لا تحاربوا فطرة الله بأبنائكم
لا تتحرك، لا تسأل، لا تغار، لا تعصب، لا تكون عنيد، لا تكون أناني...
كل تلك اللاءات الناهية التي تنهال على أطفالنا من غير رحمة أو تفكير بأن هذه الكلمات التي تتبع اللاءات إنما هي صفات وخصائص يتميز بها كل طفل وهي خصائص عالمية يتشارك بها جميع الأطفال في هذا العالم.
ولكن بين أطفال هذا العالم فرق كبير فمنهم (وأقصد في الغرب) من يفرحون ويتفاخرون بأن أبنائهم يكثروا الحركة بل يدفعون المال لكي يقدموا الوسائل والأدوات التي تعلم أبنائهم الكثير من المعارف والخبرات، أما هنا فللأسف كثير منا يتسارع لضرب الأطفال أو سبهم على حركتهم ولا نعلم بأن هذه الصفة وضعت بهم رغما عنهم لفوائدها الكثيرة؛ فلولا الحركة ما استطاع الطفل أن ينمي عضلاته ولولاها ما استطاع أن يستكشف هذا العالم وأن يزيد من تلك المعارف ويكتسب الخبرات.
ويوجد عشرات الفوائد للحركة ولم أسمع يوما بأن هنالك أضرار لهذه الحركة إلا المبررات التي تصدر من الآباء والأمهات كــ (راسي بوجعني) أو الخوف على أغراض البيت من التكسير وكأنما الطفل خلق لكي يتأقلم مع ظروفنا وليس العكس، والغريب بأننا لا نستطيع أن نتذكر من طفولتنا إلا (شبس رينقو أو بسكويت توتو) أو بعض برامج التلفاز كــ (افتح يا سمسم والسندباد) ولا نستطيع أن نتذكر أن طفولتنا كانت كلها حركة و كنا نكره تلك اللاءات ولكن أتينا اليوم لنطبق ما كرهنا على أطفالنا.
وينطبق الحديث على جميع الكلمات التي تتبع اللاءات فمن حق أطفالنا أن يتحركوا وأن يسألوا وأن يتخذوا القرارات ومن حق أبنائنا في السنوات السبع الأولى من حياتهم أن يغاروا من أقرب الأشخاص لهم ومن حقهم أن يعبروا عن مشاعرهم فيغضبوا أو يعبروا عن رفضهم لقراراتنا التي تصدر بحقهم وغيرها الكثير من الصفات ارحموا أطفالكم من قراراتكم وأحكامكم وعقابكم لهم بصفات وضعت بهم رغما عنهم فليس منا من لم يرحم صغيرنا.