تعرف على المرشحين لخلافة بان كي مون
التاريخ:15/6/2016
مع اقتراب انتهاء فترة الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون نهاية 2016 تزايدت حمى الترشيحات لخلافته بإعلان ثماني شخصيات دبلوماسية ترشحها لذلك، من بينهم أربع نساء. وبعد أن تبنت الأمم المتحدة في 11 سبتمبر/أيلول 2015 قرارا ينص على إمكانية تولي امرأة منصب الأمين العام الأممي؛ تزايدت حظوظ العديد من المرشحات اللائي ترغب كل واحدة منهن في أن تدخل التاريخ باعتبارها أول امرأة قد تحظى بهذا السبق، بعد تعاقب ثمانية رجال على المنصب منذ تأسيس المنظمة عام 1945.
وسيتم اختيار المرشح الفائز بمنصب الأمين العام للأمم المتحدة في مجلس الأمن في يوليو/تموز 2016، ويقدم للمصادقة عليه في الجمعية العامة في سبتمبر/أيلول 2016.
وفي ما يلي تعريف موجز بالشخصيات المترشحة لخلافة بان كي مون في منصبه الأرفع دوليا:
1- سرجان كريم (مقدونيا):
سياسي ودبلوماسي ورجل أعمال من جمهورية مقدونيا (وُلد عام 1948)؛ يتمتع بخبرة سياسية طويلة ويحمل دكتوراه في الاقتصاد من جامعة بلغراد، ويتقن التحدث بتسع لغات، معروف بشغفه بالشعر وفن التصوير. كان من أوائل من قدموا رسميا ملفات ترشحهم لمنصب الأمين العام الأممي، ويقترح في برنامجه للفوز بذلك التركيز على عدة أولويات أبرزها "دمقرطة الحكامة والإصلاح في منظمة الأمم المتحدة، وترسيخ السلم الإقليمي والعالمي"، و"دعم التنمية، ومواجهة تغيرات المناخ"، و"ترسيخ مساواة النوع، وتقوية التعليم ومساهمة المواطن، والهجرة".
2- أنطونيو غوتيريس (البرتغال):
سياسي برتغالي (وُلد عام 1949)؛ تولى منصب رئيس وزراء بلاده خلال 1996-2002، وعمل رئيسا للمجلس الأوروبي عام 2000، ورئيسا لمنظمة الاشتراكية الدولية من 1999 إلى 2005. وكُلف (لفترتين حتى نهاية عام 2015) بمهمة المفوض السامي للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، حيث عمل على معالجة أزمة اللاجئين في الشرق الأوسط. واعتبرت الحكومة البرتغالية أن "مسيرة غوتيريس السياسية وخبرته الدولية تؤهله ليكون مرشحا مثاليا للمنصب"، وأن "هذا الترشيح ضروري في هذا الوقت أكثر من أي وقت مضى، وأن على العالم أن يحتشد من أجل السلام والتنمية".
يرى أنطونيو غوتيريس أن المجتمع الدولي "لا يزال عاجزا عن منع نشوب الصراعات وحلها"، ودعا إلى ضرورة زيادة العمل الدبلوماسي بغية إحلال السلام في العالم، ملاحظا أن "الأسباب الجذرية للنزاعات (وهي الفقر وعدم المساواة، وانتهاك حقوق الإنسان، وتدمير البيئة) تتشابك على نحو متزايد". ويعتقد أن "معالجة مشكلة التغيرات المناخية وتحقيق الأهداف الإنمائية المستدامة تعتبر عوامل رئيسية، من شأنها المساهمة في تحقيق السلام والأمن وحماية حقوق الإنسان في جميع أنحاء العالم". وسبق لغوتيريس أن انتقد تعامل البلدان الغنية مع أزمة اللاجئين السورية، قائلا في تصريحات صحفية "للأسف لا يلاحظ الأغنياء وجود الفقراء إلا بعد أن يدخل الفقراء باحات الأغنياء"، مضيفا أنه "لم يكن هناك إدراك في العالم المتقدم لمدى خطورة هذه الأزمة إلا بعد أن شهدنا دخول هذه الحركة الضخمة أوروبا". 3- هيلين كلارك (نيوزيلندا):
سياسية ودبلوماسية من نيوزيلندا (وُلدت عام 1950)، شغلت ما بين عاميْ 1999 و2008 منصب رئيس الوزراء في بلادها، وكانت وزيرة للخارجية، ثم صارت رئيسة لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي. اشتهرت خلال دراستها الجامعية بتوجيه انتقادات حادة لنظام التفرقة العنصرية آنذاك في جنوب أفريقيا، ومعارضة حرب فيتناموالتجارب النووية في جنوب المحيط الهادي. وعزت ترشحها لهذا المنصب لما تتمتع به من خبرات قيادية اكتسبتها خلال 30 سنة من العمل السياسي في نيوزيلندا وأروقة الأمم المتحدة. وقالت كلارك -في تصريحات صحفية- إنها تعتزم إصلاح مجلس الأمن الدولي بجعل ألمانيا واليابان والهند والبرازيل أعضاء دائمين فيه، مضيفة أنه من الممكن أن يكون من بين الأعضاء الدائمين في المجلس عضوان دائمان من دول أفريقيا حتى يعكس تشكيل المجلس واقع القرن 21. تعرف كلارك بهواية السفر على الأقدام وتسلق الجبال، حيث تمكنت في يناير/كانون الثاني 1999 من تسلق قمة جبل كليمنجارو فيتنزانيا الذي يعد أعلى قمة في أفريقيا. 4- دانيلو تورك (سلوفينيا):
سياسي ودبلوماسي وأستاذ جامعي من جمهورية سلوفينيا (وُلد عام 1952)؛ كان أول سفير لبلاده لدى الأمم المتحدة حيث قضى فترة طويلة في نيويورك امتدت من عام 1992 إلى 2000. شغل دانيلو تورك منصب رئيس مجلس الأمن ما بين أغسطس/آب 1998 ونوفمبر/تشرين الثاني 1999، وبحث خلال مدة ولايته ملفات دولية هامة آنذاك، منها قضايا كوسوفو والعراق وليبيا وتيمور الشرقية والكونغو وغيرها. وتولى منصب رئيس البلاد ما بين 2007-2012، وعينه الأمين العام السابق للأمم المتحدة كوفي عنان مساعدا له. يعرف تورك -الذي تخرج في جامعتيْ ليبليانا بسلوفينيا ثم من جامعة بلغراد بيوغوسلافيا سابقا- بأبحاثه الأكاديمية في القانون الدولي، وكذا نشاطه في مجال حماية حقوق الإنسان. واهتم بمجال الطفولة حيث قام بمبادرات من بينها تقديم مساعدة إنسانية لأطفال غزة ذوي الاحتياجات الخاصة عام 2009، وأحدث عام 2010 مؤسسة "اتركوهم يحلمون" لمساعدة ضحايا العنف من الأطفال. ورغم الانتقادات التي توجه إلى الأمم المتحدة، فإنه يرى أن "أهم ما يميز دورها في التعامل مع أي صراع هو أن لديها الغطاء السياسي"، معتبرا أن "خبرتها الكبيرة ستظهر حين تتأتى الظروف السياسية الملائمة". ويعتقد أنه "لا توجد قوة عظمى منفردة بإمكانها السيطرة على الأمين العام والتاريخ يثبت ذلك، ولكن الظروف الدولية التي تخلقها تلك القوى لا شك في أنها تؤثر على عمل الأمين العام". 5- إيرينا بوكوفا (بلغاريا):
سياسية ودبلوماسية بلغارية (وُلدت عام 1952)؛ استفادت من خبرتها الدبلوماسية ودراستها المزدوجة في الاتحاد السوفياتي سابقاوالولايات المتحدة، وتحدثها بطلاقة للإنجليزية والفرنسية والإسبانية والبلغارية والروسية، لتفرض نفسها في المشهد الدبلوماسي الأوروبي والدولي. شغلت بوكوفا مناصب سياسية في بلادها؛ فكانت عضوا في البرلمان، ومنسقة رئيسية لعلاقات بلغاريا مع الاتحاد الأوروبي بين عاميْ 1995-1997، ثم وزيرة للشؤون الخارجية ما بين 1996-1997، إضافة إلى مناصب دبلوماسية عملت خلالها سفيرة لبلغاريا لدى فرنساوإمارة موناكو والمغرب. وتعتبر أول امرأة من المعسكر الشرقي تتولى منصب المدير العام لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والثقافة والعلوم (اليونسكو) لولايتين منذ عام 2009، إضافة إلى منصبها ممثلة لرئيس بلغاريا لدى المنظمة الدولية الفرنكفونية. سعت إيرينا بوكوفا خلال قيادتها للخارجية البلغارية إلى تحقيق التكامل الأوروبي، كما عملت باعتبارها مؤسسة ورئيسة للمنتدى السياسي الأوروبي على تجاوز الانقسامات في أوروبا، واهتمت بالقضية الفلسطينية فكانت لها مواقف كثيرة تدين فيها ممارسات الاحتلال الإسرائيلي، وضغطت في اليونسكو من أجل حصول فلسطين على عضوية المنظمة. ولا تخفي بوكوفا رغبتها القوية في الفوز، حيث قالت في تصريح صحفي "أنا أركز بالكامل على موضوع الانتخابات المقبلة لمنصب الأمين العام للأمم المتحدة، أشعر بمسؤولية وطنية، وأعتقد أن لدينا فرصة جيدة للفوز"، وأضافت "انتخِبت مرتين أمام منافسين أقوياء، وأعرف كيف أكسب الانتخابات داخل الأمم المتحدة".
6- فيسنا بوسيتش (كرواتيا):
سياسية ودبلوماسية من كرواتيا متخصصة في علم الاجتماع (وُلدت عام 1953)، عرفت بتأسيسها في نهاية سبعينيات القرن العشرين أول جمعية نسوية في يوغسلافيا سابقا. أصبحت عضوا في البرلمان عام 2000، ونائبا لرئيس الوزراء ووزيرة الخارجية عام 2011، ثم صارت نائبة لرئيس البرلمان في فبراير/شباط 2016. أشرفت فيسنا بوسيتش على انضمام بلادها إلى الاتحاد الأوروبي عام 2013، وتعتبر ترشحها للمنصب الأممي "أمرا رائعا وفرصة ذهبية". وتقر بأنها "لا تريد إجراء تغيير جذري في الأمم المتحدة"، وتهدف في المقابل إلى التركيز على صحة المرأة والرعاية الاجتماعية.
تعترف بوسيتش -التي تقود حزب "الشعب الليبرالي" في كرواتيا- بأنها "ليست سياسية محنكة"، وتؤكد على أهمية دور موسكو في عملية التعيين في المنصب الأممي، ولذلك دعت إلى أهمية إصلاح العلاقات مع روسيا في أعقاب الأزمة الروسية الأوكرانية.
وقال رئيس الوزراء الكرواتي زوران ميلانوفيتش في رسالة الترشيح إلى الأمم المتحدة إن "بوسيتش لديها مشوار مهني وطني ودولي مميز كسياسية وعضوة في الأكاديمية (الكرواتية)، مما يجعلها مناسبة تماما لتولي هذا المنصب للقيادة والمسؤولية العالمية". 7- ناتاليا غيرمان (مولدوفا):
سياسية ودبلوماسية من مولدوفا (وُلدت عام 1969)؛ تابعت دراساتها العليا بمولدوفا وبريطانيا وتتحدث الإنجليزية والروسية والألمانية والرومانية؛ وتنحدر من أسرة سياسية، فقد تولى أخوها ميرسيا سنيغور منصب أول رئيس لجمهورية مولدوفا -بعد تفكك الاتحاد السوفياتي سابقا- ما بين أعوام 1990-1997.
تولت غيرمان عدة مناصب في حكومة بلادها فكانت نائبة لرئيس الوزراء، ووزيرة للخارجية والتكامل الأوروبي (من 2013 إلى أوائل 2016)، كما شغلت منصب عضو في البرلمان المولدوفي. وعملت سفيرة لبلدها ما بين 2006-2009 لدى النمسا والسويد والنرويج وفنلندا، ولدى وكالات الأمم المتحدة في فيينا ومنظمة الأمن والتعاون في أوروبا، وحلف شمال الأطلسي (الناتو).
أدت دورا قياديا في حوار الأمم المتحدة العالمي بشأن القدرات المؤسسية للتنمية المستدامة، وتعتبر عضوا نشطا في نشر السلام من خلال الحوار والعدالة والتنمية المستدامة واحترام سيادة القانون. اختارتها صحيفة "الغارديان" البريطانية عام 2014 لتكون "واحدة من سبع نساء تميزن في السياسات الكونية وريادة التحول في العالم بأسره".
وقال رئيس وزراء مولدوفا بافيل فيليب -في تصريح له- إن غيرمان "كانت على الدوام دبلوماسية بارزة، واعتُرف بأسلوبها في القيادة وقدراتها سواء داخل بلدها أو على المستوى الدولي".
وتركز مولدوفا لدعم ترشيح غيرمان على الاستفادة من علاقاتها بعدد من البلدان الأوروبية حيث تسعى للانضمام إلى الاتحاد الأوروبي، إضافة إلى تأييد حلفائها الأعضاء في رابطة البلدان المستقلة (مكونة من دول كانت تابعة لجمهوريات الاتحاد السوفياتي سابقا).
8- إيغور لوكسيتش (الجبل الأسود):
سياسي ودبلوماسي من جمهورية الجبل الأسود (وُلد عام 1976)؛ تخرج لوكسيتش من جامعة الجبل الأسود وتابع دروسا في الأكاديمية الديبلوماسية بالعاصمة النمساوية فيينا، ويتحدث الإنجليزية والفرنسية والإيطالية والألمانية. أصدر ثلاثة دواوين شعرية ترجم بعضها إلى الإيطالية والفرنسية، إضافة لنشره عددا من الأبحاث والمقالات في مجالات الاقتصاد والانتقال السياسي.
شغل لوكسيتش منصب وزير المالية لجمهورية الجبل الأسود عام 2004 ومنصب رئيس الوزراء بين 2010 و2012، ويتولى منذ ديسمبر/كانون الأول 2012 منصب وزير الخارجية والاندماج الأوروبي.
وأثار تأييد لوكسيتش الدائم للغرب وترحيبه الكبير بالدعوة التي وجهها حلف "الناتو" لبلاده في ديسمبر/كانون الأول 2015 للانضمام للحلف، غضبا كبيرا في روسيا التي اعتبرتها مبادرة "تحمل في طياتها إمكانية مواجهات"، وهددت بتوقيف كل المشاريع المشتركة مع جمهورية الجبل الأسود في حال انضمامها إلى "الناتو".
يعتبر لوكسيتش أصغر المترشحين لمنصب الأمين العام للأمم المتحدة، وقال -عند تقديم ملف ترشحه- إنه يمثل بهذه الخطوة "بلدا صغيرا تاريخه صاخب"، علما بأن جمهورية الجبل الأسود دولة صغيرة في منطقة البلقان استقلت عن صربيا عام 2006 عقب تفكك يوغسلافيا السابقة، ولا يتجاوز عدد سكانها 600 ألف نسمة.
(الجزيرة نت)