«الأبيضان» .. خطر يتسلل الى موائدنا

«الأبيضان» .. خطر يتسلل الى موائدنا

تغيرت طريقة تناولنا للطعام، وطبيعة هذا الطعام وتركيبته، نتيجة التحولات الكثيرة التي شهدها الانسان، من الانفتاح على الشعوب المختلفة وتناقل طرق الغذاء المتباينة، والتطور الذي حدث في آليات صنع الغذاء، ففي القديم كان الانسان يعتمد نوعا او نوعين في غذائه، اما الان فان القوائم الغذائية لا تعد ولا تحصى، الا ان هذا العدد الكبير من الخيارات الغذائية ليس كله مفيدا، بل ان هنالك خيارات تضر بالصحة، وخصوصا تلك الخيارات التي تقوم بشكل اساس على السكر والملح.

الطفل يحب السكر

تقول «منى.س» وهي ام لاربعة اطفال :» ان المنتجات المصنعة تجتاح بيوتنا وبراداتنا بشكل كامل وقد فقدنا سيطرتنا على الكميات التي نستهلكها يوميا، إذْ قد تحتوي على كميات كبيرة وخطيرة من المواد المصنعة، الحافظة، الألوان والأصباغ التي تسبب حالات وأشكال مختلفة من الحساسية. بالإضافة إلى الكميات المفرطة من الملح الذي يشكل خطرا جسيما وقد يضر بصحتنا بشكل ملحوظ بتأثيره على ضغط الدم، يؤدي إلى احتباس السوائل بالجسم والى انتفاخ في الرجلين واليدين، كما ويؤثر على تقيحات المعدة والأمعاء».

وتضيف منى :» انني كأم وكأخصائية تغذية اعرف خطورة الغذاء على الصحة وخصوصا صحة الاطفال وبنيانهم، ولكن الامر لا يقتصر فقط على معرفة الام والاب، فالاطفال ايضا بعد فترة قد يشاركون في اختيار الغذاء، ودوما ينجذبون الى الغذاء الذي يتميز بنسبة سكر عالية، كونهم يستمتعون بتذوقه، والطفل لا يعتمد في تناوله للوجبات فقط على المنزل، بل انه يشتري من المدرسة ومن النادي، وأكثر ما يشتريه هو الحلوى والغذاء القائم على السكر».

لا نهتم بصحتنا

لقد حذر رسولنا الكريم عليه السلام من «الابيضين» اي الملح والسكر، ولكن لا احد يقتنع بهذه التحذيرات الا بعد ان نخسر صحتنا، يقول «سامر.غ» : لقد كنت اتعمد في كل وجبة غذاء ان ازيد من كمية الملح وان اتناول المخللات بأنواعها كوني احبها، ونتيجة لهذه العادة السيئة فالان اعاني من مرض الضغط، فكميات الملح الزائدة عن الحد المسموح به عملت عندي اختلالات في الصحة لدي، والان ادفع ثمنها، فيجب الانتباه في تناول كميات السكر والملح، لانها فعليا تهدد الصحة و تحطمها، ونحن في مرحلة الشباب لا نأخذ بالاعتبار هذه التحذيرات، ولكن هذه السلوكات تظهر في المرحلة العمرية التي تلي سن الشباب ونحصد نتائج سلوكنا».

ويضيف سامر:» هنالك كميات محددة من السكر ومن الملح واغلبية الناس لا يهتمون بهذه الكميات، ويأكلون بشكل عشوائي، وبالتالي تظهر هذه نتائج عدم المعرفة على صحتهم، لذلك يجب ان يكون هنالك توعية بالغذاء، وان يعرف الشخص ان كل ما يتناوله لا يستهان به، ولا يذهب بالفراغ، بل يتم تراكمه على المدى البعيد من الناحية الصحية».

الملح والسكر من اخطر المواد

التي تؤثر على الصحة

وتضيف اخصائية التغذية ريما بدوان : «لا ننسى بأننا نضيف كميات من الملح إلى طعامنا بالإضافة إلى أنه يحتوي أيضا على كميات مفرطة من الملح عند تصنيعه.

يعتبر الضرر الذي يسببه الملح الموجود في طعامنا تماما كالضرر الذي يسببه التدخين والمواد السامة المختلفة لجسمنا. حيث إن الإحصائيات تتحدث عن استهلاك الملح لدى الرجل يصل إلى 10 غرامات يوميا، أما عند الأُنثى فانه يصل إلى 7غرامات يوميا، ولكي نحافظ على جسمنا وصحتنا فعلينا التقليل من استهلاك هذا السم الأبيض بحيث نصل إلى استهلاك أقصى حتى 3 غرامات فقط لكي نتجنب الأضرار الناتجة عن استهلاك الملح».

وتقول بدوان: «أن77 % من نسبة الملح تدخل إلى جسمنا عن طريق الأكل السريع والأغذية المصنعة، و%6 من الملح فقط تضاف أثناء الطعام، و5 % فقط تضاف وقت الطهي وهذه النسب كلها تدخل إلى جسمنا بنفس الساعة التي نتناول بها الطعام ومع كل وجبة. هنالك الكثير من الأشخاص الذين يضيفون كميات أكثر بكثير من الكميات المذكورة أعلاه، فهناك أشخاص كثيرون لا يحلو لهم تناول الطعام إلا إذا كانت على الطعام طبقة بيضاء من الملح حتى ولو كان الأكل مملحا وطبعا قبل أن يتذوقوه. علينا أن لا ننسى أيضا المخللات المختلفة على المائدة المشبعة بالملح كالزيتون، مخلل الباذنجان، مخلل الخيار وغيرها، ولا ننسى أيضا البذورات المملّحة أيضا التي يعتادها الشخص يوميا، ان الإفراط في استهلاك الملح أو الأغذية التي تحتوي على كميات خطيرة مرتبط بزيادة امتصاص السوائل في الكلى وكمية السوائل بالجسم بشكل عام، وهذا أحد أسباب ارتفاع ضغط الدم.بالتقليل من استهلاك الأكل المصنع، المخللات، البذورات والتسالي، اللحوم المدخنة كالمرتديلات المختلفة لأننا بتناول هذه المنتجات نتعرض لكميات خيالية من الملح».