عظماء التاريخ.. الإمام سعد الدين التفتازاني سلطان العلماء
جمع وإعداد: محمد أيوب عوده.
أبو سعيد مسعود بن القاضي فخر الدين عمر بن المولى الأعظم برهان الدين عبد الله بن الإمام الرباني مهيمن الحق والدين التفتازاني السمرقندي، المولود بقرية تفتازان في خراسان سنة 722هـ.
اشتهرت أسرته بالعلم حيث كان والده وجده ووالد جده من العلماء والقضاة.
تعلم الفقه والأصول والنحو والبلاغة والمنطق والتفسير وعلم الكلام والمعاني والبيان والشعر وقواعد اللغة والهندسة الرياضية، وغيرها من العلوم، فبرز فيها جميعا وكان نظارا بارعا، شافعي المذهب أشعري المعتقد، فيعتبر بحق من أعمدت المذهب الشافعي
من أعظم شيوخه: عضد الدين عبد الرحمن بن أحمد بن عبد الغفار الإيجي المتوفى سنة 756هـ قاضي قضاة المشرق وشيخ الشافعية ببلاد ما وراء النهر، وقد لازمه السعد ملازمة تامة وعليه تخرج في علم الكلام والأصول والمنطق والبلاغة والعلوم العربية، وكان كثير الثناء عليه.
ألف السعد كتبا كثيرة تدل على غزارة علمه، حتى غدت كتبه في علم الكلام والأصول والمنطق والبلاغة مرجع الباحثين ومنتهى طلب المتخصصين وأضحت هي كتب الدروس في جل المعاهد والمدارس العلمية، فاشتهرت تصانيفه في الأرض حتى قال عنها الحافظ ابن حجر: (تَنافس الأئمة في تحصيلها والاعتناء بها)، ومن أهم مصنفاته: شرح كتاب "تصريف الزنجاني" الذي قام بتأليفه حين بلغ 16 عاما، وهو أول مصنفاته، "وكتاب إرشاد الهادي" وهو كتاب في النحو، و"كتاب الشرح المطول على تلخيص المفتاح" وهو كتاب في علم المعاني والبيان، وكان عمر السعد حين كتبه 20 سنة، ويقال أن السلطان "تيمورلنك" علق الكتاب على باب قلعة "هراة"، هذا بالاضافة الى كتب كثيرة غيرها اهتم بها العلماء بشكل كبير وصارت من امهات الكتب والمراجع.
بعد حياة حافلة بالعطاء العلمي تدريسا وتأليفا وإفتاء، ومكابدة منغصات الحياة توفي عام 791هـ وقيل 792هـ في سمرقند ودفن بها، ثم نقل إلى سرخس فدفن بها، وقيل أن سبب وفاته أنه تناظر يوما مع العلامه المحقق السيد الجرجاني في مجلس الحاكم "تيمور لينك" فانتصر "تيمور " للسيد فامتعظ السعد وغضب فمات.
وقد كتب على صندوق ضريحه: "ألا أيها الزوار زوروا وسلموا على روضة الإمام المحقق والحبر المدقق، سلطان العلماء المصنفين، وارث علوم الأنبياء والمرسلين، معدل ميزان المعقول والمنقول، منقح أغصان الفروع والأصول، ختم المجتهدين أبي سعيد سعد الحق والدين مسعود، القاضي الإمام، مقتدى الأنام، ابن عمر المولى المعظم، أقضى قضاة العالم برهان الملة والدين، ابن الإمام الرباني العالم الصمداني مفتي الفريقين الجامعين، سلطان العارفين قطب الواصلين، شمس الحق والدين الغازي التفتازاني قدس الله أرواحهم، وأنزل في فراديس الجنان أشباحهم".