العشر الأواخر.. أجر اختلف الناس بأخذه
أبواب - غدير سالم - ها قد قارب شهر الرحمة والغفران على الإنتهاء «لا أوحش الله منك يا شهر الصيام « ، وبالعشر الأواخر منه تحديداً، في هذه الأيام تتعدد استعدادات الناس لها ، فمنهم من يفضلون إقتصار هذه الأيام على العبادة فقط خاصة ، وآخرون إلى جانب العبادة يقومون بالإستعداد للتجهيز لفرحة الصائم بعد رمضان وهو العيد عبر تجهيز الملابس والحلويات وغيرها .
أيام عبادة
تقول إحدى ربات البيوت «أم مصعب « :»نحن نتبع ما اوصانا به رسولنا محمد صل الله عليه وسلم بأن نعد العدة ونجهز أنفسنا لهذه الأيام الفضيلة، بأن لا تذهب هذه الأيام الفضيلة إلا وقد قمنا بأفضل العبادات فيها من قيام ليل وصلاة وقراءة قرآن وتسبيح وأدعية والعديد من العبادات، فهذه الأيام لا تعوض أبداً «.
ورفضت « أم مصعب « إضاعة هذه الأيام بالمشتريات فقالت :»بالنسبة لي لا أقوم بإضاعة هذه الأيام بالمشتريات ، فأقوم بالتجهيز لمشترياتي قبل هذا الشهر الكريم حتى لا أضيع أي يوم منه في السوق، لأنها جميعها أيام بركة ورحمة ، وأتمنى من الله أن يتقبل منا جميعاً سائر أعمالنا «.
وشاركتها الرأي «نجوى» إحدى المغتربات حيث تقتصر لديها هذه الأيام على العبادات فقط فهي متاحة لها بشكل كبير فقالت :»بالنسبة لي انا والحمد لله مستعدة من بداية الشهر، فقد أعطاني الله القدرة على العبادة والقيام بواجباتها على أحسن حال، فأنا مغتربة عن أهلي ولا يوجد حولي أقرباء فلا داعي للذهاب للسوق والتحضير للعيد ، وإنما فقط أتفرغ للعبادة من صلاة وقراءة قرآن واستغفار فوقتي بيدي هنا، واتمنى من الله أن يتقبل منا ومنكم صالح الأعمال «.
للعيد نصيب
بكلمات قليلة لا تقتصر فيها الخمسيني « أبو محمد « أن هذه الأيام على العبادات الدينية بل هناك أمور دنيوية يقومون بها فقال :»بالتأكيد يزيد استعدادنا للعبادة ولكن نحن في البيت وبعد الاستعداد الديني ، ياتي استعدادنا الدنيوي حيث تبدأ بالاعداد لكعك العيد، وكذلك شراء ما يلزم للعيد من حلويات وشوكولاته وملابس «.
«أم زيد» من الضفة الغربية بينت كيف تتم الإستعدادات لديهم في هذه الأيام بالقول :» بالتأكيد العشر الاواخر لها نكهة خاصة من ناحية العبادات، ففيها العدة لليلة القدر التي ننتظرها كل عام لنظفر ببركتها ، فهي خير من الف شهر وبالاضافة للقيام والتراويح الجميلة التي ابدا شخصيا باحساس افتقادها بالعشر الاواخر لذا احرص على ادائها في المسجد والتمتع بروحانيات الصلاة مع رفيقاتي «.
وأضافت :» وياتي كل هذا الى جانب الاستعداد للعيد السعيد فهو لاشك فرحة المؤمن بعد الصيام لذا نبدا بالتحضير من تسوق للعيد وتحضير عدة الكعك والحلويات اللازمة واكمال النواقص من الالبسة او المكملات للاولاد وان كان التحضير هذه الايام لملابس العيد اصبحنا نقوم به قبل شهر رمضان بسبب ارتفاع درجة الحرارة وصعوبة التسوق خلال نهار رمضان ، الا انه لا يخلو الامر من بعض الزيارات للسوق لاكمال مانقص ولانه بحد ذاته بالنسبة لي متعة ويزيد من شعورك باقتراب العيد وتسعدني البسمة على وجه اطفالي عندما افرحهم ببعض الالعاب والمستلزمات للعيد وكل عام وانتم بخير «.
وشاركتها الرأي « أم معتز « من دبي بأن إستعدادات هذه الأيام لا يقتصر على العبادات فقط فقالت :» بالنسبة لي النية موجودة للعبادة والقيام وأتمنى ان أقوم كل الليل ولا أضيع أي لحظة لانها فرصة يجب ان نستغلها ، ولكن الاستعداد للعيد يجب ان يكون له مكان فالفرحة بالعيد جزء من العبادات ، فنحاول القيام بالعبادات قدر استطاعتنا وأتمنى أن يكون استعدادنا للعبادات أكثر من الأمور الثانية «. .
وأضافت :» وبالنسبة لي سوف اقوم بالتجهيز لكعك العيد وأقوم بشراء الملابس للأولاد مع محاولة عدم التعارض مع طقوس رمضان الروحانية الرائعة والجميلة وان شاء الله أن نكون من عتقاء هذا الشهر الفضيل وكل عام وانتم بخير».
أما « أم زيد « مغتربة جاءت لقضاء العشر الاواخر من رمضان والعيد في الأردن اكتفت بكلمات قليلة لتعبر عن استعداداتها فقالت :»بالنسبة لي في العشر الاواخر يجب علينا التكثيف من قيام الليل والدعاء المتواصل بالعتق من النار والاستغفار ، عدا عن ختم المصحف الشريف وقيام ليلة القدر والتسبيح والحمد لله «.
أما الشاب العشريني « محمد « الذي يعمل لدى إحدى المحال في المولات التجارية وعمله متواصل ليل نهار يبين لنا صعوبة قيامه بأي عمل في هذه الأيام فيقول :» في هذه الأيام تحديداً يبدأ الضغط لدينا في العمل فنداوم قبل الفطور وبعده حتى السحور فلا يكون لدينا مجال للقيام بأي عمل أو عبادة أو أي أمور أخرى وانما تقتصر حياتنا على العمل والبيع فقط «.
في الشرع
مهما اختلفت أراء الناس حول ما يقومون به من اعمال في هذه الأيام الفضيلة يبقى لها رونقها الخاص وميزتها التي تكسبها عن باقي الأيام في السنة ولمعرفة هذه الميزة تحدثنا مع الدكتور محمد علي الهواري أستاذ الفقه الإسلامي و أصوله في جامعة البلقاء التطبيقية الذي قال :»تكتسب الأيام العشرة الأخيرة من رمضان ميزة عن أيام رمضان باشتمالها على ليلة القدر التي وصفها الله تعالى بأنها خير من الف شهر ، وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يجتهد في هذه الأيام اكثر مما يجتهد في غيرها ، وكان يحييها بطاعة الله عز وجل ، وكان يوقظ أهله للصلاة، فقد ذكرت السيدة عائشة رضي الله عنها عن النبي صل الله عليه وسلم أنه إذا دخل العشر الأواخر شد مئزره ( كناية عن الجد في العبادة ) وأحيا ليله ، وأيقظ أهله ، لأداء الصلاة.
وأضاف الهواري :» قد بين النبي صل الله عليه وسلم فضل ليلة القدر بقوله: من قام ليلة القدر ايمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه، وحث المسلمين على تحريها في العشر الأواخر من رمضان ، وفي الوتر من العشر الأواخر في رمضان «.
وبين الهواري أن هذه الأيام بهذه الميزة العظيمة تستدعي من المسلم ان ينال رضا الله تعالى بالتوجه اليه بمزيد من الطاعات وفق قدرته ومنها الإكثار من استغفار الله تعالى، والإكثار من ذكر الله تعالى ، وتلاوة القرآن الكريم بتدبر وفهم ، والعمل به ، عدا عن اداء صلاة التراويح ، وقيام الليل.
ونصح الهواري أخيراً بالإكثار من الدعاء، خاصة دعاء « اللهم إنك عفو تحب العفو فاعف عني «.