في ذكرى سفينة "مرمرة".. غزة لا زالت تحت الحصار
فلسطينيين أحيوا الذكرى السادسة أمام نصب لضحايا "مرمرة" في ميناء غزة
لم يخطر ببال المتضامنين الأتراك، الذين كانوا في ليلة 31 أيار/ مايو 2010 يقطعون عباب البحر على متن سفينة "مافي مرمرة"، أن القوات الإسرائيلية ستفتح نيران رشاشاتها وتقتلهم في حادثة أظهرت عنجهية الاحتلال الإسرائيلي للعالم وعرّته من الإنسانية الزائفة التي يدعيها.
كان أمل الناشطين الدوليين المتجهين إلى غزة على متن 11 سفينة ضمن أسطول الحرية أن ترسو سفنهم في ميناء غزة، قبل أن تقتحم قوات البحرية الإسرائيلية السفينة الكبرى للأسطول "مافي مرمرة"، والتي كانت تحمل على متنها 581 ناشطًا معظمهم أتراك، وتطلق النار مرتكبة مجزرة سقط خلالها 10 قتلى أتراك وأصيب نحو 50 آخرين، إلى جانب اعتقال وترحيل نشطاء آخرين تحت ذريعة "الدخول إلى دولة إسرائيل دون الحصول على إذن رسمي".
"رياح السماء"، اسم العملية التي نفذتها البحرية الإسرائيلية في المياه الدولية للبحر الأبيض المتوسط، مانعة مؤسسة الإغاثة التركية وحركة غزة الحرة من إيصال البضائع والمستلزمات الطبية ومواد البناء من الوصول للقطاع، الذي كان في أشد الأوقات حصارًا، ما أثار ردود نقد دولية واسعة، ومطالبات بالتحقيق مع المسؤولين الإسرائيليين في المحاكم الدولية على الجريمة.
الحكومة التركية وفي أول رد دبلوماسي لها، قامت بطرد السفير الإسرائيلي وخفضت مستوى التمثيل الدبلوماسي الإسرائيلي لديها إلى المستوى الثاني، وجمدت العلاقات العسكرية والاقتصادية مع تل أبيب في 2 سبتمبر/ أيلول 2011، ليقدم في 22 مارس/ آذار 2013، بنيامين نتنياهو رئيس الوزراء الإسرائيلي لنظيره التركي آنذاك رجب طيب أردوغان اعتذارًا رسميًا، واعترافًا بحدوث "بعض الأخطاء العملية" في التعامل مع أسطول الحرية، متعهدًا بدفع التعويضات لأسر الضحايا، مقابل الاتفاق على عدم ملاحقة أي جهة قد تكون مسؤولة عن الحادث قانونيًا.
المباحثات التركية- الإسرائيلية حول تطبيع العلاقات بشكل كامل لا زالت جارية، حيث تشترط أنقرة رفع الحصار عن قطاع غزة لإتمام الاتفاق، حسب قول المتحدث باسم حزب الحرية والعدالة (الحزب الحاكم في تركيا).
إلى ذلك، وفي الذكرى السادسة للهجوم الإسرائيلي على أسطول الحرية، شارك عشرات الفلسطنيين في وقفة لإحياء ذكرى سفينة "مافي مرمرة" قرب النصب التذكاري لشهداء السفينة في ميناء غزة، رافعين صور وأسماء الضحايا الأتراك.
وقال مدير مكتب هيئة الإغاثة التركية الإنسانية في غزة (IHH)، محمد كايا، خلال كلمة له في الوقفة التي نظمتها الهيئة: "اليوم نُحي ذكرى شهداء سفينة مرمرة الذين ضحوا من أجل قضية فلسطين، ورفع الحصار عن قطاع غزة المحاصر".
وأضاف كايا: "إن الشهداء الأتراك تركوا كل شيء في الدنيا، من أجل رفع الحصار عن قطاع غزة المحاصر من قبل اسرائيل"، داعيًا الفصائل الفلسطينية للوحدة الوطنية من أجل تحرير فلسطين.
يُشار إلى أن مؤسسة الإغاثة الإنسانية التركية، هي جمعية خيرية تركية تعمل في 120 دولة، تأسست عام 1992 بغرض مساعدة المسلمين في البوسنة، وقامت بأعمال إغاثة في أماكن مختلفة من العالم.
وتفرض سلطات الاحتلال الإسرائيلي حصارًا على سكان قطاع غزة منذ نجاح حركة المقاومة الإسلامية "حماس" بالانتخابات التشريعية التي جرت في يناير/ كانون ثاني 2006، وتم تشديد في منتصف يونيو/ حزيران 2007، بعد سيطرة الحركة على قطاع غزة.