المؤلف :يونس الرجوب
المادة الثالثة: البنية والتكوين
—————–
يقول النص في هذه المادة: تتكون البنية الأساسية لحركة المقاومة الإسلامية من مسلمين أعطوا ولائهم لله وعرفوا واجبهم تجاه انسفهم وأوطانهم فاتقوا الله في كل ذلك ورفعوا راية الجهاد في وجه الطغاة لتخليص البلاد والعباد من إرهابهم.
وهذا النص يتوسطه آية كريمة من القرآن الكريم ويأتي في ختامه آية كريمة أخرى هي ‘نقذف بالحق على الباطل فيدمغه فإذا هو زاهق’ ، أما بقية النص فهو عبارة عن استمرار للتورية الدينية الواردة في كل ميثاق حركة حماس لجعله منسجماً مع المبنى الخاص بالدعوة التغريبية التي تدعوا إليها هذه الحركة وهي تزيد من تعقيدات موضوع الانتماء التنظيمي لها ولا تساعد في حله وتفكيكه وفضلاً على ان جميع المفردات الواردة في النص جاءت مكتوبة بصيغة الماضي الا أنها تدعوا إلى إباحة الوطن الفلسطيني اذا ما كان المقصود من النص هو ان يقوم هؤلاء المسلمين الذين اعطوا ولائهم لله بتحرير فلسطين علما ان النص لا يوضح ذلك بالتحديد فهو يتحدث عن مسلمين يريدون ان يقاوموا الطاغوت ولا يقول من أين هم هؤلاء المسلمين , وما هو اسم الطاغوت الذي سيقاومونه وهل هو العدو الصهيوني في فلسطين , أم هو طاغوت الحركات والأحزاب الوطنية والقومية الذي كانوا يقاومونه في السابق والذي جاء مرشدهم العام طارق الهاشمي على ظهور الدبابات الأمريكية للقضاء عليه في العراق وبناء نظام الشركات الامبريالية الاستعمارية على أنقاضه .
ان كلمة المسلمين هي كلمة عامة وليست جملة سياسية تعبر عن واقع سياسي لتنظيم يسعى إلى تعريف نفسه في صراع سياسي بحجم القضية الفلسطينية ، وكذلك كلمة الطاغوت والطاغي والطغيان وغيرها من الكلمات والأوصاف القبيحة في معجم اللغة العربية وهي ليست جمل سياسية ولا تحمل دلالات التحديد السياسي للعدو الصهيوني ، ولا مكان وجوده هذا فضلاً على ان هذه المادة لا تقول كل مسلم يؤمن بعروبة او إسلامية فلسطين وينخرط في صفوف حركة حماس ويتعهد ويلتزم بتطبيق البرامج والتعليمات الصادرة عنها مثلا لكي نعتقد أن هذه الحركة تقوم بتعرف أعضائها تعريفا تنظيميا سليما , أما القول مسلمين أعطوا ولائهم لله فهذا قول مبتور، وليس له مدلول مباشر يعبر عن انتماء تنظيمي بل يؤكد ان فلسطين في نظريتهم التنظيمية هي ملكية إباحية لكل المسلمين في العالم وطالما أنها كذلك فلماذا لا تكون ملكيتها إباحية لغيرهم من الأمم والشعوب الأخرى .
إن هذا المنطق هو منطق تهشمي للحق الشرعي والحق التاريخي والحق الطبيعي في الأوطان ولا يجوز لأي كان التساوي في مكليه فلسطين مع زعران بشاور و غيرهم من زعران العالم .
أما القول البنية والتكوين الواردة في نص المادة فإنه لا يشير هو الآخر إلى جملة سياسية تؤكد وجود بنية وتكوين سياسي لهذه الحركة ولتوضيح ذلك لا بد ان يعرف الناس ان الحركة السياسية مثلاً تتكون من مجموعة من الأشخاص الذين يلتقون فيما بينهم على خدمة قضايا سياسية في حياة الشعب الذي تقوم بين أوساطه وهي أوسع من الحزب واقل من الجبهة وبالتالي تلتأم وحدتها التنظيمية على أربعة أركان أساسية على النحو التالي :-
1- وحدة التكوين الاجتماعي للحركة السياسية أي الطبقة او الطبقات والشرائح الاجتماعية التي تشكل أساس البناء الاجتماعي للحركة السياسية ، والتي لا بد و أن تجمعها وحدة الموقع من وسائل الإنتاج اذ لا يجوز ان تكون الفرو قات الاجتماعية بين أعضائها فروقات واسعة ومتنافرة بحيث تؤدي الى الصراع والانقسام الطبقي في بنيتها الاجتماعية وبالتالي فالحركة ضرورية ونافعة في العمل السياسي لمواجهة حالة مثل الحالة الفلسطينية التي يحكمها واقع فقدان الوطن ، وفقدان المواطنة و البنية الاستثمارية الموحدة والموقع من وسائل النتاج المحلية وكذلك واقع التشرد والتشتت في بلدان العالم وفقدان الدولة والشخصية الوطنية المستقلة التي يجري في داخلها الصراع لاجتماعي الاقتصادي لذلك تقوم القوى الاجتماعية المتجانسة بالالتفاف من حول القضايا الوطنية الكلية في حياة الشعب وتستمر في الوحدة والانسجام التنظيمي حتى انتزاع الأهداف الوطنية التي أوجبت وجودها في التاريخ وبعد ذلك يعود و ينفرط عقدها الاجتماعي وتأخذ أشكالا تنظيمية أخرى في العمل السياسي يستجيب لوحدة مكوناتها الاجتماعية الجديدة .
2- وحدة التكوين السياسي للحركة السياسية أو وحدة البرامج والنظرية السياسية التي تعبر عن علم ومعرفة سياسية بالظروف والوقائع التي تحيط بقضية الشعب أو قضية البنية الاجتماعية للحركة السياسية.
3- وحدة التكوين الفكري والثقافي للحركة السياسية التي هي وحدة المفاهيم والمنطلقات الأخلاقية التي تجمعها خلال مرحلة وجود القضية المشتركة لبنيتها الاجتماعية التي تساعد على تعميق الشعور بوحدة تكوينها النفسي وشعور الجماعة السياسية التي تنتمي إليها بأهمية هذا الانتماء بين أعضائها.
4- وحدة اللوائح والأنظمة والقوانين الداخلية التي تحكم علاقتها الخاصة وتنظم هيكلية بنائها الداخلي وسريان الأوامر والتعليمات التنظيمية داخلها ، وبصورة إجمالية تعتبر التنظيمات والحركات السياسية هي تنظيمات وحركات اجتماعية أولا وأخيرا وتخضع في شكلها ومضمونها الى قوانين علم الاجتماع وبواعث الفكر والعقل الاجتماعي في حركة التاريخ ولا تخضع قط لدواعي الارتجال والمناكفة بين القوى السياسية ، لهذا عندما نتحدث عن تكوين سياسي خاص ؛ فإننا نتحدث عن حالة منظمة من الانسلاخ العميق عن العام ، والانفكاك من المشاع والتلقائي في حياة الشعب المعني بهذا التنظيم ، ولا يجوز القول يتكون التنظيم الفلاني من مسلمين آمنوا بربهم ، فهذه حالة عامة من الإطلاق والشيوع في حياة الناس ، وتؤكد أن أصحابها ليس لديهم شيء يقولوه لشعبهم غير إصرارهم على تغريبه وسلخه عن خدمة قضيته الأساسية ، وتفتيت وحدته الوطنية وإطلاقه من جديد في عالم الشيوع والاغتراب السياسي عن شخصيته الوطنية وتحميله قضايا الآخرين دون مبرر موضوعي لذلك .
المادة الرابعه :-
————–
وهي مادة ترحيبية بلا عنوان يقول النص الوارد فيها: ترحب حركة المقاومة الإسلامية بكل مسلم اعتقد عقيدتها واخذ بفكرتها وحفظ أسرارها وأجره على الله.
وهذه النوع من الانتماء التنظيمي لا يحمل صاحبه أي نوع من التبعات ويكفي ان يكون الإنسان معتقداً بعقيدتها ليصبح عضواً في تنظيمها وهذا نص لا يختلف عن النصوص السابقة المشبعة بالإبهام والغموض في تحديد موطن المسلمين الذين ترحب بهم في صفوفها وهو نص ينطبق على كل ميثاق حركة حماس الذي جرت كتابته على طريقة الوكالة العامة للاستخدام في أكثر من موقع وتعبئة أسماء وأطراف العلاقة وقت الطلب حيث ترحب هذه المادة بكل مسلم آمن بربه ولا فرق بين النصين من حيث الأهداف والمضمون فلماذا هذا التكرار غير المبرر أليس هو استخفاف بعقول الدارسين !!! .
إن هذه المادة كما هو واضح في شكل النصوص هي المعنية بتعريف العضوية إلا أنها لا تشير الى نوعية الأعضاء المسلمين وهل هم مسلمين حديثا ؟ أم هم مولودون لأب وأم مسلمين وهل يتمتعون بحسن السيرة والسلوك ؟ أم يكفي أن يكونوا مسلمين فقط ؟ وهل يجب عليهم معرفة اللغة العربية لكي يفهموا التعليمات والأوامر التنظيمية ويقومون بتنفيذها دون الوقوع في أخطاء تؤدي الى قتل الأبرياء دونما ذنب ارتكبوه مثل ما حدث في قطاع غزه ؟ أم يكفي أن يكونوا مسلمين من كافة أجناس العالم ولغاتها المختلفة .
إن الإيمان بالإسلام والاسلمة التنظيمية في العمل السياسي لا تعطي أصحابها صفات النزاهة والسلوك القويم ومثلها في ذلك مثل الأبلسة في العمل السياسي التي تزيد من شهوة أصحابها لاستغلال قضية عامة من اجل المنفعة الشخصية وبالتالي لا بد من القول في هذا المقام ان الإنسان الغبي هو ليس فقط الإنسان الذي يتحدث ويتصرف بغباء بل هو الذي يعتقد ان الآخرين أغبياء لذلك قال العرب في أمثالهم الشعبية الناس أقلام الحقيقة بل هم الحقيقة المطلقة في ذاكرة الوجود .
المادة الخامسة: البعد الزماني والمكاني لحركة المقومة الإسلامية:
————————————-
حيث ينكر النص في هذه المادة ذكر كلمة حركة حماس كما هو جار في المادة السابقة ويتواتر في كل النص الوارد فيها التوصيف الديني الوهمي لزمان انطلاقتها ومكان هذه ألانطلاقه ولكن دون جدوى في ذلك , حيث لا زمان محدد ولا مكان معروف لهذه ألانطلاقه .
يقول النص: بعد حركة المقاومة الإسلامية باتخاذها الإسلام منهج حياة لها يمتد الى مولد الرسالة الإسلامية.
ومن ثم ينقطع النص ويقفز مباشرة الى جملة من الشعارات المستنبطة من بحر الأماني والأشواق المكتوبة على قواعد خاصة من السجع الموزون مثل ‘الله غايتها والرسول قدوتها والإسلام دستورها’ وذلك لعرض هذا التعريف على ذهنية القارئ وحملة على التصديق ان الزمان الذي انطلقت فيه حركة حماس هو زمان الرسالة الإسلامية وان الرسول الكريم صل الله عليه وسلم هو الذي أمر بإنشائها وتفويض السلف الصالح الذي هو وصف لجماعة عامة غير معروفة وغير محددة في التاريخ بقيادتها وتصريف أمورها وصولاً الى القيادة الحالية التي هي جزء لا يتجزأ من السلف الصالح والقيادة الدينية للإسلام عبر التاريخ .
إن هذا التعريف لزمان انطلاقة حركة حماس لا يتجاوز فقط حقيقة معاصرة هذه الحركة بل يخرج عن كل مضمون ويتجاوز كافة حوادث الزمان في التاريخ العربي الإسلامي ويفصح عن طريقة أخرى للتزوير والتدليس الذي تقوم به هذه الجماعة في أصل الحقائق الثابتة والمعروفة في التاريخ فإذا ما كان مولد الشيء باتخاذ الفكرة السابقة لنفسه فكيف تجري الولادة الحقيقية للأشياء ؟ وهل تاريخ ميلاد أي منا هو باتخاذه سيدنا ادم عليه السلام أصلا للبشرية ؟ أم هو التاريخ المسجل في شهادة ميلاده المعترف بها في الدوائر الرسمية ؟ وإذا ما كان هذا هو منطقهم في ولادة الأشياء لماذا لا يكون تاريخ نزول سيدنا ادم عليه السلام إلى الأرض هو تاريخ الدعوة الإسلامية وبالتالي تكون انطلاقة حركة حماس هي اليوم الذي وطأت فيه أقدام سيدنا آدم الأرض وبذلك تكون انطلاقة الحزب الشيوعي الفلسطيني مثلاً هي عام 1848 باتخاذه البيان الشيوعي الأول الذي صدر في هذا العام منهجاً في حياته التنظيمية ويكون البعد الزماني لانطلاقة حزب البعث العربي الاشتراكي هو يوم حدوث معركة ذيقار ويكون الملك النعمان وهانئ ابن مسعود هما السلف الصالح المؤسس لهذا الحزب باتخاذه من بواعث وجود الأمة العربية منهجا في حياته التنظيمية هو الآخر ؟؟!! .
إن الغرابة في هذا التعريف للأبعاد الزمانية في انطلاقة حركة حماس ليس فقط في مخالفته لكل أصول المنطق في قراءة التاريخ بل في شجاعة هذه الجماعة وإصرارها على تزييف التاريخ وسرقة المقدس في الوقائع التي جرت في مجرياته , وتحويل السقوط في حبائل الماسونية العالمية والاستعمار الى قداسة دينية على مرأى ومسمع من الناس كافة وكأن الطير قد حط على رؤوسهم وأصاب الجهل منهم بصائر العقول , هذا فضلاً على أن مواقع التصريح في النص وطرق الإيحاء بالمضمون يختمان دوماً بالآيات القرآنية والقفلات الربانية المحكمة لإخافة العقل وإغلاق المعرفة على قاعدة ‘ بهت الذي كفر ‘.
أما البعد المكاني لانطلاقة حركة حماس فهو الطامة الكبرى في التزوير والتضليل الافتراضي هو الآخر , حيث يقول النص: وبعدها المكاني حيثما وجد المسلمون يتخذون الإسلام منهج حياة لهم.
وبعد الانتهاء من كل الاتخاذات في المعجم العربي يقولون فهي بذلك ‘ تضرب في أعماق الأرض وتمتد لتعانق السماء ‘ ثم يدخلون خلسة ودون مقدمات إلى الآيات القرآنية الكريمة لتأكيد الإيمان في قولهم السابق وتثبيت القفلة الربانية لإغلاق المعرفة العقلية وإنهاء التفكير في موضوعية النصوص ‘ الم ترى كيف ضرب الله مثلاً كلمة طيبة كشجرة طيبة أصلها ثابت وفرعها في السماء تؤتي أكلها كل حين بإذن ربها ويضرب الله الأمثال للناس لعلهم يتذكرون ‘ وبذلك يصورون للقارئ ان كل من يسير على الأرض هو عضو في حركة حماس او مناصر لها بصرف النظر عن لونه او دينه.
أما حقيقة الواقعة التاريخية التي حكمت زمان ومكان انطلاقتهم فقد جرى تسجيلها في تاريخ 21/2/1988 في فندق برج بابل في العاصمة الأردنية عمان وليس في مكة المكرمة مع بداية الدعوة الإسلامية كما يدعون وذلك بعد حدوث مجموعة كبيرة من التحولات والإرهاصات الداخلية والخارجية في جماعة الإخوان المسلمين التي برزت على أعقاب الثورة الخُمينية وانكشاف ترهل هذه الجماعة الذي أحدثه ارتباطها الطويل مع القوى الاستعمارية الرجعية في البلاد العربية وانشغالها في خدمة الآخر والقيام بمقامه في تصريف القمع والاستبداد بين الشعوب العربية والإسلامية , الأمر الذي أدى في نهايته الى تمزيق الشبكية القديمة في العمل الإسلامي الذي كان مرتبطا بالقوى الداخلية والخارجية المعادية لشعوبها وبروز التنظيمات والحركات الإسلامية الجديدة من أرحام هذه الشبكية البائدة لتأخذ دورها من جديد على خارطة التحولات المحلية والدولية المتسارعه التي حدثت خلال هذه المرحلة وفي المقدمة منها انهيار الكتلة الشرقية وانتقال الواقع العربي من حالة العجز في احتواء المشروع الاستعماري الصهيوني الى الإعلان عن هذا العجز والانخراط في مسارات التسويات السياسية على قاعدة الاعتراف بهذا المشروع والتكيف مع شروطه وإملاءاته ورحيل قوات الثورة الفلسطينية عن بيروت وتوزيع قواتها وقرارها السياسي على العواصم العربية.
حيث بدأت على خلفية هذه التحولات تتأسس في المراكز الاستعمارية الدولية الدوائر والحلقات الاستخبارية الحوارية مع القوى السياسية العربية لغايات إيجاد المقاربات الأمنية مع هذه القوى تمهد الطريق الى حدوث مقاربات سياسية وفكرية تفضي الى إيجاد تسوية سياسية للصراع العربي الصهيوني في منطقة الشرق الأوسط وبالتالي تم خلال هذه المرحلة انتقال نشاط جماعة الإخوان المسلمين داخل فلسطين من نشاط مقبول وغير ملاحق من قبل قوات الاحتلال الصهيوني إلى نشاط مرخص ومباح في كل المناطق المحتلة حيث تم ترخيص جمعياتهم المنتشرة في كل مكان من الأراضي الفلسطينية المحتلة وإطلاق يدها في العمل العلني حسب قانون الجمعيات العثمانية من قبل وزارة الدفاع الصهيونية في حكومة (مناحيم بيجن) عام 1977 وذلك باتفاق مصري ورضاء عربي من كافة الحكومات التي كانت تحتضن هذه الجماعة وتقوم بتوظيفها لنشر الايدولوجيا الفاسدة والفكر ألذرائعي التبريري بين أوساط الجماهير العربية وهكذا شرّع الاحتلال نشاط جماعة الإخوان المسلمين في الأراضي المحتلة كنتيجة للمقاربات الأمنية المذكورة وأخذت هذه الجماعة تمارس نشاطها المكشوف لصالح الاحتلال في مواجهة القوى الوطنية الفلسطينية متخذة من جمعية المجمع الإسلامي في قطاع غزه مقراً لقيادتها الميدانية في القطاع المحتل والتي كان يشرف عليها من الخارج القيادة الاخوانية في الخليج العربي التي كانت تتألف في حينه من ( الدكتور عبد الرحمن الحوراني والدكتور أمين الأغا و الدكتور خيري الآغا والدكتور عبد الرحمن بارود والدكتور قاسم البشير والشيخ احمد رجب عبد المجيد والشيخ ابو بشير الزميلي ) حيث كان ارتباط هذه القيادة بالمراقب العام للإخوان المسلمين في لندن وليس في القيادات المحلية في المحيط العربي وكان قطاع غزه يتبع مباشرة للمراقب العام عبر هذه القيادة وليس للقيادة الاخوانية في مصر أيضا.
أما القيادة الاخوانية في الضفة الغربية المحتلة فقد تأسست عام 1943 في مدينة القدس بالاتفاق مع الأمير عبد الله في ذلك الوقت كوحدة واحدة لتصريف نشاط هذه الجماعة تحت الرعاية الهاشمية السامية على ضفتي النهر وبالتالي تشكلت في ذلك الوقت من (الدكتور إبراهيم زيد الكيلاني والدكتور يوسف العظم والشيخ سمير ابو قوره والدكتور زياد ابو غنيمة والدكتور عبد المجيد ذنيبات) وآخرين لم يذكروا في الوثائق الرسمية لهذه ألجماعه وبالتالي حافظت قيادة الضفة الغربية على ارتباطها بالدولة الأردنية والقيادة الأردنية لجماعة الإخوان المسلمين في الخارج وأخذت من مكاتب وزارة الأوقاف والمؤسسات الدينية في الضفة الغربية المحتلة منطلقاً لإدارة نشاطها المرخص تحت الاحتلال ومن ثم اندفع عناصر وقيادات هذه الجماعة في الضفة والقطاع لتسعير حملاتهم الإعلامية ضد الهيئات والمؤسسات الوطنية والنقابية والطلابية التابعة لمنظمة التحرير الفلسطينية في الوطن المحتل وبناء الجمعيات والهيئات الإسلامية البديلة وكذلك النقابات والاتحادات الطلابية والمهنية ودفعها الى الصراع والاشتباك بالأيدي والأدوات الحادة مع القوى الوطنية والاجتماعية الفلسطينية والتأسيس بدعم من الاحتلال والقوى العربية الأخرى إلى إنشاء بنية اجتماعية اقتصادية ثقافية إعلامية معادية لمنظمة التحرير الفلسطينية ومشتبكة في كل الأحوال الظروف مع الهوية والمجتمع الفلسطيني عبر هذه الممارسات لانضاج المقاربات الفكرية السياسية مع الاحتلال في المرحلة اللاحقة ومباشرة الحوارات السياسية من جديد مع المحتل لشرعنة نشاطهم في هذه المرحلة أيضا.
لقد بدأ الحراك داخل كل جماعة الإخوان المسلمين في الوطن العربي والعالم على هذه الأرضية من جديد وأخذت قيادة قطاع غزه استنادا لتوجهات المراقب العام على مسؤوليتها مهمة إحداث التحول المطلوب في بنية هذه الجماعة داخل الأراضي الفلسطينية المحتلة وضمان انتقالها من محاولات التعبير الاجتماعي عن الوجود التنظيمي والهيكلي القائم في بنيتها الخاصة الى محاولات التعبير السياسي عن المجتمع الفلسطيني والمطالبة بتمثيله أمام الرأي العام العربي والعالمي وبالتالي قامت هذه القيادة يعقد مجموعة كبيرة من الاجتماعات بين القيادات الاخوانية في الوطن العربي وداخل فلسطين المحتلة تمخضت جميعها عن عقد اجتماع موحد في منتصف الشهر الثاني من عام 1988 وذلك في فندق برج بابل في العاصمة الأردنية عمان حضره ما يزيد عن مئة وخمسون قائداً وكادرا اخوانياً من الضفة الغربية وقطاع غزه المحتلين وبعد المداولات التي استمرت أسبوعا من تاريخ هذا الاجتماع اتفق الحضور على تحويل كافة عناصر وقيادات ومنظمات وهيئات الإخوان المسلمين في الضفة والقطاع الى هيئة اعتبارية جديدة تابعه لجماعة الإخوان المسلمين في الخارج تسمى حركة المقاومة الإسلامية وبناء على هذا القرار تم إنشاء مكتب خاص من بعض أعضاء القيادة الاخوانية لقطاع غزه المتواجده في الخارج وأعضاء قيادتهم في الأردن يتولى قيادة هذه الهيئة الاعتبارية الجديدة ويعمل على تصريف المهام المطلوبة منها عبر الارتباط المباشر مع المراقب العام للإخوان المسلمين في العالم ومن ثم تم الإعلان عن الشيخ احمد ياسين رحمه الله مرشداً عاماً لهذه الهيئة وليس قائداً لها او عضوا في المكتب الخاص الذي يتولى قيادتها وبالتالي كان تأسيس هذه الحركة في تاريخ 21|2|1988 وليس في نهاية عام 1987 وبعد ذلك قام المكتب الخاص بكتابة ثلاثة بيانات شهرية بتواريخ سابقة لتاريخ تأسيسها تقليداً لبيانات القيادة الوطنية الموحدة التابعة لمنظمة التحرير الفلسطينية التي كانت تحمل توجيهات شهرية للمواطنين في الداخل من أجل استمرار فعاليات الانتفاضة وذلك لغايات سرقة نضال الشعب الفلسطيني والادعاء أمام الرأي العام أنها هي التي قامت بتفجير الانتفاضة الشعبية في فلسطين وان انطلاقتها كانت بهذه الانتفاضة العظيمة حيث حضر سمو الأمير الحسن بن طلال مجموعة من اجتماعات فندق برج بابل من اجل السماح للإخوان في الأردن المشاركة في عضوية المكتب الخاص الذي تم ذكره وبعد انجاز هذا الحدث المهم في تاريخ الإخوان المسلمين داخل الوطن المحتل تم كتابة ميثاق حركة حماس بعد ستة شهور من ذلك و اجتماع القيادة الميدانية لقطاع غزه مع رئيس الوزراء الصهيوني الأسبق شمعون بيرس لتوضيح موقف هذه الهيئة الاعتبارية من الاحتلال وارتباطها في السياسة العامة لجماعة الإخوان المسلمين في العالم ومطالبته بالإبقاء على ترخيص الجمعيات العثمانية وعدم إخراجها عن الأنظمة والقوانين العسكرية المعمول بها في الأراضي المحتلة حيث حضر هذا الاجتماع مع شمعون بيرس ممثلاً لقيادة الإخوان المسلمين في قطاع غزه كل من( الدكتور محمود الزهار والدكتور رياض الأغا والشيخ زهير الريس والشيخ خيري ناصر والشيخ إبراهيم اليازوري) مدير عام جمعية المجمع الإسلامي في قطاع غزه.
هذه هي حقيقة البعد المكاني لانطلاقة حركة حماس وحقيقة البعد الزماني لهذه الانطلاقة وحقيقة الظروف والملابسات التي نشأت في ظلها وقد استخدم قادة الإخوان المسلمين كل وسائل التزوير لإخفائها وذلك هروبا من أسئلة الواقع وحقائق التاريخ.
المادة السادسة التميز والاستقلالية:
———————–
يقول النص في هذه المادة : حركة المقاومة الإسلامية حركة فلسطينية متميزة ولا يقول بماذا هي متميزة ورغم ذلك يواصل النص عرض نفسه امام القارئ بعد انقطاعه بفاصلة ، وبعد ذلك يتضح أنها تعطي ولائها لله وتتخذ من الإسلام منهج حياه.
حيث لا يقول النص تعطي ولائها لله ثم لفلسطين لكي تكون متميزة بل يواصل تكراره لهذه الجمل في تورية غامضة ليس فيها ما يشير إلى حقيقة التميز بشيء سوى جهل النصوص في توضيح الغايات التي تريدها , وبعد عملية طويلة من الإطناب في غير مكانها من الكلمات الدينية العاطفية وخوفا من التكرار يعود النص ويقول وتعمل على رفع راية الله على كل شبر من فلسطين وبعد رفع راية الله يأتي دور الغناء في النص حيث يثبتون في نص هذه المادة أغنية للسيدة ام كلثوم تقول فيها اذا ما الإيمان ضاع فلا أمان ولا دنيا لمن لم يحي دينه ،،،، الخ
إن الغرابة في هذه المادة ليس في شمول نصها على أغنية لام كلثوم فقط بل في افترائها على الله سبحانه وتعالى فإذا ما كان لله راية خاصة به أليس هو الأقدر على رفعها في كل مكان من خلقه وخليقته و حمايتها دون تدخل هذه الجماعة السياسية في هذا الأمر هذا فضلا على ان رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم قد ابلغنا رسالة التوحيد كاملة ووضع بين أيدينا قرآن كريم قال فيه رب العالمين ‘ إنا أنزلنا الذكر وانا له لحافظين صدق الله العظيم ‘ ولم يقل لنا ان له راية يجب ان نرفعها في كل مكان , ولم يوصي رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم بتصميم راية تسمى راية الله جل وعلا وأن جل ما قاله صل الله عليه وسلم في خطبة الوداع ‘ لا إكراه في الدين قد تبين الرشد من الغي ‘ أما الرايات التي كان يعقدها لجيوش الفتوحات الإسلامية فكانت رايات خاصة بهذه الجيوش لتميزها أثناء القتال وعندما قال خالد بن الوليد تميزوا يا قوم في إحدى المعارك الإسلامية رفع المقاتلين رايات قبائلهم وكان ذلك مقبولا للتميز في القتال والتضحية.
أما إذا ما كان المقصود بقولهم راية الله هي الراية الخضراء التي ترفعها جماعة الإخوان المسلمين على مقراتها الحزبية فهي مرفوعة على هذه المقرات في كل العواصم العربية والغربية ومرفوعة أيضا وبترخيص من دولة الاحتلال في ام الفحم وتل أبيب وكل المدن والقرى الفلسطينية المحتلة عام 1948 وغير محجور على رفعها بكل الصفات التي تدعو إليها بما في ذلك اسم الحركة الإسلامية في أي مكان من العالم لأنها ليست تعبير عن هوية شعب أو هوية دين يناصب الحركة الصهيونية العداء داخل فلسطين المحتلة او خارجها بل هي تعبر عن إصرار هذه الجماعة على تفتيت وحدة الشعب الفلسطيني وحرف نضالاته عن مسارها الصحيح وطمس وإلغاء هويته الوطنية وحمله على ازدراء راية بلاده واحترام الرايات الطائفية البديلة.
إن ادعاء القداسة بهذه الطريقة والإكثار من الحديث عنها وعمل الرايات باسم الله والادعاء ان لله راية يجب رفعها لا تجعل من الجماعة التي تدعو الى ذلك جماعة مقدسة في التاريخ بل يزيد هذا الإدعاء من الشكوك والضنون في وجودها ويضعها في موقع ألشبهه من الدين والأخلاق الوطنية والاجتماعية في حياة الشعوب.
المادة السابعة عالمية حركة المقاومة الإسلامية :
—————————–
يقول النص بحكم انتشار المسلمين الذين ينهجون منهج حركة المقاومة الإسلامية في كل بقاع العالم ويعملون على مناصرتها وتبني مواقفها فهي حركة عالمية.
وهذا تعريف غريب وساذج تماماً بمفهوم عالمية العمل السياسي او عالمية البرنامج النضالي لشعوب العالم وتصريف مهام نضالية بحجم العالم وبالتالي لا تكون الحركة السياسية عالمية لأن المسلمين منتشرين في العالم بل يجب أولاً أن تكون ثمة قضية عالمية واحدة ضاغطة على هذا العالم بنفس الحجم والمعيار وثانياً يجب ان يكون التنظيم الذي يتصدى لهذه القضية تنظيما عالميا منطلقاً من موقع قوة عالمية ويملك أدوات نضال عالمية وبرنامج و مهمات يومية عالمية قادرة على انجازه وليس تنظيما محلياً لا يعرف ما هي القضية التي يسعى الى انجازها وبدلاً من هذا الادعاء الذي لا يصدقه عاقلاً كان يجب ان يقوم النص بتعريف الوسائل التي يجب عليه إتباعها إستجابة للحالة الفلسطينية وشروط تجنيد الرأي العام والطاقات العالمية لخدمتها بدلاً من هذا الإغراق الجاهل في عملية التوصيف .
إلا أن هذا النص يواصل الإطناب في هذا الشأن ويتحدث بصفة التأكيد عن عالمية حركة المقاومة الإسلامية قائلاً : ( وهي مؤهلة لذلك نتيجة لوضوح فكرتها ) وهذا سبب غير كافي أيضاً لاعتبارها حركة عالمية علما إن فكرتها غير واضحة تماماً ولو كانت فكرتها واضحة كما يدعون لما أعطت نفسها هذه الصفات الخيالية هذا فضلاً على ان وضوح الرؤية في العمل السياسي وليس الفكرة يعني وضع الريادة الفكرية التي هي القدرة على تحديد الأهداف الإستراتيجية في البرنامج النضالي موضع التطبيق ومن ثم استنباط الصيالة المناسبة لخدمتها والتي هي التكتيك المناسب لخدمة الريادة الفكرية في العملية النضالية برمتها وهو الأمر الذي لا يلمسه القارئ في كل ميثاق حركة حماس وسلوكها السياسي والتنظيمي وليس فقط في نصوص هذه المادة وبعد إدراج السبب الوارد أعلاه يواصل النص عرض نفسه بصيغة الإلزام للقارئ وصولاً الى اعتبار من يجادل في هذا النص كمن يجادل القدر وهذه أبلسة في الحوار مع العقل البشري ليس بعدها أبلسة في التاريخ فأي قدر هذا الذي عنه يتحدثون ؟؟!! ألم يطلق لنا الله سبحانه وتعالى الحق في النفاذ الى السموات العلى والذهاب الى الصين طلبا للعلم والمعرفة ؟! ومتى كان الله جل جلاله تنظيما سياسيا خادماً لهذه الجماعة ؟ ومانعاً لدور العقل في المعرفة ؟! ومن أحل لهذه الجماعة الضالة الافتراء على الله بهذه الطريقة ؟! وهل الذين قاموا بكتابة ميثاقها حقاً يعتقدون أنه معجزاً للعقل والبصيرة لكي يسمى قدراً لا فائدة من جداله.
إن النص في مجمله وحتى هذه الفقرة يعتبر نصاً جاهلاً ولا يراعي أصول الدين والإيمان بوحدانية الله سبحانه وتعالى ولا يحترم القيم والأخلاق الدينية في منع التعدي على حدود الله لذلك فهم يعلمون أنهم يقومون بهذا العبث تجاوزا لكل القيم والأعراف السارية في المجتمع العربي وبالتالي يخرجون من الدين الى الشعر بعلم ودراية علّهم بذلك يعملون على قلب الحقائق وتطويع الأدمغة العربية وحملها على الإيمان بنصوصهم الغريبة حيث يختمون النص في هذه الفقرة التي فيها تعدي واضح على حرمة الدين ووحدانية الإيمان بالله سبحانه وتعالى بهذا البيت من الشعر العربي لإلقاء اللائمة على الآخرين وليس على أنفسهم وتجاوزاتهم على الخالق والخليقة .
وظلم ذوي القربى اشد مضاضة من وقع الحسام المهند
فإذا ما كانت نصوصهم سليمة لماذا يفترضون الظلم من ذوي القربى ؟ فهل كانوا يفترضون هذا النوع من النقاش في نصوصهم ؟.. وبالتالي قاموا بالاتهام سلفا لمن سيناقش نصوصهم بأنه شخص ظالم من ذوي القربى ؟ أم كانوا مقتنعين أثناء كتابة النصوص أنهم يمارسون اشد أنواع الظلم لأمتهم ويقولون على الله الكذب ؟؟؟.
لماذا قاموا بحشر هذا البيت من الشعر لوصف حال ليس وارد في صلب الموضوع حيث لا يضير العرب إذا ما كانت حركتهم حركة عالمية أم حركة محلية أليس هذا مفرحاً لأبناء أمتنا أن يقوم نخبة من أبناء فلسطين بحل مشاكل الكون قبل حل مشكلتهم الرئيسية ؟؟
ألا يعتبر ذلك تفان في خدمة الكون والتزاماً بقول رسول الله صل الله عليه وسلم الأقربون أولى بالمعروف ؟ هذا فضلا على أنهم بعد تطويق العقل بكل دواعي الإغلاق والتحجير يعودون الى القفلات الربانية من جديد ويقدمون الى الأكاذيب الواردة في نصوص هذه المادة بالآيات القرآنية الشريفة حيث يضعون بين قوسين في صلب هذه المادة الآيات الكريمة التالية ( وإنا نزلنا إليك الكتاب بالحق مصدقا لما بين يديه من الكتاب ومهيمناً عليه فاحكم بينهم بما أنزل الله ولا تتبع أهوائهم عما جاءك من الحق لكل جعلنا منكم شرعة ومنهاجا ولو شاء الله لجعلكم امة واحدة ولكن ليبلونكم فيما أتاكم فاستبقوا الخيرات الى الله مرجعكم جميعا فينبئكم بما كنتم فيه تختلفون ) .
حيث يوحون بهذه الآية الكريمة الى ان نصوصهم قرآنية وان ميثاقهم ميثاقاً ربانياً وإنهم فوق الخطأ والخطيئة في كل ما يقومون به من أعمال وتصرفات .
حيث يقولون بعد كل هذه الإيحاءات ان حركة المقاومة الإسلامية تتصل وترتبط بانطلاقة الشهيد عز الدين القسام وإخوانه المجاهدين من الإخوان المسلمين في فلسطين عام 1936 وهذا افتراء واضح ومكشوف أمام التاريخ فلم يثبت أحداً من الباحثين في سيرة الشهيد عز الدين القسام انه كان عضواً ان نصيراً لجماعة الإخوان المسلمين او كان معه مجاهداً واحدا من أعضاء هذه الجماعة , وبعد ذلك يقولون أن حركة المقاومة الإسلامية متصلة بحلقة أخرى من جهاد الإخوان المسلمين في فلسطين عام 1948 وهو الأمر الذي لم يحدث أيضا بصفاتهم التنظيمية والسياسية ولم يذكر التاريخ الفلسطيني أن هذه الجماعة قامت بإنشاء فصيلاً واحداً مجاهداً في فلسطين للتعبير عن وجودها في مكافحة المشروع الاستعماري الصهيوني في العام المذكور أو في غيره من أعوام الكفاح الوطني الفلسطيني ثم يقولون كذلك في هذه المادة إنهم كانوا يقاتلون بصفاتهم الاخوانية عام 1968 في قواعد الثورة الفلسطينية على الأراضي الأردنية والحقيقة الثابتة في هذا الشأن تؤكد أن ثمة قاعدة مقاتلة لحركة فتح كانت في منطقة السلط وكان فيها شيوخ أعضاء في حركة فتح وكانوا يقاتلون باسم وصفات هذه الحركة ولم يكونوا أعضاءاً في تنظيم الإخوان المسلمين وبعد كل هذا الحشو والافتراء والتزوير يعودون في نص هذه المادة التي هي عبارة عن خطبة جمعه وليست مادة قانونية او سياسية للتبشير بوعد الله من جديد حينما يختبئ اليهودي وراء شجر الغردق الذي ليس له أصل في النباتات المكتشفة حتى الآن. ويقول: يا مسلم يا عبد الله هذا يهودي خلفي فاقتله, وهو الأمر الذي لا أصل له في الشريعة الإسلامية وبالتالي فإن هذا النص يضع كل النضال الوطني الفلسطيني في عنادٍ مع وعد الله وفي غير مكانه من حيث الزمان والمكان .
إن كل النص المكتوب في هذه المادة هو نص مكتوب على شكل الخطبة أو الموعضة وهو نص يجمع بين الترغيب والترهيب والقرآن والشعر والأحداث والعبر ويقوم بتوظيف كل ذلك لخدمة هدف مجهول لا يعرفه الناس ولا يشعرون بوجوده وهو نوع من أنواع الهذيان الفكري بين العالمية والمحلية وبين الماضي والحاضر وبين الصفات الحقيقية للكيان السياسي الذي يحاولون بناءه والكيان الافتراضي الذي يستخدمونه لعمليات تطويع الدماغ وحمل الناس على خدمة قضايا ليست هي القضايا الحقيقية التي تعيشها .
المادة الثامنة شعار حركة المقاومة الإسلامية:
——————————
يبدأ النص في هذه المادة بالقول : الله غايتها وينتهي بالموت في سبيل الله أسمى أمانيها إما حشوة المنتصف فهي معروفة وتسمع يومياً في الهتافات الدارجة بين أعضائهم والغريب في هذا النص هو مخالفته لقول الله سبحانه وتعالى ( ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا بل أحياء عند ربهم يرزقون ) ورغم هذا الوضوح في الآية القرآنية الشريفة إلا أنهم يصرون على طلب الموت وليس الشهادة علماً ان الموت والقتل ليس نظرية تعبوية نافعة في أي صراع بين الحق والباطل .
لأن الباطل هو الموت والفناء اما الحق فهو الحياة والحق الإلهي والطبيعي في حمايتها من القتل والموت لذلك تقاتل الشعوب دفاعاً عن حقها في الحياة وتسعى بكل قوتها لإستملاك القدرة على ردع الموت ومنع حدوثه , هذا فضلاً على أن الموت لا يطلب ولا يعتبر قيمة سامية لأن الله سبحانه وتعالى يقول ( كتب عليكم القتال وهو كره لكم ) والموت في الشريعة الإسلامية عقاب وليس ثواب لان الحياة هي الثواب الذي يفوز به الإنسان قي الدنيا والآخرة لذلك تقوم عقيدة الجيوش في العالم على منع حدوث الموت والخروج الى قتاله براً وبحراً وجواً والثبات في وجهه على كل الدروب والثغور والمفارات بلا خوف أو تردد ومنازلته وسحقه في كل الأحوال والظروف وحماية الآخرين من وقوعه حيث تجري تعبئة الناس بعقيدة الحياة ومواجهة كل أسباب الموت التي تحاول حرمان الناس منها وحماية القيم التي لا يسمحون بانتهاكها وبالتالي فالناس السويين يدافعون عن الحق الطبيعي في الحياة بما في ذلك منع الأمراض والأوبئة والفقر والجوع والكوارث الطبيعية.
أما أن يعتبر الموت قيمة سامية نستقدم شروط حدوثها ونهتف لها في الساحات والميادين فهذا أمر في غاية الغرابة ولا يشير الى فهم سليم لقواعد الصراع بين الحق والباطل ولا يطمئن الشعب على وجود نظرية تعبوية سليمة تقوم على تدبر وسائل القتال وتجنيد طاقات الشعب وتوظيفها في مكانها السليم دفاعاً عن وجوده وحقه في الحياة , وقد لخص العالم الروسي المعروف اكلاوزفتش موقفة من هذه القضية الحساسة في حياة البشرية وذلك في كتابه ‘ الوجيز في علم الحرب ‘ بقوله : الحرب وسيلة لتحقيق أهداف سياسية بوسائل أخرى وهي كالحرباء تتبدل طبيعتها في كل لحظة ملموسة من تطور المعارك على الأرض ومع هذا التبدل تتبدل طبائع البشر المنخرطين فيها ولا يقوى على مواصلتها من المقاتلين غير ذوي الطبائع والأمزجة الهادئة الحساسة الذين يحبون الحياة ولا ينحدرون بالشجاعة الى أعمال الغريزة وبواعث الانتحار لأن الشجاعة من أعمال العقل في القتال وهي القدرة العقلية على التصميم لانتزاع النصر في اللحظات الخاصة والنادرة جداً من الحياة وليس الاندفاع الى الموت والهلاك .
وفي معركة ‘ ذيقار ‘ اختار الأجداد العرب هانئ ابن مسعود لقيادة معركة الدفاع عن حياتهم وذلك لأنه كان الأقدر كفاءة وشجاعة في إدارة الحرب والصبر على تضحياتها وبالتالي قام بوضع خطة حربية كانت غريبة على ذهنية الفرسان في حينه إلا أنها كانت هي الخطة الأكثر استجابة لإمكانياتهم القتالية أمام الجيوش المنظمة والمعدة للقتال حيث اقام خطته على ردم آبار المياه وإخفائها تحت التراب والتي كانت عائدة الى أهله وأبناء قومه ومن ثم التوغل بالجيوش الغازية الى عمق الصحراء وقطع الطرق على إمدادها وضربها من الأطراف والمؤخرة وإتباع طريقة الدفاع ألقنفذي في إهلاك قلب الهجوم بصورة مستمرة أي تمديد قلب الهجوم وتقطيعه عبر عملية متواصلة من التمدد والانكماش أثناء القتال حتى القضاء على العدوان وتصفية جيوبه وآثاره وبالتالي كانت كانت ذيقار عبارة عن مجموعة متحركة من الجبهات المشتعلة والعقد القتالية المتواصلة القادرة على اجتراح النصر والدفاع عن الحياة ولو كان الموت هو القيمة الأسمى لهلك الناس جميعا وأحل على الأرض الفناء لذلك تزداد التضحية في القتال مع زيادة وضوح الأهداف الباقية للحياة وليس في زيادة الرغبة في الموت وتأجيج بواعث الهلاك .
إن العقيدة القادرة على اجتراح الانتصار هي العقيدة القائمة على حماية الحق الطبيعي في الحياة وعدم التفريط بهذا الحق مهما تعاظم بطش المستكبرين وامتد الزمان في عمر القتال .