منتدى الشنطي
سيغلق هذا المنتدى بسبب قانون الجرائم الاردني
حيث دخل حيز التنفيذ اعتبارا من 12/9/2023
ارجو ان تكونوا قد استفدتم من بعض المعلومات المدرجة
منتدى الشنطي
سيغلق هذا المنتدى بسبب قانون الجرائم الاردني
حيث دخل حيز التنفيذ اعتبارا من 12/9/2023
ارجو ان تكونوا قد استفدتم من بعض المعلومات المدرجة

منتدى الشنطي

ابراهيم محمد نمر يوسف يحيى الاغا الشنطي
 
الرئيسيةالرئيسية  البوابةالبوابة  الأحداثالأحداث  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخول  

 

 الجمال الإنساني

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 75802
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 78
الموقع : الاردن

الجمال الإنساني Empty
مُساهمةموضوع: الجمال الإنساني   الجمال الإنساني Emptyالإثنين 24 أكتوبر 2016, 9:48 pm

الجمال الإنساني في سلامة الصدر وحب الناس



إن الوصايا الإسلامية بالتبسم وطلاقة الوجه وطيب الكلام اهتمت بأن تخرج هذه الأفعال من صميم القلب، لا عن تصنُّع أو تمثيل أو تكلُّف أو نفاق.
وهنا يفترق الإسلام وتوجيهاته عن غيره؛ لأنه ليس مؤسسة أو شركة ربحيَّة تهتم لكثرة عدد "العملاء"، بل يهتم بانتشار المودَّة والرحمة والسعادة بين الناس.

فضل سلامة الصدر

أخبر رسول الله الجمال الإنساني R_20 أن سليم الصدر نقي القلب أفضلُ الناس، فقال حين سُئِل: أَيُّ النَّاسِ أَفْضَلُ؟ قَالَ: "كُلُّ مَخْمُومِ الْقَلْبِ صَدُوقِ اللِّسَانِ". قَالُوا: صَدُوقُ اللِّسَانِ نَعْرِفُهُ، فَمَا مَخْمُومُ الْقَلْبِ؟ قَالَ: "هُوَ التَّقِيُّ النَّقِيُّ، لاَ إِثْمَ فِيهِ وَلاَ بَغْيَ وَلاَ غِلَّ وَلاَ حَسَدَ"[1].
الجمال الإنساني 16349_image003وإن الله يغفر للناس إلا من كان في صدره شحناء لأخيه، بهذا أخبر النبي الجمال الإنساني R_20 لما قال: "تُفْتَحُ أبْوابُ الجَنَّةِ يَوْمَ الاثْنَيْنِ ويَوْمَ الخَمْيِسِ، فَيُغْفَرُ لِكُلِّ عَبْدٍ لا يُشْرِكُ بِاللهِ شَيْئًا، إِلاَّ رَجُلاً كَانَتْ بينهُ وَبَيْنَ أخِيهِ شَحْناءُ، فَيُقَالُ: أنْظِرُوا هَذَيْنِ حَتَّى يَصْطَلِحَا! أَنْظِرُوا هَذَينِ حَتَّى يَصْطَلِحَا"[2].
حتى إن أول الناس دخولاً إلى الجنة، الزُّمرة التي طهرتْ قلوبهم؛ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ الجمال الإنساني T_20 قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ الجمال الإنساني R_20: "أَوَّلُ زُمْرَةٍ تَلِجُ الْـجَنَّةَ صُورَتُهُمْ عَلَى صُورَةِ الْقَمَرِ لَيْلَةَ الْبَدْرِ، لاَ يَبْصُقُونَ فِيهَا وَلاَ يَمْتَخِطُونَ وَلاَ يَتَغَوَّطُونَ، آنِيَتُهُمْ فِيهَا الذَّهَبُ، أَمْشَاطُهُمْ مِنَ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ، وَمَجَامِرُهُمْ الأَلُوَّةُ، وَرَشْحُهُمْ الْـمِسْكُ، وَلِكُلِّ وَاحِدٍ مِنْهُمْ زَوْجَتَانِ، يُرَى مُخُّ سُوقِهِمَا مِنْ وَرَاءِ اللَّحْمِ مِنَ الْـحُسْنِ، لاَ اخْتِلافَ بَيْنَهُمْ وَلاَ تَبَاغُضَ، قُلُوبُهُمْ قَلْبٌ وَاحِدٌ، يُسَبِّحُونَ اللهَ بُكْرَةً وَعَشِيًّا"[3].
وكانت (سلامة الصدر) من وصايا النبي الجمال الإنساني R_20: "إِيَّاكُمْ وَالظَّنَّ؛ فَإِنَّ الظَّنَّ أَكْذَبُ الْـحَدِيثِ، وَلاَ تَجَسَّسُوا وَلاَ تَحَسَّسُوا وَلاَ تَبَاغَضُوا، وَكُونُوا إِخْوَانًا"[4].
لقد كان من فطرة الله تعالى في خلقه، أن خلقهم على الجمال ومنه سلامة الصدر {صُنْعَ اللهِ الَّذِي أَتْقَنَ كُلَّ شَيْءٍ} [النمل: 88]. ولهذا إذا بقيت الضغائن في النفوس، أتعبتِ النفوس ذاتها.
ذلك ما لاحظه الإمام ابن حزم فتعجب منه فقال: "رأيت أكثر الناس -إلا من عصم الله تعالى وقليل ما هم- يتعجلون الشقاء والهم والتعب لأنفسهم في الدنيا، ويحتقبون عظيم الإثم الموجب للنار في الآخرة بما لا يحظون معه بنفع أصلاً؛ من نيَّات خبيثة يضبون عليها من تمنِّي الغلاء المهلك للناس وللصغار ومن لا ذنب له، وتمنِّي أشد البلاء لمن يكرهونه، وقد علموا يقينًا أن تلك النيات الفاسدة لا تعجل لهم شيئًا مما يتمنونه أو يوجب كونه، وأنهم لو صفُّوا نياتهم وحسَّنوها لتعجلوا الراحة لأنفسهم، وتفرغوا بذلك لمصالح أمورهم، ولاقتنوا بذلك عظيم الأجر في المعاد، من غير أن يؤخِّر ذلك شيئًا مما يريدونه أو يمنع كونه. فأيُّ غبنٍ أعظم من هذه الحال التي نبهنا عليها! وأي سعدٍ أعظم من الذي دعونا إليه"[5].

حب الناس

الجمال الإنساني 16349_image004وأعظم من سلامة الصدر.. الحب للناس جميعًا. وإننا نبصر هذا في شخصية النبي الجمال الإنساني R_20 فوق سلامة الصدر حبّه للناس جميعًا، وهو حب يبدو جليًّا في ألفاظ بلاغته الجمال الإنساني R_20. إنه حين وصف نفسه ومواقف الناس من دعوته قال الجمال الإنساني R_20: "إِنَّمَا مَثَلِي وَمَثَلُ النَّاسِ كَمَثَلِ رَجُلٍ اسْتَوْقَدَ نَارًا، فَلَـمَّا أَضَاءَتْ مَا حَوْلَهُ جَعَلَ الْفَرَاشُ وَهَذِهِ الدَّوَابُّ الَّتِي تَقَعُ فِي النَّارِ يَقَعْنَ فِيهَا، فَجَعَلَ يَنْزِعُهُنَّ وَيَغْلِبْنَهُ فَيَقْتَحِمْنَ فِيهَا، فَأَنَا آخُذُ بِحُجَزِكُمْ عَنِ النَّارِ وَهُمْ يَقْتَحِمُونَ فِيهَا"[6].
إنه تصوير مؤثِّر، إنها لمعركة.. معركة يحاول فيها النبي الجمال الإنساني R_20 دفع الناس عن الوقوع في النار، ولكنهم يغلبونه فيقعون فيها.
ليست إذن مجرَّد بلاغ، ليست مجرد مهمَّة، ليست مجرد نصيحة.. إنها معركة، النبي الجمال الإنساني R_20 يحاول ويأخذ بحُجز الناس، وبعض الناس يغلبونه فيقعون فيها.
ويروي البخاري أنه كانَ غُلامٌ يَهُودِيٌّ يَخْدُمُ النَّبِيَّ الجمال الإنساني R_20، فَمَرِضَ، فَأَتَاهُ النَّبِيُّ الجمال الإنساني R_20 يَعُودُهُ، فَقَعَدَ عِنْدَ رَأْسِهِ فَقَالَ لَهُ: "أَسْلِمْ". فَنَظَرَ إِلَى أَبِيهِ وَهُوَ عِنْدَهُ، فَقَالَ لَهُ: أَطِعْ أَبَا الْقَاسِمِ. فَأَسْلَمَ، فَخَرَجَ النَّبِيُّ الجمال الإنساني R_20 وَهُوَ يَقُولُ: "الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَنْقَذَهُ مِنَ النَّارِ"[7].
ما أعظم هذا النبي الجمال الإنساني R_20!!
- لما أصيب يوم أُحُد كان يَمْسَحُ الدَّمَ عَنْ وَجْهِهِ، وَيَقُولُ: "رَبِّ اغْفِرْ لِقَوْمِي فَإِنَّهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ"[8].
- والذي كان في أصعب يومٍ مرَّ عليه في حياته أرفق على الناس (الكفار) منهم على أنفسهم؛ روت عائشة - رضي الله عنها- أنها قالت لِلنَّبِيِّ الجمال الإنساني R_20: هَلْ أَتَى عَلَيْكَ يَوْمٌ كَانَ أَشَدَّ مِنْ يَوْمِ أُحُدٍ؟ قَالَ: "لَقَدْ لَقِيتُ مِنْ قَوْمِكِ مَا لَقِيتُ، وَكَانَ أَشَدَّ مَا لَقِيتُ مِنْهُمْ يَوْمَ الْعَقَبَةِ إِذْ عَرَضْتُ نَفْسِي عَلَى ابْنِ عَبْدِ يَالِيلَ بْنِ عَبْدِ كُلاَلٍ فَلَمْ يُجِبْنِي إِلَى مَا أَرَدْتُ، فَانْطَلَقْتُ وَأَنَا مَهْمُومٌ عَلَى وَجْهِي فَلَمْ أَسْتَفِقْ إِلاَّ وَأَنَا بِقَرْنِ الثَّعَالِبِ، فَرَفَعْتُ رَأْسِي فَإِذَا أَنَا بِسَحَابَةٍ قَدْ أَظَلَّتْنِي، فَنَظَرْتُ فَإِذَا فِيهَا جِبْرِيلُ فَنَادَانِي فَقَالَ: إِنَّ اللهَ قَدْ سَمِعَ قَوْلَ قَوْمِكَ لَكَ وَمَا رَدُّوا عَلَيْكَ، وَقَدْ بَعَثَ إِلَيْكَ مَلَكَ الْجِبَالِ لِتَأْمُرَهُ بِمَا شِئْتَ فِيهِمْ. فَنَادَانِي مَلَكُ الْجِبَالِ فَسَلَّمَ عَلَيَّ، ثُمَّ قَالَ: يَا مُحَمَّدُ. فَقَالَ: ذَلِكَ فِيمَا شِئْتَ، إِنْ شِئْتَ أَنْ أُطْبِقَ عَلَيْهِمْ الأَخْشَبَيْنِ. فَقَالَ النَّبِيُّ الجمال الإنساني R_20: بَلْ أَرْجُو أَنْ يُخْرِجَ اللهُ مِنْ أَصْلابِهِمْ مَنْ يَعْبُدُ اللهَ وَحْدَهُ لاَ يُشْرِكُ بِهِ شَيْئًا"[9].
- النبي الجمال الإنساني R_20 الذي شمل حتى الحيوان بهذه العاطفة، حتى صار في العمل الصالح لأي كائن حي (في كل ذات كبد رطبة أجر)؛ فعن أبي هريرة الجمال الإنساني T_20 أن النبي الجمال الإنساني R_20 قال:"بَيْنَا رَجُلٌ بِطَرِيقٍ اشْتَدَّ عَلَيْهِ الْعَطَشُ فَوَجَدَ بِئْرًا، فَنَزَلَ فِيهَا فَشَرِبَ، ثُمَّ خَرَجَ فَإِذَا كَلْبٌ يَلْهَثُ يَأْكُلُ الثَّرَى مِنَ الْعَطَشِ، فَقَالَ الرَّجُلُ: لَقَدْ بَلَغَ هَذَا الْكَلْبَ مِنَ الْعَطَشِ مِثْلُ الَّذِي كَانَ بَلَغَ مِنِّي. فَنَزَلَ الْبِئْرَ فَمَلأ خُفَّهُ مَاءً فَسَقَى الْكَلْبَ، فَشَكَرَ اللهُ لَهُ فَغَفَرَ لَهُ". قالوا: يا رسول الله، وإن لنا في البهائم لأجرًا؟ فقال: "فِي كُلِّ ذَاتِ كَبِدٍ رَطْبَةٍ أَجْرٌ"[10].
بمثل هذه التوجيهات صَنَع الإسلام (جمال الباطن)، وجعل من الإنسان كائنًا رقيقًا كنسيمٍ ناعم رطيب، ليس للمسلمين ولا للناس، بل للكائنات الحيَّة جميعًا.
د. راغب السرجاني
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 75802
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 78
الموقع : الاردن

الجمال الإنساني Empty
مُساهمةموضوع: رد: الجمال الإنساني   الجمال الإنساني Emptyالإثنين 24 أكتوبر 2016, 9:49 pm

الجمال الإنساني في حسن الخلق

حسن الخلق هو المعنى الذي بحثت عنه البشرية كثيرًا، وتطلعت إليه منذ ظهور الفلاسفة في القديم، وتخيلوا أن يسود هذا المعنى، فكتبوا مثلاً عن (المدينَة الفاضلة)، ولما بدا لهم أنها حُلم مستحيل، اكتفى العالم الآن أن يسمِّي هذا المعنى بـ (الإنسانية).
ولفظ (الإنسانية) في المعنى الغربي يقترب في القاموس الإسلامي من معنى "الرحمة"، والرحمة كلها ليست إلا جزءًا من حسن الخُلق في الإسلام؛ لأنه أعم من ذلك؛ فمنه الصبر واحتمال الأذى ومساندة الحق، يقول الحارث المحاسبي: "ومن علامة حسن الخلق احتمال الأذى في ذات الله، وكظم الغيظ، وكثرة الموافقة لأهل الحق على الحق، والمغفرة والتجافي عن الزِّلَّة"[1]. بل الإمام الغزالي يقول: "وليس حسن الخلق كف الأذى، بل احتمال الأذى"[2].
فضل حسن الخلق
مدح الله تعالى رسوله الجمال الإنساني R_20 بحُسن خلقه فقال: {وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ} [القلم: 4].
وقد جعل النبي الجمال الإنساني R_20 التفاوت في الإيمان بين المسلمين هو حُسن الخلق، حتى إن أحسنهم أخلاقًا هو أكملهم إيمانًا؛ روى البزار عن أنس بن مالك الجمال الإنساني T_20 أن النبي الجمال الإنساني R_20 قال:"إِنَّ أَكْمَلَ الْـمُؤْمِنِينَ إِيمَانًا أَحْسَنُهُمْ خُلُقًا، وَإِنَّ حُسْنَ الْـخُلُقِ لَيَبْلُغُ دَرَجَةَ الصَّوْمِ وَالصَّلاةِ"[3].
** ولذلك كان أحبَّ الناس إلى النبيِّ الجمال الإنساني R_20 وأقربهم منه مجلسًا يوم القيامة أحسنُهم خُلُقًا، "إِنَّ مِنْ أَحَبِّكُمْ إِلَىَّ وَأَقْرَبِكُمْ مِنِّى مَجْلِسًا يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَحَاسِنَكُمْ أَخْلاَقًا"[4].
** وكان حُسن الخلق أثقل شيء في الميزان يوم القيامة "مَا مِنْ شَيْءٍ يُوضَعُ فِي الْـمِيزَانِ أَثْقَلُ مِنْ حُسْنِ الْـخُلُقِ"[5].
** وحسن الخلق أكثر شيء يُدخِل الناس الجنة "أَكْثُرُ مَا يُدِخْلُ النَّاسَ الْـجَنَّةَ تَقْوَى اللهِ وَحُسْنُ الْـخُلُقِ، وَأَكَثْرُ مَا يُدْخِلُ النَّاسَ النَّارَ الْفَمُ وَالْفَرَجُ"[6].
بل إن النبي الجمال الإنساني R_20 لخَّص كل مهمته في الدنيا في قوله: "إِنَّمَا بُعِثْتُ لأُتَمِّمَ مَكَارِمَ الأَخْلاَقِ"[7].
"فكأنَّ الرسالة التي خطَّتْ مجراها في تاريخ الحياة، وبذل صاحبها جهدًا كبيرًا في مدِّ شُعاعها، وجمع الناس حولها لا تنشد أكثر من تدعيم فضائلهم، وإنارة آفاق الكمال أمام أعينهم، حتى يسعوا إليها على بصيرة"[8].
غاية الإسلام حسن الخلق
إن جمال الأخلاق الذي يصبغ الحياة بالجمال، والمعاملات مع الناس بالرحمة والبر والخير، هذا هو الغاية والمقصد الذي جاء به الإسلام، ولقي في سبيله النبي الجمال الإنساني R_20 كل تلك العذابات والأخطار، وفُرضت لأجله الفروض، وسُنَّت لأجله السنن.
وهذه بعض النصوص القاطعة بهذا المعنى:
- {إِنَّ الصَّلاَةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْـمُنْكَرِ} [العنكبوت: 45].
- {خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِمْ بِهَا} [التوبة: 103].
- {كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ} [البقرة: 183].
- "مَنْ لَمْ يَدَعْ قَوْلَ الزُّورِ وَالْعَمَلَ بِهِ، فَلَيْسَ لِلَّهِ حَاجَةٌ فِي أَنْ يَدَعَ طَعَامَهُ وَشَرَابَهُ"[9].
- {فَلاَ رَفَثَ وَلاَ فُسُوقَ وَلاَ جِدَالَ فِي الْـحَجِّ} [البقرة: 197].
- قال رجلٌ: يا رسول الله، إنَّ فلانة يُذكر من كثرة صلاتها وصيامها وصدقتها، غير أنَّها تؤذي جيرانها بلسانها. قال: "هِيَ فِي النَّارِ". قال: يا رسول الله، فإنَّ فلانة يُذكر من قلَّة صيامها وصدقتها وصلاتها، وإنَّها تصدَّق بِالأَثْوَارِ[10] من الأَقِطِ[11]، ولا تؤذي جيرانها بلسانها. قال: "هِيَ فِي الْـجَنَّةِ"[12].
- "لَيْسَ الصِّيَامُ مِنَ الأَكْلِ وَالشُّرْبِ، إِنَّمَا الصِّيَامُ مِنَ اللَّغْوِ وَالرَّفَثِ، فَإِنْ سَابَّكَ أَحَدٌ، أَوْ جَهِلَ عَلَيْكَ، فَقُلْ: إِنِّي صَائِمٌ، إِنِّي صَائِمٌ"[13].
وانظر وتأمَّل كيف يُقْسِم النبي ثلاثًا وعلى ماذا؛ فعن عن أبي هريرة الجمال الإنساني T_20 أن رسول الله الجمال الإنساني R_20 قال: "وَاللهِ لا يُؤْمِنُ، وَاللهِ لا يُؤْمِنُ، وَاللهِ لا يُؤْمِنُ". قيل: من يا رسول الله؟ قال: "الَّذِي لا يَأْمَنُ جَارُهُ بَوَائِقَهُ"[14].
وهو هنا لا ينفي الإيمان عمَّن يؤذي جاره، بل عن الذي لا يأمن جاره من أذاه، إنه تعبير عن حُسن الخُلق لا عن الإيذاء؛ لأن الجار يأمن جاره أو لا يأمنه من مجمل ما يراه منه من أخلاق، والذي قصده النبي الجمال الإنساني R_20 في هذا الحديث ليس من يؤذي جاره، بل الذي كانت أخلاقه لا تُطَمْئِن جاره فيأمن شروره.
تلك لفتة عظيمة لا يُعرف أن لها سابقًا في التاريخ، ولا في أفكار البشر، ونعم.. إنها دين الله، ووحي السماء.
ورسم النبي الجمال الإنساني R_20 صورة لرجل من أمته كان يُصَلِّي وينفق ويصوم، ولكن أخلاقه لم تستقم، فأخبر أنه سيأتي يوم القيامة لا ليدخل الجنة بل ليدخل النار، يقول النبي الجمال الإنساني R_20: "أَتَدْرُونَ مَا الْـمُفْلِسُ؟". قالوا: المفلس فينا من لا درهم له ولا متاع. فقال: "إِنَّ الْـمُفْلِسَ مِنْ أُمَّتِي يَأْتِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ بِصَلاَةٍ وَصِيَامٍ وَزَكَاةٍ، وَيَأْتِي قَدْ شَتَمَ هَذَا، وَقَذَفَ هَذَا، وَأَكَلَ مَالَ هَذَا، وَسَفَكَ دَمَ هَذَا، وَضَرَبَ هَذَا، فَيُعْطَى هَذَا مِنْ حَسَنَاتِهِ، وَهَذَا مِنْ حَسَنَاتِهِ، فَإِنْ فَنِيَتْ حَسَنَاتُهُ قَبْلَ أَنْ يُقْضَى مَا عَلَيْهِ أُخِذَ مِنْ خَطَايَاهُمْ فَطُرِحَتْ عَلَيْهِ، ثُمَّ طُرِحَ فِي النَّارِ"[15].
إنه لم يحقق المعنى.. الغاية؛ "ربما قدر الطفل على محاكاة أفعال الصلاة وترديد كلماتها، ربما تمكَّن الممثل من إظهار الخضوع وتصنُّع أهم المناسك، لكن هذا وذاك لا يُغْنِيَان شيئًا عن سلامة اليقين، ونبالة المقصد"[16].
بهذا التوجيه، وبهذه التربية صاغت الحضارة الإسلامية جمالاً في الحياة، جمالاً يُعَبِّر عنه علماء الإسلام بقولهم: "الحَسَن الخلق من نفسه في راحة، والناس منه في سلامة، والسيئ الخلق الناس منه في بلاء وهو من نفسه في عناء"[17].
د. راغب السرجاني
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 75802
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 78
الموقع : الاردن

الجمال الإنساني Empty
مُساهمةموضوع: رد: الجمال الإنساني   الجمال الإنساني Emptyالإثنين 24 أكتوبر 2016, 9:50 pm

التربية بالجمال

 لا يكاد يحب العربية أحد ولا يحفظ شيئًا من أشعار امرئ القيس وعمر بن أبي ربيعة وبشّار بن برد وأبي نواس وأمثالهما من "الماجنين"، كما لا يكاد يحب العربية أحد من طائفة المصلحين والعلماء والدعاة ولا يحفظ شيئًا من أشعار المتنبي مثلاً، والمتنبي لا يُنسب إلى صلاح ولا تعرف به التقوى!
فلمَ بقيت أشعارُ هؤلاء، وإن كانت ماجنة، واختفت كثير من أشعار الصالحين؟
إنه.. الجمال، سحر البيان، وهذا وصف نبينا الجمال الإنساني R_20 إذ: قال "إن من البيان لسحرًا"[2]. بهذا السحر وحده خلدت هذه الأسماء ثم خلدت بها سيرتها وأثرها. ولا أظننا في حاجة لإثبات أن الشعراء المُجيدين أقرب إلى الخلود والأثر من عامة ذوي العقول والنظر.
نحاول في تلك السطور القادمة أن نطرق بابًا -هو على حد علمي- لم يُطرق إلى الآن بما يكفي على مستوى التنظير، وأشد منه ألمًا ومرارة حاله على مستوى التطبيق.

الحق وحده لا يكفي..

ربما لا يلتفت كثير من العلماء وأهل التربية والدعوة إلى أن القرآن لم يكن حقًّا فحسب، وإنما كان حقًّا جميلاً، بل معجزًا في جماله.
وبهذا الجمال تحدّى العرب أن يأتوا بمثله أو بسورة منه، وما استطاعوا.
وبهذا الإعجاز في الجمال أثبت أنه كتاب الله لا كتاب البشر، وأنه وحي الله لا وحي البشر {وَلَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّهُمْ يَقُولُونَ إِنَّمَا يُعَلِّمُهُ بَشَرٌ لِسَانُ الَّذِي يُلْحِدُونَ إِلَيْهِ أَعْجَمِيٌّ وَهَذَا لِسَانٌ عَرَبِيٌّ مُبِينٌ} [النحل: 103]. وقف قليلاً عند قوله: {وَهَذَا لِسَانٌ عَرَبِيٌّ مُبِينٌ} فهنا جملة الرد، وهنا موضع التحدي.
ولأنهم يعلمون أنه لسان عربي مبين، ومعجز قالوا: {لاَ تَسْمَعُوا لِهَذَا الْقُرْآَنِ} [فصلت: 26]. فكأنهم أقروا أن سامعه لا يقاوم هذا الجمال إلا أن يؤمن به.
وحين ذهب عتبة بن ربيعة، وهو الخبير بالشعر، يفاوض النبي الجمال الإنساني R_20 فسمع منه القرآن، عاد إلى قريش وقد سلبه جمال القرآن عقله حتى إنه لم يتذكر منه شيئًا، ثم قال: "والله إن لقوله الذي يقوله حلاوة، وإن عليه لطلاوة، وإنه لمثمر أعلاه، مغدق أسفله، وإنه ليعلو ولا يعلى، وإنه ليحطم ما تحته"[3].
ولا حاجة بنا للإطالة في هذا، فنحن نخاطب أهل التربية والدعوة، وإنما الغرض أن نقول: إن القرآن لم يكن حقًّا فقط، بل كان حقًّا جميلاً باهرًا إلى حد الإعجاز والتحدي. ولو كان الإنسان عقلاً فقط فلربما كان الأوفق له أن يكون كتاب حقائق علمية، ولكن فطرة الله في الإنسان أنه يتذوق الجمال، فوق كونه يعقل المنطق.
ونحن حين ندرك هذا، ندرك معه أنه لا ينفع الناس أن نعظهم بمجرد الحقائق، بل بلطائف الجمال كذلك، وهذا يشمل كل الناس من الطفل إلى الشيخ، ومن الجاهل حتى العالم، ومن لا يشعر بالجمال ولا يتأثر به، فلربما شككنا في سلامة فطرته.
وسنرى كذلك أن النبي الجمال الإنساني R_20 لم يكن داعية حق محض فحسب، بل هو من الجمال بمكان؛ لقد هيأه الله للرسالة فكان أجمل الناس خُلُقًا {وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ} [القلم: 4]. ولكن ينبغي أن نتذكر كذلك أنه كان أجمل الناس خَلْقًا. روى البراء بن عازب فقال: "كان رسول الله الجمال الإنساني R_20 أحسن الناس وجهًا وأحسنه خلقًا، ليس بالطويل الذاهب ولا بالقصير"[4]. ولما سئل البراء أكان وجه النبي الجمال الإنساني R_20 مثل السيف؟ قال: لا، بل مثل القمر"[5].
ولقد أوتي القرآن ومثله معه[6] كذلك. انتبه: إنه لم يؤت القرآن فقط، بل أوتي السنة وقد وصفها بكونها "مثل القرآن"، فهي مثله في الحكمة، ومثله في البلاغة والجمال والإعجاز كذلك، وذكر النبي الجمال الإنساني R_20 فضله على الأنبياء، فكان مما قال: "أعطيت جوامع الكَلِم"[7].
وإننا نجد سيدنا موسى حين كُلِّف بدعوة فرعون، أدرك أهمية حسن البيان فدعا الله فقال: {وَأَخِي هَارُونُ هُوَ أَفْصَحُ مِنِّي لِسَانًا فَأَرْسِلْهُ مَعِيَ رِدْءًا يُصَدِّقُنِي} [القصص: 34].
ولا يحسن أن ننسى أبدًا حال المنافقين، وهل في خصال البشر أسوأ من النفاق والانطواء على السوء؟ إن هذا الباطل المحض والسوء المنفر حين كُسِيَ بالجمال صار أهلاً لأنْ يحذر الله منهم نبيه وعباده المؤمنين، قال تعالى: {وَإِذَا رَأَيْتَهُمْ تُعْجِبُكَ أَجْسَامُهُمْ وَإِنْ يَقُولُوا تَسْمَعْ لِقَوْلِهِمْ} [المنافقون: 4]. قال ابن كثير: "كانوا أشكالاً حسنة وذوي فصاحة وألسنة، إذا سمعهم السامع يصغي إلى قولهم لبلاغتهم"[8].

خَلْقُ الله.. وظيفة وجمال

نرى الإشارة إلى الجمال صفة ثابتة في منهج القرآن الكريم في مواطن التذكير بالنعم، وهذه الإشارة هي فاتحة المسار نحو تأمل هذه الطبيعة المضطردة في خلق الله تبارك وتعالى عبر الكون "كتاب الله المنظور".
لقد امتن الله على عباده بالجبال التي تثبت الأرض وتحفظها فهي الأوتاد وهي الرواسي، ولكن تلك الجبال التي تقوم بمهمتها خير قيام كانت أيضًا {جُدَدٌ بِيضٌ وَحُمْرٌ مُخْتَلِفٌ أَلْوَانُهَا وَغَرَابِيبُ سُودٌ} [فاطر: 27]. فكان "جمال" الجبال واختلاف ألوانها من نعم الله، ومن الأدلة عليه.
وذكر الله كذلك نعمته على عباده بما سخر لهم من دواب، تلك الدواب التي تنجز لهم أعمالهم وتحمل أثقالهم وتقطع بهم المسافات كانت كذلك من الجمال، اسمع قوله تعالى: {وَالْأَنْعَامَ خَلَقَهَا لَكُمْ فِيهَا دِفْءٌ وَمَنَافِعُ وَمِنْهَا تَأْكُلُونَ * وَلَكُمْ فِيهَا جَمَالٌ حِينَ تُرِيحُونَ وَحِينَ تَسْرَحُونَ * وَتَحْمِلُ أَثْقَالَكُمْ إِلَى بَلَدٍ لَمْ تَكُونُوا بَالِغِيهِ إِلَّا بِشِقِّ الْأَنْفُسِ إِنَّ رَبَّكُمْ لَرَءُوفٌ رَحِيمٌ * وَالْخَيْلَ وَالْبِغَالَ وَالْحَمِيرَ لِتَرْكَبُوهَا وَزِينَةً وَيَخْلُقُ مَا لاَ تَعْلَمُونَ} [النحل: 5-8].
بل قد يذكر الله الجمال أولاً وقبل الوظيفة {وَلَقَدْ زَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ وَجَعَلْنَاهَا رُجُومًا لِلشَّيَاطِينِ} [الملك: 5]. فهنا كانت المصابيح زينة السماء قبل أن تكون رجوم الشياطين.
بل وربما ذكر الجمال فحسب، فتكون منة الله على عباده الجمال وحده {وَمَا ذَرَأَ لَكُمْ فِي الْأَرْضِ مُخْتَلِفًا أَلْوَانُهُ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَةً لِقَوْمٍ يَذَّكَّرُونَ} [النحل: 13]؛ ففي "اختلاف الألوان" تكمن الآية.
ومثل هذا أن يلفت الله النظر في ذات الشيء إلى الجمال وحده، إننا نجد الله حين قرر حق الفقراء في ثمار الأغنياء قال: {كُلُوا مِنْ ثَمَرِهِ إِذَا أَثْمَرَ وَآَتُوا حَقَّهُ يَوْمَ حَصَادِهِ وَلاَ تُسْرِفُوا} [الأنعام: 141]. ولكنه وفي آية أخرى في نفس السياق تحدث عن جمال الثمار فحسب فقال: {انْظُرُوا إِلَى ثَمَرِهِ إِذَا أَثْمَرَ وَيَنْعِهِ} [الأنعام: 99]. فهنا حديث عن الجمال الذي تراه العين، وأمر بالتأمل فيه.
إن هذا المنهج القرآني حري أن نتوقف عنده طويلاً، ونتعلم.. نتعلم كيف نعرض الحقائق في الثوب الجميل، باللفظ الجميل، بالعبارة الجميلة، فلقد خلق الله الإنسان ولكنه أنزل إليه لباسًا وريشًا.
ولقد أبدع في وصف هذا المنهج الأستاذ محمد قطب فقال في كتابه (قبسات من الرسول):
"الجمال فطرة الطبيعة، فطرة الحياة التي خلقها الله.
والحياة لا تكتفي بقضاء الضرورة، ولكنها تهدف دائمًا إلى الإحسان في الأداء.
أرأيت هذه الزهرة الجميلة الفياحة الشذى، المتناسقة الألوان؟ أتظن ذلك "ضرورة"؟
قالوا: لتجتذب إليها النحل فينتج منها العسل غذاء وشفاء للناس! وتساعد كذلك في تلقيح النباتات!
فهل تظن ذلك؟ هل من "الضرورة" بالقياس إلى النحل أن يكون في الزهرة كل هذا الجمال؟
كلا والله! فالنحل خلق متواضع! وإنه ليحط على الزهرة الرائعة التناسق، كما يحط على الزهرة العادية الجمال.
فليس جمال الزهرة إذن ضرورة! وكل الأهداف البيولوجية يمكن أن تتم في أبسط زهرة كما تتم في أجمل الأزهار.
ورأيت هذه الطبيعة؟
رأيت حمرة الشفق المبدعة، ورأيت جمال الصبح الوليد؟
رأيت روعة الجبال تبهر الأنفاس وتهز الوجدان؟
والبحر الممتد إلى غير نهاية منسرب الموج، تراه في الليل الساكن كأنما تعمره الأطياف.. أو الأشباح؟
والليلة القمراء.. هل "ذقتها"؟ و"ذقت" طعم السحر في ضوئها، وظلها، وأطيافها الساربة، وحديثها المهموس؟
هل تظن ذلك "ضرورة"؟
وأين هي الضرورة في ذلك كله، والحياة ممكنة ومستطاعة بغير هذا الجمال؟
ورأيت هذا الوجه الرائع؟
هاتان العينان الحالمتان اللتان يطل منهما عالم عميق الأغوار.. تلك التقاطيع المنسقة.. هذا المعنى المعبر.. تلك "الروح" التي تطل من وراء القسمات؟
تظن ذلك ضرورة؟ وما الضرورة؟
أليست كل العمليات البيولوجية من طعام وشراب وتنفس تتم في أقبح وجه وأجمل وجه على السواء؟"[9].
ثم يزيد هذا الأمر توضيحًا في كتابه (منهج التربية الإسلامية) فيقول: "إن الجبال لا تكتفي بأن تكون جبالاً.. ولكنها تكون جميلة ورائعة مكسوة بالثلوج، أو مكسوة بالغابات!
إن السحاب لا يكتفي بأن يكون سحابًا يحمل الماء.. ولكنه كذلك يكون جميلاً بأشكاله وألوانه، ثم ينتشر عليه في بعض الأحيان، طيف الشمس (قوس قزح) في منظر رائع جميل!
إن النبات لا يكتفي بأن يكون نباتًا، ولكنه يُورق ويزهر، ويستمتع منه الإنسان بزهره الأريج وشكله البهيج!
إن الطير لا يكتفي بأن يكون طيرًا، ولكنه يسقسق ويغرد ويلعب ويغرد ويقفز، وتزهو منه الألوان!
إن الحيوان لا يكتفي بأن يكون حيوانًا، ولكنه يقفز ويمرح، و"يتخابث" في لطف ويُستألف للإنسان"[10].

الدعوة بالجمال

حين خاطب الله تعالى الناس ليؤمنوا، والمؤمنين ليثبتوا ويزدادوا إيمانًا، كان الخطاب القرآني فوق بلاغته يشير إلى الجمال المنثور في الكون، وبهذا الجمال وإتقان الصنعة كان القرآن يقول للناس آمنوا بالله.
فالله هو الذي خلق لكم، وأنزل لكم، وسخر لكم، وإن جعل عليكم النهار سرمدًا فلن يأتيكم أحد بليل، ولو جعل عليكم الليل سرمدًا فلن يأتيكم أحد بنهار، وآيات القرآن في هذا الشأن يمتزج فيها إتقان الخلق بجمال الخلق.
{اللَّهُ الَّذِي رَفَعَ السَّمَاوَاتِ بِغَيْرِ عَمَدٍ تَرَوْنَهَا ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ كُلٌّ يَجْرِي لِأَجَلٍ مُسَمًّى يُدَبِّرُ الْأَمْرَ يُفَصِّلُ الْآَيَاتِ لَعَلَّكُمْ بِلِقَاءِ رَبِّكُمْ تُوقِنُونَ * وَهُوَ الَّذِي مَدَّ الْأَرْضَ وَجَعَلَ فِيهَا رَوَاسِيَ وَأَنْهَارًا وَمِنْ كُلِّ الثَّمَرَاتِ جَعَلَ فِيهَا زَوْجَيْنِ اثْنَيْنِ يُغْشِي اللَّيْلَ النَّهَارَ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ * وَفِي الْأَرْضِ قِطَعٌ مُتَجَاوِرَاتٌ وَجَنَّاتٌ مِنْ أَعْنَابٍ وَزَرْعٌ وَنَخِيلٌ صِنْوَانٌ وَغَيْرُ صِنْوَانٍ يُسْقَى بِمَاءٍ وَاحِدٍ وَنُفَضِّلُ بَعْضَهَا عَلَى بَعْضٍ فِي الْأُكُلِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَاتٍ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ} [الرعد: 2-4].
{أَوَلَمْ يَرَوْا إِلَى الطَّيْرِ فَوْقَهُمْ صَافَّاتٍ وَيَقْبِضْنَ مَا يُمْسِكُهُنَّ إِلَّا الرَّحْمَنُ إِنَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ بَصِيرٌ} [الملك: 19].
{إِنَّ اللَّهَ فَالِقُ الْحَبِّ وَالنَّوَى يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَمُخْرِجُ الْمَيِّتِ مِنَ الْحَيِّ ذَلِكُمُ اللَّهُ فَأَنَّى تُؤْفَكُونَ * فَالِقُ الْإِصْبَاحِ وَجَعَلَ اللَّيْلَ سَكَنًا وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ حُسْبَانًا ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ * وَهُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ النُّجُومَ لِتَهْتَدُوا بِهَا فِي ظُلُمَاتِ الْبَرِّ وَالْبَحْرِ قَدْ فَصَّلْنَا الْآَيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ * وَهُوَ الَّذِي أَنْشَأَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ فَمُسْتَقَرٌّ وَمُسْتَوْدَعٌ قَدْ فَصَّلْنَا الْآَيَاتِ لِقَوْمٍ يَفْقَهُونَ * وَهُوَ الَّذِي أَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجْنَا بِهِ نَبَاتَ كُلِّ شَيْءٍ فَأَخْرَجْنَا مِنْهُ خَضِرًا نُخْرِجُ مِنْهُ حَبًّا مُتَرَاكِبًا وَمِنَ النَّخْلِ مِنْ طَلْعِهَا قِنْوَانٌ دَانِيَةٌ وَجَنَّاتٍ مِنْ أَعْنَابٍ وَالزَّيْتُونَ وَالرُّمَّانَ مُشْتَبِهًا وَغَيْرَ مُتَشَابِهٍ انْظُرُوا إِلَى ثَمَرِهِ إِذَا أَثْمَرَ وَيَنْعِهِ إِنَّ فِي ذَلِكُمْ لَآَيَاتٍ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ * وَجَعَلُوا لِلَّهِ شُرَكَاءَ الْجِنَّ وَخَلَقَهُمْ وَخَرَقُوا لَهُ بَنِينَ وَبَنَاتٍ بِغَيْرِ عِلْمٍ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يَصِفُونَ * بَدِيعُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ أَنَّى يَكُونُ لَهُ وَلَدٌ وَلَمْ تَكُنْ لَهُ صَاحِبَةٌ وَخَلَقَ كُلَّ شَيْءٍ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ} [الأنعام: 95-101].
وقِسْ على هذا كثير، ونحن هنا في مقام الإشارة، ثم نحن نخاطب أهل التربية وهم في هذا المقام أفذاذ ألمعيون.
وبمثل هذا النهج كان حرص النبي الجمال الإنساني R_20 على الدعوة بالجمال، وقد سبق أن قلنا: إن الله حسَّن خلْقَه، ولكنه الجمال الإنساني R_20 وكما روى جرير بن عبد الله قال: "ما حجبني النبي الجمال الإنساني R_20 منذ أسلمت، ولا رآني إلا تبسم في وجهي"[11].
وكان الجمال الإنساني R_20 محتفيًا بالجمال إلى الحد الذي يقرر فيه أن "الطهور شطر الإيمان"[12]. وقال: "لولا أن أشق على أمتي ، أو على الناس لأمرتهم بالسواك مع كل صلاة"[13].
ولقد أعلن النبي الجمال الإنساني R_20 أنه يحب الطيب فقال: "حبب إليَّ من دنياكم: النساء والطيب، وجعلت قرة عيني في الصلاة"[14]. وكان من عادته الجمال الإنساني R_20 إذا أُتي بطيب لم يرده[15]، بل وأوصى الجمال الإنساني R_20 فقال: "من عرض عليه ريحان فلا يرده، فإنه طيب الرايح خفيف المحمل"[16].
وعندما صُنعت لرسول الله الجمال الإنساني R_20 بردة سوداء ولبسها، فلما عرق فيها وجد ريح الصوف فقذفها[17].
ولهذا كان من وصف خادم النبي أنس بن مالك الجمال الإنساني T_20 قوله: "ولا مسست ديباجة ولا حريرة ألين من كف رسول الله الجمال الإنساني R_20، ولا شممت مسكة ولا عنبرة أطيب من رائحة رسول الله الجمال الإنساني R_20"[18].
وتعددت وصايا النبي الجمال الإنساني R_20 في هذا الموضوع. يروي أبو الأحوص عن أبيه قال: أتيت النبي الجمال الإنساني R_20 في ثوب دون. فقال: "ألك مال؟" قال: نعم. قال: "من أي المال؟" قال: قد آتاني الله من الإبل والغنم والخيل والرقيق. قال: "فإذا آتاك الله مالاً فلير أثر نعمة الله عليك وكرامته"[19].
وأوصى فقال الجمال الإنساني R_20: "ما على أحدكم إن وَجَدَ -أو ما على أحدكم إن وجدتم- أن يتخذ ثوبين ليوم الجمعة سوى ثَوْبَيْ مِهْنَتِهِ؟!"[20].
وخلاصة المنهج الإسلامي مع الجمال تكمن في قوله الجمال الإنساني R_20: "إن الله جميل يحب الجمال"[21]. وبالجملة فإن المصطفى الجمال الإنساني R_20 "لم يتسخ له ثوب قط، قيل: لأنه لا يبدو منه إلا طيب"[22].
كما كان الجمال الإنساني R_20 صاحب ذوق رفيع، وهو نوع آخر من الجمال كذلك:
فعن أنس بن مالك أن النبي الجمال الإنساني R_20 "كان إذا صافح رجلاً لم يترك يده حتى يكون هو التارك ليد رسول الله الجمال الإنساني R_20"[23].
ونهى الجمال الإنساني R_20 أن يجلس الرجل بين الرجلين إلا بإذنهما[24].
وقال الجمال الإنساني R_20: "إذا كنتم ثلاثة فلا يتناجى اثنان دون الآخر حتى تختلطوا بالناس من أجل أن يحزنه"[25].
وقال الجمال الإنساني R_20: "من لا يشكر الناس لا يشكر الله"[26].
حتى في مناداة العبد والخادم أوصى النبي الجمال الإنساني R_20 "لا يقولن أحدكم: عبدي وأمتي، كلكم عبيد الله، وكل نسائكم إماء الله، ولكن ليقل: فتاي وفتاتي"[27].
هذا المنهج تعلمه صحابة النبي الجمال الإنساني R_20 فعرفوا أن للجمال أثرًا في الدعوة، وأي أثر! فحين ذهب ابن عباس الجمال الإنساني T_20 كرسولٍ من علي بن أبي طالب لمحاورة الخوارج الحرورية وإقناعهم بالحق.. إنه لجدير أن نقف عنده وهو يختار أن يلبس لهذه المهمة أفضل ما لديه من ثياب. روى أبو داود عنه أنه قال: لما خرجت الحرورية أتيت عليًّا الجمال الإنساني T_20 فقال: ائت هؤلاء القوم. فلبست أحسن ما يكون من حلل اليمن، قال أبو زميل: وكان ابن عباس رجلاً جميلاً جهيرًا. قال ابن عباس: فأتيتهم فقالوا: مرحبًا بك يا ابن عباس، ما هذه الحلة؟ قال: ما تعيبون عليَّ لقد رأيت على رسول الله الجمال الإنساني R_20 أحسن ما يكون من الحلل"[28].
وأثر الجمال في النفوس فهمه أيضًا سلفنا الصالح رضوان الله عليهم، حتى يحكي الإمام المناوي قائلاً: "وقد كانت ثياب شيخ الإسلام البرهان بن أبي شريف الجمال الإنساني T_20 في غاية النقاء والنظافة والبياض إلى حد لا يبلغه ثياب الملوك في عصره، كأنه مع ثيابه قطعة نور. (ثم يضيف المناوي) والنظافة مما تزيد في العين مهابة، وفي القلب جلالة"[29].
وفي هذا المقام نرجو إخواننا وشيوخنا الدعاة والمربين مراجعة سيرة الإمام الليث بن سعد.

.. والعزة بالجمال

ذلك ما فهمه معاوية بن سفيان الجمال الإنساني T_20 حين كان في ولاية الشام على عهد أمير المؤمنين عمر الجمال الإنساني T_20، فحين خرج عمر بن الخطاب إلى الشام فرأى معاوية في موكب يتلقاه وراح إليه في موكب، فقال له عمر: يا معاوية، تروح في موكب وتغدو في مثله، وبلغني أنك تصبح في منزلك وذوو الحاجات ببابك. قال: يا أمير المؤمنين، إن العدو بها قريب منا ولهم عيون وجواسيس، فأردت يا أمير المؤمنين أن يروا للإسلام عزًّا. فقال له عمر: إن هذا لكيد رجل لبيب، أو خدعة رجل أريب"[30].
ويروي المقري عن العصر الذهبي للأندلس زيارة ملك الجلالقة أردون (أوردونيو) ودخوله إلى قصر الجمال الإنساني 6735_image003الزهراء بين يدي الحكم المستنصر (حكم منذ 350هـ إلى 366هـ)، فما كاد الملك يتماسك مما رآه من أبهة وجمال، حتى إنه سجد بين يدي الخليفة مرارًا، وظل لوقت ساكتًا من الجلال: "فلما قابل السرير (كرسي الخليفة) خر ساجدًا سويعة، ثم استوى قائمًا، ثم نهض خطوات، وعاد إلى السجود، ووالى ذلك مرارًا إلى أن قدم بين يدي الخليفة، وأهوى إلى يده فناوله إياها وكر راكعًا مقهقرًا على عقبه إلى وساد ديباج مثقل بالذهب، جعل له هنالك ووضع على قدر عشرة أذرع من السرير (كرسي الخليفة)، فجلس عليه والبَهْرُ قد علاه... فأطرق الحكم عن تكليم الملك أردون إثر قعوده أمامه وقتًا كيما يُفْرِخ روعة، فلما رأى أن قد خُفِّض عليه افتتح تكليمه... تطلق وجه أردون وانحط عن مرتبته فقبّل البساط وقال: أنا عبد أمير المؤمنين... فكرر أردون الخضوع وأسهب في الشكر وقام للانصراف مقهقرًا لا يولي الخليفة ظهره وقد تكنفه الفتيان فأخرجوه إلى المجلس الغربي في السطح وقد علاه البهر وأذهله الروع من هول ما باشره وجلالة ما عاينه من فخامة الخليفة وبهاء العزة، فلما أن دخل المجلس ووقعت عينه على مقعد أمير المؤمنين خاليًا منه انحط ساجدًا إعظامًا له (وأمر له الخليفة بخلعة) كانت دراعة منسوجة بالذهب وبرنسًا مثلها له لوزة مفرغة من خالص التبر مرصعة بالجوهر والياقوت، ملأت عين العلج تجلة فخر ساجدًا وأعلن بالدعاء...
واستشعر الناس من مسرة هذا اليوم وعزة الإسلام فيه ما أفاضوا في التبجح به، والتحدث عنه أيامًا، فمن ذلك قول عبد الملك بن سعيد المرادي:
مُلك الخليفة آيةُ الإقبال *** وسُعـوده موصـولة بتوالي
والمسلمون بعزة وبرفعـة *** والمشركون بذلة وسفال"[31]
وإن نظرة إلى قصر الحمراء في غرناطة لتملأ النفس الإنسانية إعجابًا وانبهارًا، وتملأ نفوس المسلمين خصوصًا فوق الإعجاب حسرة وحزنًا وشوقًا وفخرًا.
ولا أحسب أحدًا يجادل في أن جماهير من تغربوا أو انخدعوا بالغرب بهرهم جماله وتفوقه، لا فلسفته وثقافته.
والخلاصة..
أن الدخول إلى النفس من باب الجمال، هو منهج قرآني ونبوي، وهو قرين الدخول إلى الإنسان من باب العقل والإقناع بل ربما أحيانًا يسبقه، والعبرة في هذا بطائفة المخاطَبين أو الطلاب والتلاميذ، وكلما كان المخاطَب طفلاً أو غلامًا، ازدادت الحاجة إلى الجمال أكثر من الإقناع.
وإنه ليحسن للداعية أن يتحدث عن "جمال الإسلام" بدل أن يتحدث عن "قيود الإسلام" أو "تكاليف الإسلام" والمعنى في الحالين واحد، ولكن المدخل في الأولى ألطف وأقرب وأحب إلى النفس.
ولا شك عندي في أن نفس الداعية مستحضرة للحق متحيزة له، ولكن الأمر لا يتطلب كثير وقت لتحسين المداخل وتجويد العبارة.
وليتذكر أن الخلود مشروط بالجمال، طالما كان الموضوع في ميدان النفس ولم يكن في ميدان العلوم البحتة، ولعله حين يشرد مفكرًا في الجمال سيجد في رأسه بيتًا للمتنبي أو أبي نواس، فيعلم أن فطرة النفوس وإن رفضت المعنى فقد قبلت الثياب {وَلِبَاسُ التَّقْوَى ذَلِكَ خَيْرٌ ذَلِكَ مِنْ آَيَاتِ اللَّهِ لَعَلَّهُمْ يَذَّكَّرُونَ} [الأعراف: 26].
بقلم: م. محمد إلهامي[1]



[1] باحث في التاريخ والحضارة الإسلامية، وصاحب مدونة المؤرخ http://www.tadwen.com/melhamy.
[2]رواه البخاري.
[3]انظر: الألباني: صحيح السيرة النبوية، المكتبة الإسلامية، عمان، الأردن، الطبعة الأولى، ص158-160. وإبراهيم العلي: صحيح السيرة النبوية، دار النفائس، عمان، الأردن، الطبعة الأولى 1415هـ/ 1995م، ص58.
[4]متفق عليه، واللفظ لمسلم.
[5]متفق عليه، واللفظ للبخاري.
[6]حديث "ألا أني أوتيت الكتاب ومثله معه". أخرجه أحمد وأبو داود، وصححه الألباني في صحيح الجامع برقم 2643.
[7]رواه مسلم.
[8]ابن كثير: تفسير القرآن العظيم، تحقيق سامي بن محمد سلامة، دار طيبة، الطبعة الثانية 1420هـ/ 1999م، 8/126.
[9]محمد قطب: قبسات من الرسول ص105-107.
[10]محمد قطب: منهج التربية الإسلامية ص150.
[11]متفق عليه.
[12]رواه مسلم.
[13]رواه البخاري.
[14]رواه أحمد والنسائي والحاكم والبيهقي، وصححه الألباني برقم (5435) في صحيح وضعيف الجامع الصغير.
[15]رواه البخاري.
[16]رواه مسلم.
[17]رواه أبو داود، وصححه الألباني في التعليق على أبي داود.
[18]رواه مسلم.
[19]رواه أبو داود والترمذي والنسائي، وصححه الألباني في صحيح الجامع رقم 254.
[20]رواه أبو داود وابن ماجه، وصححه الألباني في التعليق على أبي داود وابن ماجه.
[21]جزء من حديث رواه مسلم.
[22]المناوي: فيض القدير، دار الكتب العلمية بيروت - لبنان، الطبعة الأولى، 1415هـ/ 1994م، 2/285.
[23]انظر: السلسلة الصحيحة للألباني رقم 2485.
[24]انظر: السلسة الصحيحة للألباني رقم 2385.
[25]متفق عليه، وهذا لفظ مسلم.
[26]رواه البيهقي، وحسّنه الألباني في صحيح الجامع رقم 3014.
[27]رواه مسلم.
[28]رواه أبو داود، وقال الألباني في التعليق على أبي داود: حسن الإسناد.
[29]المناوي: فيض القدير، دار الكتب العلمية، بيروت - لبنان، الطبعة الأولى 1415هـ/ 1994م، 2/285.
[30]الطبري: تاريخ الأمم والملوك، دار الكتب العلمية، بيروت - لبنان، 3/265.
[31] المقّّري: نفح الطيب من غصن الأندلس الرطيب، تحقيق د. إحسان عباس، دار صادر - بيروت، لبنان، 1408هـ/ 1988م، 1/388-393 باختصار.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
 
الجمال الإنساني
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى الشنطي :: مواضيع ثقافية عامة :: منوعات-
انتقل الى: