآخر عـدة مرات، ويكون ليناً وربما سائلاً، فيعطى الانطباع بوجود إسهال.

ونادراً ما تحتاج هذه الحالات إلى علاج، لأنها تتوقف تلقائياً مع زوال السبب.

ب. إسهال سكر اللاكتوز Lactose Intolerance

يؤدي نقص إنزيم اللاكتاز Lactase Enzyme من جدار الأمعاء، إلى عدم امتصاص سكر اللبن، المسمى سكر اللاكتوز، مما يزيد من تركيز هذا النوع من السكر في تجويف الأمعاء، عن تركيزه داخل خلايا الجسم. وعندما يزداد الضغط، أو التأثير الأسموزى Osmotic Pressure داخل الأمعاء، يؤدي إلى سحب كميات كبيرة من الماء من داخل الخلايا، محدثه إسهالاً شديداً، وتراكم غازات كثيرة. ويحدث هذا النوع من الإسهال بسبب وجود محاليل سكرية، أو ملحية مركزة داخل الأمعاء، والأمثلة على ذلك هو استعمال المسهلات المعدنية، مثـل سلفات الماغنسيوم، أو السكريات المركزة مثل اللاكتوز.

ج. الإسهال الكيماوي Chemical diarrhea

يحدث نتيجة تناول طعام ملوث بكيماويات، مثل المبيدات الحشرية والمبيدات الزراعية؛ وكذلك قد تسبب بعض العقاقيـر الطبية، مثل مضادات الحموضة، والمضادات الحيوية إسهالاً حاداً لدى بعض الناس. وقد لا يكون سبب إسهال المضادات الحيوية حساسية فقط للدواء، بل قد ينتج عن كبت بكتريا الأمعاء الطبيعية، واستبدال ميكروبات أخرى بها لا تتأثر بالدواء، وتحدث التهاباً حاداً في الأمعاء.

3. الإسهال المزمن، أو المتكرر

يُعد الإسهال مزمناً، إذا أستمر أكثر من أسبوعين، وقد يكون سببه أمراضاً معدية، مثل إصابة الأمعاء بالدرن، وقد يصاحب ذلك الدرن الرئوي أو يحدث مستقلاً. وكذلك العدوى بفيروس نقص المناعة المكتسبة "الإيدز"، والبلهارسيا المعوية، والأميبا، والجيارديا، التي قد تصبح مزمنة.

أما أمراض الأمعاء غير المعدية، المصحوبة بالإسهال، فأشهرها:

أ. أورام الأمعاء، أو الاستعمال المزمن للأدوية المسهلة، أو إدمان الكحول والمخدرات.

ب. أمراض سوء الامتصاص

تحدث بسبب مرور البراز بسرعة عبر القولون، دون أن يأخذ الوقـت الكافي لامتصاص السوائل منه وتجفيفه. ومثال ذلك مرض القولون العصبي، وما يسببه من تشنجات وتقلصات في جدار القولون، نتيجة التوتر. أو بسبب التهاب حادٍ في جدار القولون، يمنع امتصاص السوائـل في البراز. وقد يحدث كذلك بعد استعمـال المضادات الحيوية القوية، أو نتيجة لانسداد جزئي بالقولون، يؤدي إلى تراكم البراز ونمو ميكروبات ضارة داخله، تسبب التهاب الجدار. ومن الصفات التي يتسم بها انسداد الأمعاء الجزئي، حدوث نوبات متتابعة من الإمساك الشديد، ثم الإسهال الحاد المتتابع كريه الرائحة، بين نوبات الإمساك.

وهناك أسباب أخرى كثيرة لالتهاب الجدار المبطن للقولون، مثل الإصابة بالقولون التقرحي والبلهارسيا، وأحياناً حويصلات القولون المزمنة عند كبار السن، ومرضى الإمساك المزمن، أو مدمني استعمال الحقن الشرجية والملينات العنيفة. ويتسم الإسهال المزمن بحدوث نوبات من التقلصات المعوية، خصوصاً في وسط البطن، ثم الرغبة الملحة والسريعة في التبرز، ووجود كمية من المخاط بالبراز. وقد تحدث تعنيه شديدة إذا امتدت الإصابة إلى المستقيم بصفة خاصة. ونادراً ما يصحب الإسهال القولوني ارتفاع في الحرارة أو قيء.

وقد يحدث الإسهال، كذلك، نتيجة لقصور البنكرياس، أو استئصال الأمعاء الجراحي، والغزو البكتيري للأمعاء الدقيقة، والانسداد المراري، واحتباس الصفراء، أو بسبب انسداد الأوعية الليمفاوية.

وتعد أهم مشكلة لتشخيص الإسهال المزمن وعلاجه، هي التفريق بين الأسباب العضوية وبين الإسهال العصبي، الذي يستمر سنوات عديدة دون أن تصاحبه أعراض عامة، كفقد الشهية أو نقص الوزن، وتكون نوباته مرتبطة، عادة، بالتوتر والقلق النفسي. وينبغي البحث عن سبب عضوي للإسهال، إذا كان حديث العهد لدى مريض مسن، أو إذا صاحبته أعراض وعلامات في أجهزة الجسم الأخرى، كقروح الفم والتهابات العين، وآلام المفاصل، والطفح الجلدي، والبواسير والناسور. ويقتضي وجود الدم بالبراز، استعمال كل وسيلة ممكنة لتحديد مصدره وسببه.

الموسوعة الصحية المصغرة  التهاب الجيوب Fig02
 الموسوعة الصحية المصغرة  التهاب الجيوب Fig04
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 75802
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 78
الموقع : الاردن

الموسوعة الصحية المصغرة  التهاب الجيوب Empty
مُساهمةموضوع: رد: الموسوعة الصحية المصغرة التهاب الجيوب   الموسوعة الصحية المصغرة  التهاب الجيوب Emptyالسبت 16 أبريل 2016, 12:03 am

الإسهال


المبحث الثاني

الإسهال وأمراضه الشائعة وعلاجه

أولاً: كيفية حدوث الإسهال

يحدث الإسهال نتيجة لإفراز كميات كبيرة من السوائل، من جدار الأمعاء الدقيقة بسبب الضغط الأسموزي؛ ما يؤدي إلى حدوث إسهال مائي شديد وجفاف، مثل حالات الكوليرا. أو نتيجة لعدم امتصاص الماء بواسطة القولون، فتصبح كمية السوائل المفقودة أقل والبراز أكثر تماسكا، مثل حالات الدوسنتاريا. ولدى الأطفال يحدث النوعان معاً، بسبب مهاجمة الميكروبات الضارة لكل من الأمعاء الدقيقة والقولون.

ويعد حدوث المغص في نوبات متتابعة، دليلًا على أن الإصابة في الأمعاء الدقيقة، لان إصابة القولون لا تحدث مغصاً حاداً إلاّ في حالات نادرة، مثل حدوث انسداد معوي.

ثانياً: خطورة الإسهال

تؤدي الأمعاء الدقيقة وظيفة غاية في الأهمية، للمحافظة على صحة الجسم وحيويته، وعلى توازن أملاح الدم، كالصوديوم والبوتاسيوم. ويوجد الصوديوم على شكل كلوريد الصوديوم، وهو العامل الأساسي في الجسم للمحافظة على معدل ضغط الدم؛ بينما يوجد البوتاسيوم على شكل بيكربونات البوتاسيوم، ولابد من توازنٍ بين الصوديوم والبوتاسيوم. وإذا حدث خلل في هذا التوازن، انهارت الدورة الدموية. ويجري امتصاص الصوديوم والكلوريد، في القولون، كما يُفرز، في الوقت نفسه، البوتاسيوم والبيكربونات.

وعند حدوث إسهال، يفقد الجسم جزءاً كبيراً من كلوريد الصوديوم فقط؛ ما يؤدي إلى زيادة مستوى البوتاسيوم والبيكربونات، وحدوث خلل في التوازن، وهو ما يؤدي إلى انهيار الدورة الدموية، واحتمال الصدمة والوفاة. لذلك، فإن التعويض بالماء فقط لا يجدي، بل لا بد من التعويض كذلك بأملاح الصوديوم والجلوكوز، لتعويض النقص في امتصاص المواد السكرية.

ويحتوى الجدار المبطِّن للأمعاء الدقيقة، على نوعين من الخلايا: أحدهما وظيفته الامتصاص، والثاني وظيفته الإفراز. وعند الإصابة بالإسهال الميكروبي، نتيجة إفراز سموم، فإنها تؤثر على خلايا الإفراز، ولا تؤثر على خلايا الامتصاص، التي تظل تعمل بشكل شبة طبيعي، على الرغم من زيادة الإفراز من الخلايا الأخرى.

ثالثاً: تشخيص الإسهال

1. الاهتمام بالتاريخ المرضى بكل دقائقه، مثل معرفة شدة الإسهال، وعدد مرات التبرز، وقوام البراز، ووجـود دم في البراز. والسؤال عن أعراض أخرى، مثل: الانتفاخ والغازات وآلام البطن، وفقدان الوزن، وارتفاع درجة الحرارة، والعرق الغزير.

2. فحص مريض الإسهال، وليس فحص الجهاز الهضمي فقط، بل يشمل الفحص أجهزة الجسم الأخرى. وفحص البراز بالعين المجردة، وكذلك فحص الشرج والمستقيم بالإصبع والمنظار العادي، وفحص الأمعاء بأشعة الباريوم، ثم منظار الألياف الضوئية، الذي يستطيع أن يستكشف مناطق من الأمعاء لا يصل إليها المنظار العادي. وذلك لتشخيص التهابات الأمعاء المختلفة، ولتشخيص أورام الأمعاء وتحديد طبيعتها، وأخذ عينات من جدار الأمعاء، أو من الأورام، من طريق المنظار، للفحص الباثولوجي.

3. ولمعرفة الإسهال الناتج عن سوء الامتصاص من الأمعاء الدقيقة، يُحدد نسبة الدهن في البراز، وقياس قـدرة المريض على امتصاص سكر اللاكتوز، وأخذ عينات من الغشاء المخاطي المبطن للأمعاء الدقيقة، من طريق المنظار.

4. استعمال النظائر المشعة لقياس قدرة الأمعاء عـلى الامتصاص، أو تحديد نسبة فيتامين ب 12، أو حمض الفوليك في الدم. ولتشخيص الحساسية ضد مادة الجلوتين، الموجودة في القمح، يمتنع المريض، عن أي طعام يحتوى على القمح، فإن تحسنت حالته كان ذلك دليلا على احتمال إصابته بهذا المرض، كما يكون في الوقت نفسه، طريقة العلاج.

5. عمل صورة دم كاملة وسرعة ترسيب، وقياس الصوديوم والبوتاسيوم والكالسيوم والفوسفات والحديد والألبيومين في الدم، وعمل أشعة موجات فوق صوتيـة، أو أشعة مقطعية بالكمبيوتر، على البطن.

رابعاً: علاج الإسهال

1. التعويض السريع للنقص في السوائل والأملاح، عن طريق تناول محلول معالجة الجفاف بالفم، أو بالوريد، حسب حالة المريض. كما يؤخذ مضادات المغص أو خوافض الحرارة، إذا لزم الأمر.

2. محاولة إيقاف الإسهال بسرعة، باستعمال العقاقير التي تبطئ من حركة الأمعاء، أو تلك التي تحتوى على مواد تزيد من قوام البراز وتماسكه، مثل مادة البكتين أو الكاولين وغيرهما.

3. علاج سبب الإسهال، سواء كان ذلك بعلاج الميكروبات، أو بإزالة الأسباب، كما هو الحال في الإسهال الأسموزي Osmotic Diarrhea، وإسهال المليّنات.

4. علاج حالات العدوى بالتيفود والسالمونيلا والدوسنتاريا الباسيلية، بالمضادات الحيوية المناسبة؛ وكذلك علاج العدوى بالأميبيا والجيـارديا والحالات العاجلة، مثل إسهال المسافرين والسياح.

5. الراحة ضرورية لعلاج الإسهال، كما أن تناول الأطعمة ينبغي أن يخضع إلى نظام دقيق؛ فعلى الرغم من أن الامتصاص لا يتأثر كثيراً، إلّا أنه يجب تناول الأطعمة التي لا تحتاج إلى مجهود من الجهاز الهضمي لامتصاصها، مثل: السوائل والنشويات البسيطة، والبروتينات الخفيفـة. كما يجب الابتعاد عن تناول المواد الدهنية والزيوت، التي تحتاج إلى مجهود مضاعف للهضـم والامتصاص، وتزيد من إفراز السائل المراري من الحوصلة المرارية، وهو سائل يزيد من حركة الأمعاء الدقيقة، مما يزيد الإسهال سوءاً.

خامساً: أمراض الإسهال الشائعة وطرق علاجها

1. أمراض الإسهال الناتجة عن سوء الامتصاص

تنجم عن قصور في الهضم، أو خلل في امتصاص الأمعاء نفسها.

أ. أسباب قصور الهضم

(1) أمراض المعدة المزمنة والأورام، أو استئصال جزء من المعدة جراحياً".

(2) أمراض البنكرياس المزمنة والأورام.

(3) أمراض الكبد والمـرارة، مثل تليف الكبد، وانسداد قنوات الصفراء.

ب. أسباب اختلال الامتصاص من الأمعاء نفسها

(1) ضمور الغشاء المخاطي المبطن للأمعاء، بسبب حساسية لمادة الجلوتين، الموجودة في بروتينات بعض الحبوب كالقمح والشعير. وتظهر أعراضه في الأطفال، عادة، على شكل إسهال مستمر، وقد يتأخر ظهور الإسهال حتى البلوغ.

(2) التهاب الغشاء المخاطى المبطن للأمعاء بعدوى ميكروبية، كالدرن، أو طفيلية، كالجيارديا، أو دون سبب معروف، كمرض "كرون" Chron's Disease، الذي سمى باسم بالطبيب الأمريكي الذي أكتشفه لأول مرة عام 1932، وهو مرض يصيب آخر جزء في الأمعاء الدقيقة، ويندر حدوثه، في البلاد العربية.

(3) إصابة الأوعية الدموية أو الليمفاوية أو الأعصاب المتصلة بالغشاء المخاطي المبطن للأمعاء، في مرضى البول السكري، وتصلب الشرايين، والأورام الليمفاوية، وكذلك مضاعفات بعض الأدوية، أو تعرض الأمعاء للإشعاع.

(4) نقص المساحة المتاحة للامتصاص من الأمعاء، نتيجة استئصال جراحي، أو ناسور داخلي يوصل بين المعدة والأمعاء، أو بين الأمعاء بعضها ببعض، ويختزل طولها.

ج. الأعراض

أعراض سوء الامتصاص وعلاماته كثيرة، يمكن تصنيفها إلى ثلاثة مجموعات، هي:

(1) أعراض إصابة الأمعاء نفسها

كالإسهال والمغص والانتفاخ وكثرة الغازات والرّيح. ومن أهم أعراضها، كذلك، البراز الدهني، وهو براز كبير الحجم، فاتح اللون، لامع، كريه الرائحة.

(2) أعراض نقص مكونات الغذاء وسوء التغذية

كالهزال والأنيميا ولين العظام والتهاب الفم واللّسان، والتهاب الجلد، وسيولة الدم مع سرعة النزف، وتورم القدمين بسبب قلة البروتين، وضعف المقاومة، وكثرة الإصابة بالعدوى والنزلات.

(3) الأعراض المرتبطة بالمرض الأصلي المسبب لسوء الامتصاص

مثل مرض الدرن أو البول السكري، أو الأورام الليمفاوية، وتليف الكبد.

د. التشخيص

يعتمد تشخيص سوء الامتصاص، إضافة إلى الفحص الإكلينيكي، والسؤال التفصيلي عن تاريخ المرض، على وسائل وتحاليل معملية متعددة، مثل:

(1) تحاليل كيميائية هدفها اختبار الامتصاص من الأمعاء، وتشمل:

(أ) قياس نسبة الدهن في البراز

وهي لا تتجاوز، عادة، 6جم في اليوم الواحد، ولكنها في مرضى البراز الدهني قـد تصل إلى 20جم أو أكثر.

(ب) اختبار كفاءة الأمعاء في امتصاص السكريات المختلفة

مثل امتصاص الجلوكوز، للتفريق بين أمراض البنكرياس وأمراض الأمعاء كسبب للبراز الدهني"، أو امتصاص سكر اللاكتوز، الذي يحتاج إلى إنزيم خاص يسمى اللاكتاز Lactase Enzyme، موجود في جدار الأمعاء. وفي حالة نقص هذا الأنزيم، يخرج السكر في البراز مسببا إسهالاً شديداً. كما توجد اختبارات خاصة لقياس امتصاص فيتامين ب12، أو حمض الفوليك، اللذين يسبب نقصهما نوعا خاصا من الأنيميا. ومن الممكن استخدام فيتامين ب 12 المشع في تشخيص مثل هذه الحالات.

(ج) فحص الأمعاء الدقيقة بالأشعة العادية

أو أشعة بالصبغة باستخدام مادة "الباريوم" بالفم، وهي تظهر العلامات المميزة لسوء الامتصاص، مثل أتساع الأمعاء، أو تسطح خملات الامتصاص وكثرة تعرجات الباريوم داخل الأمعاء. وتظهر، كذلك، التغيرات النوعية والتشوهات، التي تصيب الأمعاء، كالقرح أو الناسور، أو الالتهاب، أو الورم.

(د) فحص نسيج الأمعاء عن طريق أخذ عينة من الجدار

بوساطة المنظار، أو كبسولة خاصة لتحديد أمراض الأمعاء المختلفة، خاصة ضمور الغشاء المخاطي، والالتهاب بأنواعه، والأورام، وتمدد الأوعية الليمفاوية، وأمراض الطفيليات، كالبلهارسيا والجيارديا، وأمراض نقص التغذيـة.

هـ. العلاج

علاج سوء الامتصاص أساساً، على تحديد سببه ومدى إصابته:

(1) هناك أمراض يكفي لعلاجها الامتناع عن تناول نوعٍ معين من الغذاء، مثل الامتناع عن شرب اللبن في حالات نقص إنزيم اللاكتاز، والامتناع عن تناول الأغذية، التي تحتوي على القمح والشعير، وذلك في حالات حساسية الجلو تين، كالخبز والمكرونة والبسكويت والكعك والبقسماط والفطائر والعجائن المصنوعة من دقيق القمح. أما الحـالات المزمنة والشديدة، فيحتاج علاجها، عادة، إلى مركبات الكورتيزون.

(2) علاج حالات الالتهاب النوعي، كالدرن Tuberculosis، وغير النوعي، كمرض كرون Chron's Disease، بأدوية الالتهاب المعروفة؛ وكذلك علاج الأورام جراحياً، أو كيميائياً.

(3) يؤدي سوء الامتصاص، على اختلاف أسبابه، إلى مضاعفات متعددة، يمكن تعويضها من طريق الحقن، لأن الامتصاص من خلال الفم والأمعاء غير مضمون. فالسعرات الحرارية، والبروتينات اللازمة لبناء الجسم، وإمداده بالطاقة، يمكن تغذيتها بالمحاليل، وكذلك المعادن الأساسية والفيتامينات.

2. الإسهال الناتج عن القولون العصبي Spastic Colon

يُحدث حالة من الألم أو الضيق بالبطن، مصحوباً بشعور الامتلاء والانتفاخ واضطراب البراز، دون مرض عضوي واضح. وهو من أكثر أمراض الجهاز الهضمي شيوعاً، وذلك لارتباطه بالتوتر، والأرق.

أ. الأعراض

أعراضه الثلاثة الرئيسية هي:

(1) ألم البطن

يتفاوت الألم، من مجرد شعور بالضيق، إلى ألم شديد بالبطن، ويصيب أي جزء منه، خصوصاً أسفل البطن، في الجانب الأيسر. وألم القولون يعقب ـ عادة ـ تناول الطعام، ويزول بعد التبرز، أو يزداد عقب التبرز.

(2) اضطرابات التبرز

مثل الإسهال، أو الإمساك، أو الحالتين معا. ويكثر إفراز المخاط، مع عدم وجود دم في البراز.

(3) الانتفاخ

شعور بالامتلاء، والضيق والألم، قد يكون موضعه الناحية اليسرى من البطن، وهو أعلى جزء من القولون، فيظن المريض أنه يعانى من مرض بالقلب أو الطحال. وقد يكون الانتفاخ والألم بالجانب الأيمن، فيتوهم المريض أنه يعانى مرضاً في الكبد أو المرارة. أو قد يكون الألم في الناحية اليمنى أسفل البطن، مثل التهاب الزائدة الدودية. ولدى النساء قد تماثل آلامه الآلام الخاصة بالتهاب المبيضين. وكثيراً ما تختلط أعراض القولون العصبي، بأعراض الألم الناتج عن أمراض المسالك البولية، أو الظهر.

ب. التشخيص

فحص المريض لتحديد موضع الألم. ومع أن استعمال المنظار القولوني لن يكشف أكثر من تقلص الأمعاء، وغزارة الإفراز المخاطي، لكنه يساعد في استبعاد الأمراض العضوية الأخرى وأهمها الأورام. وكذلك يفحص القولون بأشعة الباريوم. أما فحص البراز فقد يكشف عن مسببات أخرى بكتيرية أو طفيلية، خاصة في أمراض المناطق الحارة، كالدوسنتاريا والأميبا والبلهارسيا. وهذه المسببات يجب المبادرة إلى علاجها، لأنها قابلة للشفاء.

ج. الأسباب

(1) القلق النفسي والاكتئاب، هما أهم الأسباب، ويعد القولون العصبي جزء من اضطراب عام يشمل القناة الهضمية كلها من المريء إلى الشرج، فيختل الأداء في عضلات القناة وأعصابها؛ ما يؤدي إلى سرعة مرور المحتويات والإسهال، أو العكس، أي تقلص العضلات واحتجاز المحتويات ما يسبب الإمساك. وهذا الاختلال الوظيفي قد يعم، فيشمل أجهزة أخــرى، كالمثـانة البولية أو الرحم، فيسبب كثرة التبول أو عسر الطمث.

(2) هناك أسباب أخرى للقولون العصبي لها ارتباط وثيق بنوع الغذاء، مثل عدم هضم اللبن لنقص أنزيم اللاكتاز، وحدوث الانتفاخ والغازات بالبطن عقب تناول أكلات معينة، كالبقول والبصل أو الثوم. إن نقص الألياف من الأغذية، مثل الردة واستخدام الدقيق الفاخر والرغيف الأبيض، يحرم الجسم من عنصر أساسي في الغذاء السليم، له دور مهم في تشكيل حجم البراز المطلوب، لتنبيه عضلات الأمعاء وحفز حركتها. وقد ساعد ذلك على انتشار متاعب القولون، لدى الشعوب المتحضرة

(3) من أسباب القولون العصبي كذلك، تعرض القولون إلى مرض سابق، وأن كان قد عولج منه مثل الحمى المعوية، أو الدوسنتاريا، أو البلهارسيا، فمثل هذه الإصابات السابقة، على الرغم من شفائها، فإنها تحدث نوعاً من الخلل الوظيفي في أعصاب وعضلات القناة الهضمية وعضلاتها، يصعب علاجه.

د. العلاج

يُعالج القولون العصبي، بعد معرفة أسبابه ودواعيه، على النحو الآتي:

(1) قيام علاقة متفاهمة ومتعاطفة بين الطبيب ومريضه، أساسها الوضوح والتشجيع والثقة، لأن السبب الرئيسي للقولون العصبي هو التوتر والقلق.

(2) تجنب تناول الأغذية، التي قد تسبب حدوثه مثل اللبن، والبقول، والتوابل والبصل، والثوم، والفلفل، وغيرها من الأغذية.

(3) هناك مصادر أخرى لمتاعب القولون سببها كثرة ابتلاع الهواء، مع بلع الريق، أو مضغ اللبان، ومص الحلوى، أو بلع الهواء أثناء التدخين، أو شرب المياه الغازية.وكذلك كثرة الإفرازات المتساقطة من الأنف والحلق والزور، وما يصاحبها، عادة، من كثرة بلع الريق. ويمكن علاج مثل هذه الحالات باستخدام أدوية طاردة للغازات، مثل الفحم أو زيت النعناع.

(4) لمنع تقلص الأمعاء وآلامها، هناك مجموعة كبيرة من الأدوية المضادة للتقلصات Antispasmodics، وأدوية مطمئنة للقلق Tranquilizers، أو أدوية مهدئة للأعصاب.Sedatives

(5) القلق كثيراً ما يصاحبه الاكتئاب، لذلك، فإن مثل هذه الحالات قد تحتاج إلى رعاية متخصصة، في الطب النفسي.

3. الإسهال الناتج عن أورام الأمعاء

أ. الأعراض والتشخيص

لا تكشف أعراض أورام القولون والمستقيم، عن علامات محددة في المرحلة المبكرة، ولكن عند حدوث إسهال أو إمساك، أو كلاهما، بعد منتصف العمر، مصحوباً بألم في البطن، أو دم في البراز، يوجب فحص القولون فحصاً شاملاً، في غاية الاهتمام والحذر. كما أن الفحص الإكلينيكي وفحص الشرج بالإصبع، قد يكشف عن ورم في القولون نفسه، كذلك المنظار القولوني باستعمال الألياف الضوئية، يُمكّن من أخذ العينات النسيجية للفحص الباثولوجي.

كذلك يمكن فحص المستقيم والقولون بأشعة الباريوم في الحقنة الشرجية، وفحص البطن بأشعة الكمبيوتر المقطعية، لتحديد مدى انتشار الورم من جدار القولون إلى الخارج.

ولمّا كان الكبد هو المحطة الأولى، التي قد ينتشر إليها الورم من الأمعاء، لذا ينبغي تقييم حالة الكبد، بالفحص الإكلينيكي، والموجات فوق الصوتية، والنظائر المشعة، وأشعة الكمبيوتر المقطعية. وكذلك عمل صورة الدم، وفحص البراز للدم المختفي، والبحث عن دلالات الأورام المختلفة.

ب. العلاج

(1) يكون علاج أورام القولون والمستقيم الصغيرة والمتعددة، سلائل Polyps، عادة باستئصالها من خلال المنظار، ثم فحصها باثولوجياً لمعرفة طبيعة الخلايا، وهل هي حميدة أم خبيثة. ويجب فحص القولون والمستقيم بالمنظار سنوياً، لاكتشاف أي أورام جديدة لاستئصالها.

(2) أما سرطان القولون والمستقيم Cancer Colon، فعلاجه جراحي في المقام الأول، عن طريق الاستئصال الجذري، الذي يحتاج، عادة، لاستئصال نصف القولون، الأيمن أو الأيسر، حسب مكان الورم.

(3) أما علاج الأورام بالإشعاع، أو بالكيماويات، فيكون عقب العلاج الجراحي، أو في الأورام التي لا يمكن استئصالها جراحيا. ويجب متابعة المريض بالفحص الإكلينيكي، والمنظار، وتحليل الدم لدلائل الأورام، ثم فحص البطن بالموجات فوق الصوتية، للمراقبة المستمرة للكبد، بحثاً عن أي أورام ثانوية به، وقد تستجيب أحياناً للعلاج الكيمائي عن طريق شريان الكبد. وفي حالات نادرة يمكن استئصال فص من الكبد، إذا كان الورم الثانوي محدوداً.

4. إسهال التهابات الأمعاء

قد يكون التهاب الأمعاء حاداً أو مزمنا، وقد يصيب الأمعاء الدقيقة، أو الأمعاء الغليظة، وأحياناً يشملهما معا، وقد يمتد إلى المعدة.

أ. الأسباب

أسباب الالتهاب متنوعة، بعضها يوصف بأنه نوعى، أي أن سببه معروف ومحدد، وبعضها غير نوعي، أي مجهول السبب. وأسباب الالتهاب النوعي قد تنشا من ميكروبات معينة، منها الفيروسات والبكتريا، ومنها الطفيليات والفطريات.

وهناك أنواع أخرى من التهاب الأمعاء، تتميز باختلال جهاز المناعة في الجسم، مثل مرض الإيدز، حيث يؤدي نقص المناعة إلى العدوى بميكروبات غير عادية، لا تصيب الجسم في الأحوال العادية، ويصعب تشخيصها وعلاجها، مثل الفيروسات والفطريات الضعيفة.

ب. الأنواع

(1) التهاب الأمعاء الفيروسي

تدخل الفيروسات الجهاز الهضمي، عادة، عن طريق الفم والحلق، وتصيب الأمعاء والمعدة. ومن أهمها فيروس الروتا Rota Virus، الذي يسبب مرضاً حاداً لفترة قصيرة، يتميز بارتفاع الحرارة، والأوجاع والإعياء، والغثيان أو القيء، ثم مغص في البطن والإسهال. هذا الإسهال قد يكون شديداً يؤدي إلى الجفاف، ويمكن علاجه بالمحاليل المناسبة المحتوية على الجلوكوز والأملاح مثل الصوديوم، والبوتاسيوم، وأغلب المرضى يشفون قبل أن تتاح الفرصة لتشخيص الفيروس بصورة مؤكدة.

هناك أنواع أخرى من الالتهاب المعوي الفيروسي، يكثر حدوثها بين السياح ونزلاء الفنادق، بصورة شبه وبائية. كما توجد أسباب أخرى غير فيروسية لمثل هذا الإسهال، المسمى إسهال السياح، منها بكتريا الأمعاء، وبكتريا التسمم الغذائي، وبعض أنـواع من الطفيليـات، مثـل الجيارديا والأميبا. وكلها إصابات قصيرة المدة، وقابلة للعلاج.

(2) التسمم الغذائي

يحدث التسمم الغذائي نتيجة لابتلاع مواد ضارة، تلهب المعدة والأمعاء، وتؤدي إلى المغص والقيء والإسهال، وفقد الماء والأملاح الضرورية. هذه المواد الضارة قد تكون أنواعا من البكتريا الملوثة للغذاء، مثل بكتريا السالمونيلا وبكتريا الكلوستريديوم، ومصادرها اللبن واللحوم والدواجن، وتتكاثر داخل الجسـم. وتحتاج أعراض التسمم إلى بعض الوقت، حتى تظهر. وقد تكون سموماً Toxins متولدة من البكتريا، وجاهزة للإصابة مباشرة، خلال ساعة أو نحوها، فيؤدي القيء والإسهال الناجمان عنها إلى الجفاف وانخفاض الحرارة.

مثال لذلك سموم الميكروب العنقودي Staphylococcus Toxins، التي تنتقل إلى الطعام ممن يشتركون في تداوله وإعداده، كالطهاة.

وهناك نوع ثالث من التسمم، هو تسمم المعلّبات Botulism، ومصدره المأكولات المحفوظة والمعلبات الملوثة، ويؤدي إلى شلل الأعصاب والأطراف.

ويصيب التسمم الغذائي عدة أفراد بشكل وبائي، جميعهم أكلوا من طعام مشترك. وهناك أسباب أخرى للتسمم الغذائي، مثل تناول بعض أنواع النباتات السّامة كعش الغراب، أو أنواع أخرى من الفطريات تختلط بالحبوب، كالقمح. وهناك مصادر أخرى حيوانية كالأسماك والمأكولات البحرية، التي قد تسبب أحياناً التسمم، فضلاً عن التسمم الغذائي بالمواد الكيميائية، والمبيدات الحشرية.

ولا يكتفي العلاج في مثل هذه الحالات بغسيل المعدة وتسكين الألم، وتعويض الجفاف، بل يجب جمع مخلفات القيء والبراز وبقايا الطعام، للتحليل وتحديد السبب، وكذلك فحص الأفراد، الذين يتداولون مثل هـذه الأطعمة، لوقاية المجتمع.

(3) إسهال الكوليرا

مرض معدي وحاد، يتميز بإسهال شديد مع فقدان للسوائل والأملاح؛ ما يؤدي إلى جفاف الجسم وفشل الكليتين. وسببه ميكروب من فضلات الإنسان، يلوث المياه والطعام، ويعيش هذا الميكروب متوطناً في مناطق من آسيا خاصة الهند، وينطلق في موجات وبائية إلى بلاد كثيرة.

وتمر العدوى بميكروب الكوليرا بمرحلة حضانة، تستغرق عدة ساعات إلى أيام قليلة، ثم يحدث القيء والإسهال بصورة عنيفة، مصحوبين بالمغص وتقلص العضلات، وهبوط الدورة الدموية، وقد يفضي ذلك إلى الموت خلال 24 ساعة. وهناك حالات أخف من ذلك بكثير، كما يوجد حاملو الميكروب، الذين لا يشكون من أعراض، أو يشكون فقط من إسهال خفيف.

وقد اتضح أن سبب الكوليرا ليس خللاً في الأمعاء، وإنما فرط الإفراز منها. ويعتمد العلاج على تعويض الفاقد من الجسم، بإعطاء محلول الملح والجلوكوز، مضافاً إليه البيكربونات "لمنع حموضة الدم" والبوتاسيوم، عن طريق الفم، عادة، أو في الوريد، إذا لزم الأمر. وأما التطعيم فقيمته ومفعوله محدودان.

(4) إسهال التيفود والباراتيفويد

تسبب هذه المجموعة، من بكتريا السالمونيلا التيفودية والباراتيفويدية Salmonella Typhi & Paratyphi، حمى مستمرة لعدة أسابيع، مصحوبة باضطراب في الأمعاء. ويكون مصدر العدوى، غالباً، مياه الشرب، أو الأطعمة الملوثة بفضلات الآدميين، من المرضى أو حاملي الميكروب.

وتنتشر هذه الأمراض بصورة متوطنة في المناطق، التي لا يتم فيها مراعاة وسائل الصحة العامة والنظافة، في مياه الشرب والصرف.

ينتقل الميكروب، بعد ابتلاعه من الأمعاء، إلى الكبد والطحال والعقد الليمفاوية ونخاع العظم، حيث يتكاثر، وهي مرحلة الحضانة الكامنة. وتستغرق أسبوعا إلى ثلاثة أسابيع، ينتقل بعدها الميكروب ليغزو الدم بأعداد كبيرة. فتبدأ الحمى وتستمر في المتوسط ثلاثة أسابيع، تتراجع بعدها حتى تشفي. وفي أثناء المرض يشعر المريض باضطراب الأمعاء، وإمساك أو إسهال، وانتفاخ البطن، ويكون اللسان، عادة، مغطى بطبقة كثيفة، والطحال متضخماً محسوساً. أما في الأطفال، فيظهر التيفود، عادة، على شكل نزلة حادة في المعدة والأمعاء،ويغلب عليها الإسهال الشديد.

ويتأكد تشخيص المرض بزرع الميكروب من الدم أو البراز، كما يساعد الاختبار المسمى "اختبار فيدال" Vidal Test، في الكشف عن ظهور الأجسام المناعية المضادة في الدم.

ويعالج هذا المرض، عادة، بالمضادات الحيوية.

(5) الدوسنتاريا

يطلق اسم "الدوسنتاريا" على مجموعة من الأمراض المٌعْدية، التي تسبب التهاب الأمعاء الدقيقة والغليظة، وتتميز بالإسهال المصحوب بالمخاط والدم، مع آلام بالبطن. ومن أشهر أنواعها، الدوسنتاريا الباسيلية، والدوسنتاريا الأميبية.

(أ) الدوسنتاريا الباسيلية

يسببها ميكروب الشيجلا Shigella العصوي الشكل، وتنتقل العدوى في البراز من المريض، أو حامل الميكروب، عن طريق ماء الشرب، أو الأطعمة، أو الذباب، وتنتشر بين الأطفال في المدارس والمعاهد. وتصيب الدوسنتاريا أساساً، الأمعاء الغليظة، ويفرز الميكروب المادة السامة التي تنتشر، ويمتد ضررها إلى ما بعد الأمعاء.

يبدأ المرض عادة بصداع، وارتفاع في درجة الحرارة، وغثيان، ومغص وإسهال، قد يصاحبه دم. ويستمر المرض أياماً قليلة، يُشفي بعدها. ويندر أن يتحول المريض إلى حامل مزمن للميكروب. أما الحالات الشديدة، فترتفع فيها الحرارة، ويزداد ألم البطن والإسهال مع فقد السوائل، وحدوث مضاعفات خطيرة، كالتهاب الأمعاء، والتهاب الأعصاب، والتهاب قرحة العين، والتهاب البريتون.

ويعتمد علاج الدوسنتاريا الباسيلية على فصل الميكروب من البراز، والراحة، وتعويض السوائل المفقودة، وتناول المضادات الحيوية المناسبة.

(ب) الدوسنتاريا الأميبية

يسببها طفيل "أنتميبا هستولتكا Entaemeba Histolytica، الذي يعيش في القولون ويهاجم جدار الأمعاء، وقد ينتقل إلى الكبد فيحدث فيه خراجاً أو أكثر. أو قد يتحوصل الطُفيل في أكياس منيعة تستقر في جوف الأمعاء، ثم تخرج مع البراز، ومنه تنتقل إلى شخص آخر، عن طريق الفم وتلوث مياه الشرب والأطعمة، والذباب.

وأكثر مناطق الأمعاء إصابة بالأميبا، هي القولون السيني والمستقيم، وتهاجم الأميبا الغشاء المخاطي وتسبب تقرحه. وهذه القروح المتناثرة، تترك بقية الغشاء المخاطي سليماً فيما بينها، وتلتئم دون أن تترك ضرر.

ويبدأ المرض، عادة، في صورة، إسهال خفيف؛ وألم بالبطن وارتفاع بسيط في الحرارة، مع زيادة مرات التبرز، ووجود دم بالبراز.

وتشخيص الدوسنتاريا الأميبية يكون من طريق فحص القولون بالمنظار، الذي يبيّن القروح المتناثرة، تاركة بقية الغشاء المخاطي سليماً فيما بينها. وهو شكل يختلف عن الدوسنتاريا الباسيلية، وعن التهاب القولون غير النوعي، حيث يكون غشاء الأمعاء ملتهباً التهاباً شاملاً منتشراً. أما تحليل البراز فيجب أن يكون بعد التبرز مباشرة، حتى يُمكن التّعرف على الأميبا وهي نشيطة، وقبل أن تسكن وتتحوصل. وتعالج الدوسنتاريا الأميبية بأدوية متعددة، أكثرها استعمالاً المترونيدازول Metronidazol.

(ج) بلهارسيا الأمعاء

يُصيب مرض البلهارسيا، ملايين الناس خاصة في المناطق الريفية، وهو يستحق اهتماماً خاصاً، نظراً لمضاعفاته الخطيرة على المسالك البولية والأمعاء والكبد والرئة، وغيرهـا من أعضاء الجسم.

تظهر أعراض بلهارسيا الأمعاء كألم في البطن، وإسهال، ومخاط غزير ودم في البراز. إضافة إلى مضاعفاته بسبب الأنيميا وسوء التغذية من النزف.

ويعتمد تشخيص بلهارسيا الأمعاء، على رؤية البويضات في البراز بالميكروسكوب. أما منظار الشرج والقولون، فيستخدمان لأخذ عينة من الغشاء المخاطي، للبحث عن البويضات الكامنة. كما يساعد أيضاً التحليل المناعي في التشخيص.

وقد أصبح علاج البلهارسيا عن طريق استخدام دواء Praziquantel بالفم وليس بالحقن، في أقراص تعطى جرعة واحدة فقط. ويعد هذا الدواء أحدث ثورة في علاج البلهارسيا ومكافحتها، لأنه دواء سهل التناول، قصير المدة، وفعال وخال من الآثار الجانبية الخطيرة.

(6) تدرن الأمعاء والبريتون

يندر مرض تدرن الأمعاء في الدول المتقدمة، بينما عدد من الدول النامية، لا تزال تعاني منه. إلا أنه أصبح، في الغالب، أولياً بسبب تناول لبن ملوث، وليس ثانويا بسبب "تدرن الرئة".

يبدأ المرض باستقرار ميكروب الدرن في النسيج الليمفاوي للأمعاء، خاصة بقع باير Payer's patches، المتجمعة في نهاية اللفائفي، عند اتصاله بالقولون الأعور. وتتكدس الخلايا الملتهبة في تجمعات صغيرة كالدرنات، تدفع طريقها إلى الغشاء المخاطي المبطن للأمعاء، محدثة قرحاً دائرية مستعرضة الشكل، أو تجد طريقها إلى سطح الأمعاء، وتنتشر في الغشاء البريتوني وتلهبه. ويمتد الالتهاب من الأوعية الليمفاوية إلى الغشاء البريتوني؛ ما يؤدي إلى التصاق الأمعاء وانسدادها.

يصيب تدرن الأمعاء الصغار والكبار، وأعراضه ألم بالبطن وغثيان وإسهال، ثم أعراض عامة كارتفاع الحرارة والإعياء ونقص الوزن. ويبين الفحص الإكلينيكي ألماً في الجانب الأيمن السفلي من البطن، وقد يحس كالورم إذا كان التليف كثيفاً. ومثل هذه الحالات تصاحبها أعراض الانسداد المعوي الجزئي، كالمغص الشديد والانتفاخ، أو تتلاصق أجزاء من الأمعاء وتتصل بينها النواسير Fistulae، فتسبب سوء الامتصاص. وأحياناً ينتشر الالتهاب الدرني، فيشمل الغشاء البريتوني المبطن لتجويف البطن كله، ويصبح ملمس البطن أشبه بالعجين، وقد يمتلئ البطن بانسكاب السائل الناتج من الالتهاب، مسببا الاستسقاء Ascitis.

ويندر أن يكشف التشخيص من طريق فحص البراز عن وجود ميكروب التدرن، وإنما يُكتشف بسبب ارتفاع سرعة ترسيب الدم، واختبار الجلد للدرن، وفحص الأمعاء بأشعة الباريوم وبمنظار الأمعاء،والمنظار البريتوني لتشخيص التدرن والاستسقاء. ويستكمل فحص المريض بأشعة الصدر فحصاً روتينياً، وإن كانت النتيجة، عادة، سلبية.

ويُعالج تدرن الأمعاء بأدوية التدرن الرئوي المعروفة لمدة 18-24 شهراً. أما الجراحة فتستخدم عند حدوث مضاعفات، كانسداد الأمعاء أو تكوين القرح، أو النواسير.

(7) مرض "كرون" Chron´s Disease

هو التهاب مزمن مجهول السبب، يصيب القناة الهضمية، ويتميز بتكوين تجمعات خلوية حبيبية. ويتميز مرض كرون بأنه متقطع، يصيب منطقة محدودة من الأمعاء،، ثم ينتقل إلى منطقة أخرى، وأحياناً يصيب القولون أو المستقيم، أو يصعد إلى المعدة أو الفم. ويبدأ الالتهاب تحت الغشاء المخاطي، ويمتد ليشمل كل جدار الأمعاء، فتضيق وتتكون النواسير، وتتضخم العقد اللمفية المجـاورة له.

وأعراض مرض كرون هي: ألم متكرر بالبطن، وإسهال ممتزج بالدم، وتشققات حول الشرج، وارتفاع الحرارة ونقص الوزن، والتهاب المفاصل أو العين أو الجلد أو الكبد. ومن علامات المرض وفرة التليف وتكوين النواسير. ويحتاج تشخيص المرض إلى فحص الأمعاء بالأشعة والمنظار، وأخذ عيِّنة من الجزء المصاب، وأحياناً أخرى يضطر إلى فتح البطن، واستكشاف المرض.

والعلاج، عادة، تكون فائدته محدودة بالأدوية، مثل مركبات الكورتيزون أو السلفا، لذلك يُلجأ إلى الجراحة لاستئصال الجزء المريض،أو لعلاج المضاعفات كالنواسير أو انسداد الأمعاء.

(Cool التهاب القولون التقرحي: Ulcerative Colitis

ينشأ هذا المرض، عادة، كالتهاب في الغشاء المخاطي، وتكوين خراريج صغيرة تنفجر وتصبح قروحا سطحية، في المستقيم والقولون، والأمعاء الدقيقة.

وأعراضه هي: إسهال متكرر أو مزمن، وبراز يغلب عليه المخاط، وأحياناً الصديد والدم، وقد يؤدي إلى فقد السيطرة على التحكم في الشرج،. وفي الحالات الشديدة يصبح القولون مؤلماً، قابلاً للتمدد والانتفاخ. إضافة إلى الأعراض العامة، مثل: التهاب المفاصل، والتهاب الجلد، والعين، والتهاب الكبد والقنوات المرارية، وارتفاع الحرارة، ,تورم أطراف الأصابع، والأنيميا، والهزال.

وقد يكون هذا المرض خفيفاً، يمر دون أن يشعر به أحد، أو يتكرر وينتشر ويتحول إلى السّرطان. وخطورته أنه يشخص خطأ كبواسير نازفة، أو إسهال عصبي، أو دوسنتاريا أميبية أو بكتيرية، ويظل يعالج شهوراً طويلة بأدوية كثيرة، على الرغم من استمرار الإسهال، ونزول الدم من الشرج.

ولذا، يجب فحص القولون بالمنظار، وأشعة الباريوم في كل حالة نزف من الشرج، خصوصاً بين كبار السن. أما المنظار فيكشف عن التهاب الغشاء المخاطي المبطن للمستقيم، ووجود قرح منتشرة، أو احتقان وتورم في الأنسجة المتهتكة. وأثناء الفحص المنظاري، ينبغي أخذ عينة نسيجية من الغشاء المخاطي لتحديد طبيعته. أما فحص القولون بأشعة الباريوم الشرجية، فيكشف عن علامات المرض الأخرى، مثل، قصر القولون وضياع تجاعيده، وانتشار القروح في جداره. كما يحدد الفحص، كذلك، مدى إصابة الأمعاء بالمرض. ويعتمد علاج التهاب القولون التقرحي على السّلفا ومركبات الكورتيزون.

وتستخدم الجراحة إذا فشل العلاج الباطني، أو إذا خِيف من حدوث السّرطان. وفي هذه الحالة يُستأصل القولون المصاب فقط، ويترك المستقيم والشرج، حتى يحتفظ المريض بالسيطرة والتحكم في الإخراج، وأحيانا يُستأصل المستقيم، وتستعمل فتحة خارجية في جدار البطن لجمع البراز.

(9) سلس البراز أو التبرز اللاإرادي Fecal Incontinence

يحدث سلس البراز إذا قلت مساحة المستقيم، نتيجة جراحة في هذا المكان، فيصبح غير قابل للتمدد. أو قد تحدث في المستقيم التهابات شديدة وحادة، عند الإصابة بالدوسنتاريا مثلاً، فيفقد قدرته على التمدد والتحكم. كما قد تصاب الأعصاب المنظمة للإخراج بالفشل، نتيجة إصابة في النخاع الشوكي، أو بسبب التهاب الأعصاب المصاحب للسكر. كذلك قد تصاب العضلة العاصرة بالفشل نتيجة أمراض في الشرج، كالبواسير والناسور، أو بعد إجراء عملية لإزالة أورام أو بواسير داخلية.

ويعتمد العلاج أساساً على إزالة السّبب أو التأقلم على الوضع الجديد، واستعمال الوسائل المناسبة مثل الحفاضات وغيرها.



       

المصطلحات الطبية

1. الجهاز الهضمي The Digestive System

يتكون الجهاز الهضمي من القناة الهضمية Elementary canal، ومن الغدد المساعدة، مثل: الكبد والبنكرياس والمرارة والغدد اللعابية. وتبدأ القناة الهضمية بالفم، ثم البلعوم، فالمريء، فالمعدة، ثم الإثنى عشر، والأمعاء الدقيقة، ثم الغليظة والمستقيم، وتنتهي بفتحة الشرج.

2. سكر القصب Sucrose

سكر ثنائي نباتي، يوجد في نبات قصب السكر.

3. سكر الشعير Maltose

سكر ثنائي نباتي، يوجد في نبات الشعير.

4. سكر الألبان Lactose

سكر ثنائي حيواني، يوجد في اللبن

5. الميكروب العنقودي Staphylococcus

بكتريا تسبب التسمم الغذائي، ويحدث الإسهال عادة، بعد ساعات قليلة من تناول الأطعمة الملوثة.

6. ميكروب الشيجلا Shigella

يسبب دوسنتاريا باسلية، ويحدث ألما شديدا يشبه ألم الزائدة الدودية.

7. ميكروب كامبيلوباكتر أو هيلكوباكتر Campylobacter or Hylicobacter

يسبب دوسنتاريا باسلية، ويحدث ألماً شديداً يشبه ألم الزائدة الدودية، ويصاحبه الإسهال عادة، بعد مرور يوم أو أكثر، على تناول الطعام الملوث.

8. ميكروب الاشريشيا القولونية Escherichia coli

يسبب دوسنتاريا باسلية، ويحدث ألماً شديداً بالبطن، وإسهالاً حاداً يسمى "إسهال المسافرين".

9. الجيارديا لامبليا Giardia Lamblia

طفيل يؤدي إلى حدوث ألم بالبطن، وإسهال يتميز بوجود مخاط ودم.

10. الدوسنتاريا الأميبية Entamoeba Histolytica

طفيل وحيد الخلية، يسبب دوسنتاريا أميبية تشبه تماماً ما تحدثه الجيارديا، ولكن ألم البطن أقل.

11. السليلة Polyp

ورم شبيه بحبه العنب الناتئ من الغشاء المخاطي للقولون، وقد يكون واحداً أو أكثر.

12. روتا فيروس Rotavirus

فيروس يسبب الإسهال الشتوي للأطفال أقل من سنتين، ويصاحبه ارتفاع في الحرارة وإسهال شديد؛ ما يؤدي إلى حدوث جفاف ونقص في السوائل.

13. سموم Toxin

سموم تفرزها بعض أنواع من البكتريا، وتسبب الأمراض للإنسان.

14. تسمم المعلبات Botulisum

نوع من أنواع التسمم الغذائي، يؤدي إلى شلل الأعصاب والأطراف وقد يسبب الوفاة؛ ويحدث نتيجة تناول معلبات ملوثة، بالأكل الفاسد.

15. بقع باير Payer's patches:

جزء من الجهاز الليمفاوي للأمعاء، وتوجد على جدار الأمعاء الدقيقة وينتشر فيها البكتريا وغيرها.

16. مرض كرون Chron's Disease:

التهاب الأمعاء الدقيقة بلا سبب معروف حتى الآن، أُطلق عليه اسم مكتشفه "كرون".

17. التهاب القولون التقرحي Ulcerative Colitis:

التهاب الأمعاء الغليظة والقولون بلاسبب معروف حتى الآن، وتحدث فيه تقرحات كثيرة ulcers، ومن هنا جاءت التسمية Ulcerative، وهو قد يتحول إلى سرطان.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 75802
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 78
الموقع : الاردن

الموسوعة الصحية المصغرة  التهاب الجيوب Empty
مُساهمةموضوع: رد: الموسوعة الصحية المصغرة التهاب الجيوب   الموسوعة الصحية المصغرة  التهاب الجيوب Emptyالثلاثاء 25 ديسمبر 2018, 10:32 am

علاقة التهاب الجيوب الانفية بارتفاع ضغط الدم


الموسوعة الصحية المصغرة  التهاب الجيوب 1747_large



يعاني كثير من الناس من مشكلة التهاب الجيوب الانفية، و لكن ما لا يعلمه الكثيرون منهم ان التهاب الجيوب الانفية يجعل الرجال اكثر عرضة للاصابة بارتفاع ضغط الدم.

دراسة فرنسية حول علاقة التهاب الجيوب الانفية بارتفاع الضغط 
يقول الباحثون الفرنسيون أن هناك صلة بين ارتفاع ضغط الدم و التهاب الأنف و الجيوب الانفية، و الذي هو عبارة عن التهاب مزمن في الغشاء المخاطي المبطن للأنف و الجيوب الانفية، و الذي ينتج بسبب حساسية الاغشية للأتربة و الادخنة و غيرها من المواد المسببة لحساسية، و بعد اجراء دراسة على أكثر من 300 من الشباب و البالغين في منتصف العمر.

وجد الباحثون الفرنسيون أن الرجال الذين يعانون من التهاب الأنف ترتفع معدلات اصابتهم بارتفاع ضغط الدم ثلاث مرات عن المعدل الطبيعي، و كذلكر يرتفع معدل اصابتهم بارتفاع ضغط الدم الانقباضي، و يعتبر ارتفاع مستوى الانقباضي مؤشرا لمخاطر أمراض القلب أكثر من ارتفاع ضغط الدم الانبساطي، و اذا كان ضغط الدم مثلا لشخص ما 120/80 فان 120 هي الضغط الانقباضي و 80 هي الضغط الانبساطي.

ما السبب في ارتفاع ضغط الدم في مريض الجيوب الانفية؟
التهاب الجيوب الانفية يسبب انسداد الأنف نتيجة التعرض لمسببات الحساسية، أو الفيروسات، و يقول الباحثون ان حوالي واحد من كل أربعة أشخاص لديهم التهاب الجيوب الأنفية و ارتفاع ضغط الدم معا، و ربما يكون التهاب الجيوب الانفية يرفع ضغط الدم لانه يسبب مشاكل في التنفس مرتبطة بالنوم، والتي بدورها يمكن أن تسبب ارتفاع ضغط الدم.

و قد اقترحت دراسات سابقة أن الرجال الذين يعانون من التهاب الأنف هم أكثر عرضة للشخير أو توقف التنفس أثناء النوم، حيث يتوقف التنفس أثناء النوم بسبب عرقلة في جهاز التنفس العلوي، مثل اللسان الكبير أو الرقبة قصيرة، و يسبب انقطاع النفس الشخير بصوت عال و النعاس الشديد أثناء النهار، و قد ارتبطت المشاكل المتعلقة بالنوم بزيادة خطر ارتفاع ضغط الدم.

و يقول احد الاطباء إن أحداث التنفس غير الطبيعية الناجمة عن توقف التنفس أثناء النوم تسبب عواقب فورية تؤدي إلى ارتفاع ضغط الدم، و ايضا انخفاض في الأوكسجين في الدم الشرياني، و في الدراسة الفرنسية قام الباحثون من المعهد الوطني للصحة و البحوث الطبية في باريس لأول مرة بمسح كل المشاركين في الدراسة و الين يعانون من الإصابة بحمى القش، و انواع الحساسية الأخرى، و غيرها من العوامل التي تسبب التهاب الجيوب الانفية، حيث قاموا بقياس وظائف الرئة و ضغط الدم لديهم.

و قد وجدوا أن الرجال الذين يعانون من التهاب الأنف كان لديهم قراءات انقباضية متوسطة تبلغ 131 ملم زئبقي – أي أعلى بنحو سبع نقاط من الذين ليس لديهم التهاب الجيوب الأنفية، و تم تشخيص واحد من كل ثلاثة يعانون من ارتفاع ضغط الدم مقارنة مع واحد من كل ستة دون مشاكل في الأنف.

التهاب الجيوب الانفية لا يرفع ضغط الدم لدى النساء
ينظر الباحثون إلى أن معظم النساء اللواتي تمت دراستهن لم يعانين بعد من انقطاع الطمث، حيث كان متوسط اعمارهن 45 عاما، لذلك فقد تم حمايتهم هرمونيا ضد العديد من المخاطر القلبية الوعائية، و لكن حتى بعد انقطاع الطمث، يقول الباحثون إن ضغط الدم الانقباضي يزيد ببطء في النساء، و عادة ما يستغرق من خمس إلى 20 سنة للوصول إلى المستويات التي تحدث في الرجال في منتصف العمر، و جدير بالذكر ايضا ان انقطاع النفس أثناء النوم اكثر شيوعا في الرجال بمعدل مرتين أو ثلاث مرات مقارنة بالنساء.
المراجع:
THE PARANASAL SINUSES
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
 
الموسوعة الصحية المصغرة التهاب الجيوب
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى الشنطي :: الصحة والغذاء-
انتقل الى: