المقاومة الفلسطينية تدخل في مواجهة بحرية مع الاحتلال وتنقذ صيادا بعد إصابة واعتقال آخر شمال غزة
أشرف الهور
غزة – «القدس العربي» : اشتبكت المقاومة الفلسطينية مع قوة بحرية إسرائيلية، خلال هجوم الأخيرة على مراكب صيد فلسطينية شمال غزة، ما أجبر الوحدات الإسرائيلية على التراجع، بعد تمكنها من اعتقال صياد وفرار آخر. وهذه حادثة لم تسجل خلال الفترة الماضية، وذلك عقب التوتر الذي شهده القطاع جراء الغارات الإسرائيلية الذي قال رئيس أركان جيش الاحتلال غادي ايزنكوت إنه جاءت لخلق «واقع أمني أفضل»، فيما أكدت المقاومة أن ذلك كاد أن يفتح بابا جديدا للمواجهة قبل تراجع الاحتلال.
وذكرت تقارير ومصادر فلسطينية أن البحرية الإسرائيلية اعتقلت صباح أمس صيادا فلسطينيا، خلال عمله قبالة بحر بلدة بيت لاهيا شمال قطاع غزة. وتمكن صياد آخر من الفرار من المكان بمركبه بعد تدخل من نشطاء المقاومة، وإطلاقها النار صوب الزورق الإسرائيلي المهاجم.
وقال نزار عياش نقيب الصيادين إن البحرية الإسرائيلية اعتقلت الصياد عبد العزيز سعد الله من مركبه الصغير، رغم إبحاره في منطقة الصيد المسموح بها من قبل الاحتلال. وتمت عملية الاعتقال قبل أن تفشل القوات الإسرائيلية في اعتقال الصياد الثاني الذي فر بعد تدخل المقاومة، بالرغم من الأضرار التي لحقت بمركبه جراء الاستهداف الإسرائيلي.
وزعمت إسرائيل أن قوة من سلاح البحرية اعتقلت الصياد الفلسطيني بعد أن تجاوز الزورق الذي كان يستقله المنطقة المسموح بها للصيد، ورغم إطلاق النار التحذيري صوبه، واعتقال الصياد بعد إصابته بجروح. وذكرت مصادر عسكرية أنه سمع دوي إطلاق نار من جانب الزورق.
وكثيرا ما تقوم القوات البحرية الإسرائيلية بشن هجمات ضد الصيادين خلال عملهم قبالة سواحل قطاع غزة، ما يجبرهم على العودة إلى الشاطئ خشية على حياتهم، في ظل عمليات إطلاق النار المتكررة وعمليات الاعتقال، إضافة إلى قيام قوات الاحتلال بشن هجمات وعمليات توغل على الحدود الشرقية والشمالية، التي تقيم في عمقها منطقة أمنية عازلة.
وتخالف هذه الهجمات اتفاق التهدئة القائم بين الفصائل الفلسطينية وإسرائيل، والذي ينص على وقف الهجمات المتبادلة بين الطرفين، والذي رعته مصر في صيف عام 2014.
وتعد هذه من المرات النادرة التي تشارك فيها المقاومة الفلسطينية في التصدي للزوارق الحربية الإسرائيلية خلال الهجوم على الصيادين، حيث سبق وأن تصدت المقاومة لعمليات التوغل البرية على الحدود الشرقية والشمالية للقطاع.
وجاء الهجوم والرد الفلسطيني بعد القصف الجوي الإسرائيلي العنيف الذي شنته الطائرات والمدفعية الإسرائيلية على حدود بلدة بيت حانون شمال قطاع غزة، في ساعة متأخرة من ليل الأحد الماضي، حين قصفت قوات الاحتلال بـ 50 صاروخا مواقع لتدريب المقاومة، وأراضي زراعية. وزعمت في حينها أنها استهدفت بنى تحتية لكتائب القسام الجناح العسكري لحركة حماس، في أعقاب إطلاق صاروخ من القطاع سقط على إحدى البلدات الإسرائيلية القريبة من الحدود.
ويعد القصف هو الأقوى منذ انتهاء الحرب الأخيرة «الجرف الصامد» التي شنتها إسرائيل ضد قطاع غزة.
وفي متابعة لعملية القصف الأخيرة التي لا تزال آثارها قائمة في كل من إسرائيل وغزة، قال رئيس أركان جيش الاحتلال الجنرال غادي أيزنكوت، إن رد قوات جيشه الذي وصفه بـ «الصارم والقوي» على إطلاق القذيفة الصاروخية من قطاع غزة بداية الأسبوع جاء لـ «الدفاع عن مواطني إسرائيل ولإيجاد واقع أمني أفضل». وأضاف خلال مراسم لإحياء ذكرى قتلى لواء «غولاني» أن قواته «حققت إنجازات مهمة خلال عملية الحرب على غزة وحرب لبنان الثانية حيث نال من حزب الله وحماس وعزّز قدرة الردع الإسرائيلية». وأشار إلى أن العام المنصرم كان حافلا بتحديات أمنية، خاصة موجة الإرهاب، إلا أنه قال إن استخدام «القوة بشكل حازم ودقيق ساهم في مواجهة التصعيد وتقليص حجم الأعمال الإرهابية».
لكن في المقابل صرح مصدر كبير ي المقاومة أن الوحدات الصاروخية بعد موجة التصعيد الإسرائيلي الأخيرة، تلقت أوامر عليا بـ «تجهيز المنصات الصاروخية وإعلان حاله الحرب والاستعداد للحظة المواجهة مع العدو الصهيوني»، لافتا إلى أنه على إثر ذلك قامت الوحدات الصاروخية بـ «أخذ وضعية الحرب، وإعلام القيادة بالجهوزية التامة».
وأوضح موقع «المجد الأمني» القريب من متائب القسام، أن المخابرات الإسرائيلية نقلت لقادة الجيش أن المقاومة أعلنت درجة الاستعداد والتأهب في صفوفها إلى الدرجة القصوى، خاصة في الوحدات الصاروخية التي باتت بانتظار «لحظة الصفر». وقال الموقع إن ذلك دفع القيادة السياسية إلى وقف التصعيد، وإرسال «رسائل طمأنة» عبر الوسطاء العرب والأوروبيين للمقاومة بأن إسرائيل ليست معنية بالحرب. ونقل الموقع عن أحد القيادات السياسية، القول إن إسرائيل بعثت برسائل عبر عدة وسطاء عرب وأوروبيين إلى المقاومة من أجل تهدئة الأجواء، والتأكيد أنها غير معنية بالتصعيد وخوض حرب جديدة على غزة،. وأضاف «لسنا معنيين بأن نقحم قطاع غزة في حرب جديدة وفي نفس الوقت لن نترك غزة للعدوان الصهيوني وخروقات الاحتلال المتكررة».
وأوضح أنهم تلقوا إشارات من الأجنحة العسكرية للمقاومة تفيد بجهوزيتها التامة لمواجهة أي عدوان على القطاع، وأن الاحتلال سيكون هو «الخاسر الأكبر»فيما لو أقدم على أي حماقة بحق المواطنين العزل، مشددا على أن المقاومة «ترفض فرض واقع جديد على قطاع غزة»»
وكانت حركة حماس قد حملت على لسان الناطق باسمها سامي أبو زهري، الاحتلال الإسرائيلي المسؤولية الكاملة عن التصعيد في قطاع غزة. وقال إن تصعيد الاحتلال يأتي في سياق مواصلة الاحتلال العدوان على الشعب الفلسطيني والرغبة في خلق معادلات جديدة في القطاع، مؤكدا أن ذلك «لن يفلح في كسر إرادة شعبنا أو فرض أي معادلات جديدة في مواجهة المقاومة».
أشرف الهور