الحاج رشاد الشوا من منا لا يعرف رشاد الشوا..؟فهو عميد عائلة الشوا ورئيس بلدية غزة وهو احد زعماء فلسطين الذين خلدهم التاريخ ..الحاج رشاد من مواليد غزة سنة 1910ولد لاسرة ثرية تخرج من الجامعة الامريكية في القاهرة قوي الشخصية ..يحب الجميع في قمة الاخلاص لبلده ولمدينته.. فهو خير من دافع عن فلسطين..وقضيتها العادلة . يجير من يلجأ اليه في اقسى الظروف.. نظيف اليد.. نظيف القلب لم يحقد على احد .كان محل تقدير واحترام جميع الاهل والاصدقاء ..وحتى الاعداء كان يفرض احترامه عليهم.بعد تخرجه وعودته الى غزة لاحظ (الانجليز) الذين كانوا منتدبين عل حكم فلسطين.. بان الحاج رشاد وطني منذ نعومة اظفاره وخشي الانجليز من انضمامه الى الثوار.. فاخترعوا اسلوبا جديدا هو (الاحتواء) بدلا من السجن والاعتقال.. الذي ثبت عدم جدواه .ومن هنا حاول الانجليز احتواءه فعينوه (قائمقام لمدينة حيفا ).ولكنهم اكتشفوا انه كان يهرب السلاح بسيارته الحكومية الى (فلسطين) ويسلمه الى الثوار.. في ثورة سنة 1936فعزلته بريطانيا واصدرت امرا بالقبض غليه.. الا انه هرب الي (مصر) سنة 1937 .ولم يعد الى فلسطين الا في سنة 1941 .اهتم بشؤون (غزة هاشم )منذ شبابه فانشأ نادي غزة الرياضي.. الذي اهتم بالحركة الرياضية خاصة بالنسبة الى الشباب وعند اندلاع ثورة سنة 1936 كان احد قادتها انتسب الى.. حركة القوميين العرب ..فامن باستقلال فلسطين عربيه .وكان من دعاة الوحدة العربية الشاملة .شارك في المجالس البلدية( لمدينة غزة) .وبعد نكسة 1967 احتلت القوات الاسرائيلية (غزة هاشم) وحلت المجلس البلدي وعينت ضابطا اسرائيليا هو( اوري حجيك) ليكون قائما باعمال رئيس البلدية . ولكن ادرك (اهل غزه )ان من مصلحتهم بعد ما لقوه من القائم بالاعمال الاسرائيلي ..من تهميش وسوء الخدمات وزيادة الرسوم عليهم ورفع الاسعار..الخ.ومصلحة القضية الفلسطينية ان يتولى (الحاج رشادالشوا ) رئاسة بلدية غزة .فناشد اهل غزة الحاج رشاد ليتولى مسؤوليته التاريخية في وجه العدو الاسرائيلي .ووافق الحاج رشاد على تولي رئاسة البلدية بعد ان وقع الاهالي عريضة طولها (عشرة امتار وعرضها متر) وقدموها له فقبل ذلك وشكل مجلسا بلديا من اكفأ عائلات (غزةهاشم.) الحاج رشاد الشوا لم يكن عميدا لعائلة الشوا فقط ..ولم يكن رئيسا لبلدية غزة فقط بل كان الصوت القوي.. في مواجهة اسرائيل.. فقد كان يستقبل جميع السفراء في اسرائيل ويأتون الى (غزة هاشم) لمعرفة راي الفلسطينيين.. فيما يجري حتى تجاوز حجم مدينة غزة .. واصبح يتكلم باسم فلسطين .لقد صدق من قال ان الحاج (رشاد الشوا) هو والسيد (الياس فريج )رئيس بلدية بيت لحم ..كانا الناطق باسم الشعب الفلسطيني . فان جميع السفراء الغربيين كانوا يزورونه في منزله في غزة ويسمعون منه وجهة النظر الفلسطينية...!! اهتمامه بالقضية الفلسطينيه منذ شبابه ..لم يبعده عن الاهتمام بمدينة (غزة )التي هي مسقط راسه .والذي يراس مجلس بلديتها.. فقام بتاسيس (الهيأة الخيرية في غزة)وقدم خدمات جليلة للمواطنين ..لعل من اهم اعماله هو موافقة المغفور له باذن الله (جلالة الملك الحسين) رحمه الله على طلب الحاج رشاد.. الذي كان تربطه بجلالته صداقة وطيدة ..ومحبة من القلب.. فكان جلالته يقول للحاج رشاد (انتم هاشميون.. ونحن نحب الهاشميين) .فقد وافق (جلالة الحسين )على السماح لكل من يحمل (تصريح الشوا) بالدخول الي المملكة الاردنية الهاشمية. وهذا التصريح كان خدمة لا تقدر بثمن.. فقد رفضت مصر اعطاء جوازات سفر للفلسطينيين ابناء غزة كما رفضت تجديد جوازات السفر التي اصدرتها الادارة المصرية عندما كانت تحكم (غزة )ومن هنا كانت موافقة جلالة الحسين على طلب الحاج رشاد لا تقدر بثمن ..فاصبح تصريح الشوا جواز عبور الى المملكة الاردنية الهاشمية.. للطلاب والتجار والمرضى والحجاج والى جميع المواطنين..الخ. .وكذلك انشأ الحاج رشاد مركز رشاد الشوا الثقافي للاجتماعات والندوات ويحتوي على قاعات فسيحه ومطبعة حديثة وقدم عشرات سيارات الاسعاف ..لنقل الشهداء والجرحى في الانتفاضة المباركه ..الخ. وقدم خدمات لا تعد.
الحاج رشاد كان صلبا في مواقفه الوطنية ..وعلى سبيل المثال لم يتنازل عن ذرة من تراب ارض فلسطين ورفض بشدة طلب اسرائيل (ضم مخيمات اللاجئين )الى منطقة صلاحيات بلدية غزة . الحاج رشاد اعتبر هذا محاولة سياسية لحل مشكلة اللاجئين.فان ضم معسكرات اللاجئين الى البلديات سوف يجعلها احدى احياء المدينة ..وتنتهي قضية اللاجئين الفلسطينيين .اضافة الي هذا كون شبكة قوية من العلاقات العربية والدولية.. لمساعدة ابناء فلسطين. واستمر رئيسا للبلدية وهو يقارع الاحتلال اليهودي ورفض الخضوع لاسرائيل فقد كان رجلا والرجال قليل وبقي على هذا الحال الى ان حانت المنية.. فلبى نداء ربه.. وانتقل الى رحمة الله في سنة 1988 .وفجعت البلاد بهذا المصاب الجلل ..فان فلسطين بحاجة ماسة الى رجل مثله ..ولكنها ارادة الله فقد (سقط اخر العمالقة ).. والامل في الجيل القادم باذن الله .وتمت الصلاة على الجسد الطاهر في المسجد العمري الكبير وشيع جثمان رجل غزة ورجل فلسطين.. وهو ملفوف بالعلم الفلسطيني. وسار في جنازته اكثر من خمسين الف فلسطيني ..والدموع تملأ العيون ولف الحزن مدينة(غزة هاشم )بصفة خاصة وفلسطين بصفة عامة .وسارت الجنازة الى مقبرة العائلة حيث دفن الجثمان بجوار والده رحمه الله على ما قدم لفلسطين والي (غزة هاشم )اسكنه الله فسيح جناته وانا لله وانا اليه راجعون.