أسبــاب فشـــل التبويـــض وعلاجـــه الممكـــن!

أسبــاب فشـــل التبويـــض وعلاجـــه الممكـــن!

مستشار الامراض النسائية والتوليد والعقم
د. سميح خوري - هناك شروط تخص كل من المرأة والرجل لا بد من توفرها لكي يحصل الحمل والانجاب عند الانسان. فهي بالنسبة للمرأة انطلاق بويضة سليمة من احد المبيضين في كل شهر, وان لا تكون هناك عوائق أمام انتقالها من المبيض الى القناة الرحمية حيث تلقح هناك, ومن ثم تنتقل الى جوف الرحم لتعشش في جداره ويتكون الجنين. أما بالنسبة للرجل, فيجب أن يكون قادراً على ممارسة العلاقة الجنسية واتمامها, وان تكون حيواناته المنوية من ناحية العدد والحركة والشكل في الحدود الطبيعية.
ولكي يحصل التبويض لا بد من ان تبدأ هورمونات التناسل الدماغية بافراز هرماناتها بصورة مكثفة وعالية من اجل تحفيز المبايض على العمل. فهورمونات التناسل هي العصب الرئيسي في الدورة الشهرية للمرأة من ناحية وفي تحقيق حدوث الاباضة من ناحية اخرى. كذلك نجد ان الغدد الصماء الاخرى مثل الغدة الدرقية والغدة الكظرية, تلعب ادواراً ثانوية في عملية التبويض. فخلل احد هذه الغدد الصماء يسبب فشل حدوث التبويض كلياً او جزئياً.

ان ثلث او بالاحرى نصف حالات عقم المرأة يعود الى فشل التبويض. واليوم يتحقق علاج فشل التبويض بنسبة نجاح تعد عالية نتيجة التشخيص الصحيح من خلال التكنولوجيا الطبية الحديثة والمعايرات الهورمونية في الدم والعلاجات الحديثة. فالتشخيص السليم ومن ثم العلاج المناسب مهمان لتحقيق الحمل.
علامات فشل التبويض:
- اذا كانت الدورة الشهرية مقطوعة نهائيا قبل البلوغ او بعد البلوغ.
- اذا كان البلوغ متأخرا عن موعده الطبيعي.
- اذا كانت الدورة الشهرية غير منتظمة وتأتي كل ثلاثة او اربعة شهور.
- اذا كانت المرأة مرضعا.
- اذا مرت المرأة بفترة عصيبة من المرض او بظروف نفسية صعبة.
كل ما ذكر يؤثر على عملية الاباضة.
هناك ملاحظة, اننا نلاحظ في بعض الحالات انتظام الدورة الشهرية عند المرأة ورغم ذلك نجد عدم انتظام حدوث التبويض، والعلامات التي توحي بفشل التبويض نجدها واضحة من خلال الفحوصات كوجود خلل بالغدد الصماء مثل امراض الغدة الدرقية او نمو شعر غير طبيعي او وجود افرازات حليبية من الثدي. وايضاً نلاحظ ان فشل التبويض له علاقة وثيقة بالسمنة، فكلما كانت المرأة نحيفة كلما كان انتظام الدورة حاصلاً.
هناك نوعان من فشل التبويض، جزئي وكلي. ففي حال وجود فشل التبويض، يكون نمو البويضات قد اكتمل ولكن التبويض لم يحصل، رغم انه يتم افراز هرمون الاستروجين ومن ثم هرمون البروجيسترون وتكون نسبتهما في الدم قد وصلت الى مستوى جيد، وهذا ما يفسر لنا كون الدورة الشهرية للمرأة منتظمة ولكن التبويض غير منتظم.
اما بالنسبة لفشل التبويض الكلي، فهناك امور ثلاثة مهمة تؤشر على الفشل الكلي هي: عدم نمو البويضات وعدم تكون الهورمونات التناسلية (استروجين وبروجيسترون) الصادرة عن هذه البويضات وبالتالي انقطاع الدورة الشهرية.
تعود اسباب فشل التبويض الكلي الى خلل الغدد الصماء مؤديا الى خلل افراز هورمونات التناسل الدماغية من الغدة تحت البصرية مما يسبب خلل افراز الغدة النخامية، وهذا يمنع حصول نمو البويضات في المبيض وتتوقف الدورة الشهرية عن الظهور. ويرجع سبب خلل افرازات الهورمونات التناسلية الدماغية الى وجود اورام في المخ او بمنطقة الغدة تحت البصرية او الغدة النخامية او وجود خلل في الغدد الصماء الاخرى.
واذا رجعنا الى فشل التبويض الجزئي، لوجدنا له اسببابا عديدة نوجزها كالآتي:
- مرض اكياس المبايض.
-خلل الهرمونات الناتج عن خلل بالغدة تحت البصرية او الغدة الكظرية.
- الحالة النفسية.
-خلل عمل الجسم الاصفر. بعد انفجار الجريب المبيضي الناضج وتحرر البويضة منه تتحول بقاياه الى ما يسمى الجسم الاصفر نسبة الى امتلاء الجزء الخارجي بتجويف الجريب بمادة شحمية صفراء. هذا الجسم الاصفر يفرز هرمون البروجيسترون لتثبيت الحمل.
- نجد ان هورمون المحفز لنشاط الحويصلة المبيضية ورمزه FSH هو المهم في النصف الاول للدورة الشهرية، لأنه يهيء نمو البويضات بينما الهرمون المحفز للجسم الاصفر ويرمز له بالحرفين LH والذي يساهم مع الهرمون السابق FSH في النحكم بعمليات الاباضة وبمجيء العادة الشهرية والحمل في الاناث. فأي خلل في عمل هرمونات الغدة تحت البصرية او الغدة النخامية سوف يؤثر ذلك سلبا على عمل الجسم الاصفر والذي يؤثر بدوره على خلايا غشاء بطانة الرحم.
- زيادة افراز هرمون البرولكتين Prolactin في الدم عن 25ngLml سيؤثر ذلك على عمل الغدة النخامية وتقلل افراز هرمون LH في النصف الثاني للدورة الشهرية وبالتالي على عمل الجسم الاصفر مسببا قصر مدة النصف الثاني للدورة الشهرية. وزيادة افراز البرولكتين، نجدها في حالة تؤرم الغدة النخامية ومرض تكيس المبايض والقصور الدرقي.
- زيادة او نقصان افراز الغدة الدرقية يقصر فترة عمل الجسم الاصفر ومسببا خللا في عملية التبويض.

تشخيص فشل التبويض:
1- اخذ عينة من غشاء بطانة الرحم في اليوم 22 من الدورة الشهرية لمعرفة ما اذا كان هناك خلل في عمل الجسم الاصفر, وكذلك التحري عن وجود مرض السل أو وجود التصاقات وألياف مانعة لعلوق البويضة المخصبة.
2- الامواج فوق الصوتية (السونار): اصبح السونار وسيلة فعالة في معرفة نمو البويضات ومن ثم تحديد وقت الاباضة، ووسيلة فعالة ايضا في تشخيص اكياس المبايض.
3- تحاليل الدم الهرمونية لمعرفة نسبة هرمون الغدة الدرقية والغدة النخامية FSH,LH وهرمون البرولكتين، وهذه التحاليل تعمل في اليوم الثاني من الدورة الشهرية.
وهناك معايرة هرمونات الذكورة المختلفة سواء المفرزة من المبايض او من الغدة الكظرية ثم يجرى في يومي السابع عشر والحادي والعشرين من بداية الدورة الشهرية تحليل الدم لمعرفة مستوى هرمون البروجيسترون. فاذا كان الهرمون في اعلى معدلاته، فهذا يعطي فكرة عن حدوث التبويض.

علاج فشل التبويض:
يتطلب علاج فشل التبويض علاجاً متخصصاً بعد تشخيص صحيح ودقيق. وكخطوة اولى لعلاجه يكون بتناول حبوب الكلوميد التي هي عبارة عن «كلوموفين سترات», تؤخذ ثاني يوم الدورة الشهرية لمدة خمسة ايام. ومهمة هذا العلاج, هو مضاد لهرمون الاستروجين, فيقلل من نسبته مما يؤثر على الغدة تحت البصرية والغدة النخامية فيزيد من افرازهما ويؤدي الى زيادة نشاط المبايض وتحفيز التبويض. والكلوميد عادة يحفز بويضة واحدة لتستمر في النمو وفي حالات قليلة يحفز اكثر من بويضة واحدة مما يؤدي لاحتمال الحمل التوأمي.
ومن العلاجات المتبعة بعد فشل الكلوميد بتحفيز المبايض, هناك الهرمونات المحفزة والمنشطة للمبايض والتي تفرزها الغدة النخامية (FSH, LH) والتي تعطى كحقن حسب الحالة واستجابة المبايض لها, وهذا مما سهل علاج طفل الانابيب.