قتل وتشريد وتهجير بيوت وحرب إبادة وتطهير عرقي، معارك مستمرة واقتتال طائفي بين المسلمين والمسيحيين، وسط تأجيج صليبي واضح للصراع يقابله صمت فاضح للمنظمات والحكومات الإسلامية ..هذا وضع المسلمين في إفريقيا الوسطى.
فما هو تاريخ الإسلام في إفريقيا الوسطى ؟ وما هو مسلسل الصراع وطبيعته ؟
إفريقيا الوسطى .. المعلومات الجغرافية
تقع جمهورية إفريقيا الوسطى في قلب
القارة الإفريقية، في منتصف المسافة تقريبا بين رأس الرجاء الصالح والبحر المتوسط، وبين المحيط الأطلسي وخلج عدن، وتبعد أكثر من ألف كيلو متر عن أقرب نقطة لها من المحيط. تحدها السودان من الشمال الشرقي، وجنوب السودان من الشرق وتشاد من الشمال، وزائير (الكونغو الديمقراطية) والكونغو من الجنوب، والكاميرون من الغرب.
تبلغ مساحة جمهورية إفريقيا الوسطى 622.984 كيلو مترا مربعا. وتتألف من هضبة قليلة الارتفاع يبلغ معدل ارتفاعها حوالي 600م فوق مستوى سطح البحر، ويسودها المناخ المداري.
تغطي الغابات المدارية الأجزاء الجنوبية، وحشائش السافانا الأجزاء الشمالية، وتتكلف الغابات على طول مجاري الأنهار.
أفريقيا الوسطى دولة حبيسة، لا تطل على أي بحار أو محيطات ولا تمتلك أي موانئ، تعتمد في اقتصادها على الزراعة، فتنتج القطن والبن والكاكاو، وهي غنية بالثروة الخشبية، واكتشف فيها الماس في الجنوب الغربي قرب بربراتي وفي الشمال الشرقي قرب بيراو. وأهم الصناعات بها المناجم ونشر الخشب والماس والنسيج. وتعتبر الأنهار هي أهم سبل المواصلات.
ورغم ما تتمتع به إفريقيا الوسطى من موارد اقتصادية غنية جدا، واحتياطات من الماس والذهب، إلا أنها تعد من أفقر الدول.
تنقسم جمهورية أفريقيا الوسطى إلى 16 ولاية، و إقليم واحد هو إقليم بانغي العاصمة. وينتمي السكان إلى شعب البانتو، وأهم قبائل هذا الشعب (الباندا)، ويشكلون ثلث السكان، والبايا في الغرب، والمانغا في الوسط، واللندا في الشرق، والزاندي في الجنوب الشرقي، وفي الشمال الشرقي يوجد قبائل سودانية مستعربة، كما تعيش قبائل البيل والبورورو في المرتفعات الغربية، ولا تزال في غاباتها ترتع مجموعات الأقزام التي تحيا حياة بدائية. والظاهرة الأكثر لفتا للأنظار في أفريقيا الوسطى هي تعدد القبائل، فهناك 80 قبيلة مختلفة.
وأما اللغات السائدة فهي الأوبانغي والفرنسية وسانفو والعربية والسواحلية، بينما لكل قبيلة لغتها الخاصة، واللغة الرسمية هي الفرنسية [1].
تعداد سكان إفريقيا الوسطى
يقدر عدد سكان إفريقيا الوسطى حوالي خمسة مليون نسمة اعتبارا من عام 2008م، ويشكل المسلمون نحو 15٪ من سكان جمهورية أفريقيا الوسطى، مما يجعلها ثاني أكبر ديانة في البلاد بعد المسيحية التي يدين بها نصف السكان (25% بروتستانت و25% كاثوليك)، أما بقية السكان فإنهم يدينون بديانات محلية.
ومعظم المساجد في جمهورية إفريقيا الوسطى متواضعة البناء، تبنى من الخامات المحلية، والكثير منها في حاجة إلى إصلاح أو إعادة البناء، وتنتشر المساجد رغم بساطتها في معظم المدن، ولكن أكثرها في العاصمة، ففيها 11 مسجدًا، ومعظمها ألحقت بها المدارس القرآنية، وتوجد المساجد في معظم المدن الكبرى
ويعيش معظم مسلمو أفريقيا الوسطى في الشمال بالقرب من الحدود مع تشاد المسلمة، حيث خرج من بينهم ميشال دجوتوديا كأول رئيس مسلم للبلاد وأنصاره المقاتلون في تحالف سيليكا [2].
الإسلام في إفريقيا الوسطى
انتشر الإسلام في إفريقيا الوسطى في مطلع القرن العاشر الهجري / السادس عشر الميلادي، عندما بدأ الدعاة يفدون إلى المنطقة، ومن أشهرهم محمد بن عبد الكريم المغيلي، الذي جاء من شمالي إفريقية، كما خضعت أجزاؤه الشمالية والشمالية الشرقية للمالك الإسلامية التي قامت في منطقة تشاد وفي غربي السودان، فزاد انتشار الإسلام، ما وصل إليها الدعاة السنوسيون من ليبيا والدعاة الذين أرسلهم المهدي في السودان وذلك في نهاية القرن الثالث عشر الهجري وبداية القرن الرابع عشر الهجري.
ومع تقدم الإنجليز في السودان للقضاء على المهديين، كان الفرنسيون يتقدمون في أراضي إفريقيا الوسطى، ووصلت طلائعهم عام 1307هـ/ 1889م إلى العاصمة بانغي، ولم يلبثوا أن حولوا المنطقة التي كانت معروفة آنذاك باسم (أوبانغي – شاري) إلى إقليم تحت استعمار فرنسي، ثم ضم إلى تشاد عام 1324هـ/ 1906م، وبعد أربعة أعوام أصبحت إفريقية الاستوائية الفرنسية مؤلفة من أربعة أقاليم: تشاد، أوبانغي – شاري، الغابون، الكونغو، واستمر هذا الوضع حتى الحرب العالمية الثانية.
ظهر برثلومي بوغندا كزعيم سياسي بعد الحرب العالمية الثانية، وتولى رئاسة أول حكومة عام 1377هـ/ 1957م، وصوتت البلاد لصالح مشروع ديغول، وأصبح اسم البلاد: جمهورية إفريقيا الوسطى، واشتدت مقاومة البلاد للاستعمار الفرنسي حتى حصلت على الاستقلال عام 1380هـ/ 1960م. وتوفي بوغندا في حادث طائرة مفاجئ [3].
انتخب دافيد داكو رئيسا للبلاد على أساس النظام الرئاسي والحزب الواحد. ولم تمض على حكم داكو إلا مدة قصيرة حتى أطاح به انقلاب عسكري مفاجئ قاده في عام 1966م جان بيديل بوكاسا، وقد مرت البلاد في عهد بوكاسا بمرحلة من عدم الاستقرار والفساد، نجم عنهما أسوأ العواقب الاقتصادية والاجتماعية والسياسية [4]، انتهت بإعلانه عام 1976م قيام إمبراطورية إفريقية الوسطى بدلاً من الجمهورية، وأعلن إسلامه عام 1396هـ/ 1976م، وأسلم معه العديد من أفراد قبيلته، وصار اسمه (صلاح الدين أحمد بوكاسا) [5]. وفي عام 1979م، أطاح مؤيدو داكو ببوكاسا، وأعادوا داكو رئيسًا مرة أخرى. وأعيد أيضًا تغيير اسم البلاد إلى جمهورية إفريقيا الوسطى، وعلى إثر ذلك، ذهب بوكاسا ليعيش في المنفى بفرنسا. وفي عام 1981م، أصبحت البلاد دولة متعددة الأحزاب مرة أخرى، وانتخب داكو رئيسًا. وفي سبتمبر 1981م، أطاح ضباط من الجيش مرة ثانية بداكو واستولوا على الحكم، وحظرت الحكومة العسكرية الجديدة جميع الأحزاب السياسية. وفي عام 1992م، رفعت الحكومة الحظر عن الأحزاب السياسية. وفي عام 1993م، أجريت انتخابات رئاسية وأصبح أنجي فيلكس باتاسي رئيسًا للبلاد وحتى عام 2003م، حتى أطيح به من قبل الجنرال فرانسوا بوزيزي، ومنذ ذلك الحين وإفريقيا الوسطى تعيش مأساة الانقلابات العسكرية، والتي كان آخرها الانقلاب الذي قاده القائد المسلم ميشال دجوتوديا الذي يناصره مسلحو تحالف "سيليكا"، الذين أغلب عناصرهم من المسلمين، أطاح بالرئيس المسيحي "فرانسوا بوزيزى" الذي تناصره ميليشيات "مناهضو بالاكا" المسيحية في مارس/آذار 2013م[6].
[size=18]ميشال دجوتوديا .. الرئيس المسلم
وصل المسلمون لأول مرة إلى الرئاسة في جمهورية إفريقيا الوسطى، وذلك بوصول الرئيس ميشال جوتوديا إلى الحكم في شهر مارس 2013م، وقد حرص الرئيس المسلم الجديد لإفريقيا الوسطي على طمأنة الجميع، وقال: "إن إفريقيا الوسطى دولة علمانية، يعيش المسيحيون والمسلمون في دولة علمانية، صحيح أنني مسلم لكن من واجبي خدمة وطني، جميع مواطني إفريقيا الوسطى"، لكنه أقر بأن "بعض الأشخاص من أصحاب النيات السيئة أرادوا جر البلاد إلى نزاع ديني".
وقال أيضًا: "أطلب من الله -عز وجل- إعطائي القوة والذكاء لي ولرئيس الوزراء، لإدارة شؤون إفريقيا الوسطى بشكل جيد خلال السنوات الثلاث المقبلة. سنسلم السلطة إلى من سيخلفنا" أي في عام 2016م، وقال: "إن وجدنا أنفسنا على رأس الدولة، فذلك صدقوني ليس ناتجاً من طموح سياسي معين، بل عن واجب وطني"، وفي تلميح إلى الشخصيات السابقة في نظام فرنسوا بوزيزيه، أطلق دجوتوديا نداء وطنياً وأخوياً إلى جميع الذين سلكوا طريق المنفى للعودة إلى البلاد، وقال: "لن يكون هناك مطاردة لأن علينا إرساء التسامح والصفح والحوار كطريق لإدارة شؤون الدولة".
وبدأت الخلافات تصيب نظام الرئيس المسلم، بعد فشل الحكومة في السيطرة على الأمن في البلاد، نتيجة للأعمال الإجرامية والفوضوية التي تقوم بها الميلشيات المسيحية المسلحة (مناهضو بالاكا)، لتبدأ حالة فوضى غير مسبوقة قُتل على إثرها المسلمون بطريقة عشوائية على أيدي الميلشيات المسيحية، إلى أن اضطر دجوتوديا للتنحي بضغط من رؤساء دول وسط أفريقيا في مطلع يناير/كانون الثاني 2014م [7].
تحالف مقاتلو سيليكا
"سيليكا" هو تحالف تشكل من عدة فصائل مسلحة معارضة لحكم الرئيس (فرانسوا بوزيزى) أغلبهم من المسلمين، ويقال أن هذا التحالف يعود إلى حرب الأدغال (2004-2007م) .. ويُعتقد أن بعض أعضاء التحالف من تشاد والسودان، كما يوجد من بين عناصره أعداد ليست قليلة من المسيحيين .
لا يوجد ما يدلل على أن تحالف "سيليكا" يتشكل من جماعات إسلامية دعوية أو جهادية، ويصعب الوقوف على أي خلفيات أو مظاهر دينية لأعضائه اللهم إلا أن بعض قادته يجيدون الحديث باللغة العربية ويصلون طبعا.
يقدر تعداد مقاتلي سيليكا بنحو 25 ألف مقاتل وفق بعض التقديرات، ويتزعم الائتلاف ميشال دجوتوديا (الذي كان يحمل اسم "محمد ضحية" قبل أن يغير اسمه).
في 13 سبتمبر/أيلول 2013م قام الرئيس دجوتوديا رسمياً بحلّ قوات "سيليكا"، كما تم الإعلان عن دمج بعض مقاتليهم في الجيش، لكن -على ما يبدو- لم يفلح الحل، ولم يكن الدمج في الجيش فعالا، فبقيت القوات محتفظة بقياداتها وبتماسكها.
وفي الـ 9 من ديسمبر 2013م أقدمت القوات الفرنسية بالتعاون مع القوات الأفريقية الموجودة في البلاد على نزع أسلحة أكثر من سبعة آلاف من مقاتلي سيليكا، ووضعهم في ثكنات مختلفة في العاصمة. وهو إجراء أغضب المسلمين باعتبار أن هذه القوات كانت تمثل لهم شيئا من الحماية في مواجهة الميليشيات المسيحية. ولذلك نظم المسلمون احتجاجات في بعض شوارع العاصمة، منددين بالانحياز الفرنسي لصالح المسيحيين، وأقاموا المتاريس بالإطارات والحجارة احتجاجا على انتشار القوات الفرنسية. وقالوا أن هذا الأمر يترك المسلمين عزل بدون حماية من ميليشيا (مناهضو بالاكا).
كما ظهرت احتجاجات أخرى ضد القوات الفرنسية عقب مقتل ثلاثة من مقاتلي سيليكا في اشتباكات مع الفرنسيين، ومن جهته، قال زعيم سابق في سيليكا واسمه (ساودي): "العملية العسكرية الفرنسية منحازة، إنهم يقتلون الناس المحسوبين على جهة معينة، ويسمحون بإعدام الناس".
مناهضو بالاكا
(مناهضو بالاكا) أو (مناهضة السواطير بلغة السانغو)، تعرف أيضا بالميليشيات المسيحية للدفاع الذاتي. وهي جماعات مسلحة محلية أنشأها الرئيس المسيحي (فرنسوا بوزيزي)، وتضم في صفوفها بعض جنود الجيش الذين خدموا في عهد بوزيزي.
وقد مارست (بالاكا) عمليات قتل وحشية ضد المدنيين المسلمين بالرغم من عجزها عن تحقيقي أي نتيجة أمام تحالف (سيليكا).. وتضمنت جرائم هذه الميليشيات بحق المسلمين حرق الجثث وبتر الأعضاء وتدمير المساجد وتهجير أعداد كبيرة من السكان المسلمين.
فرنسا وتأجيج الصراع الطائفي
منذ فترات طويلة كان المسيحيون والمسلمون يتعايشون في وئام، يقول ديفيد سميث، من مركز أوكابي للاستشارات الإعلامية في جوهانسبرغ: "لم تشهد جمهورية أفريقيا الوسطى من قبل مواجهات تقوم على أساس ديني". وفي تقرير ميداني لها، تنقل وكالة رويترز عن المواطنة المسلمة عائشة عبد الكريم (31 عاما) ، قولها: "لم نعهد أعمال عنف بهذه الوحشية من قبل... لقد تملك الشيطان من بلدنا".
أم كريستين، وهي سيدة مسيحية ، فتقول: "كنا نعيش دائما مع بعضنا البعض، وكان زوجي مسلما. كما أن أحد جيراننا من المسلمين هو من ساعدني للوصول إلى الملجأ هربا من القتال". وتساءلت قائلة: "لا أفهم ما الذي أوصلنا إلى هذا الوضع؟"، حسبما نقلت شبكة "بي بي سي" البريطانية.
ربما لا يبدو الصراع الدائر في إفريقيا الوسطى أنه صراع طائفي ولكن ما تؤكده الوقائع وما نراه على الأرض من ممارسات بحق المسلمين وما تقوم به حكومات الغرب وخاصة فرنسا، يؤكد أن ما يدور في إفريقيا الوسطى حرب على الإسلام وإبادة لكل ما هو مسلم، وهو ما يؤكده أحد الجنرالات العسكرية المسيحية في إفريقيا الوسطى اللواء (يايا إسكوت) -الذي خدم في الجيش الحكومي إبان حكم الرئيس السابق فرانسوا بوزيزى، تنقل عنه وكالة الأناضول -وقد زارت معسكر سيليكا "بييل" بالعاصمة بانجي- قوله إنه "على الرغم من العنف الطائفي الجاري عندنا، إلا أن الجنود المسيحيون والمسلمون يعيشون معا داخل الثكنات في وئام".
واتهم الجنرال يايا إسكوت القوات الفرنسية بأنها "مسؤولة عن التحريض على العنف الطائفي بين المسلمين والمسيحيين في أفريقيا الوسطى". وأشار إسكوت إلى أن "المسلمين والمسيحيين كانوا يعيشون في وئام حتى شرع بعض الساسة المحليين -الذين يتم تمويلهم من جانب فرنسا- في تحريض المسيحيين ضد المسلمين".
وكان الرئيس المسيحي (فرنسوا بوزيزي) قد استنجد بفرنسا والولايات المتحدة لمساعدة نظامه على التصدي لمقاتلي "سيليكا" وهم يتقدمون نحو العاصمة. وقال بوزيزي -أمام حشد بالميدان الرئيسي في بانجي : "نطلب من أبناء عمومتنا الفرنسيين والولايات المتحدة باعتبارهما قوتين كبيرتين أن يساعدونا على دحر المتمردين" [8].[/size]
حرب إبادة ضد مسلمي إفريقيا الوسطى
[/size]
[size=18]حرب إبادة ضد المسلمين في إفريقيا الوسطى
منذ تنحي دجوتوديا مطلع يناير/كانون الثاني 2014م غرقت البلاد في دوامة من العنف الطائفي والأعمال الانتقامية التي تشنها الميليشيات المسيحية ضد مسلحي سيليكا والمدنيين المسلمين. وزاد استهداف المسلمين منذ تولت سامبا-بانزا، وهي مسيحية رئاسة البلاد. وتتحدث التقارير الواردة من هناك عن طرق بشعة للقتل باستخدام السواطير والفؤوس، وبدون تمييز بين رجل أو امرأة أو طفل.وأدى انسحاب مسلحي سيليكا من مدينة بودا (شمال غرب) في 29 يناير/كانون الثاني 2014م إلى موجة عنف غير مسبوقة أسفرت عن مقتل 84 شخصا بينهم مسلمون ومسيحيون، بحسب الصليب الأحمر المحلي.وحسب منظمة العفو الدولية، فإن ميليشيات مناهضو بالاكا المسيحية شنت في 18 من شهر يناير 2014م هجوما على مدينة بوسيمبتيليه (غرب)، ما أسفر عن سقوط أكثر من مائة قتيل بين السكان المسلمين.وأدت أعمال العنف الطائفية إلى نزوح ربع سكان البلاد -البالغ عددهم خمسة ملايين نسمة تقريبا- عن مناطقهم خوفا من الهجمات الانتقامية التي أودت بحياة ما لا يقل عن ألفي شخص. وفر عشرات الآلاف من المسلمين النازحين إلى دولتي الكاميرون وتشاد المجاورتين.ومع اتساع نطاق نزوح المسلمين، أعلن مدير الطوارئ في منظمة هيومان رايتس ووتش "بيتر بوكارت" أنها مسألة أيام وسيغادر جميع المسلمين أفريقيا الوسطى فراراً من العنف، مضيفا توجد أحياء كاملة ذهب سكانها من المسلمين بالكامل، ويتم هدم منازلهم بصورة ممنهجة، حيث يتم نزع الأبواب والنوافذ والأسقف، وتوجد أدلة على محو وجودهم بالكامل.وقال بوكارت إنه شاهد بنفسه جثة رجل مسلم تحرق في الشارع، كما رأى الميليشيات المسيحية تلقي القبض على مسلم آخر وتضربه حتى الموت.وقبل ذلك، اغتيل النائب البرلماني جان إيمانويل نجاروا بعد إعلانه معارضته القوية للهجمات التي تستهدف قتل المسلمين في البلاد.وقد فاد شهود عيان بأن ميليشيات نصرانية اعتدت على مسجد الرحمة في عاصمة أفريقيا الوسطى بانغي، بحجة أن فيه أسلحة، ما أسفر عن تدميره بشكل جزئي.فاعتدت العناصر النصرانية المسلحة بالمناجل والهراوات على أجزاء من المسجد، وأضرمت النيران في عدد من السيارات التي كانت متوقفة خارجه، كما قامت بسرقة جميع محتويات المسجد وما استطاعت الوصول إليه من ممتلكات[9].موقف العالم الإسلامي
في ظل ما يتعرض له المسلمون في إفريقيا الوسطى من عمليات إبادة جماعية فإننا لم نسمع عن موقف إدانة واحد من دول العالم الإسلامي أو مؤسساته العلمية أو الدعوية، سوى بيانات الاستنكار والإدانة التي منها بيان الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين ووزارة الخارجية التركية وبعض الشخصيات الدينية.لتضاف مأساة مسلمي إفريقيا الوسطى إلى مآسي المسلمين التي لا تنتهي .. ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.[/size]
[size]
[1] محمود شاكر- إسماعيل أحمد ياغي: تاريخ العالم الإسلامي الحديث والمعاصر، دار المريخ للنشر 1993م، جـ2/ 220- 221.
- جمال عبد الهادي- علي لبن: المجتمع الإسلامي المعاصر – إفريقيا، دار الوفاء للطباعة والنشر 1994م، ص82- 83.
[2] عبد الرحمن أبو العُلا: ماذا يحدث لمسلمي أفريقيا الوسطى؟، تقرير لموقع الجزيرة نت - الأربعاء 12/2/2014م.
- المسلمون في إفريقيا الوسطى .. آمال مشرقة بعد الوصول للسلطة، شبكة رسالة الإسلام.
[3] محمود شاكر- إسماعيل أحمد ياغي: تاريخ العالم الإسلامي الحديث والمعاصر، جـ2/ 221- 222.
[4] جمهورية إفريقيا الوسطى - الموسوعة العربية.
[5] جمال عبد الهادي- علي لبن: المجتمع الإسلامي المعاصر – إفريقيا، ص83.
[6] جمهورية إفريقيا الوسطى - موسوعة Kacem.
[7] المسلمون في إفريقيا الوسطى .. آمال مشرقة بعد الوصول للسلطة، شبكة رسالة الإسلام.
- شبكة برس نت.
- عبد الرحمن أبو العُلا: ماذا يحدث لمسلمي أفريقيا الوسطى؟، تقرير لموقع الجزيرة نت - الأربعاء 12/2/2014م.
[8] علي عبد العال: طبيعة الصراع في (أفريقيا الوسطى) وموضع المسلمين منه، موقع الإسلاميون.
[9] ماذا يحدث لمسلمي أفريقيا الوسطى؟، تقرير لموقع الجزيرة نت.
- ماذا يحدث في إفريقيا الوسطي؟، مركز التأصيل للدراسات والبحوث.[/size]