عدد المساهمات : 75517 تاريخ التسجيل : 28/01/2013 العمر : 78 الموقع : الاردن
موضوع: لماذا لا يضعف داعش؟! السبت 28 مايو 2016, 12:40 am
لماذا لا يضعف داعش؟!
ماهر ابو طير ما دامت كل الاطراف في العراق، رسمية وغير رسمية، منظمات وفصائل، ترفع شعارات مذهبية، في حروبها الداخلية، فلا يمكن لهذه الحرب ان تنتهي، فهي حرب تلد اخرى. في تطهير الفلوجة من الجماعات المتشددة شعارات مذهبية اكثر تشددا، ووسائل الاعلام الاجتماعي تفيض بتسجيلات ومقاطع لمقاتلين يريدون اقتحام الفلوجة يرفعون شعارات مذهبية، ويستغيثون بأسماء ذات قيمة وازنة في التاريخ الاسلامي، دلالة على طبيعة الحرب، ومن هو مقابلهم يطلق بالتأكيد فتاوى تبيح دم هؤلاء، ايضا، وشعارات مذهبية لا تختلف عن شعارات الحشد الشعبي، بل ويتم تنفيذ عمليات قتل في بغداد، تحت العناوين الفرعية المذهبية ذاتها، التي تقول ان هذه الحرب ليست حربا بين الحق والباطل، او الشرعية واللاشرعية، او الاستقرار والفوضى، بل حربا ذات صبغة مذهبية. هذه حرب لن تتوقف ابدا، ما دامت محركاتها بين الجميع مذهبية، فحتى لو انتهى داعش في الفلوجة او الرقة، فسيخرج تنظيم آخر جديد، لان عنوان الحرب والانتصار والهزيمة، بمثابة ثأر لا يمكن اطفاء نيرانه، ولو كانت محركات الحرب، استرداد الاستقرار دون شعارات مذهبية، من جانب الجهات الرسمية، لفقدت الجهات الاخرى مشروعيتها، لكن يتم فعليا تقويتها بجعلها وكيلا حصريا وحيدا عن سكان هذه المناطق في وجه شعارات مذهبية، وانتقامات تجري على هذا الاساس. الحرب في الفلوجة العراقية، تصطبغ بلون مذهبي، وهذا اللون يفسر ان الحرب تتجدد، كل فترة، وما يسمى بالارهاب، لن ينتهي ابدا، ما دامت الحرب مذهبية، وسوف يكتشف الجميع، انهم يمنحون هذه التنظيمات سبب وجودها، وقوتها، امام ما يجري للمدنيين، في هذه المناطق، ردا على ما تفعله هذه التنظيمات للمدنيين في مدن اخرى مثل بغداد. لو كان العقل حاضرا، لطرحت بغداد الرسمية، شعارات عامة وطنية بخصوص استرداد الامن في هذه المناطق، فيما تصنيع شعارات مذهبية، ضد مجموعات ارهابية، ترفع ايضا شعارات مذهبية، يقول ان وقود هذه الحرب لن ينتهي ابدا، فكل الاطراف، ترمي بالحطب في وقود هذه الحرب، ولعل هشاشة التخطيط تتجلى بإصرار الرسميين، على ان لا يجد سكان غرب العراق، وكيلا لهم، سوى داعش، في ظل الاستفزاز المذهبي، ضد اهل هذه المناطق، ردا على ما يتعرض له الاشقاء في بغداد ومناطق اخرى، فلا نعرف اين الذكاء في هكذا ادارة، تحشر الناس في مذاهبهم، بدلا من وطنيتهم العامة. كلما ضعفت داعش، زادوا قوتها، وسوف تثبت الايام، انهم من يمنحونها اسباب القوة والاستمرار والانتعاش، وكلما ضعفت، عادت اكثر قوة، وكل التقديرات عن تعرض داعش لاضرار قد تكون صحيحة، لكنها بالتأكيد ليست نهائية، اذ علينا ان ننتظر عودتها اكثر قوة، او بروز قوى من ذات فصيلها.
ابراهيم الشنطي Admin
عدد المساهمات : 75517 تاريخ التسجيل : 28/01/2013 العمر : 78 الموقع : الاردن
موضوع: رد: لماذا لا يضعف داعش؟! السبت 28 مايو 2016, 12:42 am
هل نقول داعش وداعا.. ام عدنا إلى المربع الأول..؟
المحامي سفيان الشوا الخيل معقود بنواصيها الخير الي يوم القيامة ..عليكم باناث الخيل فان ظهورها عز وبطونها كنز. هذا حديث شريف قاله( سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام).نبدأ مقالنا هذا بالحديث النبوي الشريف ونحن بداية نؤكد اننا ضد الارهاب في كل زمان ومكان ومهما كان شكله او لونه . (داعش) انطلقت بداية سنة 2003 للدفاع عن العراق الشقيق ضد الغزو الامريكي للعراق.. بحجة كاذبة وهي ان العراق يملك اسلحة الدمار الشامل. وكان هذا الغزو لان الرئيس الامريكي الاسبق (بوش ) كان منقادا للصهيونية العالمية واليهود بصفة خاصة. لدرجة انه طلب من الرئيس الفرنسي (جاك شيراك ) في ذلك الحين ضرورة مشاركة القوات الفرنسية مع التحالف الامريكي.. ضد العراق .ولما سال الرئيس شيراك لماذا تشارك القوات الفرنسية ..؟اجابه الرئيس بوش لان ( ياجوج وماجوج) موجودان في العراق.. وهما يهددان الحضارة الغربية واسرائيل .. سال الرئيس (شيراك )احد اساتذة السوربون المتخصصين في التاريخ عن (يأجوج وماجوج) فقال له انهما في كتب اليهود القديمة ويبدو ان حاخامات اليهود احضروها الان من مزبلة التاريخ وليس لهما وجود الان . انطلقت (داعش) وهي مجموعة مسلحة ومدربة تدريبا ممتازا وهي تنظيم متحرك باستمرار .انطلقت للدفاع عن العراق ثم بدأت تكبر وتنمو بعد موت مؤسسها (ابو مصعب الزرقاوي) ووصول القيادة الي ابو بكر البغدادي الذي غير اسمها الي (الدولة الاسلامية ) وبدأ البغدادي بمعاملة قاسية جدا ضد اعداء التنظيم ..ما جعل الارهاب يطلق على الدولة الاسلامية وعلى اعضائها بل على كل من يساعدهم .الواقع ان رجال الدولة الاسلامية مدربون تدريبا ممتازا.. ويتمتعون بروح قتالية عالية ويؤمنون بالشهادة.. حتى لو كان ذلك بتفجير نفسه بين اعدائه.ولقد احتل التنظيم اراضي شاسعة في العراق وفي سورية .وبغض النظر عن مخالفتنا لارائهم.. الا ان الملفت للنظر حقا هو قيام(الولايات المتحدة الامريكية )بانشاء حلف من 63 دولة لمحاربة الدولة الاسلامية.. ثم قامت (روسيا) بتشكيل حلف مماثل ضد الدولة الاسلامية بحجة انهم ارهابيون..اي ان الشرق والغرب.. اجتمعا معا لاول مرة في التاريخ ضد تنظيم او ضد ميليشيا لا تملك جيوشا ..جرارة ولا طائرات.. ولا دبابات ..الخ. واليوم نشاهد القوات العراقية بدأت بالهجوم على الدولة الاسلامية بعد ان ضمت الى الجيش العراقي ميليشيا (الفضل ابو العباس )وكذلك ميليشيا (الحشد الشعبي) اضافة الى غطاء جوي من الطائرات الامريكية والفرنسية والانجليزية..الخ. وفي الوقت نفسه تحركت القوات( الكردية) في شمال سوريا مع بعض الميليشيات الاخرى وقوات امريكية على الارض مع الغطاء الجوي الامريكي والسوري بقصف مواقع الدولة الاسلامية في( الرقة) بينما روسيا تشارك بالقصف الجوي من الطائرات الروسية وبالضرب بالصواريخ . هذا السرد الامين لما يجري على الارض العراقية والسورية يضعنا امام الاسئلة التالية وهي :- 1- ان التحالف الامريكي الذي تشترك فيه 63 دولة لم يستطع ان يفعل شيئا يذكر امام قوات الدولة الاسلامية منذ انشائه منذ حوالي سنتين تقريبا .وصرح رئيس هيئة الاركان الامريكية ان القضاء على داعش(الدولة الاسلامية ) يحتاج الي عشرين عاما.. هذا راي اكبر جنرال في الجيش الامريكي. فماذا يفعلون اليوم خاصة ومعهم قوات برية على الارض ..هل غيرت امريكا رايها ..؟ 2- ان روسيا انشأت حلفا ضم العديد من الدول وكان يقصف المدن السورية بوحشية فقد قصفت الطائرات الروسية المدن السورية ومن فيها من المدنيين بل هدمت المساجد والمستشفيات ..الخ.ولكنه لم يؤثر تاثيرا يذكر على الدولة الاسلامية فهل يا ترى يستطيع ان يفعل شيئا الان على الاراضي السورية.اليوم...؟ السؤال الاكثر اهمية هو:- ان تنسيق المعارك في( الفلوجه) في العراق حيث قوات الدولة الاسلامية ..في الوقت نفسه مع الهجوم الذي تشارك فيه القوات الامريكية على الارض مع القوات الكردية على (الرقة) وهي مركز الدولة الاسلامية او عاصمتها المؤقتة .. الواقع ان المعركة غير متكافئة لا من ناحية العدد ولا من ناحية الاسلحة المستعملة في المعركة .فان رجال داعش اجبروا على القتال في جبهتين في وقت واحد؛ ما يعني توزيع قوات الدولة الاسلامية خاصة وعددهم لا يتناسب مع القوات على الجانب الاخر .وهم لا يملكون الا الروح المعنوية العالية والاستعداد القتالي الممتاز واهم من ذلك انهم باعوا انفسهم الي الله فلم يعودوا يخافون من الموت ..بدليل العمليات التي ينفذونها بالاحزمة الناسفة والتي تذكرنا بعمليات الفدائيين الفلسطينيين او رجال المقاومة الفلسطينية على اختلاف فصائلهم المسلحة. العالم كله يعلم ان الدولة الاسلامية استولت على مساحات شاسعة من الاراضي العراقية والسورية وهي اكبر من مساحة انجلترا.ولكن ماذا سيفعل رجال الدولة الاسلامية الان ..؟هل سينسحبون الى مواقع جديده مثل سيناء او ليبيا او اي مكان يختارونه ..؟ ام انهم سوف يستميتون في الدفاع عن مناطقهم خاصة اذا كان لديهم مفاجلآت غير معلن عنها مثل الصواريخ على الكتف لتحييد سلاح الطيران إذ اسقطوا مروحية عراقية امس او لديهم خطط جديدة لم يعلن عنها من قبل..؟ خاصة وان مدينة الفلوجة كبيرة جدا وان الصحراء الغربية العراقية شاسعة ما يمكن المدافعين على اجراء خطط جديدة .وعلى اي حال فنحن وصلنا الى اهم سؤال قد نطرحه او قد يطرحه غيرنا وهو:هل نقول داعش وداعا ؟ ام تستطيع الدولة الاسلامية ان تعيدنا الى المربع الاول في الحرب..؟ بمعني اخر هل يهزم داعش وينتهي من سماء العالم ..؟ام انه سوف ينتصر ويعود الى الدنيا اقوى مما كان عليه ..؟ الله اعلم ..والايام القليلة القادمة سوف تجيبنا عن هذا السؤال.اللهم ارحمنا يا رب..!!
ابراهيم الشنطي Admin
عدد المساهمات : 75517 تاريخ التسجيل : 28/01/2013 العمر : 78 الموقع : الاردن
موضوع: رد: لماذا لا يضعف داعش؟! الأربعاء 19 أكتوبر 2016, 5:16 am
"داعش": أسرار الصعود والهبوط!
حالة من الصدمة والذهول تصيب نسبة كبيرة من المواطنين العرب، وحتى من أنصار تنظيم "داعش"، جراء الخسائر المتتالية التي يتعرّض لها هذا التنظيم، منذ أشهر طويلة، وصولاً إلى معركة تحرير الموصل اليوم، التي تبدو وكأنّها تسير بسهولة أكثر مما هو متوقع، لكأنّ التنظيم الذي ظهر فجأة مثل الطفرة يتبخر بالطريقة نفسها! هل المؤشرات العديدة تعني نهاية وانهيار التنظيم؟! بالضرورة، معركة الموصل بالنسبة لداعش معركة مصيرية. لكن برغم حالة التراجع الكبير الذي يعاني منه التنظيم، والخط البياني المتسارع في الانحسار، فإنّه من المبكّر القول إنّ المعركة حُسمت في الموصل، وإنّ التنظيم لا يبدي مقاومة حقيقية، وتركيب جملة من الاستنتاجات الهائلة على هذه المعطيات الأولية! على صعيد المعركة العسكرية، فإنها لن تكون سهلة أو بسيطة أبداً، بل ستأخذ مدىً زمنياً، وستكون معقدة وصعبة، وسيقاتل أبناء التنظيم وحلفاؤه بصورة انتحارية حتى آخر رمق. ذلك حدث في مدن وبلدات أقل شأناً من الموصل، وأضعف قوة وإعداداً، ومكشوفة أكثر جغرافياً وديمغرافياً وعسكرياً، مثل الفلوجة والرمادي وبيجي وغيرها ومنبج في سورية، بينما الموصل فيها آلاف من مقاتلي التنظيم، وهي معركة مصيرية حاسمة بالنسبة له، ولمقاتليه العراقيين والأجانب الذين يدافعون عن عائلاتهم وأطفالهم، ومجتمعهم الذي شكّلوه خلال العامين الماضيين في هذه المدينة. تعقيدات عملية الموصل، بالإضافة إلى مستوى القتال المتوقع ومئات الانتحاريين المجهّزين، ترتبط بكتلة سكانية كبيرة، تصل إلى مليون ومائتي ألف نسمة، محاصرة بين مقاتلي التنظيم من جهة والقوات العراقية والكردية ومليشيات الحشد الشعبي من جهةٍ أخرى، وهؤلاء لا يملكون ضمانات حقيقية مؤكّدة بالتأمين على أرواحهم وحياتهم وسلامتهم في حال حاولوا الذهاب نحو الممرات الآمنة، لا من التنظيم ولا من الحشد الشعبي، بخاصة أنّ هناك أسبقيات كارثية حدثت مع المدنيين في الفلوجة والرمادي بشهادة الأمم المتحدة ومسؤولي حقوق الإنسان. التعقيدات تتصل، أيضاً، بالقوات والمليشيات المهاجمة، وما تحمله من تناقضات في الأجندة، ومدى التزامها بالأدوار المرسومة في عملية الاقتحام والتعامل مع المدينة وسكانها. فهناك قلق كبير من الحشد الشعبي، وحساسيات بين البشمركة والجيش العراقي، وترقّب من قبل الجيش التركي، الذي يتواجد فقط كرسالة سياسية في الأراضي العراقية، فهل سيضبط الأميركيون إيقاع الأطراف المختلفة أم سيحدث خلل في ذلك، ما يعزز المخاوف الكبيرة لدى السُنّة، وهم الطرف الأضعف في المعادلة؟ من غير المنطقي أن نتصوّر فشل الحملة العسكرية الحالية، ففي النهاية التنظيم غير مصفّح، وهو مرتبط للانكسار والهزيمة. وحتى الصورة الإعلامية التي ظهر عليها في البداية، تكسّرت كثيراً في الفترة الماضية، فضلاً عن أنّه خسر قيادات الصف الأول (مثل عبدالرحمن البيلاوي، وحجّ بكر، وأبو مسلم التركماني، والأنباري) الذين أعادوا هيكلة القيادة ووضعوا خطة الصعود الثاني، بعد انهياره الأول في العام 2007، على يد الصحوات السُنّية وانقلاب الحاضنة السنية ضده. مع كل ذلك، فإنّ القاعدة الذهبية التي يتم تجاهلها تتمثل في أنّ الشروط الموضوعية؛ السياسية والمجتمعية، والعوامل الداخلية والإقليمية، هي التي تفسّر لماذا صعد التنظيم سريعاً. وهي نفسها التي تفسّر حالة التراجع والانحسار الحالية. فلا توجد ألغاز ولا أحاجٍ، بل هي السنن الاجتماعية والقوانين المنطقية. لذلك، إذا لم يكن هناك أفق سياسي حقيقي للسُنّة في العراق، وإذا بقيت الحكومة العراقية ومن ورائها الإيرانيون يفكّرون بالعقلية نفسها، من الهيمنة وتوظيف الورقة الطائفية وتهميش السُنّة ومحاولة السيطرة على العراق، وإلحاق "سورية المفيدة" به، فإنّ التربة الخصبة قادرة على إعادة إنتاج شروط صعود جديدة، سواء لداعش أو تنظيمات أخرى تتبنى "الأزمة السُنّية"!
ابراهيم الشنطي Admin
عدد المساهمات : 75517 تاريخ التسجيل : 28/01/2013 العمر : 78 الموقع : الاردن
موضوع: رد: لماذا لا يضعف داعش؟! الخميس 04 مايو 2017, 12:25 am
" داعش.. الليلة الأخيرة".. فيلم وثائقى عن التنظيم الإرهابى حديث التواصل| بالفيديو
فيلم وثائقي عن داعش ليبيا
تداولت المواقع الإخبارية والسوشيال ميديا فيلم وثائقي بعنوان "داعش..الليلة الأخيرة" والذي يعرض أهم أسباب فشل داعش في ليبيا خصوصا بعد انتقال افراد داعش الى الوديان الصحراوية بعد هزيمته في سرت الليبية والتي تزامنت مع خسائر تكبدها التنظيم الإرهابي في كل من سوريا والعراق، هزيمة قضت على احلام داعش بالتوسع والتمدد وتثبيت اقدامه في المناطق الليبية.
وقد سلط الفيلم الوثائقي الضوء علي الجرائم التي ارتكبها داعش هناك منذ لحظة تواجده حتى لحظة اندحاره. وقد عرضت قناة الأخبار تقريرا عن الفيلم الوثائقي والذي أعده السيد جمال لعريبي
ابراهيم الشنطي Admin
عدد المساهمات : 75517 تاريخ التسجيل : 28/01/2013 العمر : 78 الموقع : الاردن
موضوع: رد: لماذا لا يضعف داعش؟! الأحد 28 مايو 2017, 12:33 am
ماذا بعد سقوط نموذج "دولة داعش"؟
يوشك تنظيم الدولة الإسلامية في سورية والعراق على خسارة مراكز السيطرة والقيادة نهائيا. معركة تحرير الموصل من قبضة التنظيم الإرهابي في أيامها الأخيرة، والرقة السورية محاصرة بالكامل، ولم يبق لعناصر التنظيم سوى الاستسلام أو محاولة الفرار. هذا بلا شك تطور بالغ الأهمية؛ التنظيم يعود إلى مرحلة ما قبل الإمارة "الدولة" ويفقد سلطته على الأرض والسكان، وبالتزامن مع ذلك يخسر مصادر تمويله الذاتي التي كان يتحصل عليها من سكان المناطق الخاضعة لسيطرته. هل تعني هذه التطورات المهمة أن التنظيم صار مجبرا على مراجعة استراتيجيته القائمة على فكرة تأسيس دولة الخلافة، والتي كانت عنوانا رئيسيا للخلاف مع تنظيم القاعدة بزعامة أيمن الظواهري؟ المرجح أن التنظيم في المرحلة المقبلة سيشهد خلافات وانشقاقات داخلية بين مكوناته "الأممية"، بشأن وجهة التنظيم في المستقبل. العناصر الغربية وربما القادمة من دول عربية، ستسعى للعودة لبلدانها لتفجر غضبها الإرهابي في وجه مجتمعاتها، فيما يواصل آخرون رحلة أقرانهم للالتحاق بقواعد التنظيم المتماسكة في ليبيا وشمال أفريقيا. العناصر السورية والعراقية في التنظيم ستحاول التكيف مع المتغيرات، والعودة لحرب العصابات ضد مواقع النظام السوري والمجموعات المسلحة المناوئة لها في نفس الوقت. لكن على الجبهة الأخرى، سيعمد مقاتلو "داعش" وأنصاره في العالم إلى تصعيد هجماتهم الإرهابية لتأكيد فاعلية التنظيم ووجوده. وفي هذا السياق تندرج العمليات الأخيرة لداعش في مدينة مانشستر البريطانية وصعيد مصر، والإعلان عن تأسيس فرع للتنظيم في الفلبين، والنشاط المتزايد في اليمن، ودول أفريقية عدة. ستكون مواجهة مديدة ودامية لسنوات مقبلة، ميدانها دول أوروبية وعربية ومناطق شتى في جنوب شرق أسيا وشمال أفريقيا ودول الصحراء هناك. ولا يعرف إذا ما كان تنظيم القاعدة سيحاول التشبيك مع عناصر داعشية، لاستعادة قدراته على العمل من جديد، واستثمار فشل النموذج الذي بشر به البغدادي لإعادة تشكيل وصياغة خطاب "الجهاد العالمي"، خصوصا مع بروز نجم نجل أسامة بن لادن، بما يعنيه ذلك من تراث ملهم لحركة التطرف واتباعها في العالم. في كل الأحوال لم يعد بمقدور تنظيم داعش أن يعيد بناء نموذجه المنهار في العراق وسورية، في ظل التكاتف العالمي ضده. ومع سقوط مراكز السيطرة والقيادة والتدريب، لن يكون مجديا الاستمرار في دعوة الشباب للالتحاق بـ"الدولة الإسلامية" في سورية، ما يعني انحسارا شبه كلي لعمليات التجنيد في أوروبا ودول عربية وإسلامية، مع أفول الفكرة والمشروع. إن أسوأ ما حصل في سورية والعراق هو ترك التنظيم الإرهابي يسيطر على المدن بسكانها. لقد منحه ذلك قوة هائلة للتجنيد والحشد على المستوى العالمي، وإيهام عشرات الآلاف من الشبان بنموذج مزيف ليكونوا وقودا في معركته. اليوم تسنح فرصة لا تتكرر لحشد عالمي مقابل للتصدي لمقاربات التنظيم الفكرية، لتكون هزيمته في الموصل والرقة نقطة تحول جوهرية في الحرب على الإرهاب، واكثر من ذلك، في مكافحة الفكر المتطرف. لكن الفوز في هذه المعركة يتطلب مقاربات سياسية وثقافية وحلولا واقعية لأزمات المنطقة، لا نرى أفقا لها بعد.
ابراهيم الشنطي Admin
عدد المساهمات : 75517 تاريخ التسجيل : 28/01/2013 العمر : 78 الموقع : الاردن
موضوع: رد: لماذا لا يضعف داعش؟! الأحد 02 يوليو 2017, 3:27 am
أين اختفى 35 ألف مقاتل من «تنظيم الدولة»؟
لا جثث متناثرة على الطرقات ولا في الأزقة أو في الأبنية المهدمة.. لا صور لأسرى أو مقاتلين أحياء يهرولون أو يقاتلون خلف السواتر الرميلة، حرب غير مسبوقة واستثنائية، الصور القليلة المتناثرة هنا أو هناك أشبه بصور استعراضية لمقاتلين يرتدون زيا عسكريا في غاية الأناقة والترتيب أمام الكاميرات لا أكثر ولا أقل، لماذا؟ لأنها حرب بلا موتى وبلا أحياء أيضا. جميع الأقمار الصناعية وشبكات التجسس والتطبيقات على الهواتف الذكية والكاميرات العالية الوضوح والجودة فشلت في الإمساك، ولو بمقاتل واحد بعد الانتهاء من معارك مدينة الموصل في العراق والرقة في سوريا وفي غيرها من المدن المنكوبة في البلدين. حرب جيوش ومليشيات ضد مقاتلين ينتمون غالبا لـ»تنظيم الدولة»، لكنها بدون مقاتلين، فقط عدد قليل من الجنود أو المليشيات يتحدثون إلى محطات التلفزة وإلى وسائل الإعلام أو عبر صفحات شبكات التواصل الاجتماعي. حتى الصور التي تنشر على الإنترنت لم تؤكد أية مصادر صحتها بل على العكس جرى التشكيك في صحة الكثير منها، ومن بينها صورة مقتل زعيم «التنظيم» أبو بكر البغدادي، وبالتحقق من صورة الجثة التي نشرتها موقع إيرانية، تبين أنها صورة قديمة تعود لسنوات لعنصر من «تنظيم الدولة» مجهول الهوية. وإذا كانت القوات الروسية ومعها الجيش السوري والمليشيات المدعومة من إيران وقوات التحالف بقيادة الولايات المتحدة تقود حربًا شرسة ضد «التنظيم» في سوريا، والجيش العراقي والحشد الشعبي وقوات التحالف بقياد الولايات المتحدة تقود حربًا ضد «التنظيم» منذ أكثر من ثلاث سنوات: إذًا أين هم قتلى وأسرى «التنظيم»؟ مسؤول أميركي في المخابرات الأميركية ذكر قبل سنوات أن عدد أعضاء «التنظيم» يصل إلى نحو 35 ألف شخص استقطبهم «التنظيم» من 104 دول، وحتى يكون المشهد أكثر وضوحا، نذكر أن هؤلاء الـ35 ألفًا كانوا يسيطرون على 40% من الأراضي العراقية، بمساحة وصلت إلى 108 آلاف كلم مربع، ونصف مساحة سوريا بمساحة وصلت إلى نحو 95 ألف كلم مربع. هذا الحديث كان في عام 2014 مع بدء العمل العسكري الدولي ضد «التنظيم»، وإذا حسبنا عدد أعضاء «التنظيم» وفقا للكثافة السكانية، فإن ثمة مقاتلًا واحدًا من «التنظيم» في كل 6 كيلومترات مربعة، أو أن المساحة المعلن عن احتلالها كانت مساحة افتراضية، وغير محتلة فعليًا، وخالية من مقاتلي «التنظيم». وإذا أخذنا رقمًا صارخًا ذكرته محطة «سي أن أن» قبل الدخول في معركة الموصل بأن عدد مقاتلي «التنظيم» لا يتجاوز الخمسة آلاف، فإن الرقم يضعنا أمام علامات استفهام وأسئلة كبيرة، عن حجم المساحة التي كان يسيطر عليها «التنظيم» فعليا، خصوصًا أن المناطق التي تواجد فيها «التنظيم» بشكل كامل هي أراضي عرب وتصادف أنهم من السنة، وغالبية الدمار وعمليات القتل وقعت في هذه الأراضي. وحتى تنجلي الحقيقة نعيد للذاكرة هذه الحكاية: كان الجيش العراقي يتواجد في عدد من المدن السنية في العراق، لكن الجيش (تحت إمرة رئيس الوزراء العراقي السابق نوري المالكي) وبشكل مفاجئ انسحب من هذه المدن، وهرب جنوده (أو هُرِّبوا) من أمام «تنظيم الدولة»، تاركين أسلحتهم بالكامل وراءهم وفي المستودعات، ولم تقم الطائرات الأميركية المتواجدة بأي عمل عسكري حقيقي، وهكذا سيطر «التنظيم» على الأراضي العراقية، ويكاد نفس السيناريو أن يكون تكرر في سوريا، وفي غيرها من المناطق في الوطن العربي، وربما في اليمن وليبيا ومالي أيضا . وحتى لا يعاني «التنظيم» من ضعف في قدراته المالية سمح له بالسيطرة على البنوك المتخمة بالسيولة النقدية، ووقعت بين يديه آبار النفط، والمعابر التي سمحت له بجني أرباح كبيرة، بل إن الحكومة السورية وبعض الجهات كانت تشتري النفط من «التنظيم»! وتتجنب العمل العسكري في أراضيه! ثم فجأة أصبح الجيش العراقي ومعه «الحشد الشعبي» والجيش الأميركي، بقدرة عجيبة، يمتلكون زمام المبادرة، وأخذوا في «تحرير» المدن الواحدة تلو الأخرى، لكن بعد تدميرها وتحويلها إلى مدن خربة مهجورة بلا أي مقومات للبقاء، قتل معظم سكانها أو شرّد وخطف رجالها، ويكاد السيناريو أن يكون حاضرا في المدن السورية التي تقطنها عائلات سورية أصلية، وتصادف أيضا أنها عائلات عربية سنية، وتصادف أن الأكراد الذين هم أقلية عرقية سورية أخذوا في التمدد في أراضي هذا «التنظيم» التي «حررت» بسرعة عجيبة. لا، أبدًا هي ليست نظرية مؤامرة، لكن الأسئلة تطل برؤوسها كأنها تحاكمنا، من أسس لهذا «التنظيم»، ومن سهل دخوله للعراق وسوريا واليمن وليبيا ولسيناء، ومن ساعده في البقاء في مساحة جغرافية وصلت إلى 200 ألف كيلو متر مربع، إذا كان حقًا يسيطر على هذه الأرض، وكيف بقي لنحو أربع سنوات يتمدد، وأين ذهب الـ 35 ألف مقاتل، كيف كانوا يتنقلون بين الدول العربية ويعبرون المطارات من وإلى أوروبا، هل كانوا مسافرين عبر الزمن، أو يرتدون طاقية الإخفاء؟! ما هو سر أن معظم قادة «التنظيم» كانوا في «سجن بوكا» الذي كانت تديره القوات الأميركية قرب مدينة أم القصر في جنوب شرق العراق، وعلى رأس اللائحة زعيم التنظيم أبو بكر البغدادي (إبراهيم بن عواد البدري السامرائي) الذي اعتقل منذ عام 2004 حتى منتصف عام 2006، وبعد الإفراج عنه عمد إلى إنشاء «جيش أهل السنة والجماعة»؟ ومن بينهم أيضا الناطق باسم «التنظيم» أبو محمد العدناني، وفاضل أحمد الحيالي (حاجي معتز) وقدمه البيت الأبيض على أنه كبير مساعدي البغدادي، وأيضا أبو محمد الجولاني زعيم «جبهة فتح الشام» (جبهة النصرة سابقا). وجرى نقل بعضهم من السجن الأميركي إلى سجون عراقية، حيث سمحت سلسلة من عمليات الهروب من السجون خلال السنوات القليلة الماضية بفرار عدد من كبار القادة وانضمامهم إلى صفوف المقاتلين، وفي 2013 شهد سجن أبو غريب أكبر عملية هروب حيث هرب ما يصل إلى 500 سجين. وحين بدأت سوريا تشهد تحركات شعبية سلمية في بداية الأزمة، عمدت الحكومة السورية إلى إطلاق سراح جميع المسجونين بقضايا أمنية، أو متعلقة بالجماعات «الجهادية»، وكان في مقدمتهم علي موسى شواخ الملقب بـ»أبو لقمان»، والي الرقة في حكومة البغدادي. ويذهب المحلل السياسي العراقي هشام الهاشمي إلى القول: «إن القادة الـ 17 إلى 25 الأهم من قادة داعش كانوا من نزلاء السجون الأمريكية بين عامي 2004 و2011. وأن الكثير منهم قد هرب بعد نقلهم إلى سجون عراقية». وأكدت هذه المعلومات صحيفة «الغارديان» البريطانية عام 2014، ومقال مطول لنشرة «ذي لونغ وور جورنال» المختصة بالشؤون العسكرية، و»صحيفة دايلي بيست» الأمريكية وصحيفة «نيويورك بوست» الأمريكية ومجلة «دير شبيغل» الألمانية، وعشرات الصحف ووسائل الإعلام المتزنة التي تتحلى بمهنية ومصداقية عالية. إذًا نحن أمام حرب إعلامية تكشف الوقائع والشهادات مدى الصناعة فيها، ولم يكن مطلوبا من «التنظيم» سوى الذهاب إلى أقصى حدود التوحش والإمعان في القتل وقطع الأطراف والرؤوس، وإثارة الرعب في قلب كل من يسمع به، وتدمير الرموز الثقافية والتراثية، وتهديد أمن واستقرار بعض الدول، ولا بأس بإدخال المرأة إلى المشهد بوصفها نقطة الضعف التي تقلب الأمزجة، فهي ستكون سبية تباع وتشترى، والأهم أن تكون مدن وقرى وأرياف العرب السنة هي ساحة المعركة، وأن لا تطلق رصاصة واحدة على «إسرائيل». ما كتب هنا ليس نهاية الكلام في هذا الموضوع الذي سيبقى لغزا لسنوات طويلة، لكنه محاولة لإلقاء حجر في المياه الراكدة لا أكثر ولا أقل.