وفاة مقرئ المسجد الأقصى والمسجد الإبراهيمي الشيخ محمد رشاد الشريف
توفي، ظهر اليوم، بالعاصمة الأردنية عمان، الشيخ محمد رشاد الشريف، مقرئ المسجد الأقصى المبارك والمسجد الإبراهيمي، إمام وقارئ الأذان الموحد لمسجد الملك عبد الله عن عمر ناهز 90 عامًا. وسيشيع جثمان الفقيد بعد صلاة ظهر اليوم الثلاثاء من مسجد الملك عبد الله الأول في العبدلي، ثم إلى مقبرة الصويلح بعمان، حسب نجله.ويعد رشاد الشريف عالمًا من أعلام الأمة الإسلامية، وأحد أشهر قرائها، فقد كان يمتلك خامة صوتية مميزة، جعلت منه إمامًا ومقرئاً للمسجد الأقصى المبارك. بدأ الشريف بتعلم الترتيل صغيراً، فقرأ القرآن الكريم على الشيخ حسين علي أبو سنينة وأجازه بروايتي حفص عن عاصم وورش، حتى أتقن القراءة القرآنية في سن الثامنة عشرة متأثرا بقراءة المقرئ محمد رفعت.وكان يسمعه مفتي الخليل الشيخ عبد الله طهبوب في العام 1941 والذي عمل على إرساله إلى الإذاعة الفلسطينية في مدينة القدس، ليستمع إليه “أهل السماح” وكان من بينهم الشاعر الفلسطيني الراحل إبراهيم طوقان فوافقوا على قراءته.وفي العام 1943، استمع إلى محمد رشاد الشريف شيخ القراء في القرن العشرين، المقرئ محمد رفعت وكان كفيفاً، فقال عنه “إنني استمع إلى محمد رفعت من فلسطين”، وليرد له برسالة في العام 1944 معتبراً إياه بمثابة “محمد رفعت الثاني”.عيّن كقارئ للمسجد الأقصى عام 1966، وكان يقرأ فيه جمعة بعد جمعة، لأنه كان أيضاً يقرأ في الحرم الإبراهيمي في الخليل.الشيخ رشاد انتقل للعيش في الأردن منذ عام 2002 وكان يؤم بمسجد الملك عبد الله المؤسس بالعبدلي وهو حاصل على شهادة الماجستير في علوم القرآن.السيرة الذاتية محمد رشاد الشريف
هو الشيخ محمد رشاد عبد السلام عبد الرحمان الشريف، من مواليد مدينة الخليل الفلسطينية في 1925 م، يعد أحد أشهر قراء القرآن الكريم في العالم الإسلامي. عرف بجمال صوته وتعدد مواهبه. انتقل إلى الأردن في 2002 حيث يعيش حاليا.
بدأ الشيخ محمد الشريف تعلم ترتيل القرآن في سن مبكرة، قرأ على الشيخ حسين أبو سنينة خريج جامعة الأزهر فأجازه بروايتي حفص عن عاصم وورش عن نافع. أتقن قراءة القرآن وهو ابن ثمانية عشرة ربيعا، متأثرا بقراءة إمام المقرئين في القرن العشرين الشيخ الراحل محمد رفعت، وقد استمع إليه مفتي الخليل الشيخ عبد الله طهبوب في العام 1941 م فأرسله إلى الإذاعة الفلسطينية بمدينة القدس، وهناك سمعه الشاعر الفلسطيني الراحل إبراهيم طوقان فوافقه على قراءته.
على مستوى الأسلوب الفني للترتيل يلاحظ تشابه كبير في الصوت والآداء بين محمد الشريف وشيخه محمد رفعت الذي استمع إليه في 1943 فشهد له بذلك من خلال الرسالة التي بعث بها إليه ويقول فيها "إني أسمع إلى محمد رفعت الثاني من فلسطين".
عين كقارئ للمسجد الأقصى في العام 1966 م، وكان أيضا يقرأ في الحرم الإبراهيمي بالخليل.
عند انعقاد المؤتمر الإسلامي في جدة عام 1980، كلف وزير الأوقاف الأردني الأسبق كامل الشريف باستدعاء الشيخ محمد الشريف إلى عمان لتسجيل القرآن كاملا بصوته ليوزع في سائر العالم الإسلامي. وقد جرى حديثا إصدار مصحف المسجد الأقصى المرتل بصوته والذي سجل بدار الإذاعة الأردنية، وسمي "المصحف الهاشمي المرتل لبيت المقدس".
شرف الله عز و جل الشيخ محمد الشريف بتعدد المواهب، فقد كان قارئا وأديبا وشاعرا وخطاطا، وله في كل منها ميزة خاصة. فهو يتقن خط الرقعة والثلث والفارسي، وقد قام بتأليف كتاب اللغة العربية للصف الأول بتكليف من وزارة التربية والتعليم الأردنية، هذا إلى جانب مهاراته في نظم الشعر، فقد فاقت قصيدته المشهورة عن المعلم قصيدة أحمد شوقي. وله ديوان لم يطبع بعد، نظرا لتركيزه على علوم القرآن المتعددة.
تشرف الشيخ محمد الشريف بتعليم اللغة العربية والقرآن وعلومه في جامعة الخليل ودور القرآن لأكثر من ثلاثين عاما، وخرج الكثير من الحفاظ والمتقنين للتلاوة، منهم ابنه "معروف" إمام مسجد الملك عبد الله ومؤذن الأذان الموحد في عمان حاليا.
وقد عين الشيخ الشريف المرشد العام من قبل وزارة الأوقاف للإشراف على دور القرآن بالخليل.
توفي الشيخ محمد رشاد الشريف في 26 سبتمبر 2016 عن عمر يناهز 91 سنة في عمان بعد سنوات مديدة من العطاء في شتى المجالات.