ابراهيم الشنطي Admin
عدد المساهمات : 75802 تاريخ التسجيل : 28/01/2013 العمر : 78 الموقع : الاردن
| موضوع: داود عليه السﻻم الثلاثاء 14 يونيو 2016, 11:58 pm | |
|
الفصل الخامس
أنبياء الله من داود u إلى عيسى u
المبحث الرابع عشر: داود u
المبحث الخامس عشر: سليمان u
المبحث السادس عشر: أنبياء الله من إشعيا إلى يحيى عليهم السلام
المبحث السابع عشر: نبي الله عيسى بن مريم u
المبحث الرابع عشر
داود u
هو داود بن إيشا بن عوبد، بن بوعز، بن سلمون بن نخشون، بن عمينا داب، بن آرام، بن حصرون، بن فارص، ابن يهوذا، بن يعقوب، بن إسحاق، بن إبراهيم الخليلu (كما في إنجيل متى).
ورد اسم داود في القرآن الكريم 16 مرة في 9 سور، وقد آتاه الله المُلك والنبوة في بني إسرائيل، وذُكرت قصته مرات كثيرة في القرآن الكريم، تارة مختصرة، وتارة مطولة، وكلها يكمل بعضها بعضاً، وقد طالت مدته في المُلك 40 سنة، وله مواقف أيام حكمه وما قبلها (اُنظر خريطة بعثة داود u).
كان داودu صغيراً يرعى الغنم لا فضل فيه للحرب، فقد كان له عشرة أخوة هو أصغرهم، ولكن أبوه أرسله إلى إخوته الثلاثة الذين كانوا مع طالوت ليأتيه منهم بما يطمئنه عليهم، فرأى جالوت، وهو يطلب المبارزة، والناس منه خائفون، لما ملأ نفوسهم من هيبته، وتيقن كل مبارز أنه هالك، فهو من أشد الناس وأقواهم، فسأل داود عما يصير لقاتل هذا الفلسطيني (جالوت) فأُجيب بأن الملك سيغنيه غنى جزيلاً، ويزوجه ابنته، ويجعل بيت أبيه حراً في إسرائيل، فذهب إلى طالوت، وطلب الإذن بمبارزة جالوت، فضن به طالوت وحذره لصغره، فقال: "إني قتلت أسداً أخذ شاة من غنم أبي، وكان معه دُب، فقتلته". وهنا ألبسه طالوت لأمة الحرب وهي درع موسى، فلم يستطع داود أن يمشي فيها فخلعها، وتقدم بعصاه وخمسة أحجار بملس[1] في كتفه انتخبها من الوادي، ومعه مقلاعه. فلما برز جالوت إلى داودu، ألقى الله تعالى في قلبه الرُعب، فقال له: "أنت تبرز إلي؟! يا بني تأتيني بالحجر والمقلاع كما يُؤتى الكلب بالحجر؟"، فرد عليه: "أنت أشرُ من الكلب"، وبعد كلامه مع جالوت رماه داودu بحجر أصابه في جبهته، وأخذ منه السيف، وفصل به رأسه عن بدنه، وهُزم جيشه ثَمَّ، ووعد الملك داودu أن يزوجه ابنته ميكال، وجعله رئيس الجند. قال تعالى: }فَهَزَمُوهُمْ بِإِذْنِ اللّهِ وَقَتَلَ داود جَالُوتَ وَءَاتَاهُ اللّهُ الْمُلْكَ وَالْحِكْمَةَ وَعَلّمَهُ مِمّا يَشَاءُ وَلَوْلاَ دَفْعُ اللّهِ النّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَفَسَدَتِ الأرْضُ وَلَـَكِنّ اللّهَ ذُو فَضْلٍ عَلَى الْعَالَمِينَ{(البقرة: الآية 251).
كانت هذه بداية فتح الحق سبحانه وتعالى على داود u، حيث آتاه الله المُلك والنبوة والحكمة، أما عن هيئته، فقد كان قصيراً، أزرق العينين، أحمر الوجه، سبط الشعر، دقيق الساقين، طاهر القلب، أبيض الجسم، طويل اللحية فيها جعودة، حَسُن الصوت والخُلق، قال أبي هريرة: قال رسول اللهr }زرق العينين يُمن{ (البخاري 3415).
هكذا اختار الله داودu ليفعل العجائب بيده، فقتل الله بيده جالوت الجبار، بل قتله بحجر أرسله من المقلاع، ما يظهر قهر الله للجبابرة بأقل الأشياء، ورغم هذا الانتصار العظيم لداودu لم تتغير طباعه، وتذهب به، ولم يتكبر، بل ازداد تواضعاً وشكراً لله، ولهذا لما رأى الله طاعة داودu وشكره زاد من نعمه، فألان له الحديد كما سنرى وعلمه صنعة الدروع المسرودة لتحصن الناس من البأس، وأنعم الله عليه بولده سليمان الذي ورثه ملكه وحكمته وعلمه.
لما قتل داودu جالوت، ذكر الناس داودu، وعظُم في أنفسهم، فاضطر طالوت أن ينفذ وعده بتزويجه ابنته، ولكنه طلب منه مهرها، وهو أن يقاتل أعداء طالوت من المشركين الموجودين بالجبال، فذهب داودu إليهم وقتلهم، وعاد إليه برؤوسهم فزوجه ابنته، فمال بنو إسرائيل إلى داودu وأحبوه وأكثروا من ذكره، فوجد طالوت ذلك في نفسه، خشية أن تمتد عينيه إلى المُلك، فأراد قتله، وحاول مرة لكنه فشل، ولبث طالوت زمناً يريد قتل داود u وعزم على أن يأتيه ويقتله في داره، فأخبرت بذلك بنت طالوت زوجها فاختبأ في فراشه، وفشلت المحاولة، وبعدها بفترة استنجد طالوت بحجابه وحرسه وأغلق دونه الأبواب، فأتاه داودu ذات ليلة، ودخل وهو نائم، ووضع سهامه عند رأسه وقدميه، فلما استيقظ طالوت وجد السهام فعرفها، وقال: "رحم الله داود هو خيرٌ مني، ظفرت به فقصدت قتله، وظفر بي فكف عني"، وتكررت محاولات طالوت لقتل داودu في البرَّية، وفشلت حتى إنه قتل كثيراً من العلماء والعُباد الذين حاولوا ثنيه عن قتل داودu.
ولما فشلت كل محاولات طالوت، ووضع الله في قلبه التوبة، ندم على ما فعل، وأقبل على البكاء حتى يرحمه الله والناس، بل كان كل ليلة يخرج إلى القبور فيبكي وينادي: "أُنشد الله عبداً يعلم لي توبة إلا أخبرني بها". فلما رأى من رؤية شموئيلu ونصيحته له بأن يتخلى عن مُلكه ويخرج هو وولده العشرة للجهاد في سبيل الله فقُتل هو وأولاده جميعاً. وقد استمر ذلك الصراع طيلة سبع سنوات بعد قتل جالوت.
بعد مقتل طالوت أتى بنو إسرائيل إلى داود فأعطوه خزانة طالوت، وملكوه على أنفسهم، حيث لم تجتمع بنو إسرائيل على ملك واحد بعد يوشع بن نون إلا على داودu. قال تعالى: } يَاداود إِنّا جَعَلْنَاكَ خَلِيفَةً فِي الأرْضِ{ (سورة ص: الآية 26).
شن داود في أيام ملكه حروباً كثيرة، كان موفقاً فيها، منصوراً على أعدائه، واتسع مُلكه حتى صار من أيلة (خليج العقبة) وهي المدينة التي تقع على الخليج إلى الفرات، فدانت له تلك البلاد كلها بعد حروب كان الظُفر فيها حليفه دائماً، فافتتح بلاد الفلسطينيين، وأخذ دمشق، عاصمة مُلك الآراميين بعد حرب ضروس، وحارب الأقوام الذين كانوا على الفرات ونُصر عليهم قبل أن يُملك دمشق وما حولها، كما ملك شرق الأردن بعد أن حاربه بنو عمون، فكانت مدة ملكه أربعين سنة، منها سبعة أعوام في ملك حبرون لسبط يهوذا وحدهم، وثلاث وثلاثون سنة ملكا لجميع اليهود في صهيون.
أولاً: عطاءات الله لداود u
1. تشديد مُلكه، ذلك أن الله قواه بالهيبة والنصر وكثرة الجنود، فكان قوياً عظيماً، ومكث دهراً لا يقوم له مُعارض إلا غلبه، بل كان يخيف الأعداء بغير حرب. وكان يحرس محرابه كل ليلة آلاف الرجال. فهو كان من أشد ملوك الأرض سلطاناً، قال تعالى: } وَشَدَدْنَا مُلْكَهُ {(سورة ص: الآية 20). (اُنظر خريطة اتساع مملكة داود u)
2. إعطاؤه الحكمة وفصل الخطاب، فلكون النبوة هي الطريق المختصر إلى الحكمة، يختص الله به من اصطفاهم من عباده، أما فصل الخطاب فهو الإصابة في الأمور، فكان عادلاً في حكمه، قال فيه الإمام علي كرم الله وجهه: "هو البينة على من ادعى واليمين على من أنكر" (البخاري والترمذي: 1342)، وقال الله تعالى في ذلك } وَءَاتَيْنَاهُ الْحِكْمَةَ وَفَصْلَ الْخِطَابِ {(سورة ص: الآية 20).
3. إعطاء الله تعالى له الزبور[2]، كما في قوله تعالى: }وَءَاتَيْنَا داود زَبُوراً { (سورة الإسراء: الآية 55)، وهو مكتوب بالعبرانية في مائة وخمسين سورة، كلها مواعظ وثناء وتمجيد لله، في صورة قصائد وليس فيها حلال أو حرام ولا فرائض ولا حدود، ومعه بعض الأخبار المستقبلية، كما في قوله تعالى: }وَلَقَدْ كَتَبْنَا فِي الزّبُورِ مِن بَعْدِ الذّكْرِ أَنّ الأرْضَ يَرِثُهَا عِبَادِيَ الصّالِحُونَ {(سورة الأنبياء: الآية 105)، وهي أخبار بشأن النبي الأمي، محمد r وأصحابه كما في الزبور الخامس والأربعين. وقد نزل الزبور في شهر رمضان، وذلك كما ذُكر في التفسير الحديث الذي رواه الإمام أحمد وغيره.
حدثنا أبو هريرة عن النبيr أنه قال: }خُفف على داودu القرآن[3]، فكان يأمر بدوابه فتسرج، فيقرأ القرآن قبل أن تُسرج دوابه، ولا يأكل إلا من عمل يده{ (البخاري: 3164، وأحمد 7813). ولابد أن نُشير هنا إلى أن بعض المزامير أُلف بعد داودu بمئات السنين، الذي أوله على أنهار بابل، فإنه أُلف بعد سبي الإسرائيليين إلى بابل بعد حادثة بختنصر.
4. إلانة الحديد له، كما في قوله تعالى: } وَأَلَنّا لَهُ الْحَدِيدَ(10) أَنِ اعْمَلْ سَابِغَاتٍ وَقَدّرْ فِي السّرْدِ{ (سورة سبأ: الآيتان 10، 11). وكان هذا كرماً عظيماً من الله له، بعد أن سأل داودu ربه أن يسبب له سبباً يستغني به عن بيت المال، فينفق منه، ويطعم أهله، فكان أن آلان الله له الحديد، وصار يفتله بيده كيف يشاء، مثل الشمع من غير إدخال نار أو طرق، وعلمه الله صنعة الدروع، قال تعالى: } وَعَلّمْنَاهُ صَنْعَةَ لَبُوسٍ لّكُمْ لِتُحْصِنَكُمْ مّن بَأْسِكُمْ فَهَلْ أَنتُمْ شَاكِرُونَ{ (سورة الأنبياء، الآية 80)، فكان داودu أول من صنع الدروع من حلقات (دروع مسرودة أي مستديرة الحلق)، فكانت هذه الدروع أخف من الدروع الأخرى وأبعد من مضايقة لابسها، بل هي تقيه من أية أسلحة وتحصنه من أي سوء يقع به، فكان يبيعها ويأكل من ثمنها، ويتصدق على الفقراء والمساكين. وقد ثبت في الحديث }أن أطيب ما أكل الرجل من كسبه، وأن نبي الله داود كان يأكل من كسب يده{ (البخاري: 4/2073). (اُنظر صورة صناعة الدروع والأسلحة)
5. إن الله سخر الجبال والطير مع داودu يسبحن بكرة وعشياً، وقد دل على ذلك بقوله تعالى: }وَلَقَدْ ءاَتَيْنَا داود مِنّا فَضْلاً يَجِبَالُ أَوّبِي مَعَهُ وَالطّيْرَ{ (سورة سبأ: الآية 10). وقال تعالى: }إِنّا سَخّرْنَا الجِبَالَ مَعَهُ يُسَبّحْنَ بِالْعَشِيّ وَالإِشْرَاقِ(18) وَالطّيْرَ مَحْشُورَةً كُلّ لّهُ أَوّابٌ{ (سورة ص: الآيتان 18، 19). وتعني كلمة أوبي أن رجعي في التسبيح كلما رجَّع فيه، ما يدل على عظم شأن داود u وكبرياء سلطانه، حيث جعل الله الجبال كالعقلاء المنقادين لأمره في نفاذ مشيئته. كما أن قوله تعالى: }وَسَخّرْنَا مَعَ داود الْجِبَالَ يُسَبّحْنَ وَالطّيْرَ وَكُنّا فَاعِلِينَ{ (سورة الأنبياء: الآية 79)، وأن الله سبحانه وتعالى أعطى داودu ميزة أن الجبال تسبح معه رغم أن كل الأشياء تُسبح لله ولكننا لا نفهم لغتهم، وهذا ما يؤكده الحق سبحانه وتعالى لنا في قوله }وَإِن مّن شَيْءٍ إِلاّ يُسَبّحُ بِحَمْدَهِ وَلَـَكِن لاّ تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ{ (سورة الإسراء: الآية 44). ومثلُنا في ذلك أجناس البشر تختلف في أشياء كثيرة حسب بيئاتهم ولكن الغرائز يشترك فيها الجميع، فهكذا الحيوانات والجمادات تختلف في أشكالها وحياتها، أما التسبيح لله فهم جميعاً مشتركون فيه، هكذا أمر الله الجبال بأن تردد معه التسبيح وسخر له الطير. قال ابن عباس: "فكان داود يفهم تسبيح الحجر والشجر والمدر. فكان داود u إذا تخلل الجبال فسبح لله تعالى جعلت الجبال تجاوبه بالتسبيح، على نحو ما يُسبح.
6. عُلم داود u منطق الطير، فقد جاء في سورة النمل: }وَوَرِثَ سُلَيْمَانُ داود وَقَالَ يَأَيّهَا النّاسُ عُلّمْنَا مَنطِقَ الطّيْرِ وَأُوتِينَا مِن كُلّ شَيْءٍ{ (سورة النمل: الآية 16). قال البيضاوي: والضمير في أوتينا وعُلمنا له ولأبيه، أو له وحده على عادة الملوك، مراعاة قواعد التفخيم، وما يؤيد أنه يتكلم عنه وعن أبيه، أولاً قوله تعالى: }يَاجِبَالُ أَوّبِي مَعَهُ وَالطّيْرَ {(سورة سبأ: الآية 10)، وثانياً قوله تعالى: }وَالطّيْرَ مَحْشُورَةً كُلّ لّهُ أَوّابٌ{ (سورة ص: الآية 19)، وثالثاً قوله تعالى: }وَوَرِثَ سُلَيْمَانُ داود{ (سورة النمل: الآية 16).
7. قوة داود u في العبادة وفِقهه في الإسلام وحُسن صوته، كما قال تعالى: }وَاذْكُرْ عَبْدَنَا داود ذَا الأيْدِ إِنّهُ أَوّابٌ{ (ص: الآية 17)، فكان متعبداً لله تعالى، مُطيعاً له قائماً الليل صائماً بالنهار، قال عبدالله بن عمر: قال رسول اللهr: }أحب الصيام إلى الله صيام داود، كان يصوم يوماً ويفطر يوماً، وأحب الصلاة إلى الله صلاة داود كان ينام نصف الليل ويقوم ثلثه وينام سدسه ولا يفر إذا لاقى{ (البخاري: 3167، مسلم في الصيام 1969). كما أنعم الله تعالى على داودu بالصوت الجميل، والنغمة الطيبة، والترجيع والألحان، ولم يعط من خلقه مثل صوته، فكان يقرأ الزبور بألحان كثيرة، وعن البراء بن عازب قال: سمع رسول اللهr صوت أبي موسى الأشعري وهو يقرأ القرآن، فقال: }لقد أوتي أبو موسى من مزامير داود{ (البخاري: 4460، الترمذي 3790، مسلم 1322)، حتى إن داودu كان إذا ترنم بقراءة كتابه، يقف الطير في الهواء، يرجع بترجيعه، ويسبح بتسبيحه، وكذلك الجبال تجيبه وتسبح معه كلما سبح بكرة وعشياً، ويعكف الجن والإنس والطير والدواب على صوته، حتى يُهلك بعضها بعضاً.
ثانياً. قصص في حياة داود u
1. قصة داود وسليمان عليهما السلام عند حكمهما في الحرث
في يوم من الأيام جلس داودu كعادته ليحكم بين الناس، فدخل على داودu رجلان أحدهما صاحب غنم والآخر صاحب حرث، (قال ابن عباس وقتادة كان الحرث زرعاً، وقال ابن مسعود وشريح: كان الحرث كرماً قد تدلت منه عناقيده)، فقال صاحب الزرع إن هذا انفلتت غنمه ليلاً، فوقعت في حرثي فلم تبق منه شيئاً، فقال داودu اذهب فإن الغنم لك تعويضاً عن حرثك، فخرجا، ومرا على سليمانu وكان ابن إحدى عشرة سنة، فقال لهما: كيف قضى بينكما؟ فأخبراه فقال سليمانu: لو وليت أمركما لقضيت بغير هذا. فأخبرا بذلك داودu، فدعاه فقال: كيف تصنع في القضاء بينهما؟ قال: كنت أدفع الغنم إلى صاحب الحرث سنة فيكون له نسلها وصوفها منافعها، ويبذر صاحب الغنم لأهل الحرث مثل حرثهم، فإذا كان العام المقبل، وصار الحرث كهيئته يوم أُكل يُدفع إلى أهله، ويأخذ صاحب الغنم غنمه، فقال داودu: القضاء ما قضيت وحكم بذلك. وقال الحمد لله الذي وهبك هذه الحكمة، إنك لأنت سليمان الحكيم حقاً. وذلك ما قاله الحق في كتابه العزيز )وَداود وَسُلَيْمَانَ إِذْ يَحْكُمَانِ فِي الْحَرْثِ إِذْ نَفَشَتْ فِيهِ غَنَمُ الْقَوْمِ وَكُنّا لِحُكْمِهِمْ شَاهِدِينَ (78) فَفَهّمْنَاهَا سُلَيْمَانَ وَكُلاّ ءَاتَيْنَا حُكْماً وَعِلْماً( (سورة الأنبياء: الآيتين 78، 79).
2. قصة الفتنة لداود u
كان داودu قد جزأ أيامه (يوماً للعبادة، ويوماً للقضاء، ويوماً للوعظ، ويوماً لخاصة نفسه وهو الخلود والاحتجاب، وفي ذات اليوم حضر إليه ملكان في صورة رجلين، فطلبا أن يدخلا عليه، فوجداه في يوم عبادته، فمنعهما الحراس أن يدخلا، فتسورا المحراب، وهو يصلي، فما شعر بهما إلا وهما بين يديه جالسان، وذلك في قوله تعالى: )وَهَلْ أَتَاكَ نَبَاُ الْخَصْمِ إِذْ تَسَوّرُواْ الْمِحْرَابَ (21) إِذْ دَخَلُواْ عَلَىَ داود فَفَزِعَ مِنْهُمْ قَالُواْ لاَ تَخَفْ خَصْمَانِ بَغَىَ بَعْضُنَا عَلَىَ بَعْضٍ فَاحْكُمْ بَيْنَنَا بِالْحَقّ وَلاَ تُشْطِطْ وَاهْدِنَاَ إِلَىَ سَوَاءِ الصّرَاطِ (22) إِنّ هَذَا أَخِي لَهُ تِسْعٌ وَتِسْعُونَ نَعْجَةً وَلِي نَعْجَةٌ وَاحِدَةٌ فَقَالَ أَكْفِلْنِيهَا وَعَزّنِي فِي الْخِطَابِ (23) قَالَ لَقَدْ ظَلَمَكَ بِسُؤَالِ نَعْجَتِكَ إِلَىَ نِعَاجِهِ وَإِنّ كَثِيراً مّنَ الْخُلَطَآءِ لَيَبْغِيَ بَعْضُهُمْ عَلَىَ بَعْضٍ إِلاّ الّذِينَ ءاَمَنُواْ وَعَمِلُواْ الصّالِحَاتِ وَقَلِيلٌ مّا هُمْ( (سورة ص: الآيات 21-24).
هكذا قال داود u قبل أن يسمع كلام الخصم الآخر: لقد ظلمك بطلب ضم نعجتك إلى نعاجه وإن كثيراً من المتخالطين ليجور بعضهم على بعض، إلا من استقر الإيمان في قلوبهم وكان عملهم صالحاً، وهم قلة نادرة، ولعل داودu رأى أنه أسرع في الحكم قبل سؤال المدعى عليه وعلم أنه تجاوز الحق بذلك.
وهنا عرف أن الأمر ما هو إلا امتحان من الله له، فطلب من الله المغفرة، وانحنى راكعاً لله، ورجع إليه خاشعاً، فغفر الله له تعجله في الحكم، وإن له عند الله القربى وحُسن مرجع. قال تعالى: )وَظَنّ داود أَنّمَا فَتَنّاهُ فَاسْتَغْفَرَ رَبّهُ وَخَرّ رَاكِعاً وَأَنَابَ (24) فَغَفَرْنَا لَهُ ذَلِكَ وَإِنّ لَهُ عِندَنَا لَزُلْفَىَ وَحُسْنَ مَـآبٍ( (سورة ص: الآيتان 24، 25).
قال وهب بن منبه إن داودu لما تاب الله عليه، بكى على خطيئته ثلاثين سنة لا يرقأ له دمْع، وعن عثمان بن أبي عاتكة أنه قال: كان من دعاء داودu: "سبحانك إلهي إذا ذكرت خطيئتي ضاقت علي الأرض برحبها، وإذا ذكرت رحمتك ارتدت إلي روحي، أتيت أطباء عبادك ليداوني فكلهم عليك دلوني"، ويتضح مما سبق أن داودu كان يرى بعض الأشياء عند غيره فيستحسنها، وتقع من نفسه موقعاً، ويتمنى لو كانت هذه الأشياء له، على الرغم من أنه يريد أن يكون له هذا الشيء حلالاً، فأراد الله تعالى أن ينبهه إلى القناعة بما عنده مما أنعم الله به عليه، فأرسل الملكين بهيئة متخاصمين، فلما أفتاهما وتحقق بعد ذلك أنهما ملكان ظن أن الله تعالى ابتلاه وأنهما معاتباه في الواقع، وليسا بخصمين، فاستغفر ربه تعالى وأناب إليه، وأولى منه أن يكون ندم على الحكم قبل سؤال المدعى عليه كما قدمنا. وهذا هو داودu الذي قال الله تعالى فيه: )نِعْمَ الْعَبْدُ إِنّهُ أَوّابٌ( (سورة ص: الآية 30)، وقال فيه أيضاً: )وَإِنّ لَهُ عِندَنَا لَزُلْفَىَ وَحُسْنَ مَـآبٍ ((سورة ص : الآية 25).
ولكن بني إسرائيل مع الأسف قالت فيه قصصاً سيئة كعادتهم فيما ادعوا على أنبياء الله من افتراءات، فقد ادعوا قصة زواجه من زوجة أورياء بعد قتله في الحرب، وهي المتممة مئة بعد 99 زوجة سابقة.
أما بالنسبة لسجدة سورة (ص)، وهل هي من عزائم السجود أم هي سجدة شكر، قال البخاري: "قَالَ سَأَلْتُ مُجَاهِدًا عَنْ سَجْدَةٍ فِي (ص) فَقَالَ سَأَلْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ مِنْ أَيْنَ سَجَدْتَ، فَقَالَ أَوَ مَا تَقْرَأُ )وَمِنْ ذُرِّيَّتِهِ داود وَسُلَيْمَانَ( )أُولَئِكَ الَّذِينَ هَدَى اللَّهُ فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهْ(، فَكَانَ داود مِمَّنْ أُمِرَ نَبِيُّكُمْr أَنْ يَقْتَدِيَ بِهِ فَسَجَدَهَا داودu فَسَجَدَهَا رَسُولُ اللَّهِr" (البخاري: 4433).
وقال الإمام أحمد: "عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ أَنَّهُ قَالَ فِي السُّجُودِ فِي (ص) لَيْسَتْ مِنْ عَزَائِمِ السُّجُودِ وَقَدْ رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِr يَسْجُدُ فِيهَا" (أحمد: 3214)
وقال النسائي: عن ابن عباس أن النبيr سجد في (ص) وقال: )سجدها داود توبة، ونسجدها شكراً( (النسائي: 2/159).
أما عن خطاب الله تعالى لداودu والذي يقول فيه: )يَاداود إِنّا جَعَلْنَاكَ خَلِيفَةً فِي الأرْضِ فَاحْكُمْ بَيْنَ النّاسِ بِالْحَقّ وَلاَ تَتّبِعِ الْهَوَىَ فَيُضِلّكَ عَن سَبِيلِ اللّهِ إِنّ الّذِينَ يَضِلّونَ عَن سَبِيلِ اللّهِ لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدُ بِمَا نَسُواْ يَوْمَ الْحِسَاب( (سورة ص: الآية 26)، والمراد هنا ولاة الأمور وحُكام الناس، حيث يأمرهم الحق بالعدل وإتباع الحق المُنزل من الله، لأن ما سواه آراء وأهواء، وتوعد من سلك غير ذلك وحكم بغير ذلك، على الرغم من أن داودu في ذلك الزمان كان هو المقتدى بعدله، وكثرة عبادته، وأنواع القربات لله، حتى إنه كان لا يمضي ساعة من أناء الليل وأطراف النهار إلا وأهل بيته في عبادة ليلاً ونهاراً، كما قال تعالى: )اعْمَلُوَاْ ءَالَ داود شُكْراً وَقَلِيلٌ مّنْ عِبَادِيَ الشّكُورُ( (سورة سبأ: الآية 13).
ثالثاً: قصة أصحاب السبت
قال الله تعالى: )وَسْئَلْهُمْ عَنِ الْقَرْيَةِ الّتِي كَانَتْ حَاضِرَةَ الْبَحْرِ إِذْ يَعْدُونَ فِي السّبْتِ إِذْ تَأْتِيهِمْ حِيتَانُهُمْ يَوْمَ سَبْتِهِمْ شُرّعاً وَيَوْمَ لاَ يَسْبِتُونَ لاَ تَأْتِيهِمْ كَذَلِكَ نَبْلُوهُم بِمَا كَانُوا يَفْسُقُونَ( (سورة الأعراف: الآية 163).
قال ابن عباس ووهب بن منبه: إن قوماً من بني إسرائيل سكنوا قرية على شاطئ البحر بين مصر ومدين، يُقال لها "أيله"، حرم الله عليهم صيد الحيتان وسائر العمل يوم السبت، وأمرهم أن يتفرغوا لعبادته ذلك اليوم، وذلك في زمان داودu، فكان إذا جاء يوم السبت لم يبق حوت في البحر إلا اجتمع هناك، ويخرجن من الماء بأجسامهن حتى لا يُرى الماء من كثرتهن، وعندما يمضي السبت يتفرقن ويلزمن البحر، لا يُرى منهن إلا القليل، فعمد رجال من أهل البلدة فحفروا الحياض حول البحر وشرعوا إليها من الأنهار، فإذا كانت عشية الجمعة فتحوا تلك الأنهار، فيقبل الموج بالحيتان إلى الحياض فلا تستطيع الخروج منها لبعدها عن البحر وقلة الماء، فإذا كان يوم الأحد أخذوها، بل وقيل أنهم كانوا ينصبون الحبال والشخوص يوم الجمعة، ويخرجونها يوم الأحد، ولما رأى بعضهم هذا التصرف من الآخرين وبعد مرور سبت آخر، ولم يقع عليهم العذاب كما هم يعلمون، تجبروا وتجرؤا على الذنب، وقالوا ما نرى السبت إلا قد أُحل لنا، وإنما حُرم ذلك على آبائنا لأنهم قتلوا أنبيائهم، وبهذا فهم كانوا يتجاوزون حدود الله بصيد السمك يوم السبت. فلما فعلوا ذلك صار أهل تلك القرية، وكانوا نحواً من سبعين ألفاً، ثلاث فئات، فئة أمسكت، ونهت الآخرين عن ذلك، وكان عددهم اثني عشراً ألفاً، وفئة أمسكت ولم تنه، وفئة انتهكوا الحرمة. فلما أبى المجرمون قبول النصيحة قال الناهون والممسكون والله لنخرجن من القرية ولا نساكنكم، ثم قسموا القرية بينهم بجدار، ومكثوا على ذلك سنين. فلعنهم الله على لسان داود u وغضب عليهم لإصرارهم على المعصية، فخرج الناهون ذات يوم من بابهم، ولم يفتح المجرمون، ولم يخرج منهم أحد، فلما أبطأوا تسوروا عليهم الحائط، فإذا هم جميعهم قد مُسخوا قردة، وذلك في قوله تعالى: )فَلَماّ نَسُواْ مَا ذُكّرُواْ بِهِ أَنجَيْنَا الّذِينَ يَنْهَوْنَ عَنِ السُوَءِ وَأَخَذْنَا الّذِينَ ظَلَمُواْ بِعَذَابٍ بَئِيسٍ بِمَا كَانُواْ يَفْسُقُونَ (165) فَلَماّ عَتَوْاْ عَن مّا نُهُواْ عَنْهُ قُلْنَا لَهُمْ كُونُواْ قِرَدَةً خَاسِئِينَ( (سورة الأعراف: الآيتان 165، 166). وقال تعالى: )مَن لّعَنَهُ اللّهُ وَغَضِبَ عَلَيْهِ وَجَعَلَ مِنْهُمُ الْقِرَدَةَ وَالْخَنَازِيرَ وَعَبَدَ الطّاغُوتَ ((سورة المائدة: الآية 60). وقال تعالى: )لُعِنَ الّذِينَ كَفَرُواْ مِن بَنِيَ إِسْرَائِيلَ عَلَىَ لِسَانِ داود ((سورة المائدة: الآية 78)، وهذا يعني عصاة أهل أيلة، فلما دخلوا عليهم ورأوا أنهم قد مُسخوا قردة وخنازير، قال قتادة: صارت الشباب قردة، والشيوخ خنازير، فما نجا إلا الذين نهوا وهلك جمعهم، وبقوا ثلاثة أيام، ثم بعث الله عليهم ريحاً ومطراً (إعصاراً) فقذفهم في البحر. (اُنظر خريطة أصحاب السبت)
وروى أبو موسى الخدري قال: قال رسول اللهr: )ما أهلك الله قوماً ولا قرناً ولا أمة بعذاب من السماء بعدما أنزل الله التوراة على وجه الأرض غير أهل القرية التي كانت حاضرة البحر الذين مُسخوا لقردة، ألم تسمع قول الله تعالى )وَلَقَدْ ءاَتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ مِن بَعْدِ مَا أَهْلَكْنَا الْقُرُونَ الاُولَىَ( (سورة القصص: الآية 43).
رابعاً: أحوال داودu حتى وفاته
تأثر داود u باختبار الله له في محرابه بواسطة الملكين، واشتد في استغفاره لله، لدرجة أن الناس كانوا يعودونهu فيظنون أنه مريض وما به إلا الحياء والخوف من الله تعالى، فكان إذا ذكر عقاب الله تخلعت أوصاله، ولا يسعها إلا الأنين، فإذا ذكر رحمة الله تراجعت.
قال وهب بن منبه: اشتغل داودu بالتوبة والاستغفار إلى الله إلى أن استخفت به بنو إسرائيل واستضعفوه، واجتمع أهل الزيغ منهم، وذهبوا إلى ابن داود من بنت طالوت المسمى بشالون، وقالوا له إن أباك قد كبر واشتغل بالتوبة، وضاعت حقوق الناس، وضعف أمر المُلك، ولم يزالوا به حتى بايعوه، وخلعوا داودu ودعا الابن لنفسه، فلما رأى داودu ذلك خرج من بين أظهرهم مع ابن أخ له يُقال له ثواب، وتوغل في الجبال، ومكث مدة سنتين إلى أن عادu ثانية وقد تحسنت أحواله، وصارت الناس تأتيه لتحارب ابنه، وعاد داودu ثانية لملكه.
خامساً: أزواج داودu ووفاته
لما كان داودu نبياً عظيماً آتاه الله فضلاً وحكماً وعلماً، وسخر معه الجبال والطير يسبحن معه، فقد نكح نبي الله مائة امرأة فيما قيل، منهن أم سليمان، امرأة أدرياء الحني، رزق منهن سبعة عشر ابناً وهم
· ستة فى حبرون (امنون, كيلاب, أبشالوم, أدرينا, شفطيا, يثرعام).
· وأحد عشر في أورشليم (شموع, شوبان, ناثان, سليمان, بيحار, اليشوع, نانج, يافيع, اليشع, اليداع, النبلط)
وقد نسج اليهود ـ مع الأسف الشديد ـ في ذلك قصصاً سيئة بينما داود وسليمان عليهما السلام من أفضل أنبياء اليهود بعد موسىu. تلك الزوجة التي كانت ترعى حق زوجها وتسارع إلى طاعته وتفعل ما يحب، وتنزل عمّا يكره، بل كانت تُعلم ولدها قيام الليل، وتعوده على الطاعة والعبادة لربه.
كما تعرض داودu لمتاعب عائلية وسياسية تصل إلى حد الكوارث وهى (اغتصاب الأخ لأخته, قتل الأخ لأخيه, ثورة ابنه ابشالوم عليه, ثورة بني بنيامين ضده).
روى أبي هريرة عن رسول اللهr قال: )كَانَ داود النَّبِيُّ فِيهِ غَيْرَةٌ شَدِيدَةٌ وَكَانَ إِذَا خَرَجَ أُغْلِقَتِ الأَبْوَابُ فَلَمْ يَدْخُلْ عَلَى أَهْلِهِ أَحَدٌ حَتَّى يَرْجِعَ قَالَ فَخَرَجَ ذَاتَ يَوْمٍ وَغُلِّقَتِ الدَّارُ فَأَقْبَلَتِ امْرَأَتُهُ تَطَّلِعُ إِلَى الدَّارِ فَإِذَا رَجُلٌ قَائِمٌ وَسَطَ الدَّارِ فَقَالَتْ لِمَنْ فِي الْبَيْتِ مِنْ أَيْنَ دَخَلَ هَذَا الرَّجُلُ الدَّارَ وَالدَّارُ مُغْلَقَةٌ وَاللَّهِ لَتُفْتَضَحُنَّ بِداود فَجَاءَ داود فَإِذَا الرَّجُلُ قَائِمٌ وَسَطَ الدَّارِ فَقَالَ لَهُ داود مَنْ أَنْتَ قَالَ أَنَا الَّذِي لاَ أَهَابُ الْمُلُوكَ وَلاَ يَمْتَنِعُ مِنِّي شَيْءٌ فَقَالَ داود أَنْتَ وَاللَّهِ مَلَكُ الْمَوْتِ فَمَرْحَبًا بِأَمْرِ اللَّهِ فَرَمَلَ داود مَكَانَهُ حَيْثُ قُبِضَتْ رُوحُهُ حَتَّى فَرَغَ مِنْ شَأْنِهِ وَطَلَعَتْ عَلَيْهِ الشَّمْسُ فَقَالَ سُلَيْمَانُ لِلطَّيْرِ أَظِلِّي عَلَى داود فَأَظَلَّتْ عَلَيْهِ الطَّيْرُ حَتَّى أَظْلَمَتْ عَلَيْهِمَا الأَرْضُ فَقَالَ لَهَا سُلَيْمَانُ اقْبِضِي جَنَاحًا جَنَاحًا( قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ: يُرِينَا رَسُولُ اللَّهِr كَيْفَ فَعَلَتِ الطَّيْرُ وَقُبِضَ رَسُولُ اللَّهِr وَغَلَبَتْ عَلَيْهِ يَوْمَئِذٍ الْمَصْرَخِيَّةُ[4] (أحمد: 9063).
هكذا مات داودu عن عمر مائة سنة وشيع جنازته الآلاف من الرهبان والناس، وحزنت عليه بنو إسرائيل حزناً شديداً، مثل حزنهم على وفاة موسى وهارون.
[1] الملس: وعاء من القماش يجعل فيه الراعي خبزه ونحوه.
[2] الزبر: هي الكتب وواحدها الزبور، قال تعالى: } وَإِنّهُ لَفِي زُبُرِ الأوّلِينَ {(الشعراء: الآية 196)، أي كتب الأولين.
[3] القرآن: المُراد به في الحديث القراءة، وقيل الزبور وإنما اسماه القرآن للإشارة إلى وقوع المعجزة به.
[4] أي غلبت على الظليل عليه الصقور الطوال الأجنحة وواحدها مصرخي.
|
|