منتدى الشنطي
سيغلق هذا المنتدى بسبب قانون الجرائم الاردني
حيث دخل حيز التنفيذ اعتبارا من 12/9/2023
ارجو ان تكونوا قد استفدتم من بعض المعلومات المدرجة
منتدى الشنطي
سيغلق هذا المنتدى بسبب قانون الجرائم الاردني
حيث دخل حيز التنفيذ اعتبارا من 12/9/2023
ارجو ان تكونوا قد استفدتم من بعض المعلومات المدرجة

منتدى الشنطي

ابراهيم محمد نمر يوسف يحيى الاغا الشنطي
 
الرئيسيةالرئيسية  البوابةالبوابة  الأحداثالأحداث  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخول  

 

 ملف كامل عن رمضان

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 75523
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 78
الموقع : الاردن

ملف كامل عن رمضان Empty
مُساهمةموضوع: ملف كامل عن رمضان   ملف كامل عن رمضان Emptyالأحد 19 يونيو 2016, 8:41 pm

استقبال رمضان

شهر رمضان شهر عظيم وموسم كريم؛ إذ إن شهر رمضان المبارك شهر تضاعف فيه الحسنات وتعظم فيه السيئات وتفتح فيه أبواب الجنات، وتقبل فيه التوبة إلى الله من ذوي الآثام والسيئات، شهر أوله رحمة وأوسطه مغفرة وآخره عتق من النار؛ فحري بالمسلم أن يحسن استقبال رمضان.. فما وسائل استقبال رمضان؟ وكيف نستقبل رمضان؟


وقفات قبل قدوم شهر رمضان

تدور عجلة الزمن بسرعة مذهلة ترتجف منها القلوب الحية، ذلك أن المسلم يكاد يطيش عقله عندما يقف مع نفسه محاسبًا: ماذا قدّم فيما انقضى من أيام عمره ولياليه؟ ويزداد خوفًا وفرقًا عندما يستحضر ما رواه الترمذي وابن ماجه وغيرهم من حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صل الله عليه وسلم: «أعمار أمتي ما بين الستين إلى السبعين، وأقلهم من يجوز ذلك‏».
‏فيا الله ما أقصر الأعمار! تبلغ الستين أو السبعين أو الثمانين أو المائة، ثم تنتهي من الدنيا وتنتقل إلى الآخرة، وهذا إن لم تتخطفك المنون في سنّ الشباب أو الكهولة!
لكن عزاء المسلمين أن لهم ربًّا لطيفًا رحيمًا، عوّضهم بقصر أعمارهم ما يدركون به أعمال المعمرين مئات السنين، وذلك بمضاعفة الأجور والحسنات بحسب شرف الأزمنة والأمكنة ومواسم الطاعات. ومن ذلك ما أنعم الله به على عِباده بفضيلة شهر الصيام، ففيه مضاعفة للحسنات، وتكفير للسيئات، وإقالة للعثرات؛ فلذلك والذي قبله أحببت التذكير مع قدومه بهذه الوقفات:
الوقفة الأولى: وقفة محاسبة
يجب على كل مسلم أن يأخذ العبرة من سرعة تصرُّم الأيام والليالي، فيقف مع نفسه محاسبًا، حسابًا يدفعه إلى العمل الصالح وهجر الذنوب والمعاصي، فلو يرجع بذاكرته ويستعرض ما مضى من عمره، ويتأمل عامه الذي انصرم؛ بأيامه ولياليه وثوراته ومآسيه، انصرم وكل لحظة منه تباعدنا عن الدنيا وتقربنا من الآخرة. قال علي بن أبي طالب رضي الله تعالى عنه: "ارتحلت الدنيا مدبرة، وارتحلت الآخرة مقبلة، ولكل واحدة منها بنون، فكونوا من أبناء الآخرة، ولا تكونوا من أبناء الدنيا؛ فإن اليوم عمل ولا حساب، وغدًا حساب ولا عمل" (أخرجه البخاري).
ولله در القائل:
نسير إلى الآجال في كل لحظــة *** وأعمــارنا تطوى وهن مراحـل
ترحل من الدنيا بزاد من التقـى *** فعمـــرك أيـــام وهـــن قلائـــل
ومـــا هـــذه الأيــام إلا مـراحـل *** يحث بها حاد إلى الموت قاصـد
وأعجــب شـيء لو تأملت أنهـا *** منــازل تطوى والمسافـر قاعـد
فـ«الكيّس من دان نفسه وعمل لما بعد الموت، والعاجز من أتبع نفسه هواها وتمنى على الله الأماني» كما في حديث شداد بن أوس عند الترمذي وغيره. وقد أمرنا الله بمحاسبة أنفسنا، فقال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَلْتَنْظُرْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ لِغَدٍ} [الحشر: 18].
قال ابن كثير رحمه الله: "أي حاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا، وانظروا ماذا ادخرتم لأنفسكم من الأعمال الصالحة ليوم معادكم وعرضكم على ربكم". فمحاسبة النفس هي ديدن العلماء العاملين، والعبّاد الصالحين، فهذا الحسن البصري يقول: "يا ابن آدم، إنما أنت أيام فإذا ذهب يوم ذهب بعضك".
فلله كم يوم من أعمارنا أمضيناه! ولله كم من صديق فقدناه! وكم من قريب بأيدينا دفناه! وكم من عزيز علينا في اللحد أضجعناه! كانوا يتشوقون لإدراك هذا الشهر الكريم؛ ليظفروا بالصيام والقيام ويتعرضوا لنفحات الكريم المنان، فحضرت آجالهم، وقطع الموت حبال آمالهم، فحسبهم أنهم على نياتهم يؤجرون، كما في الصحيحين من خبر الصادق المصدوق: «إنما الأعمال بالنيات، وإنما لكل امرئ ما نوى».
الوقفة الثانية: التوبة التوبة
المسلم ليس معصومًا عن الخطأ، فهو عرضة للوقوع في الذنوب والآثام، وقد بيّن النبي صل الله عليه وسلم ذلك، وبيّن أنه من طبع البشر، وبيّن علاجه فقال: «كلُّ بني آدَمَ خطّاء، وخيرُ الخطّائين التوّابون» [الجامع الصغير].
كما جاء في حديث أنس -رضي الله عنه- الذي أخرجه أحمد والترمذي عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صل الله عليه وسلم: «والذي نفسِي بيَدِه، لو لم تُذنِبوا لذَهَب الله بكم، ولجاءَ بقومٍ يذنِبون فيستغفِرون اللهَ، فيغفِر لهم» [أخرجه مسلم].
وشهر رمضان هو شهر مغفرة الذنوب، وشهر القبول ومضاعفة الحسنات، وشهر العتق من النار، هو الشهر الذي «تفتح فيه أبواب الجنة، وتغلق فيه أبواب النار، وتصفد فيه الشياطين» (كما في الصحيحين من حديث أبي هريرة)، هو الشهر الذي «ينادي منادٍ: يا باغي الخير أقبل، ويا باغيَ الشرّ أقصِر، ولله عتقاء من النار، وذلك كل ليلة» (كما في السنن وعند أحمد من حديث أبي هريرة أيضًا).
فحريٌّ بالمؤمن الصادق الذي مدّ الله في عمره حتى أدرك هذا الشهر أن يغتنمه بتوبة صادقة، وانطلاقة جادة بعزيمة أكيدة، فيجدد العهد مع الله بأن يلتزم بطاعته، وأن يأتمر بأوامره، وينتهي عن مناهيه، ويستقيم على دينه حتى يلقاه؛ فإن العبرة بالخواتيم.
الوقفة الثالثة: رمضان فرصة لتطهير القلوب وتصفية النفوس
إن الناظر بعين البصيرة إلى حال الناس اليوم لَيرى واقعًا مؤسفًا وحالاً سيئة، يرى إقبالاً على الدنيا الفانية وتنافسًا مخيفًا في جمع حطامها، حتى إنك لَترى الرجل تعرفه وعهدك به ذا حياء ولطف وخُلق جمّ، فما أن يقبل فيها ويدبر إلا ويصبح ذئبًا ضاريًا، همّه الظفر بالمال، وعدوّه من شاركه في مهنة، أو نافسه في بيعه.. فسبحان الله وكأن أولئك خلقوا للدنيا أو سيعمرون فيها!!
وصدق القائل:
وما هــي إلا جيفـة مستحيلـة *** عليها كلاب همهن اجتذابها
فإن تجتنبها كنت سلمًا لأهلها *** وإن تجتذبها نازعتك كلابها
وكذلك ترى أمرًا آخر لا يقل عن سابقه قبحًا: وهو تقاتل الناس على الرياسة وحب الظهور والشهرة، وهذا كله مما يوغر الصدور ويمرض القلوب، فيتولد الحقد الدفين، والبغضاء والحسد المشين.
قال الفضيل بن عياض رحمه الله: "ما من أحدٍ أحب الرياسة إلا حسد وبغى وتتبع عيوب الناس، وكره أن يذكر أحد بخير".
وصدق رحمه الله، فقد رأينا هذا واقعًا مشاهَدًا. وقد نهانا النبي صلى الله عليه وسلم عما يوغر الصدور ويبعث على الفرقة والشحناء؛ ففي الصحيحين من حديث أنس بن مالك -رضي الله عنه- أن النبي صل الله عليه وسلم قال: «لا تباغضوا ولا تحاسدوا ولا تدابروا وكونوا عباد الله إخوانًا، وَلا يَحِلُّ لِمُسْلِمٍ أَنْ يَهْجُرَ أَخَاهُ فَوْقَ ثَلاثِ لَيَالٍ». وعندما سُئل النبي أي الناس أفضل؟ قال: «كل مخموم القلب صدوق اللسان». قالوا: صدوق اللسان نعرفه، فما مخموم القلب؟ قال: «هو التقي النقي، لا إثم فيه ولا بغي ولا غل ولا حسد» (رواه ابن ماجه والطبراني من حديث عبد الله بن عمرو بن العاص).
فهذا هو رمضان موسم الصفاء والإخاء والألفة والمحبة، كيف لا وأنت تسمع الضجيج بالتأمين على الدعاء، وتشاهد النشيج بالبكاء، فهل يحصل مع هذا تباغض وجفاء؟ فنسأل الله أن يطهر القلوب ويستر العيوب.
الوقفة الرابعة: ذكرياتنا الخالدة في رمضان
عندما نذكر تأريخنا في رمضان فإننا نذكر تأريخًا مشرّفًا وأمجادًا تليدة، نذكر نصرًا وفخرًا، عزة وشموخًا، نذكر بطولات حققها الأخيار.
فنفخر بغزوة بدر الكبرى وفتح مكة، ونعتز بـ"فتح عمورية" ونخوة المعتصم، ونذكر فتح الأندلس، ونتشرف بذكر انتصارات صلاح الدين الأيوبي على الصليبيين، فبعد موقعة حطين الشهيرة وتحرير بيت المقدس من قبضتهم، وأثناء تحقيق هذا الانتصار الباهر دخل شهر رمضان الكريم، فأشار رجال صلاح الدين عليه أن يستريح خلال هذا الشهر الكريم نظير ما لاقاه من جهد ومشقة، لكنه رفض ذلك وقال: "إن العمر قصير، والأجل غير مأمون، والسماح للمغتصبين بالبقاء في الأرض الإسلامية يومًا واحدًا مع القدرة على استخلاص الأرض منهم، عمل منكر لا أستطيع حمل مسئوليته أمام الله وأمام الناس".
فهذا شيء من ذكرياتنا في رمضان يهتز له القلب بهجة وسرورًا، وترتفع الهام عزةً وشموخًا، ولكن يعصف بذلك كله النظر إلى واقع الأمة اليوم: فهي تعيش مصائب شتى، ونكبات لا تحصى؛ فـ"النصيرية" تتراقص على جثث أهل السُّنَّة في سوريا وتدفنهم وهم أحياء، وفلسطين ترزح تحت الاحتلال اليهودي، والحوثي يعبث في اليمن، في تحالف صفوي يهودي شيوعي صليبي ضد السنة وأهلها!!
والأمة تعيش في ذلةٌ وهوان، وضعفٌ وخذلان، فلتعلم علمًا يقينيًّا أنه لا نجاة لها مما هي فيه إلا برجعة صادقة إلى الله، وبالتزام حقيقي بمنهج رسوله صل الله عليه وسلم، فذلك هو أساس النصر والنجاح والتمكين، ولن يصلح آخر هذه الأمة إلا بما صلح به أوَّلها.
بقلم: سعود بن سعد السبيعي(1)
المصدر: موقع طريق الإسلام.


رمضان والحياة من جديد
نتمنى حلول رمضان، ونتشوق لاستقباله، ونعلم جميعًا أنه بإذن الله سينقضي وينتهي كما انقضى غيره، تلك سُنَّة الله سبحانه، وتمر الأيام الجميلة مرورًا سريعًا، تمر وربما نكون عنها غافلين. لقد تزينت الدنيا بزخارفها، وكثرت مشاغل الحياة حتى شغلت الخلق عن دورهم الحقيقي, فنسوا الغاية التي خلقوا من أجلها، والتي قال الله عنها: {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالإِنْسَ إِلاَّ لِيَعْبُدُونِ} [الذاريات: 56]. لذلك علينا أن نجعل الدنيا زادًا للآخرة، فقد يسرقنا الوقت وفجأة نجد أنفسنا بين الحياة والموت، وعندها نتذكر حق الله عز وجل، ونتمنى أن يجعل لنا من العمر بقية؛ لكي نعود إليه سبحانه..
فهل يا تُرى إذا تحقق ذلك وزاد العمر من جديد سنعود إلى الله فعلاً بالإنابة والعمل أم سننسى أنفسنا مرة ثانية ونغتر بالدنيا ونتشاغل مع من يتشاغل؟!
في رمضان الماضي كنت أستشعر أنه آخر رمضان في حياتي، وكنت أشعر بمرور دقائقه حريصة أشد الحرص على جمع ما أستطيع ليقبلني ربي عنده في ذلك الشهر، فما لبثت أن مرت الأيام.. عام كامل.. وجاء رمضان جديد فشعرت أنه قد بعثني ربي مرة ثانية، فتذكرت الآية من قوله تعالى: {وَأَنْفِقُوا مِنْ مَا رَزَقْنَاكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ فَيَقُولَ رَبِّ لَوْلاَ أَخَّرْتَنِي إِلَى أَجَلٍ قَرِيبٍ فَأَصَّدَّقَ وَأَكُنْ مِنَ الصَّالِحِينَ} [المنافقون: 10].
فذلك العبد يتمنى تأخير الأجل بعض الوقت ليكثر من فعل الخيرات، رغم أن الحياة كانت أمامه, ولكنه كان غافلاً عن يوم لقاء ربه، فأراد منحه أيامًا من عمره ليكثر فيها من الطاعات.
وهكذا وبنفس الطريقة اليومية يأتي الليل ويعم السكون وينقلب الأحياء جميعهم أمواتًا, وإن كان موتهم موت مؤقت, لكنه أشبه ما يكون بالموتة الكبرى. إنني أشعره كذلك عندما أردد دعاء الاستيقاظ من النوم "الحمد لله الذي أحيانا بعد ما أماتنا وإليه النشور", "الحمد لله الذي ردَّ عليَّ روحي وعافاني في جسدي وأذن لي بذكره", حال النائم كحال مفارق الحياة لا يشعر وهو مستغرق في نومه بما يدب حوله, إنها لصورة مصغرة للموت الكبير..
لكن تُرى هل يعتبر الإنسان بعد الاستيقاظ من نومه أنه قد بعثه الله سبحانه من جديد في يوم جديد يسعى سعيه في الإكثار من الصالحات؟
كذلك حال من يمر به حادث ما فيكون قريبًا من الأموات وينظر إليه الجميع أنه كذلك, وقد يتغير حاله بحال آخر فتتحسن صحته وتبدأ تعود له الحياة من جديد, فهل اعتبر مما حدث له؟ فإن الله قد بعثه للحياة من جديد، وأمده بعمر جديد ليعمل ويكثر مما يقربه من ربه.
نحن بحاجة أن نقف مع أنفسنا محاسبين لها على هذا المفهوم الذي نفرط في معناه, هل سنستيقظ من رقدتنا وغفلتنا وألا يكون حالنا في شهر رمضان العظيم كحالنا في غيره تلهنا سكرة الهوى وطول الأمل؟!
إننا بحاجة ماسّة إلى أن نستشعر بمعاني المحاسبة والتدبر، فقادم إلينا شهر غذاء للأرواح, وبلسم للجراح, ومقيد للشهوات, مقوٍّ للهمم, غنيمة للصالحين، وفرصة للعصاة والمذنبين، فالكثير يتناسى آثاره الخيّرة وسننه النيّرة، واكتفى من الصيام بحبس نفسه عن الطعام والشراب!!
كذلك حال الغريق يندرج به الموج ويشتد عليه فلا يستطيع الخروج مما فيه، ويتلقف أنفاسه الأخيرة بلحظة واحدة ثم يجد من يرفعه من أعماق الماء ويبدأ ليستنشق نسمة هواء لعمر جديد، فهل علم أنه قد بعثه ربه من جديد وأعطاه فرصة جديدة للعمل ليغير من حاله ويعود لربه بأعمال كثيرة تقربه من الله سبحانه؛ ليدخر زاده المطلوب للقاء الحق الذي كتبه الله عليه؟!
وعند حلول شهر رمضان أذكر في نفسي من كان معنا في رمضان الماضي من الأقارب والمعارف والطيبين، ولكنه حال الموت بينهم وبين إدراك رمضان هذا العام, بل وافاهم رمضان وهم تحت الثرى، وأتساءل هل كانوا على وعي بأنه سيكون رمضان الماضي آخر رمضان لهم؟! ويا تُرى ماذا فعلوا في رمضانهم الأخير هذا؟ وهل أعدوا الزاد للقاء ربهم؟
وعند قدوم الشهر يعلو في الأفق نسيم نفسي عجيب يشعر المسلم به عند إعلان رؤية الهلال؛ ففيه خصوصية لا توجد في غيره, فالصدقة فيه أفضل من غيره وفيه تتضاعف الحسنات، وفيه يزيد إقبال قلوب العباد على الله عز وجل، كما أن من فضله أيضًا العمرة فيه تعدل حجة مع النبي ملف كامل عن رمضان R_20؛ ففي الصحيحين: "عمرة في رمضان تعدل حجة"، أو قال: "حجة معي". وفي رمضان ليلة القدر التي هي خير من ألف شهر، فلنضاعف الحسنات فيه ونغتنم ذلك الشهر.
علينا أن نشكر الله عز وجل الذي أمدنا ومنحنا عمرًا جديدًا, فلنكثر من قول "اللهم بلغنا رمضان", وعلينا أن نصلح ما بيننا وبين الله عز وجل, وما بيننا وبين الناس, وما بيننا وبين أنفسنا, ونستعد لحسن العمل, وصدق النية حتى نخرج من رمضان بتجارة رابحة، وصدق القائل: رمضان سوق يقوم ثم ينفض، ربح فيه من ربح وخسر فيه من خسر.
إن رمضان فرصة للتغيير, فيه يجد المسلمون فسحة جديدة للعبادة والإقبال، فيجب أن يكون منطلقًا لرجعة ثابتة, وعودة صادقة إلى الله عز وجل, ليس تغييرًا مؤقتًا في أيام معدودة، فإذا كانت القلوب غافلة والنفوس شاردة عليها أن تُقبِل على الله سبحانه قبل فوات الفرصة وانقضاء الأعمار.
المصدر: موقع المسلم.


أقبلت يا رمضان
أبالحب نستقبله، وبعاطر التحايا نحييه، وبأشواق الفؤاد نلقاه، فله في النفس مكانة، وفي حنايا الفؤاد منزلة.
مرحـبًـــا أهـلاً وسـهلاً بالصـيام
يـــا حبيبًـا زارنــــا في كـل عام
قـــد لقينــاك بحــــب مفـعـــــــم
كل حب في سوى المولى حرام
إنه رمضان، زين الشهور، وبدر البدور، إنه درة الخاشعين، ومعراج التالين، وحبيب العابدين، وأنيس الذاكرين، وفرصة التائبين، إنه مدرج أولياء الله الصالحين إلى رب العالمين.
مع بزوغ أول ليلة من لياليه، تخفق القلوب، وتتطلع النفوس إلى ذلك النداء الرباني الخالد: يا باغي الخير أقبل، ويا باغي الشر أقصر.
فيا لله ما أجمله من نداء! يفرح به المؤمنون، ويستبشر به المتقون، فيعمرون المساجد، ويقبلون على القرآن، ويتلذذون بمناجاة الرحمن، ويتصدقون على المساكين، ويؤمون البيت الحرام معتمرين ومصلين.
العيون تدمع، والقلوب تخشع، والرقاب لربها تخضع، تختلط دموع التائبين، بلذة الخاشعين، وتمتزج تلاوات التالين، بدويِّ الذاكرين، فترسم في الدنيا أبهى حلة، وأجمل صورة، تسطر معنى وجمال الحياة بطاعة الله.
إنه رمضان، يبشرنا فيه الحبيب ملف كامل عن رمضان R_20 فيقول: "إذا جاء رمضان، فتحت أبواب الجنة، وغلقت أبواب النار، وصفدت الشياطين"[1].
إنه رمضان، قد ادخر الله لك أجر صيامه وسيجزيك به، فما ظنك بصاحب الكرم والجود جل جلاله إذا ادَّخر لك شيئًا؟
يقول ملف كامل عن رمضان R_20 في الحديث القدسي: "كل عمل ابن آدم له إلا الصوم، فإنه لي وأنا أجزي به"[2].
إنه رمضان، يشفع لك يوم القيامة، قال ملف كامل عن رمضان R_20: "الصيام والقرآن يشفعان للعبد يوم القيامة".
إنه رمضان، إذا صمت نهاره وقمت ليله غفر الله لك ما تقدم من ذنبك، قال ملف كامل عن رمضان R_20: "من صام رمضان إيمانًا واحتسابًا غفر له ما تقدم من ذنبه"[3]، وقال ملف كامل عن رمضان R_20: "من قام رمضان إيمانًا واحتسابًا غفر له ما تقدم من ذنبه"[4].
إنه شهر القرآن، فيه نزل، وفيه أعظم ليلة، يترقبها المؤمنون، هي ليلة القدر.
إنه حبيب المتقين، فقد كان سيد المتقين ملف كامل عن رمضان R_20 يهتم به، فكانت له أحوال أخرى مع رمضان، فقد كان ملف كامل عن رمضان R_20 يعرض القرآن على جبريل عليه السلام في كل ليلة، وكان ملف كامل عن رمضان R_20 أجود الناس، وكان أجود ما يكون في رمضان، وكان يعتكف العشر، ويكثر من الذكر.
وكذلك أئمة السلف من بعده ملف كامل عن رمضان R_20, فقد كان ابن عمر -رضي الله عنهما- لا يفطر في رمضان إلا مع اليتامى والمساكين، وقال نافع: كان ابن عمر -رضي الله عنهما- يقوم في بيته في شهر رمضان، فإذا انصرف الناس من المسجد أخذ إداوةً من ماءٍ ثم يخرج إلى مسجد رسول الله ملف كامل عن رمضان R_20، ثم لا يخرج منه حتى يصلي فيه الصبح.
وكان مالك بن أنس إذا دخل رمضان يفر من الحديث ومجالسه أهل العلم، ويقبل على تلاوة القرآن من المصحف.
وكان سفيان الثوري إذا دخل رمضان ترك جميع العباد، وأقبل على قراءة القرآن.
وكان سعيد بن جبير يختم القرآن في كل ليلتين.
وكان محمد بن شهاب الزهري إذا دخل رمضان فإنّما هو تلاوة القرآن وإطعام الطعام.
هذا رمضان قد أقبل، فاحرص فيه على صلاة خاشعة، وعمرة متقنة، وصدقة على مسكين، وترنم بآيات الكتاب، واعتكاف في المسجد، وتفطير للصائمين, وتلمس لاحتياجات الفقراء والمساكين، تنقل من حال إلى حال حتى تشعر بلذة رمضان.
المصدر: موقع المسلم.


شهر رمضان

إنه شهر الجود والكرم، وشهر الرحمة والخير: {شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ القُرْآَنُ هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الهُدَى وَالفُرْقَانِ} [البقرة:185].
قال الشاعر:
 
رمـضانُ أقـبلَ يا أُولي الألبابِ *** فاستَـقْـبلوه بعدَ طولِ غيـابِ
عـامٌ مضى من عمْرِنا في غفْلـةٍ *** فَتَـنَبَّهـوا فالعمرُ ظـلُّ سَحابِ
وتهيئـوا لِـتَصَـبُّرٍ ومشقــةٍ *** فأجورُ من صَبَروا بغير حسـابِ
اللهُ يَجزي الصائـميـنَ لأنـهم *** مِنْ أَجلِـهِ سَخِـروا بكلِّ صعابِ
لا يَدخـلُ الـريَّـانَ إلاّ صائـمٌ *** أَكْرِمْ بـبابِ الصْـومِ في الأبوابِ
إن من سنة المصطفى ملف كامل عن رمضان R_20 أن يُبشّر أصحابه بدخول شهر رمضان، ويُعلمهم، ويوجههم لما فيه خيرهم. قال عليه الصلاة والسلام: "أتاكم شهر رمضان، شهر مبارك فرض الله عليكم صيامه تُفتح فيه أبواب السماء، وتُغلق فيه أبواب الجحيم، وتُغلّ فيه مردة الشياطين، لله فيه ليلة خير من ألف شهر، من حُرم خيرَها فقد حُرم"[1].
وإن الناظر في أحوال الناس لاستقبالهم هذا الشهر ليجدهم على أطياف شتى، منهم ذلك الرجل غير المبالي، وليس لديه أدنى اهتمام بدخول الشهر أو خروجه، وهناك من غلبت عليه دنياه، واشتغل بها عن الاستعداد لهذا الشهر الكريم، وكلا الفريقين إن لم يتداركا الفضل، ويهتما بالأمر فهما من المفرطين النادمين على فوات مواسم الخير.
وهناك من غلبت عليه شقوته، وإن من أبعد الناس عن التوفيق والفلاح، ذاك الكاره المبغض لقدوم هذا الضيف؛ فهو يراه زائرًا ثقيلاً على قلبه، يكبّله عن شهواته، ويمنعه عن المتعة واللذة (المحرمة) طوال أيامه، فتراه يعدّ الأيام عدًّا، ويضيع أوقاته سدى، فهذا توشك أن تحل به دعوة أمين الوحي جبريل -عليه السلام- والرسول الكريم ملف كامل عن رمضان R_20، كما جاء في حديث أبي هريرة رضي الله عنه: "أن النبي ملف كامل عن رمضان R_20 صعد المنبر فقال: "آمين.. آمين.. آمين". قيل: يا رسول الله، إنك صعدت المنبر فقلت: "آمين.. آمين.. آمين". فقال: "إن جبريل أتاني فقال: من أدرك شهر رمضان فلم يُغفر له فدخل النار فأبعده الله، قلْ: آمين. فقلت: آمين"[2].
وهناك من يفرح بقدوم هذا الشهر، ويُسَرّ به أشد السرور شوقًا لرياض الطاعة، وتعرضًا لنفحات المولى سبحانه، وتسابقًا في ميادين الخير والطاعة للوصول لأعلى الجنان والعتق من النيران، فهؤلاء: {يَسْتَبْشِرُونَ بِنِعْمَةٍ مِنَ اللهِ وَفَضْلٍ وَأَنَّ اللهَ لاَ يُضِيعُ أَجْرَ المُؤْمِنِينَ} [آل عمران: 171]. عن أبي هريرة -رضي الله عنه- عن النبي ملف كامل عن رمضان R_20 قال: "من قام ليلة القدر إيمانًا واحتسابًا غُفر له ما تقدم من ذنبه، ومن صام رمضان إيمانًا واحتسابًا غُفر له ما تقدم من ذنبه"[3].
جعلنا الله وإياك منهم، ومَنَّ علينا ببلوغ هذا الشهر، والفوز بالغفران، والعتق من النيران.
وإليك -أخي الموفَّق- عشر وصايا لاستقبال شهر الخير والرحمة، أذكرها بإيجاز، فخير الكلام ما قلّ ودلّ:
أولاً: الدعاء ببلوغ هذا الشهر والتوفيق للأعمال الصالحة.
ثانيًا: النية الصالحة والصادقة؛ فالعبد يبلغ بنيته ما لا يبلغه بعمله، حتى ولو مات كتبت نيته.
ثالثًا: تعلّم أحكام الصيام، وسؤال أهل العلم عما أشكل عليك.
رابعًا: التخطيط الجيد لاستغلال أوقاتك في هذا الشهر.
خامسًا: التغيير للأفضل؛ فكل ما هو حولك يشجعك على التغيير للأفضل.
سادسًا: سلامة الصدر، وألاّ تكون بينك وبين أي مسلم شحناء، كما قال رسول الله ملف كامل عن رمضان R_20: "يطلع الله إلى جميع خلقه ليلة النصف من شعبان، فيغفر لجميع خلقه إلاّ مشركًا أو مشاحنًا"[4].
سابعًا: التوبة والرجوع إلى الله.
ثامنًا: المسابقة للخيرات، قال تعالى: {سَابِقُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا كَعَرْضِ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ أُعِدَّتْ لِلَّذِينَ آَمَنُوا بِاللهِ وَرُسُلِهِ ذَلِكَ فَضْلُ اللهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللهُ ذُو الفَضْلِ العَظِيمِ} [الحديد: 21].
تاسعًا: الحذر من الملهيات والمشغلات عن الطاعة، وخاصة المحرمة منها (القنوات، الإنترنت، الأسواق... إلخ).
عاشرًا: الحرص على إنهاء الأعمال المنوطة بك قبل دخول الشهر؛ وذلك ليتسنى لك التفرغ للعبادة.
هذا ما أحببت أن أذكر به أحبتي. أسأل الله تعالى أن يجعلنا وإياكم من المقبولين، وصل الله وسلم على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين.
المصدر: موقع الإسلام اليوم.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 75523
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 78
الموقع : الاردن

ملف كامل عن رمضان Empty
مُساهمةموضوع: رد: ملف كامل عن رمضان   ملف كامل عن رمضان Emptyالأحد 19 يونيو 2016, 8:42 pm

استقبال رمضان بين الحاضر والماضي

شهر رمضان المبارك الذي أُنزل فيه القرآن، والذي يتعبد فيه المسلمون لربهم بأعظم العبادات وأجل الطاعات، عبادة الصوم، عبادة السر التي قال الله -تعالى- عنها كما في الحديث القدسي: "كل عمل ابن آدم له إلا الصوم فإنه لي، وأنا أجزي به، ترك شهوته وطعامه وشرابه من أجلي"[1].
ومعلوم أن لهذا الشهر فضائل عظيمة جعلته يتميز عن سائر الشهور، ولهذا كان له من الاهتمام والميزات في قلوب المسلمين والمؤمنين ما يجعلهم ينتظرون قدومه، ويستعدون للقائه، ويهيئون أنفسهم ويسألون الله أن يبلغهم رمضان، ويعينهم على الإحسان فيه صيامًا وقيامًا وزكاةً واعتكافًا.
هذا هو شأن الصالحين من هذه الأمة سلفًا وخلفًا، يفرحون لقدوم هذا الشهر الطيب المبارك، ويتمنون أن يدركهم رمضان وهم أحياء ليتقربوا إلى مولاهم ويتعرضوا إلى رحمات الله ونفحاته، ويستغفروا الله ويتوبوا سائلين مولاهم العظيم أن يعتق رقابهم من النار في هذا الشهر العظيم؛ فالصوم حماية ووقاية من النار، فقد ثبت عن رسول الله ملف كامل عن رمضان R_20 أنه قال: "الصوم جُنَّة يستجن بها العبد من النار"[2]. وقال أيضًا: "من صام يومًا في سبيل الله باعد الله وجهه عن النار سبعين خريفًا"[3].
كما أنهم يتلمسون فيه رحمة ربهم ودخول الجنات، فقد ثبت عن رسول الله ملف كامل عن رمضان R_20 أنه قال: "إن في الجنة بابًا يقال له: الريان، يدخل منه الصائمون يوم القيامة، لا يدخل منه أحد غيرهم، يقال: أين الصائمون؟ فيقومون لا يدخل منه أحد غيرهم، فإذا دخلوا أغلق، فلم يدخل منه أحد"[4].
كما أنهم يبتغون في الصوم غفران الذنوب وتكفير السيئات، أخذًا بقول الله تعالى: {إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ} [هود: 114]. ويقول رسول الله ملف كامل عن رمضان R_20: "فتنة الرجل في أهله وماله وجاره تكفرها الصلاة والصيام والصدقة"[5]. وبقوله: "الصلوات الخمس، والجمعة إلى الجمعة، ورمضان إلى رمضان، مكفرات ما بينهن إذا اجتنبت الكبائر"[6]. وبقوله: "من صام رمضان إيمانًا واحتسابًا غفر له ما تقدم من ذنبه"[7].
ملف كامل عن رمضان 17171_image003 فالصالحون من هذه الأمة يحرصون على الخير، وكانوا أحرص الناس عليه؛ لذا تراهم قبل دخول هذا الشهر يعكفون على كتاب ربهم يتلونه ويتدارسونه ويقبلون عليه إقبالاً جميلاً، ويكثرون من صيام النوافل مثل الأيام البيض من كل شهر ويومي الاثنين والخميس ويوم عرفة ويوم عاشوراء ويوم قبله أو بعده، وكذلك الإكثار من صوم أيام شهر شعبان وشهر رجب. فيأتيهم رمضان وهم بعد في اشتياق ولهفة وحنين إلى الصوم ومكابدة ساعات الليل في القيام والتهجد والوقوف بين يدي مولاهم، عسى أن يغفر لهم، ويتوب عليهم، ويجاهدون النفس في لذائذها وفتورها ونومها، وكذلك يجاهدون شحها فيبذلون أنفس ما لديهم لإخوانهم الفقراء، متقربين بذلك إلى ربهم ومولاهم العظيم.
فهذا هو دأب الصالحين اقتداءً بسيد المرسلين ملف كامل عن رمضان R_20، الذي كان يفرح لقدوم هذا الشهر المبارك، ويعظمه ويهتم به أيَّما اهتمام، وكان يفرغ لعبادة ربه في ليل هذا الشهر ونهاره صائمًا قائمًا، وخاصة في العشر الأواخر منه؛ طمعًا في أن يصيبوا قيام ليلة القدر التي هي خير من ألف شهر، رجاء الدخول في رحمة الله ومغفرته، فكان ملف كامل عن رمضان R_20 إذا دخل رجب قال: "اللهم بارك لنا في رجب وشعبان وبلّغنا اللهم رمضان"[8].
وإذا بلغهم رمضان جدُّوا واجتهدوا في العبادة، وأخلصوا لله وهم على وجل خشية أن لا يقبل منهم صومهم وقيامهم، فتراهم خاشعين كأنهم مرضى وما هم بمرضى، فإذا انقضى رمضان حزنوا عليه حزنًا شديدًا، كأن القوم فقدوا عزيزهم وحبيبهم الذي يبلغهم منازل الأبرار، فتراهم مشفقين يسألون الله أن يتقبل منهم صلاتهم وصيامهم وصدقاتهم واعتكافهم، وتمر الأيام والليالي وقلوبهم شاخصة إلى رمضان القادم لما وجدوا في رمضان الماضي من لذة الطاعة وحلاوة النجوى وأنس القربى، فيصومون النوافل انتظارًا للغائب الحبيب، ووصالاً لتلك الطاعة العظمى.
وتمر السنون وهم ما بين مستقبل متلهف مشتاق يدنو بناظريه إلى قدوم هذا العزيز الغالي، وبين معانق لياليه يكابد السهر ويعالج النوم، واقفًا يتلو آيات الله ويناجي ربه في جوف الليل، ويستشعر عظمة الله، ويوقن بأنه قريب إليه حيث ينزل ربنا إلى سماء الدنيا في ثلث الليل الأخير ليغفر الذنوب ويتجاوز عن المسيء، وإذا انقضى الشهر المبارك، يلهجون بالذكر والدعاء أن يتقبل منهم، فإنه -سبحانه- جواد كريم.
هذه بعض ملامح استقبال الصالحين السابقين لرمضان، وكيف يكون حالهم. أما حال كثير من الناس اليوم فمما يؤسف له ويقطع القلب حزنًا ويزيد النفس ألمًا وحسرةً أن ترى بعضهم إذا قدم رمضان كأنهم في ضيق وشدة، وكأن ضيفًا ثقيلاً ينوء بكلكله عليهم، فقطع منهم الأنفاس وتحشرجت الروح في الصدور، لِمَ كل هذا؟! لأن رمضان -في نظرهم- يحجب عنهم الشهوات، ويمنعهم الملذات: ملذات المطعم، والمشرب، والنساء، هذا في المباح فضلاً عما يقترفونه من ملذات محرمة، فتراهم يعدون الساعات والأيام والليالي ويفرحون بانقضائه وانتهاء أيامه ولياليه، فهم على مر أيام السنة ولياليها غارقون في الملذات والشهوات والمباحات والمحرمات، فإذا أتى رمضان حرمهم من هذه وتلك، ورأوا في التقيد بآداب هذا الشهر وفرائضه وواجباته عبئًا ثقيلاً، يهجم عليهم يمنع عنهم ما ألفوه واعتادوا عليه في سالف أعمارهم.
حتى إنهم يستقبلون صغائر الأمور وتوافهها بصدر رحب وبشاشة الوجه وفرحة القلب، فيبذلون ما لديهم من كرائم أموالهم وأنفس أوقاتهم فيبذلون الغالي والنفيس لاستقبال مباراة لكرة القدم مثلاً، حتى صارت أغلى لديهم من رمضان، وأحب إلى قلوبهم، وتناسوا عظائم الأمور وجهلوها.
كما أننا لو نظرنا إلى واقعنا ورأينا الناس قبل رمضان بأيام قليلة في الأسواق يحملون ما لذ وطاب، وما يكفيهم الشهور لا الشهر الواحد، ولتعجب من هذا الأمر، وكأن الأسواق سوف توصد ولن تفتح بعد هذا الوقت، وانقلب شهر الصوم إلى شهر التفنن في صنع أنواع الطعام النادرة، حتى صار شهر التخمة والسمنة، وأمراض المعدة، وانقلب هذا الشهر من شهر القيام والتهجد والبكاء من خشية الله والتذلل بين يديه، انقلب إلى شهر النوم في النهار، وقضاء جل الوقت أمام أجهزة التلفاز والفيديو، أو تضييع هذا الوقت في حفلات السمر وصحبة الأشرار، وانقلب هذا الشهر من شهر الإحساس بالجوعى والفقراء والمساكين ومواساتهم إلى شهر الانغماس في الشهوات حتى الثمالة، فمتى يفيق هؤلاء الناس؟!
إذن فالبون شاسع والمسافة بيننا وبينهم بعيدة، هكذا هو الحال والواقع الذي لا مفر من الاعتراف به، وتلك هي الحقيقة المرة[9]؛ من أجل ذلك كان لزامًا علينا أن نتعرض بشيء من الإيضاح لبعض الدروس والعبر من مدرسة الصوم التي تربت فيها الأجيال فيما مضى، ونأمل في أن تعود الأجيال المعاصرة إلى الالتحاق بهذه المدرسة العظيمة لنرى رجالاً كأولئك الأطهار الأبرار سلف الأمة من العلماء والعباد والزهاد، رضي الله عنهم أجمعين.
إنني عندما أشير إلى ما كان عليه السلف الصالح فإنني أهدف إلى شحذ الهمم، وإيقاظ العزائم، والاقتداء بهؤلاء الأفذاذ، {أُولَئِكَ الَّذِينَ هَدَى اللَّهُ فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهْ} [الأنعام:90]، {أُولَئِكَ الَّذِينَ هَدَاهُمُ اللَّهُ وَأُولَئِكَ هُمْ أُولُو الأَلْبَابِ} [الزمر:18].
نسأل الله أن يرزقنا الاقتداء في صيامنا وقيامنا بنبينا عليه الصلاة والسلام، وبصحابته الكرام، وصل الله وسلم على نبينا محمد.
المصدر: موقع المسلم.


[1] أخرجه البخاري رقم (1904)، ومسلم رقم (1151).
[2] أخرجه أحمد والبيهقي عن جابر، وحسنه الألباني كما في صحيح الترغيب والترهيب رقم (966).
[3] أخرجه البخاري رقم (2685)، ومسلم رقم (1153).
[4] أخرجه البخاري رقم (1896)، ومسلم رقم (1152).
[5] أخرجه البخاري رقم (1895)، ومسلم رقم (144).
[6] أخرجه مسلم رقم (233).
[7] أخرجه البخاري رقم (38)، ومسلم رقم (760).
[8] ضعيف، أخرجه البيهقي في الشعب وابن عساكر. انظر: ضعيف الجامع رقم (4395).
[9] من الأشياء التي تثلج الصدر وتسر النفس أن الناس في ظل الصحوة المباركة وبتأثير من دعاة الإسلام بدءوا يعيدون إلى رمضان بعض خصائصه، ويستقبلونه بما يليق به، ولكن لا يزال الكثير منهم في أنحاء العالم الإسلامي كما ذكرت، وقد يعنون بليلة السابع والعشرين فقط، بل هناك من يرتكب فيها من البدع ما لا يرضي الله، والله المستعان.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 75523
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 78
الموقع : الاردن

ملف كامل عن رمضان Empty
مُساهمةموضوع: رد: ملف كامل عن رمضان   ملف كامل عن رمضان Emptyالأحد 19 يونيو 2016, 8:48 pm

المطلوب منا في رمضان

التقوى ثمرة الصيام
تحقيق تقوى الله جلَّ في علاه هو أعظم ما هو مطلوب منا في رمضان، قال تعالى: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ} [البقرة: 183]. فتقوى الله هي الغاية المنشودة والدرة المفقودة، قال سبحانه: {وَلَقَدْ وَصَّيْنَا الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ مِن قَبْلِكُمْ وَإِيَّاكُمْ أَنِ اتَّقُواْ اللّهَ} [النساء: 131]. وقال صل الله عليه وسلم: "اتق الله حيثما كنت".
 
والتقوى في أبسط معانيها: فعل المأمور وترك المحذور.
فهل ترانا حققنا هذا بصيامنا !! أم نحن ممن بالنهار يتقيه وبالليل يعصيه !!
 
كتب عمر بن عبد العزيز إلى رجل: "أوصيك بتقوى الله عز وجل التي لا يقبل غيرها ولا يرحم إلاَّ أهلها ولا يثيب إلا عليها، فإنَّ الواعظين بها كثير والعاملين بها قليل، جعلني الله وإياك من المتقين".
 
تقوى الله: أكرم ما أسررت، وأزين ما أظهرت، وأفضل ما ادخرت، والآخرة عند ربك للمتقين.
 
من أخبار المتقين
إليك موجزًا وبعضًا من أخبار المتقين:
قال البخاري: "ما اغتبت مسلمًا منذ احتلمت".
وقال الشافعي: "ما حلفت بالله صادقًا ولا كاذبًا، ولو أعلم أنَّ الماء يفسد علي مروءتي ما شربته".
وقيل لمحمد بن واسع: "لمَ لا تتكأ ؟! قال : إنما يتكأ الآمن وأنا لا زلت خائفًا، إنما يتكأ الآمن وأنا لا زلت خائفًا".
وقُرأ على عبد الله بن وهب: {وَإِذْ يَتَحَاجُّونَ فِي النَّارِ} [غافر: 47]. فسقط مغشيًا عليه.
 وحج مسروق فما نام إلا ساجدًا.
وقال أحدهم: "ما كذبت منذ علمت أنَّ الكذب يضر أهله".
وقال أبو سليمان الدارني: "كل يوم أنا أنظر في المرآة، هل اسودَّ وجهي من الذنوب".
 
هذا حالهم .. فكيف هو حالي وحالك ؟!
لبسنا الجديد، وأكلنا الثريد، ونسينا الوعيد، وأمَّلنا الأمل البعيد، رحماك يا رب.
لماذا تريد الحياة ؟!
لماذا تعشق العيش ؟!
إذا لم تدمع العينان من خشية الله جل في علاه !!
إذا لم نمدح الله بالسحر !!
إذا لم نزاحم بالركب في حلق الذكر !!
إذا لم نصم الهواجر، ونخفي الصدقات !!
هل العيش إلا هذا ؟!
 
قالوا: "إذا لم تستطع قيام الليل، وصيام النهار فاعلم أنك محروم".
 
قال سبحانه: {إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَنَهَرٍ (54) فِي مَقْعَدِ صِدْقٍ عِنْدَ مَلِيكٍ مُقْتَدِرٍ} [القمر: 54 - 55].
هذه أخبارهم: {لِمَنْ شَاءَ مِنْكُمْ أَنْ يَتَقَدَّمَ أَوْ يَتَأَخَّر} [المدثر: 37].


حر الصيف ورمضان

في بعض الدول والمناطق يوافق دخول رمضان فصل الصيف الذي يشتد فيه الحر، وهذه حكمة الله في عباده فتحول الأيام والفصول عبرة وعظة للعالمين؛ فالله تعالى يقول :{يُقَلِّبُ اللَّـهُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَعِبْرَةً لِّأُولِي الْأَبْصَارِ} [النور: ٤٤].
 
والصائم يجد معاناة الجوع والعطش مع شدة الحر وخصوصًا إذا كان مرتبطًا بعمل، وهنا أذكر الصائم في مثل هذا الوقت بعدة أمور:-
 
- ينبغي أن يتذكر المؤمن بأن حر الصيف هو نفس من أنفاس جهنم ، فالرسول صل الله عليه وسلم يقول: "اشتكت النار إلى ربها، فقالت: رب أكل بعضي بعضا، فأذن لها بنفسين: نفس في الشتاء ونفس في الصيف، فأشد ما تجدون من الحر، وأشد ما تجدون من الزمهرير"، [رواه البخاري].
 
- عندما يشتهي الصائم الماء البارد وهو عطشان فليتذكر حال أهل النار عندما ينادون أهل الجنة {أَفِيضُوا عَلَيْنَا مِنَ الْمَاءِ أَوْ مِمَّا رَزَقَكُمُ اللَّـهُ} [الأعراف: ٥٠]، نسأل الله أن يعيذنا من النار !
 
- كان بعض السلف يكثرون من الصيام في الصيف لعظيم أجره وثوابه؛ فمعاذ بن جبل يتأسف عند موته على ظمأ الهواجر.
 
- عند احتسابك الأجر وصبرك على العطش وأرق العمل ، تذكر يوم يقول الله تعالى لأهل الجنة {كُلُوا وَاشْرَبُوا هَنِيئًا بِمَا أَسْلَفْتُمْ فِي الْأَيَّامِ الْخَالِيَةِ} [الحاقة: ٢٤].
 
- التبرد للصائم جائز لا بأس به، وقد كان الرسول صل الله عليه وسلم يصب على رأسه الماء من الحر أو من العطش وهو صائم، وكان ابن عمر يبل ثوبه وهو صائم بالماء لتخفيف شدة الحرارة أو العطش..
 
حر الصيف في رمضان لا يشعر بقسوته أهل النعم والمساكن فلنشكر الله.
اللهم إنا نعوذ بك من عذاب القبر ومن عذاب النار.
اللهم إنا نسألك الجنة وما قرب إليها من قول وعمل.



ماذا فعلت في العشر الأولى من رمضان ؟

ها قد مضت العشر الأولى من رمضان.. وقد كان مُضيّها سريعًا..
فقل لي وأنا أيضًا معك: هل نبارك لأنفسنا أم نعزيها في ما عملنا في هذه العشر الأُوَل؟
هل نبارك لأنفسنا على أننا استطعنا أن نحافظ على تلاوة القرآن آناء الليل والنهار.. أم نعزيها لتضييع الأوقات في الترهات والفوارغ ولم يكن للقرآن من وقتنا نصيبٌ إلا القليل جدًّا منه؟!
هل نبارك لأنفسنا على أننا استطعنا على أن نحفظ ألسنتنا ولا نجعلها تنطق إلا بالخير والذكر.. أم نعزيها لأننا ما زلنا على ما نحن عليه من بذاءة اللسان والسب والشتم والكذب والغيبة والنميمة وغيرها..؟!
هل نبارك لأنفسنا لأننا استطعنا أن نحفظ أعيننا عن الحرام.. أم نعزيها لأننا ما زلنا، بل وزدنا على إطلاق النظر الحرام في المسلسلات وغيرها من مصادر النظر المحرم..؟
هل نبارك لأنفسنا لأننا استطعنا أن نُنزّه آذاننا عن سماع الحرام وسماع السوء من القول.. أم نعزيها لأننا ما زلنا مصرين على استماع الحرام من الأغاني وقول الكذب وغيره..؟
هل نبارك لأنفسنا على أننا ساهمنا في إفطار الصائمين، وفرحنا في نيل الأجور العظيمة.. أم نعزيها لتكاسلها في هذا الأمر والقول: إن هذا هو واجب الجمعيات الخيرية؟!
هل نبارك لأنفسنا لأننا استطعنا أن نحافظ على الصلاة في جماعة وفي وقتها وعلى أن نحافظ على صلاة التراويح.. أم نعزيها في تضييعها لهذا الأمر..؟
هل نبارك لأنفسنا لأنه ما زلنا على همتنا ونشاطنا في العبادة، وفي السباق إلى الله، وفي الفوز بالمغفرة.. أم نعزيها لِما أصابها ما أصاب كثيرًا من الناس من الفتور والتراخي؟
إن كنت من الذين ما زالوا محافظين على الواجبات والمسابقة في فعل الخيرات والبعد عن المحرمات.. فأبشر بالخير، واحمد الله واشكره على أنه وفّقك لذلك، واستمر في مضيِّك قُدمًا.. فطوبى لمن كانت هذه حالته وهذا مساره..! وطوبى له -بإذن الله- العتق من النار والفوز بالجنان ومغفرة الذنوب ومضاعفة الحسنات.
فمبارك لك الفوز والظفر أيها الموفق.. وأما إن كنت من الذين ضيَّعوا وأسرفوا وفرَّطوا في هذه العشر الأولى، فعليك أن تتدارك بقية رمضان، فإنه لا يزال يبقى منه الثلثان، ولا يزال الله يغفر لعباده، ولا يزال الله يعتق رقابًا من النار.
انظر إلى الصالحين رقابهم من النار تُعتق، وأنت لا تدري ما هو حال رقبتك.. انظر إلى الصالحين والمتقين صحائفهم تبيض من الأوزار، وأنت صحيفتك مسودة من الآثام!
والله لو كشف لك الغيب، ورأيت كم من الحسنات ضاعت عليك، وكم من الفرص لمغفرة الذنوب فاتتك، وكم من أوقات الإجابة للدعاء ذهبت عليك.. لمُتَّ حسرة وكمدًا على ضياع المغفرة والعتق في رمضان..!
ألا نريد أن يغفر الله لنا..؟ ألا نريد أن يعتقنا الله من النار..؟ علينا أن نتدارك ما بقي من رمضان (ومن أصلح فيما بقي غفر الله له ما سلف)..
فدعوة إلى المغفرة.. دعوة إلى العتق من النار.. دعوة إلى مضاعفة الحسنات قبل فوات الأوان..
لنحاسب أنفسنا حسابًا عسيرًا، فوالله ما صدق عبدٌ لم يحاسب نفسه على تقصيرها في الواجبات، وتفريطها في المحرمات..
لنعُدْ إلى أنفسنا ونحاسبها محاسبة دقيقة، ثم نتبع ذلك بالعمل الجاد، ولنشمر في الطاعات، ونصدق مع الله ونقبل على الله.. فلا يزال الله ينشر رحمته ويرسل نفحاته.. لنتعرَّض لنفحات الله بالاجتهاد في الطاعات؛ علَّه أن تصيبنا رحمة أو نفحة لا نشقى بعدها أبدًا.
المصدر: موقع طريق التوبة.

بعد رحيل العشر الأول من رمضان

ها هي العشر الأول من رمضان رحلت أو أوشكت على الرحيل، وثمة حديث يخالج النفس في ثنايا هذا الوداع.. تُرى ماذا حفظت لنا؟ وماذا حفظت علينا؟ إن ثمة تساؤلات عريضة تبعثها النفس في غمار هذا الوداع.
- أول هذه التساؤلات كم تبلغ مساحة هذا الدين من اهتماماتنا؟ هل نعيش له؟ أم نعيش لأنفسنا وذواتنا؟ كم نجهد من أجله؟ كم يبلغ من مساحة همومنا؟ إن العيش في حد ذاته يشترك فيه الإنسان مع غيره من المخلوقات، ولا ينشأ الفرق إلا عندما تسمو الهمم، وتكبر الأهداف.
وعلى أعتاب العشر الثانية آمل ألا يكون نصيبي ونصيبك قول الله عز وجل: {رَضُوا بِأَنْ يَكُونُوا مَعَ الْخَوَالِفِ} [التوبة: 87]. فالسابقون مضوا، والسير حفظت لنا قول بكر بن عبد الله: "من سره ينظر إلى أعلم رجل أدركناه في زمانه فلينظر إلى الحسن فما أدركنا أعلم منه، ومن سره أن ينظر إلى أورع رجل أدركناه في زمانه فلينظر إلى ابن سيرين إنه ليدع بعض الحلال تأثمًا، ومن سره أن ينظر إلى أعبد رجل أدركناه فلينظر إلى ثابت البناني فما أدركنا أعبد منه، ومن سره أن ينظر إلى أحفظ رجل أدركناه في زمانه وأجدر أن يؤدي الحديث كما سمع فلينظر إلى قتادة". وليت شعري أن نكون وإياك أحد هؤلاء.
- سؤال آخر يتردد: حرارة الفرحة التي عشناها في مقدم رمضان تسائلنا: هل ما زالت قلوبنا تجل الشهر؟ وتدرك ربيع أيامه؟ أم أن عواطفنا عادت كأول وهلة باردة في زمن الخيرات، ضعيفة في أوقات الطاعات؟
ورحم الله سلفنا الصالح فلكأنما تقص سيرهم علينا عالمًا من الخيال حينما تقول: قال الأوزاعي: كانت لسعيد بن المسيب فضيلة لا نعلمها كانت لأحد من التابعين، لم تفته الصلاة في جماعة أربعين سنة، عشرين منها لم ينظر إلى أقفية الناس. وكانت امرأة مسروق تقول: والله ما كان مسروق يصبح ليلة من الليالي إلا وساقاه منتفختان من طول القيام، وكنت أجلس خلفه فأبكي رحمةً له، إذا طال عليه الليل وتعب صلى جالسًا ولا يترك الصلاة، وكان إذا فرغ من صلاته يزحف كما يزحف البعير من الضعف.
قال أبو مسلم: لو رأيت الجنة عيانًا أو النار عيانًا ما كان عندي مستزاد، ولو قيل لي: إن جهنم تسعّر، ما استطعت أن أزيد في عملي. وكان يقول: أيظن أصحاب محمد ملف كامل عن رمضان R_20 أن يسبقونا عليه، والله لأزاحمهم عليه؛ حتى يعلموا أنهم خلّفوا بعدهم رجالاً.
وفي ظل هذه الأخبار تُرى كم من صلاة في الجماعة ضاعت؟ وكم نافلة في صراع الأعمال تاهت؟ تُرى كم من لحوم إخواننا هتكناها بأنيابنا؟ تُرى كم هي الخيانة التي عاثتها أعيننا في رحاب الحرمات؟ كم خطت أقدامنا من خطو آثم؟ كم، وكم من عالم الحرمات هتّكت فيه الأسوار بيننا وبين الخالق؟ والمعصية أيًّا كانت، حتى لو عاقرناها في ليالي رمضان فلا تبقى خندقًا تحاصركم..
وهي كما قال بعض العلماء: "أي خلال المعصية لا تزهدك فيها: الوقت الذي تقطعه من نفيس عمرك حين تواقعها، وليس يضيع سدى، بل يصبح شؤمًا عليك؟ أم الأخدود الذي تحفره في قلبك وعقلك ثم تحشوه برذائل الاعتياد والإلف السيئ والإدمان الخبيث، والذكريات الغابرة التي يحليها لك الشيطان ليدعوك إلى مثلها، ويشوقك إليها؟ أم استثقال الطاعة والعبادة والملل منها وفقد لذتها وغبطتها، أم إعراض الله عنك وتخليته بينك وبين نفسك حتى وقعت فيما وقعت، أم الوسم الذي تميزك به حين جعلتك في عداد الأشرار والفجار والعصاة، أم الخوف من تحول قلبك عن الإسلام حين تجد حشرجة الموت وكرباته وغصصه، فيا ويلك إن مت على غير ملة الإسلام".
- سؤال ثالث يتردد معاشر الدعاة والمصلحين والمربين، عُدّوا لي -بارك الله فيكم- في شهر رمضان فقط: ماذا قدمتم لمجتمعاتكم من خير؟ دينكم الذي تتعبدون به هل نجحتم في طريقة عرضه؟ فالبائع ينجح بقدر ما يحسن في طريقة العرض، وأنتم أولى هؤلاء بحسن الطريقة، ونوعية التقديم. مجتمعاتكم بكل من فيها، ماذا قدمتم لها؟ مسجد الحي، وجيران البيت، وأقارب الأسرة، أولى الناس بمعروفك فأين هم من مساحة اهتماماتك؟
أسئلة تتردد على الشفاه، أوَليس رمضان فرصة سانحة للإجابة عنها؟ أملي أن يكون ذلك. وكل ما أرجوه أن لا تخرج نفسك -أخي الفاضل- من قطار الدعاة والمصلحين والمربين أيًّا كنت، وفي ظل أي ظروف تعيش؛ فالمسئولية فردية. وعندما نحسن فن التهرب من المسئولية نكون أحوج ما نكون إلى من يأخذ بأيدينا، ويحاول إخراجنا من التيه الكبير. يقول أبو إسحاق الفزاري: "ما رأيت مثل الأوزاعي والثوري، فأما الأوزاعي فكان رجل عامة، وأما الثوري فكان رجل خاصة، ولو خيِّرت لهذه الأمة، لاخترت لها الأوزاعي".
وأخيرًا، رحلت العشر الأول ولئن كنا فرطنا فلا ينفع ذواتنا بكاء ولا عويل، وما بقي أكثر مما فات، فلنُري الله من أنفسنا خيرًا، فالله الله أن يتكرر شريط التهاون، وأن تستمر دواعي الكسل، فلُقْيَا الشهر غير مؤكدة، ورحيل الإنسان مُنتظر، والخسارة مهما كانت بسيطة ضعيفة، فهي في ميزان الرجال قبيحة كبيرة.
فوداعًا يا عشر رمضان الأُوَل، سائلاً الله تعالى أن يكتب لك النجاة، وأن يجعلك في عداد الفائزين، وأن يعينك على ما بقي من شهر الخير. والله يتولاك.
المصدر: موقع طريق الإيمان.


وانتصف رمضان

الحمدُ لله الذي جعَل الصيام جُنَّة، ووسيلةً إلى التقوى والجَنَّة، والصلاة والسلام على حبيبِنا ونبيِّنا محمدٍ عبدِه ورسولِه، الداعي إلى خيرِ مِلَّة وأقوم سُنَّة، صلَّى الله وسلَّم عليه، وعلى آله وصحبه، وبعد..
فها هي سفينةُ الصالحين تمخر عُبابَ فِتن الدنيا الهادِرة، فدونك إيَّاها قبلَ أن تخترمَك دوائرُ الدنيا الدائرة.
إخواني وأخواتي، لقد مضَى من رمضان صَدرُه، وانقضَى منه شطرُه، وقارَب أن يكتملَ منه بدرُه، فاغتنِموا فرصةً تمرُّ مرَّ السَّحاب، ولِجُوا قبلَ أن يُغلَق الباب، اجتهدوا في الطاعة قبل انقضائِه، وأسْرِعوا بالمتابِ قبل انتهائِه.
هذا هو رمضان يا أهلَ رمضان، واعجبًا له! واعجبًا لأيَّامه! واعجبًا لساعاته!
شمس تغرُب، وشمس تُشرِق، ساعاته تَذْهب، وأوقاته تُنهَب، وزمانه يُطلَب.
يا للهِ! تنصَّف الشهر وانهدَم، وفاز مَن بحبْلِ الله اعتصَم، واغتنَم الشهرَ خيرَ مُغتَنم.
وقفات لاغتنام رمضان قبل رحيله
يا سامعي، إنَّها وقفاتُ محبٍّ لإخوانه، مريدٍ لنفسِه ولهم اغتنام رمضان قبل حِرْمانه:
الوقفة الأولى: حتى لا نُصاب بالفُتور في رمضان:
نعم، مُشاهَدٌ أنَّ الناسَ في العادة يَنشَطُون في أيام رمضان الأولى في العبادة، لكن إنْ هي إلا أيَّام ليُصبحَ رمضان عندَ كثيرين رتيبًا، وهكذا النفْس: عجول ملول كسول.
فدونك شيئًا مِن دواء فتورها، وعلاج دائها:
1- استحضر النية أثناء صومك، فأنت تصوم فيجوع بطنُك وتظمأُ كبِدك لله واستجابةً لله، وتلبيةً لأمر الله.
تذكَّر فجْرَ الأجْر، فمَن تذكَّر فجْرَ الأجْر، هان عليه ليلُ التكليف، إنَّ أجْرك «مَن صام رمضان إيمانًا واحتسابًا غُفِر له ما تقدَّم من ذَنْبِه»، إيمانًا واحتسابًا في كلِّ الشهر، وليس في أوَّله أو آخِره فقط.
تذكَّر أنَّ باب الريان في الجنة ينتظرك، أفلا تحبُّ الدخول منه، جعَلَنا الله وإياك ممَّن يزاحم على بابه، يقول حبيبك صل الله عليه وسلم في باب الجنة: «ما بين مِصْراعيه مسيرةُ أربعين سَنَة، وليأتينَّ عليه يومٌ وإنَّه لكظيظٌ بالزحامِ» (أخرجه أحمد وابن حبان، وصحَّحه الألباني في السلسلة الصحيحة).
إذا ما ضَعُفتْ نفسك عن القِيام في هذه الليالي أو استثقلته، فتذكَّر خبرَ نبيِّك صلَّى الله عليه وسلَّم: «وللهِ عُتقاءُ من النار في كلِّ ليلة» (رواه الترمذي وابن ماجه، وصحَّحه الألباني في السلسلة الصحيحة).
فأرِ اللهَ مِن قيامك خيرًا؛ علَّك تكون عتيقَه الليلةَ أو التي بعدَها.
2- نوِّع العبادةَ في أيام هذا الشهر: صيام، قيام، تلاوة قرآن، إطعام، إنفاق، بِرّ، صِلة، وأبواب الخير كثيرة.
3- حاسِب نفْسَك على مُضيِّ هذه الأيَّام والليالي، وتفقَّد أمْرَك في تلك الساعات الغوالي، وانظرْ ما قدَّمتَ في أيامها الخوالي.
4- تذكَّر أنَّ رمضان إذا ارْتَحل، فلن يعودَ إلا بعدَ أحدَ عشرَ شهرًا، وهل يعود عليك وأنت فوقَ الأرض حيًّا أو في باطنها ميتًا؟ وهل يعود عليك صحيحًا أو مريضًا؟ كل ذا عِلمُه عندَ الله، فالفُرصةُ الآن بساحتِك فلا تضيِّعها.
الوقفة الثانية: ربُّك يُريد منك قرْضًا:
نعم، يستقرضُك وهو غنيٌّ عنك؛ قال سبحانه: {مَنْ ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا فَيُضَاعِفَهُ لَهُ أَضْعَافًا كَثِيرَةً وَاللَّهُ يَقْبِضُ وَيَبْسُطُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ} [البقرة: 245]، إنها الظِّلُّ في يومِ الكروب والشدائد؛ صحَّ عنه صل الله عليه وسلم: «كلُّ امرئ في ظلِّ صدَقتِه يومَ القيامة حتى يُقضَى بين الناس» (أخرَجه ابن خُزَيمة وابن حبَّان، وصحَّحه الألباني في صحيح الجامع).
إنها عاريةُ الله أعارَك إيَّاها؛ لينظرَ شأنَك فيها:
 الله أعطاك فابذلْ مِن عطيته *** فالمال عاريةٌ، والعُمرُ رحَّال
 عرَف ذلك السلف حقًّا، فبَذَلوا إيمانًا وصِدقًا، أمُّ المؤمنين عائشة -رضي الله عنها- يَبْعث لها ابنُ الزبير -رضي الله عنه- بثمانين ومائة ألْف دِرهم، فتَقسِمها في يومٍ واحد وهي صائمةٌ، نسيتْ نفسها، فما تركتْ منها شيئًا تُفطِر به.
وهذا أنس بن سِيرين -رحمه الله تعالى- يُفطِّر كلَّ ليلة في رمضان خمسَمائة نفْس.
هذا شهرُ الجُود يا أهلَ الجود، اكفِلْ يتيمًا، احفِر بئرًا، فطِّر صائمًا، أطعِم جائعًا، اكسُ عاريًا، تلمَّس فقيرًا، إيَّاك وأنت تجِدُ سعةً أن تكون مِن ذلك محرومًا؛ {هَا أَنْتُمْ هَؤُلاءِ تُدْعَوْنَ لِتُنْفِقُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَمِنْكُمْ مَنْ يَبْخَلُ وَمَنْ يَبْخَلْ فَإِنَّمَا يَبْخَلُ عَنْ نَفْسِهِ وَاللَّهُ الْغَنِيُّ وَأَنْتُمُ الْفُقَرَاءُ} [محمد: 38].
الوقفة الثالثة: ساعةُ استجابةٍ ضائعة:
إيْ واللهِ ضائعةٌ عندَ كثيرٍ من الناس، ألاَ وهي ساعةُ السَّحَر، ساعة النُّزول الإلهي العظيم إلى السماءِ الدنيا؛ لينادي العباد: «هل مِن سائِل فأعطيَه؟ هل من داعٍ فأستجيبَ له؟ هل مِن مستغْفِرٍ فأغفرَ له؟».. إنها ساعة الاستغفار {وَالْمُسْتَغْفِرِينَ بِالْأَسْحَارِ} [آل عمران: 17]. كثيرون هم الذين حَرَموا أنفسهم منها، حتى في رمضان!
هِبَات الوهَّاب تُمنَح، وعطاياه تُطْرَح، وهو في سُباتٍ عميق، أو في سَهَرٍ على محرَّم، أو في ضياعِ وقتٍ وتفريط.
والسُّحور سُنَّة ترَكها بعضُ الناس اليومَ، أو قدَّموها قبلَ الفجْر بساعات، ويسمُّونه سحورًا، وهو ليس بذلك؛ فسُنَّة المصطفَى صلى الله عليه وسلم في السُّحور هو ما كان قُبَيلَ أذان الفجْر، وقد أوْصى صل الله عليه وسلم بأكْلَة السَّحَر بألاَّ ندعَها؛ فـ«إنَّ الله وملائكتَه يُصلُّون على المتسحِّرين» (أخرَجه ابن حبَّان والطبراني، وحسَّنه الألبانيُّ في السلسلة الصحيحة).
الوقفة الرابعة: احذرْ لصوصَ رمضان:
ما أقبحَهم وما أجرمَهم! إنَّهم سُرَّاق رمضان، تكاد صدورُهم تتميَّز غيظًا وحنقًا يومَ أنْ رأَوْا قوافل التائبين في رمضان، فأجْلَبوا بخَيْلهم ورَجْلِهم عبْرَ الفضائيات في برامجَ فيها من المحرَّمات والفِتن والشهوات، ما يَؤُزُّ إلى الحرام أزًّا، ويدعو إلى المآثِم دعًّا.
نعم، سرَقوا من كثيرٍ من الصائمين القائمين رَوعةَ رمضان، ولذَّةَ رمضان، والعُتْب كلّ العتْبِ على مَن رضِي لهؤلاء اللصوص أن يَسرِقوا منه رمضان.
فحُقَّ منهم الفرار، ووجَب مِن فِتنهم الحذار، وفيما وقفتُ وإيَّاك سقتُ لك البشر والنذار، رَزَقني الله وإيَّاك الذِّكرى والادِّكار، والجَنَّةَ دار القَرَار.
المصدر: شبكة الألوكة.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 75523
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 78
الموقع : الاردن

ملف كامل عن رمضان Empty
مُساهمةموضوع: رد: ملف كامل عن رمضان   ملف كامل عن رمضان Emptyالأحد 19 يونيو 2016, 10:08 pm

العشر الأواخر

العشر الأواخر من رمضان أيام عظيمة امتن الله بها على الأمة المسلمة بأن أعطاها نفحات ربانية عطرة، فيها الأجر العظيم مع العمل والطاعة القليلة، وفيها أيضا ليلة القدر التي هي خير من ألف شهر.. هي خلاصة رمضان، وزبدة رمضان، وتاج رمضان قد قدمت، فيا ترى كيف نستقبل العشر الأواخر من رمضان؟



للعشر الأواخر من رمضان عند النبي ملف كامل عن رمضان R_20 وأصحابه أهمية خاصة ولهم فيها هدي خاص، فقد كانوا أشد ما يكونون حرصًا فيها على الطاعة والعبادة والقيام والذكر. ولنتعرف في هذه الدقائق على أهم الأعمال التي كان يحرص عليها الأولون، وينبغي لنا الاقتداء بهم في ذلك:
1- فمن أهم هذه الأعمال: (إحياء الليل)؛ فقد ثبت في الصحيحين عن عائشة -رضي الله عنها- أن النبي ملف كامل عن رمضان R_20 كان إذا دخل العشر أحيا الليل وأيقظ أهله وشد المئزر. ومعنى (إحياء الليل): أي استغرقه بالسهر في الصلاة والذكر وغيرهما. وقد جاء عند النسائي عنها أنها قالت: (لا أعلم رسول الله ملف كامل عن رمضان R_20 قرأ القرآن كله في ليلة ولا قام ليلة حتى أصبح ولا صام شهرًا كاملاً قط غير رمضان). فعلى هذا يكون إحياء الليل المقصود به أنه يقوم أغلب الليل، ويحتمل أنه كان يحيي الليل كله، كما جاء في بعض طرق الحديث.
وقيام الليل في هذا الشهر الكريم وهذه الليالي الفاضلة لا شك أنه عمل عظيم جدير بالحرص والاعتناء؛ حتى نتعرض لرحمات الله جل شأنه.
2- ومن الأعمال الجليلة في هذه العشر: إيقاظ الرجل أهله للصلاة.
فقد كان من هديه -عليه الصلاة السلام- في هذه العشر أنه يوقظ أهله للصلاة كما في البخاري عن عائشة، وهذا حرص منه -عليه الصلاة والسلام- على أن يدرك أهله من فضائل ليالي هذا الشهر الكريم، ولا يقتصر على العمل لنفسه ويترك أهله في نومهم، كما يفعل بعض الناس، وهذا لا شك أنه خطأ وتقصير ظاهر.
3- ومن الأعمال أن النبي ملف كامل عن رمضان R_20 كان إذا دخل العشر شد المئزر كما في الصحيحين، والمعنى أنه يعتزل النساء في هذه العشر، وينشغل بالعبادة والطاعة؛ وذلك لتصفو نفسه عن الأكدار والمشتهيات، فتكون أقرب لسمو القلب إلى معارج القبول، وأزكى للنفس لمعانقة الأجواء الملائكية، وهذا ما ينبغي فعله للسالك بلا ارتياب.
4- ومما ينبغي الحرص الشديد عليه في هذه العشر: الاعتكاف في المساجد التي تصلي فيها، فقد كان هدى النبي ملف كامل عن رمضان R_20 المستمر الاعتكاف في العشر الأواخر حتى توفاه الله، كما في الصحيحين عن عائشة.
وإنما كان يعتكف في هذه العشر التي تطلب فيها ليلة القدر قطعًا؛ لانشغاله وتفريغًا للياليه وتخليًا لمناجاة ربه وذكره ودعائه, وكان يحتجز حصيرًا يتخلى فيه عن الناس، فلا يخالطهم ولا ينشغل بهم.
وقد روى البخاري أنه عليه الصلاة والسلام اعتكف في العام الذي قبض فيه عشرين يومًا.
قال الإمام الزهري رحمة الله عليه: (عجبًا للمسلمين تركوا الاعتكاف مع أن النبي ملف كامل عن رمضان R_20 ما تركه منذ قدم المدينة حتى قبضه الله عز وجل).
ومن أسرار الاعتكاف صفاء القلب والروح؛ إذ إن مدار الأعمال على القلب كما في الحديث "ألا وإن في الجسد مضغة، إذا صلحت صلح الجسد كله، وإذا فسدت فسد الجسد كله، ألا وهي القلب".
فلما كان الصيام وقاية للقلب من مغبة الصوارف الشهوانية من فضول الطعام والشراب والنكاح، فكذلك الاعتكاف ينطوي على سر عظيم وهو حماية العبد من آثار فضول الصحبة وفضول الكلام وفضول النوم، وغير ذلك من الصوارف التي تفرق أمر القلب وتفسدُ اجتماعه على طاعة الله.
ومما يجدر التنبه عليه هنا أن كثيرًا من الناس يعتقد أنه لا يصح له الاعتكاف إلا إذا اعتكف كل أيام العشر ولياليها, وبعضهم يعتقد أنه لا بد من لزوم المسجد طيلة النهار والليل وإلا لم يصح اعتكافه, وهذا ليس صوابًا؛ إذ إن الاعتكاف وإن كانت السُّنَّة فيه اعتكاف جميع العشر إلا أنه يصح اعتكاف بعض العشر، سواء كان ذلك نهارًا أو ليلاً.
كما يصح أن يعتكف الإنسان جزءًا من الوقت، ليلاً أو نهارًا إن كان هناك ما يقطع اعتكافه من المشاغل، فإذا ما خرج لأمر مهم أو لوظيفة مثلاً، استأنف نية الاعتكاف عند عودته؛ لأن الإعتكاف في العشر مسنون أما إذا كان الاعتكاف واجبًا كأن نذر الاعتكاف مثلاً، فإنه يبطل بخروجه من المسجد لغير حاجة الإنسان من غائط وما كان في معناه، كما هو مقرر في موضعه من كتب الفقه.
فلا تشتغل إلا بما يكسب العلا *** ولا ترض للنفس النفيسة بالردى
وفي خلوة الإنسان بالعلم أُنسه *** ويسلــم ديـن المرء عنـد التوحـد
ويسلم من قال وقيل ومـن أذى *** جليــس ومــن واش بغيظ وحسـدِ
وخيــر مقـام قمـت فيـه وحليـة *** تحليتهــا ذكــر الإلـــه بمسجـــــد
ومن أهم الأعمال في هذا الشهر وفي العشر الأواخر منه على وجه الخصوص تلاوة القرآن الكريم بتدبر وخشوع, واعتبار معانيه وأمره ونهيه، قال تعالى: {شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ} [البقرة: 185]. فهذا شهر القرآن, وقد كان النبي ملف كامل عن رمضان R_20 يدارسه جبريل في كل يوم من أيام رمضان حتى يتم ما أنزل عليه من القرآن، وفي السنة التي توفِّي فيها قرأ القرآن على جبريل مرتين.
وقد أرشد النبي ملف كامل عن رمضان R_20 إلى فضل القرآن وتلاوته فقال: "اقرءوا القرآن فإن لكم بكل حرف حسنة، والحسنة بعشر أمثالها، أما إني لا أقول: الم حرف، ولكن ألف حرف ولام حرف وميم حرف"[1]. وأخبر النبي ملف كامل عن رمضان R_20 أن القرآن يحاج عن صاحبه يوم العرض الأكبر، فقال: "يؤتى يوم القيامة بالقرآن وأهله الذين كانوا يعملون به في الدنيا تقدمه سورة البقرة وآل عمران تحاجان عن صاحبهما"[2].
ولقد كان السلف أشد حرصًا على تلاوة القرآن وخاصة في شهر رمضان، فقد كان الأسود بن يزيد يختم المصحف في ست ليالي، فإذا دخل رمضان ختمه في ثلاث ليال، فإذا دخلت العشر ختمه في كل ليلة. وكان الشافعي -رحمة الله عليه- يختمه في العشر في كل ليلة بين المغرب والعشاء، وكذا روي عن أبي حنيفة رحمه الله.
وقد أفاد الحافظ ابن رجب -رحمه الله- أن النهي عن قراءة القرآن في أقل من ثلاث إنما هو على الوجه المعتاد، أما في الأماكن الفاضلة كمكة لمن دخلها، أو في الأوقات الفاضلة كشهر رمضان والعشر منه فلا يُكره، وعليه عمل السلف.
نسأل الله الكريم أن يوفقنا إلى طاعته ويستعملنا في مرضاته، ويسلك لنا مسلك الصالحين، ويحسن لنا الختام، ويتقبل منا صالح الأعمال، إنه جواد كريم.



خصائص عشر الأواخر من رمضان

تأملْ -أيها المسلم- في ساعتك، وانظر إلى عقرب الساعة وهو يأكل الثواني أكلاً، لا يتوقف ولا ينثني، بل لا يزال يجري ويلتهم الساعات والثواني، سواء كنت قائمًا أو نائمًا، عاملاً أو عاطلاً، وتذكّرْ أن كل لحظة تمضي، وثانية تنقضي فإنما هي جزء من عمرك، وأنها مرصودة في سجلك ودفترك، ومكتوب في صحيفة حسناتك أو سيئاتك، فاتّق الله في نفسك، واحرص على شغل أوقاتك فيما يقربك إلى ربك، ويكون سببًا لسعادتك وحسن عاقبتك، في دنياك وآخرتك.
وإذا كان قد ذهب من هذا الشهر أكثره، فقد بقي فيه أجَلّه وأخيره، لقد بقي فيه العشر الأواخر التي هي زبدته وثمرته، وموضع الذؤابة منه.
ولقد كان ملف كامل عن رمضان R_20 يعظّم هذه العشر، ويجتهد فيها اجتهادًا حتى لا يكاد يقدر عليه، يفعل ذلك ملف كامل عن رمضان R_20 وقد غفر الله له ما تقدم من ذنبه وما تأخّر، فما أحرانا نحن المذنبين المفرّطين أن نقتدي به ملف كامل عن رمضان R_20 فنعرف لهذه الأيام فضلها، ونجتهد فيها؛ لعل الله أن يدركنا برحمته، ويسعفنا بنفحة من نفحاته، تكون سببًا لسعادتنا في عاجل أمرنا وآجله.
روى الإمام مسلم عن عائشة -رضي الله عنها- قالت: "كان رسول الله ملف كامل عن رمضان R_20 يجتهد في العشر الأواخر، ما لا يجتهد في غيره".
وفي الصحيحين عنها قالت: "كان النبي ملف كامل عن رمضان R_20 يخلط العشرين بصلاة ونوم، فإذا كان العشر شمَّر وشدَّ المئزر".
فقد دلت هذه الأحاديث على فضيلة العشر الأواخر من رمضان، وشدة حرص النبي ملف كامل عن رمضان R_20 على اغتنامها والاجتهاد فيها بأنواع القربات والطاعات؛ فينبغي لك -أيها المسلم- أن تفرغ نفسك في هذه الأيام، وتخفِّف من الاشتغال بالدنيا، وتجتهد فيها بأنواع العبادة من صلاة وقراءة، وذكر وصدقة، وصلة للرحم وإحسان إلى الناس. فإنها -والله- أيام معدودة، ما أسرع أن تنقضي، وتُطوى صحائفها، ويُختم على عملك فيها، وأنت -والله- لا تدري هل تدرك هذه العشر مرة أخرى، أم يحول بينك وبينها الموت! بل لا تدري هل تكمل هذه العشر، وتُوفَّق لإتمام هذا الشهر! فالله الله بالاجتهاد فيها والحرص على اغتنام أيامها وليالها.
وينبغي لك -أيها المسلم- أن تحرص على إيقاظ أهلك، وحثهم على اغتنام هذه الليالي المباركة، ومشاركة المسلمين في تعظيمها والاجتهاد فيها بأنواع الطاعة والعبادة.
ولنا في رسول الله ملف كامل عن رمضان R_20 أسوة حسنة، فقد كان إذا دخل العشر شدَّ مئزره، وأحيا ليله، وأيقظ أهله.
وإيقاظه لأهله ليس خاصًّا في هذه العشر، بل كان يوقظهم في سائر السنة، ولكن إيقاظهم لهم في هذه العشر كان أكثر وأوكد. قال سفيان الثوري: أحب إليَّ إذا دخل العشر الأواخر أن يتهجد بالليل، ويجتهد فيه، ويُنهض أهله وولده إلى الصلاة إن أطاقوا ذلك.
وإن لمن الحرمان العظيم، والخسارة الفادحة، أن نجد كثيرًا من المسلمين، تمر بهم هذه الليالي المباركة، وهم عنها في غفلة معرضون، فيمضون هذه الأوقات الثمينة فيما لا ينفعهم، فيسهرون الليل كله أو معظمه في لهو ولعب، وفيما لا فائدة فيه، أو فيه فائدة محدودة يمكن تحصيلها في وقت آخر، ليست له هذه الفضيلة والمزية.
وتجد بعضهم إذا جاء وقت القيام، انطرح على فراشه، وغطّ في نوم عميق، وفوّت على نفسه خيرًا كثيرًا، لعله لا يدركه في عام آخر.
ومن خصائص هذه العشر: ما ذكرته عائشة من أن النبي ملف كامل عن رمضان R_20 كان يحيي ليله، ويشدّ مئزره؛ أي يعتزل نساءه ليتفرغ للصلاة والعبادة. وكان النبي ملف كامل عن رمضان R_20 يحيي هذه العشر؛ اغتنامًا لفضلها وطلبًا لليلة القدر التي هي خير من ألف شهر.
وقد جاء في صحيح مسلم عن عائشة -رضي الله عنها- قالت: "ما أعلم ملف كامل عن رمضان R_20 قام ليلة حتى الصباح". ولا تنافي بين هذين الحديثين؛ لأن إحياء الليل الثابت في العشر يكون بالصلاة والقراءة والذكر والسحور ونحو ذلك من أنواع العبادة، والذي نفته، هو إحياء الليل بالقيام فقط.
ومن خصائص هذه العشر أن فيها ليلة القدر، التي قال الله عنها: {لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ * تَنَزَّلُ الْمَلاَئِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِمْ مِنْ كُلِّ أَمْرٍ * سَلاَمٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ} [القدر: 3-5]. وقال فيها: {إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُبَارَكَةٍ إِنَّا كُنَّا مُنْذِرِينَ * فِيهَا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ} [الدخان: 3، 4]. أي يفصل من اللوح المحفوظ إلى الملائكة الكاتبين كل ما هو كائن في تلك السنة من الأرزاق والآجال والخير والشر، وغير ذلك من أوامر الله المحكمة العادلة.
يقول النبي ملف كامل عن رمضان R_20: "وفيه ليلة خير من ألف شهر، من حُرمها فقد حُرم الخير كله، ولا يُحرم خيرها إلا محروم"[1].
قال الإمام النحعي: "العمل فيها خير من العمل في ألف شهر سواها".
وقد حسب بعض العلماء "ألف شهر" فوجدوها ثلاثًا وثمانين سنة وأربعة أشهر، فمن وُفّق لقيام هذه الليلة وأحياها بأنواع العبادة، فكأنه يظل يفعل ذلك أكثر من ثمانين سنة، فيا له من عطاء جزيل! وأجر وافر جليل، من حُرمه فقد حُرم الخير كله.
وفي الصحيحين عن أبي هريرة، عن النبي ملف كامل عن رمضان R_20 قال: "من قام ليلة القدر إيمانًا واحتسابًا غُفر له ما تقدَّم من ذنبه". وهذه الليلة في العشر الأواخر من رمضان؛ لقول النبي ملف كامل عن رمضان R_20: "تحرُّوا ليلة القدر في العشر الأواخر من رمضان"[2].
وهي في الأوتار منها أحرى وأرجى، وفي الصحيحين أن النبي ملف كامل عن رمضان R_20 قال: "التمسوها في العشر الأواخر في الوتر". أي: في ليلة إحدى وعشرين، وثلاث وعشرين، وخمس وعشرين، وسبع وعشرين، وتسع وعشرين. وقد ذهب كثير من العلماء إلى أنها لا تثبت في ليلة واحدة، بل تنتقل في هذه الليالي، فتكون مرة في ليلة سبع وعشرين، ومرة في إحدى وعشرين، أو ثلاث وعشرين، أو خمس وعشرين، أو تسع وعشرين.
وقد أخفى الله -سبحانه- علمها على العباد رحمة بهم؛ ليجتهدوا في جميع ليالي العشر، وتكثر أعمالهم الصالحة فتزداد حسناتهم، وترتفع عند الله درجاتهم {وَلِكُلٍّ دَرَجَاتٌ مِمَّا عَمِلُوا وَمَا رَبُّكَ بِغَافِلٍ عَمَّا يَعْمَلُونَ} [الأنعام: 132]. وأخفاها -سبحانه- حتى يتبين الجادّ في طلب الخير الحريص على إدراك هذا الفضل، من الكسلان المتهاون؛ فإن من حرص على شيء جدَّ في طلبه، وسهل عليه التعب في سبيل بلوغه والظفر به، فأروا الله من أنفسكم خيرًا، واجتهدوا في هذه الليالي المباركات، وتعرّضوا فيها للرحمات والنفحات؛ فإن المحروم من حُرم خير رمضان، وإن الشقي من فاته فيه المغفرة والرضوان، يقول النبي ملف كامل عن رمضان R_20: "رغم أنف من أدرك رمضان ثم خرج ولم يُغفر له"[3].
إن الجنة حُفّت بالمكاره، وإنها غالية نفيسة، لا تُنال بالنوم والكسل، والإخلاد إلى الأرض، واتباع هوى النفس؛ يقول النبي ملف كامل عن رمضان R_20: "من خاف أدلج[4]، ومن أدلج بلغ المنزل، ألا إن سلعة الله غالية، ألا إن سلعة الله الجنة". وقد مثّل النبي ملف كامل عن رمضان R_20 المسافر إلى الدار الآخرة -وكلنا كذلك- بمن يسافر إلى بلد آخر لقضاء حاجة أو تحقيق مصلحة، فإن كان جادًّا في سفره، تاركًا للنوم والكسل، متحملاً لمشاق السفر، فإنه يصل إلى غايته، ويحمد عاقبة سفره وتعبه، وعند الصباح يحمد القوم السرى.
وأما من كان نوّامًا كسلان، متبعًا لأهواء النفس وشهواتها، فإنه تنقطع به السبل، ويفوته الركب، ويسبقه الجادّون المشمّرون، والراحة لا تُنال بالراحة، ومعالي الأمور لا تُنال إلا على جسر من التعب والمشقات {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اصْبِرُوا وَصَابِرُوا وَرَابِطُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ} [آل عمران: 200].
ومن خصائص هذه العشر المباركة استحباب الاعتكاف فيها، والاعتكاف هو: لزوم المسجد للتفرغ لطاعة الله ملف كامل عن رمضان U1_20، وهو من السنة الثابتة بكتاب الله وسنة رسوله ملف كامل عن رمضان R_20، قال الله تعالى: {وَلاَ تُبَاشِرُوهُنَّ وَأَنْتُمْ عَاكِفُونَ فِي الْمَسَاجِدِ} [البقرة: 187]. وكان النبي ملف كامل عن رمضان R_20 يعتكف العشر الأواخر من رمضان حتى توفاه الله ملف كامل عن رمضان U1_20، واعتكف أزواجه وأصحابه معه وبعده.
وفي صحيح البخاري عن عائشة -رضي الله عنها- قالت: "كان النبي ملف كامل عن رمضان R_20 يعتكف في كل رمضان عشرة أيام، فلما كان العام الذي قُبض فيه اعتكف عشرين يومًا".
والمقصود بالاعتكاف: انقطاع الإنسان عن الناس ليتفرغ لطاعة الله، ويجتهد في تحصيل الثواب والأجر وإدراك ليلة القدر؛ ولذلك ينبغي للمعتكف أن يشتغل بالذكر والعبادة، ويتجنب ما لا يعنيه من حديث الدنيا، ولا بأس أن يتحدث قليلاً بحديث مباح مع أهله أو غيرهم.
ويحرم على المعتكف الجماع ومقدماته؛ لقوله تعالى: {وَلاَ تُبَاشِرُوهُنَّ وَأَنْتُمْ عَاكِفُونَ فِي الْمَسَاجِدِ} [البقرة: 187].
وأما خروجه من المسجد، فهو على ثلاثة أقسام:
1- الخروج لأمر لا بد منه طبعًا، أو شرعًا لقضاء حاجة البول والغائط والوضوء الواجب والغسل من الجنابة، وكذا الأكل والشرب فهذا جائز إذا لم يمكن فعله في المسجد. فإن أمكن فعله في المسجد فلا؛ مثل أن يكون في المسجد دورات مياه يمكن أن يقضي حاجته فيها، أو يكون له من يأتيه بالأكل والشرب، فلا يخرج حينئذ لعدم الحاجة إليه.
2- الخروج لأمر طاعة لا تجب عليه كعيادة مريض، وشهود جنازة ونحو ذلك، فلا يفعله إلا أن يشترط ذلك في ابتداء اعتكافه مثل أن يكون عنده مريض يحب أن يعوده أو يخشى من موته، فيشترط في ابتداء اعتكافه خروجه لذلك فلا بأس به.
3- الخروج لأمر ينافي الاعتكاف كالخروج للبيع والشراء ونحو ذلك، فلا يفعله لا بشرط ولا بغير شرط؛ لأنه يناقض الاعتكاف وينافي المقصود منه، فإن فعل انقطع اعتكافه ولا حرج عليه.
المصدر: موقع الإسلام اليوم.


[1] حديث صحيح رواه النسائي وابن ماجه.
[2]
متفق عليه.
[3]
رواه ابن حبان والحاكم وصححه الألباني.
[4]
يعني من أول الليل.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 75523
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 78
الموقع : الاردن

ملف كامل عن رمضان Empty
مُساهمةموضوع: رد: ملف كامل عن رمضان   ملف كامل عن رمضان Emptyالأحد 19 يونيو 2016, 10:12 pm

ليلة القدر



ليلة القدر وما أدراك ما ليلة القدر، إنها ليلة مباركة إذ هي أعظم الليالي في العشر الأواخر من رمضان، إنها ليلة اختصها الله عز وجل من بين الليالي، ليلة العبادة فيها هي خير من عبادة ألف شهر، وهي ثلاث وثمانون سنة وأربعة أشهر.. فمتى ليلة القدر؟ وما علامات ليلة القدر؟ وما فضائل ليلة القدر؟


ليلة القدر خير من ألف شهر

من فضائل هذه الأمة أن الله تعالى جعل لها مواسم للطاعات والأعمال الصالحات، ليتفضل عليهم بالرحمة والمغفرة والعتق من النيران، ومن هذه المواسم شهر رمضان، ومن أعظم فضائل شهر رمضان اشتماله على ليلة القدر التي باركها الله وشرفها على غيرها من الليالي، قال تعالى: {إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ * وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ * لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِّنْ أَلْفِ شَهْرٍ * تَنَزَّلُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِم مِّن كُلِّ أَمْرٍ * سَلَامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ} [القدر: 1-5].
قال الشيخ ابن عثيمين: "وفي هذه السورة فضائل متعددة لليلة القدر:
الفضيلة الأولى: أن الله أنزل فيها القرآن، الذي به هداية البشر وسعادتهم في الدنيا والآخرة.
الفضيلة الثانية
: ما يدل عليه الاستفهام من التفخيم والتعظيم في قوله: {وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ} [القدر: 2].
الفضيلة الثالثة
: أنها خير من ألف شهر.
الفضيلة الرابعة
: أن الملائكة تنزل فيه، وهم لا ينزلون إلا بالخير والبركة والرحمة.
الفضيلة الخامسة
: أنها سلام؛ لكثرة السلامة فيها من العقاب والعذاب.
الفضيلة السادسة
: أن الله أنزل في فضلها سورة كاملة تُتلى إلى يوم القيامة".
- ومن فضائل ليلة القدر: ما ثبت في الصحيحين عن النبي صل الله عليه وسلم أنه قال: «من قام ليلة القدر إيمانًا واحتسابًا غفر له ما تقدم من ذنبه» (متفق عليه). فقوله: «إيمانًا واحتسابًا» يعني إيمانًا بالله، وبما أعد الله من الثواب للقائمين فيه، واحتسابًا للأجر وطلب الثواب.
- وليلة القدر في العشر الأواخر من رمضان؛ لقول النبي صل الله عليه وسلم: «تحروا ليلة القدر في العشر الأواخر من رمضان» (متفق عليه).
- وهي في الأوتار أقرب من الأشفاع؛ لقول النبي صل الله عليه وسلم: «تحروا ليلة القدر في الوتر من العشر الأواخر من رمضان» (رواه البخاري).
- وهي في السبع الأواخر أقرب؛ لقول النبي صل الله عليه وسلم: «التمسوها في العشر الأواخر، فإن ضعف أحدكم أو عجز، فلا يُغلبن على السبع البواقي» (رواه مسلم).
ولا تختص ليلة القدر بليلة معينة في جميع الأعوام، بل تتنقل، فتكون في عام ليلة سبع وعشرين مثل، وفي عام آخر ليلة خمس وعشرين، تبعًا لمشيئة الله وحكمته، ويدل على ذلك قوله صل الله عليه وسلم: «التمسوها في تاسعة تبقى، وفي سابعة تبقى، وفي خامسة تبقى» (رواه البخاري).
وقد أخفى الله سبحانه وتعالى علمها على العباد رحمةً بهم؛ ليكثر عملهم في طلبها في تلك الليالي الفاضلة بالصلاة والذكر والدعاء، فيزدادوا قربة من الله وثوابً، وأخفاها اختبارًا لهم أيضًا؛ ليتبين بذلك من كان جادًّا في طلبها حريصًا عليها ممّن كان كسلان متهاونًا" [مجالس شهر رمضان].
فأين المشمرون لهذه الأجور والأرباح؟
أين الراغبون في الهدى والفلاح؟
أين الخاطبون للحور الملاح؟


إحياء ليلة القدر .. وسنة الاعتكاف

تشرق علينا ليالي القدر بنفحاتها وجمالها الروحي، وفي الليل يهدأ الكون، ويركن الخلق، ويتجلى الرب سبحانه وتعالى، وينزل إلى السماء الدنيا، يغفر لمن يستغفر، ويعطي من سأله، ويستجيب لمن دعاه.
والليل محراب العابدين، ومثوى الساجدين، يناجون ربهم بكلامه، ويسألون من عطائه، وكان ملف كامل عن رمضان R_20 يسجد في خشوع وضراعة، وهو الذي غفر الله له ما تقدم من ذنبه وما تأخر، شاكرًا لله فضله العظيم.
وكان من سنته ملف كامل عن رمضان R_20 أن يتحرى ليلة القدر التماسًا للخير الذي قدره الله فيها؛ ولذلك كان يعتكف عليه الصلاة والسلام في العشر الأواخر من رمضان التماسًا لليلة القدر.. الليلة التي أثنى عليها الله عز وجل، ووصفها بأنها خير من ألف شهر، وقال عنها رسول الله ملف كامل عن رمضان R_20: "من قام ليلة القدر إيمانًا واحتسابًا غفر له ما تقدم من ذنبه" (رواه البخاري).
وفضل ليلة القدر عظيم، وخيرها عميم، وهي ليلة مباركة يستحب فيها القيام والذكر والدعاء وتلاوة القرآن الكريم، ولتكن ليلة القدر مولدًا جديدًا لكل إنسان طامع في رحمة الله وقبوله وعفوه ورضاه، وأن يغفر له كل ذنوبه ويعيده كما ولدته أمه، وكما خلقه الله على فطرة الإسلام شاهدًا بأن الله ربه ورب العالمين، وهو سبحانه القادر والمالك والمهيمن على كل شيء، ووحده الذي يقبل ويعفو ويغفر السيئات ويبدلها حسنات، فتصبح ليلة القدر إشراقة نور جديد في حياة كل إنسان يتوب عن المعاصي ويقبل على الله بالحب والطاعة له سبحانه ولرسوله الكريم.
ولنا في رسول الله أسوة حسنة وخلق جميل، يطمع كل منا أن يحتذي به ويناله نصيب وفير منه، ولأهمية ليلة القدر عند رسول الله ملف كامل عن رمضان R_20 أحيا هو وأصحابه سنة الاعتكاف حيث يخلو المؤمن بربه، فتهفو إليه النفوس المؤمنة والقلوب الصادقة مشتاقة ضارعة باكية ساجدة سجودًا لا يعرف مقامه إلا الله العلي الكبير وحده.. فتأنس القلوب بذكره وحمده.. وتخشع الجوارح لمالك الملك لا تطلب إلا رضاه ولا تطمع إلا في رحمته، وأن يشرق عليها بلمسات حنانه وآيات حبه.
والاعتكاف عبادة ليست كغيرها من العبادات؛ فهي تعني الانقطاع إلى الله عز وجل بالكلية، وهجر ملذات الدنيا، والصلة المتكاملة بالله عز وجل؛ من أجل تحقيق الصفاء الروحي في علاقة الإنسان المسلم بالله عز وجل.
والاعتكاف وسيلة للقرب من الله في هذه الليالي المباركات، ومن فوائده وأهدافه تطبيق العبودية بمعناها المتكامل في التوكل على الله وتفويض الأمر له وتعظيمه سبحانه، ثم تحري ليلة القدر وتزكية النفس حيث التخلي عن الصفات المذمومة والتحلي بالصفات المحمودة، وأن يقتدي العبد برسوله الكريم في أن يكون خلقه القرآن العظيم.
ويعلمنا الاعتكاف الصبر وقوة الإرادة، ويمنحنا الاطمئنان النفسي والسلام الروحي، ويشدنا إلى أهمية اتباع ومحبة رسول الله ملف كامل عن رمضان R_20.
وللاعتكاف حلاوة لا يشعر بها إلا المحبون المخلصون من عباده الذين وصلوا إلى حقيقة الإيمان وليس ظاهره، وإلى عمق الصفاء والروحانية وليس صور الأشياء وأشكالها...
فمَنَّ الله عليهم بجائزة كبرى وهي الحب والعلم والمعرفة.
ونحن في هذه الليالي المباركات في أشد الحاجة لأن نحيي سنة رسول الله ملف كامل عن رمضان R_20 في الاعتكاف؛ التماسًا لليلة القدر طامعين في رحمة الله، وأن يشرق علينا بلمسات حنانه وآلائه الكبرى.



دعاء ليلة القدر

قال الله تعالى في فضل ليلة القدر: {لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ} [القدر: 3]. جدير بهذا الفضل الكبير الذي منحه الله تعالى لعباده في هذه الليلة المباركة، أن نتفكر في قدره، ونستجلي ما فيه من جوانب الرحمة والإنعام؛ حتى نستقبله بما يليق به من السعي في تحصيله، والشكر على تقديره.
وبإجراء عملية حسابية نجد أن ألف شهر = 83 سنة وأربعة أشهر، وقد ذكر المفسرون أن معنى الآية أن العبادة في ليلة القدر خير من عبادة ألف شهر ليس فيها ليلة القدر. ومتوسط عمر الإنسان من 60 إلى 70 سنة، وقد جاء في الحديث: "أعمار أمتي ما بين الستين والسبعين، وأقلهم من يجوز ذلك"[1].
فإذا حسبنا الوقت الذي يقضيه الإنسان في غير العبادة فسنجد ما يأتي:
هناك ما يقرب من 15 سنة قبل سن التكليف. وما يقرب من 20 سنة في النوم، على أساس أن الإنسان ينام ثلث اليوم وهو 8 ساعات، يعني ثلث عمره. وما يقرب من 20 سنة في العمل لكسب المال، أي بحساب متوسط ساعات العمل اليومي 8 ساعات، وهو ثلث العمر. وما يقرب من سنتين في الطعام والشراب وقضاء الحاجة واللباس وما شابه ذلك. ويتبقى من متوسط عمر الإنسان ما يقرب من 3 سنوات قد تزيد أو تقل بحسب الأعمار واختلاف الأحوال.
فكم يقضي الإنسان من هذه السنوات الثلاثة في عبادة؟! وما هو قدر العبادات التي يمكن أن يقوم بها ليفوز بثوابها يوم القيامة؟
هنا يتجلى الفضل الكبير الذي منحه الله تعالى لعباده؛ إذ شرع لهم العبادات والقربات، وجعل لهم من الأسباب ما يضاعف أجرها أضعافًا مضاعفة، والله يضاعف لمن يشاء، فمن أسباب مضاعفة ثواب العبادة شرف الزمان، كالعمل في هذه الليلة المباركة، ليلة القدر التي جعل الله تعالى أجر العبادة فيها خيرًا من ألف شهر ليس فيها ليلة القدر.
إنها خسارة عظيمة لمن ضيع ساعات هذه الليلة دون أن يحظى بأجرها الكبير! فقد قال رسول الله ملف كامل عن رمضان R_20: "إن هذا الشهر قد حضركم، وفيه ليلة خير من ألف شهر، من حُرمها فقد حرم الخير كله، ولا يُحرم خيرها إلا محروم"[2].
أهمية الدعاء في ليلة القدر
لكل عبادة مميزات تخصه، وميزة الدعاء أنه هو العبادة، كما في الحديث: "الدعاء هو العبادة". أي من أعظم العبادة؛ لأن الدعاء يلزم أن يوطن العبد فيه نفسه على معاني العبادة من الذل والخضوع والمسكنة. قال في مختصر منهاج القاصدين: اعلم أنه ليس بعد تلاوة القرآن عبادة تُؤدى باللسان فقط أفضل من ذكر الله سبحانه وتعالى، ورفع الحوائج بالأدعية الخالصة إليه تعالى. فقد روي عن أبي هريرة -رضي الله عنه- عن النبي ملف كامل عن رمضان R_20 أنه قال: "ليس شيء أكرم على الله تعالى من الدعاء"، "من لم يسأل الله تعالى يغضب عليه".
وقال مطرف بن عبد الله: تذاكرت: ما جماع الخير؟ فإذا الخير كثير الصيام والصلاة، وإذا هو في يد الله تعالى، وإذا أنت لا تقدر على ما في يد الله إلا أن تسأله فيعطيك، فإذا جماع الخير الدعاء.
وكل الأعمال الصالحة وسيلة موصلة للفوز بفضل ليلة القدر وثوابه، إلا أن النصوص الشرعية نبهت على وسيلتين مهمتين لتحصيل ثواب هذه الليلة وفضله، الأولى هي صلاة القيام، حيث قال ملف كامل عن رمضان R_20: "من قام ليلة القدر إيمانًا واحتسابًا غفر له ما تقدم من ذنبه".
والوسيلة الثانية التي توصل لفضل هذه الليلة هي الدعاء، حيث قال النبي ملف كامل عن رمضان R_20 لأم المؤمنين عائشة -رضي الله عنها- لما سألته عن الدعاء في ليلة القدر: "قولي: اللهم إنك عفو كريم تحب العفو فاعف عني". ولعل في ذكر آية الدعاء بين آيات الصوم ما يشير إلى أهمية الدعاء في شهر رمضان عمومً، قال سبحانه: {وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ} [البقرة: 186].
قال في مختصر منهاج القاصدين: أما الليالي المخصوصات بمزيد الفضل التي يستحب إحياؤها؛ فخمس عشرة ليلة، ولا ينبغي للمريد أن يغفل عنهن، لأنه إذا غفل التاجر عن موسم الربح فمتى يربح؟ فمن هذه الليالي... أوتار العشر الأخير؛ إذ فيهن تُطلب ليلة القدر.
الصفات المناسبة للدعاء في ليلة القدر
وللمسلم أن يدعو بما يريد من الأدعية، وله أن يرفع إلى الله تعالى حاجته فيما يشاء، سواء كانت من أمر الدنيا أم من أمر الآخرة، مع الالتزام بآداب الدعاء الشرعية. ومع ذلك فإن مثل هذه الأوقات المباركة لا ينبغي للمسلم أن يغفل فيها عن دعاء الله تعالى بطلب المغفرة وسؤال الجنة والنجاة من النار.
وليلة القدر ساعات قليلة تمر سريعًا تشتد حاجة المسلم فيه، وفي أمثالها من الأزمنة الفاضلة إلى أدعية لها مواصفات مخصوصة، تجمع له حاجاته الدينية والدنيوية كله، وقد ورد عن عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- أنه قال: إني لا أحمل همّ الإجابة، ولكن هم الدعاء؛ فإذا أُلهمت الدعاء علمت أن الإجابة معه. إشارة منه إلى أهمية اختيار الدعاء المناسب الذي تتوفر فيه الصفات المؤهلة للقبول والإجابة.
ومن هذه الصفات المهمة
1- أن يكون الثناء والتوسل بأسماء الله تعالى وصفاته مناسبين لمعنى الدعاء، قال ابن القيم: قاعدة قد أشرنا إليها مرارً، وهي أن من دعا الله تعالى بأسمائه الحسنى أن يسأل في كل مطلوب ويتوسل إليه بالاسم المقتضي لذلك المطلوب المناسب لحصوله.
2- أن يكون جامعًا في معانيه، مناسبًا لحال الداعي، فقد كان ملف كامل عن رمضان R_20 يعجبه جوامع الكلم ويختاره على غيره من الذكر، كذلك كان ملف كامل عن رمضان R_20 يعجبه من الدعاء جوامعه؛ ففي سنن أبي داود عن عائشة قالت: "كان النبي ملف كامل عن رمضان R_20 يعجبه الجوامع من الدعاء ويدع ما بين ذلك". وخرَّجه البزار وغيره من حديث عائشة -رضي الله عنها- أيضًا "أن النبي ملف كامل عن رمضان R_20 قال لها: يا عائشة، عليك بجوامع الدعاء". وعند الحاكم: "عليك بالكوامل".
ولن يجد المسلم خيرًا من أدعية الكتاب والسنة؛ لأنها تجمع للمسلم ما يريد أن يدعو به من خيري الدنيا والآخرة، قال ابن الجوزي وهو يذكر آداب الدعاء: "الثَّامن عشر‏:‏ الدُّعاءُ بالأَدْعيَةِ المَأْثُورةِ‏؛ فَإِنَّ تَعلِيمَ الشَّرعِ خَيْرٌ مِنْ اخْتِيَارِ العَبْدِ".
ولعل هذا ما دفع أم المؤمنين عائشة -رضي الله عنها- إلى السؤال عن الدعاء المناسب لتدعو به في ليلة القدر، أخرج الإمام أحمد عن عبد الله بن بريدة قال: قالت عائشة: "يا نبي الله، أرأيتَ إن وافقتُ ليلة القدر ما أقول؟ قال: تقولين: اللهم إنك عفو تحب العفو فاعف عني". وفي رواية الترمذي عن عائشة -رضي الله عنها-: "قالت: قلت يا رسول الله: أرأيتَ إن علمتُ أيُّ ليلة ليلة القدر ما أقول فيها؟ قال: قولي اللهم إنك عفو كريم تحب العفو فاعف عني". قال أبو عيسى: هذا حديث حسن صحيح.
ونلاحظ هنا بوضوح هاتين الصفتين، ففيه الثناء اللائق بالله عز وجل مع مناسبة الصفتين المذكورتين من صفات الله تعالى لمعنى الدعاء (عفو كريم)، حيث يتم التوسل بهما إلى الله تعالى في طلب العفو، وفيه شمول الدعاء للمعاني المطلوبة في أوجز لفظ، وهذا بيان ذلك:
مناسبة هذا الدعاء لشهر رمضان
قد تغتر النفس؛ فتظن أنه قد أعطت لله تعالى حقه من الصوم والقيام والذكر، لكنها حين تتفكر في دعاء ليلة القدر تجد أن هذا الدعاء يحمل معنى الانكسار من عبد مليء بالعيوب والتقصير في حق ربه عز وجل، فهو يتوسل إلى ربه باسميه العفُوّ والكريم، ليكون أرجى في نيل المغفرة والعفو والرحمة.
هذه هي الحال التي يريد منا الله تعالى أن نكون عليه، حيث علمها الرسول ملف كامل عن رمضان R_20 لأم المؤمنين عائشة، ليس حال الممتن على الله تعالى بأعماله، أو حال المستغني عن طلب العفو والمغفرة، أو الواثق من قبول عمله، وإنما هي حال العبد الفقير الخاضع الذليل، المتوسل إلى ربه ليصفح عنه ويغفر له، ويقبل عمله على ما فيه من تقصير. قال ابن الجوزي: وإنما أمر بسؤال العفو في ليلة القدر بعد الاجتهاد في الأعمال فيها وفي ليالي العشر؛ لأن العارفين يجتهدون في الأعمال ثم لا يرون لأنفسهم عملاً صالحًا ولا حالاً ولا مقال، فيرجعون إلى سؤال العفو كحال المذنب المقصّر.
وقال ابن القيم: العبد يسير إلى الله سبحانه بين مشاهدة مِنّته عليه ونعمته وحقوقه، وبين رؤية عيب نفسه وعمله وتفريطه وإضاعته، فهو يعلم أن ربه لو عذبه أشد العذاب لكان قد عدل فيه، وأن أقضيته كلها عدل فيه، وأن ما فيه من الخير فمجرد فضله ومنته وصدقته عليه، ولهذا كان في حديث سيد الاستغفار: "أبوء لك بنعمتك عليَّ وأبوء بذنبي". فلا يرى نفسه إلا مقصرًا مذنبً، ولا يرى ربه إلا محسنًا متفضلاً.
وقال: وكان ملف كامل عن رمضان R_20 يقول في سجوده أقرب ما يكون من ربه: "أعوذ برضاك من سخطك، وأعوذ بعفوك من عقوبتك، وأعوذ بك منك، لا أحصي ثناء عليك أنت كما أثنيت على نفسك". وقال لأطوع نساء الأمة وأفضلهن وخيرهن الصديقة بنت الصديق؛ وقد قالت له: يا رسول الله، لئن وافقت ليلة القدر فما أدعو به؟ قال: "قولي: اللهم إنك عفو تحب العفو فاعفو عني".
كيف نصل إلى عفو الله عز وجل
والأسباب الموصلة إلى عفو الله تعالى كثيرة، منها التوبة، واتباع السيئة بالحسنة، ومسامحة الناس في ديونهم، كما في الحديث قال ملف كامل عن رمضان R_20: "إن رجلاً لم يعمل خيرًا قط وكان يداين الناس فيقول لرسوله‌: خذ ما تيسر واترك ما عسر وتجاوز؛ لعل الله أن يتجاوز عنا. فلما هلك قال الله: هل عملت خيرًا قط? قال: لا إلا أنه كان لي غلام وكنت أداين الناس، فإذا بعثته يتقاضى قلت له: خذ ما تيسر واترك ما عسر وتجاوز؛ لعل الله أن يتجاوز عنا. قال الله‌: قد تجاوزت عنك".
‌قال الشيخ عبد الرحمن السعدي: وهو تعالى عفوٌّ يحب العفو عن عباده، ويحب منهم أن يسعوا بالأسباب التي ينالون بها عفوه؛ من السعي في مرضاته، والإحسان إلى خلقه. ومن كمال عفوه أن المسرفين على أنفسهم إذا تابوا إليه غفر لهم كل جرم صغير وكبير، وأنه جعل الإسلام يجب ما قبله، والتوبة تجب ما قبلها.
مناسبة هذا الدعاء ليلة القدر:
وفي دعاء ليلة القدر إشارة واضحة إلى أن أهم المطالب المناسبة لليلة القدر، والتي ينبغي أن يركز المسلم همه فيها أكثر من غيره، هي طلب العفو من الله تعالى، مع ذلك فهو دعاء شامل لخيري الدنيا والآخرة، فمن عفا الله عنه نال سعادة الدارين. قال في دليل الفالحين: وفيه -أي في الحديث- إيماء إلى أن أهم المطالب انفكاك الإنسان من تبعات الذنوب، وطهارته من دنس العيوب، فإن بالطهارة من ذلك يتأهل للانتظام في سلك حزب الله، وحزب الله هم المفلحون.
إلا أن من دواعي الحزن والأسى غفلة فئات من الناس عن هذه الليلة العظيمة؛ فمنهم من لا يشغل وقته بالتفكير فيها أو الاستعداد له، ومنهم من يعرف فضلها لكنه لا يعرف ماذا يفعل ليحسن استقبالها ويستثمر أوقاتها.
وتزداد الغفلة سوءًا حين يقترن بها انحراف عن الفهم الصحيح للمقصود الأعظم من هذه الليلة؛ فبعض العوام لا يعرف عن ليلة القدر إلا أنها الليلة التي تقع فيها الحظوظ المالية كالعثور على كنز أو الحصول على مال، ويتناقل بعض العوام القصص والحكايات عن فلان الذي رأى ليلة القدر فأصبح ثريًّا من الأغنياء، حتى صار ذلك مضرب المثل لدى العامة، حين يتحول بعض الناس من الفقر إلى الغنى يقولون: فلان (فتحت له طاقة القدر)، أو (شاف ليلة القدر).
ومما يشهد لذلك أن بعض الصحفيين المعروفين في مصر منذ ما يزيد على عقدين، قام بتأسيس لجنة خيرية لمساعدة المحتاجين، وكان الاسم الذي اختاره لها هو (ليلة القدر)؛ مما يدل على مدى تأصل المفهوم المادي وارتباطه بليلة القدر لدى كثير من الناس، وهذا غاية ما يعرفون به ليلة القدر، قد يدعو إنسان بذلك فيستجاب له، لكن ليس طلب الثراء هو غاية ما في ليلة القدر ولا هو مقصوده، ولا لهذا كان فضلها وشرفها.
وعلى المستوى العام والمستوى الإعلامي والرسمي؛ فكثير من الناس لا يعرف ليلة القدر إلا في صورة احتفالات موسمية، رسمية أو غير رسمية، تقام في ليلة السابع والعشرين من شهر رمضان، ومع أن تذكير الناس بفضائل هذه الليلة من الأمور المهمة؛ فإن تخصيص ذلك بيوم محدد بدعة، قال الشيخ علي محفوظ في الإبداع في مضار الابتداع: إحياء هذه الليلة بخصوصها وجعلها موسمًا لا أصل له، فهو بدعة مضافة إلى إحيائها بغير ما رغّب الشارع فيه.
ويزداد الأسى حين ترى من يقضي الأيام التي تقع فيها ليلة القدر في اللهو والباطل، من الأفلام والمسلسلات، أو الأغاني والموسيقى، أو الكلام الفارغ واللعب.
جاء في لطائف المعارف أن يحيى بن معاذ قال: ليس بعارف من لم يكن غاية أمله من الله العفو.
يا رب عبــــدك قد أتا *** ك وقد أســاء وقد هفـا
يكفـــيه منك حيــاؤه *** من ســوء ما قد أسلفـا
حمـــل الذنوب على الذنو *** ب الموبقــات وأسـرفـا
وقد اسـتجار بذيل عفــو *** ك من عقـــابك ملحفـا
رب اعـف وعافـــــه *** فلأنت أولى مــن عفــا
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 75523
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 78
الموقع : الاردن

ملف كامل عن رمضان Empty
مُساهمةموضوع: رد: ملف كامل عن رمضان   ملف كامل عن رمضان Emptyالأحد 19 يونيو 2016, 10:15 pm

ما بعد رمضان

كان شهر رمضان ميدانا يتنافس فيه المتنافسون، ويتسابق فيه المتسابقون، ويحسن فيه المحسنون، تروضت فيه النفوس على الفضيلة، وتربت فيه على الكرامة، وترفعت عن الرذيلة، ولكن ماذا بعد رمضان، هل تخرجنا في مدرسة رمضان بشهادة التقوى؟ وماذا بقي في قلوبنا من أثر شهر رمضان الكريم؟ وما هي أحوالنا بعد رمضان؟



لا تنقضوا غزل رمضان
المصطفى سنكي


ملف كامل عن رمضان 66
توفيق وتتويج وشكر
إنه لما كان صيام رمضان عطاءً وكرمًا إلهيًا إرضاء لحبيبه رسول الله صل الله عليه وسلم، فقد تكفَّل عز وجل ووفَّر شروط استفادة الصائمين من هذا العطاء الإلهي.
 
وفي الحديث أنه إذا حل رمضان تزينت الجنة وفتحت أبوابها، وأغلقت أبواب جهنم، وصُفدت الشياطين، حتى لا يفسدوا على أمة حبيبه صيامهم. فيجد الصائمون في نفوسهم استعدادا للطاعات، فتخف منهم الأعضاء، وتتزاحم بهم المساجد.
 
ومن حديث ابن حبان والبيهقي، عن رسول الله صل الله عليه وسلم أن الله تعالى يقول للملائكة يوم عيد الفطر، والمسلمـون في المصليات لأداء صلاة العيد: "ما جزاءُ الأجير إذا عمل عمله؟ فتقول الملائكة: إلهَنا وسيّدَنا، جزاؤه أن توفيه أجره. فيقول: إنّي أشهدكم يا ملائكتي، أني قد جعلت ثـوابهم من صيـامهم شهـر رمضان وقيامهم رضـاي ومغفرتي، ويقول: يا عبادي سلوني، وعِزّتي وجلالي، لا تسألوني اليوم في جمعكم لآخرتكم إلاّ أعطيتكم، ولا لدنياكم إلاّ نظرت لكم. فوَعِزّتي وجلالي، لأسترَنّ عليكم عثراتِكم ما راقبتموني. وعزّتي وجلالي، لا أخزيكم ولا أفضحكم بين أصحاب الحدود. انصرفوا مغفورا لكم، قد أرضيتموني ورضِيتُ عنكم. فتفرحُ الملائكة وتستبشر بما يُعطي الله عزّ وجلّ لهذه الأمّة إذا أفطروا من شهر رمضان" .
 
عيد الفطر يوم الجائزة الربانية، يتوافد فيه الصائمون والصائمات على المُصليات وقد أخذوا زينتهم ظاهرا وباطنا فرحا وابتهاجا بنعمة الهداية والتوفيق أن يسّر لهم أسباب العتق من النار. يقول جل وعلا في سورة البقرة بعد آيات الصيام:{وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ} [البقرة: 185]. والشكرُ جوهر العبادة، إذ هو اعتراف بنعم الله وفضله.
 
العهودَ العهودَ
وإذا كان الشكر أعلى مقامات العبادة، وقد كان صل الله عليه وسلم عبدا شكورا، فإن جوهر الشكر وحقيقته هي لزوم الطاعة، فلا يليق بمن ذاق حلاوة الإيمان وتفيأ ظلال الطاعات والقربات في شهر رمضان أن يرتدّ على عقبه، ويعود إلى ما كان عليه من الغفلات وهدر الأوقات، قبل رمضان.
 
ما استفاد من رمضان، وإن حُطت عنه خطاياه بصيام وقيام رمضان من فرّط في رصيد رمضانه من الطاعات. يقول تعالى: {وَلَا تَكُونُوا كَالَّتِي نَقَضَتْ غَزْلَهَا مِنْ بَعْدِ قُوَّةٍ أَنْكَاثًا} [النحل: 92].
 
نقْض الغزل تعبير عن تضييع رصيد الطاعات من الثواب والحسنات.
نقضَ غزلَ إيمانه وعهدِه مع الله من سارع إلى المسجد لأداء الصلوات المكتوبة محافظا على نوافلها ورواتبها خلال رمضان، ثم أعرض بعده عن نداء "حي على الفلاح"، ولم تعدِ "الصلاة خيرا من النوم". نقض غزله وخرّب بيت إيمانه من هجر كتاب ربه، وهو الذي ختمه ختمات خلال رمضان.
 
نقض العهد مع ربه من تثاقلت منه الأعضاء ليقف بين يدي ربه لُحيْظات متعرضا لأنوار السحر، وهو الذي شهد تهجد شهر رغم نصب الصيام والسعي عن العيال.
نقض العهد من بإعلان رؤية هلال شوال انتهت عنده صلاحية "اللهم إني صائم"، فأطلق للسانه العِنان وعاد لطبعه الغضبي يتسابّ ويتشاتم، لسبب وبدونه.
نقض العهد من كف عن الكسب الحرام خلال رمضان، ثم عاوده الحنين لأكل أموال الناس بالباطل.
 
خسف صرح إيمانه من عاد لتضييع حقوق العباد وعاد إلى سوء الأخلاق وقبيح المعاملات وضيع واجباته المهنية، بعد توبة بصلاحية شهر فقط. ما عرف قيمة الصيام وكيف يعرج بالروح ويسمو بها عن السفاسف من استثقل صيام ستٍّ من شوال تعدل ثواب صيام الدهر. يقول عز وعلا {وَمَا وَجَدْنَا لِأَكْثَرِهِمْ مِنْ عَهْدٍ وَإِنْ وَجَدْنَا أَكْثَرَهُمْ لَفَاسِقِينَ} [الأعراف: 102].
 
ألا فلْنُـراقبْ عهودنا مع الله تعالى، ولْنـنْـظر درجتنا من قوله تعالى مستعرضا تجليات البر في سورة البقرة، {وَالْمُوفُونَ بِعَهْدِهِمْ إِذَا عَاهَدُوا} [البقرة: 177]، لذلك، كان رسول الله صل الله عليه وسلم إذا عمِل عملا ثبته وداوم عليه، فلا نبات لشجرة الإيمان إلا بثبيت الطاعات. وإن خير الأعمال أدومها، ولو قـلَّ. كما في الحديث.
 
سبيل الأكياس
من صفات الأكياس راجحي العقول وأرزنها، العمل لما بعد الموت مرورا بدوام اتهام النقص بالتقصير، فلا يستكثر ما قدم بين يدي الله تعالى. والأكياس من استثمروا أعمارهم القصيرة في مشاريع طاعات وقربات تنمي رصيدهم من الثواب تطلعا لأرفع درجات الجنان والرضا الرباني، يوم لا تجدي العشيرة أو الألقاب الدنيوية أو الأموال، وإنما ينفع الاسم والصفة واللقب في الملكوت الأعلى.
 
الأكياس من استثمروا دنياهم لآخرتهم فانخرطوا في أعمال يستمر ثوابها وتتعاظم أجورها بدوام فائدتها جيلا بعد جيل، وإلى قيام الساعة. أعمال كثيرة نبه رسول الله صل الله عليه وسلم إلى بعضها. وفي الحديث: "إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث: صدقة جارية، أو علم ينتفع به، أو ولد صالح يدعو له" . ما أكثر الصدقات الجارية التي ينتفع بها العباد! وما أكثر العلوم التي تتطلبها عزة الأمة! ولا يُحصر الأولاد في الأبناء الطينيين، فكما أن الأبوة الدموية ليست هي الأبوة الحقيقية كما وردت ضمنا في وصايا لقمان، فكذلك البُنوّة، تتعدى آصرة الدم لتشمل آصرة التربية الإيمانية.
 
وعليه، فأجيال الأمة مشاريع أبناء صالحين متى أحسنت تربيتهم، من آبائهم الطينيين، وإلا ممن ندبوا حياتهم لانتشالهم من الجهل والغفلات والموبقات التي تتخطفهم صباح مساء.
 
شتان في الدرجة الإيمانية بين من سلك في عبادة ربه سبيل الخلاص الفردي، فاهتم بنفسه، صلى وصام وزكّى وحج وقرأ القرآن وبرّ بوالديه وأهله، وبين من فعل ذلك وتهَمّـم بأحوال المسلمين، ففرّج الكرب، وحارب الجهل، ودفع الظلم، وسعى في حاجات المحتاج، وهيأ للناس ظروف الإقبال على ربهم.
 
شتّان بين من تعلم القرآن يريد أعلى درجات الارتقاء، يوم يقال: "اقـرأ وارْقَ" وبين من تعلمه وعلمه، وفي الحديث: "خيركم من تعلم القرآن وعلمه" . يقول رسولنا الكريم صلوات الله وسلامه عليه: "أحبُّ الناس إلى الله أنفعُهم -أيْ أكثرُهم نفعا- وأحبّ الأعمال إلى الله عز وجل سرورٌ تدخله على مسلم، أو تكشفُ عنه كربة، أو تقضي عنه دينًا، أو تطردُ عنه جوعًا، ولأنْ أمشيَ مع أخي المسلم في حاجة أحبّ إليّ من أن أعتكِفَ في المسجد شهرًا، ومن كفَّ غضبَه، ستـرَ الله عورته، ومن كظَمَ غيظًا، ولو شاء أن يُمضيَه أمْضاه، ملأ الله قلبَه رضىً يومَ القيامة، ومن مشى مع أخيه المسلم في حاجته حتى يُثبِتَها له، أثبتَ اللهُ تعالى قدمَـه يومَ تُزال الأقدامُ، وإنّ سوءَ الخلق لَـيُفسِدُ العمل، كما يُفسد الخلُّ العسل".
 
ألا فلينظر كل مشتغل بخويْصة نفسه، أي ثواب، وأية درجات قرب وتقرب يُفوِّتها على نفسه. ألا فليعلم من اختار هذا النهج سبيلا للعبادة، ومن باب الذكرى، أن الإيمان تعلق دائم بالله واشتغال بهموم العباد وحياء هو ضابط الرقابة لله في الأعمال، نظرا في صلاحها نيةً وكيفية.
 
عن أبي هريرة رضي اللّه عنه أن رسول الله صل الله عليه وسلم قال: "الإيمان بضع وسبعون -وفي رواية البخاري بضع وستون- أعلاها قول لا إله إلا الله، وأدناها إماطة الأذى عن الطريق، والحياء شعبة من الإيمان".
 
والحمد لله رب العالمين.





الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 75523
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 78
الموقع : الاردن

ملف كامل عن رمضان Empty
مُساهمةموضوع: رد: ملف كامل عن رمضان   ملف كامل عن رمضان Emptyالأحد 19 يونيو 2016, 10:16 pm

رمضان والرحيل المر
الشيخ إبراهيم الدويش

ملف كامل عن رمضان 17675_image002ها هو أسبوع أيُّها الأحبةُ يمضي بعدَ رحيلِ رمضان، بعد رحيلك أيُّها الحبيبُ رمضان، ويا لَهَا من أيامٍ مُرَّةٍ المذاق، ليسألَ كلُّ إنسانٍ منَّا نفسَه: كيفَ حالُكِ أيَّتُها النَّفسُ بعدَ رَمَضَان؟!
أيُّها الإخوةُ، لقد تعمَّدتُ تأخيرَ هذا الموضوعِ إلى هذه الأيامِ لنقارنَ بينَ حالِنا في رمضان وحالنا بعدَ رمضان، رغم أنَّه لم يَمضِ عليه سوى أيامٍ..
إيهٍ أيَّتُها النفس! كنتِ قبلَ أيامٍ في صلاةٍ وصيام، وتلاوةٍ وقيام، ذكرٍ ودعاء، وصدقةٍ وإحسانٍ وصلةٍ للأرحام، قبل أيامٍ كُنَّا نشعرُ برقةِ القلوب واتصالِها بعلاَّمِ الغيوب.
كانت تُتلى علينا آياتُ القرآن، فتخشعُ القلوبُ وتدمعُ العيون، فنزداد إيمانًا وخشوعًا وإخباتًا لله I، ذُقنا حلاوةَ الإيمانِ وعرفنا حقيقةَ الصِّيَام، ذُقنَا لذَّةَ الدمعةِ، وحلاوةَ المناجاةِ في السَّحَر.
كُنَّا نصلِّي صلاةَ من جُعِلَت قرةُ عينِهِ في الصَّلاة، وكنَّا نصومُ صيامَ من ذاق حلاوتَه وعرف طعمَه، وكنَّا ننفقُ نفقةَ من لا يخشى الفقر! كُنَّا وكُنَّا ممَّا كُنَّا نفعلُهُ في هذا الشَّهر المباركِ العظيمِ الذي رَحَلَ عنَّا.
وهكذا نتقلبُ في أعمالِ الخيرِ وأبوابِهِ حتَّى قال قائلُنا: يا ليتني مُتُّ على هذه الحال! لما يشعرُ به من حلاوةِ الإيمان ولذَّةِ الطَّاعة. وهكذا مَضَتِ الأيامُ ورحَلَ رمضان، ثُمَّ ماذا؟
رَحَلْتَ يا رمضانُ ولم يمضِ على رحيلِكَ سوى ليالٍ وأيامٍ، ولرُبَّمَا رَجَعَ تاركُ الصَّلاةِ لتركِهَا، وآكلُ الرِّبَا لأكلِهِ، وسامعُ الغناءِ لسماعِهِ، ومشاهدُ الفُحشِ لفحشِهِ، وشاربُ الدخانِ لشربِهِ.
رَحَلْتَ يا رمضانُ ولم يمضِ على رحيلِكَ سوى ليالٍ وأيامٍ، ولرُبَّمَا نسينا لذةَ الصِّيامِ فلا السِتُّ من شوال ولا الخميسُ ولا الاثنينُ ولا الثلاثةُ الأيَّام من كل شهر.
رَحَلْتَ يا رمضانُ ولم يمضِ على رحيلِكَ سوى ليالٍ وأيامٍ، ولرُبَّمَا لم نَذُقْ فيها طعمَ القيام، سبحانَ الله! أينَ ذلك الخشوعُ؟! وتلك الدموعُ في السجودِ والرُّكوع؟
أين ذلك التسبيحُ والاستغفارُ؟ وأين تلك المناجاةُ لله الواحدِ القهَّار؟
رَحَلْتَ يا رمضانُ ولم يمضِ على رحيلِكَ سوى ليالٍ وأيامٍ، ولرُبَّمَا هَجَرْنَا القرآنَ وقد كُنَّا نقرأُ بعدَ الفجرِ وبعدَ الظُّهرِ وبعدَ العصرِ وفي اللَّيلِ والنَّهار، وها هُوَ أسبوع مضى، فكم قرأنا فيهِ من القرآن؟
نَشرَقُ بدموعِ الفراقِ أيُّها الأحبَّة، فلا نستطيع أن نَبُثَّ المشاعرَ والآلامَ والأحزانَ، لما نجدْهُ من فقدِ لَذَّةِ الطَّاعةِ وحلاوةِ الإيمان..
رمضان! كيفَ ترحلُ عنَّا وقد كُنْتَ خيرَ جليسٍ لنا، بفضل ربِّنا كنتَ عونًا لنا ونحنُ بين قارئٍ وصائمٍ ومنفقٍ وقائم، ونحن بين بكَّاءٍ ودامعٍ وداعٍ وخاشع.
رَحَلْتَ يا رمضان، والرَّحيلُ مُرٌّ على الصالحين، فابكوا عليه بالأحزانِ وودِّعُوه، وأجرُوا لأجلِ فراقِهِ الدُّموعَ وشيِّعوه..
دعِ البكاءَ على الأطـلالِ والدَّارِ *** واذكر لمن بانَ من خلٍّ ومن جارِ
ذرِ الدموعَ نحيبًا وابكِ من أسفٍ *** على فـراقِ ليـالٍ ذاتِ أنـوارِ
على ليالٍ لشهرِ الصومِ ما جُعلَتْ *** إلا لتمحيــصِ آثـامٍ وأوزارِ
يا لائمي في البُكا زدني به كَلفًا *** واسمـع غريبَ أحاديثٍ وأخبارِ
ما كان أحسنُنا والشملُ مجتمعٌ *** منَّا المصلِّي ومنَّا القانتُ القـارِي
الناسُ بعد رمضانَ فريقان، فائزونَ وخاسرونَ، فيا ليتَ شعري من هذا الفائزُ منَّا فنهنيَه، ومن هذا الخاسـرُ فنعزيَه؟! ورحيلُهُ مرٌّ على الجميع.. الفائزينَ والخاسرينَ.
الرحيلُ مُرٌّ على الفائزينَ؛ لأنَّهم فقدوا أيامًا ممتِعَة، وليالي جميلَة.. نهارُها صدقةٌ وصيام، وليلُها قراءةٌ وقيام، نسيمُها الذِّكر والدُّعاء، وطيبُها الدموعُ والبكاء..
شعروا بمرارةِ الفراقِ فأرسلوا العَبَرَاتِ والآهَات..كيفَ لا وهو شهرُ الرَّحمَات وتكفيرِ السِّيئاتِ وإقالةُ العَثَرَات! كيفَ لا والدعاءُ فيه مسموعٌ والضُرُّ مدفوعٌ والخيرُ مجموع!!
كيف لا نبكي على رحيلِهِ، ونحنُ لا نعلمُ أَمِنِ المقبولينَ نحنُ أم مِّن المطرودين؟!
كيفَ لا نبكي على رحيلِهِ أيُّها الأحبةُ، ونحنُ لا ندري أيعودُ ونحنُ في الوجودِ أم في اللِّحود؟!
فيا ليت شعري أيُّها الأحبةُ بعدَ هذه الأيام.. من منَّا أشغلَهُ هذا الهاجسُ وقد مضى أسبوعُ على رحيلِ رمضان؟ مَن منَّا أشغله هاجسُ هل قُبِلَتْ أعمالُهُ أم لا؟
هل نحنُ من الفائزينَ في رمضانَ أم لا؟ من منَّا لسانُهُ يلهجُ بالدُّعاء أن يَقبَلَ اللهُ منه رمضان؟
إنَّنا نقرأُ ونسمعُ أنَّ سلفَنَا الصالحَ كانوا يدعونَ اللهَ ستةَ أشهرٍ أن يقبلَ اللهُ منهُم رمضان، ونحنُ لم يمضِ على رحيلِهِ سوى أيامٍ فهل دعونا أم لا؟
أم أنَّنا نسينَا رمضانَ وغَفَلْنا عنه وكأنَّنا أَزَحْنَا حِمْلاً ثقيلاً كان جاثمًا على صدورِنا!
نعم رَحَلَ رمضان.. لَكَن ماذَا استفَدْنَا مِن رمضَان؟ وأين آثارُهُ على نفوسِنَا وسلوكِنَا، وعلى أقوالِنا وأفعالِنا؟
أما المفرِّطونَ -نعوذُ بالله من حالهم- فهم نوعان:
النوع الأول: أناس قصَّرُوا فلم يعملوا إلا القليل، نعم صلَّوا التراويحَ والقيامَ سِرَاعًا.. فهم لم يقوموا إلا القليلَ، ولم يقرءوا من القرآنِ إلا القليل.. ولم يقدِّموا من الصَّلواتِ إلا القليل..
الصلواتُ المفروضةُ تشكو من تخريقِها ونقرِها، والصيامُ يئِنُّ من تجريحِهِ وتضييعِه.. والقرآنُ يشكو من هجرِهِ ونثرِهِ.. والصدقةُ ربَّما يتبعُها منٌّ وأَذَى..
الألسنُ يابسةٌ من ذكرِ الله.. غافلةٌ عن الدُّعاءِ والاستغفار، فهم في صراعٍ مَعَ الشَّهواتِ حتى في رمضان، لكنَّ فطرةَ الخيرِ تجذبُهُم، فتغلبُهُم تارةً ويغلبونهَا تَارَاتٍ!
هم يقرءونَ القرآنَ في النَّهار، لكنَّهُم يصارعونَ النومَ بعد ليالٍ من السَّهَرِ والتَّعَبِ والإرهاقِ. أما الصلاة، فصلاةُ الظُّهرِ عليها السَّلام! ورُبَّما صلاةُ العصر، بل وربَّما الفجر! كلُّ ذلك بسببِ التَّعَبِ والإرهاقِ كما يقولون. فهؤلاء لم ينتبِهُوا إلاَّ والحبيبُ يرحَلُ عنهم، فتجرَّعوا مرارةَ الرَّحيلِ.. بكاءٌ ونَدَم..
حَزِنُوا! ولكن بعدَ ماذا؟ بعدَ فواتِ الأوانِ.. بعد أن انقضت أفضلُ الأيَّام.
أما النوعُ الثاني من المفرِّطينَ فهُمُ الخاسرونَ، نعوذُ بالله من الخسران.
فهناك من لم يَقُم رَمَضَان.. ولم يقرأِ القرآنَ.. ورُبَّمَا لم يَصُم في رمضان، فنهارُهُ ليلٌ وليلُهُ ويل!
لا الأواخرَ عرفوها، ولا ليلةَ القَدْر قَدَّروها.. فمتى يصلحُ من لا يصلُحُ في رَمَضَان؟
متى يصُحُّ من كان من داءِ الجَهَالَةِ والغَفْلَةِ مَرْضَان؟
مَن فَرَّطَ في الزَّرع في وقتِ البَذَارِ، لم يحصدْ غيرَ النَّدَمِ والخَسَار.
مساكينُ هؤلاء، فاتَهم رمضانُ وخيرُ رمضان، فأصابَهم الحرمانُ، وحَلَّتْ عليهِمُ الخيبةُ والخُسران!
قلوبٌ خَلَتْ من التَّقوى فهي خرابٌ بَلْقَع، لا صيامٌ ينفع ولا قيامٌ يَشْفَع.
قلوبٌ كالحجارةِ أو أشدٌّ قَسوة، حالُها في رمضان كحالِ أهلِ الشَّقوة، لا الشابُّ منهم ينتهي عن الصَّبوة، ولا الشيخُ يَنـزَجِرُ فيلحقُ بالصَّفوة.
أيُّها الخاسر، رَحَلَ رمضانُ وهو يشهدُ عليكَ بالخُسران، فأصبحَ لكَ خصمًا يومَ القيامة.
رَحَلَ رمضانُ وهو يشهدُ عليكَ بِهَجْرِ القُرآن، فيا وَيلَ من جَعَلَ خصمَهُ القرآنَ وشهرَ رمَضَان!
فيا مَن فرَّطَ في عُمُرِهِ وأضَاعَه، كيف ترجو الشَّفاعة؟ أتعتذِرُ برحمةِ الله؟ أتقولُ لنا إنَّ اللهَ غفورٌ رحيم؟
نعم، لكن {إِنَّ رَحْمَةَ اللهِ قريبٌ مِنَ المحُسنِينَ} [الأعراف: 56]، العاملين للأسبابِ، الخائفينَ المُشفقين.
سُئِلَ ابنُ عباسٍ عن رَجُلٍ يصومُ النَّهارَ ويقومُ اللَّيلَ ولا يشهدُ الجمعةَ والجمـاعات، فقال ملف كامل عن رمضان T_20: "هُوَ في النَّار"!! فأبعدَهُ الله! فكم أولئكَ المبعدينَ عن رحمةِ الله!
فيَا أيُّهَا الخاسرُ.. نعم رَحَلَ رمضانُ ورُبَّما خسرتَ خسارةً عظيمة، ولكن، الحمدُ لله فمَا زالَ البابُ مفتوحًا والخيرُ مفسوحًا.. وقبلَ غرغرةِ الرُّوحِ ابكِ على نفسكَ وأكثرِ النَّوح، وقل لها:
ترحَّلَ الشَّهرُ والهفـاهُ وانصَرَمَا *** واختُصَّ بالفوزِ في الجنَّاتِ من خَدَمَا
وأصبحَ الغَافِلُ المسكينُ منكسرًا *** مثـلي فيَا وَيحَهُ يا عُظمَ مَا حُـرِمَا
من فاتَهُ الزَّرعُ في وقتِ البَذَارِ فَمَا *** تـراهُ يحصُـدُ إلاَّ الهـمَّ والنَّدَمَا
طُوبى لِمَن كانتِ التَّقوى بضاعتَه *** في شهـرِهِ وبحبلِ اللـهِ مُعتَصِمَا
أيُّهاَ الأحبَّة، هَذِهِ مشاعرُ وتَوجِيهات، عَن رَحيلِ رمَضَان، قصدتُ تأخيرَهَا بعدَ رَمَضَان بأيَّامٍ لِنَرَى ونَشْعُرَ بالفَرْقِ بَينَ حَالِنَا في رَمَضَان وحالِنَا هَذِهِ الأيَّام، عَلَى قِلَّتِهَا، فَكَيفَ يَا تُرَى بِحَالِنَا بعدَ شَهرٍ وشَهَرَينِ وَأَكثَرَ؟!
رُغمَ أَنَّني أُؤكِّدُ وَأُكَرِّرُ أنَّنَا لا نُطَالبَ النُّفُوسَ أَنْ تَكُونَ كَمَا هِيَ في رَمَضَان، وَلَكِنَّنا نُطَالِبُها بالاستِمرَارِ والمُدَاوَمَةِ عَلَى الطَّاعَاتِ والوَاجِبَاتِ، وَتَذَكُّرِ الله وخَوفِ الله والصِّلَةِ به، وَلَو كَانَت هَذِهِ الطَّاعَاتُ قَليلَةً؛ فَقلِيلٌ دَائِمٌ خَيرٌ مِن كَثيرٍ مُنقَطِعْ.
سَلامٌ مِنَ الرَّحمنِ كُلَّ أَوَانِ *** عَلَى خَيرِ شَهْرٍ قَدْ مَضَى وَزَمَانِ
سَلامٌ عَلَى شَهْرِ الصِّيامِ فَإنَّهُ *** أَمَـانٌ مِنَ الرَّحمـنِ أيُّ أَمَانِ
تَرَحَّلْتَ يَا شَهْرَ الصِّيَامِ بِصَومِنَا *** وَقَد كُنتَ أَنوَارًا بِكُلِّ مَكَانِ
لَئِنْ فَنِيَتْ أَيَّامُكَ الزُّهْرُ بَغْتَةً *** فَمَا الحُزْنُ مِن قَلْبِي عَلَيكَ بِفَانِ
عَلَيكَ سَلامُ اللهِ كُن شَاهِدًا لَنَا *** بِخَيرٍ رَعَاكَ اللهُ مِن رَمَضَانِ
الَّلهُمَّ يَا حَيُّ يا قَيُّومُ إن كَانَ بِسابقِ علمِكَ أنْ تجمَعَنَا في مِثْلِ هَذَا الشَّهرِ المُبارَكِ فَلتَجْمَعَنَا فِيهِ يَا حَيُّ يَا قَيَّوم، وَإنْ قَضَيتَ بِقَطْعِ آجَالِنَا وَمَا يَحُولُ بَينَنَا وَبَينَهُ، فَأَحْسِنْ الخِلافَةَ على باقِينَا وأَوْسِعِ الرَّحمَةَ عَلَى مَاضِينَا.
الَّلهُمَّ تَقَبَّلْ مِنَّا رَمَضَانَ، الَّلهُمَّ تَقَبَّلْ مِنَّا رَمَضَانَ، الَّلهُمَّ تَقَبَّلْ مِنَّا رَمَضَانَ، واعفُ عَنَّا مَا كَانَ فيهِ مِنَ تَقصِيرٍ وَغَفْلَةٍ. الَّلهُمَّ اجعلْنَا فِيهِ مِنَ الفَائِزِينَ، الَّلهُمَّ ارحَمْ ضَعْفَنَا وتَقْصِيرَنَا، وَأَعِنَّا على ذِكرِكَ وشُكْرِكَ وحُسْنَ عِبَادَتِكَ، لا حَوْلَ لَنَا وَلا قُوةَ لَنَا إلاَّ بِكَ، فَلا تكلنا إلى أَنفُسِنَا طَرْفَةَ عَينْ.
اللهم أعز الإسلام والمسلمين وأذل الشرك والمشركين.. اللهم يا كاشفَ كلَ ضر وبلية، ويا عالمَ كل سر وخفية، نسألُك فرجًا قريبًا للمسلمين، وصبرًا جميلاً للمستضعفين.. الَّلهُمَّ ارحَمِ المُستَضْعَفينَ المُسلِمِينَ في كُلِّ مَكَان، الَّلهُمَّ كُنْ نَاصِرًا لَهُمْ يَوْمَ تَخَلَّى عَنْهُمُ النَّاصِرُ، وكُنْ مُعِينًا لَهُم يَومَ تَخَلَّى عَنْهُمُ المُعينُ، الَّلهم ارحمِ الأطفالَ اليَتَامى، والنِّساءَ الثَّكَالَى، وذا الشَّيبَةِ الكَبِير.
سُبحَانَكَ الَّلهُمَّ وبحمدِكَ أَشهَدُ ألا إلهَ إَلا أَنتَ أَستَغْفِرُكَ وأَتوبُ إلَيكَ، وصلَّى الله وسلَّمَ عَلَى نبيِّنَا مُحَمَّدٍ وعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ تَسلِيمًا كَثِيرًا.
المصدر: موقع صيد الفوائد.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
 
ملف كامل عن رمضان
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» ملف كامل يشمل كل فضائل وأحكام رمضان والصوم
»  غدا الخميس اول ايام رمضان.. وفعلا رمضان احلى .. مع ابومازن وهنية
»  فلسفة رمضان الصحية.. رسائل رمضان إلينا
» ملف كامل عن كل ما يخص العطور
» بحث كامل عن علم الوراثه ..

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى الشنطي :: الدين والحياة :: رمضان كريم-
انتقل الى: