الأنف .. ليس للشم فقط

الأنف .. ليس للشم فقط




أبواب- رزان المجالي
بالتأكيد أن الانف يعد عضواً ذا أهمية في الجسم ، فهو من يجعلك قادراً على تمييز الروائح الطيبة وعكسها من الروائح المثيرة للاشمئزاز ، ولكن ما وجده العلماء ان لهذا العضو وظائف اخرى لا تكاد تكون معروفة ، فهو يمكن ان يؤدي دور المستشعر لأمور صحية مخفية .

عدم الاستجابة للروائح قد تكون مؤشرا للإصابة بالزهايمر

فوفقا لدراسة اعدها اطباء من جامعة هارفارد فإن عدم القدرة على تحديد الروائح بشكل صحيح تعد ميزة سريرية وعرضا ً مبكراً من اعراض مرض الزهايمر. وذلك لأنه عندما يبدأ المرض فإنه يؤثر على خلايا الدماغ، حيث يهاجم في كثير من الأحيان الخلايا المسؤولة لحاسة الشم. فالاشخاص الذين يفشلون عادة في اختبارات تقييم وتمييز الروائح هم يملكون معدلاً أعلى من لويحات الأميلويد في الدماغ وهو البروتين الاهم الذي يكشف عن الاصابة به.

شم روائح غريبة دلالة على السكتة الدماغية

يملك بعض الاشخاص حاسة شم مختلفة عن الآخرين تكاد تكون قوية وغريبة في احيان كثيرة. وبعضهم قد يشم روائح لا يشعر بها من هم موجودون في مكان واحد، فعلى سبيل المثال اذا شم الشخص رائحة سمك في مكان لا يوجد فيه سمك، فهذا الامر قد يعطي دلالة في بعض الاحيان للاصابة بالسكتة الدماغية ، حيث ان قلة تدفق الدم للدماغ يؤثر تأثيرا واضحا ً على مناطق تمييز الروائح فيه.

ووفقا للأكاديمية الأمريكية لعلم الأعصاب، فإن الهلوسة الشمية شائعة إلى حد ما، وهي تشعر في أغلب الأحيان بشم الروائح الكريهة ولكن هذه غالبا ما يختلف من شخص لآخر. وهذه الهلوسة ليست بالضرورة علامة على السكتة الدماغية حيث أنها يمكن أن تحدث في كثير من الظروف الأخرى.

هلوسة حاسة الشم قد تعلن عن الصداع النصفي

وهذا ليس أمر شائع ايضاً فالهلوسة الشمية عندما تصيب الشخص فإنه يشعر بشم روائح كريهة على الاغلب تدغدغ الانف ومن اكثرها روائح الاشياء المحترقة او المتحللة ،وهذا الإحساس يمكن أن تستمر ما بين 5 و 60 دقائق. ويحدث قبل وقت قصير من الصداع النصفي، وغالبا ما تختفي عند اخذ المسكنات.

فقدان حاسة الشم علامة على سوء تجدد الخلايا

إذا كان لديك الشعور أنك فقدت حاسة الشم فهذا شعور قد يعطي دلالة لسوء التجدد في الخلايا .وقد ووجد الباحثون في جامعة شيكاغو أن 40٪ من كبار السن الذين فقدوا الاحساس بشم الروائح القوية مثل النعناع والبرتقال ، لقوا حتفهم خلال 5 سنوات التي أعقبت ذلك. فالرائحة السيئة يمكن أن تشير إلى وجود عملية سيئة للتجديد أو إصلاح خلايا الجسم.

اسباب شائعة لفقدان حاسة الشم

عادة يكون بشكل دائم أو موقت عند الاصابة بالأنفلونزا العادية أو الرشح ، حيث يؤدي فقدانها إلى عدم تذوق الطعام أيضاً, وهي الأسباب الشائعة والعادية لفقدان حاسة الشم بشكل موقت حيث تعود بعدها لحالتها الطبيعية وذلك مع زوال الأنفلونزا أو البرد أو الرشح.

وهناك فقدان دائم لحاسة الشم بسبب ضمور عصب الشم الذي ينتج عن التلوث والأتربة والغبار اضافة الى بعض الروائح النافذة مثل النشادر وغيرها ،كما يمكن ان يفقد المريض حاسة الشم في حالة الاصابة بلحمية في الأنف والتهاب الجيوب الأنفية والذي يؤدي الى انسداد الأنف ويمنع وصول الهواء الى عصب الشم ومن ثم يحدث اضطراب في حاسة الشم. كما تتسبب التهابات الجيوب الأنفية المزمنة وأورام الأنف والجيوب الأنفية, الى فقدانها .كما ان بعض أدوية الأمراض النفسية قد تؤثر على حاسة الشم.

أماعلاج ذلك فهو ممكن, وذلك بعلاج السبب أولاً، فعلاج التهابات الأنف والجيوب الأنفية أو ازالة اللحمية يرجع حاسة الشم مرة أخرى.أما في المقابل ففي حال ضمور العصب الشمي من الأنف الى الدماغ والذي يتمثل في شعيرات دقيقة جدا, فمن الصعب استعادة حاسة الشم مرة أخرى. وفي جميع الاحوال يجب المسارعة في الذهاب للطبيب لعلاج فقدان حاسة الشم في بداية الأمر فأي مرض يكون من السهل علاجه في بداياته مقارنة بعلاج مضاعفاته فيما بعد.