ابراهيم الشنطي Admin
عدد المساهمات : 75802 تاريخ التسجيل : 28/01/2013 العمر : 78 الموقع : الاردن
| موضوع: باص العودة .. شوق التجوال بين الأردن وفلسطين الجمعة 22 يوليو 2016, 5:00 am | |
| [size=32]باص العودة .. شوق التجوال بين الأردن وفلسطين[/size]
وليد سليمان على حلم موروث "لن ننساكِ يا أرضنا الطيبة والمغتصبة "
.. ها هو " باص العودة " يستعد للإنطلاق الى جنات الحلم المُنتظر فلسطين .. للعودة الى أرض موطن الآباء وجدود الأجداد .. ثم للتجوال في كل أنحاء البلاد والمدن الفلسطينية و العربية كما كان سابقاً قبل الغزو والتهجير .
لذا فقد شاهدت في شوارع عمان والسلط منذ شهرٍ هذا الباص " باص فلسطين باص العودة " القادم من رام الله الى عمان .. ففلسطين قديماً قبل النكبة 1948 كانت مزدهرة بالنشاط الاقتصادي تصنع الباصات بمصانعها في مدينة يافا الجميلة .
يقول المفكر العالمي الأمريكي العربي " إدوارد سعيد " : اكتبوا .. وثِقوا ..إروا .. صوروا .. ألفوا .. ابحثوا .. أرِّخوا .. ارسموا ؛ لتبقى تلك القضية العادلة ؛ الارض والشعب الفلسطيني حية تهز ضمائر الدول وشعوب العالم .
إن هم شباب من المثقفين والفنانين و المخرجين جاءوا بباصهم الواقعي
من رام الله الى عمان .. ففي زمن ذكرى النكبة يشاركهم الناس هنا في شوارعنا بالركوب في هذا الباص، الذي كان وما زال عربياً منذ أكثر من ثمانين سنة ٍ .. فقد أجريت للباص إعادة تأهيل و إصلاح حتى غدا جديداً كأنه صُنع الآن .
هذا وقد قام فريق العمل الفني المسؤول عن باص فلسطين – باص العودة بإجراء عدة لقاءات مع الناس كبار السن ليتحدثوا لهم عن ذكريات السفر والعمل والتنقل بشكل يومي ما بين مدن الاردن ومدن فلسطين قديماً قبل النكبة الفلسطينية ..و ذلك من أجل عمل فيلم وثائقي يؤكد حق الشعب الفلسطيني بأرضه التاريخية .
وقديماً في القدس حيث موقع باب العامود كان المركز الرئيسي لشبكة مواصلات المركبات العمومية في فلسطين , وكان نقطة الوصول المباشرة لبيروت, عمان, بغداد, دمشق والكويت, بالإضافة إلى مراكز المدن الرئيسية في فلسطين مثل اللد والرملة ويافا ورام الله ونابلس وغزة.. وفي ذلك الزمن كان سائقو هذه المركبات العمومية يتجمعون في ساحة باب العامود لينقلوا الركاب عن طريق النداء بأصوات مرتفعة لأسماء المدن التي يقصدونها.
ومن الجميل ان نلاحظ أسماء مدن أخرى كان الباص يصل إليها أو انه من المفترض ان يصلها مثل : القاهرة وجدة و صنعاء ...الخ .
موقف باب العامود
وبالمناسبة هذه نذكر هنا أننا شاهدن قبل سنة معرضاً مشوقاً للفنانة والمثقفة الباحثة عن الحق والحرية لشعب مظلوم منذ سنوات طويلة.. إنها " أملي جاسر" ففي دارة الفنون بجبل اللويبدة بعمان خصصت لها الدارة عدة قاعات وأجنحة لتعرض وثائقها الفنية والتاريخية والحضرية والاعمال الفنية التركيبية الأخرى... التي تخص الشعب الفلسطيني المنكوب بضياع أرضه وروحه وحياته , بسبب هذا الاحتلال الغريب والقاسي الاحتلال الإسرائيلي لأرض آبائنا وأجدادنا العرب.
ففي قاعة المعرض شاهدنا وسمعنا هذا العرض المرئي والمسموع بشكل تمثيلي يشبه الواقع, حيث المكان هو باب العامود في القدس وذلك قبل العام 1948.
بإعادة ذكرى ذلك الزمن الذي كانت فيه المواصلات وحركة الركاب والمسافرين حرة تتدفق بلا عقبات!! حيث كان هناك تواصل وتبادل بين الناس. ويحاول هذا العمل ان يظهر طبيعة التفاعل في الحياة اليومية قديماً ما بين المناطق الجغرافية المدنية في فلسطين. والتي هي الآن في حالة تفسخ مستمر. . وبمناداة أصحاب السيارات على أسماء المدن يتذكر سائقو السرفيسات والباصات تلك الأماكن من مدن فلسطين والدول العربية المجاورة .
باص فلسطين
وفي هذه الايام يتداول نشطاء صورالباص القديم جدا على موقع التواصل الاجتماعي حيث يتجول في عمان وبعض المدن الاردنية، حيث أدهش الكثيرين من الناس الذين كانوا يتجولون في الشوارع والاسواق .
هذا الباص الذي تجول في شوارع وسط البلد بالعاصمة عمان، دغدغ مشاعر الأردنيين، والتقط عدد كبير من المواطنين صورا له وهو يتجول بالطرقات.
إنه إنعاش وتأكيد لذاكرة المواطنين الأردنيين والسائحين العرب، من خلال الرجوع بالذاكرة للوراء من خلال الباص في زمن لم يكن فيه معترفا بالحدود في بلاد الشام وصولاً الى الخليج.
فمن الكويت الى بغداد ثم الى عمان والسلط والشونة في الأغوار الأردنية ، مرورا بالقدس ونابلس وحيفا ويافا وطولكرم وجنين وغزة في فلسطين والقاهرة في مصر ، وصعودا الى بيروت والشام ، ثم الى جدة وصنعاء في اليمن ..إنه مشهد مفرح ومؤثر في العقول والنفوس .. يعيدنا لذكريات زمن الهناء والسعادة والأمان .. عندما كانت أنشودة بلاد العرب أوطاني تتجسد حقاً على جانب الباص القديم .
ساحة فيصل وسفريات فلسطين
فقد كان قديما في عمان مكاتب للسفر الى مدن فلسطين تُسمى (كراجات ) مثل : كراج الأندلس لصاحبيه خالد الواكد و رجب خشمان ، تحت اسم
شركة رجب خشمان إخوان هاتف (32) السلط ، و كان لديها سيارات جاهزة من كافة الانواع وتكسيات وباصات وشركات .. اذا أراد الانسان السفر الى العراق وسوريا وفلسطين ، مع سفريات منتظمة يومياً الى القدس الساعة السابعة صباحاً بأجرة (550) مل (فلس ) للذهاب وجنيه واحد للذهاب والإياب في اليوم نفسه.
وكراج العاصمة لأديب الصباغ الذي جاء من السلط ، و كان نشيطاً في نقليات الركاب بين عمان والعواصم المجاورة وخصوصاً القدس ، كما كان يتعامل مع نقليات البضائع وخصوصاً إلى فلسطين عندما كانت الاسواق بحاجة ماسة الى البضائع التي كانت تستورد من قبل التجار في الاردن . وتفرعت أعماله في الخمسينيات وتعاطي اعمال الوكالات لقطع السيارات والاطارات الكاوتشوك .
وكان هذا شارع الملك فيصل في ويط عمان يُعتبر مقراً رئيسياً للسفريات المتعددة التي يركب فيها المسافرون إلى أماكن متعددة من البلدان الاخرى كمدن الضفة الغربية في فلسطين، ثم إلى دمشق وبغداد وبيروت.
فقد كانت مكاتب السفريات قديماً تقف سياراتها التكسيات في وسط الشارع كجزيرة طولية، بينما تقف الباصات بمحاذاة الأرصفة او في بعض دخلات الشارع .
و في العام 1962 تم نقل معظم مكاتب السفريات الى منطقة العبدلي حيث سفريات وكراجات العبدلي والتي تنل الركاب الى مدن شمال الاردن ومدن الضفة الغربية الى كل من القدس ونابلس وأريحا و جنين والخليل .
في شارع الملك طلال
وبالقرب من سوق البلابسة في عمان حدثنا قديماً ابراهم السردي بشارع الملك طلال عن تاريخ عريق وذكريات مواقف وباصات وبلدان عزيزة علينا وعلى أُناس ركبوا هذه الباصات والسفريات منطلقين في كل أنحاء عمان والاردن وفلسطين .
وكذلك وبالقرب من الرصيف المحاذي لكل من أسواق الخبز و البخارية والحميدية وغرناطة ودخلة السردي كانت تقف باصات وسفريات عديدة مثل: باص نابلس يقف عند مدخل سوق الخبز , وفي دخلة عجاج القريبة من سوق الحميدية كان يقف باص الكرك , أما في دخلة تكسي الأردن بجانب المسجد الحسيني فكانت تقف باصات مأدبا والخليل .
ومن الباصات السفريات الداخلية كان باص المهاجرين لسائقه ( أبو جورج) الأرمني يقف مقابل دخلة عجاج .
و كذلك في نفس المكان كان موقف باص رأس العين لسائقه (أبو عادل اللداوي ) , وباص الوحدات لسائقه (أبو علي الشيخ قاسم) , أما باصات الكرامة والشونة فكانت تقف في دخلة السردي وكان سائقا الباصين واحد اسمه أبو الذيب والأخر أبو سرور .
أما سيارات الشحن والبضائع فكانت تقف في مناطق سوق السكر، وهناك أيضاً مواقف لتكسيات السفريات الخارجية لكل من القدس والشام وبيروت في شارع الملك فيصل الشهير . |
|