الحزب الاشتراكي الديمقراطي
أقدم حزب سياسي في ألمانيا، وثاني أكبر حزب شعبي من حيث عدد الأعضاء، وعضو في مجموعة الأحزاب الاشتراكية الأوروبية، وفي المجموعة الاشتراكية الدولية. دخل في ديسمبر/كانون الأول 2013 في ائتلاف حكومي مع الحزب الديمقراطي المسيحي بزعامة أنجيلا ميركل وحزب الاتحاد الاجتماعي المسيحي.
النشأة والتأسيس: تعود الجذور الأولى للحزب الاشتراكي إلى عام 1875، حيث تأسس باتحاد جمعية العمال الألمان وحزب العمال الاشتراكي الديمقراطي عندما قدم نفسه منذ البداية كممثل لمصالح الطبقة العاملة والنقابات العمالية.
ومن قيادات الحزب: فرانك فالتر شتاينماير، وفرانس مونتفيرونغ، وغيرهارد شرودر، وأندريا ناليس، وزيغمار غابريل.
تعرض للاضطهاد المنظم والحظر بعد وصول النازيين إلى سدة حكم ألمانيا عام 1933، مما اضطر قيادات وناشطي الحزب للفرار إلى خارج البلاد، وبعد سقوط النظام النازي عام 1945 عاد الحزب الاشتراكي لمزاولة نشاطه بقيادة كورت شوماخر كحزب يساري، واتحد الديمقراطيون الاشتراكيون الشرقيون مع الحزب بعد توحيد ألمانيا عام 1990.
الفكر والأيديولوجيا: تبنى الحزب في البداية الفكر الماركسي، لكنه تخلى عنه بعد الحرب العالمية الثانية وتوجه نحو الفكر الاشتراكي الليبرالي، وانضم عام 1951 إلى المنظمة الأممية الاشتراكية.
عرف برنامجه تكيفا مستمرا في العقود الأخيرة، إذ تراجع عن سياسة تأميم الصناعات ومشروعات الدولة، وانخرط في تحديث الاقتصاد للاستجابة لمطالب العولمة.
ساهم بشكل فعال ورئيسي في بناء اقتصاد السوق الاجتماعي في ألمانيا الغربية بعد صعوده إلى الحكم عام 1966 كجزء من التحالف الحكومي الذي ضم المسيحيين الديمقراطيين.
ويدعو الحزب اليوم إلى تحديث الاقتصاد لتلبية مطالب العولمة، مع التشديد على الحاجة إلى معالجة الاحتياجات الاجتماعية للعمال والفئات المحرومة.
المسار السياسي: في أول انتخابات جرت في ألمانيا الغربية عام 1949، حلَّ الحزب الاشتراكي الديمقراطي في المرتبة الثانية بفارق طفيف بعد الحزب المسيحي الديمقراطي الذي شكل أول حكومة في الدولة الألمانية الحديثة بقيادة المستشار كونراد أديناور.
وظل الاشتراكيون من بعد تلك الانتخابات في مقاعد المعارضة إلى أن شاركوا بعد انتخابات 1966 في أول ائتلاف حكومي كبير مع الحزب المسيحي الديمقراطي، وشغل القيادي الاشتراكي فيلي برانت منصب وزير الخارجية في تلك الحكومة.
حقق الحزب الاشتراكي الديمقراطي فوزا كبيرا في انتخابات عام 1966، وتمكن بذلك لأول مرة من إيصال مرشحه فيلي برانت لمنصب مستشار ألمانيا، في حكومة شكلها بالائتلاف مع الحزب الديمقراطي الحر واستمرت حتى عام 1982.
وفي عام 1974 حل القيادي الاشتراكي هيلموت شميت في منصب المستشار بعد استقالة فيلي برانت بسبب اكتشاف فضيحة تجسس موظف في مكتبه لصالح جهاز استخبارات جمهورية ألمانيا الديمقراطية (شتازي).
وفي عام 1982 خسر الحزب الاشتراكي الانتخابات العامة، وعاد بذلك مجددا إلى مقاعد المعارضة وظل فيها 16 عاما متصلة حتى سبتمبر/أيلول 1998، حين نجح الاشتراكيون في العودة إلى السلطة بزعامة غيرهارد شرودر الذي شكل مع حزب الخضر حكومة استمرت ثماني سنوات.
شارك بعد حلوله في المرتبة الثانية في انتخابات عام 2005 في حكومة الائتلاف الكبير مع الحزب المسيحي الديمقراطي بزعامة أنجيلا ميركل، ثم عاد عام 2009 إلى صفوف المعارضة بعد هزيمته المريرة في الانتخابات العامة التي أجريت في السنة نفسها وخسر فيها 11% من أصوات ناخبيه التقليديين.
دخل في ديسمبر/كانون الأول 2013 في ائتلاف حكومي مع الحزب الديمقراطي المسيحي بزعامة أنجيلا ميركل وحزب الاتحاد الاجتماعي المسيحي، وبرر مشاركته في الائتلاف بأن الكثير مما تستفيد منه ألمانيا يعود إلى السياسة التي بدأها أحد زعمائه "غيرهارد شرودر".