منتدى الشنطي
سيغلق هذا المنتدى بسبب قانون الجرائم الاردني
حيث دخل حيز التنفيذ اعتبارا من 12/9/2023
ارجو ان تكونوا قد استفدتم من بعض المعلومات المدرجة
منتدى الشنطي
سيغلق هذا المنتدى بسبب قانون الجرائم الاردني
حيث دخل حيز التنفيذ اعتبارا من 12/9/2023
ارجو ان تكونوا قد استفدتم من بعض المعلومات المدرجة

منتدى الشنطي

ابراهيم محمد نمر يوسف يحيى الاغا الشنطي
 
الرئيسيةالرئيسية  البوابةالبوابة  الأحداثالأحداث  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخول  

 

 اليمن من الثورة الشعبية إلى الحرب الأهلية

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 75802
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 78
الموقع : الاردن

اليمن من الثورة الشعبية إلى الحرب الأهلية Empty
مُساهمةموضوع: اليمن من الثورة الشعبية إلى الحرب الأهلية   اليمن من الثورة الشعبية إلى الحرب الأهلية Emptyالجمعة 05 أغسطس 2016, 12:53 am

اليمن من الثورة الشعبية إلى الحرب الأهلية Yemen11-489x275

اليمن من الثورة الشعبية إلى الحرب الأهلية


ما تزال الضبابية تَسوُد المشهد السياسي والعسكري في اليمن، ما يعزّز فرضية فشل تام لجهود التسوية وايقاف الحرب، حتى اللحظة، وانعدام أي بارقة أمل في الخروج من النفق بالغ العتمة في هذا البلد الفقير، الذي يتآكل الصراع الداخلي الدامي والتجاذبات الخارجية.
واللافت في المسار السياسي للأزمة اليمنية تشتت أطراف الصراع في اتجاهات متباينة بحثاً عن حل غدت معه فرص الالتقاء بعيدة المنال، على الأقل في الأجل القريب، في حين يبدو دور الأمم المتحدة متراخياً إن لم يكن عبثياً وليس بحجم الحدث والمأساة المستمرة في اليمن، والتي يتحمل مجلس الأمن فيها المسؤولية الأخلاقية لعدم تنفيذ قراره رقم 2216 الخاص بالأزمة اليمنية.
وكان من اللافت في معظم مجريات الصراع السياسي الذي تنامى بين حزب المؤتمر الشعبي الحاكم وتكتل أحزاب المعارضة “اللقاء المشترك” دورانه في مجمله حول توريث الرئيس السابق صالح الحكم لنجله قائد الحرس الجمهوري أحمد علي، الذي حالت دونه ثورات الربيع العربي وانتفاضة الشعب اليمني السلمية في شباط، فبراير 2011م، التي لم يكتب لها النجاح نتيجة اصطدامها برغبات قوى النفوذ والصراع الإقليمي والدولي في اليمن.

الثَّورة .. محطّات ومسارات

مرّت الثورة الشبابية الشعبية السلمية بمنعطفات وتعرجات عدة، إذ أن آثار توجه الشعب اليمني نحو التغيير والقيام بثورة على من يحكمونه والسعي لإسقاطهم قد ألقى بظلاله على واقع حياة الناس وأحوالهم المعيشية والسياسية والاقتصادية والإنسانية، ودفع لحدوث موجة من التفاعلات وردود الأفعال بين النظام الحاكم والشعب اليمني بمختلف توجهاته ومكوناته السياسية والمجتمعية.
 وعند العودة والنظر إلى ما حملته الأشهر الأولى لانتخابه، كان الهّم الأول للرئيس الجديد “عبدربه منصور هادي ” هو إثبات قوته وقدرته على اتخاذ القرار، فكان قرار إعادة بسط نفوذ الدولة في المناطق التي تمكن تنظيم القاعدة في الجنوب من التحكم والسيطرة عليها، إبان نشر النظام والرئيس السابق صالح للفوضى في البلاد خلال الأشهر الأولى للثورة، ولكن هذا القرار لم يكن قرراً داخلياً صرفاً، إذ كشف وحمل هذا القرار والتوجه من قبل الرئيس الجديد وحكومة الوفاق في طياته نُذر انصراف الدولة نحو تحقيق مصالح وأجندة خارجية.
ومن يقرأ في مسار الثورة الشبابية الشعبية السلمية في اليمن ويقلّب صفحاتها سيلحظ مفارقة عجيبة وصادمة في نفس الوقت، ونقطة تحوّل فارقة وجوهرية في وجهة مسار الثورة، كون الثّوار خرجوا للساحات وانطلقوا في الميادين في الأصل بهدف القضاء على حكم صالح ونظامه المتمثل بحزب المؤتمر الشعبي العام، ولكن قوى الثورة والتغيير بكل سذاجة أوقعتهم في الفخ وحالت بينهم وتحقيق طموحاتهم بتزكيتها نائب الرئيس السابق هادي خلفاً له، وبهذا ثبتّوا له الحكم ولم يسقطوه، وإنما نقلوه من شخص الرجل إلى حزبه المؤتمر بقيادة نائبه الأول هادي وأمين عام حزبه، وبذلك أحيطت ثورة الشباب في اليمن بقيود ناعمة من خلال المبادرة الخليجية التي تسلّلت منها قوى مناهضة الثورة والتغيير في الداخل والخارج .
 وتعد الثورة الشعبية في اليمن الثورة الوحيدة من بين أخواتها في المنطقة التي لاقت اهتمام اقليمي ودولي منقطع النظير، نظراً لموقع اليمن الجغرافي وكونها بوابة الخليج الجنوبية ،وبسبب تصدّر الإسلاميين للمشهد السياسي في السنوات الأخيرة وتأثيرهم في الوسط الشعبي منذ زمن قصي، فضلاً عن كون التيار الاسلامي في اليمن يمتاز بقيادة سياسية ناضجة وحكيمة أهلّته في أن يلعب دور أساسياً في التأثير على مراكز القوى القبلية والعسكرية في الانضمام إلى صف الثورة وإسقاط النظام الحاكم ، فاستجاب له أغلب القوى الرئيسية في البلاد ، وهذا لم يكن ليروق للقوى المتربصة بهم داخلياً وخارجياً ،خاصة عندما شعرت بكونها البديل والوريث للحكم في اليمن .
 وقد امتازت الثورة اليمنية من بين ثورات الربيع العربي بسلميتها وعدم القبول بجرها إلى صراع مسلح، كما كان يسعى له رئيس النظام السابق علي صالح، إذ تغلبت القوى السياسية المؤيدة للثورة وفي مقدمتها التيار الاسلامي على كل المحاولات والضغوط، وتحمّلوا أعباء الصمود والبقاء في الميادين وساحات الثورة أكثر من عام وهو وقت طويل جداً قياساً بزمن الثورة في كل من مصر، وتونس، ولبيبا وسوريا التي انجر بعضها إلى العمل العسكري والمواجهة المُسلّحة.

المبادرة وهادي .. والفترة الانتقالية

على مضض تعاطت قوى الثورة مع المبادرة الخليجية التي رفضها الشباب والثوّار في الساحات والميادين، ووضعها قادة الخليج كحل لما سميّ خليجياً بالأزمة السياسية ويمنياً بـ ثورة التغيير، ورحّبت معها القوى السياسية المؤيدة للثورة، المتمثلة بالأحزاب المنضوية في تكتل اللقاء المشترك المعارض، وكانت خطوة سياسية ذكية لسحب البساط من تحت أقدام علي صالح الذي كان يحاول استفزازهم عسكرياً وجرّهم إلى مربع العنف.
 ويبدو أن الرئيس السابق صالح كان يدور في مخيلته أن هذه القوى سترفض المبادرة لإيجاد مُبرّر ضرب الساحات الثورية عسكرياً لكون المبادرة الخليجية تم دعمها دولياً من خلال إشراك الدول دائمة العضوية في مجلس الامن الدولي التي تنظر لليمن كبؤرة تنتج الإرهاب وتستهدف المصالح الحيوية للقوى الكبرى وعلى رأسها دائمة العضوية ،ومصالح دول الخليج التي يهمّها انطفاء وهج الثورة الشبابية الشعبية السلمية في اليمن، لتلتقي عندها مصالح الدول الكبرى مع دول الجوار في تأمين الملاحة البحرية واليمن، وضمان عدم انتقال الثورة إلى منابع النفط الخليجي .
 وعلى الرغم من قبول قوى الثورة والتغيير بالمبادرة الخليجية والتعاطي معها على مضض، فقد ظّل الرئيس السابق صالح يراوغ ويرفض التوقيع على المبادرة التي تنص أولى بنودها على رحيله من الحكم والسلطة، عدا إجراء تعديلاته عليها وتحقيق كامل رغباته في تفسيرها وشرحها، وإثر ذلك فقد تم تكليف الدبلوماسي المغربي جمال بن عمر مبعوثا أممياً من الأمم المتحدة ومشرفاً على تنفيذ المبادرة الخليجية.
 وكان من الملاحظ عقب التوقيع على المبادرة وتعاطي قوى الثورة معها باعتبار ما حدث أزمة سياسية نتيجة القبول بصيغة توافقية أزاحت رأس النظام السابق وحُكمه، ولكنها أبقت على الحزب الذي يرأسه في المشهد السياسي، ولم تخل هذه الصيغة التوافقية من عراقيل قوية ومؤثرة على الأرض، وبرغم أن الثورة اليمنية أطاحت بالرئيس السابق من موقع رأس السلطة، لكنها دخلت في منعطفات خطرة ومرحلة جديدة تتطّلب خلق الاستقرار والتوافق على أسس الدولة الجديدة.
وأدى بطأ عملية التحول السياسي في الفترة الانتقالية التي تم التمديد لها وفشل تطبيع الأوضاع الداخلية للبلاد إلى إغراء الرئيس السابق والقوى الحليفة له المناهضة لخصومه كـ جماعة الحوثي التي تنتهج العنف في شمال الشمال والقاعدة في الجنوب، إلى الوقوف دون إنجاح نقل السلطة في المرحلة الانتقالية، وثبوت وقوفه وراء استهداف المنشآت والمصالح العامة، وإمداد جماعات العنف والتخريب بالمال والسلاح، ونشر الفوضى وسلسلة الاغتيالات التي طالت العديد من القادة والضباط والعسكريين.
 وقد غدت المبادرة وإجراءاتها وماتلاها في الجملة عبارة عن عامل مساعد لهضم وتفتيت القوى الثورية وتغييبها عن المشهد واستبدالها بقوى جديدة كماهو عليه الحال مع حزب الإصلاح ذي التوجه الإسلامي والفاعل في الساحة والثورة، الذي يستند إلى مراكز قوية في اليمن، والتي من أهمها علاقته بالجنرال علي محسن الأحمر الرجل الذي يتمتع بسلطة وتأثير ونفوذ كبير على مستوى القبيلة والمؤسسة العسكرية والأمنية، إضافة الى علاقة الحزب بكبار مشايخ اليمن وعلى رأسهم “مشايخ آل الأحمر” في قبيلة حاشد، الذين جرى استهدافهم مؤخراً عن طريق دعم الرئيس السابق صالح لخصومهم، وتحالفه مع جماعة الحوثي التي أمدّها بالمال والسلاح والعتاد، ما أتاح لها سرعة الانتشار والتمدّد في الجغرافيا اليمنية من الشمال إلى الجنوب.
اقتباس :
العالم لن يبذل جهد كبير لحل الأزمة -طالما الأطراف المعنية نفسها لا تسعى للحل بجدية
وشَكلَّ المسار السياسي الذي آلت إليه الثورة الشعبية السلمية في اليمن، التي أطاحت بالرئيس السابق علي عبد الله صالح، الخيار الأمثل لنفوذ القوى الدولية والإقليمية، والدول الدائمة العضوية في مجلس الأمن التي دعمت ورعت منذ ثلاث سنوات ونيف “المبادرة الخليجية ” لاحتواء الانتفاضة الشعبية، التي شكّلت النموذج الوحيد بين بلدان “الربيع العربي” وحظي بإجماع ودعم الدول الكبرى، إلى حدّ وضع الحالة اليمنية تحت الفصل السابع، في خطوة فسّرها مراقبون على أنّها تحالف لحماية المصالح.
ولم يتوقف الأمر بالنسبة لقوى النفوذ الإقليمية والدولية في اليمن عند احتواء الثورة الشعبية السلمية، بل تعدّاه إلى اختطاف القرار السياسي والسيطرة على المشهد في اليمن برمّته، والتَحرّك والعمل تحت غطاء رعاية الدول العشر للمرحلة الانتقالية، ورداء تنفيذ المبادرة الخليجية والإشراف على مجريات الحوار الوطني، بهدف تمرير حزمة من الأجندة والأهداف وتنفيذها، ليتكشّف الأمر في نهاية المطاف عن حالة تَغوّل للنفوذ الإقليمي والدولي في اليمن.
وتحت كنف الدول العشر الراعية للمبادرة الخليجية في غضون الفترة الانتقالية، التي لم يعد يدور الحديث بشأنها وحولها تم القضاء بصورة دراماتيكية على ما تبقى من هامش للدولة في اليمن، وإشعال الحرب الأهلية وتغذيتها، وتصفية الثورة الشعبية السلمية واستهداف رموزها ومكوناتها، وتهجير السلفيين من مركز دار الحديث بدمّاج، وتصعيد جماعة الحوثي التي استدعت بدورها إيران للمشهد.
إيران وصعود الحوثيين
بدا لافتًا منذ أن تولّى الرئيس اليمني الجديد عبد ربه منصور هادي مقاليد الحكم والسلطة في البلاد كرئيس توافقي في شباط، فبراير 2012م، مهاجمته للتدخل الإيراني في الشأن اليمني، متّهماً إيران بدعم جماعة الحوثي والحركات الانفصالية في الجنوب، لكن لم يكن ليحدث كلّ ذلك إلا في ظلّ الرعاية الأممية والدولية، الذي كشفت عنه مسرحية سقوط العاصمة صنعاء في يد الحوثيين وأحداثها.
فقد انهالت وتركزت التصريحات يومها من لدن الولايات المتحدة وبريطانيا والاتحاد الأوروبي والدول الراعية للمبادرة الخليجية عقب دخول الحوثيين صنعاء واستلام مخازن الأسلحة حول دعوة الأحزاب السياسية في اليمن للتوقيع على ما سمي اتفاق السلم والشراكة؛ وكأن صنعاء لم تسقط وما حصل مجرد خلاف بين أطراف سياسية متكافئة.
وسرعان ما دخلت اليمن في أتون صراعٍ إقليميّ بشدّة منذ سقوط العاصمة صنعاء في أيلول سبتمبر الماضي 2014م في يدّ الحوثيّين، ووصل فيها الوضع السياسيّ إلى أفق مسدود، باستقالة رئيس الدولة ورئيس الوزراء في كانون الثاني يناير2015م، تحوّلت اليمن إثر ذلك إلى ساحة عمليّات عسكريّة لدول التحالف العربي، الذي تَشَّكل من عشر دول هي كلّ دول الخليج، ما عدا سلطنة عمان، إضافة إلى الأردن ومصر والسودان والمغرب ومعها باكستان، ممّا كشف عن حجم القلق من التمدّد الإيرانيّ في المنطقة.
ولعل ما فاقم من حالة القلق من التمدد الإيراني وبروزه للسطح لدى دول الخليج وبعض الدول العربية هو خفّة الحوثيين المستهترة في التعامل مع المملكة العربية السعوديّة ومصالحها في اليمن، حيث لم يعمل الحوثيون على طمأنة مخاوفها، متجاوزين ذلك بتمكين إيران من أمور حيويّة في اليمن، مثل تسليم ميناء الحديدة في 13 آذار – ثاني مارس 2015م -أكبر ميناء في اليمن -إلى شركة إيرانيّة.
وانتقل الحُوثيّوُن في اليمن بعدها إلى مرحلة الاستفزاز من خلال مناوراتهم العسكريّة على حدود المملكة العربية السعوديّة، وتصريحات قيادات الصفّ الأوّل المعادية للسعوديّة إلى درجة هزليّة، مثل الحديث عن اجتياح الرياض واسترداد الأراضي اليمنية المغتصبة حد قولهم، فضلاً عن إغلاق نافذة الحوار ورفض دعوات إقامته في الرياض ثم الدوحة.
وعزَز من حالة تنامي القلق وتموضع الصراع الإيراني السعودي في اليمن خطأ الحسابات الإيرانيّة، التي اعتمدت على حليف جامح وصعوده المفاجئ، ولكونّه مفاجئًا فهو ليس دليلاً على قوّته الحقيقيّة، بل على ظروف سياسيّة وقتيّة ومرتبطة في شكل كبير بالتحالف المؤقّت مع الرئيس السابق علي عبد الله صالح، وحزبه المؤتمر الشعبي العام.
عدا أن مسارعة طهران في كسب موقع قدم لها في اليمن، وعدم تهدئة جموح الحوثيين وتنامي صعودهم العسكريّ، تصوّرت واهمة أنّ هناك إمكانيّة لفرض سلطتهم على اليمنيّين بقوة السلاح، بدا ذلك جليًّا من خلال تعليقات المحلّلين والسياسيّين الإيرانيّين، وأنّ هناك جهلاً واضحًا لحجم تعقيدات الوضع السياسيّ والاجتماعيّ في اليمن.
وتعرّض الإيرانيّون إلى عمليّة تضليل واسعة من قبل حلفائهم الذين قالوا لهم إنّ الإمامة الزيديّة حكمت اليمن لمدّة ألف عام، ولها إرث سياسيّ طويل يمكن إحياؤه، وهذه معلومة تاريخيّة شائعة لكنّها ليست صحيحة، كما أنّ هناك حقائق حيويّة مثل سقوط النظام الإماميّ في الستينيّات، الذي خلّف وراءه ثارات تاريخيّة تتذكّرها المجتمعات المحليّة، التي تخشى من أيّ امتدادات لهذا النظام.
كما أنّ الثورة الشبابية الشعبية السلمية التي انطلقت في شباط، فبراير 2011م، قامت لإسقاط نظام استبدادي جهوي لليمنيّين نتيجة خلفيّته المناطقيّة المرتبطة بشمال صنعاء، وهي المناطق الزيديّة نفسها، ويفسّر ذلك الحراك الشعبيّ الواسع الذي شهدته المحافظات اليمنيّة ضدّ الحوثيّين منذ سقوط العاصمة في 21 أيلول سبتمبر 2014، وشمل محافظات زيديّة أصيلة مثل ذمار.
تدويل الصراع ومآلات الحرب
 أضحت اليمن في الحقبة الأخيرة ساحة تنافس محموم لقوى النفوذ والهيمنة والصراع الإقليمي والدولي، ورَشَح إلى السطح في موازاة ذلك أنماط مختلفة ومتعددة من الصراعات في الداخل، التي تنّوعت بين السياسيّ الحزبيّ والسياسي العقائديّ، والاجتماعي الطبقيّ، والجغرافي المناطقيّ، والطائفي المذهبيّ، وصراع المصالح والنفوذ.
وبرغم حالة الفرز المُعلن في والصراع القائم اليوم في اليمن حاليًا بين من يعتبره بين إيران والسعودية من جهة ومن يقدره بين “الانقلاب” و” الشرعية” من جهة أخرى، فإن عوامل الصراع ومؤثراته لا تقف عند حالة معينة، نظرًا لكثرة المدخلات التي برزت إلى السطح وتعددها، بفعل حالة الاحتكاك وعوامل الارتداد التاريخية والمؤثرات الثقافية والفكرية والسياسية، وموجة الصراع والأحداث الأخيرة التي شهدتها اليمن في غضون الفترة الانتقالية.
اقتباس :
 أضحت اليمن في الحقبة الأخيرة ساحة تنافس محموم لقوى النفوذ والهيمنة والصراع الإقليمي والدولي
وفي الجملة، فإن حاصل ما يجري في اليمن، يصعب تفسيره وحصره في سياق ومعطى معين، نتيجة كثرة المُدخلات والمُؤثّرات، ويصح أن يقال عنه عدَّة حروب في حرب؛ فثّمة حروب وصراعات غير مرئية وحرب ظاهرة مُعلنة وهي حرب التحالف العربي والسلطة الشرعية بقيادة المملكة العربية السعودية ضد معسكر الانقلابيين (صالح والحوثيين) وحليفهم الإقليمي الإيراني.
غير أن هذه الحرب تستبطن في مجموعها صراعات متعددة في الداخل مختلفة سياسيًا ومتداخلة اجتماعيًا وعقائديًا وجهويًا، بين الشعب اليمني وفئة تعمل لصالح أسرة طبقية بعينها، وبين حزب الرئيس السابق على عبد الله صالح وحزب التجمع اليمني للإصلاح، والصراع بين الرئيس السابق صالح والحوثيين، والصراع بين الحوثيين وأهل السنة من مختلف المكونات إخوان مسلمين وسلفيين وغيرهم، والصراع السياسي بين الحراك الجنوبي الانفصالي ضد مؤيدي الوحدة من كافة الأطراف السياسية والمجتمعية.
يتوازى مجموع هذا الصراع ويتقاطع في الداخل اليمني، مع التدخل العسكري وصراع النفوذ الدبلوماسي والاقتصادي للقوى الغربية بريطانيا وفرنسا وألمانيا والولايات المتحدة الأمريكية فيما بينهم وصراع بعض الأنظمة والدول العربية الشقيقة ضد ما يسمى الإسلام السياسي، والحرب العالمية على ما يسمى الإرهاب والقاعدة وداعش.
على أن العنوان الأبرز في المحصلة، هو ما يحيط بهذه الصراعات وهذه الحرب كلها: الحرب العالمية على الإرهاب المزعوم، والذي تنسق له غُرف العمليات الأمريكية في عواصم المنطقة، ويحاول الجميع إثبات جدارته بالمشاركة فيها بأشكال وصور شتى، حتى ولو كانت فاتورتها باهظة من عقيدة الأمة ودماء الشعوب.
وإزاء هذه المعطيات الآنفة الذكر يبدو من الصعوبة بمكان التكهنَّ والتنبؤ بمآلات الصراع القائم ومجرياته، كون هذه الحروب الجارية منذ سنوات في اليمن وسوريا وليبيا يبدو أنها صُممّت خصيصاً ضد ثورات الربيع العربي والشعوب العربية، التي تطّلعت للحرية والمشاركة السياسية والتغيير، تختلف فقط في التفاصيل والخلاصة واحدة، مؤداها التخيّير بين الأنظمة العربية المستبدة أو الحروب الطائفية.
ولاغرابة أن يكون موقف القوى الدولية والعالم الخارجي ومعهم دول الإقليم أقرب في التعامل مع الصراع والحرب الدائرة في اليمن اليوم من منطلق “إدارة أزمة” لا من منطلق “حل أزمة”، وهنا تكمن الخطورة، فإدارة الأزمات قد تستمر لعقود كما هو عليه الحال في التعامل مع القضية الفلسطينية أو الصومالية، والفرق بين المنطلقين هو أن العالم لن يبذل جهد كبير لحل الأزمة -طالما الأطراف المعنية نفسها لا تسعى للحل بجدية -بل سيتعامل معها كواقع وبما يجنبه أضرارها فقط حتى ينضج حل سياسي بين الأطراف المتصارعة نفسها.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 75802
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 78
الموقع : الاردن

اليمن من الثورة الشعبية إلى الحرب الأهلية Empty
مُساهمةموضوع: رد: اليمن من الثورة الشعبية إلى الحرب الأهلية   اليمن من الثورة الشعبية إلى الحرب الأهلية Emptyالجمعة 04 أغسطس 2017, 10:27 pm



August 3, 2017

حديث أمريكي عن “صفقةٍ كبيرة” لتسوية الأزمة اليمنيّة عُنوانها بحاح رئيسًا وأحمد عبد الله صالح وزيرًا للدّفاع.. المُؤتمر يَنفي ويَعتبرها “فِتنةً” لتصعيد الخِلاف مع الحوثيين.. ولكن لماذا الآن؟ ومَن يَقف خَلف هذه التسريبات؟ السعوديّة أم الإمارات؟

[rtl]اليمن من الثورة الشعبية إلى الحرب الأهلية Baha-hawthyyyy-400x280[/rtl]


[rtl]الجَبهة اليمنيّة تبدو أكثر هُدوءًا هذه الأيام من أي وقت مَضى، وباستثناء أنباء انتشار وباء الكُوليرا، وإطلاق صواريخ باليستيّة بين الحين والآخر، باتجاه أهدافٍ عَسكرية في العُمق السعودي، واشتباكات مُتقطّعة وروتينيّة على الحُدود السعوديّة اليمنيّة، فإن هناك حالة من الجُمود خاصّةً على صعيد العمليّة السياسيّة التفاوضيّة.[/rtl]


[rtl]الأمر الوحيد المُؤكّد في اعتقادنا أن التحالف العربي الذي تَقوده المملكة العربية السعوديّة، وتَقصف “طائرات حَزمه” اليمن بصورةٍ شِبه عَشوائيّة، فشل فشلاً ذريعًا في حَسم الحرب لصالحه بعد إشعال فتيلها منذ عامين ونصف العام، وباتت هذه الحرب تُشكّل عِبئًا ماليًّا وبشريًّا وسياسيًّا على كاهل هذا الحِلف ودُوله.[/rtl]


[rtl]موقع “جست سيكيورتي” الأمريكي فاجأ الجميع، ونحن من بينهم، بالحديث عن صفقةٍ وصفها بالكبيرة، يتم وَضع رتوشها النهائيّة وسط تكتّم شديد بإيعاز سعودي لإنهاء الحرب الدمويّة في اليمن، في غُضون الأشهر القليلة المُقبلة.[/rtl]


[rtl]الموقع أعطى بعض التفاصيل عن هذه الصفقة عندما كَشف عن اجتماع جرى عَقده بين مسؤولين إماراتيين وسُعوديين مع مُمثّلين من الجناحين، الأول المُؤيّد للرئيس عبد ربه منصور هادي، والثاني، لجناح حزب المؤتمر، الذي يتزعّمه الرئيس السابق علي عبد الله صالح، تمخّض عن اتفاق بتولّي السيد خالد بحاح رئاسة الوزراء لفترة انتقاليّة يتولّى بعدها رئاسة الجمهورية، ويكون السيد أحمد علي عبد الله صالح وزيرًا للدّفاع، في إطار تحالفٍ جديد.[/rtl]


[rtl]صحيفتنا “رأي اليوم” اتصلت بقيادي كبير في حزب المؤتمر، رفض ذكر اسمه، حول هذه الصفقة، فأكّد لنا أنه لا صحّة مُطلقًا لحدوث هذا اللّقاء لسببٍ بسيطٍ وهو أن حزب المؤتمر لا يمكن أن يدخل في مُفاوضات حول صفقة بدون مُشاركة “أنصار الله” الحوثيين، وأن مثل هذه التسريبات مشروع فتنة لخلق خلافات بين الجانبين.[/rtl]


[rtl]المسؤول نفسه اعترف بحُدوث لقاءات بين مُمثّلين عن حزب المؤتمر، وآخرين من دولة الإمارات، لكن لم تتمخّض عنها أي اتفاقات، وقال أن اللقاءات مع السعوديين لم تَحدُث مُطلقًا.[/rtl]


[rtl]المَبعوث الدولي إسماعيل ولد الشيخ عاد إلى المنطقة في زيارة قصيرة بعد انقطاعٍ طويلٍ نتيجة وصول جُهوده إلى حائط مسدود، ومُطالبة بعض الأطراف، والتيّار الحوثي خاصّة، بإنهاء مُهمّته، ووضع “فيتو” على أي لقاء معه بتُهمة انحيازه للطرف السعودي، مما يعني أن العمليّة السلميّة الأمميّة لإنهاء الحرب لفظت أنفاسها، أو في العناية المُركّزة في أفضل الأحوال.[/rtl]


[rtl]التطوّر الأهم، هو مُحاولة الرئيس هادي عَقد اجتماع للبرلمان اليمني في عدن، ويقوم باتصالات مُكثّفة مع النواب لتحقيق النصاب القانوني، أي اجتماع العدد الكافي من الأعضاء للحُصول على شرعيّة برلمانيّة، ولكن هذه الجُهود لم تُحقّق أي نجاح حتى الآن بسبب رفض العديد من النواب المُشاركة، رغم الإغراءات الماليّة الضخمة التي عرضت عليهم، حسب ما ذكرت مصادر يمنيّة.[/rtl]


[rtl]القيادة السعوديّة التي بدأت تنفتح على قادة الطائفة والأحزاب الشيعيّة في العراق، وهي التي كانت تصفهم بالروافض والمَجوس والصفويين حتى أشهر معدودة، تُريد من خلال هذا الانفتاح التمهيد لفتح أبواب الاتصال مع “أنصار الله”، وإيجاد مخارج لها من وضعها المُتأزّم في الحرب اليمنيّة، ولكنّها تريد تسوية دون الاعتراف ببدء الحرب وكل ما ترتّب عليها من خسائر ماديّة وبشريّة، وتقديم التعويضات الماليّة المُستحقّة.[/rtl]


[rtl]لا نعتقد أن هناك حلاًّ قريبًا للأزمة اليمنيّة، سواء عبر الوسيط الأُممي، أو الاجتماعات السريّة، ولذلك سيستمر إطلاق الصواريخ الباليستيّة، والتوغّل الحوثي في مناطق الجنوب السعودي، وتَصاعد فاتورة الحرب لدول “عاصفة الحزم”.[/rtl]

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 75802
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 78
الموقع : الاردن

اليمن من الثورة الشعبية إلى الحرب الأهلية Empty
مُساهمةموضوع: رد: اليمن من الثورة الشعبية إلى الحرب الأهلية   اليمن من الثورة الشعبية إلى الحرب الأهلية Emptyالجمعة 04 أغسطس 2017, 10:28 pm

August 3, 2017
“صفقة سرية كبرى” بين السعودية واليمن لإنهاء الحرب تخلق تحالفاً حكوميا بين المؤتمر والإصلاح وتنصب بحاح رئيسا وأحمد علي صالح وزيراً للدفاع
[rtl]اليمن من الثورة الشعبية إلى الحرب الأهلية Ali-saleh-salman.jpg555-400x280[/rtl]

[rtl]واشنطن ـ وكالات: كشف منتدى “جست سيكيورتي” الأمريكي، في تحليل نشره على موقعه الإلكتروني، عن “صفقة” وصفها بـ”الكبيرة تتم بشكل سري بين السعودية واليمن لإنهاء الحرب”.[/rtl]

[rtl]وتحدث الموقع الأمريكي المتخصص في السياسة والشأن العالمي، حسب “سبوتنيك” عن لقاء حديث جمع مسؤولين إماراتيين، وسعوديين، مع ممثلي كل من الجناحين المؤيدين لهادي، والمؤيدين لصالح في المؤتمر الشعبي العام، واصفة هذه الصفقة بالـ”خاطئة”، ويمكن أن تؤدي إلى حرب لا نهاية لها، حسب الموقع.[/rtl]

[rtl]ونقل الموقع الأمريكي عن ما وصفها بالتقارير الموثوقة، أن هناك اتفاق سيخلق تحالفاً حكوميا مجدداً بين المؤتمر الشعبي العام والإصلاح، وتنصيب نائبه السابق ورئيس الحكومة خالد بحاح، على أن يكون أحمد علي نجل صالح وزيراً للدفاع، على أساس أن تكون هذه الصفقة تكملة للمبادرة الخليجية، مشيراً إلى أن هذه الصفقة تضع نجل صالح حاكم الأمر الواقع في اليمن، تماماً كما يريد والده دائماً.[/rtl]

[rtl]وأكد المنتدى الأمريكي أن هذه الصفقة تم التفاوض عليها بدون مشاركة مبعوث الأمم المتحدة، مؤكداً أنها ستكون كارثية لليمن، لأنها “مجرد تعديل من نفس النخب الفاسدة والجنائية القديمة التي كانت تدير اليمن في الأرض على مدى السنوات الـ 40 الماضية”.[/rtl]

[rtl]ورأى أن “الصفقة هي أيضاً وصفة للعنف الدائم، لأنها تفشل في معالجة المظالم المحلية التي تسببت في ما وصفها الحرب الأهلية الحالية”، ملمحاً إلى أن الانفصاليين الجنوبيين، الذين يسيطرون حالياً على مقاطعات متعددة والعديد من الميليشيات القوية، لن يخفف من وعود غامضة بالحكم الذاتي بموجب هذه الصفقة الجديدة.[/rtl]

[rtl]ودعا المنتدى الأمريكي، الولايات المتحدة والأمم المتحدة وبقية المجتمع الدولي، للتدخل من أجل تهميش ما وصفها بـ”الصفقة الكبرى”، وتقديم إطار يلبي مطالب ثورة 2011، التي دعت لوضع حد للحكم الفاسد الاستبدادي.[/rtl]

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 75802
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 78
الموقع : الاردن

اليمن من الثورة الشعبية إلى الحرب الأهلية Empty
مُساهمةموضوع: رد: اليمن من الثورة الشعبية إلى الحرب الأهلية   اليمن من الثورة الشعبية إلى الحرب الأهلية Emptyالأحد 04 مارس 2018, 11:17 am

مدينة زَبيد اليمنية: الحرب القذرة والتراث النفيس

أحمد الأغبري



Mar 03, 2018

اليمن من الثورة الشعبية إلى الحرب الأهلية 03qpt978
صنعاء ـ «القدس العربي»: إليها وَفَدْ وفيها ماتْ عالِم اللغة الفيروز آبادي، صاحب «القاموس المُحيط». وباسمها ارتبط اسم العلامة المُرتضى الزَبيدي صاحب «تاج العروس». وفي مدارسها تخرّجت النساء العالمات، وفي عصرها كانت زَبيد من أهم مهاجر العلماء، ومن أبرز حواضر الانفتاح الإسلامي ليس على المذاهب الأربعة وحسب، وإنما على العلوم الأخرى كالفلك والطب والزراعة والرياضيات. هذه المدينة الواقعة في سهل تهامة الساحلي، غرب اليمن، برزت باعتبارها من أهم مراكز الجذب الإسلامي في العالم، وخاصة منذ القرن العاشر وحتى القرن الخامس عشر الميلادي. 
المعارك الحربية الدائرة حالياَ في مناطق الساحل الغربي في اليمن باتت تقترب من هذه المدينة التاريخية التي أدرجتها منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة «يونيسكو» ضمن قائمة مُدن التراث الإنساني العالمي عام 1993 وهو ما يتطلب تحركاً وطنياً ودولياً مسؤولاً، بما يكفل وضع أطراف الصراع أمام مسؤولية حماية زَبيد، التي تُعدّ أوّل مدينة إسلامية اُختطت في البلاد، وعاصمة ثلاث دول في التاريخ اليمني الوسيط، وفيها نشأت جامعة إسلامية «جامع الأشاعر» التي أمتد تأثيرها لأنحاء مختلفة في العالم الإسلامي، كما مثلت مدارسها منارات يقصدها الطلاب والعلماء من بلدان مختلفة، وهي المساجد والمدارس التي ما زال منها في المدينة 86 مسجداً ومدرسة، بل إنها المدينة الأعلى تركيزاً بعدد المساجد في اليمن مقارنة مع السكان. 
ليست زَبيد المدينة التاريخية اليمنية الوحيدة ضمن قائمة مُدن التراث الإنساني العالمي، إذ سبقتها مدينة شبام حضرموت، الواقعة شرقا (1982م) ومدينة صنعاء القديمة، شمالا (1986م)، فيما هناك عدد آخر من المُدن ما زالت مُرشحة للإدراج ضمن قائمة المؤسسة الدولية. ويُعدّ اليمن، من بلدان قليلة جداً على مستوى العالم لديه هذا العدد من المُدن ضمن قائمة التراث الإنساني، وهو ما يؤكد الخصوصية التاريخية والثقافية لهذا البلد الفقير، الذي يغرق في حرب دمرت، منذ ثلاث سنوات، كثيراً من مقدراته، كما ألحقت أضراراً بالغة بعشرات المعالم والمُدن والمواقع الأثرية هناك. إلى ذلك ليست الحرب وحدها ما تتهدد مدينة زَبيد الواقعة على بُعد 90 كلم تقريباً جنوب شرق مدينة الحُديدة المطلة على البحر الأحمر، فغارات مقاتلات التحالف خلال الأعوام الثلاثة الماضية كان لها تأثيرها الخطير في معالم المدينة.
يقول الخبير اليمني في التراث الثقافي العالمي نبيل منصر لـ«القدس العربي»: «تعاني زبيد من وضع خاص، حيث أن كل بيوتها أصبحت مُهترئة نتيجة محدودية جهود الحفاظ والحماية، بالإضافة إلى ما تعانيه المدينة من مخالفات وخاصة على مستوى البناء في الساحات وتأثيره البالغ على النسيج الأصيل والصبغة التاريخية الاستثنائية للمدينة. وبالتالي فهي مدينة مُهددة، وفي حال اقتربت المعارك العسكرية منها فسيكون التأثير بالغ الخطورة على مدينة تاريخية هي في وضع خطير أصلاً، وسنخسر بذلك تراثاً عالمياً نفيساً لن يعوّض».

تهديدات
بسبب الحرب الراهنة، وبالإضافة إلى ما أرتكبه السكان المحليون من مخالفات بحق النمط التاريخي، أقرّت «يونيسكو» إضافة مدينتي «صنعاء القديمة» و«شبام حضرموت» إلى «قائمة التراث العالمي في خطر»، وكانت قد سبقتهما لتلك القائمة، للأسف، مدينة زَبيد عام 2000م، جراء استمرار مخالفات السكان من خلال البناء الحديث على حساب أصالة المدينة. ووفق «يونيسكو» فإن حوالي 40 في المئة من مبانيها التاريخية قد تعرضت للخطر حينها. مع استمرار الطفرة السكانية والفقر في المدينة وبقاء جهود الحفاظ دون مستوى المسؤولية. وتواصلت المخالفات، حتى اندلعت الحرب الراهنة لتضيف تهديدات أخرى.
وعلى الرغم من وضع المدينة الحرج، بقيت حتى قبل الحرب، مقصداً للسياح الذين كانوا يأتونها للتعرف على حكايتها. كان الزائر يصل إليها من صنعاء، 233 كلم، مروراً بمدينة الحُديدة مركز محافظة الحُديدة التي تنتمي إليها المدينة والمديرية جغرافياً وإدارياً. ولا يفصل زَبيد عن البحر الأحمر سوى 25كلم. 
عندما تصل المدينة ستجد أنه لم يتبق من سورها سوى جزء يسير، فيما ما تزال هناك أربع بوابات تبرز من أهم معالمها. وأنت تقترب لدخول المدينة من إحدى تلك البوابات ستلفت انتباهك مبان حديثة اُستحدثت أمام البوابة من الخارج ومن الداخل، وهي من ضمن مخالفات السكان المحليين بحق النسيج المعماري والمديني التاريخي للمدينة، وهي التي تكاد تشمل ساحات كثيرة في المدينة. 
«تمثل هذه الاستحداثات تهديداً خطيراً للمدينة، باعتبار ساحاتها وُجدت كمُتنفسات هوائية ضرورية تحتاجها المباني التاريخية، وهي ذات نمط بنائي ومعماري في بيئة وطقس ساحلي خاص، ولهذا فإن تلك المباني المستحدثة في الساحات تؤثر تأثيراً كبيراً في صحة النسيج العمراني للمدينة، إذ تمنع الرياح المحمّلة بنسيم البحر من الدخول إلى المدينة، وتلطيف الأجواء الذي يؤثر على رطوبة وحرارة المباني، وبالتالي تُلحق ضرراً بالغاً في النسيج الأصيل للمدينة التاريخية» يقول الخبير المهندس نبيل منصر.

المعمار
تتشكل المدينة من مجموعة من الأحياء تترابط بمجموعة من الشوارع والممرات يتوسطها السوق القديم. خلال تنقلك بين أحيائها ستلاحظ في معمارها شواهد على مراحل من التحولات لم تنل من ذاك البريق والجمال الذي يُحييك، وخاصة في أروقة الجوامع وتحديدا في جامع الأشاعر والجامع الكبير القديم وفناءات ومرافق القلعة، التي تُعرف بقلعة الناصري. وأنت تتأمل في معالم المدينة يبرز المعمار عنواناً عريضاً لخصوصيتها، وهو امتداد للمعمار الشائع في ساحل تهامة، لكن كأني به يتكرس بوضوح في هذه المدينة، وهو نمط يستخدم، من مواد البناء، الحجر والطوب المحروق والجير الأبيض «النورة» والأخير يمنح واجهات المباني لوناً زاهياً يزداد جمالاً بما ترتديه من زخارف تمتد من الواجهات الخارجية إلى الداخل في أشكال نباتية أو حيوانية أو خطية تنتشر بشكل ثري ومتنوع وجميل، ويبرز بشكل أكثر إدهاشاً في المساجد وبعض المباني الكبيرة. ويتميز تصميم البيت، هنا، بما يقترب من تصميم البيت الشامي في انفتاحه على فناء داخلي. ومن أهم ما يوجد في الطابق الأرضي للبيت في زَبيد غرفة المعيشة أو ما يعرف بـ«القيل» فيما تستقل الغُرف أو «الخلوات» في الطابق العلوي. 
زبيد هي اليوم مدينة محلية (ثانوية) لا تتجاوز مساحتها 90 هكتاراً تحكي معالمها ما مرت به من مراحل تحت حكم الدول التي تعاقبت عليها عاصمة ومركز حُكم وحاضرة علمية، حتى أنها كانت خلال فترات من تاريخها مركزاً هاماً من مراكز تعليم الإسلام السني على مستوى العالم.

مسجد الأشاعر
اختط زبيد مبعوث الخلافة العباسية مُحمَّد بن زياد عام (204هـ/819م) وفي العام التالي استقر فيها وأعلنها عاصمة لدولته، ويختلف المؤرخون في تحديد ما كانت عليه تبعيتها لمركز الخلافة العباسية. أُقيمت المدينة على نطاق شمل مجموعة من القرى بين وادي زبيد ووادي رماع الزراعيين، وشملت بذلك مسجد الأشاعر، الذي أسسه الصحابي أبو موسى الأشعري، ويُعدّ واحداً من أقدم ثلاثة مساجد في اليمن. 
ومرّت المدينة بعدد من المراحل، فخلال دولة بني زياد(204-412هـ/819-1021م) كانت زبيد عاصمة الدولة، وشهدت إقامة التحصينات وقنوات الري، وأصبحت المدينة مركز حكم وسياسة. وعقب انهيار دولة بني زياد استمرت المدينة عاصمة لدولة النجاحيين (412-553هـ/1021-1158م) ومن ثم لدولة بني مهدي (553-569هـ/1159-1174م) وهي المرحلة التي تكرّست فيها مركزاً سياسياً واقتصادياً، حتى تأسست دولة الأيوبيين (569-626هـ/1173-1229م). فمنذئذ تحولت المدينة إلى عاصمة شتوية لكنها بدأت تتكرس أكثر مركزاً علمياً وثقافياً ودينياً بالإضافة إلى حاضرة سياسية واقتصادية، وهو ما تجلى واضحاً وقوياً في عهد دولة بني رسول (626-858هـ/1229-1454م) والتي تمكن فيها الرسوليون من توحيد اليمن كله تحت حكمهم. وحسب مصادر فإن عهدهم ربما كان العصر الذهبي في تاريخ اليمن الوسيط، ويعدّها بعض المؤرخين أفضل الدول اليمنيّة بعد مملكة حِمير في العهد القديم، وذلك من حيث اهتمامها بالمدارس والعلوم والفنون والعلماء والعمارة والزراعة وغيرها من عناصر التطور. خلال حكمهم شهدت زَبيد، التي كانت أيضاً عاصمتهم الشتوية، ازدهاراً كبيراً في المساجد والمدارس والطرق والزراعة والصناعة، وعلا شأن جامعتها «جامع الأشاعر» حتى امتد تأثيره لأنحاء العالم الإسلامي وشرق افريقيا والمحيط الهندي، بل يُقال إن عدد مساجد المدينة وصل في عهد الملك الأشرف الثاني الرسولي سنة 791هـ إلى 236 مسجدا ومدرسة، وهو التطور الذي لم يخفت خلال دولة الطاهريين (855-923هـ/1451-1517م). ولم تشهد تراجعاً كبيراً حتى الحكم العثماني، حتى شمل المدينة في عهد الأئمة ما شمل البلاد من فقر وتخلف. وعلى الرغم من ذلك ما زالت زَبيد حتى اليوم مدينة علمية، ويُقيم فيها طلاب من بلدان مختلفة بوجود الحرب التي تشهدها البلاد.

مدينة علم
ويبقى السؤال: ما الذي تميزت به زَبيد عن بقية حواضر اليمن والعالم الإسلامي عبر تاريخها؟ ويبدو ان «ما تميزت به هذه المدينة أنها كانت شُعلة للعلم والحضارة في عصور انحطاط كانت تعيشه بقية الحواضر الإسلامية، وخاصة من القرن السادس إلى العاشر الهجري، حيث كانت مهجراً إسلامياً هاماً من مهاجر العِلم، وكان علماؤها يحظون بمنزلة لدى علماء الإسلام على اختلاف المذاهب في بقية البلدان». يقول لـ«القدس العربي» أحد أعلام المدينة والمُحاضر في كلية التربية في زبيد الدكتور خالد يحيى الأهدل مُضيفاً:» لقد مثل عهد دولة بني رسول عهد انفتاح علمي على المذاهب والعلوم الأخرى، وشهدت المدينة حينئذ افتتاح عدد كبير من المدارس، في ظل ما كان يوفره الرسوليون من أوقاف لكل جامع ومدرسة لضمان استمرارية التعليم، وهو ما استفادت منه زبيد كثيراً، فبقيت شُعلة علم فيما بقية الحواضر كانت غير ذلك حينها، فجذبت إليها العلماء من الحواضر الأخرى. كما أن مدارسها كانت تتميز بأنها تُدرّس المذاهب الأربعة بدون تعصب، منفتحة على الآخر وعلى العلوم الأخرى، فكانت تُدرَّس مع القرآن والتفسير واللغة والحديث، ألخ علوم الفلك والطب والزراعة والرياضيات، ذلك الانفتاح ساعدها على أن تكون مهجراً للعلم وما زالت حتى الآن، وإن تراجعت». 
ويستطرد الأهدل:» لقد بقيت المدينة متميزة حتى في مجالات أخرى كالصناعة مثلاً، ففي صناعة الملابس المصبوغة كان في المدينة 80 معملاً ظلت قائمة حتى منتصف القرن العشرين، وهو النمو الذي واكب ازدهارها العلمي بالإضافة إلى ازدهار زراعي». 
ويزخر تاريخ مدارس المدينة بعددٍ من العلماء الذين ذاع صيتهم في علوم مختلفة، ومنهم العلامة أحمد بن موسى الجلاد صاحب أول كُتب علم الجبر. كما اشتهرت بعالمات ذاع صيتهن وعلا شأنهن، ومن أشهرهن أسماء بنت موسى الضجاعي في عهد دولة بني رسول وأسماء بنت عبد الله الناشري، ومريم بنت العفيف، وغيرهن ممن وردت اسماؤهن في كتب المؤرخين، ممن كان لهن فضل عِلم وبناء. 
من أجل ذلك، ترتفع الأصوات مُحذرة من خطورة اقتراب المعارك الحربية من زَبيد، ففي حال تحولت هذه المدينة أو محيطها إلى مسرح عملياتي عسكري، فستحُّل كارثة بهذه المدينة التاريخية، وهو ما ينبغي أن يدركه المتحاربون، فيحمونها باعتبارها تراثاً إنسانياً نفيساً لا يمكن تعويضه!
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 75802
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 78
الموقع : الاردن

اليمن من الثورة الشعبية إلى الحرب الأهلية Empty
مُساهمةموضوع: رد: اليمن من الثورة الشعبية إلى الحرب الأهلية   اليمن من الثورة الشعبية إلى الحرب الأهلية Emptyالأحد 18 مارس 2018, 10:02 pm

لماذا تأخر الحسم في اليمن؟.. دور الحوثيين 1/2

د . فؤاد البنا 

ما زلنا نتابع العوامل المسؤولة عن تأخير الحسم ضد الانقلابيين في اليمن بعد ثلاث 

سنوات من الانقلاب، فبجانب العوامل المتصلة بضعف الشرعية وانقسام المقاومة، 

والعوامل المرتبطة بتقاعس التحالف العربي ورغبته بتطويل أمد الحرب، هناك مجموعة 
من العوامل ذات الصلة بالانقلابين وبالطبيعة اليمنية أرضاً وإنساناً، وهذا ما يحاول هذا 

المقال تحقيقه.
ويمكن إبراز أهم هذه العوامل على النحو الآتي:
* الفعالية القتالية التي تميزت بها مليشيات الانقلابيين:
لما كانت مليشيات الحوثيين أشبه بالعصابة فقد نشأت تحت جنح الظلام، ومن ثم لا توجد 

أرقام واضحة عن أعدادها وتسليحها، ولكن يمكن القول وفق مقاربات تقترب من الواقع 

إلى حد كبير، أن هذه المليشيات كانت قبل الانقلاب تمتلك ما بين ثلاثين إلى أربعين ألف 

مقاتل، وكانوا على قدر كبير من الخبرة القتالية، حيث تدربت صَفوتهم على يد خبراء 

من مليشيات حزب الله ومن فيلق القدس الإيراني في لبنان وسوريا والعراق وإيران، 

وكان هؤلاء يذهبون بالعشرات بشكل دوري من أيام حكم صالح إلى دمشق وبيروت 

ومنها يذهبون إلى طهران وقم دون ختم جوازاتهم في إيران، وعندما يعودون يأتون من 

بيروت أو دمشق كأنهم جاؤوا منها!
وكانوا يتدربون داخل اليمن على يد خبراء من الحرس الجمهوري الذي يقوده أحمد علي 

عبدالله صالح، ولا سيما بعد ثورة فبراير 2011.
وبجانب التدريب فقد امتلكوا خبرات غنية بعد ست حروب صعبة خاضوها ضد الجيش 

اليمني في محافظة صعدة ما بين عامي 2002 و2009.
ومما زاد من فعالية الحوثيين القتالية التعبئة القوية التي تعرضوا لها كما سيأتي، 

وإدراكهم أن من يفر من المعركة تتربص به أعداد من كتائب الموت التي تمتلك 

توجيهات بإعدام من ينهزمون ويفرون من أرض المعركة بعيدا عن توجيهات القيادة، 

وقد ثبت قتل كثيرين، ومن ثم فإن المقاتل الحوثي يعلم أنه إن تقدم أو صمد أمام الجيش 

الوطني فقد يتعرض للقتل من خصومه، لكنه إن انسحب سيموت بالتأكيد بنيرانٍ صديقة!
* الإمكانات التسليحية الضخمة:
لا توجد أي أرقام مؤكدة عما يمتلكه الحوثيون من أسلحة، لكن معطيات الواقع تجعل من 

المؤكد أنهم يمتلكون عددا كبيرا من الأسلحة المتوسطة والخفيفة التي جاءتهم من إيران 

منذ بداية الحروب الست على الأقل، وسيطروا في عام 2011 على كثير من معسكرات 

محافظة صعدة بأسلحتها، بأمر من علي عبدالله صالح الذي بدأ بالانتقام من الشعب بعد 

قيام ثورة فبراير ضده، وامتلكوا ما لا يقل عن أربعة معامل لصناعة الألغام والأسلحة 

الخفيفة، ولتجميع بعض الأسلحة الإيرانية المتوسطة، وقد وصل الأمر إلى حد أنهم 

تفاخروا بعد الحرب بأنهم يمتلكون مصانع لصناعة الصواريخ والطائرات بدون طيار!
وقد استلم الحوثيون بعد الانقلاب جيش البلد وأسلحت بالكامل، حيث كان الجيش اليمني 

وفق منظمات دولية مختصة بشؤون الجيوش والأسلحة يتراوح مركزه بين الثالث 

والرابع بين الجيوش العربية بعد ضرب الجيش العراقي وانقسام الجيش السوري، وذلك 

من حيث أعداده البشرية وأسلحته التقليدية، ومنها الدبابات التي وصل عددها إلى نحو 

أربعة آلاف دبابة بعد توحد جيشي الشمال والجنوب، وكان يمتلك من الطائرات 

والصواريخ الباليستية ما يفوق القدرات المالية لليمن!
وبالمناسبة أعلنت السعودية في نهاية فبراير أن الحوثيين أطلقوا على الأراضي 

السعودية أكثر من سبعين ألف مقذوف بجانب عشرات الصواريخ المختلفة، هذا في 

جبهة واحدة، فكيف بجبهات مأرب والجوف وتعز والضالع والبيضاء والحديدة والجنوب 

وغيرها؟!
* إجادة استثمار الانقلابيين لوسائل الإعلام والتواصل الاجتماعي:
من حسن حظ الانقلابيين أن أغلب جمهورهم من العامة الذين يُصدقون أي شيء، وأن 

صفوتهم المثقفة تدين بالولاء المطلق لقادتهم، وقبل أن تبدأ الحرب كانت وسائل إعلامهم 

الفعالة قد نجحت في شيطنة خصومهم، حتى إن الأغلبية العظمى ممن يدينون لهم 

بالولاء كانوا قد ألغوا القنوات الفضائية التي لا تسير في ركبهم من بيوتهم، وفتحوها 

على القنوات النصيرة لهم والمُردِّدة لأكاذيبهم، وظلوا يقومون بحملات إعلامية منسقة 

ومنضبطة حتى في وسائل التواصل الاجتماعي، مما نجح في تقوية الروح المعنوية، 

وساعد في إطالة حبل الكذب الحوثي، وعلى سبيل المثال ظل المئات من المقاتلين 

الحوثيين يندفعون بقوة عند الحدود السعودية، بصورة ربما أرعبت السعوديين، وذلك 

نتيجة التعبئة القوية وإعطائهم مفاتيح الجنة على طريقة الخميني أيام الحرب مع 

العراق، ونتيجة الأكاذيب المُنمَّقة التي تنطلي على كثير من مغيبي العقول، فقد كانت 

وسائل الإعلام الحوثية تتحدث عن انتصارات ضخمة في أعماق الأراضي السعودية، 

ومن ثم فإن الذين يحاولون عبور الحدود السعودية غير آبهين بشيء هم في الحقيقة 

يظنون أن هذه أراض مفتوحة وصارت بأيديهم، وأنهم ذاهبون إلى المعارك في أعماق 

الأراضى السعودية، ولا يعرفون أنهم سيكونون وقودا للحرب التي ظلت تشتعل في 

الحدود ولم تنتقل إلى أي مكان آخر منذ نحو ثلاث سنوات!
وهكذا فقد كان الأداء الإعلامي يجسد الاحتراف العالي، وينطلق من معرفة عميقة 

بالنفسية اليمنية، وبجانب ذلك فإنه يمثل إحدى أهم المحكات التي تُبرز وحدة القيادة 

الانقلابية، في مقابل تشرذم الإعلام الوطني إلى جماعات ومجموعات تدعي احتكار 

الحقيقة ومعرفة الصواب الكامل، وانشغال بعضها ببعض، وقيام بعضها بنَقض ما غزَل 

غيرُها من خيوط المعركة، بصورة تشبه مجتمع العنكبوت، مما أضعف من تماسك 

الجبهة الداخلية وأوجد أرضية خصبة للمنافقين والذين في قلوبهم مرض والمرجفين في 

الساحات اليمنية، حيث يكثُر السمّاعون للانقلابيين في مناطق الشرعية، بينما فرّ أكثر 

مؤثرو الشرعية في مناطق الحوثيين من بطشهم، وبقيت الغالبية تعُضّ بالنواجذ على 

أكاذيبهم أو يمارسون الصمت المطبق!
* التحالف مع علي عبد الله صالح:
كان تحالف الحوثيين مع الرئيس المخلوع علي عبد الله صالح نقطة فارقة في نجاح 

الانقلاب وفي استمرار سيطرته على أجزاء واسعة من اليمن، رغم قوة الجيش الوطني 

الجديد ومقاومته الباسلة، ورغم دعم التحالف العربي له، ولا سيما بسلاح الطيران الذي 

قضى على طيران الدولة الذي سيطر عليه الحوثيون، وجعل أفضلية التحرك الحر 

للجيش الوطني.
لقد أثمر تحالف صالح مع الحوثيين تسليمهم الجيش اليمني على طبق من ذهب، فقد 

جعل صالح هذا الجيش جيشاً عائلياً بامتياز طيلة ثلاثة عقود من الترويض والتربية، 

وكانت أسرته على رأس كافة مؤسسات الجيش، فأخوه محمد صالح الأحمر مثلاً هو قائد 

القوات الجوية، وابنه أحمد هو قائد الحرس الجمهوري وقائد قوات محاربة الإرهاب، 

والحرس الجمهوري هو القوة الضاربة في الجيش اليمني، حيث وصل عدده إلى مائة 

ألف، بجانب امتلاكه أحدث الأسلحة إذ كانت صفقات التسليح الأخيرة تذهب كلها 

لصالحه دون الجيش، وكان ابن أخيه يحيى محمد عبد الله صالح يقف على رأس قوات 

الأمن المركزي التي تتكوّن من حوالي أربعين ألفا، ورغم أنه قوات أمن إلا أنه أشبه 

بالجيش الموازي، وكان ابن أخيه عمار على رأس الأمن القومي، وابن أخيه طارق 

مسؤول حراسته الخاصة، وأخوه علي صالح الأحمر كان أشبه بوزير الدفاع ولما زاد 

تطاوله على الجميع بشكل مستفز عيّنه صالح ملحقا عسكريا بسفارة اليمن في واشنطن؛ 

حتى يصبح منسقا للمساعدات الأمريكية لليمن التي انصبّت كلها في السنوات الأخيرة 

على شكل أسلحة للقوات الخاصة التي دربتها أمريكا من أجل محاربة الإرهاب، هذا 

بجانب أبنائه الآخرين وأبناء إخوانه وعمومته وأصهاره وأبناء قبيلته ومنطقته، فقد كانوا 

جميعاً قادة منذ نعومة أظفارهم!
مما يجدر ذكره أن قوات الحرس الجمهوري منذ نشأتها، ونتيجة لعب صالح على 

التوازنات الحزبية والمناطقية والمذهبية، كانت تجتذب إلى صفوفها مجاميع من 

المحسوبين على الفكر الحوثي الذي ينحدر من الفرقة الجارودية المتخفية تحت عباءة 

المذهب الزيدي، حتى إن تقارير موثوقة تحدثت قبل سنوات عديدة من الانقلاب بل ومن 

ثورة فبراير أن 60% من قوات الحرس الجمهوري كانت تأتي من خلفيات حوثية، أما 

بعد الانقلاب فقد صار عدد كبير من هذا الحرس أشبه بالحرس الثوري في إيران، 

وصار اليد الطولى التي ضرب بها الحوثيون خصومهم وكانت لهم بصماتهم في الحدود 

مع السعودية وفي ضرب تعز وحصارها، وكانوا حاضرين بقوة في تدريب الأعداد 

الكبيرة من القوات الضخمة التي ضمها الحوثيون بعد الانقلاب والحرب إلى مليشياتهم 

تحت مسمى الجيش اليمني، بما فيها عشرات الآلاف من الأطفال والمراهقين!




لماذا تأخر الحسم في اليمن؟.. دور الحوثيين 2/2

ما زلنا نتابع العوامل المسؤولة عن تأخير الحسم ضد الانقلابيين في اليمن بعد ثلاث 

سنوات من الانقلاب، فبجانب العوامل المتصلة بضعف الشرعية وانقسام المقاومة، 

والعوامل المرتبطة بتقاعس التحالف العربي ورغبته بتطويل أمد الحرب، هناك مجموعة 

من العوامل ذات الصلة بالانقلابيين وبالطبيعة اليمنية أرضاً وإنساناً، وهذا ما يحاول هذا 

المقال تحقيقه.
ومن إبراز أهم هذه العوامل بالاضافة لما سبق فيما يخص الانقلابيين والطبيعة اليمنية :
 *  التحالف مع المؤتمر الشعبي العام:
لم يتسبّب تحالف صالح مع الحوثيين في تسليم الجيش اليمني للحوثيين فقط، بل تم تسليم 

المؤتمر الشعبي الذي ظل يحكم اليمن منذ تأسسه في سنة 1982 لهم، حيث جمع صالح 

تحت مظلته أعدادا كبيرة من الليبراليين واليساريين والقوميين والإماميين والإسلاميين 

المستقلين أو الذين نجح في اسْتِراقهم من أحزابهم، بجانب مشائخ أكثر القبائل وكثير 

من رجال الأعمال، فقد كان صالح ماهرا في تجميع هؤلاء نتيجة ذكائه الفطري وخبراته 

الطويلة في اللعب على المتناقضات أو ما سماها هو بالرقص على رؤوس الثعابين، 

ونتيجة استثماره الجيد لكل أدوات الترغيب والترهيب.
المهم أن حقد صالح الشديد على ثوار فبراير أعماه عن رؤية أخطار الحوثيين، وجعله 

يدفع بحزبه الكبير للارتماء في أحضان الحوثيين، حيث استقبلوا الغزاة في كل 

المحافظات وشكّلوا حاضنة شعبية لهم، وكانوا أعينهم التي تتبعت كوادر اللقاء المشترك 

ولا سيما الإصلاح، وأيديهم التي بطشوا بها بخصومهم، ولمعرفة الحوثيين بهذه العقدة 

عند صالح فقد استثمروها في تطويع هذه المجاميع الكبيرة من المؤتمريين لصالح تثبيت 

مشروعهم الانقلابي ومقاومة الجيش الوطني ومقاومته الباسلة، حتى إن جسماً كبيرا من 

المؤتمر للأسف لم ينته به الأمر في أحضان الحوثيين بل عند أقدامهم، ومن قاوم هذا 

المصير تم قتله بدون هوادة كما قتل زعيمهم الراقص على الثعابين!
*  طبائع الشعب اليمني:
يتميز عامة اليمنيين بطبيعة عاطفية جياشة، حتى إن النبي صل الله عليه وسلم وصفهم 

بقوله: “أتاكم أهل اليمن هم أرقّ قلوباً وألين أفئدة”، والعاطفة بلا شك ليست مزية 

صرفة ولا رَزِيّة مطلقة، وإنما هي سلاح ذو حدين، وما أسوأ العاطفة عندما تقترن 

بالجهل وبالتعصب المذهبي أو السلالي أو المناطقي، ولقد ذرّ الحوثيون رماد الشعارات 

المزخرفة في أعين هؤلاء، وأجادوا اللعب بعواطف عدد مقدر من عامة اليمنيين ممن 

كانوا يكرهونهم حتى وقت قريب، حيث تحدثوا عن مظلوميتهم بشكل مضخم جدا، 

وأجادوا تجميل وجوههم الإجرامية القميئة بعد تدخل التحالف العربي، مع الضحك على 

الذقون بالحديث المستمر عن مشاركة دول أجنبية عديدة في التحالف وعلى رأسها 

أمريكا وإسرائيل، وبذلك نجح الحوثيون في استثمار ركام الكره ضد أمريكا وإسرائيل 

وسط مئات الآلاف من الأميين وأنصاف المتعلمين، حيث وجّهوه ضد الجيش الوطن 

ومقاومته الشريفة، ولأن اليمني يُمجد البطولة فقد خُيّل إليه أن الحوثيين يواصلون 

بطولات الأجداد الفاتحين، وأنهم يجترحون بطولات عظمى في ما يظنونه منازلة كبرى 

مع اليهود والأمريكيين، وفي ذات الوقت فإن استخدام الحوثيين للعنف المفرط ضد 

خصومهم دفع بكثيرين للانخراط معهم رهبة لا رغبة، حيث تذهب الثقافة القبلية إلى 

الإعجاب بالأقوياء والخنوع لهم حتى تتهيأ الظرو المناسبة للانقلاب عليهم، أي التمسْكُن 

حتى التّمَكُّن تحت شعار المثل الشعبي الذي يقول: ”اليد التي لا تستطيع أن تكسرها 

بُوسها”، ولا تُحب الشخصية القبلية أن تسير في ركب من تشعر بضعفهم ولو عرفت 

أنهم على حق.
ويعتد اليمنيون بذاتهم ويكرهون من يأتي من وراء الحدود لإخضاعهم ولو كان مسلما، 

كما فعلوا مع العثمانيين في حملاتهم الثلاث على اليمن والتي خسرت آلاف المقاتلين 

حتى عُرفت اليمن بلقب مقبرة الغزاة، ولا تزال آلام الأتراك مما حدث لهم في اليمن 

بادية في الأدب الشعبي إلى يومنا هذا، وفي هذا العصر أرسل جمال عبدالناصر سبعين 

ألف مصري لنصرة ثورة سبتمبر وبعد خمس سنوات من القتال لم يرجع منهم سوى 

عشرين ألفا حسب مصادر مصرية!
وزاد من تعاطف بعض العامة مع الحوثيين الأخطاء الكبيرة التي اقترفها طيران 

التحالف ضد أماكن مدنية كثيرة وأودت بحياة المئات، بما فيها قاعات كانت تقام بها 

تعازي أو أعراس سرعان ما تحولت إلى مآتم!!
ونتيجة كثرة الصراعات على الحكم في التاريخ اليمني فقد امتلكت القبائل المحيطة 

بصنعاء إرثاً غنيا من التخندق مع من يدفع لها أكثر، ولا شك أن صالح والحوثيين قد 

دفعوا الكثير للقبائل عامة وللقبائل السبع التي تحيط بصنعاء، وهي من أشرس القبائل 

نتيجة انتمائها إلى مناطق ذات تضاريس صعبة، وهذا ينقلنا إلى العامل الأخير.
* طبيعة التضاريس اليمنية الصعبة:
اليمن من البلدان ذات التضاريس الصعبة، فمعظم مناطقه جبلية تصلح للتحصن بكفاءة، 

ولشن حروب العصابات بسهولة، وتُعد أماكن مثالية لإخفاء الأسلحة الثقيلة بما فيها 

الصواريخ الطويلة المدى التي ظلت تُطلق بين الفينة والأخرى على مدن ومناطق 

سعودية عدة بجانب مدن الشرعية التي تلقت عشرات الصواريخ الباليستية والتي كانت 

تنطلق من قواعد أو كهوف حصينة وسط الجبال، ولم ينجح طيران التحالف في القضاء 

عليها بعد ثلاث سنوات من الحرب، رغم أن الناطق باسم قيادة التحالف تحدث في 

الأسبوع الأول بأن عاصفة الحزم نجحت في تدمير أكثر من 70% من قوة الانقلابيين!
وتساهم التضاريس الصعبة بلا شك في تفسير سرعة الحسم في المناطق السهلية في 

عدن وأبين ولحج والساحل الغربي للبحر الأحمر، وتباطئه بشكل كبير في المناطق 

الجبلية، مثل مديرية نِهْم التي تمثل سورا طبيعياً لصنعاء من جهة الشمال الشرقي 

تقريباً، وتتكون من سلسلة جبلية شديدة الصعوبة وتتمدد في مساحة 1800كيلو متر 

مربع، وكان صالح قد زرع عددا من ألوية الحرس الجمهوري الأكثر تدريباً والأقوى 

تسليحاً في قمم الجبال الاستراتيجية فيها، وجاء الحوثيون وحفروا فيها سلسلة من 

الخنادق المحمية بالأحجار الصماء، ولذلك طالت المعركة فيها لما يقارب العامين، 

واستنزفت هذه المنطقة طاقات الجيش الوطني، حيث استشهد فيها عشرات القادة ومئات 

الجنود!
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 75802
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 78
الموقع : الاردن

اليمن من الثورة الشعبية إلى الحرب الأهلية Empty
مُساهمةموضوع: رد: اليمن من الثورة الشعبية إلى الحرب الأهلية   اليمن من الثورة الشعبية إلى الحرب الأهلية Emptyالخميس 30 أغسطس 2018, 10:33 am

[size=30]فيلم “10 أيام قبل الزفّة”.. فرح من وسط حرب اليمن

[/size]


Aug 29, 2018

اليمن من الثورة الشعبية إلى الحرب الأهلية 15ipj23

[rtl]عدن- توفيق علي: في الوقت الذي يشهد فيه اليمن حرباً متواصلة منذ 3 سنوات، بدا هناك مشهد مختلف بعيداً عن صورة القتال والدم، في البلد الذي اقترن اسمه بصفة “السعيد”.[/rtl]
[rtl]فقد شهدت قاعات عرض الفيلم المحلي “10 أيام قبل الزفة”، إقبالاً جماهيرياً كبيراً من أهالي عدن، هو الأول من نوعه لعمل سينمائي يمني في تاريخ البلاد.[/rtl]
[rtl]العاملون في شبابيك بيع التذاكر، أكدوا أن الإقبال على شرائها كان كبيراً، لافتين إلى أن مئات لم يتمكنوا من الحصول على فرصة مشاهدته؛ بسبب نفاد حجوزات المقاعد، رغم عرضه أربع مرات يومياً.[/rtl]
[rtl]الفيلم الذي استغرق إنتاجه أكثر من ستة أشهر، بطاقم عمل تجاوز 100 شخص، تتجسد أحداثه حول قصة عريسين كانا على وشك الزواج، قبل أن تحول الظروف الصعبة وغلاء الأسعار دون إتمامه.[/rtl]
[rtl]العمل الأول من نوعه، من بطولة نجوم الدراما اليمنية، وبمشاركة عدد من الوجوه الجديدة، وقد نال إعجاب الجماهير الذين اعتبروه “قفزة تبشر بعودة السينما إلى البلاد، بعد اختفائها في تسعينات القرن الماضي”.[/rtl]
[rtl]محسن الخليفي، منتج الفيلم، يقول إن “هذا النجاح الكبير يحفزنا مع طاقم العمل، على بلورة أفكارنا وجهودنا لإنتاج المزيد من الأعمال، وإحداث حراك يعيد للسينما اعتبارها”.[/rtl]
[rtl]ويؤكد أن “إدارة الفيلم تناقش إعداد خطة قادمة للترويج والتسويق له؛ أملاً في المشاركة بمهرجانات دولية، عربية كانت أو أجنبية”.[/rtl]
[rtl]ويوضح أن نجاح العمل يحفز على البدء بإنتاج أعمال جديدة ستمثل، وفق رأيه، انطلاقة حقيقية للسينما في اليمن مستقبلاً.[/rtl]
[rtl]أما مخرج الفيلم، عمرو جمال، فيقول إنهم “تفاجأوا كثيراً بالحضور الجماهيري الكبير، خصوصاً أنها أول فعالية ثقافية كبرى تشهدها عدن بعد الحرب”.[/rtl]
[rtl]ويضيف جمال: “توقعنا أن يكون الناس أقل رغبة في الحضور، خشية الوضع الأمني المتردي في عدن”، مستدركاً: “لكن الحضور الكبير أثبت أن المجتمع كان متعطش للحياة رغم كل الظروف”.[/rtl]
[rtl]ويتابع: “توقعنا نجاحاً تقليدياً يخفت مع مرور الأيام، لكننا في خامس أيام العرض تفاجأنا بأعداد الحضور المهولة (لم يحددها)”.[/rtl]
[rtl]ويستطرد جمال في حديثه: “بات كل من يريد المشاهدة، حجز التذاكر قبل العرض بيومين، وهذا شيء جديد جداً في اليمن”.[/rtl]
[rtl]ويلفت مخرج العمل إلى أن نجاح الفيلم يمثل “فرصة للمستثمرين، من أجل الانتقال جدياً للاستثمار في هذا المجال الذي أثبت نجاحه”.[/rtl]
[rtl]ويعرب عن سعادته بتجاوز مشاعر الخشية التي تملكته طوال تصوير مشاهد الفيلم، نظراً للحالة الأمنية المتردية التي تشهدها عدن.[/rtl]
[rtl]وبهذا الخصوص يقول: “كنا نخشى من توقف عمليات التصوير نظراً لانتشار الجماعات المسلحة والمتشددين، ولهذا لم نكثف المشاهد في الشوارع″.[/rtl]
[rtl]ويبدي جمال مفاجأته من “الكم الهائل للترحاب والتقدير والتسهيل الذي لقيناه من المجتمع، لدرجة أن الناس فتحوا منازلهم ومحالهم لنا، وكانوا يقدمون الماء والعصائر”.[/rtl]
[rtl]أما عن الصعوبات فيقول إنها “تمثلت في الانتاج والمبلغ المتواضع (لم يذكر التكلفة) الذي وجدناه من الرعاة، لكننا بالإرادة كسرنا حالة الجمود لهذا المجال في البلاد”.[/rtl]
[rtl]ويعبر المخرج عن أمله في أن يقوم “بعرض الفيلم في المحافظات المحررة (الواقعة تحت سيطرة الحكومة الشرعية) ليتيح للجميع مشاهدته. ونحن نبحث هذا بشكل جدي”.[/rtl]
[rtl]بطلة العمل، الممثلة سالي حمادة، عبّرت هي الأخرى عن سعادتها بنجاح الفيلم الذي جسدت بطولته في دور “رشا”، إذ تقول إن “الإقبال الكبير يعني لنا أن عدن ما تزال بخير، والناس قلوبهم نابضة بالحياة وترفض الموت”.[/rtl]
[rtl]وتروي تجربتها: “تفاعلت مع النص منذ الوهلة الأولى لاطّلاعي عليه؛ لأنه لمس مشاعري من كل جهة ووجدت سالي بين سطوره، وكان بحق تجسيد للواقع″.[/rtl]
[rtl]وترى “حمادة” أن “فكرة العمل الواقعية، وتوزيع المشاهد بين الممثلين، والمواقع والحبكات، والتوزيع المنطقي الحسي المدروس، كلها عوامل عملت على نجاحه”.[/rtl]
[rtl]واختتمت حديثها بالقول: “أشكر كل من حضر وكل من تأثر ودمعت عينيه مع الفيلم؛ لأنه جسّد مأساة الوطن في ظل الحرب، وكان رسالة من القلب إلى القلب”.[/rtl]
[rtl]و”10 أيام قبل الزفة (تقليد شعبي يسبق الزفاف)” هو الفيلم السينمائي اليمني الثالث في تاريخ البلاد، حيث سبقه فيلم “يوم جديد في صنعاء القديمة” وفيلم “الرهان الخاسر”.[/rtl]
[rtl]وكانت البلاد تحوي نحو 50 دار سينما، اختفت جميعها مطلع تسعينات القرن الماضي، بسبب الفتاوى الدينية التي حرمت هذا النوع من الفنون. (الأناضول)[/rtl]

[rtl][/rtl]
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 75802
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 78
الموقع : الاردن

اليمن من الثورة الشعبية إلى الحرب الأهلية Empty
مُساهمةموضوع: رد: اليمن من الثورة الشعبية إلى الحرب الأهلية   اليمن من الثورة الشعبية إلى الحرب الأهلية Emptyالأحد 09 سبتمبر 2018, 12:19 am

[rtl]

المهرة: “خبور خير”.. تلاحم قبلي ومقاومة جديدة للنفوذ السعودي
September 8, 2018
 
منى صفوان
قد تبدو لك  الارض المنبسطة  انها سهلة، لكنها ليست كذلك،  جغرافيا تصعب قراتها، وبالتالي السيطرة عليها، هذا ما يتضح لك وانت ترى ارض المهرة اقصى جنوب شرق اليمن، حيث تظهر لاول مرة المعسكرات الامارتية والسعودية مترامية الاطراف على حدود المحافظة  الكبيرة.
المهرة  باب اليمن الشرقي، الذي يتشارك مع سلطنة عمان الموقع  المطل على بحر العرب، حيث  يشكل الساحل الكبير 560 كم بابا مفتوحا على البحر وموقعا استراتيجيا طالما حلمت به المملكة السعودية كمرر بديل للنفط.
 الاخبار  القادمة من هناك ليست جيدة فيما يخص هذه النقطة ، او كما يقول اهل المهرة بلغتهم المحلية “خبور”  والتي تعني الاخبار بحسب واحدة من اقدم اللغات العربية  السامية  المنحدرة من اللغة الحميرية القديمة.
ليست اللغة وحدها من يحافظ عليها قبائل المهرة ،بل ايضا  التقاليد العربية التي تظهر كحجر عثرة  امام محاولة السيطرة الخارجية من قبل دول الخليج تحديدا الامارات والسعودية، فهناك حاولت السعودية مواجهة الرفض الشعبي بالغطاء الرسمي المتمثل برئاسة الجمهورية، حيث زار عبد ربه  هادي المحافظة الكبيرة ، وكان في استقباله السفيرالسعودي في اليمن، في مفارقة ساخرة ، توجه رسالة واضحة لقبائل المهرة ان التواجد السعودي  يحظى بدعم “الشرعية”.
ففي الغيضة عاصمة المهرة اشتعلت على مدى اكثر من خمسة اشهر اعتصامات شعبية ترفض التواجد العسكري السعودي، الذي يطمح لايجاد منفذ بري وبحري لتصدير النفط السعوي، هربا من التهديدات الايرانية في مضيق هرمز.
 هذا المشروع السعودي قديم جدا في ارض المهرة، حيث حاولت المملكة منذ الثمانينات ايجاد هذا الممر البري، منذ ايام حكم  دولة الجنوب الاشتراكية ، وبعد الوحدة في عهد الرئيس علي عبد الله  صالح، واليوم بعد الحرب في عهد الرئيس هادي.
وكان الرد اليمني قبل الحرب رسميا وشعبيا،  هو رفض التواجد العسكري والقبول بمد  انبوب النفط دون انتقاص السيادة اليمنية، حيث كان المشروع يعتمد على حماية سعودية عسكرية للانبوب داخل الارض اليمنية، وتغيير ديموجرافي، وتهديد حقيقي للسلم الاجتماعي ،وتفخيخ واحدة من اهم المحافظات اليمنية،  بان يصبح جزء اصيل من الارض اليمينة تحت ادارة وسيطرة السعودية بما فيها مواردها المالية ، وهو ما رفضه اليمن الجنوبي قبل الوحدة ، ويمن بعد الوحدة في عهد الرئيس صالح،وتأتي للاسف موافقة ضمنية لها في عهد حكومة هادي.
 فمع عقد التحالف بين سلطة الرئيس هادي والسعودية حيث تظهر موافقة رسمية مبدئة ورفض شعبي ومن هنا تكون الاخبار سئية بالحديث عن تصدع المجتمع المهري.
لمن يعرف المهرة يعرف انها عاصمة السلم في اليمن،  على مدى تاريخه السياسي المعاصر، برغم  ان قبائل المهرة لايقلون باسا وشده عن باقي قبائل اليمن، لكنهم لم يكونوا ابدا ضد الدولة،  او يحملوا السلاح،  او يعتنقوا اي مظاهر مسلحة، لكن الوضع المهري الان مختلف تماما.
اصبحت الصورة الغريبة هي ان ترى المهري يحمل سلاحا، وهو امر دخيل على المحافظة الكبيرة ثاني اكبر محافظات اليمن، وهو وضع فرضه الظرف الحالي والتواجد العسكري السعودي غير المبرر في المحافظة المسالمة.
فلم يكن هناك اي مبرر للتواجد العسكري السعودي والاماراتي هناك،  فهي محافظة تقع تحت سلطة الدولة اليمنية ، بالتالي ماهو المبرر السياسي والعسكري للتواجد العسكري السعودي او تحالف اعادة الشرعية.
المهرة  لاتوجد فيها قبائل متمرد، ولا مليشيات، ولاجماعات متطرفة، ولا حوثيين, ولا حتى قاعدة , وهنا الاختلاف بينها وبين كل المحافظات اليمينة شمالا، وجنوبا.
 حيث تسيطر القاعدة  على محافظة حضرموت  المتاخمة للمهرة، فقد وجدت القاعدة والجماعات السلفية المتطرفة حاضنا شعبيا لها في حضرموت على عكس المهرة.
 ومن هذه النقطة انطلقت الاحتجاجات الشعبية  في  عاصمة المهرة, بقيادة شيوخ واعيان المحافظة الكبيرة، كعبد الله بن عيسى ال عفرار، والشيخ علي سالم الحريزي،  وظهر التلاحم القبلي  المهري الذي كان دائما جزء من الدولة والمؤسسة العسكرية حيث ان الشيخ الحريزي هو قائد عسكري كبير في الجيش اليمني منذ الثمانينات وكان رفيقا لهادي في جيش الجنوب، لكنهما الان على النقيض فيما يخص سيادة الارض اليمنية
الان  ظهرت القبيلة اليمنية كخط دفاع اول عن الدولة وسيادتها، حيث غابت المؤسسة العسكرية التي من مهامها حماية ارض  وتراب اليمن  من اي تدخل واطماع  خارجية، فظهرت القبيلة  هناك مع الدولة وسيادتها وضد النفوذ والسيطرة الخارجية – السعودية.
لقد تحولت قضية المهرة في مدة قياسية من قضية محلية ضيقة ومحصوره داخليا الى قضية وطنية شاملة، اكدت على سمو اهدافها وجمعت حولها القبائل والتيارات السياسية اليمنية المناهضة للتواجد الخارجي – السعودي
ان في انتهاء الوصاية السعودية على اليمن، نهاية لحكم ال سعود، هذه الافكار هي التي تحرك العصبة القبلية التي تتحرك في مناخ وطني جامع، واستطاعت اظهار القضية الوطنية بحجمها وبعدها الاقليمي.
لعلها كانت مفاجئة غير سارة للتواجد السعودي العسكري على تراب اليمن، حيث اعتقد الحاكم العسكري السعودي انه من السهولة  السيطرة على هذه الارض المفتوحه وعلى صحراء وشواطئ المهرة، وهي مفاجئة اخرى تفاجئ بها في بوابته الجنوبية على حدود صعده منذ العام 2004، حيث ظهرت له جماعة مسلحة “انصار الله – الحوثيين” الذين  استبسلوا بقتال ومقاومة السعودية في المناطق الشمالية وخاصة بعد ذلك في  الساحل الغربي والحدود الجبيلة الشمالية.
وفي الحدود الجنوبية الشرقية، تتحرك وتنشط الان مقاومة قبلية وشعبية من نوع اخر لها ذات الاهداف التي يجمع عليها اليمنيون، حيث ترفض الوصاية الخارجية، والانتقاص من السيادة، وهو ما يجعل الوصي السعودي في حالة ارباك، وفي حرب مفتوحه ، ومع اكثر من خصم،  برغم  تحالفه العميق مع حكومة هادي المعترف بها دوليا ، وهو تحالف لم يغير الكثير على الارض.
فحتى الاراضي اليمنية التي كانت تعلن دعمها وتاييدها للمشروع والوصاية السعودية بدات تخرج عن صمتها وتعلن عن مظاهرات ضخمة تجوب محافظات ومدن الجنوب الكبرى،  من عدن الى حضرموت.
لاوصاية سعودية ولا ايرانية
 هذا التغيير في الخارطة اليمنية بعد اربع سنوات من الحرب الظالمة ، يؤكد للجميع بما فيها ايران ان اي وصاية على الشعب والارض اليمنية لن يكون بالمهمة السهلة، فاليمني الذي لم يقبل شقيقه وجاره العربي السعودي وصيا عليه لن يقبل التواجد اوالوصاية الايرانية.
هذا هو ما تعلنه اعتصامات واحتجاجات المهرة، وقبلها تحركات الحوثيين العسكرية، والان المظاهرات السلمية في الجنوب، لتكون لدينا في المحصلة حالة تلاحم شعبي وقبلي وزخم حقيقي يعيد للدولة اليمنية روحها وهويتها الوطنية، ويضع الحدود الجديدة للخصم التاريخي القديم.
ان بروز قضية  شائكة كقضية المهرة على السطح، مهم للمشروع الوطني الجامع، وحماية  لليمن وللاقليم  من اي تدخلات تورط الخارج والداخل، ولعل في علاقة اليمن بجارتها العمانية مثال على ذلك.
فلسطنة عمان الجارة القريبة من الجغرافيا والتقاليد والاعراف والتاريخ، تقوم العلاقة معها على بنود الاحترام وتلاقي المصالح، دون تدخلات سافرة ودون اسفاف او ابتذال وهو ما فقدته العلاقات اليمنية – السعودية التي قامت تاريخيا على الوصاية والارتهان، وهو الامر الذي  لم يعد مقبولا.
هذه واحدة من الاخبار الطيبة من ارض اليمن.. او كما نقول بالمهري “خبور خير” وللحديث بقية في سلسلة مقالات من اليمن ..
*كاتبة من اليمن[/rtl]
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 75802
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 78
الموقع : الاردن

اليمن من الثورة الشعبية إلى الحرب الأهلية Empty
مُساهمةموضوع: رد: اليمن من الثورة الشعبية إلى الحرب الأهلية   اليمن من الثورة الشعبية إلى الحرب الأهلية Emptyالثلاثاء 23 مارس 2021, 5:41 am

النزاع اليمني منذ 2014

 اقترحت المملكة العربية السعودية، الإثنين، وقفا شاملا لإطلاق النار في اليمن، البلد الذي دمره الصراع منذ دخول المتمردين الحوثيين العاصمة صنعاء في ايلول/سبتمبر 2014.

وتصاعد النزاع في آذار/مارس 2015 مع تدخل تحالف عسكري بقيادة السعودية دعما لحكومة الرئيس عبد ربه منصور هادي في مواجهة المتمردين الذين رفضوا على الفور الهدنة المقترحة.

في ما يأتي أبرز محطات النزاع:

تمرد حوثي
في الثامن من تموز/يوليو 2014، سيطر المتمردون الحوثيون المنتمون إلى الأقلية الزيدية على عمران القريبة من صنعاء بعد معارك مع القوات الحكومية.

وشن الحوثيون انطلاقا من معقلهم في صعدة هجوما كاسحا باتجاه صنعاء، منددين بتعرضهم للتهميش، وسيطروا على معظم مراكز نفوذ القوى التقليدية في شمال اليمن، ثم دخلوا صنعاء في 21 ايلول/سبتمبر.

وفرض الحوثيون سيطرتهم على ميناء الحديدة المطل على البحر الاحمر غربا في 14 تشرين الاول/اكتوبر.

في 20 كانون الثاني/يناير 2015، استولوا على القصر الرئاسي في صنعاء وحاصروا منزل الرئيس عبد ربه منصور هادي الذي فر إلى عدن.

تدخل عسكري
في 26 آذار/مارس 2015، نفّذ تحالف تقوده السعودية ضربات جوية على مواقع للمتمردين الحوثيين، في محاولة لوقف تقدمهم. ووفرت واشنطن الدعم اللوجستي والاستخباراتي.

وعزّز التحالف قوته الجوية بمئات من عناصر القوات البرية، وبحلول منتصف آب/اغسطس 2015، استعادت القوات الموالية خمس محافظات جنوبية.

وفي تموز/يوليو، أعلنت حكومة هادي استعادة محافظة عدن، في أول انتصار تحققه منذ تدخل التحالف. وأصبحت عدن العاصمة الموقتة للسلطة المعترف بها دوليا.

وفي تشرين الأول/اكتوبر، استعادت القوات الحكومية السيطرة على مضيق باب المندب، أحد أبرز ممرات الملاحة في العالم.

معركة الحديدة
في 13 حزيران/يونيو 2018، بدأت القوات الموالية للحكومة اليمنية بإسناد من التحالف الذي تقوده السعودية، هجوماً على المتمرّدين في الحُديدة على ساحل البحر الأحمر في غرب اليمن.

وفي 13 كانون الأول/ديسمبر، أعلن الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش سلسلة اتفاقات تمّ التوصل إليها بين الجانبين بعد محادثات سلام في السويد، بينها اتفاق لوقف اطلاق النار في محافظة الحديدة.

لكن اشتباكات عنيفة بين المتمردين والجنود الموالين للحكومة اندلعت منتصف كانون الثاني/يناير 2021 جنوب مدينة الحديدة.

الانفصاليون الجنوبيون
في نهاية كانون الثاني/يناير 2018، قام الانفصاليون الجنوبيون الذين يسعون لإعادة تأسيس دولة اليمن الجنوبي التي انصهرت مع الشمال العام 1990، بالانقلاب على القوات الحكومية في عدن وحاصروا قصر الرئيس هادي، قبل أن ينهي تدخل سعودي إماراتي المعركة.

ودارت مواجهات في 7 آب/أغسطس 2019 بين قوات “الحزام الأمني” التي دربتها الإمارات وقوات حكومية تدعمها السعودية.

في تشرين الثاني/نوفمبر وقع اتفاق لتقاسم السلطة بين الحكومة اليمنية المعترف بها دوليا والانفصاليين الجنوبيين في الرياض.

وتشكلت حكومة يمنية جديدة بمشاركة الانفصاليين الجنوبيين في كانون الأول/ديسمبر 2020 في إطار اتفاق تقاسم السلطة.

استهداف منشآت نفطية في السعودية
في 14 أيلول/سبتمبر 2019، تبنى الحوثيون اعتداءات استهدفت منشآت نفطية رئيسة لشركة أرامكو السعودية العملاقة، أكبر مصدر للنفط الخام في العالم. واتهمت الرياض وواشنطن إيران التي تنفي ذلك.

وصعّد المتمردون منذ ذلك الحين هجماتهم بطائرات مسيرة وصواريخ ضد المملكة العربية السعودية. في آذار/مارس، استهدف هجومان كبيران منشآت نفطية سعودية تبناهما الحوثيون.

تصعيد في مأرب
بعد أشهر من الهدوء النسبي، استأنف المتمردون هجماتهم على مأرب، آخر معقل للسلطة في شمال البلاد.

وأسفر القتال عن سقوط مئات عدة من القتلى وفق ما تقول مصادر عسكرية حكومية.

وجاء هذا التصعيد في وقت أعلنت فيه واشنطن دعمها للتحالف الذي تقوده الرياض وأزالت الحوثيين من قائمة التنظيمات الإرهابية التي أدرجوا عليها في عهد دونالد ترامب.

في 19 آذار/مارس، سيطر الحوثيون على موقع استراتيجي، وقال مسؤول عسكري موالٍ إن “مأرب في خطر”.

والاثنين، اقترحت السعودية “وقفا شاملا لإطلاق النار على مستوى البلاد بإشراف الأمم المتحدة” من أجل إنهاء الصراع. ورفض الحوثيون الاقتراح على الفور.

أسوأ أزمة إنسانية
أدى النزاع في اليمن إلى مقتل عشرات آلاف الأشخاص بينهم عدد كبير من المدنيين، بحسب منظمات إنسانية.

وبحسب الامم المتحدة، سيواجه أكثر من 16 مليون شخص من بين 29 مليونا الجوع في اليمن هذا العام، وهناك ما يقرب من 50 ألف يمني “في ظروف تشبه المجاعة”.

كذلك، تحذّر وكالات تابعة للأمم المتحدة من أن 400 ألف طفل تحت سن الخامسة يواجهون خطر الموت جرّاء سوء التغذية الحاد في 2021، في زيادة بنسبة 22 في المئة عن العام 2020.

في الأول من آذار/مارس، انتهى اجتماع للمانحين بوعود “مخيبة للآمال” بحسب الأمم المتحدة التي كانت تناشد الدول المانحة التبرّع بسخاء لجمع مبلغ 3,85 مليارات دولار لتمويل عمليّات الإغاثة في أفقر دول شبه الجزيرة العربيّة، لكنّ مجموع التعهّدات بلغ في النهاية نحو 1,7 مليار دولار.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 75802
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 78
الموقع : الاردن

اليمن من الثورة الشعبية إلى الحرب الأهلية Empty
مُساهمةموضوع: رد: اليمن من الثورة الشعبية إلى الحرب الأهلية   اليمن من الثورة الشعبية إلى الحرب الأهلية Emptyالإثنين 29 مارس 2021, 5:11 pm

نقاط التحوّل في الملف اليمني خلال ٦ سنوات من الحرب السعودية

مع انقضاء ٦ أعوام من الحرب السعودية على اليمن يبدو واقع الحال الآن على العكس تماماً مما كان عليه في بداية هذه الحرب، من حيث تغير موازين القوة وتحولات المعادلة عسكرياً وسياسياً بعد أن فشلت السعودية وتحالفها في تحقيق كل الأهداف المرجوة التي أعلنت من أجلها ما أسمتها بعاصفة الحزم في (٢٦) مارس من العام ٢٠١٥.
العالم - قضية اليوم

اليمن وهي على أعتاب عام سابع من هذه الحرب تبدو في موقف المنتصر نتيجة قلب صنعاء موازين المعركة لصالحها، وما حققت من تطور لافت في مسار الملف العسكري رغم فارق الامكانيات والتسليح والقوة، وتحولت من موقف المدافع في بداية الحرب إلى موقف المهاجم حالياً بالنظر إلى تطوير تصنيع سلاحها وتحديداً سلاح الجو المسيّر والصواريخ الباليستية، وتطور قدراتها العسكرية بتشكيلاتها المختلفة، وهذا ما أكدته القوات المسلحة اليمنية بالدلائل والأرقام أنها أطلقت 1348 صاروخًا باليستياً منذ بداية الحرب منها 499 صاروخاً استهدفت منشآت عسكرية وحيوية تابعة للسعودية والإمارات، ما يشير إلى الجاهزية العسكرية التامة لقوات صنعاء خاصة بعد أن وسعت من مساحات سيطرتها في الداخل اليمني من خلال انتصاراتها الميدانية في أكثر من جبهة، وما يعكس في ذات الوقت حجم المأزق الذي باتت تعيشه السعودية وحلفاؤها.

الحراك في الملف العسكري خلال ٦ سنوات قابله جمود على مستوى العملية السياسية المفترضة بفعل ما تعيده القوى في صنعاء إلى تعنت التحالف السعودي وأطرافه المحليين، رغم أنه لم تتوقف طيلة هذه السنوات الجهود الساعية للسلام ولم تغب التحركات من أجل إيجاد حل سياسي للأزمة اليمنية، لكن ما حضر هو التعثر مع كل هذه التحركات التي اصطدمت بحُزمة من التعقيدات والعراقيل في كل الجولات التفاوضية، لكن التحول الكبير سياسياً -برأي البعض- أحدثته صنعاء بتغييرها لموازين القوة لصالحها وانتصارها سياسياً ودبلوماسياً من خلال توحيد قرارها السياسي وتماسك مكوناتها وأطرافها بتشكيل مجلس سياسي أعلى وحكومة مشتركة على عكس حالة التفكك والانقسامات لطرف حكومة عبدربه منصور هادي، ما أجبر خصوم سلطة صنعاء على الاعتراف بها كقوة على الأرض، إضافة إلى توسيعها لعلاقاتها الخارجية وكسر حالة الحصار الدبلوماسي عليها وتعاظم قوة حركة أنصار الله ونجاحها في خلق حالة واسعة من الإلتفاف حولها، وهذا ما برهنته حملة التضامنات الكبيرة مع الحركة بعد القرار الأمريكي بتصنيفها "منظمة إرهابية" الذي تم التراجع عنه بعد ذلك.

ومع فشله العسكري والسياسي يلخص البعض أن انجازات التحالف السعودي خلال سنوات حربه تنحصر في تعقيده للوضع الإنساني ونزيف الدماء اليمنية بفعل غاراته وعملياته العسكرية وتعمده تدمير البنى التحتية والمنشئات المدنية، حيث تفيد الإحصائيات الرسمية بسقوط نحو (43600) ما بين شهداء وجرحى من المدنيين، غير ما تسببت فيه حرب السعودية وحصارها من أزمات إنسانية متعددة صُنفت على إثرها اليمن أنها ضمن البلدان التي تعيش أسوء مجاعة.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
 
اليمن من الثورة الشعبية إلى الحرب الأهلية
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى الشنطي :: موسوعة البحوث والدراسات :: بحوث عسكريه-
انتقل الى: