منتدى الشنطي
سيغلق هذا المنتدى بسبب قانون الجرائم الاردني
حيث دخل حيز التنفيذ اعتبارا من 12/9/2023
ارجو ان تكونوا قد استفدتم من بعض المعلومات المدرجة
منتدى الشنطي
سيغلق هذا المنتدى بسبب قانون الجرائم الاردني
حيث دخل حيز التنفيذ اعتبارا من 12/9/2023
ارجو ان تكونوا قد استفدتم من بعض المعلومات المدرجة

منتدى الشنطي

ابراهيم محمد نمر يوسف يحيى الاغا الشنطي
 
الرئيسيةالرئيسية  البوابةالبوابة  الأحداثالأحداث  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخول  

 

 معركة هاجوفا .. يوم بكت أوروبا

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 75802
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 78
الموقع : الاردن

معركة هاجوفا .. يوم بكت أوروبا Empty
مُساهمةموضوع: معركة هاجوفا .. يوم بكت أوروبا   معركة هاجوفا .. يوم بكت أوروبا Emptyالأحد 22 مايو 2016, 11:21 am

معركة هاجوفا .. يوم بكت أوروبا
أحمد عبد الحافظ




معركة هاجوفا .. يوم بكت أوروبا Shapeaseterq

كثيرة هي الأيام الخالدة في تاريخ الإسلام، والتي تبرز خالدية الصراع بين الشرق والغرب، بين الإسلام والنصرانية، فقد لبثت الفكرة الصليبية قرونًا محور هذا الصراع، وقد بلغ ذلك الصراع قوة اضطرامه زمن الخلافة العثمانية حيث سقطت القسطنطينية، ولم يعرف قط سبيلًا للمهادنة، حتى بعد أن نبذت الخلافة العثمانية فكرتها في اجتياح الغرب، إذ بدت عليها علامات الضعف والتنازع بعد موت أمير المؤمنين سليمان القانوني رحمه الله (974هـ / 1566م)، في الوقت الذي اتحدت فيه قوى الصليبيين بأوروبا، وأخذت فكرتها الصليبية في ثوبها الجديد، ثوب السياسة الاستعمارية التي ترمي إلى فرض سلطان الغرب على الأمم الإسلامية والشرقية بوجه عام، والتربص بكل فورة أو نهضة جديدة يجيش بها الإسلام.
وتعتبر معركة هاجوفا أو كرزت من تلك الأيام الخالدة من تاريخ أمتنا، والتي بدت فيها الفكرة الصليبية قوية مضطرمة، جرت أحداثها بين الدولة العثمانية بقيادة السلطان محمد الثالث وبين اتحاد الإمبراطورية الرومانية المقدسة، بقياده ماكسيمليان أخو إمبراطور ألمانيا، والتي انتهت بنصر مظفر للخلافة العثمانية.
[size=18]تمردات الألمان
بموت السلطان سليمان القانوني دخلَت الدولةُ العثمانيَّة في مرحلةٍ مِن الضَّعف المرحلي، أدَّى لتوسُّع الممالِك الأوروبيَّة مرَّة أخرى على حساب أملاكِ الدَّولة العثمانيَّة، التي أنفق فيها السلاطين العثمانيون الأوائل كثيرًا من دماء المسلمين في سبيل فتحها وإخضاعِها لدولة الإسلام.

وفي عام 1003هـ / 1595م وفي وسط مؤامراتِ قصر السلطان العثماني محمد الثالث وتنازُع الوزراء، خسرَت الدولة العثمانيَّة عدة مواقع في أوروبا، كان من ضمنها قلعة "إستركون" المركزيَّة لصالح الألمان (الإمبراطورية الرومانية المقدسة)، بالإضافة إلى جرأة أمير رومانيا - أمير مقاطعة الأفلاق الرومانية "الفويفودا ميخائيل - ميخائي" على الجيش العثمانِي في تِلك المنطقة بقيادة الوزير "سنان باشا"، وإعلانِ تمرُّده ومطاردته الجيشَ العثماني في انسحابِه؛ حيث تعقَّب خِيرَة فرق الصَّاعقة بالجيش العثماني، وقام بإغراقهم أثناء عبورهم نهر الدانوب، وارتكب ما تقشعر منه الأبدان من مذابح بحق الأهالي المسلمين بما فيهم النساء والأطفال في " تاركوفيتشه" بل إن يلماز اوزتونا في كتابه " تاريخ الدولة العثمانية" ذكر أنه قد أعدم 3500 مسلمًا على الأوتاد (الخوازيق)، بما فيهم علي باشا وكبار الضباط الأتراك، وقد أقدم على شيّ لحوم بعض الضحايا وأكلها كذلك!
ونتيجة لإخفاق سنان باشا في رد هذه الهجمات، فقد عزله السلطان، وتم تعيين إبراهيم باشا وزيرًا أعظم للدولة العثمانية [1].
نفير السلطان محمد الثالث
ونظرًا لهذا الوضع الحرج، ولتنامِي قوَّة الجيش الألماني الذي بات يمثل خطرًا حقيقيًّا ضد الدولة العثمانية ككلٍّ، وجرأة الرُّومان، قرَّر السلطان محمد الثالث الخروج بنفسِه للجهاد على رأس حملةٍ كبيرة؛ لاستعادة هَيبة الخلافة العثمانية؛ حيث كان السلطان محمد الثالث أول من خرج من السلاطين للجهاد بعد 30 سنة من وفاة أمير المؤمنين سليمان القانوني رحمه الله.

حصار قلعة أرلو - أكري - إغر
وقد خرجَت هذه الحملة بقيادة الخليفة العثماني محمد الثالث من إستانبول سنة 977هـ / 20 يونيو عام 1569م؛ حيث عبر مدينة صوفيا ليصلَ إلى بلغراد في أغسطس، حيث استُقبل استقبالًا حافلًا، وجرت مراسم استعراض للجيش، وبعد 11 يومًا عبر الجيشُ العثماني نهرَ سافا ليدخل مناطق النمسا في سبتمبر عام 1569م، وهنا دُعيَ إلى مجلس حربيٍّ بقلعة سلانكمن بقيادة السلطان، وقرَّر المجلس أن يفتتح قلعةَ أكري أو أرلو (بالألمانية) أو إغر (بالمجرية)، التي عجز السلطان سليمان القانوني عن فتحها في سنة 963هـ / 1556م، رغم محاصرته لها 39 مرة. وتكمن أهمية القلعة في أنَّها تتحكَّم في طرق المواصلات بين النمسا وترانسلفانيا (رومانيا)، وقد كانت جميع هذه المناطق تقاوِم الفتحَ العثماني، وكانت القلعة في حوزة الألمان.

وبدأ الحصار في 24 سبتمبر 1569م وقد استطاع السلطان محمد فتحها بعد حصار 18 يومًا،  ثم أقيمت صلاة  الجمعة في 18 أكتوبر، وكان خطيبها سعد الدين أفندي، وعيِّن لها بكلربك أرضروم. وكان في أثناء البدء في حصار قلعة أرلو قد وصلَت الأخبارُ للسلطان العثماني بأنَّ النمساويين قد قاموا بحصار وإسقاط قَلْعة "هاتافان"، وقتل النمساويُّون جميعَ العثمانيين المتمركزين في القلعة، بما فيهم الأطفال والنساء ردًّا على حملة السلطان؛ لذا قام السلطان محمد بإعدام جميع جنود القلعة بعد فتحها ردًّا على هذه المذبحة؛ حيث قدِّر عدد من قُتل من الجنود الألمان 11000 جندي.
وفي إحدى المعارك بعد فتح حصن أكري كاد أن يؤسر السلطان محمد الثالث وفرّ من حوله الجنود والأعوان، فقال الشيخ سعد الدين أفندي: "اثبت أيها الملك، فإنك منصور بعون مولاك، الذي أعطاك، وبالنعم أولاك، فركب السلطان جواده، وحمل سيفه وتضرع إلى القوي العزيز، فما مضت ساعة حتى نزل نصر الواحد القهار" [2].
أحداث معركة هاجوفا
بعد ذلك تلقَّت قيادةُ الجيش العثماني خبرًا بأنَّ جيشًا مشتركًا من النمساويِّين والترانسلفانيين كان يتقدَّم تجاه جيش الحملة العثمانيَّة، وبعد مشاورات ومداولات قرَّر السلطان محمد الثالث الذهاب لمقابلتهم في سهل هاجوفا Haçova  أو كرزت شمال المجر، كان جيش التحالف الصليبي يضم أيضًا عددًا كبيرًا من الجنود الصليبيِّين بقيادة الإمبراطورية الرومانية المقدسة وتوابعها وأحلافها؛ من ألمانيا والإمارات البابوية الإيطالية، وإمارةِ بوهيميا التشيكية، وإمارة أردال الرومانية، ومملكةِ المجر، وإمارة القازاق (الكوساك) الأوكرانية، واتِّحادِ بولندا وليتوانيا، ومملكةِ إسبانيا، تحت قيادة أرشيدوق النمسا "ماكسيميليان الثالث" وأمير ترانسلفانيا "سيغسموند باثوري".

وكان ذلك التحالف يقدَّر بـ 300.000 جندي، معهم 100 مدفع، بينما قُدِّر الجيش العثماني بـ140000 جندي يساعدهم خيَّالة دولة القرم.
معركة هاجوفا الأولى
وقعت حرب هاجوفا الأولى في آخر صفر 1004هـ /  22 أكتوبر  1596م، وكانت بداية الحرب صاعِقة على الجيش العثماني الذي كان في حالةٍ من الضَّعف والقلَق نتيجة هذا التحالف الصليبي الكبير ضدهم؛ حيث انتصر جيش التحالف في بداية هجومه على مقدِّمة الجيش العثماني، وسقط 1100 جندي عثماني شهيدًا، وفُقد 42 مدفعًا.

يصف المؤرِّخ العثماني "إبراهيم بجوي" ما حدث من هزيمة لجيش الخلافة قائلًا:
"استطاع النصارى التغلُّب على الجيش العثماني، ولكن جنود الإسلام لم يَشعروا بالهزيمة، بعد ذلك بدأ النصارى بنَهْب ما في مقرِّ القيادة للعثمانيين، هاجمَت مجموعة كبيرة من النصارى الخيمةَ التي توجد بها الأموال التابعة لخزانة الدولة، قامت المجموعةُ بقتل بعض جنود الإنكشارية والحرس، استولى النصارى على صندوق الأموال الذهبيَّة، ورفعوا أعلامَ الصليب وبدؤوا بالرَّقص حولها".

معركة هاجوفا الكبرى
بدأت معركة هاجوفا الكبرى الأصلية بعد 4 أيام، في 4 ربيع الأول 1004هـ / 26 أكتوبر 1596م، يصف المؤرخ يلماز أوزتونا أحداث المعركة، يقول: "بدأت الحرب بهجوم الألمان واختراقهم مراكز العثمانية في العمق، ووصولهم بالقرب من المخيم السلطاني. ترجل محمد الثالث عن حصانه، دخل خيمته، على كتفيه بردة الرسول صلى الله عليه وسلم الشريفة، وممسكا ً بيده رمح الرسول صل الله عليه وسلم، كان يصلي ويدعو الله.

دخل الوزير الأعظم إبراهيم باشا إلى السرادق، وقطع الدعاء مخبرا ً السلطان بأن انسحابه أصبح من الضرورات العسكرية، ومن المؤكد أنه كان يخشى وقوع السلطان في الأسر، فيصيب الدولة مكروه لا يمكن إصلاحه، لأنه كان طيبا ً وعسكريا ً شجاعًا. استمع محمد الثالث للتوصية، وحالما امتطى جواده أمسك خوجه سعد الدين أفندي رئيس أساتذته وأساتذة أبيه بعنان الجواد قائلا: "إن الجيش الذي لا يرى السلطان يتشتت، وإن الحرب مستمرة وليس هناك هزيمة، وإن روح الرسول تنظر إليهم" [3].
ثم أمسك الشيخ سعد الدين أفندي عنانَ فرس السلطان الذي حاولَ الهرب به، وخرج به أمامَ جنود الجيش وهو يقوده، وهنا تشجَّع جنود الصاعقة والإنكشارية وقرَّروا الصمودَ في دفاعهم، وقد رأَوا السلطان يتقدَّمهم.
في اليوم الثاني من المعركة، اشتدَّ القتال، ووصلَت القوات النمساويَّة إلى خيمة السلطان نفسه، فهاجم مربُّو الخيول العثمانيُّون، والطباخون، وصانعو الخيام، والأشخاص المكلَّفون برعاية الجمال الجنودَ النمساويين الذين كانوا يجمعون الغنائمَ من الخيمة بكلِّ ما استطاعوا أن يحصلوا عليه من أسلحة، فاستعملوا أدوات الطَّبخ، والفؤوس التي كانوا يقطعون بها الخشبَ والمطارق التي كانوا يستعملونها في بناء الخيم، وتفاجأ النمساويُّون وانسحبوا وهم مشوَّشون، سمع الجنود العثمانيون الذين كانوا يقاتِلون في الخطوط الأمامية صراخَ العدو النصراني يهرب! فرفع هذا من معنويَّات الجيش وقلبوا موازينَ المعركة.
بدأَت قوات المدفعيَّة ضرب الجيش النمساوي - الترانسلفاني، والتفَّت القواتُ العثمانيَّة عليهم، وسرعان ما انهار النمساويُّون، وأعمل فيهم الجنودُ المسلمون القتلَ والتنكيل.
نتائج معركة هاجوفا
هُزم الجيش الألماني وقوى التحالف الصليبي، وقُتل 50 ألفًا من أفراد العدوِّ في ساحة القتال و20 ألفًا في المستنقعات التي سِيقوا إليها، واغتنم 100 مدفع، وكانت جثث العدو مكدسة في ساحة القتال الواحد فوق الآخر. وفرَّ جنود الجيش النمساوي - الترانسلفاني، فتعقَّبهم الجيشُ العثماني وأسروا البقيَّة. كما كانت خسائر الدولة العثمانية عبارة عن عدة آلاف من الشهداء [4].

كان انتصار معركة هاجوفا من أكبر الانتصارات في أوربا، ولكنه انتصار لم يقيَّم استراتيجيًا، إذ لم يستثمر العثمانيون هذا الانتصار في زيادةِ فتوحاتهم في أوروبا؛ فسرعان ما عاد السلطان محمد الثالث إلى إستانبول، حيث استقبلَته مواكب المهنِّئين على سلامته وانتصارِه السَّاحق، ومُنح السلطان لقب "فاتح إغر".
ورغم رجوع الجيش العثماني لقواعدِه دون غزو ممالك أوروبا، كما كان يفعل السلاطنة العظام للدَّولة العثمانية، إلاَّ أنَّ هذا النَّصر قد أعاد الهيبة مرَّة أخرى لمكانة الدَّولة العثمانية في قلوب الأوروبيين، وأيقنوا بأنَّهم لن يستطيعوا قط القضاءَ على الدَّولة العثمانيَّة في أي معركةِ تحالفٍ معهم في ظلِّ العقيدة الإيمانيَّة التي يستحضرونها في معاركهم كافَّة معهم.
[/size]

[size]
[1] يلماز أوزتونا: تاريخ الدولة العثمانية، ج1/ ص436.
[2] انظر: تاريخ سلاطين آل عثمان للقرماني، ص63 - 64.
[3] يلماز أوزتونا: تاريخ الدولة العثمانية، ج1/ ص349.
[4] السابق، نفسه.

المصدر:
-   يلماز أوزتونا: تاريخ الدولة العثمانية، ترجمة: عدنان محمود سلمان، مراجعة وتنقيح: محمود الأنصاري، منشورات مؤسسة فيصل للتمويل، تركيا، 1988م.
-    محمود ثروت أبو الفضل: معركة هاجوفا .. يوم خجل صاحب البردة النبوية، مقال على شبكة الألوكة.
[/size]
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 75802
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 78
الموقع : الاردن

معركة هاجوفا .. يوم بكت أوروبا Empty
مُساهمةموضوع: رد: معركة هاجوفا .. يوم بكت أوروبا   معركة هاجوفا .. يوم بكت أوروبا Emptyالثلاثاء 24 مايو 2016, 1:00 am

«سلطان الحريم!» 
كما سمي في مسلسل تافه،
 أريد له أن يشوه واحدة من أبهى وأجمل حكايات هذه الأمة،





في عام 1526 م ذهب مبعوث السلطان العثماني سليمان القانوني لأخذ الجزية من ملك المجر وزعيم أوروبا وقتها «فيلاديسلاف الثاني»، وكانت المجر هي حامية الحقد الديني على أمتنا في أوروبا وقتها، فقام بذبح رسول سليمان القانوني بإشارة من بابا ال?اتيكان آنذاك، فقد استعدت الكنيسة وأوروبا جيداً لهذا.
جهز سليمان القانوني جيشه، وكان عبارة عن 100 ألف مقاتل، و350 مدفع، و800 سفينة.
وحشدت أوروبا جيشها، وكان عدده 200 ألف فارس .. منهم 35 ألف فارس مقنع بالكامل بالحديد. سار سليمان بجيشه لمسافة حوالي 1000 كم (مثل طول مصر تقريباً)، وفتح معظم القلاع في طريقه لتأمين خطوط انسحابه، لو حدثت هزيمة لا قدر الله، وانتظر في وادي موهاكس جنوب المجر وشرق رومانيا، منتظراً جيوش أوروبا المتحدة بقيادة فيلاد والبابا نفسه.
كانت مشكلة سليمان التكتيكية هي كثرة فرسان الرومان والمجر المقنعين بالحديد.. فأولئك الفرسان لا سبيل لإصابتهم بالسهام أو الرصاص أو المبارزة، لتدريعهم الكامل .. فماذا يفعل ؟
صلى الفجر، ووقف قائلا لجنوده وهم ينظرون لجيوش أوروبا المتراصة، التى لا يرى الناظر آخرها، يحثهم بصوت باك حتى بكى الجنود جميعاً واصطف الجيشان ..
اعتمدت خطة سليمان على الآتي: وضع تشكيل جيشه بطريقة 3 صفوف على طول 10 كم ..
ووضع قواته الإنكشارية في المقدمة وهم الصفوة، ثم الفرسان الخفيفة في الصف الثاني، معهم المتطوعة والمشاة ... وهو والمدفعية في الصف الأخير ... وهجم المجريون عقب صلاة العصر على حين غِرة، فأمر سليمان قوات الانكشارية بالثبات والصمود ساعة فقط، ثم الفرار... وأمر الصف الثاني الفرسان الخفيفة والمشاة بفتح الخطوط والفرار من على الأجناب، وليس للخلف... وبالفعل صمدت الانكشارية، وأبادت قوات المشاة الأوروبية كاملة في هجومين متتاليين، بقوات بلغت عشرين ألف جندي في الهجمة الوحدة.. وانقضَّت القوة الضاربة للأوروبيين وهي قوات الفرسان المقنعة بالكامل، ومعها 60 ألفاً من الفرسان الخفيفة .. وحانت لحظة الفرار وفتح الخطوط .. وانسحبت الانكشارية للأجناب وتبعتها المشاة... وأصبح قلب الجيش العثماني مفتوحاً تماماً .. ودخلت قوات أوروبا بقوة 100 ألف فارس مرة واحدة نحو قلب القوات العثمانية .. وهنا كانت الكارثة عليهم !!
أصبحوا وجهاً لوجه أمام المدافع العثمانية مباشرة على حين غرة.. والتى فتحت نيرانها المحمومة وقنابلها عليهم من كل ناحية.. ولساعة كاملة .. فانتهى الجيش الأوروبي وأصبح من التاريخ !!
وحاولت القوات الأوروبية فى الصفوف الخلفية الهرب للنهر المجاور فغرقوا وداسوا بعضهم البعض، فغرق الآلاف منهم تزاحماً، وسقط الفرسان المقنعين، بعد أن ذاب الحديد عليهم من لهب المدافع، وأراد الجيش الأوروبي الاستسلام .. فكان قرار سليمان الذي لن تنساه أوروبا له حتى الآن وللأتراك العثمانيين وتذكره بكل حقد: «لا أسرى» !! وأخذ الجنود العثمانيون يناولون من يريد الأسر من الأوروبيين سلاحه ليقاتل أو يذبح حياً.  وبالفعل قاتلوا قتال اليائسين..
وانتهت المعركة بمقتل فيلاد، والأساقفة السبعة الذين يمثلون الكنيسة، ومبعوث البابا، وسبعون ألف فارس... ورغم هذا، تم أسر 25 ألفاً كانوا جرحى فلم يقتلوا .. وتم عمل عرض عسكري في العاصمة المجرية من قبل العثمانيين، وقبَّل الجميع يد سليمان تكريماً له، ونظم شئون الدولة ليومين ثم رحل ...وانتهت أسطورة أوروبا والمجر. وقد استشهد من العثمانيين 150 جندياً، وجرح 3000 فقط، والجيش في كامل قوته لم يُستنزَف أبداً..


من فصول حكاياتنا ومروياتنا للأحداث التي مرت وتمر بنا، (هارون الرشيد مثلا!) فقد حكم السلطان سليمان قرابة ثمانٍ وأربعين سنة، وامتدت دولة الخلافة الإسلامية في عهده على ثلاث قارات، وأصبحت القوة العظمى في العالم بأسره بلا منازع، فقد امتلكت الدولة أعتى الجيوش والأسلحة وصارت صاحبة السيادة في البحار والمحيطات.
يقول عنه المؤرخ الألماني هالمر «كان هذا السلطان أشد خطرا علينا من صلاح الدين نفسه» ويقول المؤرّخ الإنجليزي هارولد «إن يوم موته كان من أيام أعياد الأوروبيين.»
أجرى السلطان سليمان تعديلات إدارية فى إدارة الدولة الاسلامية وشؤون أفرادها من مختلف الديانات والجنسيات والأعراق والأقليات, فجلب السلطان سليمان العلماء الربانيين وجلس معهم ووضع قوانين إدارية مستمدة من الشريعة الإسلامية. وكان من أهم أعمال السلطان سليمان الإدارية أنه وضع قانون الدولة العثمانية المسمى «قانون سليمان نامه» أي «قانون السلطان سليمان»، وبعد وضع تلك القوانين الإدارية التى تحكم الدولة الاسلامية, أخذ السلطان سليمان بتطبيقها بكل عدل ومساواة وبكل حزم، ومن هنا جاءت تسمية السلطان سليمان الأول بـ»القانوني»، ليس لأنه من وضع القوانين, بل لتطبيقه تلك القوانين بكل صرامة لا يفرّق بين كبير أو صغير و لا بين عامة أو خاصة . ومن إنجازات سليمان القانوني هو فتح بلجراد في رمضان 926 هجرية، وفتح جزيرة رودس في صفر929 هجرية، وانتصاره في معركة موهاكس 932 هجرية التي تحدثنا عنها بالأمس، علاوة على حربه مع الدولة الصفوية، فقد استطاع خلال 48 سنة أن يبسط نفوذ المسلمين من بغداد شرقا إلى فيينا غربا ومن موسكو شمالا إلى بلاد أفريقيا جنوبا. وقد وصلت هيبة السلطان سليمان أن بعث إليه ملك فرنسا يستجديه ويرجوه أن يساعده ضد هجمات على موانىء فرنسا، فأجابه السلطان سليمان وبعث إليه خير الدين بربروس فى سفن حربية حتى استعاد له الميناء المحتل. وبلغت السلطنة أثناء خلافته أعلى درجات القوة والسلطان، حيث اتّسعت أرجاؤها على نحو لم تشهدْه من قبل، وزادت مساحة الدولة العثمانية بأكثر من الضعف خلال فترة حكمه، حيث فتح شمال أفريقيا، وحرّر ليبيا والقِسم الأعظم من تونس، وضم ولاية الحبشة وإريتريا، وجيبوتي و الصومال، والسودان، وصارت تنعم بحماية الخلافة الإسلامية العثمانية بلاد مالي ونيجيريا وما حولهما، وإندونيسيا وماليزيا وبنغلادش، وهكذا أصبحت دولة الخلافة الإسلامية العثمانية الدولة العالمية الأولى. ووصلت حدود خلافتِه إلى ألمانيا وإيطاليا وبسطت سلطانها على كثير من دول العالم في قاراته الثلاث. توفي الخليفة سليمان عام 974هـجرية.
هذا هو «سلطان الحريم!» كما سمي في مسلسل تافه، أريد له أن يشوه واحدة من أبهى وأجمل حكايات هذه الأمة، نستذكرها اليوم، ونحن في الدرك الأسفل من الانحطاط السياسي، لعلنا نضيء شمعة أمل وسط هذا الظلام الدامس!
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
 
معركة هاجوفا .. يوم بكت أوروبا
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى الشنطي :: الدين والحياة :: معارك اسلاميه-
انتقل الى: