أساطير علمية شائعة..فهل هي صحيحة؟.
هناك الكثير من الأبحاث العلمية التي يتم إصدارها كل يوم، ولذلك فقد يكون من المتوقع أن لا تكون جميعها صحيحة 100%، ولكن هناك بعض الخرافات والمفاهيم الخاطئة، التي على الرغم من أنه قد تم دحضها بشدة وبشكل حاسم، إلّا أنها ترفض أن تموت.
معظمنا يعلم أنه لا يمكن الوثوق بالإنترنت، لكننا عموماً نثق بآبائنا ومعلمينا لإعطائنا المعلومات الصحيحة، ولكن للأسف، فهناك الكثير من الخرافات التي تعلمناها من هذه المصادر، ومن كتب العلوم حتى، حيث تبين بأن أكثر من نصف المعرفة التي اكتسبناها في الحياة، والمعلومات التي كنا نعتقد بأنها صحيحة عندما تعلمناها لأول مرة لهم، يمكن أن يكون قد ثبت بطلانها.
النهار يصبح أقصر في الشتاء
قد تجادل بأن هذه المعلومة صحيحة لا محال، فمن المؤكد بأن الليل يحل بشكل أسرع في فصل الشتاء، ولكن مع هذا، فإن هذه المعلومة من الناحية التقنية مغلوطة تماماً، فعلى اعتبار أن اليوم الأول من فصل الشتاء، والذي عادة ما يكون إما في21 أو 22 كانون الأول/ ديسمبر، هو أيضاً أقصر يوم من السنة، فإن هذا يعني بأن فترة النهار من الأيام التي ستلي هذا اليوم من فصل الشتاء ستمتد في الواقع تدريجياً لفترة أطول.
وبالمثل، فإن اليوم الأول من فصل الصيف، والذي يعتبر أيضاً أطول يوم من أيام السنة، يعني أن الأيام اللاحقة ستصبح أقصر تدريجياً، بل في الواقع، إذا أردت تقسيم السنة إلى نصفين بين انقلاب الشمسي الصيفي والشتوي، فستجد بأن كل قسم منهما يحتوي بالضبط على نفس الكمية من ضوء النهار.
تكون الأرض أقرب إلى الشمس خلال الصيف
قد يبدو من المنطقي لنا أن يتزامن أكثر أيام السنة حرارة مع أقرب نقطة من المدار بيضاوي الشكل للأرض إلى الشمس (أو ما يعرف بنقطة الحضيض)، ولكن في الواقع، فنحن نكون في أقرب نقطة مع جارتنا الشمسية في يناير/ كانون الثاني.
في الواقع الفعلي، فإن السبب الذي يجعل الطقس أكثر حرارة خلال أشهر الصيف الشمالية هو بفعل ميلان الأرض حول محورها، فخلال هذا الوقت، تميل الأرض نحو الشمس، مما يجعل أشعتها تضربنا بشكل مباشر، في حين أنه وخلال أشهر الشتاء، فإن أشعة الشمس تسقط على الأرض بزاوية مائلة، مما يجعل الجو أكثر برودة.
هذا، بطبيعة الحال، على عكس نصف الكرة الجنوبي الذي تتواقف ضمنه الأشهر الأكثر حرارة بالفعل مع نقطة الحضيض.
الماء موصل للكهرباء
في حين الوقت الذي تبدو فيه فكرة أخذ محمصة الخبر إلى الحمام فكرة جيدة، فإن الماء هو في الواقع ليس بالوسط الجيد الموصل للكهرباء.
في الواقع، تستند الخاصية الموصلة للكهرباء في الماء على مدى عدد الشوائب التي يحتوي عليها، فالشوائب هي في الواقع من يقوم بإيصال الكهرباء، وبناءً عليه، تعتبر مياه البحر، على سبيل المثال، موصلاً ممتازاً للكهرباء، نظرا لاحتوائها على كميات عالية من الشوائب، في حين أن المياه المقطرة التي يتم تصفيتها من جميع الشوائب ستعمل كعازل كهربائي.
من جهة ثانية، فعلى الرغم من أن مياه الصنبور قد تبدو نقية، إلّا أنها تحتوي أيضاً على الشوائب، وبذلك ستكون وسطاً موصلاً للكهرباء، وهو السبب الذي يجعل استخدام الأدوات الكهربائية في الحمام فكرة سيئة.
لون البحر الأزق هو انعكاس للون السماء
معظمنا تعلّم هذا عندما كان طفلاً، عندما كان أهلنا يقضون اليوم بأكمله وهم يجيبوننا على أسئلتنا التي لا تنتهي حول العالم، وفي الوقت الذي يأتي فيه سؤال “لماذا لون البحر أزرق؟”، يكون أهلنا قد أصبحوا متعبين جداً للبحث عن الإجابة، وهذا سيدفعهم على الأغلب لإخبارنا بأن السبب هو أن الماء يعكس لون السماء، (ولسوء الحظ، هذا عادة ما يؤدي إلى سؤال”لماذا السماء زرقاء؟”).
في الواقع، فإن الماء أزرق اللون لأنه أزرق، فعلى الرغم من أن مياه البحر قد تبدو صافية عندما تكون بكميات صغيرة، إلّا أن المسحة الزرقاء للماء تصبح أكثر وضوحاً مع ازدياد كميته، فالكميات الكبيرة من المياه تكون زرقاء في الواقع، بغض النظر عن لون السماء، لأنها تمتص الموجات الضوئية الطويلة (الطيف الأحمر والأصفر من الضوء) وتعكس الموجات الزرقاء القصيرة، وبشكل أساسي، فإن لون المحيط أزرق لنفس السبب الذي يجعل السماء ذات لون أزرق.
الفيلة هي الكائنات الثدية
الوحيدة التي لا تستطيع القفز
لنكون منصفين، فإن الفيلة لا تستطيع القفز حقاً، فبغض النظر عن حجمها، فإن الفيلة تمتلك أرجلاً ذات بنية هيكلية ضعيفة جداً، وهذا ما يجعل قدرة هذه الأرجل على رفع حوالي أربعة أطنان -وزن الفيل- أمراً مدهشاً بحد ذاته.
ولكن الأمر غير الصحيح في هذه الأسطورة هو أن الفيلة هي الثدييات الوحيدة التي لا تستطيع القفز، فدب الكسلان وفرس النهر ووحيد القرن والزرافة جميعها تندرج في فئة الثدييات غير القادرة على القفز، وذلك يعود ببساطة لأنها لا تحتاج إلى ذلك (على الرغم من أن كلاً من فرس النهر ووحيد القرن والزراف يمكنهم رفع قوائمهم الأربعة جميعها بعيداً عن الأرض عند الركض).
النحلة تموت بعد أن تلدغك
غالباً ما نرى النحل على أنه النسخة الأكثر ودية من الدبابير، وقد يكون لأسطورة أن النحل يموت بعد أن تلدغ أحداً ما دوراً كبيراً في هذا التصور، حيث أننا نعتقد بأن النحلة المسكينة تضحي بحياتها للدفاع عن ملكتها وبيتها وواجباتها، وهذا يجعلها حشرة صغيرة نبيلة، بينما يمكن للدبابير أن تلدغ بقدر ما يريد، وهذا يجعلها حشرات حقيرة بالفعل.
بصرف النظر عن حقيقة أن هذا ليس صحيحاً، فإن هناك 20,000 نوعاً من النحل، وإحدى هذه الأنواع فقط هو نحل العسل الذي يموت إذا لدغ أحداً ما، أما ما تبقى من الأنواع، فهي تستطيع اللدغ بسعادة إذا ما شعرت بخطر ما يهددها.
إذا كنت تريد أن تجد الحشرة الشريرة الحقيقية، فمن المفيد أن تعلم بأن إناث الدبابير والنحلات العاملات هي فقط التي تلدغ، أما ذكور النحل فهي غير ضارة، ويمكن التعرف عليها من خلال حجمها الذي يكون أصغر بالمقارنة مع الذكور.
شرب الحليب يقوي العظام
هذه الأسطوة مزوعة في عقولنا منذ نعومة أظفانا، ولكن هل الحليب مفيد حقاً لصحة العظام؟
اتضح أن الإجابة ليست واضحة تماماً كما تحب مصانع الألبان أن تبين لنا، فقد وجدت دراسة واسعة النطاق تم إجراؤها في السويد على مدى 20 عاماً، وتضمنت حوالي 61,400 امرأة و45,300 رجلاً، بأن شرب الحليب يمكن أن يزيد في الواقع من خطر الإصابة بالكسور لدى النساء، ولكنه يزيد من معدل الوفيات بالنسبة للجنسين، وقد كان التفسير الذي قُدّم عن هذه النتائج غير المتوقعة هو أن هناك احتمال بأن السكر الذي يوجد في الحليب يزيد من الأكسدة في الجسم، وبالتالي الشيخوخة قبل الأوان.
فشلت الدراسات الأخرى أيضاً في إيجاد علاقة وقائية بين الحليب وهشاشة العظام وأشارت غيرها إلى أنه قد يساهم حتى في خطر الإصابة بسرطان البروستاتا والمبيض وأمراض المناعة الذاتية وبعض أمراض الطفولة.
على الرغم من أن الدراسة لم تستبعد العوامل السببية الأخرى، مثل نمط الحياة ومستويات النشاط العام –فالرابط لا يعني السببية- فإن الأمور لا تبدو جيدة بالنسبة للعاملين في صناعة الألبان.