[rtl]
أقل من 48 ساعة حتى نرى فيما إذا كنا مقبلين على حرب دولية أم تبريد[/rtl]
[rtl]
تخوفات من انزلاق خطير للأحداث في سوريا.. هل ستنقذنا "لوزان"؟[/rtl]
[rtl]التاريخ:13/10/2016 [/rtl]
العتوم يرجح القيام بجرائم واسعة ضد الشعب السوري
عمان - ربى كراسنة
في عام تموز من العام 1923م وقعت في لوزان، سويسرا معاهدة عرفت بمعاهدة لوزان شكلت مفترقا استراتيجيا للمنظومة السياسية في العالم المعاصر، فهل سنشهد السبت المقبل إعادة دحرجة للمعاهدة بصورتها المعاصرة؟
وفي المعاهدة أعيد ترسيم الحدود التركية مع سوريا بما يشمل ضم أراض واسعة وتضم من الغرب إلى الشرق مدن ومناطق مرسين وطرسوس وقيليقية وأضنة وعنتاب وكلس ومرعش واورفة وحران وديار بكر وماردين ونصيبين وجزيرة ابن عمر، فيما اعترفت بالجمهورية التركية التي كان يقودها آنذاك كمال التاتورك.
وتنازلت تركيا عن مطالبها بجزر دوديكانيسيا (الفقرة 15) وقبرص (الفقرة 20) ومصر والسودان (الفقرة 17) والعراق وسوريا (الفقرة 3).
كما تنازلت تركيا عن امتيازاتها في ليبيا التي حددت في الفقرة 10 من معاهدة أوشي بين الدولة العثمانية ومملكة إيطاليا في 1912 (كامل الفقرة 22 في معاهدة لوزان 1923).
هل نحن أمام لحظة تاريخية شبيهة؟
ويشارك في اجتماعات لوزان السبت وزراء خارجية الولايات المتحدة وروسيا والسعودية وقطر وتركيا وإيران.
وتدرك الدول المشاركة خطورته من أجل ذلك بدأت حراكا دبلوماسيا ثنائيا وثلاثيا موسعا بين الدول المشاركة فيه من بينها اتصالات ومحادثات روسية تركية وروسية إيرانية وروسية سعودية، وتركية سعودية إضافة لأي تحركات في أروقة الأمم المتحدة.
ويتزامن لقاء لوزان مع تحركات إيرانية ساخنة على الأرض وصفها خبراء الشأن الإيراني أنها يمكن ان تقلب المعادلات العسكرية في سوريا.
مناورات عسكرية ضخمة
يقول الخبير الاستراتيجي الدكتور نبيل العتوم في تصريح خاص الى "البوصلة": هناك استعداد حثيث من إيران لإجراء أكبر عملية نقل للسلاح إلى سوريا، حيث تحضر روسيا لمناورات عسكرية ضخمة مقابل السواحل السورية، بعد أن أرسلت أسلحة نوعية إلى سوريا في محاولة لتحقيق الحسم الميداني قبل دخول الإدارة الامريكية الجديدة.
وعلى وقع لقاء لوزان، يجري سؤال كبير حول ما إذا كانت المنطقة على أعتاب حرب دولية. وفي الحقيقة فإن المنطقة ومنذ سنوات تسير على ضفاف حرب طاحنة، وهو ما دفع الكثيرين الى التحذير من انزلاق خطر في الأحداث.
بصمت وبكثير من العلنية تجري إيران عمليات عسكرية استراتيجية يخشى بأن تقود لاحقا إلى حرب دولية.
رسائل تحذيرية
بالنسبة الى د. العتوم، فإن طهران عمدت الى اتباع سياسية تجييش نوعي لدعم نظام يشار الاسد، أطلقت خلاله رسائل تحذيرية، وخاصة إلى السعودية والدولة الاقليمية مثل تركيا، وهو ما يشير الى ان ساعة الحسم قد بدأت بالنسبة الى ايران بعد ان اعلن مساعد الحرس الثوري ان جمهورية ايران لا محالة".
العتوم نبّه في هذا السياق إلى أن هناك عددا مهما من المتغيرات أبرزها زيادة مستوى الحشد الإيراني الأمريكي وسط معلومات عن إحداث أكبر عملية تهجير قسري لسوريا، ووجود مع اجتماعات أمريكية مكثفة غير مفهومة وتلويح غير معلن بالتدخل الأمريكي بالتنسيق مع الروس والايرانيين، مشيرا إلى أن كل هذه التطورات تزامنت مع إعلان تركيا التدخل العسكري لمواجهة داعش.
وأشار العتوم إلى مجموعة من الملاحظات التي وصفها بالخطيرة منها: أن ذبح الشعب السوري مستمر في ظل صمت دولي مخيف، وتفريغ وتهجير الشعب السوري حتى تحول هذا التفريغ والذبح الى استراتيجية تبنتها روسيا وإيران برعاية أممية وأصبحت قضية اللاجئين مسألة عادية.
ومن بين الملاحظات بحسب العتوم توجيه الجهود الدولية لضربات عسكرية إيرانية في سوريا وهو ما رسخ علامات استفهام ربما تستهدف فصائل المعارضة المعتدلة التي تدافع عن الشعب السوري.
وقال "إن ايران بدأت تتحدث علنا عن إرسال أسلحة والبدء بعمليات على الارض السورية في ظل تدخل عسكري وشيك من قبل تركيا".
ورجح العتوم القيام بجرائم واسعة ضد الشعب السوري لمنع تدخل تركيا في حلب والموصل مما يسهم في منع إقامة المنطقة العازلة التي تريدها أنقرة في الشمال للجم أي فعالية للسلاح الأمريكي.
وقال "إن كل ذلك يأتي بهدف تحقيق مهمات ذبح الشعب السوري وتهجيره مشيرا إلى أن الملفت أنه يأتي أيضا بموافقة إسرائيلية".
وأعرب عن أسفه من أن بعض الدول العربية انخرطت في عملية ذبح الشعب السوري وبعضهم من يتابع بقلق شديد لما يجري.
ربما ما زال الوقت مبكرا للحديث عن قدرة "لوزان" على النجاح. لكن شعورا دوليا عاما فرض مناخات اعتبرت اللقاء نوعيا ومختلفا عن كل اللقاءات والاجتماعات السابقة التي فشلت ودفع فشلها الى مزيد من الدموية في الارض الشامية. هنا يبقى الانتظار اقل من 48 ساعة حتى نرى فيما اذا كنا مقبلين في المنطقة على حرب دولية ام تبريد سريع لها".
(البوصلة)