الفرق بين القطب الشمالي والجنوبي
القطب الشمالي والقطب الجنوبي، عالمان غامضان ما أبعدهما عن أذهاننا؛ لكنهما دائماً هناك. ألم يحن الوقت لنعرف شيئاً عن الطرفين البعيدين لكوكب الأرض؟
1- أرض ومحيط
القطب الشمالي (أو المنطقة الأريكتية) هو في حقيقته محيط متجمّد محاط بالأراضي، وعلى العكس من ذلك، القطب الجنوبي (أو أنتاراكتيكا) هو أرض تشكّل قارة كاملة بجبالها وبحيراتها محاطة بالمحيط.
يحتوي القطب الجنوبي على حوالي 90% من الثلج الموجود في العالم
2- الثلج
يحتوي القطب الجنوبي على حوالي 90% من الثلج الموجود في العالم؛ ما يعادل حوالي 75% من الماء العذب الموجود على الكرة الأرضية؛ حيث يبدو أن القطب الجنوبي يحتجز المياه العذبة؛ بينما الكثير من مناطق العالم تعاني الجفاف وقلة المياه العذبة؛ وهذا الأمر هو ما دعا البعض إلى اقتراح سحب جبال الثلج من القطب إلى المناطق الجافة. وقديماً كان هناك مشروع للأمير السعودي "محمد الفيصل" -وزير الزراعة السعودي السابق- لسحب 100 مليون طن من جبال الثلج في المنطقة ونقلها إلى السعودية. القطب الجنوبي يظلّ هو الأرض الوحيدة على الكوكب التي لا تتبع أي دولة
3- الملكية
على الرغم من وجود الكثير من أعلام البلاد المغروسة في أراضي القطب الجنوبي، والتي غرسها المستكشفون في رحلاتهم؛ فإن القطب الجنوبي يظلّ هو الأرض الوحيدة على الكوكب التي لا تتبع أي دولة وغير مملوكة لأي شخص؛ فلا يوجد للقارة تاريخ لسكان أصليين أو ما شابه، كما أنها محكومة سياسياً بواسطة معاهدة القطب الجنوبي الموقعة عام 1959، وتنصّ المعاهدة على أن تظلّ أراضي القطب الجنوبي مخصصة للأغراض السلمية والعلمية؛ على العكس من ذلك مناطق القطب الشمالي، والتي تخضع سياسياً لعدة دول؛ هي كندا، والولايات المتحدة، وروسيا، والسويد، وفنلندا، والدانمارك، وآيسلندا، والنرويج.
ربع احتياطي العالم من البترول غير المستغل موجود في مناطق القطب الشمالي
4- الذهب الأسود
تشير الدراسات إلى أن ربع احتياطي العالم من البترول غير المستغل موجود في مناطق القطب الشمالي. كانت روسيا هي السبّاقة في البحث عن البترول في المنطقة، تلتها الولايات المتحدة؛ في حين هناك احتمالات وجود بترول في القطب الجنوبي؛ لكن معاهدة القطب الجنوبي تجعل من عملية استغلاله -إن وجد- أمراً غير ممكناً في الوقت الحالي.
لا تعاني البطاريق من أي أعداء على الأرض
5- البطاريق والدببة القطبية
هناك اعتقاد عام -تسببت فيه كروت معايدة "الكريسماس"- أن البطاريق والدببة القطبية تعيش في مكان واحد؛ إلا أن الأمر غير ذلك؛ حيث تستوطن البطاريق القطب الجنوبي؛ بينما تعيش الدببة في القطب الشمالي.
في حقيقة الأمر لا تعاني البطاريق من أي أعداء على الأرض؛ بخلاف أعدائها البحريين كالفُقمة، ولهذا تحوّرت أجنحتها إلى ما يشبه المجاديف لتساعدها في الماء.
يقول الغربيّون لأطفالهم إن "بابا نويل" هو الذي يُحضر لهم الهدايا في "الكريسماس"
6- عنوان "بابا نويل"
يقول الغربيّون لأطفالهم إن "بابا نويل" الذي يُحضر لهم الهدايا في "الكريسماس" يسكن في القطب الشمالي، وعادة ما يقوم الأطفال بكتابة خطابات إلى "بابا نويل" وإرسالها على عنوانه الذي يحمل الرقم البريدي لألاسكا؛ ففي ألاسكا يكون لـ"الكريسماس" جو آخر ساحر، بخلاف القطب الجنوبي الذي لا توجد به سوى محطات البحث العلمي.
يمتاز القطب الجنوبي بجوّ قارس البرودة
7- البرد
يمتاز القطب الجنوبي بجوّ قارس البرودة؛ حيث يبلغ متوسط درجة الحرارة 49 درجة تحت الصفر؛ فيما يمكن اعتبار جو القطب الشمالي أكثر رحمة؛ حيث تصل الحرارة في الشتاء إلى 34 تحت الصفر، وفي الصيف تتراوح درجة الحرارة في مناطق القطب الشمالي المختلفة بين 10 تحت الصفر و10 فوق الصفر. وضع طبقة الأوزون فوق القطب الجنوبي أسوأ كثيراً من وضعها فوق القطب الشمالي
8- ثقب الأوزون
الأوزون هو غاز يوجد في طبقات الجو العليا يحمي الأرض من الأشعة الضارة، وثقب الأوزون ليس في حقيقته ثقباً؛ وإنما منطقة يقلّ فيها تركيز الأوزون بدرجة كبيرة، ووضع طبقة الأوزون فوق القطب الجنوبي أسوأ كثيراً من وضعها في القطب الشمالي؛ فدرجة الحرارة المنخفضة جداً في القطب الجنوبي تهيئ الظروف المناسبة لتفكيك الأوزون.
القطب الشمالي هو طبقة رقيقة من الثلج المتجمد فوق المحيط
9- الصدوع
لأن القطب الشمالي هو طبقة رقيقة من الثلج المتجمد فوق المحيط؛ فهو حساس جداً للتغييرات المناخية، وارتفاع درجات الحرارة في فصل الصيف يؤدي إلى ذوبان جزء كبير من الثلج وحدوث صدوع كبيرة؛ الأمر الذي لا يحدث في القطب الجنوبي.
بعد بضع عشرات من السنين قد يخلو القطب الشمالي من الثلج في الصيف
10- الذوبان
في القطب الشمالي هناك دورة معيّنة للتجمد والذوبان؛ حيث يذوب حوالي نصف الجليد في شهور الصيف، ثم يعود ليتجمد، ليصل إلى حوالي مساحة الولايات المتحدة الأمريكية أثناء الشتاء، وتشير الدراسات المناخية إلى أن طبقة الجليد السميكة في جرينلاند بالقطب الشمالي، والتي يصل سمكها إلى حوالي ميلين تتآكل بسرعة؛ بحيث ستصل إلى نصف حجمها بنهاية هذا القرن، وتشير دراسات أخرى إلى أنه في خلال بضع عشرات من السنين قد يخلو القطب الشمالي من الثلج خلال شهور الصيف! وتشير الدراسات أيضاً إلى أن القطب الجنوبي يفقد ثلوجه أيضاً، وإذا ما ذابت ثلوج القطب الجنوبي بالكامل؛ فإن هذا سيؤدي لارتفاع مستوى المياه في بحار العالم بحوالي 60 متراً.