معجزة القرن..غزة.. تحول النفايات الى اسمنت
المحامي سفيان الشواجبار يا شعب فلسطين الرعب ملأ قلب اليهود من ابناء فلسطين من قديم الزمان ووصفوهم بانهم جبارون.. ورفضوا دخول الارض المقدسة لان فيها فلسطينيين وقالوا لسيدنا (موسى) عليه السلام اذهب انت وربك فقاتلا انا ههنا قاعدون ..فبرغم الاحتلال والحصار والقهر وعمالة القيادة ..الا ان ابناء (غزة هاشم) حولوا المواسير الى صواريخ ..ترعب اسرائيل وتدك مدنهم .. وحفروا الانفاق العسكرية ..واليوم يضيفون معجزة جديدة تكاد لا تصدق ..؟
زمن المعجزات انتهى منذ قديم الزمان بانتهاء عهد الانبياء والمرسلين ولكن الله جل شأنه قال في كتابه العزيز (وعلم الانسان ما لم يعلم ) فدخلنا في عصر المعرفة عصر الانترنت والتكنولوجيا ولكن (غزة هاشم )وهي الثغر الباسم على شاطىء البحر الابيض المتوسط التي ترفض الاعتراف باسرائيل بقوة وصبر لا تحمله الجبال ..تعرضت لعدوان اسرائيلي.. بعد ان اصبحت (شوكة مؤلمة) في خاصرة اسرائيل برجالها وصواريخها.. مما جعل اسرائيل تحاصرها برا وبحرا وجوا كما هو معلوم للعالم .
وعندما قلنا اننا عدنا الي عصر المعجزات..صدق او لا تصدق فقد كنا نعني ما نقول ويبدو اننا دخلنا في عصر ( بنات غزة هاشم) فليس رجالها وحدهم الابطال.. بل ان الفتيات لهن دور يشبه المعجزة.. فهو اعجاز لم يسبقه اليهن احد من قبل.. فهنيئا (لغزة هاشم )برجالها وبفتياتها.. ايضا وندخل في الموضوع مباشرة وهو:-
تتعرض مدينة غزة نتيجة للحصارالاسرائيلي الي خطر من البيئة ..نتيجة تراكم اكثر من 1000 الف طن من النفايات (يوميا) نظرا لانعدام مساحات كافية لتكون مكبا للنفاية.. كما هو معتاد ..وهذا يهدد سكان غزة بالامراض والاوبئة بكل تاكيد وغزة هاشم فيها (شعب الجبارين) لم يستكينوا ولم يقدموا شكوى الي (مجلس الامن) من النفايات ولم يذهبن الي (الجامعة العربية ) بل لم يطلبوا مساعدة من احد .قامت اربعة مهندسات شابات من فتيات غزة ..قمن بايجاد حل غجيب لهذة المشكلة ..؟ التي تستعصي على الحل في كثير من بلاد العالم (وبيروت) عاصمة لبنان اقرب مثلا .لقد قامت المهندسات الاربعة وهن المهندسة دعاء صيام.. والمهندسة عائشة ابو حطب والمهندسة هديل ابو عابد .. والمهندسة دعاء الحليمي .وجميعهن مهندسات شابات درسن الهندسة في جامعة غزة .شعرت المهندسات الشابات بالخطر المحدق باهلهن اهل (غزة هاشم) نتيجة تراكم 1000 طن من النفايات يوميا.. فقمن باجراء تجارب هندسية لانقاذ غزة واهلها فاستخدمن المعرفة الحديثة والتكنولوجيا.. المتطورة فقمن بحرق كميات من النفايات في مختبر صغير.. ومعدات متواضعه ..منها فرن صغير ..قامت المهندسات باحراق كميات من النفاية ثم اخذن (الرماد) الناتج من الحريق واعادة تنقيته ثم قامت المهندسات الفلسطينيات باضافة الرماد الي خلطة الاسمنت.. بنسبة الثلث ..وبعد عمليات هندسية معقده قمن بادخال المحلول الي الفرن وبعد اخراجه من الفرن كان مادة اسمنتية 100% .
واكدت المهندسات ان استعمال الاسمنت الجديد يوفر للبناء 30% من تكلفة المشروع الكلية. اما عن الكميات المستخدمة فقالت احدى المهندسات وهي تبتسم بعد هذا النجاح الغير مسبوق فلسطينيا او عربيا ولا دوليا قالت المهندسة (دعاء صيام)ان كمية الاسمنت المتوفرة لدينا تكون 10% عشرة بالمئة من كمية النفايات المحروقة وسوف تزيد هذه النسبة في المستقبل القريب مع زيادة التجارب باذن الله اي ان طن النفايات وهو 1000 كيلوجرام ينتج لنا 100 مائة كيلوجرام من الاسمنت الجاهز والذي فيه المواصفات الدولية للاسمنت.الصالح لجميع الاستعمالات . يصعب وصف المهندسات الشابات انهن معجزة..بل اكثرمن معجزة ان دموعي تسيل من عيني وهي دموع الفرح.. من بنات غزة الشابات وغيرهن من العربيات يذهبن الي صالونات التجميل.. وعروض الازياء.. بل والي مسابقات ملكات الجمال..؟ من كل قلبي لكن المحبة والتقدير واسمى ايات الاعتزاز بكن..!
ولم يكن هذا الابتكار ينتج مادة الاسمنت ..ويحل مشكلة الامراض والاوبئة الناتجه من تراكم النفايات يوميا..فحسب خاصة وان مساحة (غزة هاشم )محدودة فهي عبارة عن 365 ميلون متر مربع ويعيش فيها حوالي 2 مليون نسمة مما ينتج اكثر من 1000 طن من النفايات يوميا . بل انه هزيمة منكرة الي اسرائيل بتفوقها التكنولوجي والمساعدات الدولية .هذا الاختراع العجيب اخرج غزة من الحصار الاسرائيلي ..فان الشيء المفيد جدا والذي لم تتوقعه اسرائيل ..بل العالم كله.. ان (فتيات غزة) ينجحن في انتاج الاسمنت ..وهي المادة الاساسية في البناء والذي (تمنع اسرائيل) استيراده الي غزة ..؟ خاصة وانه يوجد 520 الف شخص هدمت اسرائيل بيوتهم في العدوان الاسرائيلي الاخير على غزة سنة 2014 ولم تسمح السلطة الوطنية..نقول وطنية مجازا وليس حقيقة ..بادخال المعونات والمنح من الدول العربية والاجنبية (لاعادة اعمار غزة هاشم )بل نقول والقلب يدمع لقد تخلى الجميع عن (غزة هاشم) وتركوها وحيدة ..في وجه الاعصار الاسرائيلي بطائراته وترسانةالاسلحة الامريكية التي لديه .الا ان ابناء غزة هاشم ..استطاعوا الصمود في وجه العدو الاسرائيلي.. وكانت غزة هاشم تدافع عن شرف الامة العربية قاطبة. فضربت (صواريخ غزة ) تل ابيب والقدس ومطار بن جوريون ومعظم الاراضي المحتلة ولم تستطع اسرائيل ان تحتل شبرا واحدا من ارض غزة .وحتى نقول الامانة للتاريخ.. فلم يقف مع (غزة هاشم) سوى الشقيق التوام وهو المملكة الاردنية الهاشمية.. التي قدمت المساعدات ..خاصة الطبية للجرحى بحسب الامكانات المتوفرة.. ونعلم جيدا انه لم يسمع صوت( انين غزة) من الجراح.. احد من الاخوة العرب سوى( الاردن ) اما باقي الاخوة العرب فسامحهم الله.
ولكن عقول بنات غزة لم يتوقفن عن الابداع.. لانقاذ غزة هاشم وهو ابداع متقدم بكل المقايس اضافة الي انه مجهود اقتصادي ممتاز فيمكن استخدام الاسمنت المستخرج من النفايات (لاعادة اعمار) غزة .فالاسمنت هو المادة الاسسية للعمران فيمكن اعادة ما هدمته الطائرات الاسرائلية في عدوانها الوحشي على منازل المدنيين .طبعا نحن بحاجة الي الحديد والاموال ولكن( ان ينصركم الله فلا غالب لكم) صدق الله العظيم. حفظ الله غزة هاشم قلعة فلسطينية ومقبرة للغزاة ..على مر التاريخ وتحية من القلب الي ابطال غزة هاشم رجالا ونساءا ..خاصة تحية الي المهندسات الاربعة دعاء صيام ..وعاشة ابو حطب وهديل ابو عابد ودعاء الحليمي..!وصدق الشاعر العربي عندما قال :-
العلم يرفع بيوتا لا اساس لها والجهل يهدم بيوت العز والكرم.
تخيلوا ماذا تصنع غزة بعد رفع الحصار الاسرائيلي البغيض عنها ..؟ فان مهندسات غزة الشابات دخلن في القرن الحادي والعشرين عصر المعرفة واصبحنا الان على ابواب (عصر فتيات غزة..).