في بيتك جوهرة
قال أبو حامد الغزالي:
والصبي أمانة عند والديه، وقلبه الطاهر جوهرة نفيسة، فإن عُوِّد الخير وعُلِّمَه نشأ عليه، وسَعِدَ في الدنيا والآخرة، وإن عُوِّد الشر، وأُهمِلَ إهمالَ البهائم شقي وهلك. ...
وصيانته بأن يؤدِّبَه، ويهذبه، ويعلمه محاسن الأخلاق ... "،
انتهى من كتاب علو الهمة للشيخ المقدم
فلنسمع كي ندرك اننا نربي ولسنا نعلف.
قال رسول الله صل الله عليه وسلم:::
( ما من عبد يسترعيه الله رعية فلم يحطها بنصحه إلا لم يجد رائحة الجنة ) .
رواه البخاري.
فالأولاد هم صغارنا اليوم وكبار غيرنا غدا. فأعدوهم لهذا اليوم وعلموهم كيف يكونون كبارا.
قال عمرو بن العاص لحلقة قد جلسوا إلى جانب الكعبة، فلما قضى طوافه جلس إليهم وقد نحوا الفتيان عن مجلسهم (أبعدوهم كما يفعل كثير منا اليوم في المسجد وغيره)، فقال: "لا تفعلوا! أوسعوا لهم، وأدنوهم، وألهموهم، فإنهم اليوم صغار قوم يوشك أن يكونوا كبار قوم آخرين، قد كنا صغار قومٍ أصبحنا كبار آخرين".
وقد علق الإمام ابن مُفلح رحمه الله على هذه العبارة قائلًا:
"وهذا صحيح لا شك فيه، والعلم في الصغر أثبت، فينبغي الاعتناء بصغار الطلبة لا سيما الأذكياء المتيقظين الحريصين على أخذ العلم، فلا ينبغي أن يجعل على ذلك صغرهم أو فقرهم وضعفهم مانعًا من مراعاتهم والاعتناء بهم"
وما أحسن ما قال بعضهم:
وينشأ ناشئ الفتيان فينا ... على ما كان عوده أبوه
وما دان الفتى حِجّى، ولكن ... يعوِّده التديُّن أقربوه
ورحم الله من قال:
قد ينفع الأدبُ الأولاد في صغر ... وليس ينفعهم من بعده أدب
إن الغصون إذا عدَّلتها اعتدلت ... ولا يلين ولو ليَّنْتَه الخشب
وقال ابن خلدون في مقدمته: "التعليم في الصغر أشد رسوخًا، وهو أصل لما بعده".
وكان الإمام محمد بن الحسين الفقيه الشافعي رحمه الله ينشد:
تعلم يا فتى والعود رطب ... وطينك لَيْنٌ والطبع قابل
فليدرك الآباء الخطر الذي يحيط بأبنائهم من كل جهة وليربوهم على الدين قبل أن تأسرهم علمانية إو إلحاد