منتدى الشنطي
سيغلق هذا المنتدى بسبب قانون الجرائم الاردني
حيث دخل حيز التنفيذ اعتبارا من 12/9/2023
ارجو ان تكونوا قد استفدتم من بعض المعلومات المدرجة
منتدى الشنطي
سيغلق هذا المنتدى بسبب قانون الجرائم الاردني
حيث دخل حيز التنفيذ اعتبارا من 12/9/2023
ارجو ان تكونوا قد استفدتم من بعض المعلومات المدرجة

منتدى الشنطي

ابراهيم محمد نمر يوسف يحيى الاغا الشنطي
 
الرئيسيةالرئيسية  البوابةالبوابة  الأحداثالأحداث  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخول  

 

 التقسيم الأول لفلسطين .. لجنة بيل 1937م و (لجنة وودهيد 1938م)

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 75802
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 78
الموقع : الاردن

التقسيم الأول لفلسطين .. لجنة بيل 1937م  و (لجنة وودهيد 1938م) Empty
مُساهمةموضوع: التقسيم الأول لفلسطين .. لجنة بيل 1937م و (لجنة وودهيد 1938م)   التقسيم الأول لفلسطين .. لجنة بيل 1937م  و (لجنة وودهيد 1938م) Emptyالإثنين 24 أكتوبر 2016, 10:35 pm

التقسيم الأول لفلسطين .. لجنة بيل 1937م




لجنة بيل 1937م
لجنة تحقيق شكلتها الحكومة البريطانية في أغسطس 1936م بغرض دراسة الأسباب الأساسية لانتفاضة المواطنين الفلسطينيين في أبريل 1936م وبحث كيفية تنفيذ صك الانتداب على فلسطين والتزامات بريطانيا تجاه كل من الفلسطينيين والمستوطنين اليهود، كما طلبت الحكومة من اللجنة تقديم توصيات بشأن شكاوى الفلسطينيين واليهود عن طريقة تنفيذ الانتداب. وقد ضمت اللجنة ستة أعضاء برئاسة اللورد بيل الذي شغل منصب وزير شئون الهند.
وصلت اللجنة إلى فلسطين في نوفمبر 1936م، واستمر عملها ستة أشهر عقدت خلالها ستة وأربعين اجتماعاً منها واحد وثلاثون اجتماعاً علنياً واستمعت إلى أربعين شاهداً يهودياً، أما الفلسطينيون فقد قاطعوا أعمال اللجنة في بداية الأمر ثم تغيَّر الموقف فيما بعد، وقد أدلى بشهادته أمامها مفتي فلسطين الحاج محمد أمين الحسيني بالإضافة إلى أربعة وعشرين شاهداً.
تقرير لجنة بيل 1937م
قدَّمت اللجنة الملكية البريطانية "لجنة بيل" تقريرها في 7 يوليو 1937م، والذي أرجع انتفاضة المواطنين الفلسطينيين إلى رغبتهم في الاستقلال القومي وإلى مخاوفهم من إقامة الوطن القومي اليهودي واستمرار الهجرة اليهودية إلى فلسطين واستيلاء المستوطنين الصهاينة على الأراضي العربية، فضلاً عن عدم تكافؤ الفرص بين الفلسطينيين واليهود في عَرْض قضيتهم أمام الحكومة والبرلمان في بريطانيا وتشكَّك الجانب العربي في قدرة ورغبة الحكومة البريطانية في تنفيذ وعودها.
وتوصلت اللجنة إلى أن استمرار الانتداب البريطاني على فلسطين يعني مزيداً من التذمر إلى أجل غير مسمى، فهو الذي خلق العداء بين الفلسطينيين واليهود نظراً لتناقُض الالتزامات الواردة في صك الانتداب والتي يستحيل معها تحقيق المطلب الرئيسي لكل طرف دون الإخلال بالالتزام تجاه الطرف الآخر. ولهذا، أوصت اللجنة بأن تتخذ الحكومة البريطانية الخطوات اللازمة لإنهاء الانتداب وتقسيم فلسطين إلى دولتين يهودية وعربية.
الدولة اليهودية
ووفقًا لقرار اللجنة تضم الدولة اليهودية القسم الشمالي والغربي من فلسطين، وتمتد على الساحل من حدود لبنان إلى جنوبي يافا، وتشمل عكا وحيفا وصفد وطبريا والناصرة وتل أبيب.
الدولة العربية
أما الدولة العربية فتشمل القسم الجنوبي والشرقي من فلسطين ويتم ضمها للأردن.
أما الأماكن المقدسة في القدس وبيت لحم فتبقى تحت الانتداب البريطاني.
تقسيم فلسطين - لجنة بيل 1937م
ردود الأفعال تجاه تقرير لجنة بيل
وقد تباينت ردود الأفعال تجاه تقرير لجنة بيل، ففي حين رأت الحكومة البريطانية في مشروع التقسيم أفضل حل للمشكلة، أعرب الفلسطينيون عن رفضهم تقسيم فلسطين أو التنازل عنها، وذلك من خلال مؤتمر بلودان في سبتمبر 1937م.
أما الحركة الصهيونية، فقد أجمع ممثلوها في المؤتمر الصهيوني العشرين على رفض انتقادات لجنة بيل لنظام الانتداب، ولكنهم اختلفوا فيما بينهم بشأن موضوع التقسيم وطالبوا بمزيد من الضمانات للدولة اليهودية.
رفض عربي لتوصيات لجنة بيل
استشاط الفلسطينيون غضبًا نتيجة هذه التوصيات، فهم لم يقبلوا بالوجود الصهيوني في فلسطين أصلاً، فما بالك بإعطاء الصهاينة حق السيادة على التراب الفلسطيني ضمن الدولة اليهودية المقترحة، وهذا الحل أوقع مئات القرى الفلسطينية في نطاق دولة يهودية، وحكم على الآلاف من الفلسطينيين أن يصبحوا أقلية في وطنهم. كذلك يتيح هذا الحل للدولة اليهودية الاستحواذ على 33 من مجموع مساحة البلاد في وقت لم تكن الملكيات اليهودية فيه تتجاوز 6,5 من أراضي فلسطين.
وخشي الفلسطينيون مصادرة أراضيهم داخل الدولة اليهودية من خلال تطبيق الخطوط العامة لسياسة الصندوق القومي اليهودي. كما أنهم تخوفوا من توصية اللجنة بإبعادهم قسرًا إذ لزم الأمر خارج الدولة اليهودية، حتى إن اللجنة نفسها بدا عليها الارتباك عند إيجازها الأفكار الرئيسية في التقرير، حين ذكرت في نقاط أنه بالنظر إلى ما يعنيه إمكان إيجاد ملجأ في فلسطين لعدة آلاف من اليهود المعذبين، فهل تكون الخسارة المترتبة على التقسيم، مهما يكن عظمها، أكثر مما يتحمله الجود العربي؟.
أسباب الرفض الفلسطيني
أولاً: كان الرفض الفلسطيني لأن أراضي الدولة اليهودية حسب المقترح تضم 5,4 مليون دونم، من الأراضي الصالحة جدًا للزراعة، مع أن الصهاينة في ذلك الوقت كانوا يملكون 5,1 مليون دونم فقط.
ثانيًا: سبعة أثمان الأراضي المزروعة بالحمضيات التي يملكها العرب، والتي تمثل عماد الاقتصاد الوطني الفلسطيني تقع ضمن أراضي الدولة اليهودية المقترحة.
ثالثًا: مئات المساجد والكنائس والمعابد والمقامات والمقابر والأوقاف الدينية والمواقع الأثرية الإسلامية تقع في المنقطة اليهودية حسب اقتراح لجنة بيل.
رابعًا: يسكن في أراضي الدولة اليهودية المقترحة 300 ألف يهودي، و 325 ألف عربي، وترى لجنة بيل أن على العرب التخلي عن أراضيهم فيها طوعًا أو كرهًا مع أنهم أكثر من اليهود.
خامسًا: أنكرت اللجنة أدنى الحقوق الوطنية الفلسطينية؛ فالدولة العربية رغم أنها الأسوأ في الأماكن وإمكاناتها الاقتصادية لن تكون دولة مستقلة، بل سيتم ضمها لإمارة شرق الأردن، ويشترط أن تربطها ببريطانيا معاهدات صداقة، وبذلك تكون لجنة بيل قد سمحت بإقامة دولة يهودية وطمست الوجود الفلسطيني نهائيًا.
سادسًا: معظم مخزون المياه الجوفية في فلسطين يقع في الدولة اليهودية، أما الدولة العربية، فتقع أجزاء كبيرة منها في النقب الصحراوي الذي سيتم تنفيذ مشروع ري فيه للإبقاء على حياة سكانه.
سابعًا: ضمنت بريطانيا لنفسها استمرار سيادتها على القدس وبيت لحم والممر الموصل للبحر المتوسط في اللد والرملة.
رد بريطاني عنيف على تقرير لجنة بيل
وردّ البريطانيون على تصاعد المقاومة الفلسطينية بالتصميم على سحقها، وأصدرت أمرها في الحال بحلّ اللجنة العربية العليا واعتقال أعضائها، وشمل قرار الحل أيضًا جميع الأحزاب والمنظمات السياسية الفلسطينية، واعتقل البريطانيون العشرات من الزعماء الفلسطينيين، ونفوا خمسة من أبرزهم إلى جزر سيشيل في المحيط الهندي، وألقوا بآلاف الفلسطينيين في معسكرات اعتقال خاصة، واستخدم البريطانيون طائراتهم ودباباتهم ومدفعيتهم الثقيلة ضد الثوار.
وقد درست لجنة الانتدابات التابعة لعصبة الأمم تقرير اللجنة. ورغم اعترافها بمساوئ الانتداب، إلا أنها اعتبرت قيام دولتين مستقلتين عملاً غير حكيم قبل مضي فترة أخرى من إدارة الانتداب، وأوصت ـ في حالة قبول مشروع التقسـيم ـ ببقاء الدولتين العربية واليهودية تحت نظام انتداب انتقالي إلى أن تبرهن كلٌّ منهما على أحقيتهـا بالاستقلال. وفي سبتمبر 1937م، اتَّخذ مجلس عصبة الأمم قراراً بتخويل بريطانيا في وضع خطة مفصلة لتقسيم فلسطين، وأُجِّل بحث جوهر الموضوع لحين تقديم هذه الخطة.
ويمكن القول بوجه عام بأن تقرير لجنة بيل كان محاولة بارعة لحل مأزق السياسة البريطانية الاستعمارية في المنطقة، فهو يحقق للحركة الصهيونية مطلبها الأساسي في تأسيس "وطن قومي لليهود" ويحاول في الوقت نفسه امتصاص الغضب العربي عن طريق منح الفلسطينيين نوعاً من الاستقلال الشكلي الذي يضمن استمرار السيطرة الاستعمارية البريطانية.
__________
المصدر: موقع هدي الإسلام
دكتور عبد الوهاب المسيري: موسوعة اليهود واليهودية والصهيونية، المجلد السادس، الجزء الأول، الباب الرابع،لجنة بيل.












تقسيم فلسطين (لجنة وودهيد 1938م)
التقسيم الأول لفلسطين .. لجنة بيل 1937م  و (لجنة وودهيد 1938م) Plan

لجنة وودهيد 
لجنة تحقيق شكلتها الحكومة البريطانية في مارس 1938م تنفيذاً لقرار مجلس عصبة الأمم في سبتمبر 1937م حول تقرير لجنة بيل، وكانت مهمة اللجنة العمل على تنفيذ مقترحات لجنة بيل بشأن تقسيم فلسطين، وقد ضمت اللجنة أربعة أعضاء برئاسة سير جون وودهيد.
وقد عُهد إلى اللجنة أن توصي برسم حدود فاصلة بين المنطقتين العربية واليهودية المقترحتين، وكذلك رسم حدود الأراضي المزمع بقاؤها تحت الانتداب البريطاني بصورة دائمة أو مؤقتة، على أن يكون من شأن هذه الحدود تقديم ضمانات كافية لتأسيس دولتين إحداهما عربية والأخرى يهودية مع الأخذ بعين الاعتبار ضرورة تقليل السكان العرب والمشاريع العربية في المنطقة اليهودية لأقل حد ممكن والعكس بالعكس. كما طالبت الحكومة البريطانية اللجنة بتقديم توصيات تساعدها على القيام بمسئولياتها كدولة منتدبة، كما منحتها الحرية الكاملة في إدخال أية تعديلات على مشروع التقسيم الذي اقترحته لجنة بيل بناء على دراستها للأوضاع الاقتصادية والسياسية في فلسطين.
وفي 23 أبريل 1938م، وصلت اللجنة إلى فلسطين ومكثت بها حتى 3 أغسطس حيث قابلت شهوداً من المستوطنين اليهود والمسئولين البريطانيين في فلسطين وشرق الأردن وعقدت 55 جلسة كانت اثنتان منها علنيتين والباقية سرية. أما الفلسطينيون فقد قاطعوا اللجنة لإدراكهم أن نقطة انطلاقها هي مشروع تقسيم فلسطين الذي ترفضه الجماهير العربية بجميع طوائفها واتجاهاتها.
وقد توجَّهت اللجنة بعد ذلك إلى لندن حيث عقدت عدة جلسات سرية أعدت خلالها تقريرها الذي نُشر في نوفمبر من العام نفسه وذكرت فيه أن الفلسطينيين يقفون موقفاً عدائياً من التقسيم أياً كان شكله الأمر الذي يجعل اقتراحات لجنة بيل بشأن تفريغ الدولة اليهودية المقترحة من السكان العرب عن طريق النقل الإجباري أو الاختياري أمراً مستحيلاً، وفي المقابل قدَّمت اللجنة عدة اقتراحات بديلة لمواجهة المشاكل الناجمة عن التقسيم.
كتاب نوفمبر 1938م الأبيض (تقرير لجنة وودهيد) :
بعد إصدار تقرير لجنة وودهيد الذي طالب بإلغاء توصيات لجنة بيل (على اعتبار أن المشروع الذي طالبت به غير مجد) ، وحاولت الحكومة البريطانية تقديم وجهة نظر تهدف إلى احتواء الثورة الفلسطينية التي نشبت آنذاك في جبال فلسطين فانتهت إلى ادعاء رفض التقسيم حيث إن المصاعب الإدارية والسياسية والمالية التي تتضمنها عملية التقسيم من شأنها أن تجعل فكرة التقسيم غير عملية، وعليه فقد قررت الحكومة البريطانية بذل الجهود لخلق تفاهم أكبر بين العرب واليهود عن طريق الدعوة لعقد مؤتمر يحضره ممثلو الوكالة اليهودية وممثلو عرب فلسطين والدول العربية المجاورة للتباحث حول "سياسة المستقبل"، وضمنها موضوعات الهجرة إلى فلسطين "فإذا لم تتوصل الأطراف إلى اتفاق خلال فترة معقولة، فإن الحكومة البريطانية ستتخذ قرارها الخاص".


المصدر: دكتور عبد الوهاب المسيري: موسوعة اليهود واليهودية والصهيونية، المجلد السادس، الجزء الأول، الباب الرابع، لجنة وودهيد.


عدل سابقا من قبل ابراهيم الشنطي في الإثنين 24 أكتوبر 2016, 10:44 pm عدل 1 مرات
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 75802
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 78
الموقع : الاردن

التقسيم الأول لفلسطين .. لجنة بيل 1937م  و (لجنة وودهيد 1938م) Empty
مُساهمةموضوع: رد: التقسيم الأول لفلسطين .. لجنة بيل 1937م و (لجنة وودهيد 1938م)   التقسيم الأول لفلسطين .. لجنة بيل 1937م  و (لجنة وودهيد 1938م) Emptyالإثنين 24 أكتوبر 2016, 10:36 pm

تقسيم فلسطين (قرار تقسيم فلسطين 1947م)
التقسيم الأول لفلسطين .. لجنة بيل 1937م  و (لجنة وودهيد 1938م) Taqseem

خطة تقسيم فلسطين
خطة تقسيم فلسطين هو الاسم الذي أطلق على قرار الجمعية العامة التابعة لهيئة الأمم المتحدة رقم 181 والذي أُصدر بتاريخ 29 نوفمبر 1947 بعد التصويت (33 مع، 13 ضد، 10 ممتنع)، ويتبنّى خطة تقسيم فلسطين القاضية بإنهاء الانتداب البريطاني على فلسطين، وتقسيم أراضيها إلى 3 كيانات جديدة، أي تأسيس دولة عربية وأخرى يهودية على تراب فلسطين، وأن تقع مدينتا القدس وبيت لحم في منطقة خاصة تحت الوصاية الدولية. كان هذا القرار من أول محاولات الأمم المتحدة لحل النزاع العربي/اليهودي- الصهيوني على أرض فلسطين.
خلفية تاريخية
تبادرت فكرة تقسيم فلسطين إلى دولتين عربية ويهودية مع تحديد منطقة دولية حول القدس في تقرير لجنة پيل 1937م وتقرير لجنة وودهيد 1938م، وصدر هذان التقريران عن لجنتين تم تعييهما على يد الحكومة البريطانية لبحث قضية فلسطين إثر الثورة الفلسطينية الكبرى التي دارت بين السنوات 1936م و 1939م.
بعد الحرب العالمية الثانية وإقامة هيئة الأمم المتحدة بدلاً لعصبة الأمم، طالبت الأمم المتحدة إعادة النظر في صكوك الانتداب التي منحتها عصبة الأمم للإمبراطوريات الأوروبية، واعتبرت حالة الانتداب البريطاني على فلسطين من أكثر القضايا تعقيدًا وأهمية.
إنشاء خطة تقسيم فلسطين
قامت هيئة الأمم المتحدة بمحاولة لإيجاد حل للنزاع الإسلامي اليهودي القائم على فلسطين، وقامت هيئة الأمم بتشكيل لجنة UNSCOP المتألّفة من دول متعدّدة باستثناء الدّول دائمة العضوية؛ لضمان الحياد في عملية إيجاد حلّ للنزاع.
قامت اللجنة بطرح مشروعين لحل النزاع، تمثّل المشروع الأول بإقامة دولتين مستقلّتين، وتُدار مدينة القدس من قِبل إدارة دولية، وتمثّل المشروع الثاني في تأسيس فيدرالية تضم كلا من الدولتين اليهودية والعربية.
ومال معظم أفراد لجنة UNSCOP تجاه المشروع الأول والرامي لتأسيس دولتين مستقلّتين بإطار اقتصادي موحد. وقامت هيئة الأمم بقبول مشروع لجنة UNSCOP الدّاعي للتقسيم مع إجراء بعض التعديلات على الحدود المشتركة بين الدولتين العربية واليهودية، على أن يسري قرار التقسيم في نفس اليوم الذي تنسحب فيه قوات الانتداب البريطاني من فلسطين.
أعطى قرار التقسيم 55% من أرض فلسطين للدولة اليهودية، وشملت حصّة اليهود من أرض فلسطين على وسط الشريط البحري "من أسدود إلى حيفا تقريبا، ما عدا مدينة يافا"، وأغلبية مساحة صحراء النّقب "ما عدا مدينة بئر السبع وشريط على الحدود المصري". ولم تكن صحراء النّقب في ذاك الوقت صالحة للزراعة ولا للتطوير المدني، واستند مشروع تقسيم الأرض الفلسطينية على أماكن تواجد التّكتّلات اليهودية بحيث تبقى تلك التكتّلات داخل حدود الدولة اليهودية.
تقسيم فلسطين – قرار تقسيم فلسطين 1947م
التصويت على القرار
في نوفمبر 1947م بلغ عدد الدول الأعضاء في الأمم المتحدة 57 دولة فقط. وما زالت الدول المهزومة في الحرب العالمية الثانية - ألمانيا واليابان وحلفائها - خاضعة لسلطات الاحتلال أو ممنوعة من الانضمام إلى المنظمة الدولية. أما أغلبية دول القارة الأفريقية وأسيا الجنوبية الشرقية فما زالت خاضعة للسلطات الاستعمارية، ولم تكن مستقلة.
وشارك في تصويت 56 دولة، أي جميع الدول الأعضاء باستثناء دولة واحدة هي مملكة سيام "تايلاند حاليًا". وافقت الدول العظمى في ذلك الحين - الاتحاد السوفييتي، الولايات المتحدة وفرنسا - على خطة التقسيم، باستثناء بريطانيا التي دارت سلطة الانتداب والتي فضلت الامتناع. ومن بين الدول المعارضة للخطة كانت جميع الدول العربية والإسلامية وكذلك اليونان والهند وكوبا.
وبذل زعماء الحركة الصهيونية جهودًا كبيرة لإقناع الدول المترددة، واستعانوا بالدبلوماسيين الداعمين للخطة داخل الأمم المتحدة من أجل تأجيل التصويت؛ مما أعطاهم الفرصة لإقناع ليبريا والفلبين وهايتي بالتصويت مع مؤيدي الخطة، وتأمين دعم ثلثين من الدول الأعضاء، وهي النسبة التي كانت لازمة لإقرار خطة التقسيم. وحاولت الدول العربية منع هذا التأجيل فتنازل مندوبيها عن الخطب توفيرًا للوقت، ولكن البعثة الأمريكية المؤيدة لخطة التقسيم أصرت على تأجيل جلسة التصويت إلى ما بعد عيد الشكر الأمريكي الذي حل في ذلك العام في 27 نوفمبر.
ومع أن الخارجية الأمريكية قررت عدم ممارسة الضغوط على دول للزيادة من الدعم، فإن هذه الضغوط الأمريكية مورست من بعض السياسيين ورجال الأعمال على الدول المترددة التي كانت متعلقة اقتصاديًا بالولايات المتحدة؛ فالذي ضغط على ليبريا مثلاً كان المليونير الأمريكي المشهور هارفي صمويل فايرستون صاحب مزارع المطاط في ليبريا وصاحب مصانع الإطارات المشهورة فايرستون .
في مساء 29 نوفمبر 1947م جرى التصويت، فكان ثلاثة وثلاثون صوتًا إلى جانب التقسيم، وثلاثة عشر صوتًا ضدّه، وامتنعت عشر دول عن التصويت، وغابت دولة واحدة، وكانت الدول الثلاثة والثلاثون التي وافقت على القرار هي: استراليا، بلجيكا، بوليفيا، البرازيل، بيلوروسيا، كندا، كوستاريكا، تشيكوسلوفاكيا، الدنمارك، الدومينيكان، الإكوادور، فرنسا، غواتيمالا هاييتي، أيسلندا، ليبيريا، لوكسمبورغ، هولندا، نيوزيلندا، نيكوراغوا، النرويج، بنما، الباراغوي، بيرو، فيليبين، بولونيا، السويد، اوكرانيا، جنوب أفريقيا، الاتحاد السوفييتي، الولايات الأمريكية المتحدة، الأوروغواي وفنزويلا.
والدول الثلاثة عشر التي وقفت ضد القرار هي: أفغانستان، كوبا، مصر، اليونان، الهند، إيران، العراق، لبنان، باكستان والسعودية، سوريا، تركيا، اليمن.
أما الدول العشر التي امتنعت عن التصويت فهي: الأرجنتين، تشيلي، الصين، كولومبيا، سلفادور، أثيوبيا، هندوراس، المكسيك، المملكة المتحدة، ويوغوسلافيا.
وغابت تايلاند عن التصويت.
وعندما أعلنت النتيجة انسحب المندوبون العرب من الاجتماع، وأعلنوا في بيان جماعي رفضهم للخطة واستنكارهم لها. وقال وزير الدفاع الأمريكي آنذاك جيمس فورستل في مذكراته تعليقًا على هذا الموضوع:" إن الطرق المستخدمة للضغط ولإكراه الأمم الأخرى في نطاق الأمم المتحدة كانت فضيحة".
ردود الفعل
ردود الفعل الصهيونية
تنامت الضغوط السياسية على هيئة الأمم المتحدة لقبول خطة التقسيم، واستحسن معظم اليهود مشروع القرار وبخاصّة الوكالة اليهودية، إلا أن المتشددين اليهود من أمثال مناحيم بيجن رئيس منظمة الأرجون الصهيونية، وعضو عصابة الشتيرن إسحاق شامير رفضوا هذا المشروع.
وتشير سجلات الأمم المتحدة إلى فرحة الفلسطينيين اليهود الذين حضروا جلسة الأمم المتحدة بقرار التقسيم. وإلى هذا اليوم تشيد كتب التاريخ الصهيونية بأهمية التاسع والعشرين من نوفمبر 1947م.
ردود الفعل العربية
ورفضت الزعامات العربية باستثناء زعماء الحزب الشيوعي خطة التقسيم ووصفتها بالمجحفة في حق الأكثرية العربية التي تمثّل 67% مقابل 33% من اليهود؛ فقد أعطى الاقتراح 56.5% من فلسطين لليهود الذين كانوا يملكون 7% فقط من التراب الفلسطيني. والسبب الثاني لرفض العرب خطة التقسيم كان الخوف من المستقبل، إذ خشي العرب أن تكون خطة التقسيم نقطة البداية لاستيلاء اليهود على المزيد من الأراضي العربية.
ولم تأت مخاوف العرب من فراغ، فقد أعلن بن جوريون في يونيو 1938م، في كلام أمام قيادة الوكالة اليهودية بشأن اقتراح آخر لتقسيم فلسطين عن نيّته في إزالة التقسيم العربي-اليهودي، والاستيلاء على كلّ فلسطين بعد أن تقوى شوكة اليهود بتأسيس وطن لهم؛ ففي بث راديو في 30 نوفمبر 1947م صرّح مناحيم بيجن الذي كان في ذلك الحين أحد زعماء المعارضة في الحركة الصهيونية عن بطلان شرعية التقسيم، وأن كل أرض فلسطين ملك لليهود، وستبقى كذلك إلى الأبد.
قرارات الجامعة العربية
اجتمعت الجامعة العربية الناشئة بعد هذا القرار وأخذت بعض القرارات التي كان أهمها:
أولاً: إصدار مذكرات شديدة اللهجة لأمريكا وإنجلترا.
ثانيًا: إقامة معسكر لتدريب المتطوعين في قطنة بالقرب من دمشق بسوريا؛ لتدريب الفلسطينيين على القتال.
ثالثًا: تكوين جيش عربي أطلق عليه جيش الإنقاذ، وجعلوا عليه فوزي القوقجي.
رابعًا: رصد مليون جنيه لأغراض الدفاع عن فلسطين.
وبدأ بالفعل تنفيذ القرارات بتدريب الفلسطينيين بقطنة وتشكيل جيش الإنقاذ، فاعترضت بريطانيا وأرسلت رسالة تقول فيها:" إن بريطانيا تعتبر تسليح الفلسطينيين وتدريبهم في قطنة عملاً غير ودي". فاجتمعت الجامعة العربية وتشاورت واتخذت قرارًا بغلق معسكر قطنة، وتسريح المتطوعين، وسحب أسلحة المعسكر، والاكتفاء بتجهيز جيش الإنقاذ مع تحديد عدده بـ 7700 جندي، وإمداده ببعض الأسلحة. أما الأموال فلم يصل إلى فلسطين إلا شيء قليل منها.
جهاد المفتي أمين الحسيني
بعد ذلك عاد المفتي أمين الحسيني إلى فلسطين -وكان قد هرب منها إلى لبنان- وبدأ يقود الجهاد المسلح ضد اليهود ومعه البطل عبد القادر الحسيني، واجتمع الناس على قيادة المفتي الذي أراد الحصول على التأييد العربي، فاتجه إلى الجامعة العربية يعلن رغبته في تكوين حكومة فلسطينية وطنية يكون المفتي على رأسها كما يريد الشعب هناك، لكن الجامعة العربية رفضت الطلب دون تبرير واضح.
قام اليهود باستجداء واستغاثة أمريكا وإنجلترا ودول أخرى، فانهمرت عليهم سفن الأسلحة من أمريكا وإنجلترا وأوروبا الشرقية، وقدم ضباط من أمريكا وتشيكوسلوفاكيا وروسيا لتدريب اليهود على الأسلحة الجديدة، واستعدت المنظمات اليهودية للقتال وقوامهم 70 ألف جندي مسلح مدرب.
ثار الشعب الفلسطيني بقيادة المفتي أمين الحسيني والقائد البطل عبد القادر الحسيني إلا أن جيش الإنقاذ الضعيف رفض التعاون مع الحاج أمين الحسيني.
وانتصر الفلسطينيون في بعض المواقع بسلاحهم البدائي وروحهم العالية منها"ظهر الحجة" و"عين باهل" و"شعفاط" و"الدهيشة" لكن فارق التسليح المهول جعل الكفة تميل لصالح اليهود.
تحرك الشباب المسلم في الدول الإسلامية وعلى رأسها مصر وسوريا وطلبوا حمل السلاح والجهاد في فلسطين، ورفضت الحكومات في البداية ثم رضخت للضغط الشعبي، فخرجت الكتائب لتدافع عن فلسطين وحققت انتصارات هائلة في البداية في مستعمرات النقب وبيت لحم والخليل وكفار ديروم وبئر السبع وحاصروا القدس حصارًا شديدًا بينما كانت مدن عربية أخرى تسقط الواحدة تلو الأخرى، وحدثت مذبحة دير ياسين وغيرها، ورفضت الدول العربية إرسال أي تعزيزات للمجاهدين ثم انقلبت الأمور حتى كانت حرب 1948م.
بعد التصويت على تقسيم فلسطين
وتعاقبت الأحداث بعد توصية التقسيم رقم 181، وتوسّعت دولة الكيان الصهيوني (المسماة إسرائيل) على الأراضي التي استولت عليها في نزاعها مع جيرانها.
في المادة التاسعة عشرة من الميثاق الوطني الفلسطيني الذي أقرته منظمة التحرير الفلسطينية في يوليو 1968م تقول:
"تقسيم فلسطين الذي جرى عام 1947م وقيام دولة الكيان الصهيوني (المسماة إسرائيل) باطل من أساسه مهما طال عليه الزمن؛ لمغايرته لإرادة الشعب الفلسطيني وحقه الطبيعي في وطنه ومناقضته للمبادئ التي نص عليها ميثاق الأمم المتحدة وفي مقدمتها حق تقرير المصير".
أما في وثيقة إعلان الاستقلال التي أعلنتها منظمة التحرير الفلسطينية في نوفمبر 1988م فيوجد نوع من الاعتراف المتحفظ بشرعية قرار التقسيم من 1947:
"ومع الظلم التاريخي الذي لحق بالشعب العربي الفلسطيني بتشريده وبحرمانه من حق تقرير المصير، إثر قرار الجمعية العامة رقم 181 عام 1947م، الذي قسم فلسطين إلى دولتين عربية ويهودية، فإن هذا القرار مازال يوفر شروطًا للشرعية الدولية تضمن حق الشعب العربي الفلسطيني في السيادة والاستقلال الوطني".
أما في رسالة ياسر عرفات إلى إسحق رابين ضمن تبادل رسائل الاعتراف بين منظمة التحرير الفلسطينية ودولة إسرائيل، أكد عرفات على تمسك منظمة التحرير بقراري مجلس الأمن 242 و338 وأن بنود الميثاق الوطني الفلسطيني التي تنفي حق دولة الكيان الصهيوني (المسماة إسرائيل) بالوجود فقدت سريانها.
وفي اتفاقية أوسلو من سبتمبر 1993م يشار إلى الضفة الغربية وقطاع غزة فقط كالأراضي المخصصة لاستقلال الشعب الفلسطيني.


الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 75802
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 78
الموقع : الاردن

التقسيم الأول لفلسطين .. لجنة بيل 1937م  و (لجنة وودهيد 1938م) Empty
مُساهمةموضوع: رد: التقسيم الأول لفلسطين .. لجنة بيل 1937م و (لجنة وودهيد 1938م)   التقسيم الأول لفلسطين .. لجنة بيل 1937م  و (لجنة وودهيد 1938م) Emptyالإثنين 24 أكتوبر 2016, 10:38 pm

ماذا احتل اليهود عام 1948م؟

التقسيم الأول لفلسطين .. لجنة بيل 1937م  و (لجنة وودهيد 1938م) Nakaba1111

نكبة فلسطين 1948م
عندما تأكد زعماء اليهود من نية انسحاب بريطانياقرروا في تل الربيع "تل أبيب" في مايو-1948م تشكيل برلمان وطني كممثل للشعب اليهودي والحركة الصهيونية العالمية.
أعلن هذا البرلمان قيام دولة يهودية في فلسطين تسمى دولة الكيان الصهيوني (إسرائيل)، وتقرر فتح باب الهجرة لكل يهود العالم للكيان الجديد، واعترفت بها الولايات المتحدة في اليوم التالي، وتتالى بعدها اعتراف معظم دول العالم ودخلت هيئة الأمم المتحدة عام 1949م.
في اليوم التالي من إعلان قيام دولة دولة الكيان الصهيوني "إسرائيل" قامت جيوش من مصر و الأردن و سوريا و لبنان و العراق مع مقاتلين عرب آخرين والمقاتلين الفلسطينين "68 ألف مجاهد، قاموا ببدأ حرب شاملة ضد الكيان الصهيوني وعددهم 90 ألف إرهابي"، ثم تحول الصراع إلى نزاع دولي، أدى عدم التنسيق وتضارب الأوامر وبعض الاتفاقيات السرية الخائنة وضعف الجيوش ونفاد الذخيرة وغيرها إلى هزيمة الجيوش العربية.
النتيجة:
احتلت دولة الكيان الصهيوني (إسرائيل) كل فلسطين باستثناء الضفة الغربية حيث انضمت إلى الأردن، و غزة التي انضمت إلى مصر.
إحصائيات حرب 1948:
* 531 قرية ومدينة فلسطينية طهرت عرقياً ودمرت بالكامل خلال نكبة فلسطين.
* 15000 فلسطيني استشهد خلال النكبة مقابل مقتل 6000 صهيوني.
* أكثر من 50 مذبحة موثقة وقعت بحق الفلسطينيين في العام 1948م.
* 1.4 مليون فلسطيني أقاموا في فلسطين التاريخية قبل نكبة فلسطين في العام 1948م.
* 780 ألف هجروا خلال النكبة "لاجئين".
* ظلَّ 150 ألف في المناطق التي قام عليها الكيان الصهيوني عرب 1948.
* 78% من مجمل مساحة فلسطين التاريخية، قامت عليها دولة الكيان الصهيوني المسماة بـ إسرائيل في العام 1948م.
[b]* تقسمت القدس عام 1948م إلى قدس شرقية تابعة للأردن وقدس غربية تابعة لدولة الكيان الصهيوني إسرائيل.[/b]
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 75802
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 78
الموقع : الاردن

التقسيم الأول لفلسطين .. لجنة بيل 1937م  و (لجنة وودهيد 1938م) Empty
مُساهمةموضوع: رد: التقسيم الأول لفلسطين .. لجنة بيل 1937م و (لجنة وودهيد 1938م)   التقسيم الأول لفلسطين .. لجنة بيل 1937م  و (لجنة وودهيد 1938م) Emptyالإثنين 24 أكتوبر 2016, 10:39 pm

النكبة بعيون من عاشوها

رغم ما تعانيه من مرض ألزمها الفراش، إلا أنها بدأت تصف حكاية النكبة التي عاشتها وهي ابنة خمسة عشر عامًا وكأن ما حصل كان بالأمس القريب.
تروي حكاية يتخيل لك وأنت تسمعها أنك تتابع قصة فيلم من أفلام هوليود..
تفاصيل صغيرة كانت كافية لتُنقَل للأجيال والأحفاد ويحفظوا معها حقهم الذي سُلِبوه.
ومن على فراش مرضها في بيتها الكائن في مخيم عسكر للاجئين الفلسطينيين شرق مدينة نابلس شمال الضفة المحتلة، تحاملت الحاجة أم حافظ (79 عامًا) على أوجاعها ومرضها، وبدأت تروي قصتها عندما هاجرت برفقة عائلتها من بيسان جنوب فلسطين المحتلة إلى مدينة نابلس، وكأنها تريد أن تقول "إن كل ألم ووجع يهون أمام ألم الهجرة والنكبة".
إننا الآن في بيسان عام 1948م. لم تكن "أم حافظ" قد تجاوزت عامها الخامس عشر عندما أنجبت ابنتها البكر "خولة". كانت تعيش هي وزوجها المرحوم خليل حافظ حياة بسيطة، حيث كان يعمل موظفًا في المحكمة الشرعية هناك، ليعول أسرته ووالدته وإخوته.
لكن حياتهم الهادئة لم تستمر طويلاً ، حيث انقلبت حياتهم إلى خوف دائم من العصابات الصهيونية التي جاءت إلىفلسطين لاحتلالها.
إقامة "الكوبّانيّات" أو المستوطنات حول المدن
وتصف الحاجة أم حافظ تلك الأيام قائلة: "كنا نعيش في بيسان، لكن حول المدينة بدأ اليهود بإقامة المستوطنات التي كنا نطلق عليها "الكوبّانيّات"، وكانت تشكل هذه الكوبانيات خطرًا علينا، وخاصة عندما يحل المساء، حيث يطلقون النار باتجاه بيوت الفلسطينيين، وكان الثوار بدورهم يحملون أسلحتهم وبنادقهم البسيطة ويتجهون صوب تلك المستوطنات ويشتبكون مع اليهود بالرصاص والقنابل".
وتتابع: "كان شقيق زوجي يخرج مع الثوار حينها كل مساء، كان يحمل بندقيته ويذهب باتجاه اليهود ويطلق النار عليهم. كان الثوار مصرّين على طرد اليهود من أرضنا، لكنهم لا يملكون السلاح الكافي".
الحفاظ على العرض
تصمت الحاجة قليلاً وتعضّ على أوجاعها التي ألمّت بها نتيجة اشتداد مرضها، وربما أيضًا للألم الذي يرافق تلك الذكريات، وتقول: "كانت الاشتباكات بين الثوار واليهود عبارة عن مناوشات ليلية، لكن بعد فترة وصلتنا أخبار المجازر في دير ياسين والفظائع التي ارتكبتها العصابات الصهيونية، وكان أكثر ما أخافَ الأهالي حينها ليس القتل، بل حوادث الاغتصاب التي شاع نبؤها آنذاك".
وتابعت: عندما كثر الحديث عن قرب اليهود ونيتهم اقتحام بيسان وقتل العرب واغتصاب الفتيات، قررت والدتي الهرب إلى مدينة نابلس، حيث كان لنا بيت هناك. وفي أحد الأيام جاءت إلى والدي وقالت لحماتي: "أنا أخاف على بناتي.. فهن جميلات.. واليهود يرتكبون الفظائع وأخشى عليهن وعلى عرضهن وأريد أن آخذهن وأذهب إلى نابلس".
وهذا ما حدث، حيث استقلت الأم وابنتاها وحفيدتها "خولة" التي كان عمرها 11 شهرًا سيارة أجرة تعمل على خط بيسان - نابلس بعد أن حزمن أمتعتهنّ، وبقي زوج السيدة أم حافظ في بيسان برفقة والدته، حيث "لم يتمكن من الذهاب معهن لطبيعة عمله في المحكمة الشرعية، وبقي الاتصال مقطوعًا بيننا ولا يعلم بعضنا عن البعض أي شيء حتى هُجِّروا من بيسان".
وتشير: "وصلنا إلى بيتنا في البلدة القديمة في نابلس، وبعد مرور ما يقارب شهرين اشتدت الحرب وسقطت البلاد كاملاً ، وشُرد الناس من بيسان واللد والرملة ويافا وحيفا وصفد، وجاء زوجي وعائلته إلى نابلس".
الهروب حفاة
وتكمل وصفها لحال من خرجوا من بلادهم تحت نيران القصف والقنابل وتقول: "وصل زوجي وعائلته وعشرات العائلات من بيسان وباقي المناطق، قسم منهم جاء إلى مناطق الضفة، وقسم هرب باتجاه إربد في الضفة الشرقية. لقد خرجوا من بيوتهم لا يحملون شيئًا معهم، خرجوا بملابسهم التي يرتدونها فقط، وفي ذلك الوقت تعرض الكثير من المنازل للسرقة والنهب، فأهلها تركوها وفيها كل ما يملكون من نقود وجواهر وأثاث وكل شيء..!".
ولاشتداد حالة الرعب من الموت القادم إليهم، ولعلمهم بأن القاتل لا يحمل في قلبه أي مشاعر إنسانية، انتشرت قصص الأمهات اللواتي هربن من بيوتهن ونسين أطفالهن الرضع فيها من شدة الخوف الذي ألـمَّ بهن.
قصة الأم ورضيعتها
وتروي "أم حافظ" قصة إحدى النساء، امرأة أنساها الخوف ابنتها الرضيعة في البيت عندما هرب الناس لدى هجوم العصابات الصهيونية عليهم، وقالت: "كانت هذه المرأة هاربة مع أطفالها وعائلتها، وعندما قطعوا مسافة لا بأس بها التفتت حولها وصارت تصرخ باسم ابنتها التي نسيتها في البيت، فأصرت على العودة إلى البيت وحدها تحت القصف وإطلاق النار العشوائي باتجاه البيوت والأهالي العزل، وعندما وصلت إلى البيت وجدت ابنتها تبكي وحدها فحملتها وعادت مسرعة حيث مكان اختباء العائلة في الجبال القريبة".
وتشير الحاجة "أم حافظ" إلى أن كثيرًا من الأطفال الرضّع توفوا في أحضان أمهاتهم وهم في رحلة الهروب التي كانت في شهر حزيران، وقالت: "كانت حرارة الطقس عالية جدًّا، والشمس فوق رءوس الناس، ولا شيء يقيهم حرارة الشمس ولا نيران اليهود ورصاصهم، وكثير من الأطفال - وخاصة الرضع - توفوا خلال الطريق بسبب الحرارة المرتفعة".
ومن القصص التي ترويها الحاجة عن رحلة الهجرة، والتي تشير إلى مدى الصدمة التي عاشها اللاجئون لعدم تمكنهم من العودة إلى بيوتهم: "كان الناس على يقين من أنهم سيعودون إلى بيوتهم، حتى إن بعض النسوة كنّ قبل الخروج من منازلهن يطهون الطعام، ومنهن من كانت تخبز الخبز، وعندما هجمت العصابات الصهيونية، تركن ما في أيديهن وغطين الخبز بأغطية خفيفة قائلات: اتركوه حتى نعود في المساء".
وتضيف:" أهالي يافا واللدّ والرملة كانوا من أكثر الناس الذين عانوا خلال الهجرة، حيث خرج معظمهم وهم حفاة ولا يحملون معهم أي شيء، خرجوا بملابسهم التي عليهم فقط، كانوا يعتقدون أن رحلتهم لن تتجاوز يومًا أو يومين، ليعودوا إلى حياتهم الطبيعية مرة أخرى".
الهروب إلى الجبال
لكن مع اشتداد الحرب والقصف أُجبر الناس على اللجوء إلى مناطق الشمال، حيث أُخليت المدارس من الطلبة وحوِّلت إلى مساكن مؤقتة للاجئين.
وتشير "أم حافظ" قائلة: "بعد وصول اللاجئين، استمر القصف علينا، وكانت الطائرات تكثف من قصفها ونيرانها أثناء الليل، ما دفعنا للجوء إلى المغارات والكهوف في الجبال المحيطة بنابلس، حيث مكثنا فيها مدة طويلة، وكانت عائلتي تتقاسم المغارة مع عشرين عائلة أخرى، كل عائلة اتخذت لها جانبًا في الكهف وحاولوا صنع سواتر لكل عائلة".
وتتابع: "خلال النهار كان القصف يتوقف لعدة ساعات، نقوم خلالها من شباب ونساء بالنزول لبيوتنا في البلدة القديمة ونحضر الطعام ونخبز الخبز ونجلب ما نريده من ملابس أو مياه وما شابه، ونعود إلى المغارة مرة أخرى، بينما يبقى كبار السن والأطفال داخل الكهوف بانتظارنا".
وبعد أن هدأت الأوضاع وتوقفت الغارات الليلية، تمكنّا من العودة إلى بيوتنا، بينما توزع اللاجئون في المدارس، وجاءت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين التي تكفلت بتوفير المؤن لهم وتوزيع البطاقات عليهم، ووفرت لهم الطحين والحليب والسكر والحمص والعدس والمواد التموينية الأولية التي تحتاجها كل عائلة، وهكذا حتى أُنشئت المخيمات وأُسكن الأهالي في خيم مؤقتة، ومن ثم بناء البيوت لهم في مساحات محدودة في مختلف مناطق الضفة وخارج فلسطين في الأردن وسوريا ولبنان.


المصدر: [url=http://www.alawda-mag.com/default.asp?issueID=60&ID=2334&search=%C3%E3 %cd%c7%dd%d9&status=search_result_details]مجلة العودة الفلسطينية[/url]
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 75802
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 78
الموقع : الاردن

التقسيم الأول لفلسطين .. لجنة بيل 1937م  و (لجنة وودهيد 1938م) Empty
مُساهمةموضوع: رد: التقسيم الأول لفلسطين .. لجنة بيل 1937م و (لجنة وودهيد 1938م)   التقسيم الأول لفلسطين .. لجنة بيل 1937م  و (لجنة وودهيد 1938م) Emptyالإثنين 24 أكتوبر 2016, 10:40 pm

النكبة (1948-1966)
1948م: - أعلنت الجامعة العربية عن قيام دولة عموم فلسطين.
- مذبحة دير ياسين.
- إقامة الدولة الصهيونية على 78% من مساحة فلسطين واعتراف أمريكي وسوفيتي فوري بالكيان الصهيوني.
- الأمم المتحدة تصدر القرار 194 بعودة اللاجئين الفلسطينيين.
- دمج المنظمات العسكرية في الجيش الصهيوني.
1949م : - اتفاقية الهدنة بين الدول العربية والكيان الصهيوني.
- قبول عضوية دولة الكيان الصهيوني في الأمم المتحدة.
- رئيس الوزراء الصهيوني الأول بن جوريون يعلن عن أن القدس ستصبح مدينة صهيونية ابتداء من عام 1950.
1950م : مذبحة وادي عربة.
1951م : العملاء الصهاينة يزرعون المتفجرات في بغداد لإرهاب اليهود العراقيين ودفعهم إلى الهجرة إلى الكيان الصهيوني (إسرائيل).
1952م : مذبحة قبية.
1954م : بداية العمليات الفدائية التسللية من مصر.
1955م: شبكة تخريبية صهيونية تحاول نسف مصالح مصرية وأمريكية وبريطانية في القاهرة.
1956م : مذبحة كفر قاسم.
1956م : العدوان الثلاثي على مصر واحتلال الكيان الصهيوني لسيناء.
1957م : انسحاب القوات الصهيونية من غزة.
1958م : تأسيس حركة فتح وإعلان الكفاح المسلح لتحرير الأراضي الفلسطينية.
1964م : تأسيس منظمة التحرير الفلسطينية بقرار من القمة العربية.
1966م : هاجمت القوات الصهيونية قرية السموع في جنوب الخليل وقتلت 18 شخصًا وجرحت 54، وهدمت 125 منزلاً.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
 
التقسيم الأول لفلسطين .. لجنة بيل 1937م و (لجنة وودهيد 1938م)
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى الشنطي :: فلسطين الحبيبة :: بلادنا فلسطين-
انتقل الى: