منتدى الشنطي
سيغلق هذا المنتدى بسبب قانون الجرائم الاردني
حيث دخل حيز التنفيذ اعتبارا من 12/9/2023
ارجو ان تكونوا قد استفدتم من بعض المعلومات المدرجة
منتدى الشنطي
سيغلق هذا المنتدى بسبب قانون الجرائم الاردني
حيث دخل حيز التنفيذ اعتبارا من 12/9/2023
ارجو ان تكونوا قد استفدتم من بعض المعلومات المدرجة

منتدى الشنطي

ابراهيم محمد نمر يوسف يحيى الاغا الشنطي
 
الرئيسيةالرئيسية  البوابةالبوابة  الأحداثالأحداث  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخول  

 

 بين النكسة وانتصار أكتوبر

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 75866
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 78
الموقع : الاردن

بين النكسة وانتصار أكتوبر Empty
مُساهمةموضوع: بين النكسة وانتصار أكتوبر   بين النكسة وانتصار أكتوبر Emptyالخميس 09 يونيو 2016, 10:37 am

بين النكسة وانتصار أكتوبر

جابر قميحة







بين النكسة وانتصار أكتوبر 35

حرب اكتوبر




الجمع بين النكسة التي حلت بنا في 5 يونيو 1967م، وبين انتصارنا الباهر في السادس من أكتوبر سنة 1973م قد يبدو غريبًا عجيبًا لسبب واضح، وهو أنه جمع بين نقيضين في كل شيء.. في المقدمات والآليات والنتائج، والآثار العسكرية والسياسية والنفسية، ولكن هذا لا يمنعنا من تناول الموضوع بواقعية وصراحة: لقد كانت هذه النكسة بل النكبة نتيجة طبيعية لعوامل وأخطاء وحماقات متعددة، دون دراسة سابقة واعية، والتعلم من كل أولئك؛ قادنا إلى نصر أكتوبر العظيم.

وقد كنت في مدينة الإسماعيلية أنا وأسرتي سنة 1967م، وحضرنا النكبة بكل ما فيها من كوارث، ابتداءً من الإرهاصات الأولى، وأقدِّم في السطور الآتية بعض الإشارات، بل الإلماعات الموجزة للحال التي رأيناها وعشناها:

1- ففي يوم الثلاثاء 30 من مايو 1967م:

- كانت الإسماعيلية مشحونة بسبب الإعلام بالحماسة والحمية والرهبة، وحاولت أن أساهم بشعري في عملية الشحن.

2- الأحد 4 من يونيو 1967م:

- كان أهم عناوين الصحف المصرية: أمريكا تحاول تجميع قوى الدول البحرية لفك الحصار البحري الذي ضربته مصر على خليج العقبة، ومضيق تيران، وقد وافقت إنجلترا على ما تذهب إليه أمريكا.

3- الإثنين 5 من يونيو 1967م:

- كنت في بورسعيد وارتفعت البلاغات الحربية المصرية بالطائرات الصهيونية الساقطة إلى 44 طائرة، ثم سمعنا طلقات المدافع والقنابل من ناحية مطار الجميل ببورسعيد وبور فؤاد، واستمرت البلاغات الحربية على هذه الوتيرة، وتمكنتُ بحمد الله من الوصول إلى الإسماعيلية في الحادية عشرة مساءً، كانت الإسماعيلية تسبح في بحر من الظلام.

4- الثلاثاء 6 من يونيو 1967م:

- ومن أنباء الأعداء التي أذاعوها "في الدقيقة الخمسين بعد الثانية عشرة، وتم سقوط مدينة غزة، كما سقطت مشارف العريش".

- ثم أذاعت الإذاعة المصرية أن "قواتنا الباسلة تقاتل بشجاعة فائقة عن مواقع العريش والقسيمة وأبي عجيلة".

- وفي المساء أعلنت مصر إغلاق قناة السويس، وبعد ذلك أعلنت البلاد العربية قطع العلاقات مع أمريكا وبريطانيا.

- مجلس الأمن يجتمع الليلة ليصدر قرارًا بوقف إطلاق النار.

- كان شارع محمد علي أكبر شوارع الإسماعيلية يسبح في الظلام، ويموج بآلاف من الجنود المصريين المنسحبين، وعشرات من المصفَّحات والدبابات.

5- الأربعاء 7 من يونيو 1967م:

- في الطريق رأيت آلافًا من جنودنا المساكين العائدين من الجبهة.. كانت حالتهم يُرثى لها.

تخلَّى جيشنا عن شرم الشيخ، وتراجع إلى مواقع الخط الثاني، وهو يحاول تجميع قواته لصد التقدم الصهيوني.

- الناس هنا في الإسماعيلية يبيتون ليلة مذعورة، بعد أن أغارت طائرات الأعداء إغارات آثمة على مدينة السويس، وآلاف الناس يهاجرون منها.

- أذاعت "إذاعة الكيان الصهيوني" أن الجيش الصهيوني على بعد ثلاثين كيلومترًا من مدينة القنطرة شرق.

6- الخميس 8 من يونيو 1967م:

- في الخامسة صباحًا استيقظنا على صوت قصف فظيع.. طلقات مدافع متلاحقة، وأزيز طائرات قريبة جدًّا تخلع القلوب، وعلمنا أن الطيران الصهيوني نسف 8 تكسيات بركابها كانت تسير في طريق الصالحية.

7- الجمعة 9 من يونيو 1967م:

- في الحادية عشرة والنصف صباحًا أذاعت الإذاعة العليا للقوات المسلحة المصرية "أن قواتنا انسحبت من مواقعها إلى غرب قناة السويس، وبالرغم من أن الجمهورية العربية المتحدة أعلنت رسميًّا قبولها قرار وقف إطلاق النار إلا أن العدو ما زال يشن هجماته على قواتنا، كما قام بغارات متعددة على منطقة القنال، وما زالت الغارات والقتال قائمين حتى هذه اللحظة".

- الإشاعات قوية بأن مدينة الإسماعيلية معرضة للسقوط في أيدي الأعداء بين لحظة وأخرى.

- أمطرت طائرات العدو على مدافعنا المضادة وابلاً من القنابل الحارقة، فلجأ الجنود وأطقم المدافع إلى مصنع الصباغة، فضربت الطائرات أجزاء منه، ما ترتب عليه مقتل كثيرين.

- ثم كان ما هو معروف في السابعة والنصف مساءً من تقدم جمال عبد الناصر باستقالته، وما توالى بعد ذلك من أحداث.

8- الإثنين 12 من يونية 1967م:

- نشرت صحيفة الأهرام القاهرية اليوم خبر تغييرات شاملة في قيادة القوات المسلحة، ومنها تعيين الفريق أول محمد فوزي قائدًا عامًّا للقوات المسلحة، والفريق أول مدكور أبو العز قائدًا للقوات الجوية.

- هاجر أكثر من 90% من أهل الإسماعيلية، ومن النادر أن تجد امرأة أو طفلاً إلا في طريق الهجرة.

يا الله لقد شاء الله أن أرى في حياتي أقسى وأمر ما يمكن أن أراه.. أرى من وصفهم الله بالخسة، وكتب عليهم الذلة والمسكنة، أراهم يحتلون فلذات من كبد الوطن الحبيب، وسرحت بعيني الكسيرتين بعيدًا، أستشف ما وراء الأفق الدامي، وما وراء الحاضر الحزين الباكي.

من النكبة إلى النصر:

تُوفي جمال عبد الناصر غفر الله له وتولى السادات رئاسة الجمهورية سنة 1971م، وأفادت مصر من النكبة فلجأت إلى ما يسمى اصطلاحيًّا حرب الاستنزاف، ومن أبطال هذه الحرب الشهيد الفريق أول عبد المنعم رياض، "ففي صبيحة يوم الأحد 9 مارس 1969م قرَّر عبد المنعم رياض أن يتوجه بنفسه إلى الجبهة ليرى عن كثب نتائج المعركة، ويشارك جنوده في مواجهة الموقف، وقرر أن يزور أكثر المواقع تقدمًا، وهي التي لم تكن تبعد عن مرمى نيران الكيان الصهيوني سوى 250 مترًا، ووقع اختياره على الموقع رقم 6؛ حيث انهالت نيران العدو فجأة على المنطقة التي كان يقف فيها ساعة ونصف الساعة إلى أن انفجرت إحدى طلقات المدفعية بالقرب من الحفرة التي كان يقود المعركة منها، ونتيجة للشظايا القاتلة وتفريغ الهواء تُوفي عبد المنعم رياض بعد 32 عامًا قضاها عاملاً في الجيش متأثرًا بجراحه.

والقادة الأبطال الذين تولوا قيادة معارك أكتوبر، وحققوا النصر معروفون تاريخيًّا دون تزوير وتزييف، وهم:

1- الفريق أول: أحمد إسماعيل علي وزير الحربية والقائد العام للقوات المسلحة.

2– لواء: سعد الشاذلي رئيس الأركان.

3- لواء: محمد عبد الغني الجمسي رئيس هيئة العمليات.

4- لواء: محمد علي فهمي قائد قوات الدفاع المدني.

5- لواء بحري: فؤاد أبو ذكري قائد القوات البحرية.

6- لواء طيار: محمد حسني مبارك قائد القوات الجوية.

7- لواء: محمد سعيد الماحي مدير سلاح المدفعية.

8- لواء: كمال حسن علي مدير سلاح المدرعات.

9- لواء مهندس: جمال محمد علي مدير سلاح المهندسين.

10- عميد: نبيل شكري قائد قوات الصاعقة.

11- عميد: محمود عبد الله قائد قوات المظلات.

12- لواء: عبد المنعم واصل قائد الجيش الثالث.

13- لواء: سعد مأمون قائد الجيش الثاني.

14- عميد: أحمد بدوي قائد الفرقة 7 مشاة.

15- عميد: يوسف عفيفي قائد الفرقة 19 مشاة.

16- عميد: محمد أبو الفتوح محرم قائد الفرقة 6 مشاة ميكانيكي.

17- عميد: عبد رب النبي حافظ قائد الفرقة 16 مشاة.

18- عميد: حسن أبو سعدة قائد الفرقة 2 مشاة.

19- عميد: فؤاد عزيز غالي قائد الفرقة 18 مشاة ميكانيكي.

20- عميد: أحمد عبود الزمر قائد الفرقة 23 مشاة ميكانيكي.

21- عميد: إبراهيم العرابي قائد الفرقة 21 المدرعة.

22- عميد: محمد عبد العزيز قابيل قائد الفرقة 4 المدرعة.

ومعروف أن أية معركة تعتمد على القيادة والجندية، وكانت حماسة جنودنا، وخصوصًا في اقتحام خط بارليف؛ فوق التصور، وكان خط بارليف هو أقوى خط دفاعي في التاريخ الحديث كله، ومع ذلك تمكن الجيش المصري في يوم السادس من أكتوبر عام 1973م من عبور الخط، وأفقد العدو توازنه في أقل من ست ساعات، مستغلين عنصري المفاجأة والتمويه العسكريين الهائلين اللذين سبقا تلك الفترة، كما تم استغلال عناصر أخرى مثل المد والجزر واتجاه أشعة الشمس من اختراق الساتر الترابي في 81 موقعًا مختلفًا، وإزالة 3 ملايين متر مكعب من التراب عن طريق استخدام مضخات مياه ذات ضغط عالٍ، ومن ثم تم الاستيلاء على أغلب نقاطه الحصينة بخسائر محدودة، ومن الـ441 جنديّا صهيونيًّا قُتل 126 وأُسر 161، ولم تصمد إلا نقطة واحدة هي نقطة بودابست في أقصى الشمال في مواجهة بورسعيد.

وفي هذا السياق، أنبِّه القارئ إلى أن من بديهيات التكتيك العسكري التنسيق والتعاون بين الأسلحة المختلفة، في توقيت دقيق جدًّا، بلا تقدم أو تأخر تبعًا للخطة الموضوعة؛ بحيث يكون خروج أي سلاح عنها مخلاًّ بالهدف المرجو.

ونصر أكتوبر بناءً على هذا كان من صنع أسلحة متعددة: كالطيران والمشاة والمدرعات والصاعقة والبحرية وغيرها، ومن ثم يكون من الغلو والإسراف ومجافاة الواقع نسبة النصر إلى سلاح معين دون الأسلحة الأخرى.

كما أنه من المبالغة والإسراف كذلك نسبة النصر إلى قائد سلاح معين دون القادة الآخرين، كنسبته إلى قائد الطيران منفردًا أو غيره من القادة.

ومن المبالغة والإسراف كذلك بناء النصر على ترتيب الضربة أو الهجوم، فيقال: فلان هو الذي حقق نصر أكتوبر؛ لأنه صاحب الضربة الأولى، فقد يكون تأخير الضربة ضرورة عسكرية تبعًا للخطة الموضوعة.

ومن ثم يكون الأصح أن ننسب النصر لمجموعة القادة الذين خططوا للحرب، وأشرفوا عليها، وفوق هؤلاء جميعًا شعبنا الأبي الذي اقتحم بشراسة وإيمان، دون مبالاة، وقد هانت عليه نفسه ودمه، وكان هتاف "الله أكبر" أقوى من قذائف الطيران، وهزيم المدافع، ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ﴾ [محمد:7].


عدل سابقا من قبل ابراهيم الشنطي في الخميس 09 يونيو 2016, 10:38 am عدل 1 مرات
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 75866
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 78
الموقع : الاردن

بين النكسة وانتصار أكتوبر Empty
مُساهمةموضوع: رد: بين النكسة وانتصار أكتوبر   بين النكسة وانتصار أكتوبر Emptyالخميس 09 يونيو 2016, 10:38 am

نكسة حزيران .. بين الذكرى الأليمة وحتمية النصر

بصائر أون لاين


بين النكسة وانتصار أكتوبر 0%20%283%29

لم تكد تستيقظ الشعوب العربية والإسلامية من نكبتها عام 1948م، الذي حوى ما حوى من وعود رسمية عربية زائفة، فإذا بألمها يتجدَّد ومعاناتها تزداد، وإذ بالجيوش والشعوب العربية تُصدم بواقع جديد يُنْكِصها على عقبيها، وهي لم تكد بعدُ تلملم جراحاتها الماضية.
الخامس من حزيران/ يونيو 1967م.. تاريخ أليم وذكرى محزنة؛ تُضاف إلى صفحات التاريخ الأسود الذي لم يقتصر فقط على فلسطين، وإنما ضمَّ ما حولها من بلدان عربية شقيقة.
على بحيرة من دم ونار، نام المشرق الإسلامي واستيقظ، ولا تزال النكسة ثارات ووعودًا بأن الدم لا يجف، وأن الأسى لا يُنسى، فلم يكتفوا بما فقدوه من فلسطين وسلبوه، بل زادوا آلامها أضعافًا، وازداد معها أعداد اللاجئين الفارّين من ديارهم بحثًا عن مأمن، ذكرى النكسة أعادت لمهجّري النكبة ذكرى جديدة بهجرة قسرية أخرى.
النكسة ؟
نكسة 1967 أو حرب حزيران هي الحرب التي نشبت بين الكيان الصهيوني وكلّ من مصر وسورية والأردن، انتهت بانتصار الكيان الصهيوني على الدول الثلاث، واستيلائه على قطاع غزة وسيناء في الجانب المصري، والضفة الغربية والقدس والمسجد الأقصى في الجانب الأردني، وهضبة الجولان القلعة الحصينة في الجانب السوري.

يتفاخر اليهود بتسميتها "حرب الأيام الستة"؛ لأنَّهم استطاعوا خلالها هزيمة الجيوش العربية واحتلال كامل فلسطين.
المنارة المفقودة !
القدس التي ضاعت واحتلت بأكملها في 1967م، هي أبرز ما ضاع في تلك الهزيمة، وما زالت تحت الاحتلال حتى يومنا هذا، وهي التي يحرص الاحتلال على تهويدها وجعلها عاصمة للدولة اليهوديّة، بينما هي في نظر العرب المفاوضين لم يتم حسم أمرها لتكون رهينة التأجيل المستمر!

القدس ليست فلسطينية فقط بل إسلاميّة، وهذا يعني أنّها حق كل مسلم ومسلمة، وضياعها هو ضياع الهوية الإسلامية، وهذا يعني أن مسئولية تحريرها والذود عنها مسئوليّة كل مسلم صغر أو كبر، مهما تباعد عنها جغرافيًّا، فإذا كان الباطل يتكاتف لتثبيت الدولة الأسطورة؛ أليس الأجدر بالمسلمين التكاتف لاسترداد المدينة التي باركها الله، واعتنى بها خلفاء المسلمين على مرّ الأزمان؟!
حين نتحدث عن النكسة، فإننا نذكر القدس ونذكِّر كلّ همّة صادقة أنّه قد آن الأوان لتفيق من غفلتها، ولنعمل معًا حتى بلوغ القدس، يجمعنا الهمّ الواحد وتوحدنا القدس ولا يفرّقنا الدين أو اللغة أو الاتجاه أو الأصل.
بعد النكسة..
أدركت الشعوب السبب، واستوعبت دروس الهزيمة المتكررة مرارًا، فلجأت لله عز وجل دون غيره ناصرًا ومعينًا، وبهذا تبدلت الأحوال، وأصبحنا نرى بأعيننا ما بدا كحلم عام 67، فكانت معركة الكرامة ثم حرب العاشر من رمضان 73، وعمّت النهضة الإسلامية سائر الشعوب العربية، حين علمت أنَّ الشعارات التي رفعت لم تكن إلاَّ ذرًّا للرَّماد في العيون، وبزغ نور فجر الانتصار في انتفاضة أطفال الحجارة التي أعادت العزّة للمسلمين، وأثبتت للعالم أجمع أنه في كل ذكرى للهزائم المتوالية يزداد إصرار الشعوب على تحقيق النصر المنشود.

قانون النصر
إنَّه من الغريب أن تتمكَّن قوات الاحتلال الصهيوني من هزيمة ثلاثة جيوش عربية خلال ستة أيام، ولا يتمكّن نفس الجيش بعد أن طوّر قدراته وازدادت خبراته وتملك أنواع التكنولوجيا المختلفة من هزيمة بضعة آلاف -على أعلى تقدير- محاصرين بإحكام في قطاع غزة بعد حوالي أربعين عامًا في أحدث انتصار على الكيان الغاصب، فما الذي اختلف؟

ليس إلاَّ أنَّ منهج هذه القلة في المواجهة مع العدو الصهيوني مختلف عن تلك الآلاف المؤلفة التي هُزمت شر هزيمة، فلا السلاح أكثر ولا الظروف أفضل، ولكنه شيء وقر في القلب.
إنَّ التمسك بأسباب النصر التي بيّنها الله لنا في محكم كتابه هو الذي أكسب الأمة هذا النصر العظيم في حرب الفرقان، قال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ} [محمد: 7]. فهذا وعد من الله الذي لا يخلف وعده بالنصر، إنْ نصر المؤمنون الله في أنفسهم وأموالهم وشئون حياتهم جميعًا.
إنَّه يجب أن يعلم من يقع في المخالفات أنه ثقلٌ في موازين الأعداء، خصمٌ على أمته، وليعلم من يعرض عن الطاعات أنه يُحدِث في جسد الأمة -وهو منها- جراحات غائرة تزيدها إثخانًا وضعفًا، وليعلم من يتغافل عن نصح غيره ويترك الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر أنه يطيل على الأمَّة ما هي فيه من الكربات.
إنَّ كلَّ واحد منّا مدعوٌّ لأنْ يزن نفسه، ليعرف هل هو خصم لهذه الأمَّة؟ هل هو ثقل في ميزان أعدائها؟ هل هو سبب في إطالة ليلها بما اقترفت يداه؟ فما أشقى من شقيت به الأمَّة! وما أسعد من سعدت به الأمَّة! أسأل الله أن يجعلني وإيَّاكم منهم.
المصدر: موقع بصائر أون لاين.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 75866
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 78
الموقع : الاردن

بين النكسة وانتصار أكتوبر Empty
مُساهمةموضوع: رد: بين النكسة وانتصار أكتوبر   بين النكسة وانتصار أكتوبر Emptyالخميس 09 يونيو 2016, 10:39 am

نكبة يونيو (حزيران)



بين النكسة وانتصار أكتوبر 1304594222
إنه الزلزال المدمر الذي وقع في المنطقة، فغيّر من حالها، وقلب موازينها رأسًا على عقب، وما زلنا نعاني آثاره المُرّة إلى اليوم.
إنه نكبة الخامس من حزيران (يونيو) 5/6/1967م الذي عُرف بـ(حرب الأيام الستة)، والذي هزمت فيه (إسرائيل) مصر وسورية، هزيمة ثقيلة، واستولت على سيناء في مصر والجولان في سورية، بضربة خاطفة قاضية، حطمت بها الطيران المصري، بضرب الطيارات وهي رابضة في مطاراتها، فدمرت الطائرات، وخربت المطار، وشلت بذلك سلاح الجو المصري، شللاً كليًّا، لا شللاً نصفيًّا. وأضحت القوات المصرية في سيناء مكشوفة بلا غطاء جوي، يحميها ويحرسها من الضربات الجوية للعدو المتربص.
استيقظنا في الصباح على هذه القارعة الهائلة، وهذا النبأ المفزع، وأخذنا نتتبع الإذاعات والتلفازات، ونشرات الأخبار؛ لنعرف المزيد عما حدث.
ولم يكن لقطر في ذلك الوقت إذاعة ولا تليفزيون، فكنا نفتح إذاعة مصر، وتليفزيون مصر، فإذا هما يقولان كلامًا، وتقول إذاعة لندن وغيرها كلامًا آخر. ثم عرفنا بعد ذلك أن أكثر البيانات التي كانت تذيعها مصر إنما هي أكاذيب ملفقة، تحاول أن تمسك بها الناس أن يثوروا، فهي تخدعهم بمعسول القول، وأخبار النصر، وإسقاط طائرة في المكان الفلاني، وأخرى في مكان آخر، والناس تُصدّق هذا الهراء، وتركض من مكان إلى آخر لتبحث عن حطام الطائرة المسقطة، فلا تجد له أثرًا، ولا تسمع له خبرًا.
حتى قال لي الأستاذ صلاح جلال -محرر باب العلوم في (الأهرام) الذي اختير بعد ذلك نقيبًا للصحفيين- وكان يتردد على قطر بين الحين والحين: إننا كنا -ونحن صحفيون في أكبر جريدة في العالم العربي- نجهل الحقيقة، فكنا نجري مع عوام الناس في الشوارع نبحث عن الطائرات التي أسقطها جيشنا الباسل، لنكتب عنها شيئًا، فنعود بخُفَّيْ حنين، كما يقول العرب، أو بغير خف أصلاً.
وكنا نحن في الخارج أكثر فهمًا لما وقع من أهلينا وأخوتنا في مصر؛ لأن لنا مصادر أخرى لمعرفة ما حدث غير الإذاعة والتلفزيون المصريين.
ومن أول ما وقعت الحرب، ارتفع نبض الشارع العربي والإسلامي، واتقدت شعلة الحماس للجهاد في صدور الناس من كل جنس ولون، ونادى جمهور الناس: أن حيَّ على الجهاد، لمقاومة الصهاينة، والدفاع عن الأقصى والمقدسات.
واستقبلت منظمة التحرير الفلسطينية بالدوحة آلاف الناس يقفون في طوابير طويلة، يريدون تسجيل أسمائهم في المتطوعين لإنقاذ فلسطين. وكان أكثر هؤلاء حماسًا: إخواننا من الباكستانيين والأفغانيين وغيرهم من أبناء البلاد الإسلامية، الذين يعيشون في قطر، قائلين: إن المسجد الأقصى ليس ملك الفلسطينيين ولا العرب وحدهم، بل هو ملك المسلمين جميعًا، فعلينا أن نسهم في تحريره وإبعاد العدو عنه.
وأذكر أننا أقمنا مهرجانًا في منظمة التحرير، وكان ممّن تكلم فيه العالم القطريّ الغيور المعروف الشيخ عبد الله بن إبراهيم الأنصاري، فكان مما قاله للشباب الفلسطيني: اعتصموا بحبل الله، وتمسكوا بالدين، ينصركم الله على عدوكم.
فما كان من بعض الشباب الطائش، إلا أن صاحوا وهتفوا في وجه الشيخ: لا دين إلا السلاح!
وكان لهذا الهتاف الجاهل الأهوج: أثر سيئ في جمهور الحاضرين، الذين استنكروا هذا القول كل الاستنكار، الذي يدل على غباء قائله، وفقدان وعيه، بحقيقة هذا الصراع بيننا وبين بني صهيون، وأن الدين هو المحرك الأول لهذه الأمة، وهو الذي يبعث هامدها، ويحرك جامدها، ويشعل خامدها، ويوحِّد كلمتها، ويصنع بها العجائب، وروائع البطولات، ويعيد إليها أيام خالد وأبي عبيدة وطارق بن زياد وصلاح الدين الأيوبي وسيف الدين قطز.
ولقد قلنا مرارًا: إن إخراج الدين من المعركة هو الذي أضرَّ بهذه القضية أبلغ الضرر؛ لأننا نجرد أنفسنا من أمضى سلاح يحاول عدونا أن يضربنا به. فهو يستغل الدين ويوظفه في تعبئه قواه، وتجنيد رجاله، وهو غير مؤمن به. فكثير من الصهاينة (علمانيون) لا دين لهم، ولكنهم -وإن لم يؤمنوا بالدين- يؤمنون بقوة الدين، وأهمية توظيف الدين في معركتهم.
وكم نادينا قومنا: إننا يجب أن نحاربهم بمثل السلاح الذي يحاربوننا به، فإذا حاربونا باليهودية، حاربناهم بالإسلام، وإذا قاتلونا بالتوراة، قاتلناهم بالقرآن، وإذا قالوا: التلمود، قلنا: البخاري ومسلم، وإذا قالوا: نعظِّم السبت، قلنا: نعظِّم الجمعة، وإذا قالوا: الهيكل، قلنا: المسجد الأقصى.
ولا يفل الحديد إلا الحديد، وحديدنا أقوى من حديدهم؛ لأن ديننا أقوى من دينهم، إذ كيف يكون المنسوخ في قوة الناسخ، وكيف يكون المحرف والمبدل في قوة الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه؟
كانت الهزيمة ثقيلة، وكان حجم الخسارة ضخمًا من الناحية المادية، ومن الناحية المعنوية، وقد اعترف عبد الناصر بعد ذلك في 23 يوليو وفي نوفمبر من نفس العام، بمقدار هول الخسارة وفداحتها، وذكر أعداد المقتولين والمأسورين والمفقودين من الضباط والجنود، وصرَّح: أن الطريق إلى القاهرة كان مفتوحًا أمام إسرائيل. ولم يكن هناك جندي واحد يعوق تقدم إسرائيل لو أرادت.
كما أعلن أرقامًا فادحة عن خسارة مصر في هذه المعركة المشئومة، فذكر: أن مصر خسرت في هذه الحرب 80% من سلاحها، و10.000 جندي و1500 ضابط، وأُسر 5000 جندي و500 ضابط لم يعد أكثرهم! هذا حديث عبد الناصر، وقد سمعناه بآذاننا.
وتذكر المراجع أن ضحايا هذه الحرب يبلغون 35.000 جندي قُتل أكثرهم في ساعات، وخصوصًا في الممرات؛ لأن شارون -مجرم الحرب الإسرائيلي- كان يسحقهم بالدبابات في الممرات.
أما التدمير الذي حل بمدن القناة، فخسارته أعظم من أن تقدر! وأما التدمير النفسي والمعنوي، فحدِّث ولا حرج.
هذا وقد أعلن عبد الناصر: أنه يتحمل كامل المسئولية عما وقع، ولكن هل هناك من سأله، من حاسبه؟
ما معنى المسئولية إذا لم يكن هناك سائل يسأل، ويحاسب ويعاقب؟
إن الهزائم الكبرى كثيرًا ما تسقط دولاً، وتغيِّر أنظمة، وهذا عندما تتوافر الحريات، ويملك الناس حق المساءلة والحساب.
حدثت هذه الخسائر كلها، ولكن الشعب المصري لم يكن يعرف شيئًا من ذلك؛ نتيجة التضليل الإعلامي، الذي استحل الكذب الصراح على الشعب، حتى بات غائبًا عما يجري على أرضه، وما يدور في ساحة وطنه.
وقد بان أثر ذلك حين فُوجِئ الشعب بقائد ثورته، ورئيس جمهوريته، في مساء يوم 9/6/1967م يُعلِن عليهم بصوت حزين: إن مصر قد هزمت في الحرب، وأنه يتحمل كامل المسئولية، وأنه قرر التنحي عن منصبه باعتباره رئيسًا للجمهورية، وعن كل عمل سياسي، وأنه كلّف زكريا محيي الدين أن يتولى مهامه.
كان بيانه يحمل نبرة الأسى والحزن والاعتذار والاستعطاف، ومثل هذه النبرة تؤثر في الشعب المصري الطيب، فما أن انتهى من خطابه، حتى بدأت الجماهير تخرج إلى الشوارع هاتفة بحياة الرئيس المهزوم، ومنادية ببقائه على كرسيه!
وقد اختلف المحللون والمعقبون على هذا الحدث الذي سماه الناصريون: هبّة الجماهير في 9، 10 يونيو: أكانت هبة عفوية أم هبّة مُدبّرة من علي صبري وجماعة عبد الناصر في الاتحاد الاشتراكي؟
الأستاذ محمد حسنين هيكل يجزم بأنها هبّة جماهيرية تلقائية، ويدلّل على ذلك بشواهد يذكرها.
وآخرون من خصوم الناصرية يؤكدون: أن كل شيء كان مُعدًّا، وأن رجال المباحث والمخابرات وأعضاء التنظيم الطليعي في الاتحاد الاشتراكي، ومن معهم من مجموعات خاصة، كان عليهم أن يطلقوا الشرارة الأولى، ويرسلوا الصيحة الأولى، ويَدَعُوا الجماهير الغافلة بعدها تزحف وتزعق.
وفئة ثالثة توفيقية، تريد أن تجمع بين الرأيين، وتقول: إن بعض هذا العمل كان مدبرًا، وبعضه كان تلقائيًّا، باندفاع ذاتي من الجماهير المصرية الطيبة، التي تتعاطف مع المغلوب، وتناصر المكلوم المحزون، وهكذا ظهر لهم عبد الناصر في بيانه.
بالإضافة إلى أن جمهور الشعب المصري لم يكن لديه أدنى معرفة بحجم الكارثة الهائلة، والهزيمة الساحقة والمذلّة التي لحقت ببلده وجيشه. وربما لو عرف الأمر على حقيقته لكان له موقف آخر، وهو موقف الشعوب الحية حين تطالب بمعرفة مَن المسئول عن هذه النازلة أو القارعة؟ ولا بد أن يُساءل ويحاكم ويأخذ جزاءه أيًّا كان موقعه.
5 يونيو 1967 .. نكسة أم نكبة ؟
لقد سمّى ناصر وإعلامه هذه الهزيمة المذلة -التي خسرنا فيها القدس، والضفة الغربية، وغزة، وسيناء، والجولان- (النكسة)! كأنهم كانوا في انتصار دائم، ثم انتكسوا هذه المرة.

والواقع أن هذه تسمية خاطئة، وإنما هي (نكبة كبرى) توازي (النكبة الأولى) سنة 1948م، التي قامت فيها دولة بني صهيون، وشُرِّد الفلسطينيون من ديارهم، وغرس هذا الكيان المعتدي في قلب بلاد العروبة والإسلام، ليكون خنجرًا مسمومًا في صدورهم.
ولذا سميتها (النكبة الثانية) أي بعد نكبة 1948م في كتابي (درس النكبة الثانية: لماذا انهزمنا وكيف ننتصر؟) الذي أصدرته في سنة 1968م، أناقش فيه أسباب النكبة الحقيقية، وطريق النصر الذي يجب أن نسلكه.
بل أقول: إن أثر هذه النكبة كان أعظم خطرًا من النكبة الأولى، فقد ظل العرب -بعد النكبة الأولى- متمسكين بأن فلسطين كلها من النهر إلى البحر: وطنهم المغتصب، وبلدهم المسلوب، وحقهم فيه ثابت لا مراء فيه، وأنهم سيظلون يجاهدون بكل ما لديهم من قوة؛ لطرد العدو الغاصب، واسترداد الوطن الضائع، وإن طال عليهم الأمد؛ فإن مضيّ الزمن لا يسقط الحقوق الثابتة، ولا يبطل حق المواطنين في المطالبة بوطنهم المنهوب.
هكذا كان العرب جميعًا في مشارقهم ومغاربهم، ثوريوهم وليبراليوهم، حتى وقعت هذه النكبة، فتغيرت فلسفة العرب، وتغيرت سياستهم، وتغيّر منطقهم، وتبنَّى عبد الناصر بعد ذلك سياسة (إزالة آثار العدوان)، يعني بذلك: عدوان 1967م، وإعادة الأوضاع إلى ما كان عليه الحال قبل 5 يونيو 1967م.
ومعنى هذا: أن العدوان الجديد ألغى العدوان القديم، بل أضفى الشرعية عليه؛ أي عدوان 67 أضفى الشرعية على عدوان 48!!
فما أعظم الهول! وما أعظم الفارق بين موقف العرب قبل هذه النكبة المخزية، وبعد هذه النكبة المهينة!
المصدر: كتاب (مذكرات القرضاوي .. ابن القرية والكتاب) ج3.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 75866
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 78
الموقع : الاردن

بين النكسة وانتصار أكتوبر Empty
مُساهمةموضوع: رد: بين النكسة وانتصار أكتوبر   بين النكسة وانتصار أكتوبر Emptyالخميس 09 يونيو 2016, 10:41 am

دور عبد الناصر في حرب يونيو 1967

أحمد عبد المجيد


بين النكسة وانتصار أكتوبر 07_07_12_05_14_nasser

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله صل الله عليه وسلم، وبعد..
فلا شك أن أي فرد يتمنى الخير لبلده وأمته، ولكن الواقع الذي حدث من عبد الناصر في حرب يونيو 1967 يظهر لنا عكس ذلك، ويظهر لنا مدى الخسارة الفادحة والهزيمة المنكرة التي ذاقتها البلاد والعباد؛ وذلك بسبب الأوامر التي قام عبد الناصر بإصدارها، والأحداث التي قام بصنعها وقيادتها حتى أدت إلى ذلك الواقع المرير الذي لا يتمناه مَن عنده أدنى ذرّة من حب لدينه أو حتى بلاده.. وسنتجول في مبحثنا هذا عن دور عبد الناصر في هزيمة حرب يونيو.

حرب 1967:
استفاد اليهود من حرب يونيو 67 استفادة كبيرة جدًّا على يد جمال عبد الناصر، وفي مجالات شتى مما لم يكن يخطر لهم على بال، سواء في حينها أو بعدها وحتى الآن. ونبين هنا أن الإجراءات التي اتبعت في حرب يونيو 67 متماثلة مع الإجراءات المتبعة في حرب 1956 مع خلاف بسيط؛ مما يجعل المرء يعتقد أن من وراء ذلك سوء قصد، وتعمُّد الوصول للنتائج التي أدت إلى الهزيمة المخزية والمزرية، ومن ذلك:

1- علم عبد الناصر المسبق بوقوع الحرب:
ثبت أن عبد الناصر كان على دراية سابقة بوقوع الحرب، وسنتكلم هنا بإيجاز عن ذلك، ثم دوره -بناءً على هذا العلم- في هذه الحرب، التي كان عند عبد الناصر معلومات كثيرة أكيدة ودقيقة عن قرب وقوع العدوان، وبصورة أوضح بكثير من حرب 1956م، نسوق منها:

- وصول معلومات وتفصيلات عن استعداد إسرائيل العسكري للحرب، وتحديد 5 يونيو للهجوم على مصر، وذلك عن طريق مندوب المخابرات المصرية المزروع في إسرائيل والمسمَّى "رأفت الهجان"(1).
- إعطاء كولونيل فرنسي تفاصيل خطة الهجوم على مصر وساعة وتاريخ الهجوم على مصر للمفوض المصري بباريس "عز الدين شرف"، الذي سافر للقاهرة لإبلاغ شقيقه "سامي شرف" مدير مكتب الرئيس، والذي قام بدوره بإبلاغ عبد الناصر بذلك في نفس اليوم.
- جاء على لسان الفريق أول محمد أحمد صادق، مدير المخابرات الحربية عام 1967م أنه في أحد الاجتماعات العسكرية التي عقدت برئاسة عبد الناصر يوم 2 يونيو 1967م، أعلن فيه أن معلوماته التي حصل عليها شخصيًّا من مصادر دولية كبيرة كالهند تؤكد هجوم إسرائيل يوم 4 أو 5 يونيو.. وتقرير المخابرات بصوت مسموع: "إن إسرائيل ستهجم يوم 5 يونيو"(2).
وقال: "إن علينا ألاّ نبدأ بالهجوم، ونتلقى الضربة الأولى، وأن روسيا أكدت أن خسائرنا لن تزيد على 15 في المائة"(3).
هذه المعلومات وغيرها وصلت إلى علم عبد الناصر، ويؤكد ذلك قوله في خطاب 23 يوليو 1967م والذي أشار فيه إلى اجتماعه بالقادة العسكريين الكبار بمبنى القيادة العامة للقوات المسلحة، حيث قال: "... وقلت في هذا الاجتماع يوم 2 يونيو إنه لا بد لنا أن نتوقع ضربة من العدو في خلال 48 ساعة إلى 72 ساعة لا تتأخر عنها أبدًا على أساس ما كانت تشير دلائل الحوادث والتطورات، وقلت أيضًا في هذا الاجتماع: إنني أتوقع أن يكون العدوان في الاثنين 5 يونيو، وأن الضربة الأولى ستوجه إلى قواتنا الجوية..."، وحدث ما تم ذكره تمامًا من ضرب القوات الجوية في التاريخ المذكور.
2- استجابة عبد الناصر لنداء روسيا وأمريكا وانتظار الضربة الأولى:
في حرب يونيو 1967 طلبت كل من الاتحاد السوفيتي، والولايات المتحدة الأمريكية من عبد الناصر ضبط النفس وعدم المبادأة بالعدوان، وقد استجاب عبد الناصر لذلك رغم علمه بتوقع الحرب -كما سبق القول- وانتظر الضربة الأولى، حتى وقعت دون أن يكون هناك أدنى استعداد من جهته لذلك.

يقول في المؤتمر الصحفي يوم 28 مايو عام 1967م: "مستنيين (منتظرين) تاركين المبادأة لهم".
ولا يفوت عبد الناصر أن ذلك خطة السياسة العسكرية الإسرائيلية أن تكون هي دائمًا البادئة بالعدوان؛ نظرًا لوضعها وحجمها، إذ "إنّ فرصة إسرائيل الوحيدة في التغلب على خصمها الذي يفوقها في العدد والعُدَّة تكمن في أن تكون البادئة بالهجوم"(4).
وأكد عبد الناصر في اجتماع القادة يوم 2 يونيو 1967م أن الوضع سيُحلّ سلميًّا عن طريق أمريكا وروسيا، وسيرسل زكريا محيي الدين إلى الولايات المتحدة لذلك.
- ويقول محمد حسنين هيكل في مقاله: "بصراحة، إن المواجهة المسلحة مع إسرائيل أصبحت واقعة لا محالة، ولكننا سننتظر الضربة الأولى منها، ونرد عليها بضربة ردع حاسمة"(5).
3- الإجراءات العسكرية في المعركة:
أهم ما نلاحظه في سير هذه المعركة هو أمر عبد الناصر بتخفيض حمولة الطائرات من الذخيرة بنسبة 25 في المائة، والسماح لإجازات الطيارين بنسبة 15 في المائة، على أن تنفذ هذه التعليمات اعتبارًا من يوم 5 يونيو 1967م!

وزاد من بلية الأمر وغرابته ووضع علامة استفهام كبيرة على تصرف عبد الناصر هذا بالذات هو إصداره أمرًا للمشير عبد الحكيم عامر ومعه طائرتان تحملان طاقم القيادة العسكرية بالكامل بالتوجه إلى سيناء، وإعطاء أوامر للدفاع الجوي بمنع التعرض لأي هدف طائر على مستوى الجمهورية من الساعة الخامسة من صباح 5 يونيو، رغم اعترافه وعلمه السابق الإشارة إليه بأن الطيران الإسرائيلي سيبدأ الهجوم بين الساعة السابعة والساعة الثامنة من صباح يوم 5 يونيو 1967م.
- وبدأ الهجوم صباح هذا اليوم والطيران الإسرائيلي يسبح في سماء الأجواء المصرية بطلاقة وحرية، دون أن تتعرض له الصواريخ أو المدفعية المضادة للطائرات؛ تنفيذًا للتعليمات الصادرة في اليوم السابق للعدوان.
وقصفت الطائرات الإسرائيلية المطارات المصرية، والطائرات رابضة في ممراتها وفي خلال ساعات دمرت هذه المطارات بنسبة 80 في المائة.
فالأمر في الاستعداد لمعركة 1967م في منتهى الغرابة، وفي غاية الدهشة والفوضى والتسيب!!
- يقول الفريق أول "محمد أحمد صادق" مدير المخابرات الحربية عام 1967م: "جريمة كبرى ولا يمكن أن أصفها بأقل من ذلك، تلك التي ارتكبوها في حق الشعب المصري وهم ينفذون مشروع التعبئة العامة لمعركة 5 يونيو 1967م، عندما قاموا بكل الهزل والاستخفاف بإرسال تشكيلات قوات الاحتياط بملابسهم المدنية إلى مسرح القتال ودون أسلحة أو أغذية أو أدوية! بل بدون توفير مياه الشرب لهذه القوات، أرسلوا مئات الدبابات دون وقود، ودون إبر ضرب النار إلى سيناء وأطقم دبابات "ث 34" يرسلونها إلى دبابات "ت 54" ودبابات جديدة خرجت من المخابرات(6) بشحومها وبدون بطاريات أو ذخيرة، وبينها دبابات شيرمان الغربية التي حصلت عليها مصر سرًّا قبل الحرب بفترة قصيرة، تشكيلات برية دفعوا بها إلى سيناء، دون أن يكون لدى قادتها خرائط بمواقعهم، أو أوامر بواجباتهم القتالية..
كما شحنوا إلى الجبهة بوحدات الحرس الوطني دون مهام لها، فتحولوا إلى عبء خطير إداريًّا وقياديًّا وإنسانيًّا، ولم يرسلوا إليهم بكميات من الأغذية تكفي أسبوعًا ولا حتى يومًا واحدًا ولا بمياه شرب وبالدواء تحسبًا للأمراض المفاجئة، أعادوا قادة من الجبهة دفعوا بدلاً منهم آخرين على مستوى التشكيلات الكبيرة والصغيرة كذلك، دون أن يكون لهؤلاء القادة الجدد أدنى فكرة عن تنظيم التشكيلات التي سيتولون قيادتها، واستمر ذلك حتى نهار 4 يونيو، وظلت مستودعات الذخيرة والبترول واحتياطات الغذاء الجافة متناثرة في جبهة سيناء كما تستلزم حالة السلم دون نقلها إلى مستودعات أخرى؛ خشية التدمير أو السقوط في أيدي العدو الذي استخدمها وهو يزحف متقدمًا نحو الضفة الشرقية للقناة، وبين هذه المستودعات مخازن الذخيرة"(7).
4- انسحاب يونيو 1967:
أصدر جمال عبد الناصر الأوامر بالانسحاب الفوضوي غير المدروس، وبدون خطة؛ مما أربك القوات المصرية في صحراء سيناء المكشوفة، وأصبحت هدفًا سهلاً للطيران الإسرائيلي؛ مما عرضها للإبادة، وتركها الأسلحة والمعدات والعربات ثم ملاذها بالفرار في اتجاه القناة والنجاة بنفسها.

- نتائج الحرب:
في حرب 1967م احتلت إسرائيل سيناء بأكملها حتى قناة السويس، هذا بخلاف مرتفعات الجولان والقدس والضفة الغربية، فإلى جانب الخسائر الباهظة في الحرب من ألوف القتلى والجرحى والأسرى، ومئات الملايين ثمن المعدات والأسلحة المختلفة، والتجهيزات العسكرية والمدنية؛ مما كان له عظيم الأثر على اقتصاد مصر، فأدى بها إلى الخراب الذي وقع بها، فعانت ويلاته، ولا تزال تعانيه حتى الآن(Cool.

الخاتمة:
إن عبد الناصر كان هو السبب الرئيسي في الهزيمة المنكرة في حرب يونيو 1967م، ولقد أتاح ذلك لإسرائيل كل السبل لتحقق لنفسها كل هذه المكاسب باعتباره القائد الأعلى للقوات المسلحة، وكانت هذه النتيجة هي التمهيد الطبيعي لاتفاقيات السلام بين مصر وإسرائيل فيما بعد.

والذي يتبادر إلى الذهن هو التساؤل عن كيفية صدور مثل هذه القرارات والأوامر والتصرفات من رجل عسكري كان مدرِّسًا بمدرسة المشاة ثم الكلية الحربية، ولا يخفى عليه ما فعله، وبالتالي يُنفى عنه حسن النية أو حتى الخطأ! وقد نشر حسن التهامي في أغسطس عام 1979م بجريدة الأهرام ما يؤكد شكّه الذي يحمله على الاعتقاد بأن الهزائم التي لحقت بمصر عام 1967م، لم يكن بخطأ عبد الحكيم عامر أو عبد الناصر، بل الأمر يحمل وراءه شيئًا غير الخطأ.
المصدر: كتاب (عبد الناصر وعلاقاته الخفية)، تأليف الأستاذ أحمد عبد المجيد، دار الزهراء للإعلام العربي، الطبعة الأولى، 1415هـ.


1- الشرق الأوسط في 17/7/1986م.
2- الشرق الأوسط في 9/6/1987م.
3- جريدة الوفد في 24 شوال 1407هـ الموافق 30 يونيو 1987م.
4- الموساد - جهاز المخابرات الإسرائيلية السري ص106.
5- الأهرام في 26 مايو 1967م.
6- التي هو مديرها.
7- الشرق الأوسط في 9/6/1987م.
8- انظر كتاب وزارة المالية - اللجنة العامة لتعويضات الحرب - ملف 1/100.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 75866
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 78
الموقع : الاردن

بين النكسة وانتصار أكتوبر Empty
مُساهمةموضوع: رد: بين النكسة وانتصار أكتوبر   بين النكسة وانتصار أكتوبر Emptyالخميس 09 يونيو 2016, 10:44 am

حرب 5 يونيو 1967

العميد يحيى أحمد حسين


بين النكسة وانتصار أكتوبر Wwwm1730

لم تبدأ حرب يونيو 67 يوم 5 يونيو، وإنما بدأت بداية فعليّة يوم 28 مايو 1967م بأحداثه الكثيرة والمؤثرة في التاريخ الحديث للمنطقة العربية والإسلامية، والتي قد تظل آثارها ممتدة إلى 100 عام.. ففي هذا اليوم أرسلت إسرائيل وزير خارجيتها لمقابلة الرئيس الأمريكي جونسون في واشنطن، وحصل على الضوء الأخضر بشن الهجوم الإسرائيلي على مصر بعد أن اطمأنّ الغرب والروس (طرفا التآمر) أن "ناصر" لن يهاجم إسرائيل، وبعد أن حصل على تأكيدات بأن أمريكا لن تفعل مع إسرائيل ما فعله أيزنهاور عام 1956م أثناء العدوان الثلاثي على مصر وتطالب إسرائيل بالانسحاب من الأراضي المصرية.
وفي هذا اليوم قام عبد الناصر بغلق مضيق تيران، وإنهاء عمل قوات الطوارئ الدولية في سيناء، واستكمال التعبئة العامة للدولة، وإعلان حالة الحرب في مظاهرة تليفزيونية، في حين أعلنت إسرائيل التعبئة سرًّا وبتخطيط دقيق ومحكم للغاية، وبالتالي قام جونسون بالاتصال برئيس الوزراء السوفيتي كوسيجين وأبلغه أن مصر تنوي شنّ هجوم على إسرائيل يوم 29 مايو، وطلب منه إبلاغ "عبد الناصر" بأن أمريكا لن تسمح للطرفين (مصر وإسرائيل) بشن هجوم على الآخر، وضرورة احترام اتفاقيات الهدنة.
وأبلغت موسكو القاهرة رسالة واشنطن وحصلت على تأكيدات بأن مصر لن تهاجم إسرائيل، ونقل الروس التأكيدات إلى واشنطن... وأتبع ذلك أن طلب جونسون من أمين عام الأمم المتحدة آنذاك هو ومبعوث أمريكي أن يتوجها للقاهرة للقاء عبد الناصر ونائبه زكريا محيي الدين؛ ليؤكدا لهما أن إسرائيل لن تهاجم مصر، ويحصلا على تعهُّد من "ناصر" بأن مصر لن تهاجم إسرائيل ولن تبدأ الحرب، وكانت هناك رسالة رسمية سُلِّمت لمحمود رياض وزير خارجية مصر بأنه سيتم اتخاذ إجراء ضد البادئ بالحرب (علمًا بأن جونسون وإسرائيل كانا يخططان للحرب فعلاً)، وبذلك أصبح الطريق خاليًا أمام إسرائيل لشن الهجوم وهي مطمئنة!
وزيادة في الخداع الأمريكي السوفيتي الإسرائيلي، طلبت واشنطن من مصر إرسال نائب الرئيس المصري إلى أمريكا للتفاوض بشأن مضيق تيران، وتحددت الزيارة يوم 5/6/1967م! وفي يوم الجمعة 2 يونيو 1967م عقد المجلس الأعلى للقوات المسلحة المصرية اجتماعًا مهمًّا سيذكره التاريخ طويلاً، حضره جميع القيادات العسكرية، وبدأ عبد الناصر الحديث، واتضح أنه صدّق الخدعة التي أحبكت له بمهارة ثلاثية (أمريكا - السوفيت - إسرائيل)، وأبلغ جميع القادة بأن إسرائيل ستهاجم مصر الساعة الثامنة صباح يوم الاثنين 5 يونيو 1967م، وعلى الجيش المصري أن يتلقى الضربة الأولى!!
وللأسف، أيّده نائب القائد الأعلى عبد الحكيم عامر آنذاك (وهذا خطأ عسكري فادح يعلمه أصغر مقاتل في الجيش المصري)، واعترض اثنان فقط من القادة الحضور هما: قائد القوات الجوية وقائد سلاح المدرعات، وقالا بالنص: قد تكون الضربة الأولى والأخيرة، ولن تقوم لنا قائمة. وقد كانت، وتعرض هذان السلاحان لخسائر فادحة.
- وفشلت أجهزة المخابرات المصرية والعربية في تحديد خطط وحجم القوات الإسرائيلية بأفرعها المختلفة ونوعية السلاح المستخدم والمصنع لدى إسرائيل، وكذلك فشلت في مقارنة القوات والمعدات، ولم تنجح إلا في معرفة توقيت الهجوم ولم تستغل هذه المعرفة.
والواقع أن إسرائيل استعدت لهذه الحرب جيدًا وعاونتها -بكل إمكانياتها- الولايات المتحدة الأمريكية، بينما كان النقيض على الطرف الآخر، حيث كانت تعم الفوضى وعدم التخطيط ويسود التفرق جميع الجيوش العربية، وكذلك أنظمتها الغاشمة، وأتبع ذلك سوء تخطيط لكل جيش من الجيوش العربية وعدم التدريب والاستعداد، لا نقول لحرب إسرائيل ولكن عدم القدرة حتى عن الدفاع عن حدود الدول ضد أي تهديد أو التنسيق بين أفرعه المختلفة، وبالتالي كان كل سلاح أو قوة رئيسية (البرية - الجوية - البحرية) في حالة من عدم التنسيق مع السلاح نفسه، وأكبر دليل على ذلك ما حدث في الحرب.
يوم 5 يونيو .. الهجوم الجوي
وجاء يوم 5 يونيو 1967م وحدث ما كان متوقعًا، وقامت إسرائيل في الساعة 8.45 دقيقة صباح الاثنين 5 يونيو لمدة ثلاث ساعات بغارات جوية على المطارات الحربية المصرية وقواعد الدفاع الجوي في سيناء والدلتا والقاهرة ووادي النيل ووسط الصعيد على موجات استهدفت الأولى 11 مطارًا، والثانية استهدفت 14 مطارًا، عدا مطار العريش؛ حتى يتسنى لها استخدامه بعد احتلاله، ودمرت ما لا يقل عن 85% من طائرات مصر وهي جاثمة على الأرض، وشلت وسائل الدفاع الجوي وكذلك التجمعات الرئيسية للقوات المسلحة على أرض سيناء.

- وشاهد الفريق عبد المنعم رياض المبعوث من مصر إلى الضفة الغربية لمراقبة الأوضاع الإسرائيلية من جبل عجلون بالضفة الغربية لمراقبة الأوضاع الإسرائيلية وهي تقلع جميعها من المطارات باتجاه البحر المتوسط والبحر الأحمر على ارتفاعات منخفضة؛ لتهرب من الرادارات المصرية، فبدأ بإرسال الإشارة المتفق عليها (عنب) منذ اللحظة الأولى لإقلاع الطائرات الإسرائيلية، ولكن الإشارة لم تصل إلى القيادة المصرية؛ لأن التنسيق غير كافٍ (الذي قام بتغيير الشفرة هو مساعد في قوات الدفاع الجوي، وهذا عمله الروتيني الأسبوعي؛ لأن التنسيق لم يصل من القيادات إلى القوات - تمت محاكمته لاحقًا هو وقائد الطيران والمدرعات اللذَيْن اعترضا على تلقي الضربة الأولى!).
- وكذلك طلب عبد المنعم رياض من وزير الحربية السوري (حافظ الأسد - أحد أطراف التآمر السوري) أن يقوم الطيران السوري بشن هجمات على المطارات الإسرائيلية التي أقلعت للهجوم على مصر ويضرب الممرات؛ لأنها جميعها خالية، وبالتالي عند عودة الطيران من هجومه على مصر لا يستطيع الهبوط على أرض المطارات، وبالتالي تدمر جميع الطائرات الإسرائيلية بعد نفاد وقودها وعدم القدرة على الهبوط؛ لعدم صلاحية مهابط المطارات. وطبعًا رفض حافظ الأسد؛ لأنه يخطِّط لإدخال المنطقة كلها في حرب تمكِّنه من السطو على حكم سوريا.
- وفي هذه الأثناء كان عامر نائب القائد الأعلى ومعه قائد القوات الجوية ومجموعة من الضيوف ذهبوا في طائرة إلى سيناء (لذلك صدرت الأوامر بتقييد وسائل الدفاع الجوي، وقد لعب هذا الموقف دورًا كبيرًا في مستقبل الأحداث، وساعد على خلق ظروف غير مواتية للدفاع عن سماء مصر)؛ لتفقد القوات المنتشرة انتشارًا غاية في السوء، ولم يستطع الهبوط بالطائرة بمطار المليز؛ لأنه قد دُمِّر، وانصرف جميع القادة الذين كانوا ينتظرون استقبال نائب القائد الأعلى ولم يتمكنوا من السيطرة الفعلية على وحداتهم مع بداية الحرب؛ نظرًا لحالة الفوضى التي عمت نتيجة الضربات الإسرائيلية.
- وأكملت إسرائيل بعد أن قضت على غالبية القواعد الجوية المصرية هجومها الجوي على القواعد الجوية لكل من الأردن سوريا والعراق، وبدأت في الوقت نفسه الهجوم البري، فقد خططت إسرائيل تخطيطًا جيدًا لحرب يونيو 67، وكانت الخطة الإسرائيلية سنة 1967م هي نفس خطة 1956م، والخطط في العادة لا تتغير؛ لأنها محكومة بالجغرافيا، وإنما تتغير أساليب القتال والتحركات وملابسات الخداع والمفاجأة... إلخ.
يوم 5 يونيو .. الهجوم البري
- وبدأت إسرائيل هجومها البري على سيناء من عدة محاور، مستغلة حالة الفوضى العارمة التي سادت الجيش المصري وقياداته غير المؤهلة (فالمشير عامر نائب القائد الأعلى رقِّي من رائد إلى لواء عام 56، ثم إلى مشير مع الوحدة الفاشلة مع سوريا، وهو لا يتمتع بأي علم وتأهيل عسكري سوى صداقته لعبد الناصر)؛ وبالتالي كان المقربون منه هم أهل الثقة وليس الخبرة، وأسند لهم جميع المناصب القيادية في القوات المسلحة، وتم إقصاء أهل الخبرة والعلم العسكري.

وكانت أولى نتائج الهجوم البري التي جهزت له إسرائيل ليلة 5 يونيو الاستيلاء على عدة مواقع حدودية بسرعة خاطفة، وطبقت عليها أسلوب الحرب الخاطفة، وهاجم الجيش الإسرائيلي القوات المصرية المنتشرة انتشارًا سيئًا للغاية، وقاتل المقاتلون المصريون قتالاً شرسًا مع سلاحهم البري بدون غطاء جوي، يشتكون إلى الله عز وجل إهمال وتقصير قادتهم في توفير الحماية الجوية لهم؛ لأن ما حدث كانت أسبابه كالتالي:
أولاً: أن القيادة العسكرية المصرية فقدت أعصابها وتوازنها، وبالتالي فقدت التحكم والسيطرة على القوات المنتشرة وتوجيهها في الاتجاهات المختلفة على محاور سيناء، وهذا هو الهدف الأول لفكرة الحرب الخاطفة.
ثانيًا: أن الجيش المصري أصبح في وضع عسكري لا يطاق، فبدون غطاء من الدفاع الجوي والطائرات التي دمرت، ومع سيطرة كاملة على الأجواء للعدو الإسرائيلي، وفي صحراء مكشوفة؛ فإن القتال لا يعدّ قتالاً، وإنما يتحول إلى قتلٍ، مهما كانت شجاعة الرجال.
وهذا ما حدث أثناء سير المعارك على طول جبهة القتال من شجاعة وبسالة للجنود المصريين، وهم أقرب للنصر في قتال التشكيلات والوحدات الإسرائيلية، ثم ما يلبث أن يتدخل الطيران الإسرائيلي ليتحول ذلك كله إلى هزيمة وقتل وأسرٍ وتشريد آلاف الجنود في صحراء سيناء.
وانتهى يوم 5 يونيو 67 بسيطرة إسرائيلية تامة على جميع الأجواء العربية، وتدمير شبه كامل للقوات الجوية لكل من مصر والأردن وسوريا، واحتلال أجزاء كبيرة من سيناء، في نفس الوقت الذي كانت الإذاعات العربية تذيع أخبارًا عن قرب الوصول إلى تل أبيب وحيفا وتحرير أرض فلسطين والثأر لحرب 48!!
المصدر: جريدة النور الأسبوعية، العدد (28).
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 75866
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 78
الموقع : الاردن

بين النكسة وانتصار أكتوبر Empty
مُساهمةموضوع: رد: بين النكسة وانتصار أكتوبر   بين النكسة وانتصار أكتوبر Emptyالخميس 09 يونيو 2016, 10:45 am

حقائق في ذكرى النكبة

د. صلاح الخالدي

بين النكسة وانتصار أكتوبر 20245_image002نعيش في هذه الأيام الذكرى الثالثة والستين للنكبة الكبرى، التي وقعت على أرضنا المقدسة؛ فقبل ثلاث وستين تمكن المحتلون المغتصبون اليهود من اغتصاب جزء كبير من أرض فلسطين، وأعلنوا إنشاء كيانهم الباطل على ذلك الجزء المغتصب، وسارعت دول العالم الاستعمارية إلى الاعتراف بذلك الكيان. واعتاد أهلنا الفلسطينيون على إحياء ذكرى النكبة في الخامس عشر من أيار/مايو من كل عام، وإقامة "فعاليات" مختلفة، تُنشط الذاكرة الفلسطينية في الداخل والشتات؛ حتى لا ينسى الأبناء والأحفاد هذه القضية الحية.
وأحب في ذكرى النكبة لهذا العام أن أُذكِّر بمجموعة من الحقائق اليقينية القاطعة، وأدعو القراء الكرام إلى تذكرها والتذكير بها، وإبقائها حية حاضرة؛ لتكون عاملاً أساسيًّا في الإسراع في حل قضيتنا الأولى، وإزالة نكبتنا الكبرى..
1- فلسطين قلب العالم العربي والإسلامي، وأشرف وأفضل الأماكن في العالم، بعد مكة المكرمة والمدينة المنورة، من وجهة النظر الإسلامية الصائبة، وهي الأرض المباركة، التي باركها الله وبارك من فيها وما فيها، ومن حولها وما حولها حتى قيام الساعة.
2- القضية الفلسطينية هي القضية المركزية الأولى عند العرب والمسلمين، لا يجوز أن تقدم عليها أية قضية أخرى، إقليمية أو عنصرية، محلية أو داخلية أو خارجية؛ لأنه لن يستقر بلد عربي ولن يأمن ولن يتقدم، طالما أن فلسطين محتلة، ونكبتها متواصلة. وعلى الحركة الإسلامية على وجه الخصوص أن تجعل القضية الفلسطينية قضيتها المركزية الأولى، وعلى رأس اهتماماتها، وفي مقدمة أولوياتها، وتَقَدُّم ونجاح هذه الحركة مرهون بمستوى نظرتها إلى القضية الفلسطينية واهتمامها بها.
3- يجب التعامل مع القضية الفلسطينية من منطلق إسلامي إيماني قرآني، ويجب إدخال القرآن والإسلام المعركة مع اليهود؛ فالقضية الفلسطينية قضية إسلامية في المقام الأول، والانطلاق إليها من المقررات الإسلامية، المتمثلة في آيات القرآن وأحاديث رسول الله بين النكسة وانتصار أكتوبر R_20، وحقائق الإسلام الهادية. وهي قضية كل مسلم في العالم. واستصحاب مقررات الكتاب والسنة في التعامل مع هذه القضية كفيلٌ بالنجاح فيها.
4- اليهود أشد عداوة لنا، نحن أهل فلسطين، ولكل عربي مخلص، ومسلم صادق، وهذه حقيقة قرآنية قاطعة، جزم بها القرآن في قوله تعالى: {لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِلَّذِينَ آمَنُوا الْيَهُودَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا وَلَتَجِدَنَّ أَقْرَبَهُمْ مَوَدَّةً لِلَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ قَالُوا إِنَّا نَصَارَى} [المائدة: 82]. ولم تتوقف عداوتهم الشديدة للمسلمين عبر قرون التاريخ الإسلامي، وقد ازدادت عداوتهم حدة وشدة في هذا القرن، الذي توجهوا فيه لإنشاء كيانهم الباطل على أرض فلسطين.. وهم الذين يقودون ويوجهون العالم الآن في حربنا وغزونا ومعاداتنا.
5- صراعنا مع اليهود صراع طويل، ممتد عبر الزمان الماضي، فهو لم يبدأ منذ القرن العشرين، عند وعد "بلفور"، أو قبله بقليل، أو بعده، أو عند النكبة عام 1948م، أو بعدها. وإنما بدأ منذ بعثة رسولنا محمد بين النكسة وانتصار أكتوبر R_20، قبل أكثر من خمسة عشر قرنًا، وهو صراع بين الحق الإسلامي والباطل اليهودي، وصراع بين رسالة الهدى ورسالة الضلال، وصراع بين العباد الربانيين المسلمين، وبين الشياطين المفسدين المغتصبين.
وميدان هذا الصراع هو أرض فلسطين المقدسة المباركة وما حولها؛ ففلسطين ليست سبب عداوتنا لهم وعداوتهم لنا، إنما هي الميدان الساخن لهذه العداوة.
6- القرآن خير من تكلم عن اليهود، وبيَّن جرائمهم وإفسادهم، وفضح انحرافهم وسوء أخلاقهم، وعرفنا على شخصيتهم المعقدة، ومخططاتهم التوسُّعيَّة..وعلى المسلمين المواجهين للهيمنة اليهودية العودة إلى القرآن الكريم، والوقوف طويلاً أمام آياته التي تحدثت عن اليهود وفضحتهم؛ ليعرفوا كيف يتعاملون مع اليهود، وكيف يواجهونهم وينتصرون عليهم.
7- ينطلق اليهود من منطلقات دينية محرفة في نظرتهم إلى فلسطين، باعتبارها "أرض الميعاد"، وهم ينشرون على العالم أكاذيب "دينية"، يزعمون فيها أن الله أعطاها لآبائهم إبراهيم وإسحاق ويعقوب عليهم السلام. وهم كاذبون في هذه المزاعم؛ فلم يعط الله أرض فلسطين لأبناء إبراهيم بين النكسة وانتصار أكتوبر U2_20.. كما أنهم يكذبون في حديثهم عن هيكل سليمان بين النكسة وانتصار أكتوبر U2_20، وفي زعمهم أن سليمان بين النكسة وانتصار أكتوبر U2_20 بَنَى "هيكلاً" ليقيم فيه الرب (!!) عندما ينزل على الأرض ليقاتل أعداء اليهود!!
فسليمان بين النكسة وانتصار أكتوبر U2_20 "إسرائيلي" نسبًا، لكنه "مسلم" رسالة ومنهجًا ودينًا، وكان نبيًّا ملكًا عند بني إسرائيل، وقد حكمهم بالإسلام وليس باليهودية، وكان حنيفًا مسلمًا ولم يكن يهوديًّا، وأنشأ مملكة إسلامية وليس مملكة يهودية، وجدد بناء المسجد الأقصى لعبادة الله، ولم يبنِ "هيكل سليمان" المزعوم.
8- لا حَقَّ لليهود على أرض فلسطين، لا دينيًّا ولا تاريخيًّا، ولا أخلاقيًّا، وإقامتهم السابقة على الأرض المقدسة فترة قصيرة من الزمن في عمر الأمم لم تعطهم حق التملك الأبدي للأرض المقدسة وما حولها، منذ زمن سليمان بين النكسة وانتصار أكتوبر U2_20 وحتى قيام الساعة.
ولم يعطهم الله الأرض المقدسة في الماضي؛ لأنهم إسرائيليون وأبناء إبراهيم بين النكسة وانتصار أكتوبر U2_20، وإنما أعطاهم إياها لأنهم كانوا مؤمنين، وسط أقوام حولهم كافرين.. ولما كفروا بعد ذلك وطغوا وبغوا، أوقع الله بهم لعنته وعقابه، وشتتهم في الأرض، وحرمهم من الأرض المقدسة؛ لأن هذه الأرض لله، يورثها من يشاء من عباده المؤمنين، وأكد هذه الحقيقة في "الزبور" الذي أنزله الله على نبيهم داود بين النكسة وانتصار أكتوبر U2_20. قال تعالى: {وَلَقَدْ كَتَبْنَا فِي الزَّبُورِ مِنْ بَعْدِ الذِّكْرِ أَنَّ الأَرْضَ يَرِثُهَا عِبَادِيَ الصَّالِحُونَ} [الأنبياء: 105].
9- اليهود محتلون مغتصبون، ومفسدون مربون، وهم الذين بدءوا بالعدوان علينا بمهاجمتنا وغزونا واحتلال بلادنا، ونحن مأمورون بجهادهم ومواجهتهم، والصلة بيننا وبينهم هي الجهاد والمواجهة، وليس السلام والمسالمة؛ لإزالة كيانهم الباطل، وإنهاء عدوانهم وإفسادهم، منطلقين في ذلك من آيات القرآن الكريم. منها قوله تعالى: {وَقَاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَكُمْ وَلاَ تَعْتَدُوا إِنَّ اللَّهَ لاَ يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ * وَاقْتُلُوهُمْ حَيْثُ ثَقِفْتُمُوهُمْ وَأَخْرِجُوهُمْ مِنْ حَيْثُ أَخْرَجُوكُمْ} [البقرة: 190، 191].
والتقادم بمرور السنوات -التي زادت على الستين سنة- لا يلغي حقنا في أرضنا، ولا يمنح اليهود حقًّا فيها، ولا يضير كونهم محتلين مغتصبين، يجب إزالة احتلالهم واغتصابهم.
10- فلسطين كلها أرض إسلامية، موقوفة على الإسلام والمسلمين؛ ولذلك لا يجوز التفاوض عليها، ويحرم التنازل عن جزء منها لليهود، مهما صغرت مساحته، والواجب تحرير كامل التراب الفلسطيني من العدوان اليهودي، والواجب عودة أهل فلسطين إلى بيوتهم ومدنهم وقراهم المحتلة عام 67، وعام 48، وإجلاء اليهود عن أي شبر منها.
11- الواجب إبقاء قضية فلسطين حية باقية، تسكن في كيان كل واحد منا، وتعيش في وجدانه وتفكيره.. ولا يجوز نسيانها، أو تجاهل الحقائق المتعلقة بها -ومنها هذه الحقيقة المعروضة هنا- والواجب استمرار الدراسات والأعمال والمظاهر والفعاليات، في كل مكان في العالم العربي والإسلامي، التي تُبقي حياة وحيوية القضية، في كيان الأجيال الجديدة والقادمة؛ لتكون أكثر تصميمًا على تحرير كامل التراب الفلسطيني من أجيال الآباء والأجداد.
إننا نراهن على استمرار حياة وحيوية قضيتنا الفلسطينية عند الأجيال القادمة، حتى تحرر فلسطين كلها، وهذا أبلغ رد على كلام بن جوريون عندما قال: دعوا الفلسطينين، فإن هذا الجيل منهم سيموت، وينسى أبناؤهم فلسطين!!
المصدر: موقع بصائر.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
 
بين النكسة وانتصار أكتوبر
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى الشنطي :: موسوعة البحوث والدراسات :: بحوث عسكريه-
انتقل الى: