ابراهيم الشنطي Admin
عدد المساهمات : 75802 تاريخ التسجيل : 28/01/2013 العمر : 78 الموقع : الاردن
| موضوع: ترتيبات «البحر الاحمر» بين الرياض والقاهرة السبت 16 أبريل 2016, 12:50 pm | |
| [rtl]ترتيبات «البحر الاحمر» بين الرياض والقاهرة تستعير الخطاب الأردني حول «الهلال الشيعي» وتشرك إسرائيل في الحفلة عبر السيسي وعمان «قلقة جداً»[/rtl] [rtl]«القدس العربي» تتابع ما لا يقال علناً في الأردن بعد زيارة الملك سلمان لمصر ونجله للعقبة[/rtl] [rtl]بسام البدارين[/rtl] APRIL 15, 2016
عمان ـ «القدس العربي»: التقارب الكبير والوصول إلى مستوى تجاوز الخلافات و»التحالف» بين المملكة العربية السعودية ونظام الرئيس عبد الفتاح السيسي في مصر شكل دوماً إستراتيجية أردنية مباشرة تقترحها عمان ويدعمها بقوة وبجهد ملموس الملك عبدالله الثاني طوال الوقت. خلافاً لما تفعله الإتصالات الإنتهازية بين الدول لم يخطر في ذهن صانع القرار الأردني إلا التركيز على العوائد المتسعة التي ستنتج عن التقارب الكبير بين الرياض ونظام السيسي على أمل إحياء النظام الرسمي العربي وتصليب شوكته، الأمر الذي يعتبر مصلحة حيوية أساسية في الإنحياز الأردني لإستعادة التوافق والتوحد قدر الإمكان وهو ما فهمته «القدس العربي» دوماً وهي تناقش وزير الاتصال الناطق الرسمي بإسم الحكومة الأردنية الدكتور محمد المومني. المومني كغيره من السياسيين والمسؤولين الأردنيين تحدث مراراً وتكراراً عن فلسفة بلاده في تدعيم الصف العربي وإنتاج مناخات وجد الأردن نفسه معنياً فيها بين مصر والسعودية. لذلك وطوال الوقت وبعيداً عن حسابات المصالح حرص الأردن وفي كل اتصالاته مع السعوديين على دعم وإسناد خيارات السيسي. الأهم ان الأردن فعل ذلك طوال الوقت وهو يعلم بان أوضاع مصر المجاورة معقدة وبأنه لا يستفيد بصورة مباشرة إقتصادياً من تنامي العلاقات المصرية ـ السعودية. وحصل ذلك رغم مشاعر «الإنزعاج» التي أخفق سياسيون أردنيون في إخفائها مرات عدة وهم يلاحظون إندفاعاً سعودياً للإنفاق بسخاء عندما يتعلق الأمر بدعم مصر مالياً وإستثمارياً يقابله «تقنين وتقتير» واضح تجاه بلادهم عندما يتعلق الأمر بمشكلات حيوية وأساسية يواجهها الإقتصاد الأردني. كالعادة برز مجدداً على الهامش شعور الأردن بأنه مستعد للمجازفة بمصالحه المباشرة مقابل الخيارات الأهم المتمثلة في ترتيب ملف العلاقات بين السيسي وهو حليف قوي لعمان وبين الملك سلمان بن عبد العزيز. مؤخراً قام الملك سلمان بن عبد العزيز بزيارته الشهيرة لمصر ولأيام عدة ولم يصدر عن الجانب السعودي ما يوحي بأن الملك السعودي يفكر بزيارة ولو عابرة للأردن وهو ينتقل فوق الأجواء الأردنية في اتجاه مصر. عمان هنا «بلعت» الموقف أيضاً بعد صدور تعليمات واضحة مرجعية لكل مسؤول أردني يقابل نظيراً سعودياً قوامها التوقف التام عن «طلب المساعدة» والحديث عن تبادل المصالح والعلاقات والإستمرار في إحترام كل ما من شأنه تجنب إزعاج الشقيق الأكبر السعودي حتى عندما تبرز خلافات مثل تلك التي رصدت في ترتيبات «عاصفة الحزم» أو الإستعجال في بناء تحالف عسكري سني بدون دور أساسي للأردن. الإستراتيجية السعودية عندما يتعلق الأمر بالملف السوري تسييساً أو تسليحاً تنفذ طوال الوقت عبر الأردن. والأجندة السعودية في العراق وسورية يتتبعها الأردن لمساعدتها وعمان تسترسل في ابتلاع كل مظاهر التجاهل السعودي لأزمتها الإقتصادية وبادرت فعلاً لتأسيس بنية تشريعية تتجاوب مع المنهج الذي يطرحه الأمراء السعوديون وهم يتحدثون عن المساعدة عبر الاستثمار وتوقف المنح والعطايا وهو ما يناسب المؤسسات الأردنية المترفعة بكل الأحوال. انزعج الأردن قبل أكثر من عام عندما راقب في شرم الشيخ السعودية تبالغ في العطاء لنظام السيسي وتتجاهل أزمات الاقتصاد الأردني بدون أن يؤثر ذلك على قناعة الأردن بضرورة التقارب التام بين مصر والسعودية. وراقب الأردن بمشاعر ملتبسة سياسياً تفصيلات زيارة الملك سلمان الأخيرة لمصر. والأهم يراقب الأردن «تأثيرات» المشاريع الضخمة المشتركة بين السعودية ومصر في محور «البحر الأحمر» حيث خليج العقبة الصغير الشريان الرئيسي بحرياً للأردن والمحشور عملياً بين مصر والسعودية وإسرائيل مما يؤدي لحسابات مالية وسياسية وأمنية مغرقة في التعقيد من المرجح انها كانت ضمن الأسباب المركزية التي دفعت الأمير القوي محمد بن سلمان لزيارة العقبة بالتزامن مع زيارة والده الملك لمصر. بصورة واضحة لا تقبل اللبس يمكن القول إن ترتيبات البحر الأحمر بين السيسي والسعودية ذات ابعاد سياسية وأمنية إقليمية حساسة لكن الأهم اردنياً ان عمان لم تكن في الصورة وقد يصل الأمر لمستوى «لم يشاورها أحد» في التفاصيل مما يجعل خليج العقبة الصغير «ضحية محتملة» للجانب الإقتصادي والمالي من ترتيبات البحر الأحمر بين السيسي والرياض سواء من حيث التراجع المحتمل في واردات ميناء العقبة المالية جراء الجسر الضخم المنوي تأسيسه أو عندما يتعلق الأمر بإستبدال الممرات المائية أو سفر الحجيج المصري لموسم الحج والعمرة كما كان معتاداً عبر العقبة. الأهم بلغة الخبراء الإقتصاديين في المكان هو تأثير الترتيبات على مسألة نقل النفط والغاز من العقبة وهو ملف في غاية الحساسية مع بروز احتمالات مبكرة لأن يشكل النظام المصري خصوصاً بعد التنازل عن جزيرتي تيران وصنافر «حلقة الوصل» الأساسية في التشبيك مع إسرائيل لاحقاً على نحو أو آخر. وهو أمر يضعف تماماً الهامش الإقليمي للدور الأردني في كل الأحوال ويخرج خليج العقبة من حفلة التأثير بل يخنقه عملياً. أمنياً وسياسياً ترتيبات البحر الأحمر في ظل نمو الخطاب السعودي لصالح ترتيب ملفات «تحالف سني قوي» يتصدى لنفوذ إيران في المنطقة تستعير أيضاً وبدون إنصاف فكرة الأردن القديمة عن «الهلال الشيعي» وسط تحذيرات من أن «يخرج الأردن من المولد بلا حمص حقيقي» وهو ما تقترحه المعارضة الأردنية اليوم وتراهن المؤسسة الرسمية على عدم حصوله. بسام البدارين |
|