منتدى الشنطي
سيغلق هذا المنتدى بسبب قانون الجرائم الاردني
حيث دخل حيز التنفيذ اعتبارا من 12/9/2023
ارجو ان تكونوا قد استفدتم من بعض المعلومات المدرجة
منتدى الشنطي
سيغلق هذا المنتدى بسبب قانون الجرائم الاردني
حيث دخل حيز التنفيذ اعتبارا من 12/9/2023
ارجو ان تكونوا قد استفدتم من بعض المعلومات المدرجة

منتدى الشنطي

ابراهيم محمد نمر يوسف يحيى الاغا الشنطي
 
الرئيسيةالرئيسية  البوابةالبوابة  الأحداثالأحداث  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخول  

 

 الإعجاز في الطب والدواء

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 75802
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 78
الموقع : الاردن

الإعجاز في الطب والدواء Empty
مُساهمةموضوع: الإعجاز في الطب والدواء   الإعجاز في الطب والدواء Emptyالخميس 16 يونيو 2016, 1:22 am

الفصل السادس
الإعجاز في الطب والدواء
 



       

المبحث الثاني عشر

الْكَمْأَةُ مِنَ الْمَنِّ وَمَاؤُهَا شِفَاءٌ لِلْعَيْنِ

الحديث: حدثنا أبو نعيم حدثنا سفيان عن عبد الملك عن عمرو بن حُريث عن سعيد بن زيد t قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله e: "الْكَمْأَةُ مِنَ الْمَنِّ وَمَاؤُهَا شِفَاءُ لِلْعَيْنِ" (صحيح البخاري: 4118 ، 4273).

وقد جاء الحديث بنفس النص في رواية الإمام الترمذي عن أبى هريرة t.

أولاً: شرح الحديث

1. في معنى قول رسول الله e "مِنَ الْمَنِّ":

قال ابن حجر: قوله (مِنَ الْمَنِّ) على ثلاثة أقوال: أحدها أن المراد هو المن الذي أنزل على بني إسرائيل، و شبه به الكمأة بجامع ما بينها من وجود كل منهما بغير علاج، والثاني أنها من المن الذي أمتن الله به على عبادة من غير تعب، ويؤكد الخطابي هذا المعنى أي لأنها تنبت من غير تكلف ببذر أو سقي، ثم أشار إلى أنه يحتمل أن يكون الذي أنزل على بني إسرائيل كان أنواعاً منها ما يسقط على الشجر، ومنها ما ينبت في الأرض فتكون الكمأة منه، وهذا هو القول الثالث للبغدادي.

2. في معنى قول رسول الله e "وَمَاؤُهَا شِفَاءُ لِلْعَيْنِ"

قال ابن الجوزي: والمراد بكون مائها شفاء للعين قولان أصحهما أنه ماؤها حقيقةً، إلا أن أصحاب هذا القول اتفقوا على أنه لا يستعمل صرفاً في العين، بل يخلط في الأدوية التي يكتحل بها، أو أنها تؤخذ فتشق وتوضع على الجمر حتى يغلي ماؤها، ثم يؤخذ الميل فيجعل في ذلك الشق وهو فاتر فيكتحل بمائها، وقال الغافقي: "ماء الكمأة أصلح الأدوية للعين إذا عجن به الإثمد[1] واكتحل به، فإنه يقوي الجفن ويزيد الروح الباصرة حدة وقوة ويدفع عنها النوازل". وقال النووي في شرحه لصحيح مسلم: "إن ماءها شفاء للعين مطلقاً فيعصر ماءها فيجعل في العين، وقد رأيت أنا وغيري في زماننا من عمي وذهب بصره حقيقة، فكحل عينه بماء الكمأة مجردة فشفي وعاد إليه بصره".

وذكر الزرقاني أن المتوكل أمير المؤمنين رمد، ولم يزداد باستعمال الأدوية إلا رمداً، فطلب من أحمد بن حنبل إن كان يعرف حديثاً في ذلك، فذكر له أن النبي e قال: "الْكَمْأَةُ مِنَ الْمَنِّ وَمَاؤُهَا شِفَاءُ لِلْعَيْنِ"، فأرسل المتوكل إلى طبيبه يوحنا بن ما سويه، وطلب منه أن يستخرج له ماء الكمأة، فأخذ الكمأة فقشرها ثم سلقها فأنضجت أدنى النضج، ثم شقها وأخرج ماءها بالميل فكحل به عين المتوكل، فبرأت في الدفعة الثانية فعجب ابن ماسويه وقال: أشهد أن صاحبكم كان حكيماً، يعني النبي e.

3. الكمأة في اللغة

الكمأة بفتح أوله وثالثه وسكون ثانيه مهموز، والكَمْأَةُ واحدها كَمءٌ على غيرِ قياس، وقيل: الكَمْأَةُ هي التي إِلى الغُبرة والسَّواد، والجِبَأَةُ إِلى الحُمْرةِ والفِقَعةُ البِيضُ، وأَكْمَأَتِ الأَرضُ فهي مُكْمِئةٌ كَثُرت كَمْأَتُها وأَرضٌ مَكْمُوؤَةٌ كثيرة الكَمْأَة وكَمَأَ القومَ، وأَكْمَأَهم أي أَطْعَمَهُم الكَمْأَةَ في قول أَبي حنيفة، وخَرجَ الناسُ يَتَكَمَّؤُون أَي يَجْتَنُون الكَمْأَةَ، ويقال: خرج المُتَكَمِّئُون وهم الذين يَطْلُبون الكَمْأَةَ، والكَمَّاءُ بَيَّاعُ الكَمْأَة وجانيها، وقيل: سميت بذلك لاستتارها, يقال: كمأ الشهادة إذا كتمها.

ثانياًً: أوجه الإعجاز العلمي

لكي نتعرف على أوجه الإعجاز العلمي في الحديث النبوي الشريف، يجب أن نتعرف أولا على الحقائق العلمية التالية:

·       ما الكمأة؟

·       أنواعها.

·       ما المراد بماء الكمأة.

·      مدى نجاح علاج العين وشفائها باستعمال ماء الكمأة.

1. ما الكمأة؟

أ. د/ زغلول النجار (اُنظر صورة للكمأة)

يقول د/ زغلول النجار: الكمأة واحدها كمء وهى درنة من الفطريات الجذرية التي تنمو تحت الأرض بالتكافل مع جذور نباتات معينة إلى عمق حوالي ثلاثين سم، وتنمو في جماعات من عشرة إلى عشرين درنة في المكان الواحد من التربة، وهذه الدرنات كروية أو شبه كروية، لحمية الملمس، رخوة، ويتدرج لونها من الأبيض إلى الرمادي والبني والأسود، ولها رائحة نفاذة، والمكمأة تنمو في صحارى الوطنين العربي والإسلامي من موريتانيا غربا، إلى أواسط آسيا شرقاً في بيئات تراوح بين الرمال العميقة، والحصى الضحل، والحجر، ويزدهر نموها بعد مواسم العواصف الرعدية ومن هنا أطلق عليها العرب اسم "بنات الرعد".

للكمأة أنواع عديدة، ودرناتها مختلفة الأشكال والألوان وتنمو في الطبقة السطحية من التربة وتدرك عن طريق تشققات التربة في اتجاهين عموديين وقت نضجها، وإذا لم تجمع الدرنات فإنها سرعان ما يتكون بداخلها أبواغ (وهو التراب الناعم جدا والذي يطير من دقته إذا مس) وبانفجار كيس الأبواغ تنثر محتوياته في التربة، فإذا جاء موسم المطر في أواخر شهر أكتوبر الذي يتميز بالأمطار الرعدية فإن محتوى الأبواغ ينبت ليعطى خيوطاً فطرية دقيقة تنفذ بقدرة الله إلى داخل نسيج جذور نباتات نامية في نفس المنطقة وتتطفل عليها حتى يكتمل نموها على هيئة الدرنات كاملة النفخ (اُنظر صورة للكمأة بحجمها الطبيعي).

ب. د/ المعتز بالله المرزوقي

الكمأة: نبات فطري وتشبه في شكلها البطاطا مع اختلاف اللون والرائحة، تنمو في الصحارى وتحت أشجار البلوط، غنية بالبروتين بنسبة 13% و تحتوي على الفسفور والبوتاسيوم والصوديوم.

ج. أ. قسطاس إبراهيم النعيمي

الكمأة مصدر للبروتينات بين نباتات الصحراء، وتتكون درناتها من 77% ماء، 23% مواد مختلفة منها (60% هيدرات الكربون، 7% دهون، 4% ألياف، 18% مواد بروتينية وال 11% الباقية تكون على هيئة رماد ينتج بعد الحرق)، وهذا ما يجعل تركيبها شبيهاً بتركيب اللحم، وطعم المطبوخ منها مثل طعم كلى الضأن، أضف إلى ذلك رائحةَ الكمأة المحببةَ وطعمَها الأشهى (اُنظر صورة وجبة طعام من الكمأة)، مما يغري الكثيرين بالإقبال عليها (اُنظر صورة الكمأة كغذاء)، وقد تم التعرف على سبعة عشر حمضاً من الأحماض الأمينية في بروتينات الكمأة، وفي وصف رسول الله e بأنها من المن تعبير عن أنها تنبت بفضل من الله ومنة، لأنها لا تزرع ولا تستزرع، ولا تحتاج إلى مؤونة بذر أو سقية، ولا تحتاج إلى تعب أو نصب من الإنسان إلا في جمعها، ومن هنا كان وصفها بالمن، وأما عن وصف رسول الله e لها بأن "ماءها شفاء للعين" فقد ذكر ابن سيناء أنه انطلاقًا من هذا الحديث النبوي الشريف فإن المسلمين كانوا يغلون ماءها ثم يبردونه ويكتحلون به (يتقطرون به).

وتعتبر الكمأة نوع من الدرنيات والجذور التي لا ورق لها ولا ساق، تخرج في الأرض بدون زرع وتكثر أيام الخصب وكثرة المطر والرعد، وهو نَبات يُنَقِّضُ الأَرضَ فيخرج كما يَخرج الفُطْرُ، وهو معروف عند العرب ويسمونه جدري الأرض (اُنظر صورة كمأة جدري الأرض) تشبيها لها بالجدري مادة وصورة؛ لأن مادته رطبة دموية تندفع غالبا عند الترعرع وفي ابتداء اشتداد الحرارة.

كما تستعمل الكمأة كغذاء جيد حيث تبلغ قيمتها الغذائية أكثر من 20% من وزنها لاحتوائها على كمية كبيرة من البروتين، ويصنع من الكمأة الحساء الجيد وتزين بها موائد الأكل ويجب أن تطبخ جيداً وأن لا تؤكل نيئة لخطورتها حيث تسبب عسر الهضم، كما يجب عدم أكلها من قبل المصابين بالحساسية

د. التفسير العلمي الذي عُرف حتى الآن عن تكون درنات الكمأة في الأرض

فهو أن البرق يضع الطاقة اللازمة لتشكيل العديد من الأكسيدات والمركبات الغذائية (مركبات الأزوت)، ويعمل الرعد على ترسيب هذه المركبات، إما على صورة جافة بفعل(الجاذبية)، وإما على صورة محاليل مائية بفعل (حبات المطر)، فتصل الطبقة السطحية للأرض بعد أن يرفع الرعد من قدرتها على تخزين الماء والغذاء اللازمين لنمو فطر الكمأة، ومن المحتمل أن يكون الدور الرئيس للرعد هو إرسال بعض الموجات الصوتية التي من شأنها أن تمزق أغلفة أنواع فطر الكمأة الكامنة، فتنشط بوجود الماء والتربة الرخوة وتبدأ عملية (الفقع) إلى سطح التربة.

والعرب تسمي الكمأة نبات الرعد لأنها تكثر بكثرته، وهي كثيرة بأرض العرب، وتوجد بالشام ومصر والعراق، وأجودها ما كانت أرضه رملية قليلة الماء ومنها صنف قتّال يضرب لونه إلى الحمرة، وهي باردة رطبة رديئة للمعدة بطيئة الهضم، ويسميه أهل الخليج أو أهل الجزيرة العربية: (الفقع) وهو جمع لكلمة فقعة، وفي منطقة بلاد الشام، يسمونه "الكماه" تمييعاً للـ "الكمأة" وهو اسمها العربي الوارد في الحديث، تنمو تحت سطح الأرض على أعماق متفاوتة تصل ما بين 2 سم إلى 50 سم ولا تظهر لها أجزاء فوق سطح الأرض على الإطلاق، فلا ورق، ولا زهر؛ لأنه نبات لا جذر له.

ولعل الأمطار المبكرة في شهري نوفمبر وديسمبر والمصحوبة بالرعد ثم أمطار آذار الربيعية الرعدية ضرورية لتأمين موسم جيد للكمأة، على أن يرافق هذه الأمطار ارتفاع ملحوظ في درجات الحرارة في طبقات الجو العليا، ينجم عنه تمدد في الغيوم يؤدي إلى احتكاك شديد ينتج عنه البرق والرعد والأمطار العاصفية، والرعد صوت يصاحب البرق الذي هو شرارات كهربائية عنيفة ترفع درجة الحرارة حولها إلى ما يقرب من 3000 درجة، مما يحول الآزوت الحر إلى حمض الآزوت، ويتحول في التربة التي يصلها مع الأمطار إلى نترات تستفيد منه الكمأة لأنها تحتاج إلى نوعية خاصة من الأسمدة الآزوتية، أما محاولة زراعتها بتدخل الإنسان في ذلك، فقد باءت جميع المحاولات حتى الآن بالفشل.

2. أنواعها:

توجد عدة أنواع من الكمأة ولا يكاد تختلف عن بعضها كثيراً سوى اختلاف بسيط في ألوانها، مثل (الزبيدي) (اُنظر صورة لكمأة من نوع الزبيدي) يميل لونه إلى البياض، وحجمه كبير قد يصل إلى حجم البرتقالة الكبيرة وأحيانا أكبر من ذلك، و(الخلاسي) ولونه أحمر وهو أصغر من الزبيدي ولكنه في بعض المناطق ألذ وأغلى في القيمة من الزبيدي، و(الجبي) ولونه أسود إلى حمرة وهو صغير جداً، و(الهوبر) ولونه أسود وداخله أبيض وهذا النوع يظهر قبل ظهور الكمأة الأصلية ليدل على أن الكمأة ستظهر قريباً، ويعتبر هذا النوع أردأ أنواع الكمأة ونادراً ما يؤكل.

3. ماء الكمأة

أما المراد بماء الكمأة فقد قال ابن الجوزي المراد بكونها شفاء للعين قولان:

أ. أن ماؤها يشفي العين حقيقة إلا أن أصحاب هذا القول اتفقوا على أنه لا يستعمل صرفاً في العين، واختلفوا على رأيين:

(1) أن يخلط في الأدوية التي يكتحل بها.

(2) أن يؤخذ فيشق ويوضع على الجمر حتى يغلي ماؤها ثم يؤخذ الميل فيجعل في ذلك الشق وهو فاتر فيكتحل بمائها لأن النار تلطفه وتذهب فضلاته الرديئة ويبقى النافع منه.

ب. قال ابن القيم: إن المراد بمائها هو الماء الذي تنبت به فإنه أول مطر يقع في الأرض فتربي به الأكحال، فتكون الإضافة إضافة الكل لا إضافة جزء، وفيما ادعاه ابن الجوزي من الاتفاق على أنها لا تستعمل صرفاً وأيده في ذلك الخطابي ـ أي وحدها من غير إشراكها بغيرها من المواد ـ ففيه نظر، فقد حكى عياض عن بعض أهل الطب في التداوي بماء الكمأة تفصيلاً وهو إن كان لتبريد ما يكون بالعين من الحرارة فتستعمل مفردة، وإن كان لغير ذلك فتستعمل مركبة، وبهذا جزم ابن العربي فقال الصحيح إنه ينفع بصورته في حال، وبإضافته في أخرى، وقد جرب ذلك فوجد صحيحاً.

4. نجاح علاج العين وشفاؤها باستعمال ماء الكمأة كما جاء في الحديث الشريف

أ. ذكرنا أن الكمأة تستعمل إما للأكل وهو الشائع (اُنظر صورة الكمأة كغذاء) وإما للعلاج ، وقد أجريت العديد من الدراسات والأبحاث على مرضى مصابين بالرمد الحبيبي أو التراخوما Trachoma: (اُنظر صورة عين مصابة بالتراكوما) ـ وهو التهاب مزمن ومعدٍ يصيب العين ويؤدي إلى تليف القرنية، مما قد يتسبب في فقدان البصر ـ استُخدم ماءُ الكمأة في علاج نصف المرضى، واستخدمت المضادات الحيوية في علاج النصف الآخر، فتبين أن ماء الكمأة قد أدَّى إلى نقص شديد في تكون الخلايا الليمفاوية والألياف التي تنتج عن هذا الالتهاب، وتسبب العتامة في القرنية، بعكس الحالات الأخرى التي استخدمت فيها المضادات الحيوية، فماء الكمأة يقلل من حدوث هذا التليف في قرنية العين وذلك بوقف نمو الخلايا المكونة للألياف، كما أنه في نفس الوقت يقوم بمعادلة التأثير الكيميائي لسموم التراخوما، ويمنع النمو غير الطبيعي للخلايا الطلائية للملتحمة في العين، ويزيد من التغذية لهذه الخلايا عن طريق توسيع الشعيرات الدموية بالملتحمة؛ لأن معظم مضاعفات الرمد الحبيبي تنتج عن عملية تليف قرنية العين، وماء الكمأة يمنع حدوث هذه المضاعفات.

ب. في المؤتمر العالمي الأول عن الطب الإسلامي ألقى الدكتور المعتز بالله المرزوقي محاضرة عن نتائج معالجته لآفات عينية مختلفة بتقطير ماء الكمأة في العين، وأفاد بأنه تم استخلاص العصارة المائية منها في مختبر "فيلانوف بأوديسا"، ثم تم تجفيف السائل حتى يمكن الاحتفاظ به لفترة طويلة، وعند الاستعمال تم وضع المسحوق في ماء مقطر ليصل إلى نفس تركيز ماء الكمأة الطبيعي، ولقد عولج به حالات متقدمة من(الترخوما) (اُنظر صورة عين مصابة بالتراكوما) فكانت النتائج إيجابية (تم تشخيص عدد 86 طفلاً، ثم تقسيمهم إلى مجموعتين، عولجت مجموعة منهما بالأدوية المعتادة، وعولجت المجموعة الثانية بماء الكمأة بالتقطير في العين المصابة 3 مرات يومياً لمدة شهر كامل، و كان الفرق واضحاً جداً بين المجموعتين، فالحالات التي عولجت بالأدوية المعتادة ظهر فيها تليف في ملتحمة الجفون، أما التي عولجت بماء الكمأة المقطر عادت الملتحمة إلى وضعها السوي دون تليف الملتحمة.

ج. أشار الحديث النبوي الشريف: "الْكَمْأَةُ مِنَ الْمَنِّ وَمَاؤُهَا شِفَاءُ لِلْعَيْنِ" (صحيح البخاري: 4118 ، 4273 ـ كتاب تفسير القرآن). منذ أكثر من 1400 سنة. إلى كون الكمأة شفاء للعين وهذا يدل على أن محمداً e موصول بالوحي من قبل الله، وهو لا ينطق عن الهوى ولا يتكلم بالخرافات، فكان قوله هذا عن الكمأة وعلاجها للعين سبقاً علمياً وإعجازاً تحدى به المتخصصين في الطب وأمراض العيون في عصره e ومن بعده إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها.

5. الخلاصة

أثبت العلماء علمياً وطبياً، أن الكمأة التي وردت في حديث رسول الله e يشفي ماؤها العين، وتعالج الرمد الحبيبي (التراكوما)، وهذه الحقيقة العلمية التي ورد ذكرها منذ أكثر من 1400 سنة، تؤكد صدق ما جاء به محمد e، وأنه ما ينطق عن الهوى، إن هو إلا وحي أوحاه له الله تعالى.

[1] نوع من أنواع الكحل.


الإعجاز في الطب والدواء Pic32



الإعجاز في الطب والدواء Pic33



الإعجاز في الطب والدواء Pic34



الإعجاز في الطب والدواء Pic37



الإعجاز في الطب والدواء Pic38
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 75802
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 78
الموقع : الاردن

الإعجاز في الطب والدواء Empty
مُساهمةموضوع: رد: الإعجاز في الطب والدواء   الإعجاز في الطب والدواء Emptyالخميس 16 يونيو 2016, 1:25 am


       

المبحث الثالث عشر

العسل فِيهِ شِفَاءٌ لِلنَّاسِ

قال تعالى: )ثُمَّ كُلِي مِنْ كُلِّ الثَّمَرَاتِ فَاسْلُكِي سُبُلَ رَبِّكِ ذُلُلًا يَخْرُجُ مِنْ بُطُونِهَا شَرَابٌ مُخْتَلِفٌ أَلْوَانُهُ فِيهِ شِفَاءٌ لِلنَّاسِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ( (سورة النحل: الآية 69).

أولاً: تفسير الآية:

يقول ابن كثير: في قوله تعالى )ثُمَّ كُلِي مِنْ كُلِّ الثَّمَرَاتِ فَاسْلُكِي سُبُلَ رَبِّكِ ذُلُلاً( أذِن الله تعالى للنحل إذناً قدرياً تسخيرياً أن تأكل من كل الثمرات، وأن تسلك الطرق التي جعلها الله مذللة لها، أي مسهلة عليها حيث شاءت من هذا الجو العظيم والبراري الشاسعة، والأودية والجبال الشاهقة ثم تعود كل واحدة منها إلى بيتها لا تحيد عنه يمنة ولا يسرة، بل إلى بيتها وما لها فيه من فراخ وعسل، فتبني الشمع من أجنحتها وتقئ العسل من فيها، وتبيض الفراخ من دبرها، ثم تصبح إلى مراعيها، وفى قوله تعالى: )يَخْرُجُ مِنْ بُطُونِهَا شَرَابٌ مُخْتَلِفٌ أَلْوَانُهُ (أي شراب مختلف اللون، ما بين أبيض وأصفر وأحمر وغير ذلك من الألوان الحسنة على اختلاف مراعيها ومأكلها، وفى قوله: )فِيهِ شِفَاءٌ لِلنَّاس( أي في العسل شفاء للناس من أدواء تعرض لهم، وقال بعضهم لو قال الله فيه الشفاء للناس لكان دواء لكل داء، ولكن قال فيه شفاء للناس.

والدليل على أن المراد بقوله تعالى: )فِيهِ شِفَاءٌ لِلنَّاس( هو العسل، الحديث الذي رواه البخاري ومسلم في صحيحهما عن أبى سعيد الخدري t أَنَّ رَجُلاً أَتَى النَّبِيَّ e فَقَالَ أَخِي يَشْتَكِي بَطْنَهُ،: "فَقَالَ e اسْقِهِ عَسَلاً"، ثُمَّ أَتَى الثَّانِيةَ "فَقَالَ e اسْقِهِ عَسَلاً"، ثُمَّ أَتَاهُ الثَّالِثَةَ "فَقَالَ e اسْقِهِ عَسَلاً"، ثُمَّ أَتَاهُ فَقَالَ قَدْ فَعَلْتُ "فَقَالَ صَدَقَ الله وَكَذَبَ بَطْنُ أَخِيكَ أَسْقِهِ عَسَلاً فَسَقَاهُ فَبَرَأَ" (صحيح البخاري: 5252)، وعن ابن عباس t عن النبي e: "قَاَلَ الشِّفَاءُ فِي ثَلاَثةِ فِي شَرْبَةِ عَسَلٍ وشَرْطَةِ مِحْجَمٍ وَكَيَّةِ نَارٍ وَأَنْهَي أُمَّتِي عَنِ الْكَيَّ" (صحيح البخاري: 5248)، وعَنْ عُقْبَةَ ابْنِ عَامِر الجُهَنِيِّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله e: "ثَلاَثٌ إِنْ كَانَ فِي شَيْءٍ شِفَاءٌ: فَفِي شَرْطَةِ مُحْجِمٍ أَوْ شَرْبَةِ عَسَلٍ أَوْ َكيَّةٍ تُصِيبُ أَلَماً وَأَنَا أَكْرهُ الْكَيَّ وَلاَ أُحِبُهُ" (مسند أحمد: 16677). وعن عبد الله ابن مسعود t قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله e: "عَلَيْكُمُ بِالشِّفاءَيْنِ الْعَسَلِ وَالْقُرْآنِ" (سنن أبن ماجة: 3443).

وعن أَبىِ هُرَيْرَةَ t قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله e: "مَنْ لَعِقَ الْعَسَلَ ثَلاَثَ غَدَوَاتٍ كُلَّ شّهْرٍ لَمْ يُصِبْهُ عَظِيمٌ مِنْ الْبَلاَءِ" (سنن أبن ماجة: 3441) صدق رسول الله e.

ثانياً: أوجه الإعجاز العلمي

تأخذ النحلات غبار الطالع من كل الثمرات وهى تعرف طريقها جيدا إلى ذلك (اُنظر صورة غبار الطلع)، حيث تذهب إلى تلك الثمرات وتعود دون أدنى خطأ، فقد ذلل الله لها السبل لهذا العمل الدقيق، وبعد عودتها ودخولها بيتها يَخْرُجُ مِنْ بُطُونِهَا شَرَابٌ مُخْتَلِفٌ أَلْوَانُهُ فِيهِ شِفَاءٌ لِلنَّاسِ (هذا الشراب هو عسل النحل) ويلزم أن نتعرف أولا على

·   أنواع العسل.

·       مكوناته.

·   فوائده في الاستشفاء من الأمراض

وهذا معنى قوله تعالى )يَخْرُجُ مِنْ بُطُونِهَا شَرَابٌ مُخْتَلِفٌ أَلْوَانُهُ فِيهِ شِفَاءٌ لِلنَّاسِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ( (سورة النحل: الآية 69).

1. أنواع العسل

أ. العسل السام

إن النحل حينما يمتص رحيق الأزهار فهو ينقل بصدق وأمانة خواص النباتات التي يمتص رحيقها إلى العسل الذي يصنع منه، وهكذا فإن العسل يتصف بنفس الخواص الدوائية للنبات الذي جنى النحل منه الرحيق. وهناك نباتات يحتوي رحيقها على غليكوزيدات سامة مثل الرودودندن، والأزاليا الصحراوية، قلنسوة الراهب، ونبات الأندروميدا يحتوي على غليكوزيد سام هو الأندروسيدوتوكسين، فإذا ما وجدت مثل هذه النباتات وغطت مساحات واسعة بحيث يكون (الغالبية العظمى) للرحيق الذي يجنيه النحل من هذه النباتات، فإن العسل يكون ساماً، علماً بأن النحل الذي يتناول ذلك الرحيق لا يتأذى به مطلق (وهذا نادراً ما يحدث)، فالذين يتعاملون مع النحل لاستخراج عسله يراعون الابتعاد عن المناطق التي تتواجد بها تلك الأنواع من النباتات.

ب. عسل الزهر

له عشرات الأنواع تختلف في خواصها، والأصل الزهري يعيننا على تمييز العسل أي اختبار الخارج من رحيق نبات واحد كالبرسيم مثلا، والعسل المتعدد الأصل والذي ينتج عن جمع النحل لرحيق نباتات عدة هو الغالب، حيث إن العسل الوحيد الزهرة في الطبيعة نادر الوجود، فلو فرضنا مساحات شاسعة من الأرض زرعت قطناً فلا بد من أن ينمو فيها وبشكل طبيعي أعشاب متطفلة متنوعة، ولا يمكن للنحل أن يجني رحيق القطن وحده إلا إذا دُرِب على ذلك.

ويعتبر العسل الوحيد الزهرة إذا غلب رحيقه نبات خاص، كأن يكون نبات القطن هو الغالب مثلا فيقال: عسل القطن، حتى ولو حوى كميات ضئيلة من رحيق نباتات أخرى لا تؤثر على رائحته ومذاقه، أما العسل المتعدد الأصول فيتخذ اسمه من المرعى الذي جمعت منه النحلة رحيقه (كعسل البساتين) و(عسل المروج) وغيرها.

ج. أوصاف بعض أنواع العسل الغالبة (اُنظر صورة بعض أنواع العسل)

(1) عسل البرسيم الحجازي: الطازج منه تختلف ألوانه (من عديمة اللون إلى اللون العنبري). وهو يتبلور بسرعة فيتحول إلى كتلة بيضاء كالقشدة، وله رائحة طيبة وطعم خاص، ويحتوي على سكر الفواكه بنسبة 40% وسكر العنب بنسبة 37% ويعطى الفدان من البرسيم الحجازي المزهر حوالي 152 كجم من العسل تقريبا.

(2) عسل البرسيم الأبيض:عسل شفاف (لا لون له)، وطعمه ممتاز، وإذا تبلور صار كتلة بيضاء صلبة، وهو من أحسن أنواع العسل، نسبة سكر الفواكه فيه 40% ، ويعطي الفدان من النبات 41.1 كجم من العسل تقريبا.

(3) عسل البرسيم الحلو: شهي الطعم، وهو من أحسن أنواع العسل، (لونه عنبري باهت)، ورائحته منعشة كالفانيليا، ويحتوي على 36% سكر عنب، و39.5% سكر فواكه، ويعطي الفدان الواحد من البرسيم المروي 250 كجم من العسل تقريبا.

(4) عسل التفاح: (لونه أصفر باهت) ورائحته ممتعة وفي حلاوته رقة، ويحتوي على سكر فواكه بنسبة 42% وسكر عنب بنسبة 32% ويعطي الفدان من أشجار التفاح 8 كجم فقط من العسل تقريبا.

(5) عسل البر باريس: (لونه أصفر ذهبي) ورائحته ممتعة وطعمه حلو لطيف، والنحل يزور أزهار البر باريس بإقبال شديد وهي من النباتات الطبية التي تنقي الدم.

(6) عسل العليق: وهو (أبيض كالماء)، وطعمه شهي، ويعطي الفدان من العليق 8 كجم فقط من العسل تقريبا.

(7) عسل الخرنوب الأسود: من أحسن أنواع العسل، وهو عسل (شفاف)، إذا تبلور تحول إلى كتلة بيضاء كالثلج، يحتوي على 40% سكر فواكه، و36% سكر عنب.

(Cool عسل العشب الأزرق: من أحسن أنواع العسل أيضا، (لونه عنبري خفيف)، له رائحة لطيفة وطعم ممتاز، شديد اللزوجة ويتجمد ببطء، وأزهار هذا العشب يحبها النحل؛ لذا فإن له قيمة في إنتاج العسل، ويعطي الفدان من العشب الأزرق 140 كجم من العسل تقريبا.

(9) عسل الحنطة السوداء: يختلف لونه (من الأصفر الداكن الذي تشوبه حمرة إلى البني الغامق)، وله رائحة ومذاق مميزان وهو حريف الطعم، ويحتوي على 37% سكر عنب وعلى 40% سكر فواكه، وفيه من الحديد والبر وتينات نسبة عالية، ويعطي الفدان 24 كجم من العسل تقريبا.

(10) عسل الأرقطيون: (لونه غامق زيتوني)، له رائحة حادة تشبه التوابل، ولزوجته مرتفعة، ويعطي الفدان من النبات 240 كجم من العسل تقريباً.

(11) عسل الجزر: (لونه أصفر غامق) وله رائحة لطيفة.

(12) عسل الحمضيات: من أحسن أنواع العسل، وله رائحة ممتازة كرائحة زهر البرتقال والليمون، كما أن له طعماً ممتازاً.

(13) عسل اللفت أو الكرنب السلجم: (لونه أصفر مخضر) ورائحته خفيفة وله طعم ممتاز، لكنه لا يصلح للتخزين طويلا، ويعطي الفدان من النبات 16 كجم من العسل تقريبا.

(14) عسل الكزبرة: رائحته لاذعة وله طعم خاص، والكزبرة من النباتات العطرة، يعطي الفدان من النبات20 كجم من العسل تقريباً.

(15) عسل القطن: عسل خفيف ورائحته مميزة وطعمه جيد، يتجمد بسرعة ويتحول إلى لون أبيض كالثلج. وقد يكون مصفراً، يحتوي على سكر عنب بنسبة 36% وسكر فواكه بنسبة 39%، وأوراق القطن تعطي رحيقاًَ لا يختلف عن رحيق الأزهار، والفدان من القطن يعطي من 41.5 – 124.5 كجم من العسل تقريباً.

(16) عسل الهندباء: (لونه أصفر ذهبي) ثخين جداً، يتبلور بسرعة وله رائحة عطرية قوية وطعم قوي ويحتوي على 36% سكر عنب و41% سكر فواكه.

(17) عسل القمح: (لونه أصفر مخضر) وله رائحة تشبه رائحة اللوز، وطعمه فيه مرارة خفيفة.

(18) عسل رأس التنين:عسل خفيف له رائحة وطعم لطيف، وأزهار النبتة زرقاء تجذب النحل وتحتوي على كمية كبيرة من الرحيق الحلو؛ لذا فهو نبات غالٍ وثمين في إنتاج العسل.

(19) عسل الأوكاليبتوس: طعمه غير لطيف ويخرج العسل من أزهار هذه الشجرة الدائمة الخضرة ، ففي الوقت الذي تصبح فيه الأرض جرداء ويكون تزهير القطن قد انتهى، يلتفت النحالون حولهم فلا يجدون إلا تلك الشجرة الشامخة التي تغطيها الأزهار بوفرة، إنها شجرة الأوكاليبتوس التي تظلل شوارع كثيرة في المدن والأرياف.

(20) عسل الخلنج: (لونه أصفر داكن أو أحمر بني) رائحته خفيفة وطعمه لاذع لطيف، وهو كثيف القوام جداً ولا يتجمد بسهولة، ويعطي الفدان من النبتة 124.5 كجم من العسل تقريبا.

(21) عسل الخزامي: (لونه ذهبي) ورائحته رقيقة، وهو عالي القيمة يجمعه النحل من نبات الخزامى العطري المعمر.

(22) عسل الزيزفون: من الأعسال الممتازة جداً، وطعمه لذيذ، وله رائحة عطرية قوية عندما يكون طازجاً، ويحتوي على نسبة 36% سكر عنب، و39% سكر فواكه، والزيزفون شجرة تدعى بحق "ملكة النباتات المنتجة للعسل" إذ يعطي الفدان منها ما يقرب من 416 كجم من العسل تقريبا.

(23) عسل التمر حنة:عسل ممتاز ذو طعم ورائحة لطيفة، يمكن أن ينافس عسل التيليو، وهو (شفاف اللون)، ويعطي الفدان من النبتة 250 كجم من العسل تقريباً.

(24) عسل النعناع: النعناع مصدر جيد للعسل، وهو نبات عطري، وعسله له رائحة النعناع، ولونه عنبري.

(25) عسل الفاسيليا: (لونه أخضر خفيف، أو أبيض أحيانا)، وطعمه شهي يتبلور إلى ما يشبه العجينة، وهو عسل ممتاز، ونبتة الفاسيليا من أهم أنواع النباتات المنتجة للعسل، يعطي الفدان من الفاسيليا 208 – 416 كجم من العسل تقريبا.

(26) عسل القرع المعروف باليقطين: (لونه أصفر ذهبي)، ورائحته مقبولة ويتجمد بسرعة.

(27) عسل الفريز الفراولة: (لونه أبيض) ورائحته منعشة، وطعمه شهي. وأزهاره يحبها النحل.

(28) عسل المريمية: (لونه عنبري خفيف أو ذهبي غامق) ورائحته زكية وطعمه شهي، يعطي الفدان من النبتة 270 كجم من العسل تقريبا.

(29) عسل عباد الشمس: (أصفر ذهبي ويتحول إلى عنبري فاتح تشوبه خضرة) إذا تبلور، ورائحته خفيفة وطعمه لاذع لذيذ، ويعطي الفدان من النبتة 21 كجم من العسل تقريبا.

(30) عسل الصفصاف: (أصفر ذهبي) وطعمه جيد، ويتبلور إلى كتلة ناعمة كالقشدة، والنحل يفضل أزهار الصفصاف ويزورها بكثرة ويعطي الفدان من النبات حوالي 62.5 كجم من العسل تقريبا.

(31) العسل الصخري: وهو عسل نادر يصنعه النحل البري في أعشاشه الطبيعية بين الصخور، غالي الثمن لندرته ولفائدته الطبية، (لونه أصفر باهت)، رائحته زكية، وطعمه لذيذ. وأقراصه تأتي على شكل كتلة صلبة متبلورة لا بد من كسرها إلى قطع، ويمكن أن يحتفظ بقوامه لأعوام طويلة.

(32)عسل التبغ: (لونه يختلف من الفاتح إلى الداكن)، رائحته لا تسر، وطعمه مر، وهو من الأعسال الرديئة. تستعمله معامل التبغ لإنتاج المعسل وبعض الأنواع من السجائر المعطرة.

(33) العسل المشع: استطاع "ألن كيلاس A. Caillas" (1908) أن يثبت أن بعض أنواع العسل تحوي الراديوم، وهو اكتشاف عظيم الأهمية؛ لأن احتياطي الراديوم في القشرة الأرضية ضعيف للغاية.

2. مكونات العسل

أكتشف العلماء الآن ما يقرب من سبعين مادة يحتوى عليها العسل من أهمها:

أ. احتواؤه على أنواع كثيرة من البروتينات أهمها الأحماض الأمينية والعضوية، وكذلك يحتوى على مجموعة من الفيتامينات وأهمها فيتامين (ب1)، (ب2)، (ب3).

ب. احتواؤه على نسبة من الأملاح المعدنية أهمها: أملاح الكالسيوم والصوديوم والبوتاسيوم والحديد والكلور والكبريت.

ج.  يحتوى العسل على سكر الفواكه " فركتوز " (Fructose) بنسبة (40%)، وسكر العنب "جلوكوز" (Glucose) بنسبة (30%)، وسكر القصب بنسبة (40%) كما يحتوى على بعض الخمائر التي تساعد في عمليات الهضم المختلفة … مثل: خميرة الأميليز "Amylase" … التي تحول النشا إلى سكر، خميرة الكاتلاز " " Catalase والليباز " Lipase "..

3. فوائد العسل في الاستشفاء من الأمراض

أ. العيون

استخدم العسل قديماً وحديثاً في معالجة أمراض العين وأعطى نتائج جيدة ومشجعة في هذا المجال، وأثبتت التجارب فائدة العسل في معالجة التهاب حواف الأجفان، والتهاب القرنية وتقرحاتها، وأيضا علاج الالتهابات البكتيرية والفيروسية التي تصيب قرنية وملتحمة العين، بنسبة شفاء تجاوزت 90% من الحالات مساويا في ذلك أفضل أنواع القطرات الطبية المستخدمة.

عند اختبار تأثير عسل النحل على مجموعة من المرضى المصابين بقرحة فيروسية نشطة بالقرنية، من بين المرضى المترددين على العيادة الخارجية بقسم العيون بمستشفى المنصورة الجامعي، أكدت النتائج تحقيق الشفاء الكامل لحوالي 60% من المرضى بعد عشرة أيام من العلاج بعسل النحل منفرداً، إلى جانب شفاء 20% أخرى بعد إضافة أحد المراهم المعروفة كعلاج مساعد للعسل بواقع مرة واحدة مساء كل يوم.

استعمل سم النحل منذ القديم لمعالجة عدد من أمراض العين في الطب الشعبي، أما الطب الحديث فيطبق سم النحل على نطاق واسع، وبنجاح لمعالجة بعض آفات العين وخاصة "التهاب القزحية Iritis " و"التهاب القزحية والهدابي Iritoeyelitis ".

ب. البشرة

يستخدم في علاج البشرة، حيث يُضاف العسل إلى الأعشاب البرية والتراب البركاني لعلاج كلف البشرة والبقع السوداء الناتجة عن حروق الشمس، كما يزيل النمش وكلف الحمل والخشونة في الكوعين. ويستخدم العسل أيضاً في علاج البشرة المجعدة مخلوطاً مع غذاء الملكات، حيث يمنحها المرونة والحيوية.

ج. الفم والأسنان

أكد العلماء فائدة العسل في معالجة تقرحات الأغشية المخاطية والتهاب وتقرحات الفم، وفي قاموس Stedman الطبي (1961) وصفة لمعالجة التهاب الفم والقلاع بمسه بالعسل، أما الطبيب الهندي "سينغ" فيؤكد أن دعك الأسنان بمزيج من العسل مع مسحوق الفحم الطبي يجعلها بيضاء كالثلج، ويوصي الأطباء باستعمال العسل كمادة مطهرة فعالة في مداواة الأقنية السنية التي تحتاج إلى (قاتل فعال، وفي نفس الوقت غير مؤذ لفوهة القناة السنية)، وهي شروط لا تنطبق إلى على العسل.

د. الأمراض العقلية

أجريت اختبارات بشأن محلول العسل وتأثيره على كافة الأعراض التي يشكو منها المصابون بالأمراض العقلية، منها حالات من خناق الصدر "Angina Pectoris" حيث نجحت مشاركة المعالجة بالكوكابوسيلاسي مع الحقن العسلية الوريدية في تحسين مردود العمل العقلي والرقاد، وفي تراجع الآلام الصدرية.

 وفي حالة من الصرع البطني "Abdominal Epi Lesy"، أدت مشاركة حقن العسل مع خلاصات أخرى إلى تحسنها. وأما عن الوهن العصبي" Neurosthenia" فقد أدى حقن العسل إلى نقص في الوهن وتحسن في النوم وتحسن في المزاج، كما تحسنت حالات من الهوس النفسي الهمودي ، وحالات فصامية من ازدواج الشخصية Schizophrenia بتلك الحقن.

هـ. أمراض الشيخوخة

يعانى الإنسان في شيخوخته من العديد من الأمراض، أبرزها جفاف الجلد وتجعده والشيب، وثقل الحركة وضعف البصر والسمع، وتصلب الشرايين والقبض المزمن، والضعف الجنسي وغيرها، وإن رغبة الإنسان في إطالة عمره جعلت شغله وتفكيره يهتم بمحاولة معالجة هذه الأعراض لإعادة الشباب والنشاط إليه مرة أخري، وإن إطالة فترة شباب الجلد ورونقه وإبعاد شبح الشيخوخة عنه ممكن إلى حدّ ما باستعمال تمرينات متنوعة لعضلات الوجه ومسّاجات فاعلة, وأخيراً تطبيق(معاجين) لتغذية البشرة ولإغنائها بالجلوكوجين والفيتامينات مما يزيد من مقاومتها وحيويتها, وفي مقدمة هذه المواد يحتل العسل المرتبة الأولى.

و. الأطفال

أكد عدد كبير من الباحثين القيمة الكبرى لعسل النحل كمادة غذائية ووقائية ممتازة للطفل، وقد تبين لجميع الباحثين أن العسل يزيد الخضاب وعدد الكريات الحمر في دماء الأطفال، وهناك تقارير كثيرة من بلدان العالم تشير إلى أن العسل حين يدخل في جدول الحمية لهؤلاء الأطفال، فإن هناك تحسناً ملحوظاً وسريعاً يظهر على الصحة العامة للطفل المريض، كما أن إضافة العسل إلى جدول تغذية الأطفال المرضي يؤدى إلى إسراع شفائهم بشكل كبير علاوة على زيادة ملحوظة في أوزانهم.

ز. النساء

من الثابت علمياً أن حقن الحوامل بمصل سكري يحتوي مزيجاً من سكر العنب وسكر الفواكه يعطي نتائج ممتازة في معالجة قيء الحمل، وقد عولجت عشرين مريضة مصابة بالتسمم الحملي Eclampsia بإعطاء المريضة ثلاث ملاعق صغيرة من العسل قبل الإفطار بساعة وبعد وجبتي الغذاء والعشاء، وقد تم شفاء 75% من المريضات خلال 7 – 19 يوماً، أما المريضات المتبقيات فلم يستجبن للعسل وحده، حيث أضيف إلى العلاج مقدار قليل من غبار الطلع فتم الشفاء خلال أسبوع واحد (اُنظر صورة غبار الطلع).وقد أعلن بعض الأطباء إجراء عملية ولادة بلا ألم بواسطة الحقن الوريدية العسلية بنسبة 40%، ويعلل ذلك بأن العسل يساعد الألياف الرحمية على قيامها بالتقلصات اللازمة بسهولة.

ح. السرطان

تشير معظم الإحصائيات إلى ندرة إصابة النحالين بالسرطان، وقد استطاع " ألن كيلاس" وهو كيمائي فرنس مشهور، أن يبرهن على أن بعض أنواع العسل يحتوي على الراديوم المشع، وهذا الاكتشاف له أهميته الخاصة لأن احتياطي الراديوم في القشرة الأرضية ضعيف للغاية من ناحية، ومن ناحية أخرى فإن العسل المشع له أهمية كبرى في علاج الأورام الخبيثة كالساركوما وغيرها.

ط. داء السكري

وجد العلماء أن المصابين بالسكري لا تزيد مطلقاً كميات أبوالهم بعد إعطائهم العسل، وهناك حالات هبطت فيها كمية السكر المطروحة في البول بعد إعطائها العسل.

ي. الروماتيزم

ينصح الأطباء بتطبيق المعالجة بسم النحل فور وضع التشخيص للمريض(أي في الفترة الحادة للمرض)، وفي هذه الحالات يكفي سلسلة علاجية واحدة بحوالي 200 لسعة نحل للشفاء الكامل. وفي عام 1912 قام "رودلف تيرش" ابن "فيليب" بنشر مقالة عن نتائج معالجة أبيه الطبيب لـ 660 مريضاًَ مصابين بالرثية وبعد مراقبتهم، أكد شفاء 544 مريضاً منهم، وتحسن واضح عند 99 آخرين.

ك. التهاب الأعصاب

في الطب الحديث، تعطي المحاليل السكرية المفرطة التوتر نتائج ممتازة في العديد من الآفات العصبية، وما العسل إلا محلول سكري مفرط التوتر!.. كما أن هناك مواد علمية مثبتة ومشاهدات سريرية مؤكدة، تؤكد فائدة سم النحل في هذا المجال، فمنذ عام 1938 قامت الدكتورة "إبروسالمتشك Erusalimchik" بعلاج العديد من المرضى المصابين بالتهاب العصب الوركي أو الفخذي وغيرها من الأعصاب بسم النحل.

ل. الأوعية الدموية والضغط

إن تراكم الكولسترول في البطانة للشرايين هي أحد الأسباب الرئيسة لتصلب الشرايين" Ateroslerosis" وقد تبين أثناء معالجة العديد من المرضى بسم النحل انخفاض مستوى كولسترول الدم عندهم، وتشير الأبحاث إلى أن المصابين بالرثية والخاضعين للمعالجة بسم النحل ينخفض مستوى الكولسترول في دمائهم، وذلك بسبب تأثيره الموسع للأوعية والمسكن للألم، وبسبب التأثير الموسع للأوعية والمضاد للوذمة الذي يمتلكه سم النحل فقد طبق في معالجة قرحات الساق الركودية والتهابات الوريد الخثرية.

م. القلب

يؤكد العلماء أن العسل يوسع الأوعية الإكليلية، ويزيد من تروية العضلة القلبية، وإن تناول العسل للمصابين بآفات قلبية شديدة لفترة طويلة، وبمقدار 50 – 140 جم/ يومياً، يحسن الحالة العامة للمصابين ويؤدي إلى اعتدال النبض، وانتظام عمل القلب، ويرى الأطباء أن مشاركة العسل مع الستروفانتين وفيتامين ج يكون علاجاً ناجحاً لتقوية للقلب، وتتلخص حالات القلب التي ينجح العسل في علاجها في الآتي:

(1) جميع حالات القصور التاجي الخفيفة.

(2) التهاب عضلة القلب، كما يعطى علاجاً مساعداً عند إعطاء الهتروزيدات المقوية للقلب.

(3) عقب العمليات الجراحية يعمل منعشاً قلبياً.

ن. الكبد

يؤكد العلماء ضرورة إدخال العسل في جداول الحمية الخاصة بالمصابين بالتهاب الكبد وأمراضه المختلفة، وقد جرّب بعض الأطباء في السنوات الأخيرة استعمال العسل لغايات علاجية بحتة في أمراض الكبد، فالعسل بما فيه من أملاح معدنية وحموض عضوية وخمائر وغيرها، يلعب دوراً رئيساً في تنشيط وظائف الكبد، ويمكن عدّه أكثر العلاجات فعالية في معالجة أمراض الكبد، وخاصة بعد مزجه بقليل من غبار الطلع والغذاء الملكي.

س. الكلى

دلت الأبحاث الحديثة على أن للعسل قيمة دوائية كبيرة في علاج أمراض الكليتين، واقترحه الكثيرون في وضعه بجدول الحمية للمرضى المصابين، يعود ذلك لانخفاض البروتينات والأملاح المعدنية التي تضر بهم.

ع. الحساسية

أكدت الأبحاث الحديثة على أن للعسل دوراً مهماً في تدريب المريض على الإزالة التدريجية للتحسس، ويرى العلماء أن استعمال العسل في معالجة ما يسمى "بحمى القش Hay Fever"، أو التهاب الأنف والطرق التنفسية العليا التحسسية قد نجح نجاحا كبيرا، وخلافاً للأدوية المعتادة في العلاج من الحساسية، فإن العسل علاج غير ضار وليس له أثار جانبية.

ويرى العلماء أن العسل كي يكون فعالاً في معالجة الربو وحمى القش والزكام التحسسي وغيرها من الأمراض التحسسية, يجب أن يكون صافياً وغنياً بحبيبات الطلع أي (غير مصفى =Non filtered) وأن لا يكون قد عرض له التسخين أثناء الفرز، وأن يتناوله المريض بكميات ضئيلة ولفترة زمنية طويلة.

ف. النزلات الشعبية

يمكن للمصاب بنزلة شعبية ورشح وأنفلونزا أن يعتمد العسل وحده، باستخدام ملعقة كبيرة منه مذابة في كوب من الحليب أو الشاي الساخن أو عصير الليمون، ونظراً لكون العسل مادة معرقة فينصح المريض بالبقاء في فراشه حتى يجف العرق.

ص. الإشعاع

يصيب المرضى المعالجون بالأشعة المجهولة والعاملون فيها أعراض مزعجة من فقر دم ونقص في الكريات البيضاء، وصداع وقيء، والتهابات الجلد وغيرها، وهذه الأعراض في مجموعها تسمى الداء الشعاعي، وقد عولجت هذه الحالات بحقن محلول العسل الوريدي 20-40% M2 Woelm وكانت تلك الأعراض تزول بسرعة مدهشة.

ق. الجهاز الهضمي

وتقول الحكمة الشعبية الروسية: (العسل ...أفضل صديق للمعدة)، وجاءت الأبحاث الحديثة لتؤكد حسن تأثير العسل على سير الهضم، والعسل خير علاج للمريض بعد العمليات الجراحية على الأمعاء, كما أنه علاج جيد ضد الإمساك، ويشير معظم الباحثين إلى أن العسل يُنْقِص الحموضة الزائدة للعصارة المعدية، وأن القرح المعدية يلائمها العسل بفعل الحموض الأمينية الفعالة الموجودة فيه.

ر. الجلد

إن معالجة تقيحات الجلد وتقرحاته، والجروح العفنة بالعسل معروفة منذ القدم، وفي كتاب"القانون في الطب لابن سينا" وصفات لمراهم جلدية يدخل العسل فيها، خاصة في معالجة قرحات الجلد العميقة والمتعفنة، وقد عالج الجراح الشهير "كرينتسكي" 1938 مصابين بالتهاب الغدد العرقية، والتهابات العظم، وعلاج حروق متنوعة بمرهم (دهني ـ عسلي) بنجاح كبير، كما أكد معهد الطب الثاني في موسكو نجاح المعالجة بالعسل لمصابين بآفات جلدية متنوعة (دمامل، جمرة حميدة، تينيه عنقودية).

ش. أمراض الدم

تجمع الأبحاث الطبية على تصنيف العسل من أهم العقاقير فعالية لمعالجة الأشكال المختلفة من فقر الدم. فالأطباء الذين عالجوا مرضاهم بالعسل، لاحظوا أثره الممتاز على زيادة كرات الدم الحمراء وارتفاع الخضاب في دمائهم، كما لاحظ العلماء أن درجة التخثر الدموي عند الفئران المعالجة بالعسل كانت عالية، وقد أكد العلماء أن العسل يحتوي على مواد لها خاصية مضادة للنزف.

4. الخلاصة

بعد أن علمنا تلك الحقائق العلمية التي كشفها العلم الحديث الآن عن عسل النحل سواء من ناحية أنواعه ـ مكوناته ـ فوائده في الاستشفاء من كثير من الأمراض، على النحو الذي ذُكِر في هذا المبحث، وبعد مراجعة ما ورد في كتاب الله عن هذا العسل وفوائده في قوله I: )يَخْرُجُ مِنْ بُطُونِهَا شَرَابٌ مُخْتَلِفٌ أَلْوَانُهُ فِيهِ شِفَاءٌ لِلنَّاسِ(، وكذا في أحاديث رسول الله e عن فائدة العسل ومنها "مَنْ لَعِقَ الْعَسَلَ ثَلاَثَ غَدَوَاتٍ كُلَّ شّهْرٍ لَمْ يُصِبْهُ عَظِيمٌ مِنْ الْبَلاَءِ" (سنن أبن ماجة: 3441)، نقول سبحان الله!!، تأتى تلك المعلومات عن عسل النحل منذ أكثر من 1400 سنة لتؤكد تلك الحقائق العلمية التي يتحدث عنها العلماء الآن، عن هذا الشراب العجيب المختلف ألوانه الذي فِيهِ شِفَاءٌ لِلنَّاسِ، ليقوم دليلا على أن الذي أنزل هذا العسل، هو الذي أنزل القرآن، وهو الذي أوحى إلى عبده ورسوله e بتلك الأحاديث عن عسل النحل.

الإعجاز في الطب والدواء Pic39



الإعجاز في الطب والدواء Pic40
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
 
الإعجاز في الطب والدواء
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى الشنطي :: الدين والحياة :: موسوعة الإعجاز العلمي في القرآن والسنة-
انتقل الى: