نيويورك تايمز
ما الذي اقترفته إيران ولم يجرؤ عليه الشاه؟
التاريخ:17/8/2016 - \
سلطت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية الضوء في تقرير لها الضوء على سماح إيران لروسيا باستخدام قواعدها العسكرية لضرب أهداف في سوريا.
وأكدت الصحيفة أن هذا الفعل لم يجرؤ على فعله الشاه الذي كان يتهم بأنه عميل لأمريكا، الأمر الذي تسبب بثورة عارمة ضده، واليوم تفعله إيران وتسمح بوجود روسي على أراضيها وهو ما يناقض المبادئ التي قامت عليها ثورة الخميني.
(البوصلة) رصدت التقرير الذي ترجمه موقع "الخليج أونلاين" ولأهميته نضعه بين يدي قرائنا.
نيويورك تايمز: ما لم يفعله الشاه.. روسيا في إيران دعماً للأسد
اعتبرت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية أن استخدام القوات الروسية للقواعد العسكرية الإيرانية في مدينة همدان في الحرب بسوريا، سيحد كثيراً من الخيارات الأمريكية، مؤكدة أن هذا القرار الذي أُعلن أمس سيؤدي بالفعل إلى زيادة القوة النارية الروسية بسوريا، رغم أن هناك قاعدة عسكرية لروسيا بسوريا، حيث إن القاعدة الإيرانية ستمنح سلاح الجو الروسي استخدام أسلحة وقاذفات عملاقة، ما كان لها أن تستخدم في سوريا لولا تلك القواعد الإيرانية.
ولأول مرة منذ الحرب العالمية الثانية، تسمح إيران بوجود عسكري أجنبي على أراضيها، وذلك عقب السماح لقاذفات روسية عملاقة باستخدام القواعد العسكرية الإيرانية في قصف سوريا، قرار رأت فيه صحيفة نيويورك تايمز أنه "تاريخي"، لم يقدم على فعل مثله شاه إيران الذي قامت عليه ثورة 1979 بحجة ولائه لأمريكا، فحتى في عهد الشاه، الحليف الأبرز لأمريكا، فإن الولايات المتحدة لم يكن لها قواعد عسكرية بإيران، وإنما مستشارون وخبراء عسكريون، وهو ما عده خبراء بأنه "تاريخي".
الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يسعى إلى توسيع تحالفه العسكري الداعم لسوريا، خاصة في أعقاب تحسن علاقات موسكو مع أنقرة، وبحسب الصحيفة فإنه لا يعلم حتى الساعة هل هذا الوجود العسكري الروسي في إيران دائم أو مؤقت.
يقول أندريه كارتونوف، المدير العام لمجلس الشؤون الدولية الروسي، إن استخدام روسيا لقواعد إيرانية لمهاجمة سوريا سيعزز من موقفها في المفاوضات مع الغرب بشأن ملف سوريا وملفات أخرى، مشيراً إلى أن روسيا تسعى لتشكيل ائتلاف مع إيران يتجاوز التعاون الحالي بشأن سوريا.
موقف النظام السوري عقب الإعلان الروسي باستخدام القواعد الإيرانية، سيتعزز أكثر، رغم أن قواته تبعثرت بشكل كبير خلال الفترة الماضية، حيث ترى الصحيفة أن دخول روسيا بثقلها الكبير في الحرب السورية سيؤدي إلى الحد من الخيارات الأمريكية، فمن الآن وصاعداً صار على الولايات المتحدة أن تنسق أي عملية جوية في سوريا مع روسيا؛ لتجنب أي صدام جوي.
ويرى كليف كويشان، المتخصص بمجموعة أوراسيا في مؤسسة تحليل السياسة، ومقرها واشنطن، أن الاتفاق الأخير بين روسيا وإيران يشير بوضوح إلى اتفاق كبير على بقاء الأسد، مبيناً أن روسيا لم تكن داعمة بشكل مطلق لبقاء الأسد، على عكس الإيرانيين، ولكن الآن يبدو أن روسيا انتقلت إلى ضفة إيران في دعمها بقاء الأسد رئيساً لسوريا.
الوجود الروسي في إيران سيسهم كثيراً في ترسيخ الوجود الروسي بمنطقة الشرق الأوسط، وهي المرة الأولى منذ أن تراجع وجودها في تلك المنطقة عقب انهيار الاتحاد السوفييتي السابق.
وعلى الرغم من الدعم الروسي والإيراني الكبير فإن قوات النظام السوري تخسر على الأرض، وهو ما بدا جلياً في معركة حلب الأخيرة، فروسيا التي أكدت أنها جاءت لمحاربة الجماعات الإرهابية، وخاصة "الدولة" وجبهة النصرة، قصف طيرانها مواقع لجماعات سورية مدعومة أمريكياً.
الخسارة الأخيرة لقوات النظام السوري في حلب، قد تكون سبباً آخر من الأسباب التي دعت إيران للسماح بقوات روسية على أراضيها، حيث تسعى طهران وموسكو إلى تكثيف العمليات العسكرية الداعمة للأسد عقب تلك الخسائر التي تكبدتها قواته في حلب تحديداً، والتي يبدو أن الوضع فيها سيكون معقداً خلال الفترة المقبلة.
المفارقة، تقول نيويورك تايمز، أن ثوار إيران الذين خرجوا على الشاه عام 1979 بحجة ولائه للولايات المتحدة الأمريكية، أقدموا على فعل لم يجرؤ الشاه عليه، وذلك عندما سمحوا بوجود عسكري روسي على أراضيهم.