[rtl]الجنرال الهادئ مشعل الزبن.. حكاية عشق للفوتيك والعمل العسكري (بورتريه)[/rtl][rtl]التاريخ:8/10/2016 [/rtl]بهدوء استلم مهمته وبهدوء خرج منها رغم الصخب السياسي والعسكري الذي رافق مهمته العسكرية كقائد للجيش العربي، حيث وجد الأردن نفسه محاطا بكرة من لهب.
متزينا ببوريته والنياشين التي تقلدها طوال سني عمله الطويلة في الميدان العسكري، كان الباشا يعمل بهدوء؛ ولم يظهر في مؤتمر صحفي إلا مرات معدودة طوال فترة تسلمه لمنصبه.
قال عنه الملك عبد الثاني بن الحسين، "عرفتك منذ سنين خلت جنديا من جنود الوطن المخلصين وضابطاً متميزاً في قواتنا المسلحة، وكنت أتابع ما تحققه من نجاح وعطاء متميز في كل المواقع التي حللت فيها وتحملت فيها أمانة المسؤولية".
ولد الفريق أول الركن مشعل محمد الزبن عام 1953 في مدينة الزرقاء؛ التي ارتبط اسمها منذ تأسيسها بمعسكرات الجيش العربي، فكان من البديهي أن تحتضن عوائل الجنود الذين انتقلوا للمدينة وجاءوها من كافة المحافظات تعلقا برائحة الجندية والبساطة التي عاشوها في معسكرات الجيش العربي آنذاك.
لم يعرف عن الزبن أي نشاطات بارزة قبل التحاقه بالعمل العسكري، حيث التحق بالكلية العسكرية عام 1972م لينهل من علوم الجندية والانضباط قبل الالتحاق بالميدان كضابط دروع لا يشق له غبار، فعزز تميزه في الدروع بدورات متنوعة داخل المملكة في كلية القيادة والأركان الملكية الأردنية، ثم في كلية الحرب الملكية الأردنية، وفي خارج المملكة في كلية الدراسات الدفاعية الملكية في بريطانيا.
وخلال ترقيته في مراتبه العسكرية تسلم مناصب عدة من أهمها تعيينه قائد كتيبة دبابات, ثم قائد لواء مشاة, ومديرا للعقيدة والتدريب المشترك، ثم أصبح قائدا للمنطقة العسكرية الشمالية؛ التي ستتركز عليها الأنظار خلال السنوات التي تبوأ بها منصب رئيس هيئة الأركان المشتركة الأردنية بفعل الأوضاع في سوريا إذ لعب الجيش دورا محوريا خاصة في الجبهة الشمالية من أجل حفظ أمن البلاد.
قبل تعيينه كرئيس لهيئة الأركان شغل الزبن منصب رئيس هيئة التخطيط الاستراتيجي عام 2009؛ وهي مهمة حساسة وتتطلب وعيا وتركيزا كبيرا واستشرافا للمستقبل ومواكبة للتطورات المتلاحقة في ميدان التصنيع والخطط العسكرية، ولعلو كعبه في هذا المنصب، تم ترقيته إلى رئيس لهيئة الأركان المشتركة عام 2010.
بعد وجوده في القيادة العامة بعام واحد انطلق قطار الربيع العربي، والذي تحول لاحقا في عدد من البلدان العربية المجاورة إلى حريق لم تنطفئ نيرانه حتى اليوم، فكان العبء كبيرا على الجيش وقائده الذي وجد نفسه في غضون أشهر قلية أمام جبهات مشتعلة على الحدود العراقية والسورية وانفلات للحدود من الطرف المجاور وسيلان لحركة لجوء كثيفة من دول الجوار، إضافة لسيطرة تنظيم "داعش" على مساحات واسعة في البلدين وإعلانه العداء الصريح للأردن.
وكانت المحطة الأبرز في تاريخ الجيش العربي تحت إشراف الزبن دخوله في الحرب ضد التنظيم في أوج قوته عام 2012؛ وهو ما ترتب عليه أسر التنظيم للجندي معاذ الكساسبة واستشهاده لاحقا عام 2014، لينضم له قبل أشهر كوكبة من جنود حرس الحدود الذين قضوا بهجوم الركبان، واضطر الجيش للدخول في حرب مفتوحة ضد عصابات تخريب المخدرات والأسلحة التي حاولت استغلال الحدود الطويلة لهذا الغرض فكان الجيش لهم بالمرصاد، وكذلك كانت صورة الجيش الذي واصل عمله الإنساني في استقبال ضحايا الحرب في سوريا كمنارة مشرّفة في مسيرة الجيش الذي واجه مرحلة من أخطر المراحل في تاريخه الحديث تحت قيادة الزبن الذي كان يدير المشهد بهدوء وحكمة.
أحيل الزبن إلى التقاعد قبل أيام لكن المحارب لم يسترح، حيث تم تعيينه مستشاراً للملك في مهمة جديدة سيصب بها خبرته الطويلة في خدمة الوطن، وهو ما سيتيح لـ"أبو محمد" أن يعطي جزءا من وقته للعائلة؛ التي لم تحظى بكثير من وقته في السابق نظرا لانشغالاته الكثيرة التي ارتبطت بالمرحلة الدقيقة التي تسلم بها منصبه كرئيس للأركان.
(البوصلة)