عدم معالجة جفاف العين يؤدي إلى التهابات وتدن في حدة الإبصار
وفاء ابوطه
عمان-يظهر جفاف العين عندما لا تفرز العين القدر الكافي من الدموع التي تساعد على ترطيبها ومنع التهابها, وفي حالة إهمال علاجها يسبب ذلك العديد من الالتهابات التي تؤثر على الابصار.
وإذا بقي المصاب بدون علاج يمكن أن يؤدي نقص الدموع إلى ضعف مناعة العين للمؤثرات الخارجية، حسبما ذكر أخصائي طب وجراحة العيون د.جميل قسيم ناصر, فتصبح معرضة للالتهابات المتكررة في الملتحمة والقرنية.
ويؤدي ذلك إلى آلام في العين مع إمكانية حدوث تدن في حدة البصر إذا أثرت الالتهابات على صفاء القرنية وشفافيتها, من هنا ينبغي التعرف على أسباب المشكلة.
تتعدد العوامل المساهمة في نشوء هذه المشكلة الصحية، فالبيئة ومشاكل الجفون والأدوية التي يتناولها المرء والسن, وأمراض المفاصل والعلاج الهرموني كلها أمور تؤثر على نشوء حالات جفاف العين.
وبعيداً عن قائمة الأسباب الكثيرة لهذه الحالة المرضية يرى د. ناصر أن هناك سببا أساسيا وهو نقص هورمون الأندروجين, لهذا تصاب النساء بالجفاف بنسبة أكبر.
ويقول"هذا الهرمون موجود في الرجال بكمية أكبر مما هو في النساء، ويسهم بدور فاعل في حماية العينين من خلال تأثيره على كمية وبنية الدمع".
ويضيف "مع تقدم العمر وبدء نقص هذا الهورمون لدى النساء أكثر من الرجال فإن مشاكل جفاف العين تبدو بينهن أكبر وأكثر".
وكذلك الحال أثناء الحمل والتغيرات الهرمونية التي منها انخفاض هرمون الأندروجين نسبياً، الأمر الذي يؤدي كذلك الى ظهور مشاكل على أسطح العين ويستمر الأمر أيضاً خلال فترة الرضاعة.
إضافة الى هذا فإن الجفاف الذي يحصل لدى الحوامل في الشهور الأولى بسبب تكرار القيء وقلة الشهية للأكل والشرب، يقلل من كمية السوائل في الجسم والدمع واحد منها, فتشعر المرأة بحكة واحمرار.
ويحس المصاب بجفاف العين في بداية الأمر بحكة أو حرقة في العينين مع وجود احمرار أو احساس بوجود جسم غريب في العين مشابه للإحساس الذي يحدث عند دخول غبار أو رمل في العينين.
كما يصاحب هذه الأعراض الإحساس بأن الجفون ملتصقة ببعضها عند الاستيقاظ من النوم صباحاً.
وبالنسبة للأشخاص الذين يستعملون العدسات اللاصقة، سيجدون صعوبة في وضع العدسات لأن هذه العدسات تعتمد على دموع العين للبقاء طرية ومريحة.
ويذكر د.نصر سببا آخر لجفاف العيون وهو استخدام الكمبيوتر, فعند الاستمرار بالعمل على الجهاز مدة طويلة تزداد نسبة تبخر الدموع المرطبة للعين، فما أن ينتهي الموظف من دوامه اليومي حتى تكون العين قد بدأت تشكو من أعراض الجفاف.
وقد أصبحت هذه الأعراض مجتمعة يطلق عليها اسم مرض الحاسوب P.C.Syndrome والوقاية من هذه الأعراض تكون عن طريق الراحة لمدة عشر دقائق بعد كل ساعة عمل على شاشة الكومبيوتر.
ويفضل استعمال قطرات دموع صناعية أثناء العمل للحفاظ على رطوبة العين وصفائها, وعدم الاقتراب كثيرا من شاشة الكمبيوتر.
وقد ثبت أيضا أن منع تبخر الدموع وسيلة فعالة, ففي الشتاء يمكن زيادة الرطوبة في الهواء بوضع وعاء ماء على جسم المدفأة المشتعلة وكذلك فان وضع سدادة حول النظارة قد يقلل من تبخر رطوبة العين بفعل الرياح.
ويتفق الاطباء أن العوامل التي تزيد من الجفاف مثل التواجد في الغرف الدافئة أو استعمال مجفف الشعر والأجواء العاصفة قد يزيد من عدم الراحة للشخص الذي يعاني من جفاف العين .
ويؤكد ذلك طبيب العيون د.مجدي البواب, وينصح بتجنب الجلوس في غرفة ذات درجة حرارة عالية والبعد عن التيارات الهوائية الشديدة والامتناع عن التدخين.
ويقول "قد يشكو البعض من الشعور بالحكة في العينين عند الاستيقاظ صباحا وهو ما يمكن علاجه باستعمال مرهم بكمية بسيطة قبل النوم".
ويضيف "من الوارد حدوث جفاف العين بسبب نقص فيتامين (أ) وبالذات في الدول الفقيرة وغالبا ما يصيب الأطفال ويعالج باستعمال مراهم تحتوى على الفيتامين".
ويركز العلاج الأساسي على الاستعاضة عن الدموع الطبيعية بالدموع الصناعية, وهي تستخدم كقطرة لترطيب العين وتعويض نقص الرطوبة.
وهناك العديد من أنواع الدموع الصناعية في الأسواق ويستخدم كثير من الناس عدة أنواع من هذه الدموع حتى يصلوا إلى النوع الملائم لحالتهم.
ويمكن استخدام هذه القطرات حسب الحاجة إليها مرة أو مرتين في اليوم أو عدة مرات في الساعة الواحدة.
ويعتبر الخبراء المحافظة على كمية الدموع التي تفرز طبيعيا وإبقاءها لأطول فترة ممكنة على العين, أحد الاتجاهات العلاجية للحفاظ على رطوبة العين.
فالدموع تترك العين وتنزل إلى الأنف من خلال القنوات الدمعية للجفن وسد هذه القنوات بواسطة طبيب العيون يمنع تسرب الدموع إلى الأنف لابقاء العين رطبة أطول فترة ممكنة.
ويمكن لطبيب العيون تشخيص مرض جفاف العيون بواسطة فحص بسيط يسمى فحص شيرمر(نسبة للطبيب الذي اكتشف هذا الفحص) عن طريقه يمكن تحديد نسبة إفراز الدموع من كل عين على حدة.