[rtl]ماذا قال الكتاب الإسرائيليون عن "أردوغان" بعد فشل الانقلاب عليه؟[/rtl]
[rtl]التاريخ:17/7/2016 - الوقت: 8:05م[/rtl]
عمان - قسم الترجمة
تباينت آراء الكتاب والمحلّلين السياسيين الإسرائيليين حول المحاولة الانقلابية الفاشلة في تركيا، ورغم إظهار الكتاب العداء والكره للرئيس التركي رجب طيب أردوغان، إلّا أنّ جلّهم اتفق على قوّة الزعيم التركي، كما أكّدوا على الفرص الكبيرة التي سوف تتوفر له عقب فشل الانقلاب.
وقال البروفيسور الإسرائيلي أماتسيا برعم إن فشل التمرد سيجلب بالضرورة مبادرات أخرى من اردوغان لتعزيز مكانته السياسية.
واعتبر البروفيسور خلال مقاله الذي نشرته صحيفة معاريف العبرية اليوم الأحد أن "البيان عن الانقلاب العسكري جاء على نحو مفاجيء لأن الافتراض كان بأن أردوغان نجح في هزيمة الجيش وفي إدخال العديد من الضباط الى السجن بمن فيهم الجنرالات الذين اشتبه بأن من شأنهم أن يقوموا بالضبط بمثل هذا الانقلاب، وهم لا يزالون في السجون، وعليه فقد كان الافتراض بأن الجيش لم يعد قادرا على الوقوف ضده"، وفق قوله.
وتابع الخبير في تاريخ الشرق الأوسط في جامعة حيفا قوله إن هدف أردوغان هو تحويل النظام البرلماني القائم اليوم في تركيا إلى نظام رئاسي مثلما في الولايات المتحدة وفي فرنساـ وهذا نظام يمنح الرئيس قوة أعظم بكثير، كما يمكن الاعتماد على أن يحاول أردوغان إدخال تغييرات في الدستور تمنحه قوة اكبر حتى من قوة الرئيس الأمريكي، في المادة التي تعنى بصلاحيات الرئيس، وفق تقدير الكاتب.
بدوره، رأى المحلل تسفي برئيل، أنه يمكن لمحاولة الانقلاب العسكري في تركيا أن تشكل رافعة ضخمة للرئيس رجب طيب أردوغان، في تحقيق طموحه بالتحول إلى "الرئيس القاهر، وتحقيق انقلاب دستوري".
وزعم أن أردوغان "سيستغل مشاعر الجمهور المعادية للثورة والغضب على محاولة الانقلاب، بتغيير الدستور كما يشاء، وهذا يعني حصوله على صلاحيات تنفيذية واسعة، تجعله رئيسًا للسلطة التنفيذية في البلاد".
واعتبر برئيل أن "السنوات الأخيرة عززت صورة أردوغان كزعيم لديمقراطية غير ديموقراطية، بعد قيامه بهز الجهاز القضائي، عبر فصل مئات القضاة والمدعين، ولكن عندما يمنح الجمهور فرصة إسقاط نظام أوتوقراطي واستبداله بسلطة عسكرية، يتم اعتبار الخيار العسكري أشد خطورة".
وذكر أن الجيش التركي، رغم أن غالبيته وقف إلى جانب السلطة، سيتلقى ضربة قوية؛ ليس فقط من قبل أردوغان، الذي بدأ جولة تطهير شاملة، وإنما أيضًا من قبل الجمهور وحتى خصوم الرئيس.
ورجح المحلل الإسرائيلي أن يلجأ أردوغان لسلسلة من الخطوات من أجل تحقيق الاستقرار وإظهار سيطرته إزاء الغرب، مضيفاً "بالنسبة له ستكون هذه فرصة لإخضاع الجيش كله للقانون المدني، وربما لتغيير بنيته وطابع المهام الملقاة على عاتقه".
إلى ذلك، قال الكاتب في صحيفة يديعوت العبرية الصادرة اليوم الأحد، اليكس فيشمان، إن هذا كان تمردا عاجلا: برز من اللامكان، فاجأ كل العالم – بما في ذلك الاتراك أنفسهم – واندثر بسرعة مخلفا وراءه قائد واحد متوج بالمجد: رجب طيب اردوغان.
ويصف فيشمان محاولة الانقلاب بـ"تمرد العقداء"، إذ انجرف إليه بعض من أصحاب الرتب الأعلى، وفق فيشمان، لافتاً إلى أنه قد شارك فيه أكثر من 2.000 شخص، بالأساس من ذراعي الجو والبحر.
وينقل الكاتب الإسرائيلي عن حاي ايتان كوهن ينروجاك، وهو خبير في الشؤون التركية في مركز دايان في جامعة تل أبيب، تقديره بأن الضباط قرروا إسقاط أردوغان لأنه تقرر إقالتهم في إطار إصلاحات في قيادة الجيش التركي لا يثبت إمام الاختبار، فهذه طقوس سنوية، دائمة، يبدل فيها المجلس العسكري الأعلى الضباط في قيادة الجيش، وفق قوله.
والآن، يقول الباحث كوهن ينروجاك، سيكون لأردوغان المزيد من القوة، النظام في تركيا سيكون أكثر مركزية بكثير، ثمة غير قليل من رؤساء الدول ممن صلوا في خفاء قلوبهم، كي ينجح هذا التمرد، حتى لو كانوا في نظرة الى الوراء، بعد أن فشل الامر، رحبوا علنا (بالديمقراطية التركية القوية)، لقد أغضب أردوغان الكثير من الدول، والآن قام بخطوة أخرى نحو تحوله الى السلطان بلا منازع على ما تبقى من الجمهورية التركية.
وكتب أيال زيسر في صحيفة "يسرائيل هيوم" أن فشل محاولة الانقلاب في تركيا يدل على أن الجيش التركي، الذي يرعب السياسيين، "قد تحول إلى حيوان أليف، ومرة أخرى لم يعد بمقدوره عمل ما يشاء في الدولة".
وأضاف "الجيش التركي لم يعد متماسكا كما كان، والتزامه بالدفاع عن ميراث أتاتورك، واستعداده للتدخل في الحياة السياسية في الدولة، تآكل ولم يعد قائما".
وتابع "تركيا فضلت ديمقراطية مدرسة أردوغان على السلطة العسكرية، ولكن في ضوء شطب الجيش كلاعب سياسي في الدولة، سيضطر من يشعرون بالقلق إزاء محاولات أردوغان النيل من ميراث أتاتورك وتقييد الديمقراطية في البلاد إلى العثور على سند ومدافع أفضل من ضباط الجيش".
من جانبها، قالت سمدار بيري الكاتبة في صحيفة "يديعوت أحرونوت"، إن "صورتان ستبقيان محفورتان في الذاكرة، وترويان حكاية الانقلاب القصير والغريب الذي انطلق بضجيج كبير وتم صده بسبب هواية"، وفق قولها.
وأشار إلى أن الخبراء سيشيرون إلى مزيج من سلسلة اخفاقات حدثت على ساحات المواجهات، ويقظة أصحاب الحواس الحادة والمصالح السياسية في تركيا، والمؤرخون سيشيرون إلى الدور الحيوي للمساجد التركية في إخراج الملايين لتظاهرات التأييد؛ المفتاح في أيدي الوعاظ.
وأكدت بيري أن أردوغان "لم تخنه حواسه السياسية"، وأن محاولة الانقلاب لم تكن مفاجئة كليًا له، "لأن الاستخبارات التركية حذرت من تنظيمات خفية في صفوف الجيش، لكن أردوغان، الذي اختفى عن أعين الجمهور منذ ستة أيام، أصر على الخروج لعطلته المخططة مسبقًا".
(البوصلة)