عدد المساهمات : 75866 تاريخ التسجيل : 28/01/2013 العمر : 78 الموقع : الاردن
موضوع: صادق خان.. أول مسلم في منصب ''عمدة لندن'' الخميس 12 مايو 2016, 8:36 am
صادق خان.. أول مسلم في منصب ''عمدة لندن''
[rtl]فاز صادق خان - المحامي المسلم من أصل باكستاني الذي ينتمي لحزب العمال البريطاني - بمنصب عمدة العاصمة البريطانية لندن، وفقًا لصحيفة إيفيننج ستاندرد.[/rtl] [rtl]وقالت الصحيفة البريطانية، إن صادق خان صنع تاريخًا لنفسه بانتصاره في السباق الانتخابي على منصب عمدة لندن، مشيرة إلى أن ذلك الانتصار أحدث صخبًا كبيرًا في بريطانيا.[/rtl] [rtl]ولفتت الصحيفة إلى تعهد خان بأن يكون عمدة كل قاطني لندن، وذلك عقب إعلان نتيجة التصويت لصالحه بواسطة العمدة السابق بوريس جونسون.[/rtl] [rtl]ويعد خان أول مسلم يدخل مجلس الوزراء البريطاني بصفته وزيرًا للنقل في حكومة رئيس الوزراء الأسبق جوردن براون.[/rtl] [rtl]وذكر خان في تصريح سابق، أن لندن هي إحدى المدن النادرة جدًا في العالم غير الإسلامي حيث يستطيع مواطن مسلم الولوج إلى منصب عال ومرموق كمنصب عمدة لندن".[/rtl] [rtl]واعتبر ذلك فرصة من ذهب لتوعية الناس حول الإسلام والمسلمين من جهة وتشجيع مسلمي لندن وبريطانيا على المشاركة الإيجابية في مختلف جوانب المجتمع.[/rtl]
كيف أصبح مسلم من أصل باكستاني عمدة لندن؟ آخر تحديث: May 11, 2016, 12:38 pm
حسن نافعة
أسعدني، كما أسعد غيري، فوز صادق خان، المواطن البريطاني المسلم من أصل باكستاني، في الانتخابات البلدية البريطانية الأخيرة، وتنصيبه رسمياً عمدة لواحدة من أكبر وأهم العواصم الأوروبية، ورأيت في هذا الحدث دليل حيوية ونضج لمجتمعات تؤمن بقيم التعددية والمساواة وعدم التمييز وتحترم الكفاءة والموهبة. لكنني شعرت بالأسف والحزن في الوقت نفسه حين قرأت بعض ما خطَّه كتاب عرب ومسلمون تعليقاً على هذا الحدث، ورأيت فيه دليلاً على ما تعاني منه مجتمعاتنا من أفكار تنزع نحو تمجيد الخصوصية والتطرف ورفض الآخر المختلف. ومن الواضح أن ردود الأفعال المتباينة على هذا الحدث المهم تشير إلى وجود قراءتين له تختلفان إلى حد التناقض الكامل. القراءة الأولى ترى أن أهمية الحدث تكمن في فوز صادق خان في انتخابات على هذه الدرجة من الأهمية على رغم كونه مسلماً من أصول باكستانية، وهي قراءة تفضي إلى نتيجة منطقية مفادها بأن الصانع الحقيقي لهذا الحدث هو مجتمع الناخبين وليس المرشح الفرد. فالمجتمع، وفقاً لهذه القراءة، هو صانع النجاح الحقيقي ليس فقط للمرشح الذي عرف كيف يكتسب المهارات والخبرات التي تمكنه من التواصل مع الآخرين، وإنما أيضاً للناخب الذي عرف كيف يتغلب على نوازع التعصب الديني والعرقي الكامنة في أعماق نفسه وأصبح في وضع يمكنه من الاختيار وفقاً لضوابط وقواعد تُعلي من شأن القيم المجتمعية العليا وتكبح الأهواء الشخصية ونوازع التعصب والانحياز. ولا شك في أن هذه القراءة تعكس فكراً يؤمن بقيم التنوع والتعددية والمساواة ويعتبرها الأسس الصالحة لبناء دول ومجتمعات ونظم ومؤسسات قادرة على الإسهام بفاعلية في بناء الحضارة الإنسانية.
القراءة الثانية، ترى أن أهمية الحدث تكمن في أن الفائز في هذه الانتخابات المهمة مسلم يعتز بإسلامه، وبالتالي يعد انتخابه دليلاً ليس فقط على سمو ما تتحلى به شخصيته من سمات وقيم مستمدة أو مستوحاة من عقيدته الدينية، ولكن أيضاً على حجم التغيرات التي طرأت على بنية المجتمعات الأوروبية نفسها والتي تؤكد، وفقاً لهذه القراءة، وجود عملية تاريخية يتوقع أن تفضي إن آجلاً أو عاجلاً إلى أسلمة المجتمعات الأوروبية.
صديق خان هو ابن أسرة مسلمة سبق لأجداده أن هاجروا من الهند إلى باكستان قبل أن يهاجر والداه من باكستان إلى بريطانيا، في نهاية ستينات القرن الماضي، ويستقرا في إحدى ضواحي لندن الجنوبية الفقيرة. أما والده، الذي توفي عام 2003، فقد عمل بعد استقراره في بريطانيا سائقاً لإحدى باصات النقل العمومي في لندن، واشتغلت أمه بخياطة الملابس، وعاشت الأسرة المكونة من الأب والأم وثمانية أشقاء كان ترتيب صادق الخامس بين سبعة ذكور وبنت واحدة، في منزل بإيجار زهيد توفره السلطات البلدية لمحدودي الدخل. والتحق صادق بإحدى المدارس الحكومية التي توفر تعليماً مجانياً في ضاحية توتينغ، قبل أن يلتحق بالجامعة لدراسة القانون ويتخذ من المحاماة مهنة له. وساعدت أصوله الاجتماعية المتواضعة على تأثره بأفكار حزب العمال المدافعة عن حقوق الفقراء والطبقات الكادحة، فالتحق بالحزب الذي رشحه لخوض انتخابات مجلس العموم عن الدائرة نفسها التي تلقى فيها تعليمه الابتدائي، وفاز بالمقعد في دورتين متتاليتين (2005 و2010), ثم عين وزيراً للدولة لشؤون المجتمعات عام 2007 قبل أن يصبح وزيراً للنقل في آخر حكومة عمالية. ولذا دخل التاريخ السياسي لبريطانيا كأول مسلم وأول آسيوي يحظى بعضوية مجلس الوزراء البريطاني. وها هو صادق خان يصبح اليوم من أهم الشخصيات في عاصمة الدولة التي كانت يوماً ما إمبراطورية لا تغيب عنها الشمس وتسيطر على ما يقرب من نصف سكان العالم، من بينها سكان الهند، بلاد أجداده التي كانت باكستان جزءاً منها.
من المفارقات أن يفوز مسلم فقير من أصول باكستانية في انتخابات يخوضها مرشحون أقوياء وأصحاب نفوذ، ربما كان السير زاك غولدسميث أهمهم. وهو ابن بليونير يهودي شهير، تزوج من فتاة من عائلة روتشيلد الذائعة الصيت والفاحشة الثراء، ومثَّل حزب المحافظين كنائب عن دائرة ريتشموند الراقية في مجلس العموم عقب فوزه في انتخابات 2010، ويعد من أبرز الداعين إلى خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي. ولم يفت هذا المرشح اليهودي بالطبع أن يتهم خان بانتمائه إلى جماعات إسلامية متطرفة، لكن هذه المحاولة البائسة لاستغلال ظاهرة الإسلاموفوبيا لم تنجح. فقد حصل خان، وفقاً للأرقام الرسمية لنتائج الانتخابات، على مليون و310 آلاف و143 صوتاً مقابل 994 ألفاً و614 صوتاً حصل عليها منافسه الأبرز غولدسميث، وبالتالي فاز على أقرب منافسيه بفارق ضخم من الأصوات.
كان لافتاً للنظر أن يبدأ خان كلمته التي ألقاها عقب فوزه بهذا المنصب الرفيع، بالبسملة والصلاة على رسول الله، وأن يتذكر والده المتوفي ويشيد بفضله عليه ويعبر عن أسفه لأن العمر لم يمتد به ليشهد هذه المناسبة. كما لم يفته أن يشير إلى أن انتخابه يعني أن لندن «اختارت الأمل بدلاً من الخوف، والوحدة بدلاً من الانقسام»، وهي كلمات تعكس شخصية واثقة من نفسها، ولا تخجل من أصولها الاجتماعية المتواضعة، وتعتز بدينها وبخصوصية ثقافتها على رغم ما يبدو من مظاهر اندماجها الكامل في مجتمع يسعى جاهداً إلى أن تنتصر فيه قيم التسامح والعدل والمساواة التامة بين المواطنين من دون تمييز على أساس العرق أو الدين أو الجنس أو الطائفة. وفي تقديري أن فوز صادق خان بهذا الفارق الضخم من الأصوات يؤكد أن التيار الغالب في مجتمع العاصمة البريطانية، في اللحظة الراهنة، يؤمن بتلك القيم النبيلة ولم يتأثر كثيراً بعواصف الإسلاموفيا التي تجتاح معظم المجتمعات الغربية. انتخاب صادق خان حدث مهم لا يجوز التقليل من دلالاته، كما لا يجوز التضخيم منها أو المبالغة فيها في الوقت نفسه، ويؤكد وجود نماذج ناجحة لاندماج كامل لجاليات إسلامية متدينة في مجتمعات أوروبية، ويشير في الوقت نفسه إلى أن المجمع الانتخابي في العاصمة البريطانية يعبر في اللحظة الراهنة عن درجة عالية من النضج السياسي، كما يؤكد أن التيار الرئيسي فيه يؤمن إيماناً حقيقياً بالأفكار الليبرالية القائمة على التسامح وقبول الآخر المختلف دينياً وإثنياً... إلخ. غير أن هذه اللحظة ليست بالضرورة قابلة للدوام ولا تعكس اتجاهات المستقبل في أوروبا. فتاريخ أوروبا، والذي نبتت في تربته أفكار وأيديولوجيات نازية عنصرية وفاشية استبدادية وماركسية طبقية، وأفرز زعماء من أمثال هتلر وموسوليني وستالين، وتاريخ الولايات المتحدة، والذي أفرز لنا ظاهرة المكارثية في منتصف القرن الماضي والمحافظين الجدد في بداية القرن الحالي، هو تاريخ مليء بالمفاجآت. وعلى رغم تسليمي بأن المجتمعات الديموقراطية العريقة قطعت شوطاً مهماً في ترسيخ قيم التعددية والديموقراطية والتسامح، إلا أنها ليست محصنة كلياً ضد الأفكار المتطرفة، بدليل تصاعد نفوذ اليمين المتطرف في دول أوروبية عدة كفرنسا وألمانيا وهولندا. لذا سيظل الصراع قائماً بين قيم الليبرالية الحقيقية التي تؤمن فعلاً بالمواطنة وحقوق الإنسان، وبين الأفكار المتطرفة التي ترفض اندماج «الأغيار» وتحقر من شأن المهاجرين، وهو صراع أتوقع أن يستمر فترة طويلة مقبلة. ومع ذلك يظل البون شاسعاً بين ما يجري داخل المجتمعات الراسخة الديموقراطية وما يجري في معظم مجتمعاتنا العربية والإسلامية.
للتعرف على حجم الهوة التي تفصل بين هذين النموذجين من المجتمعات الإنسانية، لنا أن نتخيل مصير صادق خان فيما لو أن والديه قررا الهجرة إلى إحدى الدول العربية بدلاً من بريطانيا. كان من المحتمل جداً في هذه الحالة النجاح في العثور على وظائف تحقق للأسرة استقراراً مادياً، أو ثراءً كبيراً في أحسن الأحوال، وربما ينجح رب الأسرة في تمكين أولاده من الحصول على تعليم جامعي، لكن الأرجح أن الأسرة كانت ستبقى مهمشة اجتماعياً وسياسياً، وغير قادرة على الحصول على جنسية البلد المضيف، وربما تبقى ضمن شريحة «البدون»، أو تضطر في النهاية للعودة إلى وطنها الأصلي.
في مجتمعاتنا مشكلة حقيقية تعوّقها في الوقت الحالي عن التقدم والانطلاق على نحو يمكنها من الإسهام في الحضارة العالمية. قد تستطيع مجتمعاتنا أن تبني مدارس وجامعات ومستشفيات، وأن تشيد موانئ ومطارات، وأن ترصف طرقاً وتقيم الجسور وتحفر الأنفاق، لكنها لن تستطيع أبداً أن تحرر طاقات شعوبها من دون الإيمان بقيم المواطنة والمساواة وحقوق الإنسان، ومن دون ضمانات لتداول السلطة، بالاحتكام إلى صناديق الانتخابات وليس بركوب الدبابات أو التخلص من المعارضين بالزج بهم في السجون أو بالذبح.
عدد المساهمات : 75866 تاريخ التسجيل : 28/01/2013 العمر : 78 الموقع : الاردن
موضوع: رد: صادق خان.. أول مسلم في منصب ''عمدة لندن'' الخميس 12 مايو 2016, 8:40 am
صادق خان: "القيم الغربية تتوافق مع الإسلام ولست متحدثا باسم المسلمين"
قال رئيس بلدية لندن المنتخب حديثا صادق خان إن "ما أظهرته انتخابات الخميس هو أنه من الممكن أن يكون شخص ما مسلما وغربيا، وأن القيم الغربية تتوافق مع الإسلام". كما أكد في تصريح صحافي أنه "ليس متحدثا باسم المسلمين"، وإنما يتحدث باسم اللندنيين كرئيس لبلدية العاصمة البريطانية.
أكد رئيس بلدية لندن الجديد العمالي صادق خان الأربعاء أنه ليس "قائدا مسلما ولا هو متحدث باسم المسلمين"، مؤكدا أنه يتكلم باسم جميع اللندنيين. وقال خلال تصريح صحافي في مقر بلدية لندن "ما أظهرته انتخابات الخميس هو أنه من الممكن أن يكون شخص ما مسلما وغربيا. وأن القيم الغربية تتوافق مع الإسلام". وأضاف "لكن فلنكن واضحين: لست قائدا مسلما أو متحدثا باسم المسلمين. أنا رئيس بلدية لندن" وأتحدث بصفتي هذه "باسم كل اللندنيين". صادق خان مع بقاء بريطانيا ضمن الاتحاد الأوروبي وبخصوص الاستفتاء حول عضوية بريطانيا في الاتحاد الأوروبي المرتقب في 23 حزيران/ يونيو، قال صادق خان الذي قدم نفسه على أنه "رئيس البلدية الأكثر تشجيعا للأعمال الذي شهدته المدينة"، إنه من "المهم للندن أن تبقى ضمن الاتحاد الأوروبي". وأكد أن حوالى نصف مليون وظيفة "تعتمد بشكل مباشر" على الانتماء للاتحاد الأوروبي. من هو صادق خان أول مسلم ينتخب على رأس بلدية لندن؟ وأضاف "سيكون هذا الموضوع الأكثر أهمية للمدينة في الأسابيع المقبلة"، مشيرا إلى أنه يعتزم أن يقوم بحملة من أجل بقاء البلاد ضمن الاتحاد الأوروبي حتى إلى جانب رئيس الوزراء المحافظ ديفيد كاميرون، "لأن هذا أكثر أهمية من الأحزاب السياسية". صادق خان يدعم كلينتون وعبر خان أخيرا عن رأيه بالانتخابات الرئاسية الأمريكية قائلا، إن "سياسة هيلاري كلينتون مماثلة جدا للسياسة"، التي ينتهجها، وأنه "لا يمكنه أن يتصور قائدا أفضل" للولايات المتحدة غير المرشحة الديمقراطية هيلاري كلينتون.
ابراهيم الشنطي Admin
عدد المساهمات : 75866 تاريخ التسجيل : 28/01/2013 العمر : 78 الموقع : الاردن
موضوع: رد: صادق خان.. أول مسلم في منصب ''عمدة لندن'' الأحد 15 مايو 2016, 9:11 am
[rtl]عن عمدة لندن الجديد ونفاقنا الاجتماعي[/rtl]
بلال حسن التل
[rtl]
انشغلت مواقع التواصل الاجتماعي على وجه الخصوص, ووسائل الإعلام على وجه العموم في بلدنا, بفوز مسلم من أصل باكستاني هو صادق خان بمنصب عمدة لندن, ثاني أهم منصب في بريطانيا بعد رئيس الوزراء, وقد اتخذ الانشغال بهذا الحدث في بلدنا أكثر من بعد, فمن الناس من انبهر بسلوك عمدة لندن الجديد وهو ينتظر وصول حافلة من حافلات النقل العام للذهاب إلى عمله, ثم انبهروا بصوره أثناء ركوبه في الحافلة, لكن أحداً من هؤلاء الذين انبهروا بسلوك الرجل لم ينتبه إلى ان أحداً من المواطنين في لندن لم يحاول أن يقتحم خصوصية الرجل, كما نفعل نحن في بلادنا, وهو الاقتحام الذي يقع فور ظهور المسؤول في موقع عام, حيث يأخذ هذا الاقتحام عندنا أشكالاً ومظاهر كثيرة, تبدأ بطلب العشرات التقاط الصور مع هذا المسؤول ليروجوا فيما بعد أنهم من أصدقائه ومعارفه, في واحدة من أهم مظاهر النفاق والرياء الاجتماعي التي يعاني منها مجتمعنا. ومثلما لم يقتحم أحد خصوصية صادق خان بحجة التقاط صور معه, فإننا لم نر في الصور المنشورة تدافعا للناس للسلام عليه ونيل بركته, كما نفعل نحن حال ظهور أي مسؤول في مناسبة أو مكان عام, في مظهر آخر من مظاهر الرياء والنفاق الاجتماعي الذي نعاني منه, مثلما نعاني من الفصام النكد بين ما نقول وما نفعل ذلك أنه في الوقت الذي نملأ فيه صفحات التواصل الاجتماعي بذم المسؤولين وكذلك نفعل في جلساتنا الخاصة, فإننا نسارع إلى كيل المديح لهم عندما نلتقيهم, أو عندما نتنافس على دعوتهم إلى مناسباتنا, بل لنقيم مآدب التكريم لهم في صورة أخرى من صور الرياء والنفاق الاجتماعي الذي نمارسه. مظهر آخر من مظاهر عدم اقتحام خصوصية عمدة لندن في موقف الحافلات, أو أثناء ركوبه للحافلة هو أننا لم نر صوراً لجموع من الناس تسلم الرجل عرائض واستدعاءات وطلبات, كما يحدث عندما يظهر مسؤول في بلدنا بمناسبة أو مكان عام, بعد أن أصبح التقدم بالعرائض والاستدعاءات عادة أردنية مذمومة, وواحدة من ممارسات انتهاك خصوصية الشخصيات العامة في بلدنا, وهي ممارسات لم تعد مقتصرة على فئة دون أخرى من شرائح مجتمعنا, فقد صارت سمة عامة تجعلني أطرح سؤالاً عن إمكانية أن يقتحم أحد أعضاء مجلس العموم البريطاني مكتب ووقت عمدة لندن بدون موعد مسبق كما يفعل غالبية السادة النواب في بلدنا, عندما يقتحمون مكاتب الوزراء والأمناء العامين وسائر المسؤولين بلا مواعيد فيعتدون على أوقات المسؤولين فيعطلون مصالح المواطنين عندما يشغلون المسؤول عن إنجازها. خلاصة القول في ظهور عمدة لندن الجديد في موقف الحافلات ثم في الحافلة أنه جزء من سلوك اجتماعي عام, يحمي خصوصية المسؤولين من جهة, ويعبر عن احترام الناس هناك لأنفسهم, بإتقانهم لفن المطالبة بحقوقهم, من خلال القنوات القانونية,من خلال مجموعات الضغط بعيداً عن أساليب التملق والتوسل بالعرائض وهو ما يجب أن ندرب أنفسنا عليه. وقبل أن ننتقل من دلالات ظهور عمدة لندن الجديد في موقف الحافلات. ومن ثم في الحافلة لابد من الإشارة إلى حقيقة مهمة, وهي قضية التعامل مع المال العام ومرافقه, فكل من رأى صور عمدة لندن الجديد في موقف الحافلات ثم في الحافلة, سيلاحظ مدى سلامة الموقف والحافلة, لأن أحداً هناك لا يفكر بالعبث بالمال العام وبمرافقه, بينما نرى في بلادنا كيف يتم تدمير مواقف الحافلات والعبث بالحافلات نفسها, ولازالت في ذاكرتنا صور العبث والضرر الذي ألحقناه بحافلات مؤسسة النقل العام, أيام كان لدينا نقل عام محترم, وهذه قضية تثير أسئلة أولها: أين هي جهود المجتمع المدني المنظمة القادرة على الضغط على مواقع القرار في بلدنا, من أجل توفير قطاع نقل عام مؤهل وقادر على حل مشكلاتنا اليومية مع النقل؟ ثم أين دور القطاع الخاص الأردني المؤمن بوطنه وتنميته من المساهمة في حل مشكلة قطاع النقل العام في بلادنا؟ وهنا لابد من تذكير أصحاب الملايين في بلدنا أن القطاع الأهلي لعب دوراً مركزياً في تأسيس الدولة الأردنية في بواكيرها الأولى في كل القطاعات, وأولها النقل والطاقة وخاصة في مجال توليد الكهرباء, فلماذا تراجع هذا الدور ولماذا صار»هم» أصحاب رؤوس المال في بلدنا تكديس المال بعد تهربيه إلى الخارج مروراً بالتهرب الضريبي؟ وأين هي مشاريع المسؤولية الاجتماعية الحقيقية التي يدعمها القطاع الخاص في بلدنا؟ خواطر كثيرة أثارتها ردود الأفعال على اختيار مسلم من أصل باكستاني عمدة للندن أولها التعليق على ظهوره في موقف الحافلات, وهو الظهور الذي يجب أن يمارسه المسؤولون في بلدنا, لكن هذا لن يتم إلا إذا تخلصنا نحن من ممارسات الرياء والنفاق الاجتماعي وتعلمنا كيف نطالب بحقوقنا ونحافظ على مالنا العام ومرافقه.[/rtl]