ابراهيم الشنطي Admin
عدد المساهمات : 75802 تاريخ التسجيل : 28/01/2013 العمر : 78 الموقع : الاردن
| موضوع: الإعجاز في علوم الكون الخميس 16 يونيو 2016, 12:24 am | |
| الفصل الثاني الإعجاز في علوم الكون
المبحث الرابع
المكانس الكونية
قال تعالى: ) فَلا أُقْسِمُ بِالْخُنَّسِ (15) الْجَوَارِي الْكُنَّسِ (16)( (سورة التكوير: الآيتان 15، 16).
أولاً: تفسير الآيات
أقسم الله بالنجوم الخنس الجوار الكنس، التي تختفي بالنهار وتظهر بالليل، فكلمة (الخُنّس) جاءت من فعل (خنس) أي استتر وغاب واختفى، ولذلك قالوا هذه النجوم تختفي أثناء النهار فهي خُنّس، وكلمة (الْجَوَارِ) تعني أنها تجري، فهي تجري وتتحرك من زاوية إلى أخرى، وكلمة (الْكُنَّسِ) تعنى إنها تكنس صفحة السماء عندما تغيب، وبعضهم قال هي النجوم تخنس بالنهار وتكنس بالليل[1]، وقيل هي النجوم الخمس زحل والمريخ والمشترى والزهرة وعطارد، تخنس بضم النون أي ترجع في مجراها وراءها بينما نرى النجم في أخر البرج إذ كر راجعا إلى أوله، وتكنس بكسر النون: تدخل في كناسها أي تغيب في المواضع التي تغيب فيها[2]، هكذا كان علماء التفسير يفسرون الآيتين 15، 16 من سورة التكوير على هذا النحو.
ثانياً: أوجه الإعجاز العلمي
1. الآيتان تحتويان على ثلاث كلمات هي صميم قول علماء الإعجاز العلمي في هذا العصر، كلمة (ِالْخُنَّسِ) أي لا تُرى ـ (الْجَوَارِ) أي تجرى في الفضاء ـ (الْكُنَّسِ) أي تكنس كل ما في طريقها من الغبار الكوني أو الكواكب أو النجوم.
2. لم يكن هناك إنسان على وجه الأرض يتصور أن في السماء نجوماً (تجري وتكنسُ وتجذب كل ما تصادفه في طريقها)، ومنذ عام 1790 اقترح الإنجليزي "جون ميشيل"، والفرنسي "بيير سايمون" وجود نجوم مخفية في السماء، وفي عام 1915 توقعت نظرية النسبية العامة لأينشتاين بوجود هذه الأجسام في الفضاء وأثرها على الزمان والمكان.
3. وفي عام 1994، أثبت العلماء بواسطة مرصد هابل وجود جسم غير مرئي في مركز المجرة M87 يلتف حوله الغاز في دوامة واضحة (اُنظر صورة مركز المجرة M87)، وقد قدروا وزن هذا الجسم بثلاثة آلاف مليون مرة ضعف وزن الشمس! ثم توالت الأدلة على وجود هذه الأجسام بواسطة أشعة إكس، وأخيراً وفي عام 1967 تحدث العالم الأمريكي "جون ولير"عن الثقوب السوداء كنتيجة لانهيار النجوم. والآن وفي القرن العشرين وبعد التقدم العلمي الهائل في مجال علوم الفلك، ظهر مفهوم علمي أخر لتفسير هذه الظواهر المبينة في هاتين الآيتين، فعلماء الغرب يتحدثون الآن عن هذا النوع من النجوم الذي يحمل تلك الخصائص الواردة في القرآن الكريم (لا يُرى ـ يجري ـ يكنس) والمسمى بالثقوب السوداء، وأن الثقوب السوداء فعلاً (لا تُرى، وتجرى، وتكنس كل ما تصادفها في طريقها) (اُنظر صورة ثقب أسود).
4. ولقد اكتشف العلماء في عام 2002 مجموعة من المجرات على بعد 250 مليون سنة ضوئية، وأكدوا وجود عدد كبير من الثقوب السوداء في هذه المنطقة. (اُنظر صورة مجموعة من المجرات). وقد وجد العلماء أيضاً أن انفجار النجوم هي المرحلة الأولى لتشكيل الثقوب السوداء، وأن جميع النجوم ستنفجر بعد نفاد وقودها وتتحول إلى أشكال أخرى من النجوم ولكن الشكل الأخطر هو الثقب الأسود (اُنظر صورة انفجار أحد النجوم).
5. ولكي نتعرف على وجه الإعجاز العلمي في هاتين الآيتين، علينا أن نتعرف أولا على الحقائق العلمية الآتية عن الثقوب السوداء[3] وما قاله علماء الغرب عنها، وما أخبرنا به المولى I عن تلك الثقوب الخنس ـ الجواري ـ الكنس.
6. الثقب الأسود THE BLACK HOLE
أ. جاء حديثاً في إحدى الدراسات عن الثقوب السوداء ما نصه:
It creates an immense gravitational pull not unlike an invisible cosmic vacuum cleaner. As it moves, it sucks in all matter in its way - not even light can escape.
وهذا يعني: أنها ـ أي الثقوب السوداء ـ تخلق قوة جاذبية هائلة تعمل مثل مكنسة كونية لا تُرى (اُنظر صورة ثقب أسود)، عندما تتحرك تبتلع كل ما تصادفه في طريقها، حتى الضوء لا يستطيع الهروب منها. وقد اختصروا حقيقة هذه الثقوب في ثلاثة أشياء (لا ترى ـ تتحرك باستمرار ـ جاذبيتها فائقة). يعرف العلماء الثقب الأسود بأنه "نجم منضغط بشدة لا يزيد قطره عن 4 كم، كثافته عالية جداً، وجاذبيته ساحقة للغاية، لا يدع شيئاً يهرب من أسره عدا جسيمات النيوترون وحدها هي التي تستطيع الإفلات من جاذبيته.
ب. إن سرعة الهروب للثقب الأسود عالية جداً ولا يمكن لأي جسم تحقيقها، حتى أن الضوء الذي يتحرك بسرعة 300 ألف كم في الثانية لا يستطيع الهروب من جاذبيته لأن سرعة الضوء في هذه الحالة تكون غير كافيه للهروب من أسره، وهذا ما يجعل الثقب الأسود مختفياً لا يُرى (اُنظر صورة جاذبية الثقب الأسود للضوء).
ج. ويعرف علماء وكالة الفضاء الأمريكية (ناسا) الثقب الأسود بأنه: (منطقة من المكان ضُغطت بشكل كبير فتجمعت فيها المادة بكثافة عالية جداً بشكل يمنع أي شيء من مغادرتها، حتى أشعة الضوء لا تستطيع الهروب من هذه المنطقة)، وهذا النوع من النجوم هو نهاية حياة النجوم العملاقة، ويستدل على موقعه من انبعاث إشعاعات غزيرة من حافته حين يبتلع مادة نجم آخر أكبر منه، ويعتقد العلماء أن بمركز كل مجرة ثقبا أسود من نوع أكبر يبتلع مئات النجوم من حوله، ويكون مصدراً للطاقة.
د. يقول العلماء إن جاذبية الثقب الأسود كبيرة جداً ولكنها تؤثر فقط على الأجسام القريبة، وهكذا تعمل هذه الثقوب مثل المكنسة حيث تجذب وتبتلع كل ما يقترب منها، ومن رحمة الله تعالى بنا أن هذه الثقوب لا تعمل على المسافات القريبة، وإلا لكانت أرضنا قد اختفت منذ زمن بعيد لأن مجرتنا تحوي ملايين الثقوب السوداء (اُنظر صورة مجرتنا)! يقول العلماء إن هذه الثقوب تعمل عمل المقابر الكونية لأنها تمثل المرحلة الأخيرة من موت النجوم! إن وزن هذا الثقب يمكن أن يكون عشرة أضعاف وزن الشمس أي واحد وبجانبه 31 صفراً من الكيلوجرامات. بينما يكون نصف قطره 30 كم فقط.
هـ. إن أي نجم يبلغ وزنه عشرين ضعفاً من وزن شمسنا يمكنه في نهاية حياته أن يتحول إلى ثقب أسود، وذلك بسبب حقل الجاذبية الكبير وبسبب وزنه الكبير. ولكن النجم إذا كان صغيراً ونفد وقوده فإن قوة الجاذبية بسبب وزنه الصغير تكون غير كافية لضغطه حتى يتحول إلى ثقب أسود، وفي هذه الحالة يتحول إلى قزم أبيض white dwarf أي نجم ميت.
و. رصد العلماء بواسطة مرصد (هابل الفضائي)[4]، صوراً عديدة لسحابة من الغبار الكوني تدور حول نفسها بحركة عنيفة جداً وبعد إجراء الحسابات وجدوا أن سبب دوران هذا الدخان والغبار الكوني هو وجود ثقب أسود يبتلع كامل هذا الغبار الكوني (اُنظر صورة سحابة غبار كوني)، أي أنه يعمل كمكنسة كهربائية، تشفط وتجذب إليها أي شيء يقترب منها لمسافة.
ز. يقول الدكتور زغلول النجار أيضاً:" إن وصف (الخُنَّس) أبلغُ ما ينطبق عليه هذه الثقوب السوداء؛ لأنها أجرام مختفية بالكامل، والقرآن الكريم عندما يصف الشيء بصيغة المبالغة، لا بد أن يكون شيئاً لا يرى على الإطلاق، أما وصف القرآن تلك النجوم بـ(الْجَوَارِ الْكُنَّسِ) فكأي نجم يدور حول ذاته، وكأي نجم له فلك يدور فيه، فإنه يشفط الأشعة السينية من النجوم التي على بعد بلايين الكيلومترات منه، أي يكنس صفحة السماء، ولقد وجد الدكتور زغلول النجار عالماً أمريكياً معاصراً يقول عن هذه النجوم: (هذه مكانس شافطة عملاقة)! بهذا اللفظ!!!.
ح. الثقب الأسود, هو ليس ثقباً في حقيقته لكنه حالة كثيفة جداً للمادة, ونظرا لقدرته على ابتلاع مختلف صور المادة والطاقة فقد سماه العلماء ثقباً، إذا فالثقوب السوداء حقيقة علمية، وهي مرحلة من مراحل احتضار النجوم العملاقة (صورة نجم يتهاوى على نفسه).
7. أجسام لا تُرى Invisible
هي تخنس وتختفي ولا تُرى أبداً، وهذا ما يعبر عنه العلماء في الغرب بكلمة invisible أي غير مرئي، يقول العلماء إن أهم صفة تميّز الثقوب السوداء أنها لا ترى، ولا يمكن رؤيتها مهما تطورت الأجهزة، وحتى لو خرجنا إلى الفضاء الخارجي. و(الخُنّس) هي أشياء لا ترى، ونحن اليوم بعد أن تطورت وسائل القياس وتعرف العلماء على الكثير من أسرار الكون تبين أن هذه النجوم التي نراها في الليل، هي في حقيقتها موجودة دائما لا تغيب وهي التي عبر عنها القرآن الكريم بكلمة (الخُنّس)، إن الله I يقسم بها لوجودها الدائم حتى وإن كانت لا تظهر لنا في بعض الأوقات من اليوم بسبب وجودنا في جهة واحدة غالبا من كوكب الأرض.
8. تسير وتتحرك باستمرار Moves
عبر العلماء عن هذه الأجسام بكلمة moves أي تتحرك، وهناك فرق واضح بين معنى تتحرك ومعنى تجري، فالقرآن يعبر عن هذه الأجسام بكلمة الْجَوَارِي أي الأجسام التي تجرى وهو تعبير دقيق للغاية لأنه يعبر عن سرعة كبيرة تجري بها تلك النجوم، بينما كلمة moves لا تعبر إلا عن مطلق الحركة، وليس فيه ما يدل على سرعة هذه الحركة أي (الجري) كما عبر عنه القرآن الكريم في كلمة الْجَوَارِي.
9. جاذبيتها فائقة تعمل مثل المكنسة تكنس ما حولها في اتجاهها Vacuum cleaner
إن الثقوب السوداء تكنس وتبتلع كل ما تصادفه في طريقها، وقد عبر عنه العلماء بكلمة vacuum cleaner أي (مكنسة تكنس وتنظف) تكنس الغبار الكوني والدخان وغير ذلك مما تصادفه في طريقها وتبتلعه كمكنسة، عبر القرآن عن خاصية الجذب والشفط لتلك النجوم بعبارة الْكُنَّسِ أي النجوم التي تكنس ما حولها من نجوم أخرى.
10. الخلاصة
الآيتان 15، 16 من سورة التكوير تحتوي على معلومات دقيقة عما يسميه العلماء الآن بالثقوب السوداء The Black Holes ، فالآية تتحدث عن نجوم (تُخنس، وتجري، وتكنس)، وقد وُجد في إحدى الدراسات العلمية عن الثقوب السوداء ما نصه:
It creates an immense gravitational pull not unlike an invisible cosmic vacuum cleaner. As it moves, it sucks in all matter in its way - not even light can escape.
أي: الثقوب السوداء تخلق قوة جاذبية هائلة تعمل مثل مكنسة كونية ـ لا تُرى ـ عندما تتحرك تبتلع كل ما تصادفه في طريقها، حتى الضوء لا يستطيع الهرب منها. بمعنى أنها (لا تُرى ـ تتحرك باستمرار ـ جاذبيتها فائقة)، وهي حقيقة علمية ورد ذكرها في كتاب الله منذ أكثر من 1400 سنة.
[1] تفسير ابن كثير.
[2] تفسير الجلالين.
[3] تعريف الثقب الأسود THE BLACK HOLE: الأجسام التي لا تُرى ـ الأجسام التي تسير وتتحرك باستمرارـ الأجسام التي لها جاذبيتها الفائقة في ابتلاع كل ما تصادفه.
[4] مرصد هابل: موجود في الفضاء الخارجي وله القدرة على التقاط صور دقيقة جداً للمجرات والأجسام البعيدة.
[/right] [/center] |
|
ابراهيم الشنطي Admin
عدد المساهمات : 75802 تاريخ التسجيل : 28/01/2013 العمر : 78 الموقع : الاردن
| موضوع: رد: الإعجاز في علوم الكون الخميس 16 يونيو 2016, 12:28 am | |
| الفصل الثاني الإعجاز في علوم الكون
المبحث الخامس
مواقع النجوم
قال تعالى: )فَلَا أُقْسِمُ بِمَوَاقِعِ النُّجُومِ (75) وَإِنَّهُ لَقَسَمٌ لَوْ تَعْلَمُونَ عَظِيمٌ (76)( (سورة الواقعة: الآيتان75، 76).
أولاً: تفسير الآيات
يقسم الله بمواقع النُّجوم أي مساقطها ومغاربها في قول قتادة وغيره. وقال عطاء بن أبي رباح، وقتادة: هي منازلها. وقال الحسن: هو انكدارها واندثارها يوم القيامة، وقال ابن عبّاس: يعني نجوم القرآن آي (آياته)، فإنّه نزل جملة واحدة من السّماء العليا إلى السّماء الدُّنيا ليلة القدْر، ثمَّ نزل مفرّقاً بعدها، وقال مجاهد: "مَوَاقِعِ النُّجُومِ" في السّماء هي مطالعها ومشارقها وهو اختيار ابن جرير.
ومن أساليب اللغة العربية إدخال لا النافية للجنس على فعل القسم: (لا أقسم) من أجل المبالغة في توكيد القسم, بمعني أنه لا يقسم بالشيء إلا تعظيماً له لقوله تعالى: )وَإِنَّهُ لَقَسَمٌ لَوْ تَعْلَمُونَ عَظِيمٌ(, ونفي ما سوى المقسم عليه يفيد تأكيد القسم به, وقيل: )فَلَا أُقْسِمُ( هي للنفي, بمعني لا أقسم به إذ أن الأمر أوضح من أن يحتاج إلى قسم أصلاً، فضلاً عن أن هذا القسم عظيم.
ثانياً: أوجه الإعجاز العلمي
يناقشُ المبحث القليل من كثير من الأسرار الكثيرة التي ينطوي عليها القسم الرّباني بمواقع النجوم، وذلك من خلال ذكر بعض التَّعقيدات الفيزيائيّة الّتي تكتنف حساب أبعاد النُّجوم عن كرتنا الأرضيّة. وتبيّن أنَّ العلم الدّقيق بمواقع النّجوم ومنازلها لا يحيطُ به أحد من البشر، إنما يحيط به الله I وحده، فلا يمكن لأحد معرفة منازل النجوم في السّماء، ولا يمكن لأحد تحديد مطالعها ومشارقها بشكلٍ دقيق، ومن هنا جاء القسم بمواقع النجوم لصعوبة واستحالة معرفة مواقع النجوم في السماء.
ولكي نتعرف على وجه الإعجاز العلمي في هاتين الآيتين، علينا أن نتعرف أولا على الحقائق العلمية الآتية
· النجوم.
· الشمس.
· المجرات.
· أشباه النجوم.
· مواقع النجوم.
· .عظم الأبعاد والمسافات بين النجوم.
· تعذر وجود وسيلة مناسبة لقياس أبعاد النجوم ومواقعها.
· كيفية تحديد مواقع النجوم بالاستعانة بالفيزياء الفلكية.
· بعض أسباب القسم بمواقع النجوم.
فكل هذه الحقائق العلمية تساعدنا على تفهم عظم القسم بمواقع النجوم التي يستحيل قياسها إلا القريب منها كالشمس على سبيل المثال.
1. النجوم
النجوم هي أجرام سماوية منتشرة في السماء الدنيا, وهي كروية أو شبه كروية, غازية, ملتهبة, مضيئة بذاتها, متماسكة بقوة الجاذبية على الرغم من بنائها الغازي, هائلة الكتلة, عظيمة الحجم, عالية الحرارة بدرجة مذهلة, وتشع كلاً من الضوء المرئي وغير المرئي بجميع موجاته. ويمكن بدراسة ضوء النجم الواصل إلينا التعرف على العديد من صفاته الطبيعية والكيميائية مثل درجة لمعانه, شدة إضاءته, درجة حرارته, حجمه, كتلته، سرعة دورانه حول محوره, وسرعة جريه في مداره, تركيبه الكيميائي, ومستوى التفاعلات النووية فيه, موقعه منا بالتقريب، إلى غير ذلك من الصفات، وقد أمكن تصنيف النجوم العادية على أساس من درجة حرارة سطحها إلى:
أ. نجوم حمراء (3200 درجة مطلقة) وهي أقل النجوم حرارة.
ب. نجوم برتقالية.
ج. نجوم صفراء (شمسنا من النجوم الصفراء) متوسطة الحرارة إذ تبلغ درجة حرارة سطحها حوالي ستة آلاف درجة مطلقة.
د نجوم بيضاء مائلة إلى الصفرة.
هـ. نجوم بيضاء.
و. نجوم بيضاء مائلة إلى الزرقة.
ز. نجوم زرقاء (30,000 درجة مطلقة) وهي أشدها حرارة.
والغالبية الساحقة من النجوم (90%) تتبع هذه الأنواع من النجوم العادية التي تعرف باسم نجوم النسق الأساسي (Main Sequence Stars).
والباقي هي نجوم في مراحل الانكدار أو الطمس أو في مراحل الانفجار والتلاشي, مثل الأقزام البيضاء, والنجوم النيوترونية النابضة وغير النابضة والثقوب السوداء (في المجموعة الأولي)، والعمالقة الحمر, والعمالقة العظام, والنجوم المستعرة, وفوق المستعرات (في المجموعة الثانية).
وأكثر النجوم العادية لمعاناً هي أعلاها كثافة, وأقل نجوم السماء لمعاناً هي الأقزام الحمر (Red Dwarfs)، وتبلغ درجة لمعانها أقل من واحد من الألف من درجة لمعان الشمس.
النجوم العادية منها المفرد (مثل شمسنا)، ومنها المزدوج (Binary Stars)، ومنها المتعدد (Multiple Stars), وتشير الدراسات الفلكية إلى أن أغلب النجوم تكون إما مزدوجة أو متعددة, والنجوم المزدوجة تتشكل من نجمين يدوران في مدار واحد حول مركز ثقلهما .Common Cente of Mass
2. الشمس نجم من نجوم السماء الدنيا
أ. الشمس هي النجم الذي تتبعه أرضنا، ويقدر بُعدها عنا بحوالي 150 مليون كم. وتدور حول محورها في36.5 يوم, وتجري الشمس (ومعها مجموعتها الشمسية) في صفحة الكون نحو نقطة في كوكبة هرقل, بسرعة تقدر بحوالي 19 كم في الثانية، كما تجري ومعها مجموعتها الشمسية حول مركز مجرتنا (درب التبانة) بسرعة تقدر بحوالي220 كم في الثانية لتتم هذه الدورة في250 مليون سنة.
ب. أقرب كواكب المجموعة الشمسية إلى الشمس كوكب عطارد ويبعد عنها حوالي 58 مليون كم, وأبعد كواكب المجموعة عن الشمس كوكب بلوتو حيث يبعد حوالي 600 مليون كم عنها. وإذا خرجنا عن نطاق المجموعة الشمسية فإن هذه المقاييس الأرضية لا تفي بقياس المسافات التي تفصلنا عن بقية نجوم السماء الدنيا، ولقد اتفق العلماء على وحدة قياس كونية تعرف باسم (السنة الضوئية), وهي المسافة التي يقطعها الضوء بسرعته (المقدرة بحوالي 300 ألف كم في الثانية) في سنة, وهي مسافة شاسعة تقدر بحوالي 9.5 مليون مليون كم.
3. المجرات تجمعات للنجوم
أ. المجرات هي نظم كونية شاسعة الاتساع تتكون من تجمعات نجمية وغازات وغبار كوني (الدخان الكوني) بتركيز يتفاوت من موقع لآخر داخل المجرة، وهذه التجمعات النجمية تضم عشرات البلايين إلى بلايين البلايين من النجوم في المجرة الواحدة (صورة تجمعات النجوم بالمجرة).
ب. وتتبع مجرتنا عددا من المجرات يعرف باسم المجموعة المحلية Local Group وقد يتجمع عدد أكبر من المجرات على هيئة عنقود مجري Galactic Cluster (صورة عناقيد مجرات)، كما قد يتجمع عدد من العناقيد المجرية على هيئة عنقود مجري عملاق Galactic Super cluster يضم عشرات الآلاف من المجرات، وتراوح المسافات بين المجرات في التجمع المجري الواحد بين المليون والمليونين من السنين الضوئية, وتبلغ مائة مرة ضعف ذلك بين التجمعات المجرية التي تعتبر وحدة بناء السماء الدنيا.
4. أشباه النجوم
أشباه النجوم Quasars هي أجسام ضعيفة الإضاءة, ولكنها تطلق أقوي الموجات الراديوية في السماء, وقد اشتق اسمها باللغة الإنجليزية من الوصف Quasi-Srellar Radio Sources أشباه نجوم مصدرة للموجات الراديوية, وإن كان منها ما لا يصدر موجات راديوية (Radio – quiet Quasi Stellar Objects). وهي عبارة عن أجرام سماوية تتباعد عنا بسرعات فائقة, وتعتبر أبعد ما تم رصده من أجرام السماء بالنسبة للأرض إلى الآن. وقد تم الكشف عن حوالي1500 من أشباه النجوم حتى الآن.
5. مواقع النجوم
إن لفظة مواقع جمع موقع يقال: وقع الشيء موقعه, من الوقوع بمعنى السقوط، والمسافات بين النجوم مذهلة للغاية لضخامة أبعادها, والنجوم تتحرك حركات عديدة وخاطفة, وكل ذلك منوط بالجاذبية, فالجاذبية هي قوة لا ترى, تحكم الكتل الهائلة للنجوم, والمسافات الشاسعة التي تفصل بينها, والحركات المتعددة التي تتحركها سواء دوران حول محاورها أو جري في مداراتها المتعددة, وغير ذلك من العوامل التي لا نعلم منها إلا القليل وهي سر من أسرار القسم بمواقع النجوم!!.
ومواقع النجوم كما يقول العلماء هي الأماكن التي تمر بها النجوم في السماء محتفظة بروابطها مع الأجرام الأخرى في المجرة الواحدة, من حيث سرعة جريانها ودورانها، والأبعاد الفاصلة بينها, وبقوى الجاذبية التي تربط بينها.
6. عظم الأبعاد والمسافات بين النجوم
إنَّ المسافات بين النجوم تبلغ حدوداً هائلة. فمثلاً نجد أن أقرب نجم إلينا، بعد الشّمس، يبعُد عنَّا 4.5 سنة ضوئية. أمّا نجوم المجرّات السحيقة، فبعدها من رتبة (of the order) عشرة مليارات من السنين الضوئيّة. حيث السّنة الضوئيّة هي المسافة التي يقطعها الضوء خلال عام بسرعة 300 ألف كم في الثانية.
7. تعذر وجود وسيلة مناسبة لقياس أبعاد النجوم ومواقعها
أ. المصادر الراديوية (Radio Sources)
لقد أسهم تطوير التلسكوب الرَّاديوي في رصد نجوم خافتة وعلى مسافات بعيدة، ومع ذلك لم يتمّ رصد أطياف راديوية من نجوم مختلفة حتى يمكن تمييزها بعضها عن بعض (صورة تلسكوب راديوي).
ب. المادّة المظلمة
ومن صعوبة قياس أبعاد النجوم أيضاً هو أنَّ غالبيّة مادّة الكون مادّة مظلمة غير مشعّة، ولا يزال ما يقرب من حوالي 0.70 من المادّة الكونيّة لم يتوصَّل علمُ الكون والفلك إلى تحديدها بعد.
ج. تأثُّر الضوء بعوامل مجهولة
ومن الصعوبة أيضاً وجود عوامل فيزيائيّة من شأنها التأثير على الضوء الصادر من النّجوم، ممّا يجعلها تظهر في غير موقعها الحقيقي. وتؤثر على الموقع المحسوب للنجم.
8. كيفية تحديد مواقع النجوم بالاستعانة بالفيزياء الفلكية
قد يستطيع الفلكيون تحديد مواقع النجوم القريبة باستخدام بعض القياسات وبعض المعادلات الرياضية، أما مواقع النجوم البعيدة فيصعب قياسها أو قد يستحيل قياسها ، فهناك بعض الصعوبات التي تواجه العلماء عند محاولة تحديد مواقع النجوم بالفيزياء الفلكية كالأتي:
أ. زاوية اختلاف المنظر أو التزيّح Trigonometric Parallax
يمكن للفلكيّين تحديد أبعاد النجوم بواسطة قياس زاوية اختلاف المنظر أو التزيّح هذا في النجوم القريبة فقط، ولا يمكن للنجوم البعيدة،حيث يقوم الفلكيّون بقياس البعد D لنجمٍ، بعد تحديد قطر مدار الأرض حول الشَّمس واعتباره قاعدة للمثلث (شكل قياس بعد النجوم بالتزيح)، وهذه المسافة تساوي 300 مليون كم (متوسّط نصف قطر مسار الأرض حول الشمس (AU) يساوي 150 مليون كم)، وباستخدام حساب المثلثات يمكن حساب أبعاد تلك النجوم القريبة.
ب. نجوم باقي المجرَّات، والمجرَّات البعيدة
أما النجوم البعيدة نسبياً، والموجودة في مجرَّات غير مجرتنا فتقاس أبعادها عن طريق مقارنة شدَّة لمعانها مع شدَّة لمعان نجم قريب داخل مجرَّتنا، ويراعى أن يكون للنجمين نفس الخصائص الطيفية Same spectral class))، هذا ويصعب تمييز النُّجوم عن بعضها البعض داخل المجرات البعيدة,وبالتالي فإنه من الممكن فقط حساب بعد هذه المجرات دون تحديد مواقع النجوم داخلها، وأما المجرات ذات البعد السحيق فلا يمكن قياس المسافة الفاصلة بينها بشكلٍ دقيق ويستحيل قياس أبعاد ومواقع النجوم داخلها.
ج. مواقع النجوم قديمة
إنَّ المواقع التي نحسبها للنُجوم والمجرَّات هي لمواقع قديمة كانت فيها ثم تحرَّكت وتغيَّرت أثناء رحلة ضوئها إلينا، وبالتالي فلا يمكن قياس مواقعها الحالية لأن الذي نراه من مواقع للنّجوم هو ماضيها السّحيق.
د. مسارات الأشعَّة غير محدّدة
ومن المصاعب التي يواجهها العلماء عند تحديد مسارات الأشعة أنها ليست مستقيمة كما يظن البعض، حيث أن الأشعة تنحرف عند تعرُّضها لجاذبية النُّجوم الأخرى، كما أنها تتأثر بدرجة الحرارة والرّطوبة والارتفاع عن سطح البحر، وبالتالي فإن القياسات المبنية على مسارات الأشعة لا تكون دقيقة.
هـ. مسار الشعاع من المصدر
وممّا يزيد الأمر تعقيداً، أنه لكي يتم حساب اللمعان الظاهري والحيود للنجم والذي بناء عليه يمكن حساب مسافته، فإن ذلك يتطلّب معرفة مسار الشعاع الضوئي من (مصدره) إلى الرَّاصد، وهذا أمر غاية في التعقيد و شبه مستحيل.
9. من أسباب القسم بمواقع النجوم
أقسم الله بمواقع النجوم، فقال تعالى: )فَلَا أُقْسِمُ بِمَوَاقِعِ النُّجُومِ (75) وَإِنَّهُ لَقَسَمٌ لَوْ تَعْلَمُونَ عَظِيمٌ (76)( (سورة الواقعة: الآيتان 75، 76).
ولعل من أسباب هذا القسم ما يلي:
أ. نظراً للأبعاد الشاسعة التي تفصل نجوم السماء عنا, فإننا لا يمكن رؤية النجوم من على سطح الأرض أبداً مهما كانت الوسائل, فكل الذي نراه من النجوم هو مواقعها التي مرت بها منذ زمن بعيد ثم غادرتها سواء (بالجري بسرعات مذهلة في الفضاء الكوني, أو بالانفجار، أو بالاندثار, أو بالانكدار والطمس).
ب. إن أقرب النجوم إلينا بعد الشمس هو (القنطوري) يصل إلينا ضوءه بعد 4,3 سنة ضوئية أي ما يقرب من خمسين شهراً من انطلاقه نحونا, يكون النجم قد تحرك خلالها ملايين الكيلومترات، وهكذا فنحن من على سطح الأرض لا نرى النجوم أبداً, ولكننا نرى صوراً قديمة للنجوم في مواقع كانت بها، وتتغير هذه المواقع من لحظة إلى أخرى بسرعات تتناسب مع سرعة تحرك النجم في مداره, ومعدلات توسع الكون, وتباعد المجرات عنا, والتي يتحرك بعضها بسرعات تقترب أحياناً من سرعة الضوء[1].
ج. إن أبعد نجوم مجرتنا عنا يصلنا ضوؤه بعد ثمانين ألف سنة من لحظة انبثاقه من النجم, بينما يصلنا ضوء بعض النجوم البعيدة عنا بعد بلايين السنين, وهذه المسافات الشاسعة مستمرة في الزيادة مع الزمن، نظراً لاستمرار تباعد المجرات عن بعضها البعض في ضوء ظاهرة اتساع الكون, ويجب أن نعلم أن من النجوم التي تتلألأ أضواؤها في سماء ليل الأرض ما قد انفجر وتلاشى أو طمس واختفى منذ ملايين السنين, لأن آخر شعاع انبثق منها قبل انفجارها أو طمسها لم يصل إلينا بعد, والضوء القادم منها اليوم يعبر عن ماض قد يقدر بملايين السنين.
د. ثبت علمياً أن الضوء مثل المادة ينحني أثناء مروره في مجال تجاذبي مثل الكون, وعليه فإن موجات الضوء تتحرك في صفحة السماء الدنيا في خطوط منحنية يصفها القرآن الكريم بالمعارج, ويصف الحركة ذاتها بالعروج, وهو الانعطاف والخروج عن الخط المستقيم, وحينما ينعطف الضوء الصادر من النجم في مساره إلى الأرض فإن الناظر من الأرض يرى موقعا للنجم على استقامة بصره, وهو موقع كاذب يغاير موقعه الذي صدر منه الضوء.
هـ. أثبتت الدراسات، أن الزمان والمكان شيئان متواصلان, ومن هنا كانت مواقع النجوم المترامية الأبعاد تعكس أعمارها الموغلة في القدم. ثم إن هناك مدلولاً علميَّاً آخر للقسم بمواقع النُّجوم، فمثلا موقع الأرض يُعدُّ موقعاً بالغ الدِّقة بالنّسبة إلى الشّمس، فلو كانت الأرض تبعد عن الشمس ضعف بعدها الحالي، لنقصت كميَّة الحرارة التي تصلنا إلى ربع كميتها الحالية، ولقطعت الأرض دورتها حول الشمس في وقت أطول من دورتها الحاليّة وهذا يؤدِّي إلى تجمُّد الكائنات الحيّة على سطح الأرض شتاءً.
ولو اقتربت الأرض من الشمس إلى نصف المسافة التي تفصلهما الآن لبلغت الحرارة التي تتلقاها الأرض من الشمس أربعة أمثال ما تتلقاه منها الآن، مما يحول دون استمرار الحياة بسبب ارتفاع درجة حرارة الأرض واحتراق معظم الكائنات الحية. وينتج عنه تضاعف سرعة الأرض في دورتها حول الشمس بنسبة ، وبالتالي تنعدم الفصول، وتستحيل الحياة.
و. هذا المدلول العلمي السابق يبين نظرة أخرى لمواقع النجوم مقاساً على (الشمس)، ويؤكد أن الله جعل مواقعها ومساراتها محسوبة لتتمكن كل الكائنات على كوكب الأرض من العيش على الأرض في طمأنينة وسلام فلا احتمالات لتجمد الأرض أو احتراقها طالما أن الشمس مازالت تشرق من مشارقها وتغرب في مغاربها.
والسؤال: من الذي علم سيدنا محمداً e كل هذه المعارف العلمية الدقيقة، حتى يأتي بتلك الآيات الموحى بها إليه من الله، إن الله I بعلمه المحيط قدَّر للناس أن يأتي عليهم زمان يدركون فيه تلك الحقيقة الكونية المذكورة في كتابه منذ أكثر من 1400 سنة، فيرجعون إلى كتابه، ويقرؤون آياته التي يقسم فيها بمواقع النجوم، ذلك القسم العظيم، في قوله تعالى: )فَلا أُقْسِمُ بِمَوَاقِعِ النُّجُومِ (75) وَإِنَّهُ لَقَسَمٌ لَوْ تَعْلَمُونَ عَظِيمٌ (76)( (سورة الواقعة: الآيتان 75، 76). فيشهدون بأن القرآن الكريم هو كلام الله, ويشهدون للنبي الخاتم e أنه كان موصولاً بالوحي من عند الله.
10. الخلاصة
أقسم الله سبحانه وتعالى بمواقع النجوم، وأخبرنا أن هذا القسم هو قسم عظيم، ولقد وجد العلماء أن مواقع النجوم التي نراها ليلاً في السماء ليست هي مواقعها الحالية، بل هي مواقع كانت فيها، ثم تركتها منذ زمن بعيد يُقدر بملايين السنين الضوئية. ومن ناحية أخرى يرى العلماء استحالة تحديد مواقع النجوم التي في السماء لبعدها السحيق، ولعدم وجوده في المستقبل البعيد بسبب تعقيدات فنية تصعب من عملية القياس، منها انحناء الضوء أثناء مروره في مجال تجاذبي، وأشياء أخرى تصعب القياس. وهناك رؤية أخرى تتعلق بالقسم بمواقع النجوم، هو وجود النجوم في مسارات مسحوبة ومواقع محددة، مثل موقع الشمس من الأرض، والتي إن اقتربت قليلاً لاحترق كل من على الأرض، ولو ابتعدت قليلاً لتجمدت كل الكائنات على الأرض. وهي حقائق علمية مؤكدة تبين عظمة هذا القسم بمواقع النجوم.
[1] حوالي 300 ألف كم في الثانية الواحدة.
|
|