جولة كوندوليزا رايس الشرق أوسطية
محاولات العزل الدبلوماسي لإيران
باتريك كلوسون - خبير الشؤون الإيرانية والخليجية - معهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى: (جزء غير مترجم) وبالتالي فإن على إيران أن توافق على التصالح والاتفاق.
سامي حداد: يبدو أننا لم نستمع إلى.. كان هنالك مشكلة فنية، ممكن باختصار باتريك أن تعيد ما قلته لأنه كان لدينا مشكلة فنية، ماذا قلت في إجابة.. فيما يتعلق إذا كانت الدول العربية في الخليج قادرة على عزل إيران كما قالت كوندوليزا رايس باختصار رجاءً؟
- اقتباس :
- "الولايات المتحدة متفائلة بالتدخل العربي في الجهود العالمية للعزل الدبلوماسي لإيران والذي سوف يؤدي بإيران إلى تعليق برنامجها النووي مرة أخرى"باتريك كلوسون
باتريك كلوسون: هل تريد الولايات المتحدة أن تدخل الدول العربية في الجهود العالمية لعزل إيران دبلوماسيا؟ والولايات المتحدة متفائلة طبعا على أن هذا العزل الدبلوماسي سوف يؤدي إلى دفع إيران إلى تعليق برنامجها النووي مرة أخرى.سامي حداد: لكن الغريب دكتور كلوسون أنه في الوقت الذي تزور فيه كوندوليزا رايس منطقة الخليج أو الشرق الأوسط وخاصة دولة الإمارات العربية لحشد الدعم فيما يتعلق بإيران يعني نجد أن الكونغرس ثار وحتى الآن فيما يتعلق بصفقة أبرمتها دبي مع شركة موانئ دبي مع شركة (B and O) لإدارة الموانئ البريطانية بحجة أنها يعني تهدد الأمن الأميركي إذ يوجد ستة موانئ أميركية ستقوم بإدارتها هذه الشركة الخليجية يعني.. السؤال أنتم تطرقون أبواب الخليج للدفاع عن مصالحكم من غزو العراق إلى محاولة عزل إيران وسوريا والآن حكومة حماس في وقت يعني توصدون الأبواب أمام الخليجيين العرب قضية (B and O).
باتريك كلوسون: شركة (B and O) قضية مؤسفة في الواقع لكن الجانب الإيجابي فيها هي أن إدارة بوش قالت بصوت عالٍ وقوي أنها تؤيد صفقة دبي في الاستثمار هذا و..أما بالنسبة للنقاش الذي يدور حاليا في الولايات المتحدة فإن معلقين كثيرين يدركون بأن الإمارات العربية المتحدة أصبحت حليفا قويا للولايات المتحدة في الحرب على الإرهاب، كانت هناك فوارق مع الإمارات في السابق قبل 11 سبتمبر 2001 ولكن تغير الكثير وكما ترى في الصحف الأميركية اليوم هناك تغيير كثير في العلاقات بين البلدين.
سامي حداد: عودا دكتور كلوسون لديّ فاصل.. عودا إلى قضية الملف الإيراني الذي قدمته كوندوليزا رايس في مجلس الشيوخ، قالت التصدي لسياسات إيران العدوانية الداعمة للإرهاب والتطرف من حزب الله إلى سوريا إلى حماس والبرنامج النووي ودعم المعارضة الإيرانية يعني.. هل تريد الإدارة الأميركية تكرار سيناريو العراق، أسلحة دمار مزعومة فغزو عسكري، برنامج نووي إيراني عسكري مزعوم فحملة مسعورة ضد إيران يعني.. بعبارة أخرى هل تريدون جر العرب من جديد إلى مغامرة أميركية أخرى؟
باتريك كلوسون: إن إدارة بوش متفائلة أنه بتحالف دولي واسع تقوده في هذه الحالة روسيا وتؤيده دول أخرى مثل الدول الخليجية العربية فإن الضغوط الدبلوماسية سوف تقنع إيران مرة أخرى بتعليق برنامجها النووي، لا ننسى أن إيران وافقت في الماضي مرتين على تعليق برنامجها ووُجِهت.. عندما ووُجِهت بتحالف دبلوماسي دولي، إذاً هذه التجربة مع إيران تقنع إدارة بوش بالتفاؤل وأن تفعل ذلك مرة أخرى لو كلنا وقفنا إلى جانب بعضنا البعض.
سامي حداد: وباختصار رجاءً لديّ فاصل قصير كلوسون يعني وماذا.. كل هذا يعني كان في.. هنالك ملف كامل، ملف إيران النووي قضية الإرهاب، قضية تغلغل إيران في المنطقة يعني إذا حُلّ ملف إيران النووي سلميا يعني هل ستنسى أو تتناسى واشنطن قضية ما سمته كوندوليزا رايس بأن إيران هي البنك المركزي للإرهاب؟
باتريك كلوسون: بالطبع لا والسعودية تعلم ذلك جيدا، أن إيران زودت.. أنشأت قاعدة للذين قاموا بتفجيرات في الرياض ونظموا تلك التفجيرات، الولايات المتحدة ستستمر في دفع إيران والضغط عليها في عدم التدخل بالشؤون العراقية وغيرها، إذاً هناك قضايا أخرى في العلاقات بين البلدين ولكن القضية العاجلة والمُلحة هي القضية النووية.
سامي حداد: (ok) شكرا كلوسون وربما عن قضايا المصالح بينكم شراء ربما الكافيار الإيراني والفستق والسجاد العجمي، مشاهدينا الكرام أرجو أن تبقوا معنا بعد هذا الفاصل القصير.
[فاصل إعلاني]
سامي حداد: مشاهدينا الكرام أهلا بكم من جديد في برنامج أكثر من رأي، عودا إلى دبي مع الدكتور عبد الخالق عبد الله، دكتور البيان الختامي الخليجي الأميركي لماذا تحاشى ذكر الموقف تجاه دعم الفلسطينيين ماليا وحكومة ترأسها حماس؟ يعني هل هنالك خلافات حول هذه القضية بينكم وبين واشنطن؟ تجاهل قضية الدعم المادي للفلسطينيين
عبد الخالق عبد الله: لا يعني واضح أنه أولا إذا جاءت كوندوليزا رايس بطلب لدول الخليج بقطع مساعداتها المالية فهذا الطلب يعني غير لائق من أميركا ووقح ولن تستجيب له لا دول الخليج ولا أية دولة في العالم، دول الخليج أخذت على عاتقها سياسة دعم الفلسطينيين ومسانداتهم حتى أن يحصلوا على دولتهم المستقلة، فإذا كان هناك أي إيحاء أو حتى أي طلب مباشر فهو طلب وقح ولن تستجيب له دول الخليج العربي، أعتقد في هذا الأمر اكتشفنا من خلال زيارة رايس إلى دول المنطقة كم أن أميركا في عزلة وكم أنها في حيرة تجاه ملف حماس وكيفية التعامل مع حماس وكيفية التعامل مع حماس بأي وسيلة وعزلة أميركا تجاه هذا الموضوع يعني تزداد يوما بعد يوم وإذا كانت زيارتها هدفها أنها تجد من يسمع لها في هذا الأمر فقد فشلت في ذلك فشلا ذريعا أخ سامي..
سامي حداد: ولكن دكتور عبد الخالق يعني وزير الخارجية السعودي قال قبل يومين في مؤتمر صحفي مع نظيرته الأميركية أن المعونات إلى الفلسطينيين يجب أن تقوم على أساس الاحتياجات الإنسانية وحدها، رايس قالت أيضا أن بلادها ستلبي الحاجيات الإنسانية للشعب الفلسطيني بأي طريقة، يعني ما الفرق بين موقف دول الخليج والموقف الأميركي؟ الكل يتحدث عن الاحتياجات الإنسانية أي في النهاية لا دعم لحكومة ترأسها حماس ما لم تغير موقفها تجاه إسرائيل.
عبد الخالق عبد الله: لا أعتقد الفرق جوهري يعني أميركا عندها قانون بالمناسبة، قانون لمعاقبة حماس وتصنيف حماس كمنظمة إرهابية، دول الخليج ليست لديها قوانين بهذا المعنى بالمناسبة فهناك فرق جوهري، نحن نتعامل مع حماس المفروض العالم بأسره يتعامل مع حماس الآن كالطرف الرئيسي الذي انتُخب شرعيا وفي انتخابات حرة ونزيهة وبإشراف دولي وأصبحت الآن هي التي تمثل الشعب العربي الفلسطيني وعلينا بالتالي أن نساعد حماس وأن نساعد حماس في اتجاه أنهم يأتوا إلى الطرف الاعتدالي وحماس أعتقد فيها من القيادات المعتدلة التي.. يعني حماس بالمناسبة أعلنت على لسان قائدها وأبها الروحي أحمد ياسين أن لا مانع لديهم بالاعتراف بإسرائيل إذا انسحبت إسرائيل من الأراضي الفلسطينية فموقف حماس حقيقةً موقف معتدل والموقف الأميركي موقف متشدد وموقف منعزل ولا ينسجم يعني لا مع دول الخليج حتى روسيا الآن قد دعت خالد مشعل ودعت وفدا من حماس، فرنسا ساهمت في.. يعني تفهمت هذا الموقف، تركيا أيضا عارضت الولايات المتحدة الأميركية واستقبلت وفدا من حماس فالحقيقة أميركا خاسرة ونقطة ضعفها هي لا أخلاقيا ولا سياسيا تستطيع أن تروج موقفها في العالم بأسره فما بالك بدول المنطقة وفي دول الخليجي بشكل خاص يا سامي.
سامي حداد: (OK) دكتور عبد الخالق أنت قلت إنه يعني حماس أعلنت إذا ما عادت حدود 1967 وحقوق اللاجئين والآخرين ستعترف بإسرائيل، لم أسمع هذا من أي عنصر من عناصر حماس ولكن من ناحية أخرى إذا لم تغير حماس من موقفها أي الاعتراف ما سماه وزير الخارجية سعود الفيصل السعودي مبدأ التعايش بين الدوليتين.. يعني هل معنى ذلك أن الدعم الخليجي سيتوقف خاصة وأن البيان الختامي للدول مجلس التعاون وكوندوليزا رايس يؤكد على تنفيذ خريطة الطريق الالتزام بالعملية السلمية أي أن استمرار الدعم الخليجي للسلطة لديه نفس الشروط الأميركية والإسرائيلية؟
عبد الخالق عبد الله: لا يعني شوف أنا أعتقد أولا من حيث إنه حماس لم تقل هذا، قالت هذا الشيء في أكثر من موقع وهناك أعتقد تفهماتها تحدث في..
سامي حداد: تحدثت عن هدنة طويلة الأمد 15، 20 عاما..
عبد الخالق عبد الله: هدنة طويلة الأمد ومتى ما قبلت الآن حماس أنها تشكل حكومة فهي بالتالي ملزَمة قانونيا أخلاقيا سياسيا بكل المعاهدات التي تسري على الحكومات الفلسطينية السابقة متى ما قبلت بمبدأ تشكيل الحكومة قد قبلت بهذه الاتفاقيات التي تتضمن من بينها أمور كثيرة الاعتراف بإسرائيل والدخول في مفاوضات معها إذا ما أنهت احتلالها للأراضي الفلسطينية، على كلٍ دول الخليج أعتقد ويعني الولايات المتحدة الأميركية ربما إن كانوا هناك ربما توافُق فهو ليس توافق في اتجاه قطع المساعدات للشعب الفلسطيني وإنما كيفية التعامل مع الظاهرة الإسلامية عموما سامي.. يعني نجاح حماس وقبل ذلك ربما نجاح الإخوان المسلمين في مصر وطبعا في الانتخابات العراقية أيضا وجود التيار الشيعي الديني الإسلامي أعتقد هذه.. هذا التيار صعود التيار الإسلامي ربما هناك قدر من التنسيق في كيفية التعامل مع هذا التيار إذا كان الاتجاه يتجه نحو حتى الانفتاح السياسي والانفتاح الديمقراطي لأن اتضح الآن أن الانفتاح الديمقراطي سيأتي بالضرورة بالإسلاميين كبديل للحكومات، هذه معضلة ربما تواجه الحكومات العربية وتواجه واشنطن وهناك حاجة للتنسيق فيما بينهما حول هذا الملف وليس حول قطع العلاقات والمساعدات للفلسطينيين.
سامي حداد: شكرا دكتور عبد الخالق، أستاذ محمد سمعت ما قاله الدكتور عبد الخالق في دبي وكما تعلم البيان الختامي يعني تحاشى الإشارة إلى قضية دعم الفلسطينيين أو حكومة ترأسها حماس يعني.. هل معنى ذلك أن الطرفين الأميركي والخليجي على خلاف فيما يتعلق بهذا الموضوع كما فهمنا مما قاله الدكتور عبد الخالق؟
محمد عبد الحكم دياب: ما هو ده يمكن.. ما هو يمكن ده هو بالازدواجية اللي إحنا ملاحظينها في الخطاب، الخطاب فعلا الدكتور عبد الخالق فعلا نستطيع أن ندَّعي ربما يكون ده تعبير عن الرأي العام الخليجي ليس..
سامي حداد: أو العربي.
محمد عبد الحكم دياب: أو العربي لكن ليس تعبيرا أبدا عن الموقف الرسمي الخليجي اللي هو فعلا واضح في وأنت يمكن ذكرت اللي هي قضية ما تم من خلال الدولتين وخريطة الطريق وكل هذا ما هي دي هذه الشروط الإسرائيلية وبعدين هي قضية ما تقول إن فعلا قضية عملية السلام، عندما نتحدث عن عملية السلام نتحدث عن شروط مسبقة هذه الشروط المسبقة هي الاعتراف بإسرائيل، كيف..
سامي حداد: لا يا أستاذ (Sorry) معلش يعني فيه فعلا ملاحظة صغيرة..
محمد عبد الحكم دياب: تفضل.
سامي حداد: يعني قبل فترة أبو مازن بحاجة إلى.. حتى يدفع معاشات الموظفين فيه أزمة قالوا هنالك أزمة في السلطة الفلسطينية أزمة مالية.. يعني قامت المملكة العربية السعودية دولة الإمارات دولة قطر أرسلوا 32، 33 مليون دولار للسلطة حالا لأنهم بحاجة إلى.. معنى ذلك أنهم لن ينقطعوا عن مساعدة السلطة الفلسطينية.
محمد عبد الحكم دياب: بس ده في وضع سابق لكن الوضع الحالي..
سامي حداد: الآن الأسبوع الماضي.
محمد عبد الحكم دياب: ما الأسبوع الماضي بس على الأقل في هذه الشروط في ظل وجود محمود عباس والقرار ما زال والموازين مازالت في يد السلطة الفلسطينية نفسها لكن الموقف عندما يصبح فعلا القرار هو قرار حماس ما هي النتائج؟ في نفس الوقت لما بنيجي نتكلم على هذا الأساس نجد إن لما بنشوف التصريحات السعودية وبنشوف التصريحات حتى المصرية بنشوف في الجولة نفسها ما حدث بنجد تماما هناك ضغط غير عادي ضغط عربي غير عادي على حماس إنها فعلا لابد أن تسلم بالشروط الإسرائيلية والشروط الأميركية، هذا الضغط بيُترجم إلى مواقف لكن على الأقل أنا بتصور هناك مرحلة انتقالية هذه المرحلة الانتقالية ربما تبدو في هذه المواقف اللي هي المساعدات العاجلة الموقف العاجل لكن بعد هذه المرحة الانتقالية لأن هدف الولايات المتحدة هو فعلا عدم تمكين حماس من إنها تحكم رغم أنها جاءت بهذا الشكل الديمقراطي.
سامي حداد: عودا إلى قضية الدعم الخليجي، أنت تعلم يعني أن الدول الخليجية هي من.. على الأقل يعني الدول الوحيدة التي تدعم الشعب الفلسطيني ماديا بسبب الثروة التي منحهم الله إياها ومبروك عليهم يعني وحتى إنه يعني.. منذ إنشاء السلطة الفلسطينية عام 1993 حتى الآن يعني الدول الخليجية تساهم بثلث ما تدفعه الولايات المتحدة الأميركية والاتحاد الأوروبي، الآن في ظل الوعود.. في ظل الوعود الإيرانية بدفع أية مليم.. درهم تحتاجه السلطة الفلسطينية بقيادة حماس إذا ما قُطعت عنها المساعدات المالية الأوروبية أو الأميركية ألا تعتقد أن دول الخليج ستجد نفسها مضطرة وربما بمباركة أميركية خفية أن يستمر هذا الدعم لسلطة فلسطينية.. لحكومة فلسطينية ترأسها حماس حتى لا تصبح حماس كما يرى البعض ورقة في يد إيران أو حتى لتحد هذه الدول العربية من التغلغل الإيراني في فلسطين الآن؟
محمد عبد الحكم دياب: ما طبيعي أنت حتى في سؤالك طرحت الإجابة فعلا إن قضية الاضطرار ممكن تكون هنا قائمة وأيضا مش بس قضية الاضطرار قضية إن فيه إمكانية، هذه الإمكانية فعلا أن تكون ده الغطاء اللي من خلاله الولايات المتحدة تحاول إنها تخفف من النفوذ الإيراني اللي ممكن أن يكون على حماس نتيجة هذا الموقف من قضية المساعدات المالية فأنت أصلا لو منعت المساعدات المالية بالقطع إيران ستلعب دورا في هذا الجانب، الجانب الآخر مش ها يكون على التأثير على حماس إن هي أيضا تأثير إيران في لبنان وفي سوريا وفي فلسطين ومن هنا ده الخط اللي أنت يمكن ذكرته في البداية اللي هو عرب إيران وعرب أميركا..
سامي حداد: تساءلت.
محمد عبد الحكم دياب: آه يعني على الأقل تساءلت عنه اللي هو عرب إيران فهنا فيه محاولة دوما للدفع لبلورة هذا الاتجاه وأنا بتصور حتى أحيانا بلورة هذا الاتجاه يساعد الولايات المتحدة الأميركية في التعجيل بخطتها لضرب إيران، ده احتمال ليه؟ على أساس فعلا قضية العزلة وفي نفس الوقت تجييش كل القوى..
سامي حداد: وهل تعتقد إنه من السهولة يا أستاذ محمد وأنت معلق سياسي وكاتب معروف أن تجرؤ أميركا أن تقوم بمغامرة ضد إيران وفي إيران لديها أوراق كثيرة جدا بدءا من ربما إغلاق مضائق هرمز للتأثير على صادرات النفط، الورقة العراقية، الورقة في لبنان لديها أوراق كثيرة يعني، هل تستطيع أميركا أن تقدم على مغامرة أخرى خصوصا يعني؟
- اقتباس :
- "طبيعة الإدارة الأميركية أنها تتحرك في الأمور على أسس أيديولوجية أكثر من أسس المصلحة"محمد دياب
محمد عبد الحكم دياب: والله تصريحات كثيرة من الخبراء الأميركيين تقول إن هناك إمكانية لهذه المغامرة وأنا أقول الإمكانية موجودة بنسبة محددة ليه؟ لأن أيضا طبيعة الإدارة الأميركية.. طبيعة الإدارة الأميركية تتحرك فيها الأمور على أسس أيديولوجية أكثر من أسس المصلحة ومن هنا قضية إيران أنا بأتصور إنها فيه إمكانية على الأقل بنسبة 50% إن ممكن يحصل نوع من ضرب إيران وهناك سيناريو وتحدث فيه بعض الخبراء الأميركان ومنهم سكوت ريتل على أساس إن هناك إمكانية وهناك تشبث من..سامي حداد: أو كما قال جون مكين..
محمد عبد الحكم دياب: جون مكين نفسه.
سامي حداد: زعيم الديمقراطية والذي كان سجينا في حرب فيتنام قال إنه يعني ضرب إيران.. السيناريو سيكون أسهل من أن تكون إيران نووية.
محمد عبد الحكم دياب: إنها مالكة لو فعلا إن الأخطر ملكية إيران للسلاح النووي والأسهل هو ضرب إيران في هذا المجال..
سامي حداد: دكتور..
محمد عبد الحكم دياب: وفيه سيناريو كامل حول عملية الضرب ومراحلها.
أميركا ودبلوماسية الدولارات
سامي حداد: تحدثنا عن قضية إيران في برنامج سابق ولكن وقضية ضرب إيران والمفاعل النووي، دكتور كلوسون في واشنطن باختصار رجاءً هل عادت واشنطن إلى دبلوماسية الدولارات ولك كتاب أنت في هذا الموضوع صدر عام 1999 لتغيير الأنظمة كما حدث في أفغانستان والعراق والآن تعلنون أنكم ستغدقون 75 مليون دولار إضافيا للمعارضة الإيرانية بحجة دعم الحرية والديمقراطية في وقت توقفون فيه الدعم لتقويض نتائج انتخابات ديمقراطية حرة في فلسطين باعتراف المراقبين الدوليين بما في ذلك الرئيس الأسبق كارتر.. يعني هل نحن أمام ديمقراطية أميركية (A la carte)؟
باتريك كلوسون: الولايات المتحدة سوف تنفق خمسين مليون دولار على التلفزيون والراديو إلى إيران، أنا لا أعتبر ذلك عدوانيا والولايات المتحدة أيضا سوف توفر أموالا للطلبة الإيرانيين للدراسة في الولايات المتحدة وهذا لا يمكن وصفه بالاستعداد للحرب أو الغزو ولكن في غضون ذلك موقف الولايات المتحدة مثل موقف الاتحاد الأوروبي..
سامي حداد: عفوا نترك (Sorry) لنترك.. باتريك لنترك قضية إرسال الطلبة وكما قالت كوندوليزا رايس حتى يتعلموا الإيرانيين يعزفون البيانو، موتسارت وبيتهوفن وموسيقى كلاسيكية في الولايات المتحدة على أساس أنها ممنوعة في إيران ولكن عندما تتحدثون عن بث تلفزيوني 24 ساعة بالفارسي وإذاعة يعني.. هل تريدون إذاعة أوروبا الحرة من جديد لتغيير النظام في إيران؟
باتريك كلوسون: بالتأكيد هذا ما نريد أن نفعله، نريد من شعب إيران أن يقرر بنفسه مستقبله وزعماء الدول الحرة في أوروبا أكدوا لنا كم كانت إذاعة أوروبا الحرة مهمة في معارضة تلك الأنظمة وفي إعطاء الشعوب فرصة التعبير عن نفسها ضد الحكم السوفييتي، إذاً نريد أن نساعد الإيرانيين بالتخلص من الرقابة وأن نفعل مثلما تفعله الجزيرة في الدول العربية أي أنها تنقل الأخبار إلى الشعوب بدون رقابة الحكومة.
سامي حداد: ولكن الجزيرة لا تحرض يا أستاذ يعني لا تحرض يعني الجزيرة ليست (The voice of AMERICA) أو (BBC Serveces) على كل حال في.. عودا إلى قضية فلسطين والمساعدات المالية في معرض تعليقك على دور المساعدات في تغيير مواقف الدول استشهدت في كتابك الذي ذكرته قبل قليل(Dolars and diplomacy) استشهدت بالضغوط الأميركية على إسرائيل فيما يتعلق بضمانات القروض لإسرائيل عشرة بليون دولار زمن بوش الابن وليس بوش ابن اليوم وقلت إن هذه السابقة لن تتكرر لأن استخدام ورقة المساعدات غير مجدية عندما يتعلق الآمر بأمن ومصالح الأطراف التي تتلقى مساعدات أميركية، هل معنى ذلك أن عملية الابتزاز بوقف المساعدات لحكومة ترأسها حماس لن تجدي نفعا بالنسبة للأميركان حسب نظريتك هذه؟
باتريك كلوسون: ما تقترحه الولايات المتحدة وأوروبا وما فعلته دول الخليج العربية هي استمرار تقديم المساعدات للفلسطينيين بالقيام بذلك عن طريق المنظمات غير الحكومية أي مثلما قامت الإمارات العربية المتحدة ببناء مدينة الشيخ زايد المدهشة في غزة فإن مثل هذه المشاريع في المساعدات تفيد الفلسطينيين وأكدت على أنها أكثر فاعلية في مساعدتهم ولكن ليست الأموال التي تذهب إلى الحكومة ولهذا في شهر ديسمبر قرر البنك الدولي والاتحاد الأوروبي وقف المساعدات لحكومة السلطة الفلسطينية أي أنه قبل التغيير الحكومي ووصول حماس المساعدات للسلطة الفلسطينية حكومة السلطة الفلسطينية توقفت ولكن للمنظمات الفلسطينية استمرت.
سامي حداد: شكرا باتريك كلوسون في الواقع.. يعني ليس ورقة المساعدات غير مجدية فقط بل السياسية الأميركية برمتها في الشرق الأوسط غير مجدية على حد قول بالمناسبة ليست الجزيرة على حد قول أكبر المتحمسين للمحافظين الجدد فرنسيس فوكوياما الذي سحب مسانداته لهم لأنه كما قال في كتابه الذي سيصدر بالمناسبة الشهر القادم في مارس (ما بعد المحافظين الجدد) لأنهم اعتمدوا الخيار العسكري وتخطبوا لعدم درايتهم بمتطلبات نشر الديمقراطية في المنطقة، فوكوياما، أستاذ محمد باختصار رجاءً زيارة كوندوليزا رايس المنطقة بمصر السعودية لبنان الإمارات العربية التقت بوزراء خارجية دول يعني.. وزيارة وزير الدفاع الأميركي قبل ذلك بأسبوعين إلى منطقة شمال أفريقيا هل لها علاقة بقرب القمة العربية وملفات القمة أو قرارات القمة؟
محمد عبد الحكم دياب: بالقطع لها وعلاقة مهمة جدا..
سامي حداد: لها علاقة، كيف؟
محمد عبد الحكم دياب: لها علاقة لأن في ظل الظروف الحالية وفي ظل المأزق الأميركية في العراق وفي ظل حتى المأزق البريطاني في حاجة ملحة أن يكون هناك غطاء عربي وإسلامي لإستراتيجية الخروج كما يسميها الغرب..
سامي حداد: من العراق.
محمد عبد الحكم دياب: من العراق، استراتيجية الخروج من العراق الآن تقتضي عدة أمور، أهم أمر فيها هو هذا الأمر الغطاء العربي الإسلامي إما عن طريق قوات ما يسمى بحفظ الأمن أو السلام في العراق على غرار ممكن قوات الردع العربية في 1976 أو شكل آخر من أشكال البدائل العربية بحيث أن تكون طرفا في قضية حكم العرق ولو في مرحلة مؤقتة..
سامي حداد: وهل تعتقد أن العرب على استعداد أن يذهبوا للمشاركة في قوات حفظ السلام؟
محمد عبد الحكم دياب: أنا أعتقد الآن ليسوا على استعداد على الأقل في هذه المرحلة من هنا لحد مؤتمر القمة ليه؟ لأن الأوضاع الداخلية في المنطقة العربية تجعل مثل هذا الأمر مغامرة كبيرة ومثل هذه المغامرة أعتقد بعض الأنظمة لا تتحملها في الداخل وحتى بعض الجيوش العربية أيضا لا تتحملها أمام شعوبها في هذه المرحلة.
سامي حداد: إذاً كيف ترسل الدول العربية بدء يعني من هاييتى إلي كوسوفو هناك قوات عربية تذكر قوات الردع العربية التي دخلت إلى لبنان عام 1986..
محمد عبد الحكم دياب: عام 1976..
سامي حداد: عفوا 1976، ناهيك عن الواسطة العربية على النميري ما نميري وغيره من القادة، ثلاثة قادة عرب ذهبوا إلى الأردن سنة 1970 أثناء الحرب الأهلية.. يعني هذه الدول العربية خاصة الخارجية ساهمت في تحرير الكويت أعطت تسهيلات للإطاحة بنظام يعني ألا يقلقها إن يكون العراق..
محمد عبد الحكم دياب: لأن الظرف..
سامي حداد: اسمح لي بهذا الجحيم يعني ولا ترسل قوات لحفظ السلام؟
محمد عبد الحكم دياب: الظرف الإقليمي والدولي اختلف إلى حد كبير، الظرف الإقليمي ده كان قبل احتلال العراق لما قبل غزو العراق وأيضا كان هناك دولة عربية أيضا محتلة من دولة عربية أخرى فكانت قضية تحرير الكويت، هنا وهذا الظرف على أساس كده فقطعا كانت الدعوة ولمثل هذا الأمر تجد قبولا، لكن الآن في ظل الوضع الحالي أنا متصور الدعوة تجد تحفظات مش هأقول يعني رفض كامل على الأقل تجد تحفظات التحفظات أساسها التالي، أولا الوجه الأميركي الآن في المنطقة وجه مكروه جدا أمام الرأي العام دي نقطة..
سامي حداد: يا سيدي..
محمد عبد الحكم دياب: الجانب الآخر..
سامي حداد: إرسال القوات العربية قوات السلام القوات الإسلامية سيساعد على خروج القوات الأميركية خاصة لديهم الآن..
محمد عبد الحكم دياب: مَن قال إنها ستخرج؟ مَن قال هذا الجانب الآخر..
سامي حداد: على الأقل تخرج من المدن تقل حدة العنف..
محمد عبد الحكم دياب: آه تخرج هنا لأن الآن أنا قدامي يمكن أسماء أكثر من عشر قواعد أميركية في العراق واستقرت القوات الأميركية في هذه القواعد وهناك حلان لاستقرار هذه القوات، أولا قوات الأمن العراقية الداخلية مع قوات الجيش بالإضافة للغطاء العربي المطلوب في هذا الجانب على أساس أن تستقر هذه القوات داخل قواعدها ويستمر الاحتلال للعراق ولن..
سامي حداد: (OK) أريد أن أسمع من الدكتور عبد الخالق لدىّ حوالي دقيقة دكتور يعني إذا ما طُلب من الدولة العربية برأيك أن ترسل قوات يعني أرسلتم القوات عام 1991، 2003 قدمتم تسهيلات للإطاحة بالنظام.. يعني هل تعتقد العرب سيساهمون بإرسال قوات حفظ سلام خاصة وإنه الأميركان يعني يريدون يعني خروجا رمزيا قبل الانتخابات النصفية للكونغرس في نوفمبر القادم؟
عبد الخالق عبد الله: شوف أولا يعني هذه مش أول زيارة لرايس للمنطقة هذه خامس زيارة تقوم بها كوندوليزا رايس خلال سنتين لمنطقة الشرق الأوسط ودول مجلس التعاون وخاصة السعودية..
سامي حداد: يعني الطبخة على نار شوية.. شوية استعدادا يعني.
عبد الخالق عبد الله: أعتقد أنها ستكون هناك زيارات أخرى وأميركا حقيقة في الشرق الأوسط الآن في المنطقة العربية تواجه ثلاث مآزق كبرى العراق مآزق العراق وكيفية الخروج من العراق خاصة بعد يعني أن هناك ورطة أميركية وإحنا على وشك انتخاباتها قادمة ثم هناك ورطة جديدة وإضافية ولم تكن واردة في الحسبان هي مأزق حماس والتيار الإسلامي عموما وكيفية التعامل مع التيار الإسلامي ثم هناك طبعا الآن هذا المستجد للملف النووي الإيراني وكيفية التعامل ليس فقط مع الملف النووي الإيراني وإنما مع إيران أحمدي نجاد المتشدد المتطرف الثوري الخُميني وليس الخاتمي فأميركا حقيقة في وضع الآن.
سامي حداد: (OK) دكتور أنا متأسف تداركنا الوقت، مشاهدينا الكرام لم يبق لي إلا أن اشكر ضيوف حلقة اليوم في دبي الدكتور عبد الخالق عبد الله أستاذ العلوم السياسية بجامعة الإمارات وهنا في لندن نشكر الكاتب والمعلق السياسي الأستاذ محمد عبد الحكم دياب وفي واشنطن نشكر الدكتور باتريك كلوسون الخبير في الشئون الإيرانية والخليجية بمعهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى، مشاهدينا الكرام حتى نلتقي في حلقة الأسبوع القادم تحية لكم من فريق البرنامج في دبي، الدوحة، واشنطن، لندن وهذا سامي حداد يستودعكم الله.